- ناديسعضو مشارك
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 85
نقاط تميز العضو : 108461
تاريخ التسجيل : 17/03/2010
العمر : 37
قراءة في كتاب النقد الأدبي الحديث في المغرب 1956_1900
19/09/11, 10:57 pm
مدى نضج النقد والوعي النقدي وقيمته
يتحدث هذا المبحث من الفصل الثاني من الباب الثالث،عن مميزات النقد المغربي في الفترة المتراوحة مابين 1900-1956 إذ استطاع النقد في هذه الفترة تجاوز الصعاب التي كانت تعترضه وفرض وجوده في الساحة الأدبية والثقافية المغربية ، رغم الاعتراضات التي واجهته خاصة لما بدأت " اللذعات" التي اعتبرها البعض مساسا بحقوقهم وبشخصياتهم واعتباراتهم الأدبية والفكرية. لكن رغم ذلك استطاع النقد أن يثبت وجوده واستساغ الناس فكرة النقد وسلموا بضرورة وجوده إلا أنهم اختلفوا حول مدلوله النهائي والطابع الذي ينبغي أن يتخذه والدور الذي يلعبه والوسائل التي عليه أن يعتمدها.فجعل فجعل في المرتبة الثانية بعد الإنتاج الأدبي،واعتبر الناقد راصدا ومتتبعا " ينتظر ما ينزل إلى السوق الأدبية ليتسلط عليه"
كما أن وظيفة الناقد كانت غير واضحة إذ ظن الناقد أنه قد أوتي الحق في التحكم في رقاب المنتجين يتربص بهم ويتتبع عيوبهم وأخطائهم.لذلك كانت لغة النقد آنداك تستعمل عبارات قاسية من قبيل القطع والبتر والتشريح والفضح وغيرها، إلا أنه بعد فترة الأربعينات ستتغير نظرة المثقف المغربي للنقد كما ستتغير نظرة النقاد لوظيفتهم خاصة بعد ما أدرك الجميع أن وظيفة النقد لا تقتصر على تلك الغايات الساذجة العقيمة.وأن الرقي بالأدب لن يتأتى إلا إذا توفرت لدى الناقد مجموعة من المؤهلات لكي يمارس العملية النقدية على أكمل وجه.
ومن بين هذه المؤهلات العلم باللغة وقواعدها وأسرارها ، الإطلاع على العلوم المختلفة مثل التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع،والتعمق في دراسة علم النفس والتعرف على مدارسه ونظرياته المختلفة، وذهب البعض للقول بأنه على الناقد الإلمام باللغات الأجنبية والإطلاع على الإنتاجات النقدية فيها إضافة إلى الموهبة الخاصة والاستعداد النفسي والخلقي.
كما قدر الجميع دور الذوق وأهميته في تحليل الإنتاج الأدبي ونقده وطال الجدال حوله.فهناك من قال بالاطمئنان إلى الأحكام الصادرة عن ذوق الناقد وانطباعاته متى توافرت الثقة بقدرة الناقد وشخصيته العلمية. وهناك من ذهب للقول بأن الذوق لا يكفي ما دام غير معلل بالحجج والتبريرات الكافية فكان دليل أصحاب الرأي الأول أن الجمال سر من أسرار الحياة لا يمكن تفسيره أو تحليله.ولا يدرك إلا عن طريق القوى الخفية في النفس ومنها الذوق.
كما ظهرت أراء أخرى تقول بأن الجمال مرادف للخير والحقيقة وهو يقدر على ضوء هذه القيم ويقاس بمقاييسها وأراء أخرى تذهب للقول بأن الأدب خلق ليفتح عيون الناس على حقيقة أوضاعهم في الأرض ويقودهم للخلاص من شرور أنفسهم. ومن ثم فهو مسخر لخدمة المجتمع والقضايا الإنسانية،ورفع الظلم وتحقيق الخير والسعادة لبني البشر أجمعين الشيء الذي أدى لطرح قضية العقل والعاطفة في الأدب.فاختلفت الآراء أي الجانبين ينبغي تغليبه في الإنتاج كما اختلفت في أيهما ينبغي اعتباره أولا في تقدير ونقد ذلك الإنتاج.
ومن القضايا التي عرفها النقد كذلك مسألة القديم والحديث إلا أن الصراع لم يكن بنفس الحدة التي عرفها المشرق إذ كان هنالك إجماع على التجديد في مختلف الميادين لكن الخلاف كان حول كيفية التعامل مع التراث ومدى الانسياق وراء الحديث.
ومن المآخذ التي أخذت على النقد في هذه الفترة.غياب المنهجية وعدم السعي في تحديد الخطة والمقاييس التي ينبغي العمل بمقتضاها.رغم الحديث الذي دار عن بعض المذاهب الأدبية لأن ذلك لم يتجاوز حدود المقالة الصحفية أو البحث الأكاديمي في أحسن الحالات.إلا أن هذه المحاولات لم ترق لمستوى النقد المنهجي الذي هو توضيح الرؤيا وتحديد الموقف واتخاذ المواقع الخاصة في الحكم والتوجيه في إطار منظومة فكرية شاملة، الشيء الذي لم يؤدي إلى بروز اسم مغربي في مجال النقد في هذه الفترة.NADIA
HAJJAI
يتحدث هذا المبحث من الفصل الثاني من الباب الثالث،عن مميزات النقد المغربي في الفترة المتراوحة مابين 1900-1956 إذ استطاع النقد في هذه الفترة تجاوز الصعاب التي كانت تعترضه وفرض وجوده في الساحة الأدبية والثقافية المغربية ، رغم الاعتراضات التي واجهته خاصة لما بدأت " اللذعات" التي اعتبرها البعض مساسا بحقوقهم وبشخصياتهم واعتباراتهم الأدبية والفكرية. لكن رغم ذلك استطاع النقد أن يثبت وجوده واستساغ الناس فكرة النقد وسلموا بضرورة وجوده إلا أنهم اختلفوا حول مدلوله النهائي والطابع الذي ينبغي أن يتخذه والدور الذي يلعبه والوسائل التي عليه أن يعتمدها.فجعل فجعل في المرتبة الثانية بعد الإنتاج الأدبي،واعتبر الناقد راصدا ومتتبعا " ينتظر ما ينزل إلى السوق الأدبية ليتسلط عليه"
كما أن وظيفة الناقد كانت غير واضحة إذ ظن الناقد أنه قد أوتي الحق في التحكم في رقاب المنتجين يتربص بهم ويتتبع عيوبهم وأخطائهم.لذلك كانت لغة النقد آنداك تستعمل عبارات قاسية من قبيل القطع والبتر والتشريح والفضح وغيرها، إلا أنه بعد فترة الأربعينات ستتغير نظرة المثقف المغربي للنقد كما ستتغير نظرة النقاد لوظيفتهم خاصة بعد ما أدرك الجميع أن وظيفة النقد لا تقتصر على تلك الغايات الساذجة العقيمة.وأن الرقي بالأدب لن يتأتى إلا إذا توفرت لدى الناقد مجموعة من المؤهلات لكي يمارس العملية النقدية على أكمل وجه.
ومن بين هذه المؤهلات العلم باللغة وقواعدها وأسرارها ، الإطلاع على العلوم المختلفة مثل التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع،والتعمق في دراسة علم النفس والتعرف على مدارسه ونظرياته المختلفة، وذهب البعض للقول بأنه على الناقد الإلمام باللغات الأجنبية والإطلاع على الإنتاجات النقدية فيها إضافة إلى الموهبة الخاصة والاستعداد النفسي والخلقي.
كما قدر الجميع دور الذوق وأهميته في تحليل الإنتاج الأدبي ونقده وطال الجدال حوله.فهناك من قال بالاطمئنان إلى الأحكام الصادرة عن ذوق الناقد وانطباعاته متى توافرت الثقة بقدرة الناقد وشخصيته العلمية. وهناك من ذهب للقول بأن الذوق لا يكفي ما دام غير معلل بالحجج والتبريرات الكافية فكان دليل أصحاب الرأي الأول أن الجمال سر من أسرار الحياة لا يمكن تفسيره أو تحليله.ولا يدرك إلا عن طريق القوى الخفية في النفس ومنها الذوق.
كما ظهرت أراء أخرى تقول بأن الجمال مرادف للخير والحقيقة وهو يقدر على ضوء هذه القيم ويقاس بمقاييسها وأراء أخرى تذهب للقول بأن الأدب خلق ليفتح عيون الناس على حقيقة أوضاعهم في الأرض ويقودهم للخلاص من شرور أنفسهم. ومن ثم فهو مسخر لخدمة المجتمع والقضايا الإنسانية،ورفع الظلم وتحقيق الخير والسعادة لبني البشر أجمعين الشيء الذي أدى لطرح قضية العقل والعاطفة في الأدب.فاختلفت الآراء أي الجانبين ينبغي تغليبه في الإنتاج كما اختلفت في أيهما ينبغي اعتباره أولا في تقدير ونقد ذلك الإنتاج.
ومن القضايا التي عرفها النقد كذلك مسألة القديم والحديث إلا أن الصراع لم يكن بنفس الحدة التي عرفها المشرق إذ كان هنالك إجماع على التجديد في مختلف الميادين لكن الخلاف كان حول كيفية التعامل مع التراث ومدى الانسياق وراء الحديث.
ومن المآخذ التي أخذت على النقد في هذه الفترة.غياب المنهجية وعدم السعي في تحديد الخطة والمقاييس التي ينبغي العمل بمقتضاها.رغم الحديث الذي دار عن بعض المذاهب الأدبية لأن ذلك لم يتجاوز حدود المقالة الصحفية أو البحث الأكاديمي في أحسن الحالات.إلا أن هذه المحاولات لم ترق لمستوى النقد المنهجي الذي هو توضيح الرؤيا وتحديد الموقف واتخاذ المواقع الخاصة في الحكم والتوجيه في إطار منظومة فكرية شاملة، الشيء الذي لم يؤدي إلى بروز اسم مغربي في مجال النقد في هذه الفترة.NADIA
HAJJAI
- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: قراءة في كتاب النقد الأدبي الحديث في المغرب 1956_1900
19/09/11, 11:16 pm
يمكن أن تكون نهايات الربع الأول من القرن العشرين تاريخا لبدايات النقد في الوطن العربي ووُصف بالتاريخي وظهر مع طه حسين الذي طبّق بعض ملامح ثلاثية تين فيما راح غيره ينهل من منهج لانسون وكان مندور أول من أرسى المعالم النقدية للأنسونية في الوطن العربي ،كان ذلك حوالي 1946 أما ماكان قبلها فهو مجرد تربص بأخطاء الآخرين وعيوبهم دون الاحتكام إلى منهج نقدي معيّن
دمت رائعة ناديس ،بارك الله فيك .
دمت رائعة ناديس ،بارك الله فيك .
- ناديسعضو مشارك
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 85
نقاط تميز العضو : 108461
تاريخ التسجيل : 17/03/2010
العمر : 37
رد: قراءة في كتاب النقد الأدبي الحديث في المغرب 1956_1900
19/09/11, 11:30 pm
عندما نتحدث عن النقد العربي في مراحله الأولى فإننا نجد أنه كان مجرد انطباعات أما عندما نتحدث عن النقد العربي بعد انفتاحه على النظريات الغربية فإننا نجد أنه قد عرف النقد بكل مدارسه النقد البنيوي التكويني النقد التاريخي والنقد الاجتماعي كما استفاد النقد العربي من الدراسات الغربية في مجالات السيميائيات ويمكن أن احيلك هنا على كتاب الدكتور محمد خرماش إشكالية الناهج في النقد العربي المعاصر في أجزائه الثلاث أما فرائتنا فقد خصت النقد في المغرب لا عند العرب
تحياتي اسماعيل سعدي
تحياتي اسماعيل سعدي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى