- إبراهيم جلالمشرف المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 535
نقاط تميز العضو : 116747
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العمر : 46
علم النحو العربي
13/11/09, 08:16 am
علم النحو العربي
النحو هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.
قال ابن جني في كتابه الخصائص: "النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحواً، كقولك قصدت قصداً، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" ( الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنباً للّحن، وتمكيناً للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
معنى النحو
أي القصد أو المثل ، وسمي العلم بهذا الاسم لقصد المتكلم أن يتكلم مثل العرب ، كما يسمى هذا العلم أيضا بعلم الإعراب .
وعلى هذا فإنه يدخل في موضوع هذا العلم تمييز الاسم من الفعل من الحرف ، وتمييز المعرب من المبني ، وتمييز المرفوع من المنصوب من المخفوض من المجزوم ، مع تحديد العوامل المؤثرة في هذا كله ، وقد استُنبط هذا كله من كلام العرب بالاستقراء ، وصار كلام العرب الأول شعرًا ونثرًا - بعد نصوص الكتاب والسنة - هو الحجة في تقرير قواعد النحو في صورة ماعرف بالشواهد اللغوية ، وهو ما استشهد به العلماء من كلام العرب لتقرير القواعد .
أسباب نشأة علم النحو العربي
بعد المد الإسلامي في العالم واتساع رقعة الدولة، دخل كثير من الشعوب غير العربية في الإسلام، وانتشرت العربية كلغة بين هذه الشعوب، مما أدى إلى دخول اللحن في اللغة وتأثير ذلك على العرب. دعت الحاجة علماء ذلك الزمان لتأصيل قواعد اللغة لمواجهة ظاهرة اللّحن خاصة في ما يتعلق بالقرآن والعلوم الإسلامية. ويذكر من نحاة العرب عبدلله بن أبي إسحق المتوفي عام 735 م، وهو أول من يعرف منهم، وأبو الأسود الدؤلي والفراهيدي وسيبويه.و لم يتفق الناس علي القصة التي جعلتهم يفكرون في هذاالعلم، و لكن القصة الأشهر أنّ أبو الأسود الدؤلي مرّ برجل يقرأ القرآن فقال (( إن الله بريء من المشركين و رسوله )), كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى ؛لأن (رسولُه) مرفوعة لأنها مبتدأ لجملة محذوفة تقديرها (ورسولُه كذلك بريءٌ)، فذهب أبو الأسود إلى الصحابي علي رضي الله عنه وأرضاه و شرح له وجهة نظره- أن العربية في خطر - فتناول الصحابي علي رضي الله عنه وأرضاه رقعة ورقية و كتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم ..الكلام اسم و فعل و حرف .. الاسم ما أنبأ عن المسمى .. و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى .. و الحرف ما أنبأ عن ما هو ليس إسماً ولا فعلاً . ثم قال لأبو الأسود : انحُ هذا النحو .
ويروى أيضاً أن علي بن أبي طالب رضي الله وأرضاه كان يقرأ رقعة فدخل عليه أبو الأسود الدؤلي فقال له: ما هذه؟ قال علي رضي الله وأرضاه: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطةالأعاجم، فأردت أن أصنع(أفعل)شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود: انح هذا النحو. وكان يقصد بذلك أن يضع القواعد للغة العربية. وروي عنه أنّ مسبب لذلك كان أنّ جارية قالت له (ما أجملُ السماء؟) وهي نَوَت أن تقول: (ما أجملَ السماء!) فقال لها: (نجومها!)
التسمية
ورد في المعجم المحيط في معنى كلمة "نحو":
«نَحَا يَنْحُو اُنْحُ نَحْواً [ نحو]:- الشّيءَ وإليه: مال إليه وقصدَه؛ نحا الصّديقان إلى المقهى.- نحوَهُ: سار على إثره وقلّده؛ نحا الطّالب نحوَ أستاذه.- كذا عنه: أبعده وأزاله؛ نحا عن نفسه الجُبنَ والكسل.»
ومن ذلك فقد سمي علم النحو بهذا الاسم لأن المتكلّم ينحو بهِ منهاج كلام العرب إفرادًا وتركيبًا.
الإعراب
الإعراب هو أحد أهم خصائص العربية، وهي خاصية عُرفت بعد أن تفشى النطق الخاطئ في اللسان العربي، وإعراب العربية هو ما يؤدي لتشكيل نهاية الكلمات في سياق الحديث على الوجه الصحيح سواءً كان هذا التشكيل يختص بتغيير حركة الحرف الأخير أو تغيير الحروف الأخيرة في حالات أخرى، وتصنف حالات الإعراب في هذه الحالة بالرفع، وعلامته الضمة أو الواو أو الالف أو ثبوت النون، والنصب، وعلامته الفتحة أو الياء أو حذف النون، والجر، علامته الكسرة أو الياء أو حذف النون، والجزم، علامته السكون أو حذف النون أو حذف حروف العلة. كما يوجد التنوين وهو مضاعفة الحركة الإعرابية في أواخر بعض الكلمات وغالباً ما يدل التنوين على تنكير الاسم . و يعتبر الإعراب من المميزات و الخصائص للغة العربية ، فعن طريق الإعراب تستطيع معرفة الفاعل أو المفعول به في الجملة حتى لو تم تقديم المفعول به على الفاعل ، مع أنه تقريباً في جميع لغات العالم يكون الترتيب : فاعل ثم مفعول به ، مثال :
• زار محمدٌ خالداً . (الفاعل:محمد ، المفعول به: خالد)
o بمعنى : قام محمد بزيارة خالد . (و الجملة هنا واضحة و تنطق في أغلب لغات العالم بهذا الترتيب)
• زار خالد محمدٌ . أيضاً (الفاعل:محمد ، المفعول به: خالد)
o بمعنى : تمت زيارة خالد بواسطة محمد . (عرفنا عن طريق التنوين بالضم -لأن الفاعل دائماً مرفوع- و إعرابها هنا فاعل مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره)
إذاً فالإعراب أحد أهم الأسباب لتفوّق الأدب العربي (سواءً كان في الشعر أو النثر أو القصص ..إلخ) على لغات العالم ، فعندما تعطي شخصان أحدهما صلصال و الآخر حجر فسألتهم تكوين مجسّم جمالي ، فبالتأكيد سيكون إبداع صاحب الصلصال أكبر من صاحب الحجر (لقد تم التشبيه بالصلصال و الحجر بناءً على مثال تقديم و تأخير الفاعل) .
التراث النحوي بين الجمود و التجديد
يعتبر التراث النحوي الذي خلفه علماء العربية القدماء في غاية النفاسة والتميّز. وقد أفاد منه العلماء وطلاب العربية على مرّ العصور والأزمان. فقاموا بشرح بعضه وتهذيب بعضه الآخر، وجعلوه مادةً للتدريس في حلقاتهم الممتدة من بغداد شرقاً حتى غرناطة وقرطبة غرباً. غير أنّ التراث النحوي اعتراه ما اعترى غيره من العلوم والمعارف؛وعلقت به شوائب المنطق والفلسفة، مما دعى كثيراً من الناس إلى الابتعاد عن كتب التراث النحوي والزهد فيها. وضعف الميل إليها وافتقر الناس إلى الرغبة فيها. كل ذلك كان مدعاةً لظهور أصوات متعددة تنادي بإصلاح (النحو العربي) وتنقيته من الشوائب التي اعترته على مر العصور والأزمان، والمساهمة في تقريبه وتبسيطه للطلاب بمختلف مستوياتهم العلمية وقدراتهم العقلية.
فظهر قديماً وحديثاً من بسّط اللغة المستخدمة في النحو العربي، ومن قام باختصار قواعده وبلورتها، ومن ألّف في طرق تدريس هذا النحو ومناهجه. ويعتبر كتاب ابن مضاء القرطبي (ت 592هـ): الرد على النحاة ؛ من أظهر وأميز المحاولات القديمة التي دعت إلى التيسير والإصلاح في الأصول والنظريات العامة والتي قام عليها النحو العربي قديماً. وقد قام الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) بنشر كتاب ابن مضاء القرطبي ؛ وكان سبباً في إحداث ضجة فكرية وثقافية كبيرة في الهيئات والأوساط العلمية. وفي عصرنا الحاضر تتابعت الدعوات المطالبة بتيسير النحو العربي وتبسيطه للمتعلمين. وكان الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) في طليعة العلماء الذين تركوا بصمة واضحة في هذا الميدان. ولم يتوقف الأمر عند شوقي ضيف؛ فقد أصدر الأستاذ إبراهيم مصطفى كتاباً بعنوان ( إحياء النحو )؛ طالب فيه بإعادة النظر في أصول النحو العربي ومبادئه .
والجدير بالملاحظة : أن حركة التيسير والتجديد في النحو العربي لم تزل تسير ببطءٍ شديد؛ ولم يُكتب لها النجاح المطلق حتى الآن !! فلا زالت الجامعات والمعاهد العلمية تقوم بتدريس النحو العربي من خلال أدبياته القديمة دون تغيير !
ومن أهم الكتب التي جاءت في علم النحو هو كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك العسقلاني وهي عبارة عن أبيات شعرية من ألف وثلاثة أبيات نظمها ابن مالك وشرحها ابن عقيل تشرح قواعد النحو ، تسهيلاً لطلاب العلم النحوي.
موضوع علم النحو
ضبط أواخر الكلمات إعراباً وبناءً بحسب موقعها من الجملة على نحو مايتكلم به العرب .
ثمرة علم النحو
وثمرة هذا العلم : هو في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة الإعراب بالمعنى .
والمقصود بالتحمل هنا : فهم المقصود من كلام الغير بحسب إعرابه ، فيميز المُسند من المسند إليه ، والفاعل من المفعول ، وغير ذلك مما يؤدي إهماله إلى قلب المعاني .
والمقصود بالأداء : أن يتكلم المرء بكلام معرب يُناسب المعاني التي يريد التعبير عنها ، ويتخلص من اللحن الذي يقلب المعاني ، فيتمكن بذلك من إفهام الغير .
مؤسس علم النحو
لم يختلف المؤرخون في أن واضع أساس هذا العلم هو التابعي أبو الأسود الدؤلي 67هـ . وقيل إن هذا كان بإشارة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؛ ثم كتب الناس في هذا العلم بعد أبي الأسود إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد الفراهيدي 165هـ ووضع أول معجم عربي (معجم العين).
وذلك في زمن هارون الرشيد ، وأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه (أبو بِشر عمرو بن عثمان بن قنبر) 180هـ الذي أكثر من التفاريع ووضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد هذا العلم .
وأصبح (كتاب سيبويه) أساسًا لكل ماكُتب بعده في علم النحو ، ودوّن العلماء علم الصرف مع علم النحو ، وإذا كان النحو مختصًا بالنظر في تغيّر شكل آخر الكلمة بتغير موقعها في الجملة ، فإن الصرف مختص بالنظر في بنية الكلمة ومشتقاتها ومايطرأ عليها من الزيادة أو النقص .
أهم المؤلفات في النحو
وأهم الكتب المتداولة في علمي النحو والصرف - بعد كتاب سيبويه – هي :
كتابـات أبي عمرو بن الحاجب ( عثمان بن عمر ) 646 هـ صاحب المختصـرات ، المشهــورة في الفقــه والأصول ، وله ( الكافية ) في النحو ، و ( الشافية ) في الصرف ، وكلتاهما من المنثور ، وعليهما شروح كثيرة خاصة ( الكافية ) .
كتابات ابن مالك ( أبو عبد الله محمد جمال الدين ابن مالك الطائي الأندلسي ) 672 هـ ، وله القصيدة الألفية المشهورة ، والتي تناولها كثير من العلماء بالشرح منهم :
ابن هشام الأنصاري 761 هـ ، وله شرح ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) .
القاضي عبد الله بهاء الدين بن عقيل المصري 769 هـ ، وله ( شرح ابن عقيل على الألفية ) .
ولابن مالك صاحب الألفية ( لاميــة الأفعــال ) ، وهي منظومة في الصرف ، وله أيضًا المنظومة الهائية فيما ورد من الأفعال بالواو والياء .
كتابات ابن هشام الأنصاري ( جمال الدين عبد الله بن يوسف ) 761 هـ ، وله ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) ، وله ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) ، وله ( شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب ) ، وله ( قطر الندى وبَلّ الصدى ) .
كتابات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد من علمــاء الأزهر وله شروح وتحقيقات على الكتب السابقة وهي شروح الألفية وكتابات ابن هشام وله ( التحفة السنية شرح متن الأجرومية ) وهو كتاب مختصر شرح فيه متن محمد بن آجرّوم الصنهاجي 723 هـ .
المصدر:
الموسوعة الحرة
النحو هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.
قال ابن جني في كتابه الخصائص: "النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحواً، كقولك قصدت قصداً، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" ( الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنباً للّحن، وتمكيناً للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
معنى النحو
أي القصد أو المثل ، وسمي العلم بهذا الاسم لقصد المتكلم أن يتكلم مثل العرب ، كما يسمى هذا العلم أيضا بعلم الإعراب .
وعلى هذا فإنه يدخل في موضوع هذا العلم تمييز الاسم من الفعل من الحرف ، وتمييز المعرب من المبني ، وتمييز المرفوع من المنصوب من المخفوض من المجزوم ، مع تحديد العوامل المؤثرة في هذا كله ، وقد استُنبط هذا كله من كلام العرب بالاستقراء ، وصار كلام العرب الأول شعرًا ونثرًا - بعد نصوص الكتاب والسنة - هو الحجة في تقرير قواعد النحو في صورة ماعرف بالشواهد اللغوية ، وهو ما استشهد به العلماء من كلام العرب لتقرير القواعد .
أسباب نشأة علم النحو العربي
بعد المد الإسلامي في العالم واتساع رقعة الدولة، دخل كثير من الشعوب غير العربية في الإسلام، وانتشرت العربية كلغة بين هذه الشعوب، مما أدى إلى دخول اللحن في اللغة وتأثير ذلك على العرب. دعت الحاجة علماء ذلك الزمان لتأصيل قواعد اللغة لمواجهة ظاهرة اللّحن خاصة في ما يتعلق بالقرآن والعلوم الإسلامية. ويذكر من نحاة العرب عبدلله بن أبي إسحق المتوفي عام 735 م، وهو أول من يعرف منهم، وأبو الأسود الدؤلي والفراهيدي وسيبويه.و لم يتفق الناس علي القصة التي جعلتهم يفكرون في هذاالعلم، و لكن القصة الأشهر أنّ أبو الأسود الدؤلي مرّ برجل يقرأ القرآن فقال (( إن الله بريء من المشركين و رسوله )), كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى ؛لأن (رسولُه) مرفوعة لأنها مبتدأ لجملة محذوفة تقديرها (ورسولُه كذلك بريءٌ)، فذهب أبو الأسود إلى الصحابي علي رضي الله عنه وأرضاه و شرح له وجهة نظره- أن العربية في خطر - فتناول الصحابي علي رضي الله عنه وأرضاه رقعة ورقية و كتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم ..الكلام اسم و فعل و حرف .. الاسم ما أنبأ عن المسمى .. و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى .. و الحرف ما أنبأ عن ما هو ليس إسماً ولا فعلاً . ثم قال لأبو الأسود : انحُ هذا النحو .
ويروى أيضاً أن علي بن أبي طالب رضي الله وأرضاه كان يقرأ رقعة فدخل عليه أبو الأسود الدؤلي فقال له: ما هذه؟ قال علي رضي الله وأرضاه: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطةالأعاجم، فأردت أن أصنع(أفعل)شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود: انح هذا النحو. وكان يقصد بذلك أن يضع القواعد للغة العربية. وروي عنه أنّ مسبب لذلك كان أنّ جارية قالت له (ما أجملُ السماء؟) وهي نَوَت أن تقول: (ما أجملَ السماء!) فقال لها: (نجومها!)
التسمية
ورد في المعجم المحيط في معنى كلمة "نحو":
«نَحَا يَنْحُو اُنْحُ نَحْواً [ نحو]:- الشّيءَ وإليه: مال إليه وقصدَه؛ نحا الصّديقان إلى المقهى.- نحوَهُ: سار على إثره وقلّده؛ نحا الطّالب نحوَ أستاذه.- كذا عنه: أبعده وأزاله؛ نحا عن نفسه الجُبنَ والكسل.»
ومن ذلك فقد سمي علم النحو بهذا الاسم لأن المتكلّم ينحو بهِ منهاج كلام العرب إفرادًا وتركيبًا.
الإعراب
الإعراب هو أحد أهم خصائص العربية، وهي خاصية عُرفت بعد أن تفشى النطق الخاطئ في اللسان العربي، وإعراب العربية هو ما يؤدي لتشكيل نهاية الكلمات في سياق الحديث على الوجه الصحيح سواءً كان هذا التشكيل يختص بتغيير حركة الحرف الأخير أو تغيير الحروف الأخيرة في حالات أخرى، وتصنف حالات الإعراب في هذه الحالة بالرفع، وعلامته الضمة أو الواو أو الالف أو ثبوت النون، والنصب، وعلامته الفتحة أو الياء أو حذف النون، والجر، علامته الكسرة أو الياء أو حذف النون، والجزم، علامته السكون أو حذف النون أو حذف حروف العلة. كما يوجد التنوين وهو مضاعفة الحركة الإعرابية في أواخر بعض الكلمات وغالباً ما يدل التنوين على تنكير الاسم . و يعتبر الإعراب من المميزات و الخصائص للغة العربية ، فعن طريق الإعراب تستطيع معرفة الفاعل أو المفعول به في الجملة حتى لو تم تقديم المفعول به على الفاعل ، مع أنه تقريباً في جميع لغات العالم يكون الترتيب : فاعل ثم مفعول به ، مثال :
• زار محمدٌ خالداً . (الفاعل:محمد ، المفعول به: خالد)
o بمعنى : قام محمد بزيارة خالد . (و الجملة هنا واضحة و تنطق في أغلب لغات العالم بهذا الترتيب)
• زار خالد محمدٌ . أيضاً (الفاعل:محمد ، المفعول به: خالد)
o بمعنى : تمت زيارة خالد بواسطة محمد . (عرفنا عن طريق التنوين بالضم -لأن الفاعل دائماً مرفوع- و إعرابها هنا فاعل مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره)
إذاً فالإعراب أحد أهم الأسباب لتفوّق الأدب العربي (سواءً كان في الشعر أو النثر أو القصص ..إلخ) على لغات العالم ، فعندما تعطي شخصان أحدهما صلصال و الآخر حجر فسألتهم تكوين مجسّم جمالي ، فبالتأكيد سيكون إبداع صاحب الصلصال أكبر من صاحب الحجر (لقد تم التشبيه بالصلصال و الحجر بناءً على مثال تقديم و تأخير الفاعل) .
التراث النحوي بين الجمود و التجديد
يعتبر التراث النحوي الذي خلفه علماء العربية القدماء في غاية النفاسة والتميّز. وقد أفاد منه العلماء وطلاب العربية على مرّ العصور والأزمان. فقاموا بشرح بعضه وتهذيب بعضه الآخر، وجعلوه مادةً للتدريس في حلقاتهم الممتدة من بغداد شرقاً حتى غرناطة وقرطبة غرباً. غير أنّ التراث النحوي اعتراه ما اعترى غيره من العلوم والمعارف؛وعلقت به شوائب المنطق والفلسفة، مما دعى كثيراً من الناس إلى الابتعاد عن كتب التراث النحوي والزهد فيها. وضعف الميل إليها وافتقر الناس إلى الرغبة فيها. كل ذلك كان مدعاةً لظهور أصوات متعددة تنادي بإصلاح (النحو العربي) وتنقيته من الشوائب التي اعترته على مر العصور والأزمان، والمساهمة في تقريبه وتبسيطه للطلاب بمختلف مستوياتهم العلمية وقدراتهم العقلية.
فظهر قديماً وحديثاً من بسّط اللغة المستخدمة في النحو العربي، ومن قام باختصار قواعده وبلورتها، ومن ألّف في طرق تدريس هذا النحو ومناهجه. ويعتبر كتاب ابن مضاء القرطبي (ت 592هـ): الرد على النحاة ؛ من أظهر وأميز المحاولات القديمة التي دعت إلى التيسير والإصلاح في الأصول والنظريات العامة والتي قام عليها النحو العربي قديماً. وقد قام الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) بنشر كتاب ابن مضاء القرطبي ؛ وكان سبباً في إحداث ضجة فكرية وثقافية كبيرة في الهيئات والأوساط العلمية. وفي عصرنا الحاضر تتابعت الدعوات المطالبة بتيسير النحو العربي وتبسيطه للمتعلمين. وكان الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) في طليعة العلماء الذين تركوا بصمة واضحة في هذا الميدان. ولم يتوقف الأمر عند شوقي ضيف؛ فقد أصدر الأستاذ إبراهيم مصطفى كتاباً بعنوان ( إحياء النحو )؛ طالب فيه بإعادة النظر في أصول النحو العربي ومبادئه .
والجدير بالملاحظة : أن حركة التيسير والتجديد في النحو العربي لم تزل تسير ببطءٍ شديد؛ ولم يُكتب لها النجاح المطلق حتى الآن !! فلا زالت الجامعات والمعاهد العلمية تقوم بتدريس النحو العربي من خلال أدبياته القديمة دون تغيير !
ومن أهم الكتب التي جاءت في علم النحو هو كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك العسقلاني وهي عبارة عن أبيات شعرية من ألف وثلاثة أبيات نظمها ابن مالك وشرحها ابن عقيل تشرح قواعد النحو ، تسهيلاً لطلاب العلم النحوي.
موضوع علم النحو
ضبط أواخر الكلمات إعراباً وبناءً بحسب موقعها من الجملة على نحو مايتكلم به العرب .
ثمرة علم النحو
وثمرة هذا العلم : هو في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة الإعراب بالمعنى .
والمقصود بالتحمل هنا : فهم المقصود من كلام الغير بحسب إعرابه ، فيميز المُسند من المسند إليه ، والفاعل من المفعول ، وغير ذلك مما يؤدي إهماله إلى قلب المعاني .
والمقصود بالأداء : أن يتكلم المرء بكلام معرب يُناسب المعاني التي يريد التعبير عنها ، ويتخلص من اللحن الذي يقلب المعاني ، فيتمكن بذلك من إفهام الغير .
مؤسس علم النحو
لم يختلف المؤرخون في أن واضع أساس هذا العلم هو التابعي أبو الأسود الدؤلي 67هـ . وقيل إن هذا كان بإشارة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؛ ثم كتب الناس في هذا العلم بعد أبي الأسود إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد الفراهيدي 165هـ ووضع أول معجم عربي (معجم العين).
وذلك في زمن هارون الرشيد ، وأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه (أبو بِشر عمرو بن عثمان بن قنبر) 180هـ الذي أكثر من التفاريع ووضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد هذا العلم .
وأصبح (كتاب سيبويه) أساسًا لكل ماكُتب بعده في علم النحو ، ودوّن العلماء علم الصرف مع علم النحو ، وإذا كان النحو مختصًا بالنظر في تغيّر شكل آخر الكلمة بتغير موقعها في الجملة ، فإن الصرف مختص بالنظر في بنية الكلمة ومشتقاتها ومايطرأ عليها من الزيادة أو النقص .
أهم المؤلفات في النحو
وأهم الكتب المتداولة في علمي النحو والصرف - بعد كتاب سيبويه – هي :
كتابـات أبي عمرو بن الحاجب ( عثمان بن عمر ) 646 هـ صاحب المختصـرات ، المشهــورة في الفقــه والأصول ، وله ( الكافية ) في النحو ، و ( الشافية ) في الصرف ، وكلتاهما من المنثور ، وعليهما شروح كثيرة خاصة ( الكافية ) .
كتابات ابن مالك ( أبو عبد الله محمد جمال الدين ابن مالك الطائي الأندلسي ) 672 هـ ، وله القصيدة الألفية المشهورة ، والتي تناولها كثير من العلماء بالشرح منهم :
ابن هشام الأنصاري 761 هـ ، وله شرح ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) .
القاضي عبد الله بهاء الدين بن عقيل المصري 769 هـ ، وله ( شرح ابن عقيل على الألفية ) .
ولابن مالك صاحب الألفية ( لاميــة الأفعــال ) ، وهي منظومة في الصرف ، وله أيضًا المنظومة الهائية فيما ورد من الأفعال بالواو والياء .
كتابات ابن هشام الأنصاري ( جمال الدين عبد الله بن يوسف ) 761 هـ ، وله ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) ، وله ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) ، وله ( شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب ) ، وله ( قطر الندى وبَلّ الصدى ) .
كتابات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد من علمــاء الأزهر وله شروح وتحقيقات على الكتب السابقة وهي شروح الألفية وكتابات ابن هشام وله ( التحفة السنية شرح متن الأجرومية ) وهو كتاب مختصر شرح فيه متن محمد بن آجرّوم الصنهاجي 723 هـ .
المصدر:
الموسوعة الحرة
- مراد صيدعضو مميز
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 262
نقاط تميز العضو : 112235
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
رد: علم النحو العربي
13/11/09, 01:34 pm
تقوم بتدريس النحو العربي من خلال أدبياته القديمة دون تغيير !
شكرا أستاذ جلال على العمل المستفيض لكن مالمقصود بالعبارة الكتوبة أعلاه هل ننتظر أن يتغير النحو فيحلّ الفاعل محل المفعول به أم تقصد منهجية التدريس الذي أعلمه أن النحو في بلاد العجم هو المتغير لتغير ألسنتهم عبر الأجيال ولعدم وجود مصدر أساس ينحتون منه نحوهم كمصدر القرآن للعربية
دمتم
شكرا أستاذ جلال على العمل المستفيض لكن مالمقصود بالعبارة الكتوبة أعلاه هل ننتظر أن يتغير النحو فيحلّ الفاعل محل المفعول به أم تقصد منهجية التدريس الذي أعلمه أن النحو في بلاد العجم هو المتغير لتغير ألسنتهم عبر الأجيال ولعدم وجود مصدر أساس ينحتون منه نحوهم كمصدر القرآن للعربية
دمتم
- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150754
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: علم النحو العربي
13/11/09, 08:04 pm
بارك الله في علمك المستفيض ونفع به المتعلمين أما عن سؤال الأخ مراد فالذي يتكلم عنه الاستاذ إبراهيم هو الطريقة الكلاسيكية (القديمة ) التي بقيت على حالها في مدارسنا ... لكم تحياتي
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148215
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: علم النحو العربي
13/11/09, 11:10 pm
بسم الله الرحمن الرحيم.....شكرااااااااااا اخي جلال عودتنا بطرح مفيد وموضوع مميز وبذلك مجهوودات قوامة جزاااك الله كل الخير واكثر من امثالك مزيدا من التالق في منتدانا تحية عطرة من اختك فوفو تقبل مروري...
- عبدالله حسن الذنيباتمشرف علوم العربية و آدابها
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 973
نقاط تميز العضو : 123747
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 39
رد: علم النحو العربي
14/11/09, 11:17 am
إبراهيم جلال
لك من الود أجمله
لك من الود أجمله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى