التعجبية في القصة القرآنية

التعجبية في القصة القرآنية

دراسة تحليلية للبناء التركيبي لقصة سيدنا موسى مع الخضر في سورة الكهف





ملخص البحث:



مصطلح "التعجبية" أو الغرابة في النقد المنهجي مصطلح ذو نشأة غربية اذ نشأ على يد تودروف في كتابه المشهور الفانتستيكية وهو نظرية نقدية متكاملة عرضها الكاتب في كتابه ومطبقها على بعض الأجناس الأدبية الشعرية والنثرية وسرعان ما انتقلت هذه النظرية في نفس الفترة الى الأدب العربي ونقده على يد الكاتب عبدالفتاح كيليتو الذي استخدمها في تحليل نص المقامة في الأدب العربي.

ةتعتبر نظرية التعجبية ل تودوروف والتى حاول أن يستفيد منها الكاتب عبدالفتاح كيليتو في شرحه لبعض الأجناس الأدبية والتي تحتوى على عناصر أدبية غريبه مثل المقامة نظرية من الممكن تطبيق بعض من مقوماتها او عناصرها لتقديم فهم جديد وقرآءة ابداعية للقصص القرآني عامة ولقصة موسي والخضر خاصة

كل قصة من قصص الأنبياء في القرآن تحتوى على عنصر او اكثر من عناصر الغرابة ولنأخذ غرابة الحدث على سبيل المثال فمثلا قصة نوح عليه السلام تكمن غرابة الحدث في صنع السفينة في صحراء قاحلة ثم يأتي تفسير الغرابة في نجاة البشرية الصالحة من الطوفان.

في قصة سيدنا ابراهيم هناك نجاته من النار أمام أعين الناس, وضع زوجته هاجر وابنه اسماعيل في ارض لا ماء فيها ولا غذاء وحدهم, تبشير الملائكة له بالانجاب مع ان زوجته عقيم, ذبح ابنه, قصة الحجر الأسود في بناء الكعبة.

في قصة سيدنا موسى, وضع امه له في البحر وهو طفل رضيع, تكليم الله له, انشقاق البحر له لنجاته وبنى اسرائيل, معجزة العصا واليد وغير ذلك.وغير ذلك من القصص القرآنية أو الاستعارات كما اشار الى ذلك كيليتو في كتابه الأدب والغرابة.

سيعرض هذا البحث لنظرية التعجبية أو الغرابة عند تودروف من حيث مفهومها ومقوماتها ثم سأدرس من الناحية التطبيقية عنصر الغرابة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر لما اشتملت عليه من مختلف أنوع الغرابة: غرابة الشخصية, غرابة الحكاية, غرابة الحدث, غرابة التفسير, غرابة التركيب, غرابة المفردات.

وسيحاول هذا البحث أن يجيب على عدة أسئلة أهمها: هل من الممكن فهم النص القرآني في قصة الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام دون فهم كثافة عنصرالغرابة في القصة؟ مالهدف من هذا النوع من السرد القرآني؟ وهل لهذا السرد علاقة بوقوعه مرة واحده ي القرآن.؟

ان استخدام هذه النظرية في تحليل الغرابة في النص القرآني سيقدم لنا مبحثا جديدا في فهم اعجاز القرآن فنحن لا نعنى اخضاع النص القرآني للنظرية النقدية ولكن اخذ مايتناسب لفهم النص القرآني فهما ابداعيا حديثا.



أهمية البحث:



يندرج موضوع هذا البحث تحت مظلة علم جديد في البلاغة العربية ألا وهو البلاغة المقارنة . يعتبر هذا العلم علم جديد في الدراسات العربية الحديثة لم يبدأ تبلوره وظهوره كعلم له أسس وقواعد الا في بدايات الألفية الثانية على أيدى بعض من الدارسين اللذين اطلعوا على الدراسات الأسلوبية الغربية ووجدوا فيها أوجه من الشبه في فهم البناء اللغوي وتحليله, وعلى الرغم من اختلاف المسميات وكثرة المصطلحات الغربية الا أنهم نجحوا في نقل تلك الأوجه إما بالترجمة فقط أو بالترجمة والتطبيق على الأدب العربي لإثبات فعالية النظريات الغربية, وعلى أثر ذلك ظهرت لدينا أسماء لكثير من الباحثين في هذا المجال واللذين دونوا أبحاثهم في هذا المجال (باللغة العربية) أمثال: أمين الخولي, جابر عصفور, مصطفى ناصف, شكري عياد, صلاح فضل, سعد مصلوح , فايز القرعان , فريال غزول, رضوى عاشور, كمال أبوديب, عبدالفتاح كليطو, عبدالله الغذامي, عبدالرحمن السماعيل وغيرهم, أو (باللغة الانجليزية) أمثال: مستنصر مير, محمد عبدالحليم, حسين عبدالرؤوف, نصر حامد أبو زيد, سلوى العوا, مريم بيشك, اسماعيل البيرك , زبير بدري, نورمان كالدر, أندرو جونز,مارجريت لاركين, وين تشين أوينج, اشتيفان شبيل, أندرو ريبين, سوفيا فاسلو, ستيفان ويلد وغيرهم.

أما بالنسبة لاستخدام نظرية الغرابة عند نزفيتان تودروف وتطبيقها في الدراسات الأسلوبية التحليلية كأحد النظيات الغربية فلا يوجد الا بحث واحد للدكتور عبدالرحمن السماعيل (عميد كلية اللغة العربية في جامعة الملك سعود سابقا والملحق الثقافي السعودي في دولة قطر حاليا) بعنوان " الاتجاه العجائبي في الأدب السعودي المعاصر" وهو بحث منشور في مجلة ( الدراسات العربية ) الصادرة من جامعة المنيا بمصر ، العدد السادس، العام. 2001م

أما استخدام هذه النظرية في الدراسات القرآنية فيعتبر هذا البحث هو أول بحث في هذا المجال ونأمل من دراستنا أن يكون بدايةً لنوع جديد من الدراسات القرآنية التحليلية باللغة العربية.

تكمن أهمية هذا النوع من الدراسات القرآنية والتي تستخدم نظريات غربية جاء بها القرآن منذ أربعة عشر قرنا أن هذا النوع من الدراسات البلاغية المقارنة من الممكن أن تقيم جسرا بين الشرق والغرب يثرى دراسة النصوص الأدبية في كلا اللغتين ويجعل من فكرة اعجاز القرآن فكرة متقبلة لغويا عند المختصين بالتحليل البلاغي .



أهم مراجع البحث:





1) عبد الفتاح كليطو: الحكاية والتأويل، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط 1، 1988 ؛

2) عبدالفتاح كليطو: الادب والغرابة: دراسات بنيوية في الادب العربي, دار توبقال للنشر, الدار البيضاء, 2006

3) رولان بارت: قراءة جديدة للبلاغة القديمة، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء،ط1 ، 1994؛

4) كمال أبوديب (مصري): الأدب الغرائبي والعالم العجائبي, دار الساقي للنشر, 2007

5) سعد مصلوح (مصري): البلاغة العربية واللسانيات الأسلوبية, جامعة الكويت, مجلس النشر العلمي 2003

6) فايز القرعان (سوري): دراسات أسلوبية في النص القرآني, 2004عالم الكتب الحديث

7) محمد الولي, الاستعارة في محطات عربية ويونانية وغربية, دار الأمان, الرباط, 2005

عبدالرحمن السماعيل (سعودي), الاتجاه العجائبي في الأدب السعودي المعاصر وهو بحث منشور في مجلة (الدراسات العربية ) الصادرة من جامعة المنيا بمصر ، العدد السادس، العام 2001م.

9) محمد سالم سعد الله, مملكة النص التحليل السيميائي للنقد البلاغي الجرجاني نموذجا, عالم الكتب الحديث, عمان, 2007م

10) Todorov, Tzvetan, Genre in Discourse (Cambridge: Cambridge University Press, 1990)

11) Todorov, Tzvetan, The Fantastic, A Structural Approach to a Literary Genre (Cornell: Cornell University Press, 1975)

تزفيتان تودوروف، المبدأ الحواري، دراسة في فكر ميخائيل باختين،


منقول لتعميم الفائدة