صفحة 4 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
30/11/12, 03:50 pm
قصة الخليفة والقاضي
طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء
- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
30/11/12, 08:40 pm
بارك الله فيك أختي foufou90 دمت متألقة في سماء المرسى .
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
04/12/12, 04:44 pm
بارك الله فيك ونفع بك
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
04/12/12, 11:57 pm
إسماعيل سعدي كتب:بارك الله فيك أختي foufou90 دمت متألقة في سماء المرسى .
وفيك بارك الله ...اهلااا اخي اسمااعيل نورت الصفحة بوجودك المتالق ...
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
05/12/12, 12:04 am
محمد كتب:بارك الله فيك ونفع بك
وفيك بارك الله ...اهلااااااااااا اخي محمد شكرا لتواجدك الجميل
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
18/04/13, 11:20 pm
قصص قصيرة للأطفال
د. لطيفة الكندري
د. لطيفة الكندري
على الطفل قراءة القصص التالية, ثم يحاول أن يضع عنوانا مناسبا لها ويمثلها أو يرويها لأفراد الأسرة أو أمام التلاميذ في الفصل.
القصة الأولى:
يُقال إن كلباً سرق قطعة من اللحم وجرى مسرعاً حتى لا يلحق به أحد. وصل الكلب إلى نهر وحاول عبور النهر ليذهب إلى مسكنه ويستمتع بأكل قطعة اللحم. نظر الكلب إلى النهر فوجد صورته في الماء, فحسب أن هناك كلبا آخر يحمل قطعة لحم أخرى. قرر الكلب أن يأخذ قطعة اللحم التي في الماء ففتح فمه وإذا بقطعة اللحم تقع من فمه في مجرى النهر. حاول الكلب الطماع استرجاع قطعة اللحم من المجرى ولكنه لم يستطع ذلك.
القصة الثانية:
حامد طفل يحب أن يكتب العلم في كراسته ويسميها "التعليقة". وفي يوم من الأيام ضاعت تعليقته, فبحث عنها فلم يجدها. حزن حامد حزنا شديدا ولكنه دعا الله تعالى أن يعينه كي يجد تعليقته. استمر حامد بالبحث عن تعليقته إلى أن وجدها. فرح حامد فرحاً عظيماً ثم أنشد قائلا:
تعليقتي الجميلة أكتب فيها أفكاري, وأرسم بها لوحاتي.
القصة الثالثة:
يُحكى أن رجلاً كان له ثلاثة أبناء، وكان الأبناء في خلاف دائم, وطالما وعظهم أبوهم بالحكمة ونصحتهم بالرفق ولكن دون فائدة, فقرر الأب أن يلقنهم درساً فأمرهم ذات يوم بأن يحضروا إليه حزمة من العصي, فلما أحضروها ناولها واحداً بعد الآخر وطلب منه أن يكسرها فلم يقدر أحد منهم على كسرها. ففك الأب الحزمة وأخذ العصي وفرقها عليهم فكسروها في سهولة ويسر. عندئذٍ قالت الأم لأبنائها: إن اتحدتم وتعاونتم كنتم كهذه الحزمة لا يستطيع أعداؤكم أن ينالوا منكم, وإن تفرقتم كنتم كهذه العصي فأنه يسهل على أعدائكم تفرقكم.
قال الأب هل فهمتم الموعظة؟
القصة الرابعة:
دعا ثعلبٌ طائر اللقلق ذو المنقار الطويل إلى العشاء ليكون ضيفاً ، له وأعد حساء لذيذاً لهذه المناسبة. ولكن الثعلب أراد أن ينفرد بالحساء ولا يشرب منه اللقلق, ففكر بخدعة ذكية. عندما حضر اللقلق في المساء، وضع الثعلب الحساء في طبق واسع جداً وأخذ يشرب. وحاول اللقلق وضع منقاره الطويل في ذلك الطبق الواسع ولكنه لم يستطع ، فلم يذق طعم الحساء. ضحك الثعلب من طول منقار اللقلق وعدم قدرته على تناول الحساء في طبق واسع. ومرت الأيام ودعا اللقلق الثعلب إلى العشاء ، وصنع له حساء لذيذاً ، وعندما وصل الثعلب وضع اللقلق الحساء في جرة طويلة العنق وضيقة, وبدأ اللقلق يشرب الحساء بمنقاره الطويل بكل يسر ، ولكن الثعلب لم يستطع إدخال فمه في الجرة فلم يذق طعم الحساء. "كما تدين تدان"[center]
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
20/04/13, 04:01 pm
قصص هادفة وتحمل معاني قيمة
جزاك الله كل خير
جزاك الله كل خير
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
20/04/13, 11:54 pm
شكرا لتواجدك الجميل اخ محمد
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 05:17 pm
اليتـــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــيم
خرج الأولاد مبتهجين، يصيحون ويلعبون، وقد لبسوا ثيابهم الجديدة، وكل واحد منهم يقول للآخر:-
انظر إلى ثيابي الجديدة، وانظر إلى حذائي الجديد..
وعلى مقربة منهم جلس(صبي صغي)على الرصيف بثياب قديمة، وكان يبدو عليه الحزن.
رآه (بدر) فقال:- انظر يا (سالم)، ذاك الطفل هناك، يبدو حزيناً وثيابه قديمة.
قال (سالم):-هيا بنا نسأله عما به.. اقتربا منه ..
وبادره (سالم) فقال:-يا صديقي، ما بك تجلس حزيناً؟ لماذا لا تشاركنا اللعب ولماذا تلبس ثيابك القديمة؟
لماذا لم تلبس ثياب العيد الجديدة؟
نظر(الصبي) بحزن إليهما وقال:- لا بد أن آباءكم هم الذين اشتروا لكم هذه الثياب الجديدة، وهم الذين
أعطوكم النقود لتشتروا الألعاب ..
نظر( بدر) إلي (سالم) باستغراب وقال:- طبعاً، فهذا أمر طبيعي.
قال (الصبي):- أما أنا فليس لي (أب) يشتري لي أي شيء.. فأنا (يتيم).
حزن (بدر وسالم) لحال الصبي، فقال (بدر) لا عليك، فنحن إخوانك، وهذه عيديتي كاملة أهديها لك.
قال(سالم): تعال معنا.
انطلق الجميع إلى البيت، وأخبر (سالم والده) بما حصل .
رحب (الأب بالصبي) وقال له:- أنت مثل (أولادي)، وسأشترى لك ثياباً جديدة وألعاباً جميلة.
إنك فتى مسلم يا بني والإسلام حثنا على التكافل،
فقد قال (صلى الله عليه وسلم):- (المسلم أخو المسلم)،
وتذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يتيماً ولم ير أباه..
قال (بدر):-يا عم، كلمت أصدقائي، وسيكون وليد صديقاً لنا جميعاً، وقد قررنا أن يشتري له كل
واحد منا هدية جميلة بمناسبة العيد.
ابتسم (وليد) وقال:-يا الله ما أسعدني، فإن أصدقائي الذين يحبونني وأحبهم جعلوني أشعر كأن (أبي)
معي ..شكرا لكم جميعاً، وسأدعو الله تعالى أن يحفظكم، وأن يجعلني مسلماً صالحاً أساعد كل المسلمين.
انظر إلى ثيابي الجديدة، وانظر إلى حذائي الجديد..
وعلى مقربة منهم جلس(صبي صغي)على الرصيف بثياب قديمة، وكان يبدو عليه الحزن.
رآه (بدر) فقال:- انظر يا (سالم)، ذاك الطفل هناك، يبدو حزيناً وثيابه قديمة.
قال (سالم):-هيا بنا نسأله عما به.. اقتربا منه ..
وبادره (سالم) فقال:-يا صديقي، ما بك تجلس حزيناً؟ لماذا لا تشاركنا اللعب ولماذا تلبس ثيابك القديمة؟
لماذا لم تلبس ثياب العيد الجديدة؟
نظر(الصبي) بحزن إليهما وقال:- لا بد أن آباءكم هم الذين اشتروا لكم هذه الثياب الجديدة، وهم الذين
أعطوكم النقود لتشتروا الألعاب ..
نظر( بدر) إلي (سالم) باستغراب وقال:- طبعاً، فهذا أمر طبيعي.
قال (الصبي):- أما أنا فليس لي (أب) يشتري لي أي شيء.. فأنا (يتيم).
حزن (بدر وسالم) لحال الصبي، فقال (بدر) لا عليك، فنحن إخوانك، وهذه عيديتي كاملة أهديها لك.
قال(سالم): تعال معنا.
انطلق الجميع إلى البيت، وأخبر (سالم والده) بما حصل .
رحب (الأب بالصبي) وقال له:- أنت مثل (أولادي)، وسأشترى لك ثياباً جديدة وألعاباً جميلة.
إنك فتى مسلم يا بني والإسلام حثنا على التكافل،
فقد قال (صلى الله عليه وسلم):- (المسلم أخو المسلم)،
وتذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يتيماً ولم ير أباه..
قال (بدر):-يا عم، كلمت أصدقائي، وسيكون وليد صديقاً لنا جميعاً، وقد قررنا أن يشتري له كل
واحد منا هدية جميلة بمناسبة العيد.
ابتسم (وليد) وقال:-يا الله ما أسعدني، فإن أصدقائي الذين يحبونني وأحبهم جعلوني أشعر كأن (أبي)
معي ..شكرا لكم جميعاً، وسأدعو الله تعالى أن يحفظكم، وأن يجعلني مسلماً صالحاً أساعد كل المسلمين.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 05:19 pm
جزاء الأنانية
جاء يوم الجمعة المنتظر والذي كان من المتفق فيه أن تذهب أسرة الأستاذ مصطفى والمكونة منه هو وزوجته
وطفله وليد لقضاء يوم مع الأستاذ محمود وزوجته وابنه علاء في منزلهم المطل على البحر.
وصل الأستاذ مصطفى وأسرته ليجدوا الأستاذ محمود في استقبالهم. رحب الأستاذ محمود بالأسرة ونادى على
زوجته لترحب بضيفتها، زوجة الأستاذ مصطفى، وجاء علاء وسلم على وليد ودعاه للدخول للعب معه على
الشاطئ أمام المنزل.
خرج وليد مع علاء إلى الشاطئ وأمضيا وقتا لطيفا في اللعب على الرمال إلى أن ناداهما والديهما للذهاب
إلى المسجد من أجل صلاة الجمعة.
-----------------------------------------------------------
وصل الأستاذ محمود والأستاذ مصطفى إلى المسجد مع علاء ووليد، وبالرغم من أنهم قد وصلوا قبل ميعاد
الصلاة إلا أنهم وجدوا المسجد ممتلئ بالمصلين ولا يوجد مكان للصلاة إلا خارج المسجد فبحثوا عن مكان به
ظل فلم يجدوا سوى مكان صغير تظلله شجرة متشابكة الأغصان. وعندما استقروا أسفل الشجرة، وجد وليد أن
الشجرة لا تظلله تماما وأن هناك جزء منه معرض لأشعة الشمس ونظر فوجد أن علاء بعيد عن أشعة الشمس
تماما، ففكر وقال في نفسه:- "أنا لا أريد أن أقف في الشمس، يجب أن أجد طريقة لأقف مكان علاء في الظل
وليقف هو في الشمس"
وبينما هو يفكر في وسيلة ليأخذ مكان علاء، نظر علاء فوجد وليد وقد أصابه بعض من أشعة الشمس بينما
يجلس هو في الظل فقال لوليد:- "وليد، صديقي العزيز، لا تقف في الشمس، فلتأتي مكاني هنا فكله ظل
وسأقف أنا مكانك"
ابتسم وليد وفرح أن علاء قد حل المشكلة من نفسه وذهب إلى الظل تاركاً علاء مكانه في الشمس.
بدأت خطبة الجمعة ومع بدايتها هبت نسائم هواء لطيفة، خففت من حرارة الجو والشمس، وجعلت الشجرة
تتمايل مما جعل أغصانها تظلل مكان علاء فلم يشعر بأشعة الشمس طوال وقت الصلاة.
ولكن أثناء الصلاة شعر وليد بأشياء تتساقط عليه من الشجرة ولكنه لم يستطع أن يتبين ما هذه الأشياء
ولم يستطع أن يتحرك لتفاديها لأنه كان في وسط الصلاة.
وعندما انتهت الصلاة نظر فوجد بعض فضلات الطيور تغطي ملابسه وأكتشف أن هناك عشاً للطيور فوق
المكان الذي يقف فيه على الشجرة، ويبدو أنه عندما هبت نسائم الهواء فإنها حركت الشجرة مما أسقط تلك
الفضلات عليه.
شعروليد بالحزن لأن ملابسه قد اتسخت بهذا الشكل ولكن علاء قال له.
"لا تحزن يا وليد، عندما نعود للمنزل يمكنك أن تحصل على ملابسي الجديدة التي اشتراها لي والدي بالأمس"
فتعجب وليد وقال له:- "ولكنك لم ترتديها من قبل فكيف ستسمح لي بارتدائها قبلك؟"
رد علاء مبتسما:- "وليد، أنت صديقي وأنا احبك، وعندما ترتدي هذه الملابس، أكون كأنني أنا الذي ارتديتها
وسأكون سعيداً بهذا"
تعجب وليد من هذا المنطق ولكنه لم يشغل باله بالتفكير في هذا الأمر فكل ما كان يهمه أنه سيرتدي ملابس
جديدة بدلاً من تلك التي أتلفتها فضلات الطيور.
عاد الجميع إلى المنزل وأبدل وليد ملابسه بملابس علاء الجديدة وذهبا لاستكمال لعبهما على شاطئ البحر
إلى أن حان ميعاد الغذاء والتفت العائلتين حول مائدة الطعام الشهية التي قامت بإعدادها أم علاء.
وبعد الانتهاء من الطعام، قامت أم علاء بتقديم الفاكهة وأخذ الجميع منها ما عدا وليد وعلاء.
نظر وليد إلى طبق الفاكهة، فوجد المتبقي به تفاحة كبيرة وثمرة جوافة خضراء اللون وثمرة مشمش صغيرة،
ففكر في نفسه وقال:- "ثمرة الجوافة هذه لونها أخضر فأكيد لن يكون طعمها حلو، أما ثمرة المشمش هذه
فصغيرة جدا، سآخذ تلك التفاحة بالتأكيد لأنها كبيرة وليأخذ علاء الجوافة أو المشمش"
أخذ وليد التفاحة وأخذ علاء ثمرة المشمش وأكل منها فوجدها حلوة المذاق.
أما وليد فقد أخذ قضمة من تفاحته ثم فوجئ الجميع به يصرخ ويلقي تفاحته في الهواء لتسقط على الأرض
وسط دهشة الجميع من هذا التصرف.
أشار وليد بيده إلى التفاحة وقال:- "وجدت دودة داخل التفاحة"
نظر الجميع فوجدوا بالفعل دودة صغيرة تزحف خارجة من التفاحة.
وجد علاء قطعة معه متبقية من ثمرة المشمش الصغيرة فأعطاها لوليد
وقال له:- "تفضل يا وليد هذه الثمرة حلوة المذاق وستعجبك بإذن الله"
فقال وليد:- "ولكن هذه الثمرة أصلا صغيرة فكيف ستعطيني منها؟"
رد علاء:- "يا وليد، عندما تأكل منها أشعر وكأنني أنا الذي أكلت تماما"
لم يفهم وليد ماذا يعني علاء ولكنه لم يتوقف كثيراً عند هذا الكلام وأخذ المشمش من علاء وأكله.
----------------------------------------------------------
في المساء وقبل انصراف أسرة الأستاذ مصطفى، أخرج الأستاذ محمود علبتين ملفوفتين بورق الهدايا، واحدة
كبيرة والأخرى صغيرة وقال:- "لقد أحضرت هاتين الهديتين لعلاء ووليد، وسأترك الاختيار لوليد أولا
لأنه هو ضيفنا"
نظر وليد للهديتين وقال في نفسه:- "طبعا سآخذ الهدية الكبيرة وليأخذ علاء تلك العلبة الصغيرة"
أخذ وليد العلبة الكبيرة وترك الصغيرة لعلاء وبدأ في فتح هديته وهو متحمس ليرى تلك اللعبة الكبيرة.
نظر وليد داخل العلبة فوجد سيارة صغيرة فأصيب بخيبة أمل ونظر ليرى هدية علاء فوجدها سيارة أيضا
ولكنها من النوع الذي يتم التحكم فيه عن بعد عن طريق جهاز صغير.
دهش وليد ولم يستطع أن يخفي دهشته فقال:- "كيف هذا؟ لقد اخترت العلبة الكبيرة..."
قاطعه الأستاذ محمود قائلا:- "حينما أردت أن ألف الهدايا لم أجد سوى تلك العلبة الكبيرة لأضع بها السيارة"
بدأ وليد في البكاء وقال:- "ولكني كنت أريد تلك السيارة الجميلة"
مد علاء يده بالسيارة وقال لوليد:- "تفضل يا وليد، هي لك"
تعجب وليد مرة أخرى وقال:- "أنا لا أفهمك يا علاء، طوال اليوم وأنت تعطيني كل شئ أنت تحبه بدلاً
من أن تأخذه أنت لنفسك"
ابتسم علاء وقال:- "نعم يا وليد فأنا أعمل بوصية الرسول (صلى الله عليه وسلم)"
قال وليد:- "وما هي هذه الوصية؟!"
قال علاء:- "يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
(حب لأخيك ما تحبه لنفسك)، ما لا أرضاه لنفسي لا أرضاه لأخي وما أحبه لنفسي أحبه لأخي، لأنني حينما
أرى أخي سعيدا فإن هذا من المؤكد أنه سوف يسعدني، كما أنه عندما يجدني الله أبحث عن سعادة أخي فسوف
يرضى عني ويكافئني"
رد وليد:- "ولكني لست أخيك"
قال علاء:- "يا وليد ليس من اللازم أن يكون الأخ هو من ولدته أمك، ولكن قد يكون الأخ هو صديق
أو قريب لك أو أي شخص تحبه وتتمنى له الخير"
شعر وليد بالخجل من نفسه ومن تصرفاته طوال اليوم واعتذر لعلاء ثم ذهب لوالدته وطلب منها شيئا فأخرجت
من حقيبتها قطعة من الشكولاته وأعطتها له، فأعطاها لعلاء وقال:- "أخي وصديقي، تفضل هذه الشكولاتة،
كنت احتفظ بها لآكلها وحدي في طريق العودة أما الآن فأنا أريد أن تأكلها أنت"
ابتسم علاء وقال:- "فلنقتسمها سويا".
وطفله وليد لقضاء يوم مع الأستاذ محمود وزوجته وابنه علاء في منزلهم المطل على البحر.
وصل الأستاذ مصطفى وأسرته ليجدوا الأستاذ محمود في استقبالهم. رحب الأستاذ محمود بالأسرة ونادى على
زوجته لترحب بضيفتها، زوجة الأستاذ مصطفى، وجاء علاء وسلم على وليد ودعاه للدخول للعب معه على
الشاطئ أمام المنزل.
خرج وليد مع علاء إلى الشاطئ وأمضيا وقتا لطيفا في اللعب على الرمال إلى أن ناداهما والديهما للذهاب
إلى المسجد من أجل صلاة الجمعة.
-----------------------------------------------------------
وصل الأستاذ محمود والأستاذ مصطفى إلى المسجد مع علاء ووليد، وبالرغم من أنهم قد وصلوا قبل ميعاد
الصلاة إلا أنهم وجدوا المسجد ممتلئ بالمصلين ولا يوجد مكان للصلاة إلا خارج المسجد فبحثوا عن مكان به
ظل فلم يجدوا سوى مكان صغير تظلله شجرة متشابكة الأغصان. وعندما استقروا أسفل الشجرة، وجد وليد أن
الشجرة لا تظلله تماما وأن هناك جزء منه معرض لأشعة الشمس ونظر فوجد أن علاء بعيد عن أشعة الشمس
تماما، ففكر وقال في نفسه:- "أنا لا أريد أن أقف في الشمس، يجب أن أجد طريقة لأقف مكان علاء في الظل
وليقف هو في الشمس"
وبينما هو يفكر في وسيلة ليأخذ مكان علاء، نظر علاء فوجد وليد وقد أصابه بعض من أشعة الشمس بينما
يجلس هو في الظل فقال لوليد:- "وليد، صديقي العزيز، لا تقف في الشمس، فلتأتي مكاني هنا فكله ظل
وسأقف أنا مكانك"
ابتسم وليد وفرح أن علاء قد حل المشكلة من نفسه وذهب إلى الظل تاركاً علاء مكانه في الشمس.
بدأت خطبة الجمعة ومع بدايتها هبت نسائم هواء لطيفة، خففت من حرارة الجو والشمس، وجعلت الشجرة
تتمايل مما جعل أغصانها تظلل مكان علاء فلم يشعر بأشعة الشمس طوال وقت الصلاة.
ولكن أثناء الصلاة شعر وليد بأشياء تتساقط عليه من الشجرة ولكنه لم يستطع أن يتبين ما هذه الأشياء
ولم يستطع أن يتحرك لتفاديها لأنه كان في وسط الصلاة.
وعندما انتهت الصلاة نظر فوجد بعض فضلات الطيور تغطي ملابسه وأكتشف أن هناك عشاً للطيور فوق
المكان الذي يقف فيه على الشجرة، ويبدو أنه عندما هبت نسائم الهواء فإنها حركت الشجرة مما أسقط تلك
الفضلات عليه.
شعروليد بالحزن لأن ملابسه قد اتسخت بهذا الشكل ولكن علاء قال له.
"لا تحزن يا وليد، عندما نعود للمنزل يمكنك أن تحصل على ملابسي الجديدة التي اشتراها لي والدي بالأمس"
فتعجب وليد وقال له:- "ولكنك لم ترتديها من قبل فكيف ستسمح لي بارتدائها قبلك؟"
رد علاء مبتسما:- "وليد، أنت صديقي وأنا احبك، وعندما ترتدي هذه الملابس، أكون كأنني أنا الذي ارتديتها
وسأكون سعيداً بهذا"
تعجب وليد من هذا المنطق ولكنه لم يشغل باله بالتفكير في هذا الأمر فكل ما كان يهمه أنه سيرتدي ملابس
جديدة بدلاً من تلك التي أتلفتها فضلات الطيور.
عاد الجميع إلى المنزل وأبدل وليد ملابسه بملابس علاء الجديدة وذهبا لاستكمال لعبهما على شاطئ البحر
إلى أن حان ميعاد الغذاء والتفت العائلتين حول مائدة الطعام الشهية التي قامت بإعدادها أم علاء.
وبعد الانتهاء من الطعام، قامت أم علاء بتقديم الفاكهة وأخذ الجميع منها ما عدا وليد وعلاء.
نظر وليد إلى طبق الفاكهة، فوجد المتبقي به تفاحة كبيرة وثمرة جوافة خضراء اللون وثمرة مشمش صغيرة،
ففكر في نفسه وقال:- "ثمرة الجوافة هذه لونها أخضر فأكيد لن يكون طعمها حلو، أما ثمرة المشمش هذه
فصغيرة جدا، سآخذ تلك التفاحة بالتأكيد لأنها كبيرة وليأخذ علاء الجوافة أو المشمش"
أخذ وليد التفاحة وأخذ علاء ثمرة المشمش وأكل منها فوجدها حلوة المذاق.
أما وليد فقد أخذ قضمة من تفاحته ثم فوجئ الجميع به يصرخ ويلقي تفاحته في الهواء لتسقط على الأرض
وسط دهشة الجميع من هذا التصرف.
أشار وليد بيده إلى التفاحة وقال:- "وجدت دودة داخل التفاحة"
نظر الجميع فوجدوا بالفعل دودة صغيرة تزحف خارجة من التفاحة.
وجد علاء قطعة معه متبقية من ثمرة المشمش الصغيرة فأعطاها لوليد
وقال له:- "تفضل يا وليد هذه الثمرة حلوة المذاق وستعجبك بإذن الله"
فقال وليد:- "ولكن هذه الثمرة أصلا صغيرة فكيف ستعطيني منها؟"
رد علاء:- "يا وليد، عندما تأكل منها أشعر وكأنني أنا الذي أكلت تماما"
لم يفهم وليد ماذا يعني علاء ولكنه لم يتوقف كثيراً عند هذا الكلام وأخذ المشمش من علاء وأكله.
----------------------------------------------------------
في المساء وقبل انصراف أسرة الأستاذ مصطفى، أخرج الأستاذ محمود علبتين ملفوفتين بورق الهدايا، واحدة
كبيرة والأخرى صغيرة وقال:- "لقد أحضرت هاتين الهديتين لعلاء ووليد، وسأترك الاختيار لوليد أولا
لأنه هو ضيفنا"
نظر وليد للهديتين وقال في نفسه:- "طبعا سآخذ الهدية الكبيرة وليأخذ علاء تلك العلبة الصغيرة"
أخذ وليد العلبة الكبيرة وترك الصغيرة لعلاء وبدأ في فتح هديته وهو متحمس ليرى تلك اللعبة الكبيرة.
نظر وليد داخل العلبة فوجد سيارة صغيرة فأصيب بخيبة أمل ونظر ليرى هدية علاء فوجدها سيارة أيضا
ولكنها من النوع الذي يتم التحكم فيه عن بعد عن طريق جهاز صغير.
دهش وليد ولم يستطع أن يخفي دهشته فقال:- "كيف هذا؟ لقد اخترت العلبة الكبيرة..."
قاطعه الأستاذ محمود قائلا:- "حينما أردت أن ألف الهدايا لم أجد سوى تلك العلبة الكبيرة لأضع بها السيارة"
بدأ وليد في البكاء وقال:- "ولكني كنت أريد تلك السيارة الجميلة"
مد علاء يده بالسيارة وقال لوليد:- "تفضل يا وليد، هي لك"
تعجب وليد مرة أخرى وقال:- "أنا لا أفهمك يا علاء، طوال اليوم وأنت تعطيني كل شئ أنت تحبه بدلاً
من أن تأخذه أنت لنفسك"
ابتسم علاء وقال:- "نعم يا وليد فأنا أعمل بوصية الرسول (صلى الله عليه وسلم)"
قال وليد:- "وما هي هذه الوصية؟!"
قال علاء:- "يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
(حب لأخيك ما تحبه لنفسك)، ما لا أرضاه لنفسي لا أرضاه لأخي وما أحبه لنفسي أحبه لأخي، لأنني حينما
أرى أخي سعيدا فإن هذا من المؤكد أنه سوف يسعدني، كما أنه عندما يجدني الله أبحث عن سعادة أخي فسوف
يرضى عني ويكافئني"
رد وليد:- "ولكني لست أخيك"
قال علاء:- "يا وليد ليس من اللازم أن يكون الأخ هو من ولدته أمك، ولكن قد يكون الأخ هو صديق
أو قريب لك أو أي شخص تحبه وتتمنى له الخير"
شعر وليد بالخجل من نفسه ومن تصرفاته طوال اليوم واعتذر لعلاء ثم ذهب لوالدته وطلب منها شيئا فأخرجت
من حقيبتها قطعة من الشكولاته وأعطتها له، فأعطاها لعلاء وقال:- "أخي وصديقي، تفضل هذه الشكولاتة،
كنت احتفظ بها لآكلها وحدي في طريق العودة أما الآن فأنا أريد أن تأكلها أنت"
ابتسم علاء وقال:- "فلنقتسمها سويا".
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 05:20 pm
الغرور والكبرياء ...
كان هناك غابة جميلة يعيش سكانها في نظام ومحبة, ويتعاونون مع بعضهم البعض ويتجاورون في مودة
وإخاء, وفي...كان هناك غابة جميلة يعيش سكانها في نظام ومحبة, ويتعاونون مع بعضهم البعض ويتجاورون
في مودة وإخاء, وفي يوم من الأيام خرجت الحيوانات تفتش عن طعامها في كل أنحاء الغابة, وتجدّ في سعيها
في هدوء وأمان.
وإذا بصوت الأسد يزمجر بالغابة ويملؤها رعباً, فخافت الحيوانات وتركت ماكانت تبحث عنه, وصار همها أن
تتوارى عن أعين الأسد الغاضب والجائع.
وبينما كان الأسد يقفز من مكان لآخر بحثاً عن طعام يسكت فيه جوعه, وجد سلحفاة صغيرة لم تستطع الاختباء
لأنها بطيئة الحركة, فأوقفها الأسد وقال لها:- أليس في الغابة حيوان أكبر منك يسكت جوعي؟
فقالت السلحفاة:- إنني ياسيدي الأسد مسكينة فجميع الحيوانات تستطيع الاختباء إذا داهمها خطر أما أنا فلا.
فقال لها الأسد:-اسكتي أيها الصغيرة, سآكلك رغماً عنك فإنني لم أجد أرنباً أو غزالاً, ووجدتك في طريقي فهل
أتركك وأنا أتضور جوعاً?؟؟
فقالت السلحفاة:-إنك لن تشبع سيتحرك الجوع فيك أكثر.
فصاح فيها الأسد:- لن تستطيعي إقناعي, سآكلك يعني سآكلك.
فردت عليه السلحفاة بأسى:- رضيت بما قدره الله لي ولكن قبل أن تأكلني لي عندك رجاء.
فقال لها الأسد:- ماهو؟
فأجابته السلحفاة:-لا تعذبني قبل أكلي, فإني أرضى أن تدوسني بقدميك, أو أن تضربني بجذع شجرة
ضخمة...ولكني أرجوك ألا ترميني بهذا النهر.
فضحك الأسد وقال لها:- سأفعل عكس ما طلبت مني, بل سأرميك أيتها المخلوق الحقير.
فتظاهرت السلحفاة بالبكاء والخوف, فأخذها الأسد ورمى بها في النهر, ولكن السلحفاة الذكية ما لبثت
أن ضحكت.
وقالت للأسد:- يالك من حيوان غبي ألا تعرف أنني أعيش في الماء ولا أخاف منه لأني أجيد السباحة؟
ليس العبرة في ضخامة الأجسام وإنما العبرة في فطنة العقول, وهكذا استطاعت السلحفاة أن تنجو من الأسد
بفضل ذكائها.
وإخاء, وفي...كان هناك غابة جميلة يعيش سكانها في نظام ومحبة, ويتعاونون مع بعضهم البعض ويتجاورون
في مودة وإخاء, وفي يوم من الأيام خرجت الحيوانات تفتش عن طعامها في كل أنحاء الغابة, وتجدّ في سعيها
في هدوء وأمان.
وإذا بصوت الأسد يزمجر بالغابة ويملؤها رعباً, فخافت الحيوانات وتركت ماكانت تبحث عنه, وصار همها أن
تتوارى عن أعين الأسد الغاضب والجائع.
وبينما كان الأسد يقفز من مكان لآخر بحثاً عن طعام يسكت فيه جوعه, وجد سلحفاة صغيرة لم تستطع الاختباء
لأنها بطيئة الحركة, فأوقفها الأسد وقال لها:- أليس في الغابة حيوان أكبر منك يسكت جوعي؟
فقالت السلحفاة:- إنني ياسيدي الأسد مسكينة فجميع الحيوانات تستطيع الاختباء إذا داهمها خطر أما أنا فلا.
فقال لها الأسد:-اسكتي أيها الصغيرة, سآكلك رغماً عنك فإنني لم أجد أرنباً أو غزالاً, ووجدتك في طريقي فهل
أتركك وأنا أتضور جوعاً?؟؟
فقالت السلحفاة:-إنك لن تشبع سيتحرك الجوع فيك أكثر.
فصاح فيها الأسد:- لن تستطيعي إقناعي, سآكلك يعني سآكلك.
فردت عليه السلحفاة بأسى:- رضيت بما قدره الله لي ولكن قبل أن تأكلني لي عندك رجاء.
فقال لها الأسد:- ماهو؟
فأجابته السلحفاة:-لا تعذبني قبل أكلي, فإني أرضى أن تدوسني بقدميك, أو أن تضربني بجذع شجرة
ضخمة...ولكني أرجوك ألا ترميني بهذا النهر.
فضحك الأسد وقال لها:- سأفعل عكس ما طلبت مني, بل سأرميك أيتها المخلوق الحقير.
فتظاهرت السلحفاة بالبكاء والخوف, فأخذها الأسد ورمى بها في النهر, ولكن السلحفاة الذكية ما لبثت
أن ضحكت.
وقالت للأسد:- يالك من حيوان غبي ألا تعرف أنني أعيش في الماء ولا أخاف منه لأني أجيد السباحة؟
ليس العبرة في ضخامة الأجسام وإنما العبرة في فطنة العقول, وهكذا استطاعت السلحفاة أن تنجو من الأسد
بفضل ذكائها.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 05:23 pm
عدل الله
في يوم من الأيام جاءت (امرأة إلى رجل) مشهور بالحكمة والرأي السديد,وقالـت له:- أريد أن أسألك سؤالاً..
فقال لها الحكيم:- تفضلي ...,
فقالت له المرأة:- أليس الله عادلاً في كل الأمور,
فأجابها الحكيم:- هذا الأمر لا يختلف عليه اثنين, لأن العــدل من أسمائـه الحسنى..
ولكن لماذا تسألـين هذا السؤال؟؟
فأجابته المرأة:- أنا امرأة فقيرة توفي (زوجي) وقد ترك لي (ثلاث) بنات صغيرات, وإني أعمل بالغزل
حتى نأكل أنا وبناتي, فلما كـان أمس وضعت الغزل الذي أنجزته في خرقة حمراء,
وقررت الذهاب إلى السوق لأبيع الغزل فنأكل (أنا و أطفالي), وعنـدما كنت في الطريق إلى السوق,
إذا (بطائر) انقض عليّ وأخذ (الخرقة) التي فيها الغزل وذهب, وبقيت حزينة محتارة في أمري ماذا
(أطعم أطفالي) الجياع..
وبينما كانت (المرأة) تحكي قصتها (للحكيم),إذا بالباب يطرق ويدخل (عشرة) مـن التجار كل واحـد
بيده (مئة دينار),فقالوا للحكيم:- نريد منك أيها (الشيخ الجليل) أن تعطي المال لمستحقه.
فقال لهم الحكيم:- ما قصة هذا المال؟
فقالوا:- كنا في البحر نريد التجارة وإذا بالرياح تهيج, وأشرفنا على الغرق فإذا (بطائر)ألقى علينا
(خرقة حمراء) وفيها غزل فسددنا به عيب المركب, ونجونا بفضل الله...
(ونذرنا) أن يتصدق كل واحد منا (بمائة دينار) وهذا هو المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت (الحكيم إلى المرأة) وقال:- أمازلت تشكين في (عدل الله) وهو الذي يريد أن يرزقك أضعاف
ما كنت تريدين لو بعت غزلك في السوق, وأعطاها (الألف دينار)وقال لها:- أنفقيها على أطفالك.
فقال لها الحكيم:- تفضلي ...,
فقالت له المرأة:- أليس الله عادلاً في كل الأمور,
فأجابها الحكيم:- هذا الأمر لا يختلف عليه اثنين, لأن العــدل من أسمائـه الحسنى..
ولكن لماذا تسألـين هذا السؤال؟؟
فأجابته المرأة:- أنا امرأة فقيرة توفي (زوجي) وقد ترك لي (ثلاث) بنات صغيرات, وإني أعمل بالغزل
حتى نأكل أنا وبناتي, فلما كـان أمس وضعت الغزل الذي أنجزته في خرقة حمراء,
وقررت الذهاب إلى السوق لأبيع الغزل فنأكل (أنا و أطفالي), وعنـدما كنت في الطريق إلى السوق,
إذا (بطائر) انقض عليّ وأخذ (الخرقة) التي فيها الغزل وذهب, وبقيت حزينة محتارة في أمري ماذا
(أطعم أطفالي) الجياع..
وبينما كانت (المرأة) تحكي قصتها (للحكيم),إذا بالباب يطرق ويدخل (عشرة) مـن التجار كل واحـد
بيده (مئة دينار),فقالوا للحكيم:- نريد منك أيها (الشيخ الجليل) أن تعطي المال لمستحقه.
فقال لهم الحكيم:- ما قصة هذا المال؟
فقالوا:- كنا في البحر نريد التجارة وإذا بالرياح تهيج, وأشرفنا على الغرق فإذا (بطائر)ألقى علينا
(خرقة حمراء) وفيها غزل فسددنا به عيب المركب, ونجونا بفضل الله...
(ونذرنا) أن يتصدق كل واحد منا (بمائة دينار) وهذا هو المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت (الحكيم إلى المرأة) وقال:- أمازلت تشكين في (عدل الله) وهو الذي يريد أن يرزقك أضعاف
ما كنت تريدين لو بعت غزلك في السوق, وأعطاها (الألف دينار)وقال لها:- أنفقيها على أطفالك.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 05:24 pm
رد الجمـــــــــيل
كان (سمير) يحب أن يصنع المعروف مع كل الناس ، ولايفرق بين الغريب والقريب فــي معاملته الانسانية ..
فهو يتمتع بذكاء خارق وفطنة .
فعندما يحضر الى منزله تجده رغم عمره الذي لا يتجاوز الحادية عشرة ..
يستقبلك ، وكأنه يعرفك منذ مدة طويلة ..
فيقول أحلى الكلام ويستقبلك أحسن استقبال وكان الفتى يرى في نفسه أن عليه واجبات كثيرة نحو مجتمعه وأهله
، وعليه أن يقدم كل طيب ومفيد.
ولن ينسى ذلك الموقف العظيم الذي جعل الجميع ينظرون اليه نظرة إكبار ..
ففي يوم رأى سمير كلبا يلهث من التعب بجوار المنزل.
فلم يرض أن يتركه.. وقدم له الطعام والشراب وظل (سمير) يفعل هذا يوميا ، حتى شعر بأن الكلب الصغير
قد شفيّ ، وبدأ جسمه يكبر ، وتعود اليه الصحة.
ثم تركه الى حال سبيله .. فهو سعيد بما قدمه من خدمة إنسانية لهذا الحيوان الذي لم يؤذ أحدا ولا يستطيع
أن يتكلم ويشكو سبب نحوله وضعفه .
وكان (سمير) يربي الدجاج في مزرعة أبيه ويهتم به ويشرف على عنايته وإطعامه وكانت تسلية بريئة له.
وذات يوم إنطلقت (الدجاجات) بعيدا عن القفص.
واذا بصوت( هائل مرعب يدوي) في أنحاء القرية وقد أفزع الناس.
حتى أن (سميرا نفسه) بدأ يتراجع ويجري الى المنزل ليخبر والده.
وتجمعت الأسرة أمام النافذة التي تطل على المزرعة ..
وشاهدوا (ذئبا كبير الحجم) ، وهو يحاول أن يمسك بالدجاجات و يجري خلفها ، وهي تفر خائفة مفزعة.
وفجأة .. ظهر ذلك (الكلب) الذي كان (سمير) قد أحسن اليه في يوم من الأيام ..
وهجم على الذئب وقامت بينهما (معركة حامية) ..
(وهرب الذئب) ، وظل (الكلب الوفي) يلاحقه حتى طرده من القرية وأخذ سمير يتذكر ما فعله مع الكلب
الصغير وهاهو اليوم يعود (ليرد الجميل) لهذا الذي صنع معه الجميل ذات يوم ، وعرف (سمير) أن من كان
قد (صنع خيرا) فإن ذلك لن يضيع .. ونزل سمير الى مزرعته ، وشكر الكلب على صنيعه بأن قدم له قطعة
لحم كبيرة ..جائزة له على ما صنعه ثم نظر الى الدجاجات ، فوجدها فرحانة تلعب مع بعضها وكأنها في حفلة
عيد جميلة.
فهو يتمتع بذكاء خارق وفطنة .
فعندما يحضر الى منزله تجده رغم عمره الذي لا يتجاوز الحادية عشرة ..
يستقبلك ، وكأنه يعرفك منذ مدة طويلة ..
فيقول أحلى الكلام ويستقبلك أحسن استقبال وكان الفتى يرى في نفسه أن عليه واجبات كثيرة نحو مجتمعه وأهله
، وعليه أن يقدم كل طيب ومفيد.
ولن ينسى ذلك الموقف العظيم الذي جعل الجميع ينظرون اليه نظرة إكبار ..
ففي يوم رأى سمير كلبا يلهث من التعب بجوار المنزل.
فلم يرض أن يتركه.. وقدم له الطعام والشراب وظل (سمير) يفعل هذا يوميا ، حتى شعر بأن الكلب الصغير
قد شفيّ ، وبدأ جسمه يكبر ، وتعود اليه الصحة.
ثم تركه الى حال سبيله .. فهو سعيد بما قدمه من خدمة إنسانية لهذا الحيوان الذي لم يؤذ أحدا ولا يستطيع
أن يتكلم ويشكو سبب نحوله وضعفه .
وكان (سمير) يربي الدجاج في مزرعة أبيه ويهتم به ويشرف على عنايته وإطعامه وكانت تسلية بريئة له.
وذات يوم إنطلقت (الدجاجات) بعيدا عن القفص.
واذا بصوت( هائل مرعب يدوي) في أنحاء القرية وقد أفزع الناس.
حتى أن (سميرا نفسه) بدأ يتراجع ويجري الى المنزل ليخبر والده.
وتجمعت الأسرة أمام النافذة التي تطل على المزرعة ..
وشاهدوا (ذئبا كبير الحجم) ، وهو يحاول أن يمسك بالدجاجات و يجري خلفها ، وهي تفر خائفة مفزعة.
وفجأة .. ظهر ذلك (الكلب) الذي كان (سمير) قد أحسن اليه في يوم من الأيام ..
وهجم على الذئب وقامت بينهما (معركة حامية) ..
(وهرب الذئب) ، وظل (الكلب الوفي) يلاحقه حتى طرده من القرية وأخذ سمير يتذكر ما فعله مع الكلب
الصغير وهاهو اليوم يعود (ليرد الجميل) لهذا الذي صنع معه الجميل ذات يوم ، وعرف (سمير) أن من كان
قد (صنع خيرا) فإن ذلك لن يضيع .. ونزل سمير الى مزرعته ، وشكر الكلب على صنيعه بأن قدم له قطعة
لحم كبيرة ..جائزة له على ما صنعه ثم نظر الى الدجاجات ، فوجدها فرحانة تلعب مع بعضها وكأنها في حفلة
عيد جميلة.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:06 pm
(جـــــــزاء الأمــــــــــانة)
جلست (أم راشد) مع أبنائها (راشد وأحمد) في غرفة نومهم ودار بينهم هذا الحديث:-
راشد:-أمي.. حدثينا بقصة قبل النوم.
أحمد:- نعم.. نعم يا أمي حدثينا بقصة.
أم راشد:-حاضر.. سوف أحدثكم بقصة بعنوان (جزاء الأمانة)..
روي أنه كان يعيش في (مكة) رجل فقير متزوج من (امرأة) صالحة.
قالت له زوجته ذات يوم:- يا زوجي العزيز ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه؟ فخرج الرجل إلى السوق
يبحث عن عمل، بحث وبحث ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث، توجه إلى (بيت الله الحرام)،
وصلى هناك (ركعتين) وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.
وما أن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم وجد (كيساً)، التقطه وفتحه، فإذا فيه (ألف دينار).
ذهب الرجل إلى زوجته يفرحها بالمال الذي وجده لكن زوجته ردت المال،
وقالت له:- لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته، وبالفعل ذهب إلى الحرم
ووجد رجل ينادي:- من وجد كيساً فيه (ألف دينار)؟
فرح الرجل الفقير، وقال:- أنا وجدته، خذ (كيسك) فقد وجدته في ساحة الحرم، وكان جزاؤه أن نظر المنادي
إلى الرجل الفقير طويلاً ثم قال له:- خذ الكيس فهو لك، ومعه (تسعة آلاف) أخرى، استغرب الرجل الفقير،
وقال له:- ولما، قال المنادي:- لقد أعطاني رجل من بلاد الشام (عشرة آلاف دينار)،
وقال لي:- اطرح منها (آلف في الحرم)، ثم ناد عليها، فإن ردها إليك من وجدها فأدفع المال كله إليه فإنه
أمين راشد:- ما أجملها من قصة يا أمي،
فقد قال الله تعالى:-(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).
راشد:-أمي.. حدثينا بقصة قبل النوم.
أحمد:- نعم.. نعم يا أمي حدثينا بقصة.
أم راشد:-حاضر.. سوف أحدثكم بقصة بعنوان (جزاء الأمانة)..
روي أنه كان يعيش في (مكة) رجل فقير متزوج من (امرأة) صالحة.
قالت له زوجته ذات يوم:- يا زوجي العزيز ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه؟ فخرج الرجل إلى السوق
يبحث عن عمل، بحث وبحث ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث، توجه إلى (بيت الله الحرام)،
وصلى هناك (ركعتين) وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.
وما أن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم وجد (كيساً)، التقطه وفتحه، فإذا فيه (ألف دينار).
ذهب الرجل إلى زوجته يفرحها بالمال الذي وجده لكن زوجته ردت المال،
وقالت له:- لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته، وبالفعل ذهب إلى الحرم
ووجد رجل ينادي:- من وجد كيساً فيه (ألف دينار)؟
فرح الرجل الفقير، وقال:- أنا وجدته، خذ (كيسك) فقد وجدته في ساحة الحرم، وكان جزاؤه أن نظر المنادي
إلى الرجل الفقير طويلاً ثم قال له:- خذ الكيس فهو لك، ومعه (تسعة آلاف) أخرى، استغرب الرجل الفقير،
وقال له:- ولما، قال المنادي:- لقد أعطاني رجل من بلاد الشام (عشرة آلاف دينار)،
وقال لي:- اطرح منها (آلف في الحرم)، ثم ناد عليها، فإن ردها إليك من وجدها فأدفع المال كله إليه فإنه
أمين راشد:- ما أجملها من قصة يا أمي،
فقد قال الله تعالى:-(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:08 pm
الملك والبخيل.
في زمن قديم، عاش رجل بخيل، ومن فرط بخله، كان دائم التفكير في وسيلة يحصل بها على المال، أو وسيلة
تبعد عنه أي أحد يطلب منه ولو قليلاً من المال....
ولشدة بخله، طاف القرى قرية قرية، حتى وجد قرية كل سكانها كرماء، فحل بينهم، متظاهراً بأنه فقير شديد
الفقر، فكان محط شفقتهم وعطفهم، وصاروا يعطونه دائماً ويتصدقون عليه، حتى إنه كان يأكل ويشرب ويحصل
على ملابسه منهم.
وذات صباح رأى الناس شيئاً غريباً، فقد أغلق الرجل باب بيته المطل على سكان القرية، وفتح في بيته باباً
يجعل وجهه إلى الأرض الخالية، ومع هذا فإن الناس استمروا يقدمون له ما كانوا يقدمونه..
وحين عرفوا حكايته انفجروا من الضحك، فقد حصل على عنز تعطي حليباً كثيراً، فخاف أن يسأله أحد شيئاً من
حليب عنزته، فابتعد بباب بيته عنهم.
وعلى الرغم من أن بعض الناس تناقلوا بينهم، أنه غني شديد الغنى، حفر كل أرض كوخه وأودع دنانيره
الفضية والذهبية هناك، غير أن الناس كانوا يبتسمون مشفقين، واستمروا يعطونه وهم يرثون لحاله.
وفي أحد الأيام كان أحد الفرسان تائهاً، جائعاً جداً وعطشاً، فلما أقبل على تلك القرية، كان متلهفاً للوصول
إليها، وقد أسرع إلى أقرب بيت كان بابه إلى البرية، وعندما وصل إليه، أراد أن يترجل ليطلب حاجته من
صاحبه، الذي كان الرجل البخيل نفسه، رآه البخيل فأسرع إليه يصيح به:--لا تترجل يا رجل.. فليس
في بيتي شيء أعطيه لك. لا طعام ولا شراب ولا حتى أعواد القش.
صُدم الفارس، وبان الألم والتعب الشديد في وجهه، ولأنه يكاد يهلك، فإنه لم يفتح فمه ولم يكلمه، بل لوى
عنق فرسه ودخل القرية.. ووقف أمام أحد البيوت، وفوجئ تماماً بما حصل....
فقد خرج صاحب البيت وأهله يرحبون بالفارس أيما ترحيب، وأسرعوا ليساعدوه على النزول عن فرسه،
وربطوا فرسه، وجلبوا له الماء الذي شرب منه فرسه، والماء الذي غسل به وجهه ويديه، وقدموا له الطعام
والشراب، وتركوه يستريح وينام من دون أن يسألوه سؤالاً واحداً.
وحين استيقظ مستريحاً، شبعان مرتوياً، سألهم عن جهة المدينة الكبيرة، فأرشدوه، ومن لحظته ركب فرسه
وانطلق، وهو متعجب كثيراً.. إنهم حتى اللحظة لم يسألوه من هو؟ ولماذا كان على تلك الحال؟ وكيف وصل؟
بعد أيام دهشت القرية بكاملها، وخرجوا جميعاً ينظرون إلى ذلك الفارس الذي حضرت معه كوكبة من الفرسان
كأنه جيش، وهم يسوقون معهم الخيل والحمير المحملة بخيرات كثيرة، وتوقفوا جميعاً عند باب.. أسرع صاحبه
من بين الجميع يستقبله، فقد عرف من ذلك الفارس الذي جاء بيتهم متعباً جائعاً عطشاً.. إنه الملك.
صاحب البيت عمل وليمة كبيرة دعا إليها جميع أهل القرية.
وبعد أن شكر صاحب البيت الملك، أقبل الملك عليه وهو يشكره ويعترف بفضله، وحين علم أن جميع أهل
القرية مثله، أقبل عليهم واحداً واحداً..
وهو يقول:-الحمد لله أن في مملكتي أناساً مثلكم ومثل كرمكم..
وفي هذه اللحظة ... و بعد أن أكل الناس، وامتلأوا فرحاً وسروراً، سمع الملك والجميع أصوات بكاء وضرب،
وسرعان ما عرفوا به بكاء (الرجل البخيل)، فأرسل الملك يطلبه إليه، وسريعاً عرفه...وسأله:- ما بك يا رجل؟
ولم يتكلم... إلا أن امرأة تقربت من الملك وأجابته وهي ضاحكة:-يقول:- إن هذه الهدايا كلها أمواله.. إنها ملكه هو، تنهبها الناس.
- وسأله الملك:- كيف تكون كل هذه الهدايا التي جلبتها أنا معي ملكاً لك؟
- فأجاب من بين دموعه:- إنها أموالي، ضيعتها أنا بيدي، لقلة معرفتي وحيلتي..
- وسأله:-كيف يا رجل؟
- فأجابه البخيل:- ألم تقصد بيتي أولاً؟.. ألم تحاول أن تنزل ضيفاً عندي؟..
لكني.. آه يا ويلتي..يا ويلتي
- فضحك الملك حتى شبع ضحكاً، وضحك الذين معه وأهل القرية كلهم...
ومن بين ضحكه الكثير سألهم الملك:- عجيب!.. كيف يعيش مثل هذا البخيل في قريتكم..؟
- فرد البخيل:-أحسن عيشة يا سيدي.. فهم يعطون ولا يسألون أو يأخذون..
وانفجر الجميع بالضحك من جديد... وانفجر البخيل بالبكاء، لكن صوت بكائه ضاع وسط ضحكهم الكثير...
تبعد عنه أي أحد يطلب منه ولو قليلاً من المال....
ولشدة بخله، طاف القرى قرية قرية، حتى وجد قرية كل سكانها كرماء، فحل بينهم، متظاهراً بأنه فقير شديد
الفقر، فكان محط شفقتهم وعطفهم، وصاروا يعطونه دائماً ويتصدقون عليه، حتى إنه كان يأكل ويشرب ويحصل
على ملابسه منهم.
وذات صباح رأى الناس شيئاً غريباً، فقد أغلق الرجل باب بيته المطل على سكان القرية، وفتح في بيته باباً
يجعل وجهه إلى الأرض الخالية، ومع هذا فإن الناس استمروا يقدمون له ما كانوا يقدمونه..
وحين عرفوا حكايته انفجروا من الضحك، فقد حصل على عنز تعطي حليباً كثيراً، فخاف أن يسأله أحد شيئاً من
حليب عنزته، فابتعد بباب بيته عنهم.
وعلى الرغم من أن بعض الناس تناقلوا بينهم، أنه غني شديد الغنى، حفر كل أرض كوخه وأودع دنانيره
الفضية والذهبية هناك، غير أن الناس كانوا يبتسمون مشفقين، واستمروا يعطونه وهم يرثون لحاله.
وفي أحد الأيام كان أحد الفرسان تائهاً، جائعاً جداً وعطشاً، فلما أقبل على تلك القرية، كان متلهفاً للوصول
إليها، وقد أسرع إلى أقرب بيت كان بابه إلى البرية، وعندما وصل إليه، أراد أن يترجل ليطلب حاجته من
صاحبه، الذي كان الرجل البخيل نفسه، رآه البخيل فأسرع إليه يصيح به:--لا تترجل يا رجل.. فليس
في بيتي شيء أعطيه لك. لا طعام ولا شراب ولا حتى أعواد القش.
صُدم الفارس، وبان الألم والتعب الشديد في وجهه، ولأنه يكاد يهلك، فإنه لم يفتح فمه ولم يكلمه، بل لوى
عنق فرسه ودخل القرية.. ووقف أمام أحد البيوت، وفوجئ تماماً بما حصل....
فقد خرج صاحب البيت وأهله يرحبون بالفارس أيما ترحيب، وأسرعوا ليساعدوه على النزول عن فرسه،
وربطوا فرسه، وجلبوا له الماء الذي شرب منه فرسه، والماء الذي غسل به وجهه ويديه، وقدموا له الطعام
والشراب، وتركوه يستريح وينام من دون أن يسألوه سؤالاً واحداً.
وحين استيقظ مستريحاً، شبعان مرتوياً، سألهم عن جهة المدينة الكبيرة، فأرشدوه، ومن لحظته ركب فرسه
وانطلق، وهو متعجب كثيراً.. إنهم حتى اللحظة لم يسألوه من هو؟ ولماذا كان على تلك الحال؟ وكيف وصل؟
بعد أيام دهشت القرية بكاملها، وخرجوا جميعاً ينظرون إلى ذلك الفارس الذي حضرت معه كوكبة من الفرسان
كأنه جيش، وهم يسوقون معهم الخيل والحمير المحملة بخيرات كثيرة، وتوقفوا جميعاً عند باب.. أسرع صاحبه
من بين الجميع يستقبله، فقد عرف من ذلك الفارس الذي جاء بيتهم متعباً جائعاً عطشاً.. إنه الملك.
صاحب البيت عمل وليمة كبيرة دعا إليها جميع أهل القرية.
وبعد أن شكر صاحب البيت الملك، أقبل الملك عليه وهو يشكره ويعترف بفضله، وحين علم أن جميع أهل
القرية مثله، أقبل عليهم واحداً واحداً..
وهو يقول:-الحمد لله أن في مملكتي أناساً مثلكم ومثل كرمكم..
وفي هذه اللحظة ... و بعد أن أكل الناس، وامتلأوا فرحاً وسروراً، سمع الملك والجميع أصوات بكاء وضرب،
وسرعان ما عرفوا به بكاء (الرجل البخيل)، فأرسل الملك يطلبه إليه، وسريعاً عرفه...وسأله:- ما بك يا رجل؟
ولم يتكلم... إلا أن امرأة تقربت من الملك وأجابته وهي ضاحكة:-يقول:- إن هذه الهدايا كلها أمواله.. إنها ملكه هو، تنهبها الناس.
- وسأله الملك:- كيف تكون كل هذه الهدايا التي جلبتها أنا معي ملكاً لك؟
- فأجاب من بين دموعه:- إنها أموالي، ضيعتها أنا بيدي، لقلة معرفتي وحيلتي..
- وسأله:-كيف يا رجل؟
- فأجابه البخيل:- ألم تقصد بيتي أولاً؟.. ألم تحاول أن تنزل ضيفاً عندي؟..
لكني.. آه يا ويلتي..يا ويلتي
- فضحك الملك حتى شبع ضحكاً، وضحك الذين معه وأهل القرية كلهم...
ومن بين ضحكه الكثير سألهم الملك:- عجيب!.. كيف يعيش مثل هذا البخيل في قريتكم..؟
- فرد البخيل:-أحسن عيشة يا سيدي.. فهم يعطون ولا يسألون أو يأخذون..
وانفجر الجميع بالضحك من جديد... وانفجر البخيل بالبكاء، لكن صوت بكائه ضاع وسط ضحكهم الكثير...
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:10 pm
فارس ... وسيف العدالة
في مكان ما بعالمنا العربي الكبير ولد (فارس) .. وكأي طفل كان يحتاج إلى حنان أمه وعطف أبيه .. لكن
أعداء العرب حرموه من كليهما .. فنشأ يتيماً حزيناً .. لكنه أقسم أن يرد الظلم عن كل طفل وطفلة .. وعن
كل شاب وفتاة مهما كان الثمن .. في مكان ما يعيش فارس .. هو لا يريد أن يعرف أحد مكانه .. لكنه
سيظهر كلما أحس خطراً يهدد أبناء جيله .. وعندها .. سيكون لسيفه قول لا كأي قول .. وفعل لا كأي فعل ..
أشرقت شمس ذلك الصباح باردة .. كانت مجرد ضياء بلا حرارة .. أطلت على السهول متثاقلة وكأنها أمضت
الليل في صراع طويل من أجل البقاء ..
أخفى الضباب منذ ساعات الفجر الأولى ملامح بيوت القرية الصغيرة .. فبدت قبيل اطلالة شعاع الشمس
كأشباح أو رؤوس شياطين ..
كان كل من يحط رحاله على أطراف القرية تنتابه رعشة سرعان ما تسري في أطرافه كلما تقدم نحو بيوت
القرية العتيقة .. فيؤثر أن يبقى في مكانه حتى تطرد أشعة الشمس تلك الضباب من السماء ومن سهول القرية
وتبرز مفاتن اللون الأخضر للعشب وروعة اللون الأزرق الصافي للجدول الكبير الذي تبرق أطراف أمواجه
حين تنعكس عليها أشعة الشمس كما لو كانت جواهر أو ماسات صغيرة ..
لكن شمس ذلك الصباح ضعفت أمام الضباب المنتشر في كل أرجاء القرية والسهول المحيطة بها ..
لتنذر بيوم حار جداً ..
لم تكن الشمس وحدها من استيقظ مبكراً .. فجميع أهل القرية يستيقظون قبلها .. كل يعرف ما وراءه من
أعمال ويؤديها بشكل تلقائي منذ آلاف السنين .. تستطيع أن تسمع أصواتهم الخشنة تعلو من وسط الضباب بين
حين وآخر لكنك لا ترى سوى خيالات لا يمكنك تمييزها إن كانت لبشر أم لغيرهم ..
في منزل خشبي كبير بللت حوائطه من الخارج قطرات الندى فبدا كما لو كان غمر في مياه الجدول الكبير ..
كانت صرخات مكتومة لامرأة في المخاض تنطلق بين حين وآخر .. وعلى إثرها يشق عواء الكلاب السمينة
التي تحرس المكان الصمت المهيب ..
مضت ساعة على هذا الحال والشمس لم تحسم بعد معركتها مع الضباب .. كانت هناك أشباح تتحرك هنا
وهناك دخولاً وخروجاً من ذلك البيت الخشبي .. حين غمر المكان بكاء رضيع يطل للمرة الأولى على هذه
الحياة .. كان هذا الصوت لبطل صغير ولد للتو .. إنه " فارس " .. حلم والديه .. ذلك الحلم الذي انتظراه
طويلاً لكنهما كانا يعلمان أنه سيتحقق يوماً ..
كان والده " جاسر " يعلم أن ذلك الرضيع سيكون له في المستقبل شأن عظيم .. لكن من فسر له الحلم أنذره
أن ابنه " فارس " سيقاسي الأمرين في حياته .. لكن والده كان يكذب مفسر الأحلام لكن صوت ذلك الرجل
بقي يتردد في ذهنه،
كلما آوى إلى الفراش :- " سيكون لفارس شأن عظيم " ..
لذلك حينما كان والده يحمله بين ذراعيه ويهدهده كان يرى فوق جبينه هالة من النور تضفي مهابة على ملامحه
التي كانت تبدو له حزينة .. فيبتسم لفارس ثم يغلبه البكاء يخفي وجهه في صدر ابنه حتى تجف دموعه ..
ولم تكن " حسناء " شقيقة " فارس " الكبرى تختلف عنه في الملامح .. بل كانت لها ذات الملامح .. كانت
في (الخامسة) من عمرها حين ولد " فارس " .. وجدت في البداية صعوبة في نطق اسمه فلم تكن قد أتقنت
بعد الكلام .. لكنها ابتكرت لنفسها الحل المناسب لنطق ذلك الاسم الصعب فلم تكف عن مناداته بـ " فايس "
ويبدو أنها لم تستطع أن تعدل طريقة نطقها لهذا الاسم فيما بعد ..
أما والدته فقد فارقت الحياة بعد مولده بعدة أيام من تأثير حمى النفاس ..
ولعل هذا هو أول مشواره مع المتاعب التي توقعها مفسر الأحلام .
ولم يمض شهر واحد على مولده حتى حلت بأهل قريته كارثة .. فقد بدأت قريته تتعرض لهجمات العصابات
المنظمة التي كان أفرادها في كل مرة يأسرون بعض جميلات القرية ويحرقون عدداً من منازلها الخشبية حتى
قرر رجال القرية تشكيل فرقة لصد هجمات هذه العصابات واستعادة فتياتها الجميلات .. أما أخطر هذه
الهجمات فهي تلك التي تعرض لها بيت أهله الخشبي لعدوان من هؤلاء الأشرار ؟
أحرق الأعداء بيت " جاسر " وأسرته فأتت النيران على أثاث البيت وكان أثاثاً فقيراً لكنه كان بالغ الأهمية
بالنسبة لأسرة فارس الصغيرة .. فذاك السرير العتيق شهد ميلاد " حسناء " ومن بعدها " فارس " .. كما
شهد وفاة أمهما والتي كانت الحدث الأكثر حزناً في حياة والده .. كان هناك أغراض كثيرة أتت عليها النيران
التي شبت في غياب رب الأسرة ..
كان يعمل في الحقل حينما جاءه النبأ:-" لقد أحرق اللصوص بيتك وبيوت عدد من أهل القرية " .. فصرخ في
وجه من أبلغه النبأ : وحسناء وفراس ؟ .. فأجابه : أنقذهما القدر
كاد الوالد يطير من الفرحة لنجاة (حسناء وفارس) ..
لكنه كان قلقاً بشدة مما حدث فمنزله استغرق منه عشرة سنوات ليتم بناءه ..
وأثاثه المحترق لن يعوضه بسهولة وحين وصل إلى المكان وجد منزله قد تحول إلى (رماد) ولم يبق منه سوى
بعض العوارض الخشبية التي كان الدخان لازال يتصاعد منها .. كان أهل القرية الذين هرولوا لإنقاذ طفليه
ملتفين حولهما بينما حملت حسناء الصغيرة شقيقها الرضيع وعلامات الخوف تشكل ملامحها الرقيقة
لم يصدق نفسه حين رأى صغيرته وطفله الرضيع على قيد الحياة وأقسم أن ينتقم من أعدائه ولكن بعد
أن يؤمن مكاناً لطفليه ..
عرضت عليه نساء العائلة أن يتكفلن بطفليه الذين لم يعد لهما مأوى بعد ما حدث ..
ولكنه بعد رفض اختار " نائلة " ابنة عمه الوحيدة لتربي صغاره لأنه من الآن فصاعداً سينضم إلى جيش القرية
الذي وهب نفسه للصد عن القرية وحمايتها من الأعداء ..
وكانت نائلة قد تزوجت قبله بعدة سنوات وأنجبت ثلاثة بنات أكبرهن كانت في العاشرة وما أسعده أن حسناء
وفارس اطمئنا لحضن نائلة الدافيء وعاملتهما هي بحنان كأنهما طفليها ..
أما هو فقد انتقل إلى حيث يجتمع جيش القرية كل مساء ليبحث مايمكنه أن يقدمه لقريته الصغيرة .. لم يكن
جيشاً بمعنى الكلمة بل تجمعاً يضم عشرين شاباً قوياً من خيرة شباب القرية .. تسلحوا بالفؤوس والنبال وبعضهم
كان يملك خناجر حادة النصل أو عصي قوية لا تكسرفي البداية عرضوا عليه ألا يترك طفليه وحيدين ويعود
ليكفلهما خاصة وأنه تجاوز سن الشباب حيث كان قد بلغ لتوه سن الأربعين ..
إلا أنه غضب بشدة وأكد لهم أنه قوي بما يكفي لقتل خمسة لصوص في وقت واحد .. وكان يتسلح بثلاثة أسلحة
أولها سيفه الذي ورثه عن أجداده وكان ذلك السيف معروفاً باسم " المدرع " لأنه كانت به نتوءات صلبة تجعله
غير قابل للكسر ..
والسلاح الآخر كان خنجراً من الصلب مرصعاً بجوهرة زرقاء لم يكن يعرف قيمتها الحقيقية إلا أنها كانت
غريبة فعلاً إذ تضوي بنور سحري عندما يكتمل القمر في الليلة الرابعة عشرة من كل شهر ..
وبالإضافة إلى ذلك كان يحمل كرة حديدية زنتها خمسة عشر كيلوجراما متصلة بها سلسلة قوية من الصلب كان
والده قد ورثها عن جده وقد كانت سلاحاً فتاكاً قتل به (عشرين)من الأعداء في معركة قبل (ثلاثين) عاماً.
كانت لهجة " جاسر " الحاسمة وكلماته القاطعة غير قابلة لمزيد من النقاش فقرروا انتخابه قائداً لجيش القرية .
وعلى الفور قرر زيادة عدد الجيش إلى الضعف بأن يطلب من كل أسرة في القرية أن تمد جيشها بأقوى شبابها
ورجالها .. وحين تمكن من رفع عدد أفراد جيشه إلى الخمسين رجلاً بدأ تدريبهم على فنون القتال والدفاع عن
النفس وبخاصة القتال ليلاً ..
وبدا كأنه يستعد لمعركة فاصلة مع هؤلاء اللصوص.
وفي إحدى الليالي المقمرة .. حدث ما كان يترقبه منذ بدأ تجهيز جيش قريته ..
فماذا حدث ياترى أطلق جنود المراقبة الثلاثة الذين وزعهم " جاسر " على أطراف القرية تحذيراتهم باقتراب
عصابات اليهود فأثاروا فزع أهل القرية .. وحمل كل رب أسرة فأسه ونبلته وسهامه وغادر برفقة أكبر أبنائه
بعد أن أوصى زوجته بأن تحكم إغلاق باب المنزل .. وتجمعوا عن ساحة القرية حيث اعتادوا أن يتدربوا على
فنون القتال ..
وهناك وجدوا " جاسر " وخيرة رجاله في انتظارهم .. لكن المفاجأة كانت في الخيول التي استطاع جاسر أن
يشتريها من قرية مجاورة بأموال التبرعات التي جمعها من المتطوعين استعداداً لمعركة فاصلة مع اللصوص
اليهود شعر رجال القرية هذه المرة بشعور مختلف ..
لم يكن غروراً ولا خيلاء وإنما اطمئناناً إلى أنهم لن يتركوا الأعداء هذه المرة يعبثون في ديارهم كما هي
العادة ويخطفون خيرة نسائها .. كانت الرغبة في الانتقام من اللصوص اليهود تبدو واضحة على ملامح الرجال
الذي كانوا مثقلين بأسلحتهم وفي كامل لياقتهم البدنية ..
كان جاسر قد جهز ثلاثين فرساً لرجاله إلا أنه فوجيء بعدد إضافي من الرجال لم يكن يحسب حسابه فقد قفز
العدد من خمسين رجل إلى ما يقارب المائة غلبته السعادة وأحس هذه المرة أن النصر الساحق سيكون من
نصيبهم .. وبعد أن نظم الصفوف واختار خيرة الشباب ليمتطوا الخيول ..
ألقى فيهم كلمة قصيرة حثهم فيها على بذل الروح والجسد من أجل قريتهم التي كانت دوماً خير القرى وأقواها
بين قرى العرب كلها .. وحين شعر أن الأمور قد أصبحت مهيأة للتحرك امتطى فرسه القوية والتي لم يكن
يبدو منها سوى عيناها وأجزاء من أطرافها أما سائر جسدها فقد غطاه بالدروع الحديدية لحمايتها .. وقبل أن
يتحرك جاءته آخر الأنباء بأن عصابات اليهود قد أقامت معسكراً لها على بعد ميلين من القرية وأنهم يبدو
مترددين في الهجوم هذه المرة وتحرك جاسر بجيشه ثم طلب منهم أن يغزّوا السير ليباغتوا الأعداء الذين بدا
عليهم التردد لأن جواسيسهم نقلوا إليهم أخبار أهل القرية واستعداداتهم لكن أغلبهم قللوا من شأن أهل القرية
واغتروا بعددهم وكان يفوق (المائة والعشرين)
رجلاً وقالوا:-سنفعل بهذه القرية الأفاعيل لتكون عبرة لغيرها من القرى وعندما أصبحت قوات الأعداء على
مرأى من جنود " جاسر " أذن الفجر ..
فطلب جاسر من رجاله التوقف (للصلاة) وكانوا ممن يحافظون على الصلوات وبخاصة (صلاة الفجر) ..
وبالفعل أدوا الصلاة وهم على ظهور خيولهم أو وقوفاً .. وما أن انتهوا حتى انطلقوا صوب مخيم الأعداء كأنهم
سهم من النار وقد أشهروا سيوفهم أمامهم ..
ويهم يرددون:-الله أكبر .. الله أكبر
حاصر جاسر بقواته مخيم الأعداء الذين أذهلهم مارأوا هذه المرة وبهتوا لنظام الجيش وتجهيزه حتى أسقط
في ايديهم ..
وبدأوا يطلبون الرحمة لكن زعيمهم تمكن من التخفي والفرار هو وعدد من جنوده وتركوا جيشهم محاصراً حتى
قتل من جيشهم أغلب الرجال وأسر الباقون ..
وسبى جنود جاسر النساء والأطفال وقادوهم إلى القرية حيث انطلقت صيحات الفرح في كل أرجاء القرية تؤكد
انبهار أهل القرية بما حدث وفي السابعة من صباح اليوم نفسه كانت الشمس قد أطلت من خلف السحب المثقلة
بالغيوم للحظات وغابت مرة أخرى تاركة بعض شعاعها في السماء ..
وخرج جنود جاسر إلى ساحة القرية حيث شدوا وثاق الأسرى الثلاثين من أعدائهم إلى قوائم خشبية نصبوها في
ساحة القرية وأحاطوهم بالحطب تمهيداً لحرقهم ليكونوا عبرة للأعداء ..
إلا أنهم احتفظوا بسبعة من الأسرى كانوا يتذكرون ملامحهم بعد أن أذاقوا أهل القرية مرار الهوان
في المرات السابقة ..
وقيدوا السبعة بالسلاسل وقادوهم إلى وسط الساحة حيث أجلسوهم على ركابهم وطلب جاسر من الأسر التي
تعرضت للنهب والقتل من الأعداء من قبل أن تتقدم باتجاههم حيث أعطى جاسر سيفاً لكل شاب من هذه الأسر
وطلب منه أن يقتص من عدوه فقطعوا رؤوسهم وحملوها على الرماح حيث نصبوها على بوابة القرية أما
أجسادهم فقد صلبوها على عوارض خشبية مرتفعة وتركوها للطير تأكل منها ..
وكتبوا عبارة على عارضة خشبية نصبوها أمامهم:-نهاية المعتدين وسرعان ما اجتمع أهل القرية حول من
أوثقوهم في وسط ساحتها وخطب فيهم جاسر خطبة حماسية أوقعت الرعب في قلوب اللصوص المأسورين ثم
أمر رجاله أن يشعلوا فيهم النار إلا اثنين من الأسرى أشفق على حالهم حيث كانا من المسنين طلب منهم أن
يعودوا إلى قومهم فيخبرونهم بما رأوا وسمعوا ..
كان كل ما يحدث يلاقي صيحات سعيدة من أهل القرية الذي شعروا للمرة الأولى بأنهم أحرار وآمنين ..
وأحسوا بعد طول معاناة أن الأعداء تعلموا من الدرس وأنهم لن يجرءوا على العودة مرة أخرى ولكن
هل اكتفى جاسر بذلك ؟
مضت الأيام والشهور .. كان فارس يكبر برعاية أخته الوحيدة حسناء وفي كنف ابنة عم والدهم وبناتها ..
ولم يكن (فارس) يرى والده (جاسر) إلا في زي الحرب وهو مدجج بالدروع والأسلحة .. ووقعت هذه
الصورة في نفسه في الموقع الصحيح فكان لا يحب أن يلهو إلا بعصا شذب مقدمتها لتبدو كالسيف وكان يبارز
أخته التي لم تكن تقدر على مواصلة هذه اللعبة مع شقيقها الصغير فارس الذي بدا في عامه الخامس وكأنه
أدمن لعبة الحرب ..
وكان في كل عام يقتني سيفاً خشبياً جديداً بعد أن يحطم سيفه القديم
لم يكن والده يهتم إلا بقتال الأعداء ..
وكانت فكرة جيش القرية آخذة في التوسع ..
حتى انتقلت إلى القرى المجاورة التي نقل إليها الأعداء نشاطهم بعد أن يئسوا من قرية " الأبطال "
التي كان جاسر يقود جيشها بكفاءة ولم يخسر معركة خاضها .. كان (جاسر) ينظر إلى ابنه (فارس) بشيء
من الإعجاب رغم صغر سنه ..
وكان يتذكر دائماً ماقاله له مفسر الأحلام عن (فارس) .. وبدأ بالفعل يدربه على القتال وهو لا يعرف لماذا ..
لكن (فارس) كان لا يمل من لعبة الحرب وأتقن بمرور الوقت استخدام سيفه الخشبي وتساءل ببراءة ذات يوم
وكان والده يحدق فيه بإعجاب:- لماذا لا يكون عندي سيف حديدي يا والدي ؟ ..
وأخذ (والده) يفكر طويلاً في السؤال ولم يجبه بل أومأ برأسه كأنه يعده أن يهبه سيفاً حديدياً في المستقبل ..
وبينما يحدثه إذ جاءه وفد من قرية مجاورة ينبئه بأن اللصوص اليهود قد استولوا على القرية وطردوا منها
(المسنين) بعد أن قتلوا خيرة شبابها وسبوا نسائها وأطفالها وبنوا حول القرية سوراً من الحجر قوياً ليحتموا
من خلفه ..
أعداء العرب حرموه من كليهما .. فنشأ يتيماً حزيناً .. لكنه أقسم أن يرد الظلم عن كل طفل وطفلة .. وعن
كل شاب وفتاة مهما كان الثمن .. في مكان ما يعيش فارس .. هو لا يريد أن يعرف أحد مكانه .. لكنه
سيظهر كلما أحس خطراً يهدد أبناء جيله .. وعندها .. سيكون لسيفه قول لا كأي قول .. وفعل لا كأي فعل ..
أشرقت شمس ذلك الصباح باردة .. كانت مجرد ضياء بلا حرارة .. أطلت على السهول متثاقلة وكأنها أمضت
الليل في صراع طويل من أجل البقاء ..
أخفى الضباب منذ ساعات الفجر الأولى ملامح بيوت القرية الصغيرة .. فبدت قبيل اطلالة شعاع الشمس
كأشباح أو رؤوس شياطين ..
كان كل من يحط رحاله على أطراف القرية تنتابه رعشة سرعان ما تسري في أطرافه كلما تقدم نحو بيوت
القرية العتيقة .. فيؤثر أن يبقى في مكانه حتى تطرد أشعة الشمس تلك الضباب من السماء ومن سهول القرية
وتبرز مفاتن اللون الأخضر للعشب وروعة اللون الأزرق الصافي للجدول الكبير الذي تبرق أطراف أمواجه
حين تنعكس عليها أشعة الشمس كما لو كانت جواهر أو ماسات صغيرة ..
لكن شمس ذلك الصباح ضعفت أمام الضباب المنتشر في كل أرجاء القرية والسهول المحيطة بها ..
لتنذر بيوم حار جداً ..
لم تكن الشمس وحدها من استيقظ مبكراً .. فجميع أهل القرية يستيقظون قبلها .. كل يعرف ما وراءه من
أعمال ويؤديها بشكل تلقائي منذ آلاف السنين .. تستطيع أن تسمع أصواتهم الخشنة تعلو من وسط الضباب بين
حين وآخر لكنك لا ترى سوى خيالات لا يمكنك تمييزها إن كانت لبشر أم لغيرهم ..
في منزل خشبي كبير بللت حوائطه من الخارج قطرات الندى فبدا كما لو كان غمر في مياه الجدول الكبير ..
كانت صرخات مكتومة لامرأة في المخاض تنطلق بين حين وآخر .. وعلى إثرها يشق عواء الكلاب السمينة
التي تحرس المكان الصمت المهيب ..
مضت ساعة على هذا الحال والشمس لم تحسم بعد معركتها مع الضباب .. كانت هناك أشباح تتحرك هنا
وهناك دخولاً وخروجاً من ذلك البيت الخشبي .. حين غمر المكان بكاء رضيع يطل للمرة الأولى على هذه
الحياة .. كان هذا الصوت لبطل صغير ولد للتو .. إنه " فارس " .. حلم والديه .. ذلك الحلم الذي انتظراه
طويلاً لكنهما كانا يعلمان أنه سيتحقق يوماً ..
كان والده " جاسر " يعلم أن ذلك الرضيع سيكون له في المستقبل شأن عظيم .. لكن من فسر له الحلم أنذره
أن ابنه " فارس " سيقاسي الأمرين في حياته .. لكن والده كان يكذب مفسر الأحلام لكن صوت ذلك الرجل
بقي يتردد في ذهنه،
كلما آوى إلى الفراش :- " سيكون لفارس شأن عظيم " ..
لذلك حينما كان والده يحمله بين ذراعيه ويهدهده كان يرى فوق جبينه هالة من النور تضفي مهابة على ملامحه
التي كانت تبدو له حزينة .. فيبتسم لفارس ثم يغلبه البكاء يخفي وجهه في صدر ابنه حتى تجف دموعه ..
ولم تكن " حسناء " شقيقة " فارس " الكبرى تختلف عنه في الملامح .. بل كانت لها ذات الملامح .. كانت
في (الخامسة) من عمرها حين ولد " فارس " .. وجدت في البداية صعوبة في نطق اسمه فلم تكن قد أتقنت
بعد الكلام .. لكنها ابتكرت لنفسها الحل المناسب لنطق ذلك الاسم الصعب فلم تكف عن مناداته بـ " فايس "
ويبدو أنها لم تستطع أن تعدل طريقة نطقها لهذا الاسم فيما بعد ..
أما والدته فقد فارقت الحياة بعد مولده بعدة أيام من تأثير حمى النفاس ..
ولعل هذا هو أول مشواره مع المتاعب التي توقعها مفسر الأحلام .
ولم يمض شهر واحد على مولده حتى حلت بأهل قريته كارثة .. فقد بدأت قريته تتعرض لهجمات العصابات
المنظمة التي كان أفرادها في كل مرة يأسرون بعض جميلات القرية ويحرقون عدداً من منازلها الخشبية حتى
قرر رجال القرية تشكيل فرقة لصد هجمات هذه العصابات واستعادة فتياتها الجميلات .. أما أخطر هذه
الهجمات فهي تلك التي تعرض لها بيت أهله الخشبي لعدوان من هؤلاء الأشرار ؟
أحرق الأعداء بيت " جاسر " وأسرته فأتت النيران على أثاث البيت وكان أثاثاً فقيراً لكنه كان بالغ الأهمية
بالنسبة لأسرة فارس الصغيرة .. فذاك السرير العتيق شهد ميلاد " حسناء " ومن بعدها " فارس " .. كما
شهد وفاة أمهما والتي كانت الحدث الأكثر حزناً في حياة والده .. كان هناك أغراض كثيرة أتت عليها النيران
التي شبت في غياب رب الأسرة ..
كان يعمل في الحقل حينما جاءه النبأ:-" لقد أحرق اللصوص بيتك وبيوت عدد من أهل القرية " .. فصرخ في
وجه من أبلغه النبأ : وحسناء وفراس ؟ .. فأجابه : أنقذهما القدر
كاد الوالد يطير من الفرحة لنجاة (حسناء وفارس) ..
لكنه كان قلقاً بشدة مما حدث فمنزله استغرق منه عشرة سنوات ليتم بناءه ..
وأثاثه المحترق لن يعوضه بسهولة وحين وصل إلى المكان وجد منزله قد تحول إلى (رماد) ولم يبق منه سوى
بعض العوارض الخشبية التي كان الدخان لازال يتصاعد منها .. كان أهل القرية الذين هرولوا لإنقاذ طفليه
ملتفين حولهما بينما حملت حسناء الصغيرة شقيقها الرضيع وعلامات الخوف تشكل ملامحها الرقيقة
لم يصدق نفسه حين رأى صغيرته وطفله الرضيع على قيد الحياة وأقسم أن ينتقم من أعدائه ولكن بعد
أن يؤمن مكاناً لطفليه ..
عرضت عليه نساء العائلة أن يتكفلن بطفليه الذين لم يعد لهما مأوى بعد ما حدث ..
ولكنه بعد رفض اختار " نائلة " ابنة عمه الوحيدة لتربي صغاره لأنه من الآن فصاعداً سينضم إلى جيش القرية
الذي وهب نفسه للصد عن القرية وحمايتها من الأعداء ..
وكانت نائلة قد تزوجت قبله بعدة سنوات وأنجبت ثلاثة بنات أكبرهن كانت في العاشرة وما أسعده أن حسناء
وفارس اطمئنا لحضن نائلة الدافيء وعاملتهما هي بحنان كأنهما طفليها ..
أما هو فقد انتقل إلى حيث يجتمع جيش القرية كل مساء ليبحث مايمكنه أن يقدمه لقريته الصغيرة .. لم يكن
جيشاً بمعنى الكلمة بل تجمعاً يضم عشرين شاباً قوياً من خيرة شباب القرية .. تسلحوا بالفؤوس والنبال وبعضهم
كان يملك خناجر حادة النصل أو عصي قوية لا تكسرفي البداية عرضوا عليه ألا يترك طفليه وحيدين ويعود
ليكفلهما خاصة وأنه تجاوز سن الشباب حيث كان قد بلغ لتوه سن الأربعين ..
إلا أنه غضب بشدة وأكد لهم أنه قوي بما يكفي لقتل خمسة لصوص في وقت واحد .. وكان يتسلح بثلاثة أسلحة
أولها سيفه الذي ورثه عن أجداده وكان ذلك السيف معروفاً باسم " المدرع " لأنه كانت به نتوءات صلبة تجعله
غير قابل للكسر ..
والسلاح الآخر كان خنجراً من الصلب مرصعاً بجوهرة زرقاء لم يكن يعرف قيمتها الحقيقية إلا أنها كانت
غريبة فعلاً إذ تضوي بنور سحري عندما يكتمل القمر في الليلة الرابعة عشرة من كل شهر ..
وبالإضافة إلى ذلك كان يحمل كرة حديدية زنتها خمسة عشر كيلوجراما متصلة بها سلسلة قوية من الصلب كان
والده قد ورثها عن جده وقد كانت سلاحاً فتاكاً قتل به (عشرين)من الأعداء في معركة قبل (ثلاثين) عاماً.
كانت لهجة " جاسر " الحاسمة وكلماته القاطعة غير قابلة لمزيد من النقاش فقرروا انتخابه قائداً لجيش القرية .
وعلى الفور قرر زيادة عدد الجيش إلى الضعف بأن يطلب من كل أسرة في القرية أن تمد جيشها بأقوى شبابها
ورجالها .. وحين تمكن من رفع عدد أفراد جيشه إلى الخمسين رجلاً بدأ تدريبهم على فنون القتال والدفاع عن
النفس وبخاصة القتال ليلاً ..
وبدا كأنه يستعد لمعركة فاصلة مع هؤلاء اللصوص.
وفي إحدى الليالي المقمرة .. حدث ما كان يترقبه منذ بدأ تجهيز جيش قريته ..
فماذا حدث ياترى أطلق جنود المراقبة الثلاثة الذين وزعهم " جاسر " على أطراف القرية تحذيراتهم باقتراب
عصابات اليهود فأثاروا فزع أهل القرية .. وحمل كل رب أسرة فأسه ونبلته وسهامه وغادر برفقة أكبر أبنائه
بعد أن أوصى زوجته بأن تحكم إغلاق باب المنزل .. وتجمعوا عن ساحة القرية حيث اعتادوا أن يتدربوا على
فنون القتال ..
وهناك وجدوا " جاسر " وخيرة رجاله في انتظارهم .. لكن المفاجأة كانت في الخيول التي استطاع جاسر أن
يشتريها من قرية مجاورة بأموال التبرعات التي جمعها من المتطوعين استعداداً لمعركة فاصلة مع اللصوص
اليهود شعر رجال القرية هذه المرة بشعور مختلف ..
لم يكن غروراً ولا خيلاء وإنما اطمئناناً إلى أنهم لن يتركوا الأعداء هذه المرة يعبثون في ديارهم كما هي
العادة ويخطفون خيرة نسائها .. كانت الرغبة في الانتقام من اللصوص اليهود تبدو واضحة على ملامح الرجال
الذي كانوا مثقلين بأسلحتهم وفي كامل لياقتهم البدنية ..
كان جاسر قد جهز ثلاثين فرساً لرجاله إلا أنه فوجيء بعدد إضافي من الرجال لم يكن يحسب حسابه فقد قفز
العدد من خمسين رجل إلى ما يقارب المائة غلبته السعادة وأحس هذه المرة أن النصر الساحق سيكون من
نصيبهم .. وبعد أن نظم الصفوف واختار خيرة الشباب ليمتطوا الخيول ..
ألقى فيهم كلمة قصيرة حثهم فيها على بذل الروح والجسد من أجل قريتهم التي كانت دوماً خير القرى وأقواها
بين قرى العرب كلها .. وحين شعر أن الأمور قد أصبحت مهيأة للتحرك امتطى فرسه القوية والتي لم يكن
يبدو منها سوى عيناها وأجزاء من أطرافها أما سائر جسدها فقد غطاه بالدروع الحديدية لحمايتها .. وقبل أن
يتحرك جاءته آخر الأنباء بأن عصابات اليهود قد أقامت معسكراً لها على بعد ميلين من القرية وأنهم يبدو
مترددين في الهجوم هذه المرة وتحرك جاسر بجيشه ثم طلب منهم أن يغزّوا السير ليباغتوا الأعداء الذين بدا
عليهم التردد لأن جواسيسهم نقلوا إليهم أخبار أهل القرية واستعداداتهم لكن أغلبهم قللوا من شأن أهل القرية
واغتروا بعددهم وكان يفوق (المائة والعشرين)
رجلاً وقالوا:-سنفعل بهذه القرية الأفاعيل لتكون عبرة لغيرها من القرى وعندما أصبحت قوات الأعداء على
مرأى من جنود " جاسر " أذن الفجر ..
فطلب جاسر من رجاله التوقف (للصلاة) وكانوا ممن يحافظون على الصلوات وبخاصة (صلاة الفجر) ..
وبالفعل أدوا الصلاة وهم على ظهور خيولهم أو وقوفاً .. وما أن انتهوا حتى انطلقوا صوب مخيم الأعداء كأنهم
سهم من النار وقد أشهروا سيوفهم أمامهم ..
ويهم يرددون:-الله أكبر .. الله أكبر
حاصر جاسر بقواته مخيم الأعداء الذين أذهلهم مارأوا هذه المرة وبهتوا لنظام الجيش وتجهيزه حتى أسقط
في ايديهم ..
وبدأوا يطلبون الرحمة لكن زعيمهم تمكن من التخفي والفرار هو وعدد من جنوده وتركوا جيشهم محاصراً حتى
قتل من جيشهم أغلب الرجال وأسر الباقون ..
وسبى جنود جاسر النساء والأطفال وقادوهم إلى القرية حيث انطلقت صيحات الفرح في كل أرجاء القرية تؤكد
انبهار أهل القرية بما حدث وفي السابعة من صباح اليوم نفسه كانت الشمس قد أطلت من خلف السحب المثقلة
بالغيوم للحظات وغابت مرة أخرى تاركة بعض شعاعها في السماء ..
وخرج جنود جاسر إلى ساحة القرية حيث شدوا وثاق الأسرى الثلاثين من أعدائهم إلى قوائم خشبية نصبوها في
ساحة القرية وأحاطوهم بالحطب تمهيداً لحرقهم ليكونوا عبرة للأعداء ..
إلا أنهم احتفظوا بسبعة من الأسرى كانوا يتذكرون ملامحهم بعد أن أذاقوا أهل القرية مرار الهوان
في المرات السابقة ..
وقيدوا السبعة بالسلاسل وقادوهم إلى وسط الساحة حيث أجلسوهم على ركابهم وطلب جاسر من الأسر التي
تعرضت للنهب والقتل من الأعداء من قبل أن تتقدم باتجاههم حيث أعطى جاسر سيفاً لكل شاب من هذه الأسر
وطلب منه أن يقتص من عدوه فقطعوا رؤوسهم وحملوها على الرماح حيث نصبوها على بوابة القرية أما
أجسادهم فقد صلبوها على عوارض خشبية مرتفعة وتركوها للطير تأكل منها ..
وكتبوا عبارة على عارضة خشبية نصبوها أمامهم:-نهاية المعتدين وسرعان ما اجتمع أهل القرية حول من
أوثقوهم في وسط ساحتها وخطب فيهم جاسر خطبة حماسية أوقعت الرعب في قلوب اللصوص المأسورين ثم
أمر رجاله أن يشعلوا فيهم النار إلا اثنين من الأسرى أشفق على حالهم حيث كانا من المسنين طلب منهم أن
يعودوا إلى قومهم فيخبرونهم بما رأوا وسمعوا ..
كان كل ما يحدث يلاقي صيحات سعيدة من أهل القرية الذي شعروا للمرة الأولى بأنهم أحرار وآمنين ..
وأحسوا بعد طول معاناة أن الأعداء تعلموا من الدرس وأنهم لن يجرءوا على العودة مرة أخرى ولكن
هل اكتفى جاسر بذلك ؟
مضت الأيام والشهور .. كان فارس يكبر برعاية أخته الوحيدة حسناء وفي كنف ابنة عم والدهم وبناتها ..
ولم يكن (فارس) يرى والده (جاسر) إلا في زي الحرب وهو مدجج بالدروع والأسلحة .. ووقعت هذه
الصورة في نفسه في الموقع الصحيح فكان لا يحب أن يلهو إلا بعصا شذب مقدمتها لتبدو كالسيف وكان يبارز
أخته التي لم تكن تقدر على مواصلة هذه اللعبة مع شقيقها الصغير فارس الذي بدا في عامه الخامس وكأنه
أدمن لعبة الحرب ..
وكان في كل عام يقتني سيفاً خشبياً جديداً بعد أن يحطم سيفه القديم
لم يكن والده يهتم إلا بقتال الأعداء ..
وكانت فكرة جيش القرية آخذة في التوسع ..
حتى انتقلت إلى القرى المجاورة التي نقل إليها الأعداء نشاطهم بعد أن يئسوا من قرية " الأبطال "
التي كان جاسر يقود جيشها بكفاءة ولم يخسر معركة خاضها .. كان (جاسر) ينظر إلى ابنه (فارس) بشيء
من الإعجاب رغم صغر سنه ..
وكان يتذكر دائماً ماقاله له مفسر الأحلام عن (فارس) .. وبدأ بالفعل يدربه على القتال وهو لا يعرف لماذا ..
لكن (فارس) كان لا يمل من لعبة الحرب وأتقن بمرور الوقت استخدام سيفه الخشبي وتساءل ببراءة ذات يوم
وكان والده يحدق فيه بإعجاب:- لماذا لا يكون عندي سيف حديدي يا والدي ؟ ..
وأخذ (والده) يفكر طويلاً في السؤال ولم يجبه بل أومأ برأسه كأنه يعده أن يهبه سيفاً حديدياً في المستقبل ..
وبينما يحدثه إذ جاءه وفد من قرية مجاورة ينبئه بأن اللصوص اليهود قد استولوا على القرية وطردوا منها
(المسنين) بعد أن قتلوا خيرة شبابها وسبوا نسائها وأطفالها وبنوا حول القرية سوراً من الحجر قوياً ليحتموا
من خلفه ..
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:12 pm
حكاية فاطمة والصدقة...
قالت (فاطمة):-احكِ لي يا (جدّي) حكاية جميلة من حكاياتك الجميلة.
قال الجد:-اسمعي هذه الحكاية يا (فاطمة)..
توجَّه ثريٌّ محسن طيّب القلب إلى بستان له، فرأى في طريقه داراً تحترق، وشيخاً يبكي ويولول وحوله نساء
وصبيان يتصارخون، فسأل عنه فقيل له:-هذا رجل تاجر احترقت داره وافتقر.
ففكر ساعة ثم قال لأحد أعوانه:-ترى هذا الشيخ الذي تألمت لحاله وتنغّصتْ عليّ نزهتي بسببـه ولا أستطيع
التوجه إلى بستاني إلا بعد أن تضمن لي أني إذا عدت من النزهة، وجدت الشيخ في داره وهي كما كانت مبنية،
مجصصة، نظيفة وفيها أصناف المتاع والأثاث كما كانت، وتشتري له ولعياله كسوة الشتاء والصيف.
فقال(الرجل):-مدني بما أحتاجه من النقود، وأحضر لي من أطلبه من الصناع.
فقال (الثري):- لك ما أردت.
وما أن حل وقت العصر حتى سقفت الدار وجصصت، وثبتت الأبواب، وأرسل الرجل إلى الثري يسأله
التوقف في البستان.
فبيضت الدار، وكنست وفرشت ولبس (الشيخ وعياله) الثياب، ودفعت لهم الصناديق مملوءة بالأمتعة.
فمر(الثري الطيب) والناس قد اجتمعوا كأنهم في يوم عيد، يضجون بالدعاء له.
فتقدم (الرجل الثري) وأعطى (الشيخ) مبلغاً من النقود، ثم سار إلى داره.
نهضت (فاطمة) إلى المطبخ، وجاءت بقربة فيها زيت، وقدّمتها لجدّها وهي تقول:-
وأنا أريد أن أكون كريمة.. خذ هذا الزيت يا (جدّي)، وأعطه لجارتنا الفقيرة.
.. الهدف من القصة ..
.. تابع للصدقة ..
المال مال الله عز وجل، وقد استخلف ـ تعالى ـ عباده فيه ليرى كيف يعملون، ثم هو سائلهم عنه إذا
قدموا بين يديه: من أين جمعوه؟ وفيمَ أنفقوه؟
تحفظ الصدقة المال من الآفات والهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها
بما هو أنفع له وأكثر وأطيب.
قال تعالى :-(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) {سبأ: 39}
صاحب الصدقة والمعروف لا يقع، فإذا وقع أصاب متكأً
قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم):-(صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات).
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:15 pm
الخطيب الصغير...
هل فكرت يوماً في أن تصبح خطيباً عظمياً؟
لم يخطر ذلك أبداً على بال (حسين)، فقد كان كل همه أن يتمكن من أن يتحدث إلى الناس في بساطة،
ولم يكن ذلك سهلاً ولا يسيراً.
كان المسكين في أزمة كبيرة، ويواجه مشكلة لا يجد لها حلاً.
لكن الله يدخر دائماً للمؤمنين طريقاً واضحاً، تهديهم إليه، وما إن يسيروا فيه حتى يجدوا أنفسهم قد وصلوا
إلى ما يبغون وما يريدون.
بل إنهم أحياناً يحققون أكثر مما كانوا يتمنون ويرجون..
كان الصغير (حسين) يحب التحدث إلى الناس، والكلام معهم، وهو يجد في ذلك متعة كبيرة.
كان يسره أن يتلقى الأسئلة من الآخرين ويجيب عما يعرف.
وكان يريد أن يعرف، فيلقي عليهم أسئلته من أجل أن يضيفوا إليه جديداً.
لكن بعضاً من (الكبار) لم يكونوا راضين عن ذلك، بل صحت أذنه يوماً كلمة (ثرثار)، على الرغم من أنه
لم يكن يطيل في الكلام، كما كان يجيد الاستماع بقدر ما يجيد الحديث. كما أنه كان يحسن اختيار الموضوعات
التي يسال عنها أو يتحدث فيها.
وقد قرأ (حسين) الكثير عن أطفال العرب والمسلمين، الذين كانوا في سنه، وتناقل الناس كلماتهم الحلوة الطيبة.
- داركم أم دار الخليفة أفضل؟
- دارنا ما دام الخليفة فيها.
- هل رأيت أثمن من هذا الخاتم؟
- نعم، الإصبع الذي هو فيه.
- أيسرك أن يكون لديك مال كثير، ولو أنك أحمق؟
- أخشى أن يذهب حمقي بمالي، ويبقى لي الحمق.
ذلك الذي قال له الخليفة:- اسكت ليتكلم من هو أكبر منك! ورد الصبي أن المرء بأصغريه:- قلبه ولسانه.
وكثيراً ما قيلت هذه الكلمات إلى حسين:-(لا تتكلم) .. (اسكت) .. بل، وأحياناً (اخرس)!
ويتأذى المسكين، ولا يتكلم، ولا ينطق، بل بدأ يكف عن الحديث إلى الآخرين،
وباعد ما بينه وبينهم، وأحب الوحده، لأنها تقيه من مثل هذه الكلمات القاسية، واستراح إلى الهمس إلى نفسه،
وإذا ما حدث يوماً أن فكر بصوت عال، لم يعدم من يقول له:-مسكين، إنه يكلم نفسه!
واضطر إلى أن يغلق شفتيه ويقفل فمه، وقلّت كلماته رويداً رويداً، حتى إن أحداً لم يعد يسمع صوته.
وهو إذا وجد أنه بات من الضروري أن يتكلم نطق بأقل الكلمات، بل بدأ يتلعثم، ويرتج عليه، وإلى درجة
شعر فيها بالمرض.
لاحظت أسرته ذلك، كما تنبه إليه معلموه وأساتذته، كما أن زملاءه أشاروا للأمر أكثر من مرة، وحسين
لا يود أن يصارح أحداً بالسر، وإنما كتمه لنفسه، وأبقاه بداخله.
إلى أن أصبح مشكلة حقيقية، لا يعرف سبيلاً إلى حلها! ولا يجد من يعرضها عليه أو يحدثه عنها، وراح يفكر
فيها بنفسه لنفسه.
فكر.. وفكر.. وفكر..
وكان أطرف ما خطر له سؤال يقول:- لماذا نتكلم؟! وراح يحاول أن يجيب.
بل لقد حاول أن يضع الإجابة على الورق في كلمات موجزة مركزة.
نحن نسأل، نطلب.. نحن نجيب من يسألنا.. ولدينا ما نقوله.. ما نريد أن نعبر به.
ونتبادل كلمات المجاملة:- أهلاً، شكراً، حرماً، سلامتك!
وطالت به قائمة الأسباب وامتدت، وهو يحس أن الكلام ضروري كالطعام.
لكن من الطعام ما هو عسر الهضم وثقيل، ومنه ما هو ممتع ولذيذ، وقد لا يكون نظيفاً.. و.. لقد وجد
أوجه شبه عديدة، وفارقاً أساسياً: إنك حين تأكل الطعام تأخذ فقط، وحين تتكلم تأخذ وتعطي.. إنه شيء متبادل،
يستمتع به طرفان.
وسمع يوماً عبارة عن واحد من كتابنا الكبار، كان يغلف الأمر الجاد بكلمات فكهة مرحة.. كان يقول:- إننا
نحن الكتّاب مثل (عربات الرش)، لا يمكن أن (نرش) إلا غذا امتلأنا.. لقد ضحك للتعبير في البداية، لكنه
وجده في النهاية جاداً، وعميقاً، وطريفاً.
وقرر فيما بينه وبين نفسه أن يكون عربة رش..
والسؤال:- كيف يملأ هذه العربة؟!
وعندما فكر طويلاً:- كيف يمتلئ بالكلمات الحلوة، لم يجد أمامه خيراً من كتاب الله.
وبدأ يتلو الآيات، ويتلو.. ولأول مرة أدرك حلاوة تقسيم (القرآن الكريم)
إلى سور، وأجزاء، وأرباع، وآيات.. وأقبل عليه ينهل منه، ولم يمتلئ بالكلمات فقط،
بل بالمعاني والأفكار والمبادئ والقيم.. إنه أمام فيض إليه يغمره.. وهو لا يكتفي بالقراءة، بل هو
يتمعن فيما يقرأ.
هو يقرؤه أكثر من مرة ويفكر فيه ويتدبره في راسه، وهو لا يجد بأساً من ان يلقي أسئلة عما لا يفهمه،
والإجابة تزيد الأمور وضوحاً في رأسه.
- كيف غابت عني فكرة (قراءة القرآن) مرة ومرة ومرات؟
لماذ نهاب قراءته وتلاوته؟ لماذا لا نيقبل عليه بقلب مفتوح؟
من يقول:- إنه ليس من السهل فهمه؟ حتى لو كان هذا صحيحاً فليس أروع من الإحساس به.. وحاجتنا
إلى ذلك لا تقل عن حاجتنا لفهمه وإدراك معانيه..
اقرأ القرآن بالحس، تحس به أكثر، تستوعبه، تستمتع به، يرعاك ببركاته، ويجعل منك إنساناً آخر.. بشرط
واحد:- أن تداوم على القراءة والتلاوة!
أحب حسين كتاب الله حباً جماً، وفي لحظات كثيرة كان يشعر أنه يستطيع أن يستغني به عن الكلام مع الناس
أو الاستماع إليهم.
لكن الكلام كالطعام ضرورة.. وعندما بدأ يواجه من يلقي عليه سؤالاً، أو يتحدث إليه في أمر ما درب نفسه
على أن يتلو آية قصيرة من كتاب الله بينه وبين نفسه..
يتلوها في صوت هامس، إنه لا يختار، إنما يتلو الآية التي ترد إلى ذهنه..
وبعدها يجد نفسه قادراً على أن يجيب عما يلقى عليه من أسئلة، وعلى أن يحسن اختيار كلماته، إذ اكبر
قاموسه واتسع، وتعرف على الكثير الجديد من الكلمات التي يمكنه أن يعبر بها عن نفسه..
وأعطاه ذلك ثقة في نفسه، فعاد يتحدث إلى الناس، يسأل بلا حرج، ويجيب دون أن يتلعثم، كم كان يدعو ربه.
بسم الله الرحمن الرحيم..
(قال ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني ييفقهوا قولي)
لقد أحس بحق أن الله قد شرح له صدره ويسر له أمره وحل عقدة من لسانه، وأن الناس يفقهون قوله.
وعندما اتسعت دائرة (قراءة القرآن) أصبح (حسين) قادراً على أن يتلو آية مناسبة لما يحدث أمامه.
لم يكن يتباهى بالتلاوة بصوت عال، بل كان يكتفي بقراءتها لنفسه..
وأحسن بعد حين أنه قد أصبح مسموعاً.. لم يعد أحد يقول له:- لا تتكلم أو اسكت..
بل أدهشه أن الناس تقبل عليه لتسمعه.
غير أنه كان دائماً يتذكر العبارة المرحة التي تقول:- إن لنا فماً واحداً وأذنين، وإن علينا أن نسمع
ضعف ما نتكلم..
وهو يفرض على نفسه هذا المبدأ، ويحاسبها عليه، ويأبي أن يستأثر بالكلام..
إنه يريد أن يأخذ عن الآخرين، وخاصة هؤلاء الذي يتكلمون عن أفضل ما قرأوه، وما شاهدون، وما سمعوه..
وهو يعرض عن اللغو، وعم يتكلمون عن كل شيء وفي أي شيء..
والطريف أنه كثيراً ما كان يحدث أن يسعى إليه زملاؤه، بل وبعض الكبار ليسألوه رأيه في أمر ما،
ويحاول أن يجيب بقدر ما يعرف، بل لقد طلب إليه أصدقاؤه في مسجد المدرسة أن يلقي كلمة وألقاها وكانت
موجزة، فلقيت الاستحسان..
وكثيراً ما دعي إلى الإذاعة المدرسية ليتكلم، وكان أحرص ما يكون على ألا يلقي النصائح؛ بل هو يحكي،
يروي، يتحدث.. ويود أن يترك كلامه هذا انطباعاً طيباً في نفس مستمعيه.. ساعتها يشعر بالارتياح، ويحس أنه
قد أحسن الكلام.
وحدث يوماً في المدرسة أن فرضت عليهم الإدارة أمراً لم يرتضوه..
وتجمع الطلاب يريدون أن يحتجوا، وأن يوقفوا هذا الأمر، وقد بلغ بهم الغضب منتهاه. كان (حسين معهم)
في رفض ما فرض، لكنه لم يكن معهم في طريقة مواجهته.
وفوجئ بزملائه يتجهون إليه، يسالونه رأيه، ويطلبون إليه أن يتكلم.. كان الموقف حرجاً وعلى وشك الانفجار..
وعندما وقف (حسين) ليتكلم ساد الصمت، ووقف الطلاب كأن على رؤوسهم الطير، وارتجل كلمة قصيرة
بليغة، أعادت للجميع هدوءهم، وشدت التفات مدير المدرسة والمعلمين، فسألوه أن يلتقي بهم، ودار بينه وبينهم
نقاش هادئ، وإذا بإدارة المدرسة تلغي الأمر، وتعم الفرحة الجميع.. ويلقي المدير كلمة يقول فيها:- إن
المدرسة بهذا الموقف قد كسبت خطيباً عظيماً، ومتحدثاً ملهماً، ومتكلماً مفوهاً.
وفي هذه اللحظة مر شريط طويل في رأس (حسين)، بدأ بعدد من الناس يقولون له:-
لا تتكلم، اسكت، بل اخرس! وتذكر عكوفه على تلاوة (القرآن الكريم) وكيف قوّم لسانه، وأفاض عليه من
خيره وبركاته ما جعله (الخطيب).. ورفع عينيه إلى لاسماء، شاكراً لربه نعمته التي أنعم عليه بها، بعد أن كان
يتغثر ويتلعثم حين يتكلم مع شخص واحد، إذا به اليوم قادر على أن يواجه جموعاً غفيرة ليقول لها كلمة طيبة!
لقد كانت فكرة الخطابة فوق آماله وأحلامه، وما كان يتصورها، فهو فضلاً على خوفه من التعثر والتلعثم في
الكلام مع الآخرين، لم يكن يجد في نفسه الجرأة في مواجهة جماهير الناس، فما بالكم وهذه الجماهير غاضبة
ولا تريد إلا أن تفعل ما تريد، مستغلة تجمعها وقوتها.. وإذا بهذا (الخطيب الصغير) قادر على أن يكبح
جماحها ويقودها إلى ما فيه خيرها، وخير الجميع..
جرب أن تكون مثله، ليس ذلك مستحيلاً ولا صعباً، إنه في إمكانك ومقدورك.. عليك فقط أن تصاحب ذلك
الكتاب الذي لا ريب فيه:- القرآن الكريم.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:18 pm
الراعي الكذاب ...
يروى أن (راعياً) صغير السن كان يرعى (غنمه) خارج القرية, ولما كان حديث العهد بعمله, سرعان ماكان
يصيبه (الملل), ويقتله الضجر, فقد فكر فيما عساه أن يفعل بقصد التسلية.
خطر له خاطر أعجبه, وعمد على الفور إلى تنفيذه,وكان ذلك بأن جعل ينادي أهل القرية بأعلى صوته
ويقول:- الذئب..الذئب.. أغيثوني..أنجدوني..الذئب سيأكلني ويلتهم غنمكم.
أسرع أهل القرية إلى نجدته, ولكنهم لم يجدوا أثراً للذئب, فعادوا من حيث أتوا,
وقد ساءهم (كذب) ذلك (الراعي) الذي خيب ظنهم.
ويبدو أن (الراعي) الصغير أعجبته هذه اللعبة, ولم تمض أيام قليلة حتى أعاد الكرة ليخيب ظن أهل القرية
مرة أخرى, بعد أن هبوا لنجدته, ولم يجدوا (ذئباً).
وفي يوم ظهر (الذئب حقيقة), وهاجم الراعي والغنم, وانطلق الراعي يستنجد ويستغيث, وسمعه اهل القرية,
إلا أن (أحداً منهم) لم يحرك ساكناً, ولم يذهبوا لنجدته, فقد ظنوا انه كان يكذب عليهم كعادته.
وأكل الذئب من (غنم الراعي) حتى شبع, (فالكذَاب لا يصدقه أحد حتى ولو صدق).
يصيبه (الملل), ويقتله الضجر, فقد فكر فيما عساه أن يفعل بقصد التسلية.
خطر له خاطر أعجبه, وعمد على الفور إلى تنفيذه,وكان ذلك بأن جعل ينادي أهل القرية بأعلى صوته
ويقول:- الذئب..الذئب.. أغيثوني..أنجدوني..الذئب سيأكلني ويلتهم غنمكم.
أسرع أهل القرية إلى نجدته, ولكنهم لم يجدوا أثراً للذئب, فعادوا من حيث أتوا,
وقد ساءهم (كذب) ذلك (الراعي) الذي خيب ظنهم.
ويبدو أن (الراعي) الصغير أعجبته هذه اللعبة, ولم تمض أيام قليلة حتى أعاد الكرة ليخيب ظن أهل القرية
مرة أخرى, بعد أن هبوا لنجدته, ولم يجدوا (ذئباً).
وفي يوم ظهر (الذئب حقيقة), وهاجم الراعي والغنم, وانطلق الراعي يستنجد ويستغيث, وسمعه اهل القرية,
إلا أن (أحداً منهم) لم يحرك ساكناً, ولم يذهبوا لنجدته, فقد ظنوا انه كان يكذب عليهم كعادته.
وأكل الذئب من (غنم الراعي) حتى شبع, (فالكذَاب لا يصدقه أحد حتى ولو صدق).
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:19 pm
النظافة من الإيمان ...
(سلمى) (وأمل) أختان جميلتان تحبان بعضهما البعض, وكانت (سلمى) هي الأخت الكبرى.
(وأمل) الأخت الصغرى.
كانت (سلمى) تحب الترتيب وتهتم بنظافتها, فتنهض من سريرها وترتبه وتنظف أسنانها وتسوي شعرها لتذهب
إلى المدرسة بأحلى وأنظف هندام كما أنها تعمل جاهدة على أداء واجباتها المدرسية على أكمل وجه فترتب
خطها وهي تكتب وظائفها حتى ترضى عنها المعلمة.
أما (أمل) فكانت طفلة فوضوية تنهض متأخرة على المدرسة فتترك سريرها يعج في فوضى عارمة ولاتهتم
بنظافة أسنانها ولا تمشط شعرها ولا تهتم بأظافرها فهي دائماً سوداء وطويلة.
و كانت (الأم) توجه الملاحظات لسلوك (أمل) وتقارنها بأختها الكبرى (سلمى) المرتبة والنشيطة وتحزن
عندما ترى (أمل) لا تعطي بالاً لما تقول (أمها).
وفي يوم من الأيام عادت كل من (سلمى وأمل) من المدرسة, فسارعت (سلمى) لغسل يديها ثم جلست على
مائدة الطعام, أما (أمل) فإنها جلست مباشرة دون أن تقوم بتنظيف يديها, فقالت لها (أمها):- لماذا لم تغسلي
يديك يا (أمل).
أجابت(أمل):- يداي نظيفتان (يا أمي)....انظري.
فقالت لها (أمها):- إن يديك تبدوان نظيفتين ولكنهما في الحقيقة مليئتان بالجراثيم التي تؤذينا وتسبب لنا
الأمراض.
فأجابتها (أمل):- ولكنني جائعة يا (أمي) أريد أن آكل؟, وهكذا تجاهلت أمل نصيحة أمها.
وفي المساء أخبر الأب أسرته أنه سيأخذهم في اليوم التالي إلى حديقة الحيوانات لأنه يوم عطلة,
ففرحت العائلة لذلك.
وفي صباح اليوم التالي استيقظت (سلمى)كعادتها نشيطة تستعد لتلك النزهة الجميلة,
أما (أمل) فإنها لم تستطع النهوض من سريرها لأن حرارتها كانت مرتفعة وتبدو عليها علامات
المرض.
وهكذا ألغيت نزهة حديقة الحيوانات بسبب مرض (أمل), وعندما ذهبت أمل إلى الطبيب أخبرها بأنها مريضة
بسبب الجراثيم, فنظرت ( أمها) إليها .
وقالت لها:-ألم أقل لك إن الجراثيم تسبب لنا أمراضاً عديدة وتذكري يا أمل أن النظافة من الإيمان.
فقررت (أمل) منذ ذلك اليوم أن تهتم بنظافتها وترتب غرفتها حتى لا تتمكن الجراثيم منها
مرة أخرى.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:20 pm
نهاية الكذب ...( الكذب ليس له قدمين)
يحكى في قديم الزمان, أن شابين خرجا في تجارة وكان أحدهما طيب القلب وأمين ويدعى (علاء), والآخر
ماكر و مخ...يحكى في قديم الزمان, أن شابين خرجا في تجارة وكان أحدهما طيب القلب وأمين ويدعى علاء,
والآخر ماكر و مخادع ويدعى (زاهر).
وبينما هما في الطريق ذهب (علاء) ليقضي بعض أموره فوجد كيساً من المال فأخذه, وعاد إلى (زاهر)
ليخبره بما وجد, فقررا أن يقتسما هذا الكيس عند عودتهما.
ولكن زاهر كان (ماكر)اً فأراد أن يأخذ الكيس كله, وعندما اقتربا من المدينة
قال (علاء) (لزاهر)،خذ نصف المال واعطني النصف الآخر, فأجابه (زاهر) بمكر،بل لنأخذ بعضاً منه,
(وندفن الباقي) في مكان أمين لا يعلمه أحد غيرنا فإذا احتجنا إلى المال, نذهب إلى المكان (ونأخذ حاجتنا)
من المال, (فوافق علاء) لأنه طيب, وفعلاً أخذا بعضاً من المال ودفنا الباقي تحت شجرة كبيرة.
بعد ذلك قام (زاهر) بأخذ المال وسوى الأرض كما كانت, ومرت أشهر احتاج فيها
(علاء) إلى المال, فأبلغ (زاهر) بحاجته تلك فذهبا إلى المكان, ليأخذ (علاء) بعضاً منه كما تم الاتفاق,
ولكنه فوجئ بعد وجود كيس المال, فقال (لزاهر)،إنك خدعتني وأخذت المال, فأجابه (زاهر)،بل أنت
من سبقني إليه.
فذهبا إلى (القاضي) ليحكم بينهما, وقص (علاء) قصته, إلا أن (زاهراً) أنكر وحلف يميناً باطلاً, فقال له
(القاضي) هل لديك دليل, فأجابه (زاهر) بمكر، نعم إن الشجرة التي دفنا المال تحتها لتشهد أن (علاء) هو
من أخذ المال.
فذهبوا إلى مكان الشجرة, وكان (زاهر) قد أمر أباه أن يختبئ داخل الشجرة, ويوهم (القاضي)
وكأن الشجرة تنطق.
فسأل (القاضي الشجرة)هل صحيح أن (علاء) هو من أخذ المال؟؟؟.
فأجاب أبو (زاهر):-نعم.
ولكن (القاضي) كان من الأذكياء, وارتاب لأمر الشجرة, فأمر بجمع الحطب لإحراق الشجرة, وعندما سمع
أبو (زاهر) ما قاله (القاضي),
أخذ يستجير ويصيح, فسأله (القاضي) عن القصة, فأخبره الحقيقة, فأمر(القاضي) بجلد (زاهر ووالده),
وأعطى المال إلى (علاء).
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: مكتبة الاطفال (قصص متنوعة وثقافية)...
06/01/14, 06:23 pm
{ ذلك هو الفوز العظيم }
كانت "هادية" أصغر الأبناء في الأسرة، وكان أشقاؤها يدابعونها في قسوة، ويتعاملون معها بعنف.
وضاقت بذلك، ونقلت إلى (أمها)ه شكواها عن أشقائها، واكتفت (الأم) بأن عاتبتهم في رفق، فلم يكفوا
عن عبثهم.
وحدثت (هادية) (أباها) في الامر، فنهر إخوتها ولامهم على سوء تصرفهم، ومع ذلك لم يرتدعوا.
ولم ترغب الصغيرة في مواصلة الشكوى، خاصة وهمم يرددون على مسامعها كلمات جارحة مثل أنت طفلة.
وكانت في البداية تحس بغضب شديد، فتدمع عيناها، ويزيدهم ذلك رغبة في مزيد من العبث، والعناد، لذلك
دربت نفسها على أن تبتعد عنهم، فما إن تحس أنهم على وشك ممارسة هوايتهم في إغاظتها حتى تسارع إلى
غرفتها، لتغلق على نفسها الباب، ولا تغادر المكان إلا بعد انصرافهم، أو عودة ا(لأم أو الأب) من الخارج.
تكرر(عبث الإخوة) مع شقيقتهم، مما جعلها تذهب كثيراً إلى غرفتها وتغلق على نفسها الباب في ضيق وحزن.
وطال وقت مكوثها وحيدة، لا تفتح لهم إذا هم طرقوا الباب، بل كانت في أحيان عدة لا ترد عليهم عندما
ينادونها، ويحاولون أن يعتذروا إليها، ويعدون بألا يضايقوها.
كانت تعرف جيداً أنهم سيسكتون عنها قليلاً، ثم يعودون لعاداتهم السخيفة، وساعتها تضطر للرجوع إلى غرفتها
حيث تبقى فيها وحيدة حزينة، لا أحد يدري ما تفعله!
وكان الإخوة محبين للاستطلاع، يحاولون أن يعرفوا ما تفعله (هادية)، وهي وحدها جالسة، لكنهم أخفقوا، فما
قالت لهم، ولا استطاعوا هم من جانبهم أن يروا ما تصنعه.
إذ كان يسود الغرفة - بعد ما تغلقها - سكون عميق، وإن تصاعدت في البداية همهما لا يتبينونها، تصوروا
أنه صوت بكائها، أو شكواها منهم.
واستمر لشهور طويلة، تصور فيها (الإخوة) أنها تقاطعهم، أو تحاول أن تبتعد عنهم،ولا تريد أن تشاركهم
في لعبهم، ولا ترغب في أن تتبادل معهم الحديث.
بدأ (الإخوة) يشكون ("هادية") إلى (الأم)، التي أبدت دهشتها، فقد انقلب الأمر، وحاولت هي من جانبها
أن تعرف منها سر بقائها الطويل في غرفتها، وعزلتها، وغمغمت بكلمات يفهم منها أنها أراجت أشقاءها
واستراحت، ويكفي أنها ما عادت تزعجهم بالشكوى.. وسكتوا عن ملاحقتها، وتناست (الأم) الأمر،
إلى أن جاءتها (هادية)يوماً تقول:-أمي، سوف أدخل مسابقة حفظ القرآن الكريم.
سألتها أمها:- ماذا؟! هل تحفظين بعض سوره؟
قالت هادية في ثقة:- بل، كل سوره وآياته..
تطلعت (الأم) إليها في دهشة شديدة، فما كانت تعرف عنها إلا أنها طالبة ممتازة، متفوقة في دراستها العادية،
وتحفظ القليل مما تيسر من آي الذكر الحكيم.
قالت هادية:-لقد كنت يا (أمي) أكاد أنفجر غيظاً وحنقاً من أشقائي وعبثهم وعندما كنت أغلق على نفس
الباب كنت أبكي طويلاً.
وذات مرة امتدت يدي إلى كتاب الله أتلو منه.
فهدأت نفسي ورأيتني أقبل عليه وأحفظ آياته، حتى استطعت أن أحفظه كله عن ظهر قلب.
وتقدمت هادية إلى المسابقة..وفازت بها..
كان ذلك هو (الفوز العظيم)
لقد استطاعت الصغيرة أن تحول لحظات الضيق إلى أجمل ساعات العمر، ونجحت في أن تنفض
عن نفسها الحزن لتعيش مع آيات الله أفضل الأوقات وأحلاها.
صفحة 4 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى