- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
الشعر الشعبي الجزائري من الإصلاح إلى الثورة
25/07/11, 09:52 pm
الهادي جاب الله نموذجًا من تأليف الدكتور أحمد زغب بولاية الوادي
صدر هذه الأيام عن الرابطة الولائية للفكر والإبداع، بالاشتراك مع دار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية الوادي كتابٌ بعنوان ''الشعر الشعبي الجزائري .. من الإصلاح إلى الثورة الهادي جاب الله نموذجًا'' للدكتور الباحث الأستاذ أحمد زغب، أستاذ بالمركز الجامعي بولاية الوادي.
الكتاب طبع بمؤسسة مزوار بالوادي، كتاب من الحجم المتوسط، صفحاته 150 ذو طباعة جيدة، وتصميم جميل للفنان التشكيلي محمد البشير سواسي.. تصدير الكتاب كان للدكتور الموسوعي المعروف أبو القاسم سعد الله في خمس صفحات.
يتكون الكتاب من مقدمة للكاتب، الشعر الشعبي من الشفاهية إلى الكتابية، تعريف بالهادي جاب الله، صدى الحركة الإصلاحية في الشعر الشعبي..الهادي جاب الله نموذجًا، من الثورة إلى الاستقلال، دور الشعر الشفاهي في النضال الوطني، وثورة التحرير، مدوّنة شعر الهادي جاب الله وهي نصوص أملاها الشاعر المرحوم جاب الله عام 1975 ، عدد هذه النصوص 25 نصًّا شعريا، أخيرا المراجع.
ومع ذلك فالدكتور سعد الله ثمّن الجهد الذي قام به الدكتور أحمد زغب، وهو الذي تمثّل في البحث المستمرّ في إطار هذا الأدب الشعبي، ومن ذلك تلكم الدراسات العديدة والتي من بينها حصوله على نسخة من ديوان المرحوم الشيخ الهادي جاب الله، حيث درس''نصوصه'' واستنتج منها أن الشاعر كان متفاعلاً مع أحوال بيئته، أو عصره، مندمجًا في الحركة الإصلاحية خاصّة، ناشرًا أفكارها، معجبًا برجالها، مشيدًا بأعمالهم، وأهدافهم في تطوير المجتمع، وحماية التراث، وتحرير البلاد.
وقد اختار من الديوان نصوصًا سلّط عليها أضواء النقد، ومعايير الأدب، وخرج بدراسة تشمل حياة الشاعر في حلّه وترحاله، والتعليق على النصوص، وشرح ما غمض من ألفاظها، وإشاراتها المحلية، وما تشير إليه من أعلام، وحوادث..فكان من ذلك كلّه هذا العمل.
الدكتور أحمد زغب مؤلف الكتاب يرى آراء أخرى غير ما رأى الدكتور سعد الله، ذلك أن الشعب الجزائري وقد أحكم الاستعمار الفرنسي قبضته على كل شيء..هذا الشعب ما استكان، وخاض كل أنواع المقاومة بما في ذلك توظيفه لموروثه الثقافي، فاستمدّ منه روح تلك المقاومة، ومن بينها الشعر الشفاهي الذي هو من أهمّ أشكال التعبير، إذْ تداوله، ويتداوله الشعب في المناسبات الدينية والاجتماعية، يعبّر به عن انشغالاته ممّا يلحّ عليه إلحاحًا مباشرًا من واقع مجتمعه، وبيئته المحلّية، والمشاكل المحيطة في حدود تطوّره، وإدراكه لأسبابها، كما يعبّر عمّا يريد أن يكون عليه هذا الواقع.
الشاعر الهادي جاب الله الشاعر الحركة الإصلاحية بوادي سوف لا يعتبر نموذجا للشعراء الشعبيين البسطاء الذين عاشوا في البادية، وتغنّوا بأفكار، ومعتقدات المجتمع البدوي البسيط في بيئته الاجتماعية البسيطة فحسب، بل يمثل وجهًا آخر لإنسان المنطقة في وعيه، ونضجه الفكري، ونضاله في الحركة الوطنية، والحركة الإصلاحية، بل أكثر من ذلك يُعتبر شعر الهادي جاب الله ملحمة حقيقية تؤرخ للوطن، والوطنية منذ طراوة عودها، مؤرخًا لكلّ صغيرة وكبيرة إلى ما بعد الاستقلال.
وُلد الهادي جاب الله بن علي بن عبد القادر جاب الله في زاوية سيدي عبد الله بولاية الوادي سنة1882 ونشأ في أسرة فقيرة الحال، وحفظ القرآن الكريم على يد والده..وعقب وفاة والده ذاق مرارة الفقر، وقد نشأ في زاوية سيدي عبد الله بالوادي، وكان أولاد هذا الأخير، وجلّهم من الشعراء جيرانه، وأصدقاء طفولته، وشبابه، فتأثر نتيجة لهذا بالبيئة الشعرية التي نشأ فيها، فكان يقرض الشعر هو وإخوته، وأخواته.
ومن محاولات الهادي الأولى في شبابه معبّرًا عن معاناته من قسوة العمل، وقسوة الغربة، ومعبرا عن شوقه إلى الحيّ الذي نشأ فيه، وإلى رفاقه، حيث كان في منطقة '' الزيبان'' يعمل في مختلف الأعمال الشاقة لكسْب لقمة العيش، وإعالة إخوته الأيتام:
خُوتي ملّيتْ مْن الغربـة طــــمّ الكُـرْبــةنخدمْ لا تنفعشْ الهربـةخُوتي ملّيتْ من الغربة ملّيتْولا قــدّيــتْنبطلْ ما نخدمشْ عييــتْ
ومن القصائد التي عبّر فيها عن معاناته في السفر من منطقة ''سوف'' إلى ''الزيبان'' اختارنا هذه الأبيات من الكتاب:
اللهْ يجعلْ خطرتْنا زينهوْبابْ الربحْ متلقّيناالله يجعلّ خطرتْنا تْربّحْفي الشريعة نا قلتْ نصبّحْصلّي يا اللّي باغي تربحْبيرْ العرصة متلقّينافي الهيشة لِمْقيلْ مذرّحْثم الشط يْجي مْوالينا
هذه أبياتٌ من قصيد للشاعر يعبّر عن نصرته وتعاطفه مع حزب الشعب، ويرحّب بدخول الكشافة الجزائرية إلى منطقة ''سوفْ'':
شعبْ الجزائرْ يتْعافىمْــن الخُـــراقــةوالتفريقْ اللّي ف اطْرافةيتجمّعْ ويضمْ أكتـــافةهذي أوْصافــــــة
تحيا جمعية الكشــافة
إن النصوص الشعرية التي أوردها الدكتور أحمد زغب كان أملاها المرحوم جاب الله بنفسه سنة 1975 قدم لها أيضا بنفسه ، ونُورد مقتطفًا من هذا التقديم للشاعر المرحوم:
''بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيد المرسلين أمّ بعد فهذا ديوان ما جادت به القريحة من الشعر الملحون في حبّ الوطن وخدمة العقل وصفوة الضمير وتطهير العقيدة من الخرافات واتباع منهج المصلحين حين قامت جمعية العلماء الجزائرية وعلى رأسها العلامة أستاذنا المرحوم الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله رحمة واسعة حيث بين لنا طريقة التعريف من طريق التخريف''.
تُوفّي الشاعر الهادي جاب الله سنة 1978 ..اللهمّ ارحمْه برحمتك الواسعة واجعلّه من عبادك المقرّبين.
هنيئا لصديقنا وأستاذنا الفاضل الدكتور أحمد زغب على صدور هذا المولود الجديد، ليضاف إلى إصداراته الأخرى..ومزيدا من هذه اللبنات الطيّبة التي تسهم في إثراء المكتبة الجزائرية بخاصة، والعربية عامّة.
صدر هذه الأيام عن الرابطة الولائية للفكر والإبداع، بالاشتراك مع دار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية الوادي كتابٌ بعنوان ''الشعر الشعبي الجزائري .. من الإصلاح إلى الثورة الهادي جاب الله نموذجًا'' للدكتور الباحث الأستاذ أحمد زغب، أستاذ بالمركز الجامعي بولاية الوادي.
الكتاب طبع بمؤسسة مزوار بالوادي، كتاب من الحجم المتوسط، صفحاته 150 ذو طباعة جيدة، وتصميم جميل للفنان التشكيلي محمد البشير سواسي.. تصدير الكتاب كان للدكتور الموسوعي المعروف أبو القاسم سعد الله في خمس صفحات.
يتكون الكتاب من مقدمة للكاتب، الشعر الشعبي من الشفاهية إلى الكتابية، تعريف بالهادي جاب الله، صدى الحركة الإصلاحية في الشعر الشعبي..الهادي جاب الله نموذجًا، من الثورة إلى الاستقلال، دور الشعر الشفاهي في النضال الوطني، وثورة التحرير، مدوّنة شعر الهادي جاب الله وهي نصوص أملاها الشاعر المرحوم جاب الله عام 1975 ، عدد هذه النصوص 25 نصًّا شعريا، أخيرا المراجع.
ومع ذلك فالدكتور سعد الله ثمّن الجهد الذي قام به الدكتور أحمد زغب، وهو الذي تمثّل في البحث المستمرّ في إطار هذا الأدب الشعبي، ومن ذلك تلكم الدراسات العديدة والتي من بينها حصوله على نسخة من ديوان المرحوم الشيخ الهادي جاب الله، حيث درس''نصوصه'' واستنتج منها أن الشاعر كان متفاعلاً مع أحوال بيئته، أو عصره، مندمجًا في الحركة الإصلاحية خاصّة، ناشرًا أفكارها، معجبًا برجالها، مشيدًا بأعمالهم، وأهدافهم في تطوير المجتمع، وحماية التراث، وتحرير البلاد.
وقد اختار من الديوان نصوصًا سلّط عليها أضواء النقد، ومعايير الأدب، وخرج بدراسة تشمل حياة الشاعر في حلّه وترحاله، والتعليق على النصوص، وشرح ما غمض من ألفاظها، وإشاراتها المحلية، وما تشير إليه من أعلام، وحوادث..فكان من ذلك كلّه هذا العمل.
الدكتور أحمد زغب مؤلف الكتاب يرى آراء أخرى غير ما رأى الدكتور سعد الله، ذلك أن الشعب الجزائري وقد أحكم الاستعمار الفرنسي قبضته على كل شيء..هذا الشعب ما استكان، وخاض كل أنواع المقاومة بما في ذلك توظيفه لموروثه الثقافي، فاستمدّ منه روح تلك المقاومة، ومن بينها الشعر الشفاهي الذي هو من أهمّ أشكال التعبير، إذْ تداوله، ويتداوله الشعب في المناسبات الدينية والاجتماعية، يعبّر به عن انشغالاته ممّا يلحّ عليه إلحاحًا مباشرًا من واقع مجتمعه، وبيئته المحلّية، والمشاكل المحيطة في حدود تطوّره، وإدراكه لأسبابها، كما يعبّر عمّا يريد أن يكون عليه هذا الواقع.
الشاعر الهادي جاب الله الشاعر الحركة الإصلاحية بوادي سوف لا يعتبر نموذجا للشعراء الشعبيين البسطاء الذين عاشوا في البادية، وتغنّوا بأفكار، ومعتقدات المجتمع البدوي البسيط في بيئته الاجتماعية البسيطة فحسب، بل يمثل وجهًا آخر لإنسان المنطقة في وعيه، ونضجه الفكري، ونضاله في الحركة الوطنية، والحركة الإصلاحية، بل أكثر من ذلك يُعتبر شعر الهادي جاب الله ملحمة حقيقية تؤرخ للوطن، والوطنية منذ طراوة عودها، مؤرخًا لكلّ صغيرة وكبيرة إلى ما بعد الاستقلال.
وُلد الهادي جاب الله بن علي بن عبد القادر جاب الله في زاوية سيدي عبد الله بولاية الوادي سنة1882 ونشأ في أسرة فقيرة الحال، وحفظ القرآن الكريم على يد والده..وعقب وفاة والده ذاق مرارة الفقر، وقد نشأ في زاوية سيدي عبد الله بالوادي، وكان أولاد هذا الأخير، وجلّهم من الشعراء جيرانه، وأصدقاء طفولته، وشبابه، فتأثر نتيجة لهذا بالبيئة الشعرية التي نشأ فيها، فكان يقرض الشعر هو وإخوته، وأخواته.
ومن محاولات الهادي الأولى في شبابه معبّرًا عن معاناته من قسوة العمل، وقسوة الغربة، ومعبرا عن شوقه إلى الحيّ الذي نشأ فيه، وإلى رفاقه، حيث كان في منطقة '' الزيبان'' يعمل في مختلف الأعمال الشاقة لكسْب لقمة العيش، وإعالة إخوته الأيتام:
خُوتي ملّيتْ مْن الغربـة طــــمّ الكُـرْبــةنخدمْ لا تنفعشْ الهربـةخُوتي ملّيتْ من الغربة ملّيتْولا قــدّيــتْنبطلْ ما نخدمشْ عييــتْ
ومن القصائد التي عبّر فيها عن معاناته في السفر من منطقة ''سوف'' إلى ''الزيبان'' اختارنا هذه الأبيات من الكتاب:
اللهْ يجعلْ خطرتْنا زينهوْبابْ الربحْ متلقّيناالله يجعلّ خطرتْنا تْربّحْفي الشريعة نا قلتْ نصبّحْصلّي يا اللّي باغي تربحْبيرْ العرصة متلقّينافي الهيشة لِمْقيلْ مذرّحْثم الشط يْجي مْوالينا
هذه أبياتٌ من قصيد للشاعر يعبّر عن نصرته وتعاطفه مع حزب الشعب، ويرحّب بدخول الكشافة الجزائرية إلى منطقة ''سوفْ'':
شعبْ الجزائرْ يتْعافىمْــن الخُـــراقــةوالتفريقْ اللّي ف اطْرافةيتجمّعْ ويضمْ أكتـــافةهذي أوْصافــــــة
تحيا جمعية الكشــافة
إن النصوص الشعرية التي أوردها الدكتور أحمد زغب كان أملاها المرحوم جاب الله بنفسه سنة 1975 قدم لها أيضا بنفسه ، ونُورد مقتطفًا من هذا التقديم للشاعر المرحوم:
''بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيد المرسلين أمّ بعد فهذا ديوان ما جادت به القريحة من الشعر الملحون في حبّ الوطن وخدمة العقل وصفوة الضمير وتطهير العقيدة من الخرافات واتباع منهج المصلحين حين قامت جمعية العلماء الجزائرية وعلى رأسها العلامة أستاذنا المرحوم الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله رحمة واسعة حيث بين لنا طريقة التعريف من طريق التخريف''.
تُوفّي الشاعر الهادي جاب الله سنة 1978 ..اللهمّ ارحمْه برحمتك الواسعة واجعلّه من عبادك المقرّبين.
هنيئا لصديقنا وأستاذنا الفاضل الدكتور أحمد زغب على صدور هذا المولود الجديد، ليضاف إلى إصداراته الأخرى..ومزيدا من هذه اللبنات الطيّبة التي تسهم في إثراء المكتبة الجزائرية بخاصة، والعربية عامّة.
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: الشعر الشعبي الجزائري من الإصلاح إلى الثورة
26/07/11, 11:32 pm
الشعر الشعبي تراث وتاريخ يجب المحافظة عليه لانه رسخ فترة مهمة من الفترات التاريخية التي مرت بها الجزائر نتمنى ان تكون هناك عدة مشاريع ومؤلفات في هذا الصدد
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى