مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قراءة في كتاب الحكاية الشعبية الصوفية عبد الرحمان الملحوني Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 37 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 37 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
ناديس
ناديس
عضو مشارك
عضو مشارك
البلد : قراءة في كتاب الحكاية الشعبية الصوفية عبد الرحمان الملحوني Pt771c11
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 85
نقاط تميز العضو : 104381
تاريخ التسجيل : 17/03/2010
العمر : 36

GMT + 6 Hours قراءة في كتاب الحكاية الشعبية الصوفية عبد الرحمان الملحوني

20/02/11, 08:25 pm

المقدمة
تعتبر الحكاية الشعبية الصوفية إحدى مكونات التراث الأدبي المغربي الشعبي، إذ لا يمكن الحديث عن تراث مغربي دون الحديث عن الحكاية الشعبية الصوفية،باعتبارها شكلا من أشكال الثقافة المغربية أولا ونوعا من أنواع جنس الحكاية الذي لا يمكن أن تكتمل صورة الأدب الشعبي بدونه. خاصة وأن الحكاية الشعبية شغلت ولا تزال حيزا كبيرا من متخيلنا الشعبي،سواء كنا متعلمين أم لا.نظرا لارتباطها بشيخ الطريقة أو الولي والزاوية .إذ من منا لم يجد نفسه في يوم من الأيام عن قصد أو عن غير قصد وسط بناء يتوسطه قبر لف بثوب أخضر،من منا لم يدفعه اللون الأخضر إلى التساؤل والبحث عن كنه الميت الذي حظي بقبر أحيط ببناء وضعت له قبة خضراء وعن سبب تزيينه وتنمقيه لا بل حتى عن سبب اهتمام الأحياء به رغم موته؟؟؟.
لاشك أنكم كثر الذين وضعتم مثل هذه الأسئلة وأخرى وإن كانت بصيغ مختلفة. فكان الجواب حكايات تختلف من حيث الروايات، مضمونها علم صاحب القبر وقربه من الله،بركته وقدرته على تحقيق الأمنيات في حياته وحتى بعد موته، وأحداث أخرى لا يصدقها العقل ولا يقبلها الخيال،للأساطير هي أقرب منها إلى الواقع، لكنها رغم ذلك تفعل فعلها فينا شئنا أم أبينا. وسواء صدقناها أم لا فإننا نضطر لتتبع سداها حتى لا نغفل خيطا من خيوطها.نرصد خطوات أبطالها رموزها ونتأمل أحداثها. إلا أن هذه الحكايات غالبا ما تكون شفهية تروى من طرف أتباع ومريدي الزوايا، أو مدونة في ثنايا كتب التصوف، كالتشوف لرجال التصوف مثلا.إذ لم تحض الحكاية الشعبية الصوفية بما تستحقه من الاهتمام.
ويعتبر مؤلف الحكاية الشعبية الصوفية تجربة رائدة في هذا المجال الشيء الذي دفعني إلى محاولة إجراء قراءة فيه ومحاولة استخراج مفهوم الحكاية الشعبية الصوفية وخصوصياتها ومميزاتها من خلا ل ما أورده صاحب المؤلف أولا وما روي لي من أتباع إحدى الزوايا ثانيا.










1 المؤلف

يعتبر كتاب الحكاية الشعبية الصوفية، إشراقات من أدب السلوك،مؤلف ضمن سلسلة من المؤلفات التي أصدرها الكاتب المغربي عبد الرحمان الملحوني .التي عنيت بالثقافة الشعبية المغربية، فبعد مؤلفيه أدب المقاومة بالمغرب من خلال شعر الملحون والمرددات الشفهية،الصادر عن دار المناهل سنة 1990 وديوان الملحون سلسلة أبحاث في دراسات القصيدة الزجلية1992نجد عبد الرحمان الملحوني ينزح إلى فن لا بل إلى جنس آخر من مكونات التراث المغربي الشعبي الشفهي، إذ جعل من الحكاية الشعبية موضوعا لمؤلفه.
وفد أفرد هذا المؤلف للحكاية الصوفية،وتحديدا حكايات الطائفة العيساوية التي ترويها عن شيخها محمد بن عيسى المكناسي الشهير بالهادي بن عيسى المتوفى سنة أربعين وتسع ومائة للهجرة.
إذ تولى المؤلف جمع هذه الحكايات من أتباع الشيخ من مختلف المدن المغربية التي نشطت بها الطريقة العيساوية مثل مكناس، فاس، مراكش، وسلا.فتولى كتابتها وتحويلها من اللسان الدارج إلى اللغة العربية الفصيحة .
يقع المؤلف في جزأين إلا أننا سنقصر الحديث في هذا العرض على الجزء الأول منه فقط نضرا لتعذر الحصول على الجزء الثاني.
يقع الجزء الأول من الكتاب في سبع وعشرين ومائة صفحة تضم سبع وعشرين منها التصدير والمدخل في حين أفردت الصفحات الباقية لأربعة عشرة حكاية، مرقمة من واحد إلى أربعة عشر أطلق عليها المؤلف اسم الجلسات أي جلساته مع الراوي أبو الرواين.علما أن هذا الراوي المفترض أبو الرواين كان مريدا من مريدي الزاوية العيساوية.وتلميذ مقرب من الشيخ محمد بن عيسى.

2 مفهوم الحكاية الشعبية الصوفية

يمكننا من خلال تتبعنا للعديد من الحكايات الشعبية الصوفية المرتبطة بأدب السلوك أن نعرف الحكاية الصوفية بكونها شكلا تعبيري شفهيا أفرزه الوسط الشعبي الساذج الذي أفرز الطرق الصوفية، تتنوع أغراضها وأهدافها.تتضمن المسار الروحي والنفسي والاجتماعي خصوصا في جانب تعميق الكرامات ومناقب الأولياء، وأسرار الطرق الصوفية،المتواجدة بالوسط الشعبي لإدخال الطمأنينة والاستقرار الروحي إلى نفوس الأتباع وشيء آخر من التوازن الاجتماعي في حياتهم العامة والخاصة،بطلها الولي وحدثها الرئيس الكرامة.





3 نشأة الحكاية الشعبية الصوفية

يمكننا تحديد الفترة الزمنية التي ظهرت فيها الحكاية الشعبية الصوفية، من خلال ربطها بالفترة التي ظهر فيها التصوف وأقطابه بالمغرب أي القرن الحادي عشر الميلادي، حين عم الحديث بالوسط الشعبي عن الكرامات ومناقب الأولياء في شؤون متعددة .وحين انتشرت ظاهرة الأولياء والصالحين وثم اللجوء إليهم والاعتصام بدورهم لاستجلاب الخير والبركة ودرء الشر والمكر من حياتهم وعندما اتخذ الإنسان المغربي الطرق الصوفية رمزا للخير والخلاص خوفا على نفسه ومستقبله من شر منتظر ومن تهديدات الأجنبي الماكر.
وعندما اتخذ من الزوايا والأضرحة أماكن للاحتماء، وقد ثم ذلك من خلال الأوراد والأحزاب من جهة ومن خلال النذور والقرابين من جهة أخرى. وقد وجدت هذه السلوكات في المجتمع المغربي يومئذ مرتعا خصبا فلا تكاد تخلو منه قرية أو مدينة ذات طابع تقليدي عتيق واعتبرت لليوم البيئة الشعبية مكانا لترويج الأدعية والحكايات الشعبية. وذلك راجع لكونه الوسط الذي تنشط فيه الطرقية وتجد المتنفس لما تدعوا إليه من شعوذة وما تدعيه من مراسيم وعادات وما تنشره أيضا من وبال أخلاقي وديني في صفوف الأميين وأنصاف المتعلمين .

ويمكن أن نقول إن الحكاية الشعبية الصوفية إفراز مجتمعي أفرزه الخيال الشعبي المغربي في فترة شكل فيها الولي بمكانته وكراماته المنقذ. فأصبح الأتباع والمريدون يسقطون الصور المثالية الموجودة في اللاوعي عليه ويضعون آمالهم ورجاءهم في هذه الصور المثالية برموزها الخرافية كما يسقطون مخاوفهم وعجزهم ومشاعرهم الناتجة عن فشلهم على أعداء الطريقة.




4 خصوصيات الحكاية الصوفية

إن المتتبع للحكايات الصوفية يجد أن كل ما يرويه الأتباع والمريدون والعامة من حكايات وقصص عن شيوخهم تتلخص في أزواج من الأضداد وهي في صيغها ذات أبعاد اجتماعية ونفسية وكل ممارسة تحكيها الحكاية الصوفية تهدف في الأساس إلى تحقيق مجموعة من الأغراض والأهداف بشكل ما من الأشكال المعروفة ،عند المشايخ وهي جميعها لها حالات مستمدة من واقع الحاكي،وتدور حول القضايا الوجدانية بالدرجة الأولى وما ينبعث من الداخل من مشاعر وأحاسيس لا يقدر على ترجمتها إلا الشيخ ومن يليه رتبة من المريدين الخلص ومن الواصلين الذين يجدون فيما يروونه عن الطريقة، متنفسا ومنفذا لما يمليه الخيال السابح،ويأتي به من تصورات للخوارق.


5 أغراض الحكاية الصوفية

من خلال دراستنا للحكايات التي أوردها عبد الرحمان الملحوني نجد أن هذه الحكايات تختلف من حيث الأغراض والأهداف، إذ يمكننا أن نصنفها حسب أغراضها إلى:

1) الحكاية التعليمية:
وتتمثل في الحكايات الأربع الأولى التي نرى فيها السبل التي ينتهجها الشيخ وكيف يربي أتباعه وينمي فيهم ملكة الحفظ. وينمي الاهتمام بالأذكار والأوراد و قدرة الشيخ على تغيير سلوك الناس وعاداتهم.
من أمثلة ذلك حكاية المريد الذي كان يستمع إلى حزب الشيخ منشغلا بنفسه خارجا عن الجماعة، يتلهى بأصابع يده، ولا يتابع الذاكرين، ولا هو يتلوا ما يتلون و يقرأ ما يقرؤون ... اقترب منه الشيخ وأمره بالإنصات والتدبر ومتابعة الذاكرين في خشوع وضراعة إلى الله تعالى:
ولما فرغوا من قراءة الحزب، أمره الشيخ محمد بن عيسى أن يحضر يوم الجمعة، ويوم الخميس ودعاه أن يكرر دلك مرات ومرات، وذات يوم استطاع هذا المربد أن يواصل قراءة الحزب مع الذاكرين بدون أن تغيب عنه ولو كلمة واحدة.
فلما رأى الناس ذلك أخدهم العجب في أمره، فقد تغير سلوكه، وحسن حاله، فقال لهم الشيخ محمد بن عيسى:
إنه من السهل حفظ حزبنا والتخلق بأخلاقنا.إذا تعلقت الهمة بذلك. شريطة أن يصفو قلب المريد، وينصت إلى الحزب وجدانه وفؤاده. فما أتعب صاحبكم إلا انشغاله عنا، وسيطرة نفسه عليه، فلما خلصت نيته، وطاب قلبه، واستأنس بالذكر، مال إلى ما مالت إليه الجماعة، فتخطى بالقبول الحسن المراحل واجتاز الأهوال والصعاب. فهداه الله إلى الحق المبين. وفسح له من طريق اليقين، ليرى بداخل الجماعة نور العارفين المخلصين، وعلم السالكين الواصلين، فيتزود لطريقتنا بزاد التقوى والصلاح، قل هذي سبيلي أدعو إلى الله، على بصيرة أنا ومن اتبعني .
2) الحكاية الكرامة
و إن كان المؤلف لم يسق منها إلا حكاية واحدة،وقد يعود ذلك لكونه اقتصر على إيراد الحكايات التي تتلاءم مع القرآن والسنة والدين،خاصة أننا نجده في مقدمة المؤلف يعلن أن هدفه من سوق هذه الحكايات هو تصفية الزاد الثقافي الديني من كل رغو وهزل، وحماية للتوحيد .
وموضوع هذه الحكاية قدرة الشيخ على إشفاء المرضى إذ يروي أحد المريدين وهو الراوي الثاني الحكاية يقول
طلبت من الشيخ محمد بن عيسى يوما أن أماشيه في الطريق لأحس بدفء عواطفه، وبتوجيهاته النيرة وأنا أجوب معه شوارع المدينة وأزقتها وبالفعل لبى الشيخ طلبي، وخرجت معه بعد صلاة عصر يوم الخميس. وبينما نحن بداخل درب من دروب المدينة، فإذا بنا نبصر أطفالا يلعبون ويرتعون،ومن بينهم طفل صغير دون العاشرة لا يشاركهم لعبهم ومرحهم. فتقدم نحوه الشيخ محمد بن عيسى بعدما أدخل يده في جيبه، وأخرج حبات تمر سلمها للطفل وقال له بصوت هادئ.
لم لا تشارك أصدقاءك لعبهم ومرحهم؟ وانتظر طويلا أن يجيب الطفل، لكنه لم ينطق ولو بكلمة وجاء أحد أصدقائه وقال لنا أن الطفل لا يستطيع النطق،ولا يشارك الأطفال في اللعب. وبتدخل أصدقائه تعرفنا على بعض أحواله....قال الشيخ الطفل هبة من الله، و أمانة في عنق أبويه.ونحن شركاء في الحفاظ وصيانة هذه الأمانة من كل تلف. قلت للشيخ وماذا يجب أن نفعل تلبية لهذه الدعوة ؟فقال يجب الاتصال بأهله لمعرفة سبب عجزه ومرضه. فهل مرضه هذا جوهر،أو عرض.نرجو الله خالصين مخلصين أن يكون شفاؤه على أيدينا، تكريما لهبته.و تقديرا للأمانة الملقاة على كاهلنا جميعا. ....... وقد ثم هذا الاتصال، وتعرف الشيخ محمد بن عيسى على ما تعرض إليه الطفل، وما كان سببا في مرضه النفسي، وفي عجزه عن النطق والكلام مع أترابه.ولما علمت بأن الطفل بعناية الشيخ وتوفيق من الله مثل للشفاء وأخذ بعد أيام وشهور قلائل يشارك أترابه لعبهم ومرحهم، ويتحدث مع الناس طليقا لا عي ولا حصر، نعم حين وقفت بنفسي على هذه النتيجة، فرحت فرحا كبيرا ،
3)الحكاية الوصية
وتتمثل في الكثير من الحكايات التي أوردها المؤلف مضمونها التزام سنة الرسول عليه السلام،وحفظ أذكار وأوراد الطريفة العيساوية والالتزام بمبادئها.
وغننا نجد أن الحكايات التي أوردها عبد الرحمان الملحوني أو على الأصح التي أعاد صياغتها قد تمت إعادة تشكيلها وقولبتها وفق ما يرضاه المؤلف لا ما ترويه الطريقة العيساوية إذ تم تغييب حكايات الخوارق وما أطلق عليه الميلودي شغموم مجالس القصوف هذه الأخيرة التي تعتبر أكثر ما رسخ في أدهان الناس عن الطائفة العيساوية،التي ما إن تذكر حتى يتبادر إلى الدهن حكايات الطقوس الشيطانية أو ما يصطلحون عليه بالحال وربما يعود هذا التغييب لكون هذه الطقوس تدخل في ابتدعه أعداء الطريقة في رأيه ..!!!
بالرجوع إلى المؤلف نجد أن المؤلف قد عمد إلى توظيف الأحاديث النبوية وبعض القصص القرآنية وكذلك بعض الأشعار والأوراد الصوفية للطريقة للتأكيد على صحة ما صاغه من الحكايات.
وصفوة القول إن مؤلف الحكاية الشعبية الصوفية إشراقات من أدب السلوك يعتبر تجربة مهمة تهدف لحفظ جنس من أجناس الأدب والتراث المغربي، وإن كانت تغيب العديد من الحكايات الصوفية المتداولة في الوسط الشعبي المكناسي لا بل المغربي حول الطائفة العيساوية وشيخها،












المصادر والمراجع

 عبد الرحمان الملحوني،الحكاية الشعبية الصوفية،الجزء الأول ،1997.
 الميلودي شغموم،المتخيل والقدسي في التصوف الإسلامي الحكاية والبركة،منشورات المجلس البلدي بدينة مكناس د ت.


المحاور


المقدمة.......................................................................2

المؤلف........................................................................3

مفهوم الحكاية الشعبية.....................................................3

خصوصيات الحكاية الشعبية...............................................4

أغراض الحكاية الشعبية....................................................5

خاتمة............................................................................7










محمد
محمد
مشرف مرسى الرياضة
مشرف مرسى الرياضة
البلد : قراءة في كتاب الحكاية الشعبية الصوفية عبد الرحمان الملحوني Btf96610
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 200943
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

GMT + 6 Hours رد: قراءة في كتاب الحكاية الشعبية الصوفية عبد الرحمان الملحوني

20/02/11, 09:54 pm
افتقدنا وجودك في المرسى
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى