انتحار علي بابا

انتحار علي بابا


لو كان على بابا على قيد الحياة الآن، لمات كمدا وغيظا، أو لانتحر من فوق كوبري قصر النيل.. ليس لأن ضميره يعذبه بعد سرقته فلوس الأربعين حرامي، وليس لأنه عاش في سعادة زائفة مع مدام مرجانه بثروته الحرام.. الرجل سيشعر بالقهر لأنه لم يولد فى عصرنا السعيد، ليصبح مليونيرا، بسهولة، لم تتوافر له في حياته الأولى..!

على بابا الآن يمكنه أن يشترى آلاف الأمتار من الأراضي بملاليم ويبيعها بملايين، ليصبح مليارديرا في سنتين أو ثلاث، ولن تكفيه كل بلاليص الدنيا ليضع فيها ثروته.. وبدهائه المعروف كان سيلف ويدور لعله يصبح عضوا في لجنة السياسات، أو قياديا بحزب معارض، ليبنى علاقات ويعقد صفقات في الظلام مع نافذين في الدولة والمجتمع..

ربما سيفكر في إقامة مائدة رحمن للصائمين، ولكنه بالتأكيد سيبنى مسجدا ليكفر به عن ذنوبه في الآخرة، وليسهل له، بالمرة،الحصول على أصوات أهل دائرته ليدخل البرلمان.. ولأنه لم يكمل تعليمه، فسوف يفتتح جامعة خاصة يعوض بها عقدة نقصه ــ أو بالأحرى جهله ــ ليتخرج على يديه مئات الطلاب العاطلين.. دون ان ينسى إرسال أولاده للتعليم فى بريطانيا أو أمريكا، وليحافظ على صحتهم بعيدا عن هواء القاهرة الملوث وطعامها المشكوك فى صلاحيته..

في أوقات فراغه، سيخفق قلبه بالحب لإحدى راقصات الدرجة الثالثة أو لفنانة شابة ضلت طريقها إلى السينما، سيصرف عليها عدة ملايين من الدولارات، ولكنه بالقطع لن يفكر فى ذبحها حتى لو خانته مع طوب الأرض.. ونحن نعرف لماذا؟

على بابا لن يكون روبين هود، ذلك الحرامى النبيل الذي يسرق الأغنياء ليعطى للفقراء، فعلى بابا ابن ثقافة مغايرة شعارها «الطش واجري»، ولكنه بالتأكيد سيحكى قصة كفاحه ــ بفلوسه ــ لإحدى الصحف الصفراء أو الفضائيات البلهاء..

مشكلة على بابا الوحيدة هي انه سيواجه مليون حرامى بألف شكل ولون، وليس أربعين فقط.. ولكن لأنه ابن سوق وفاهم، فسوف يهرِّب بلاليصه لبنوك سويسرا، وسيشتغل بفلوس الناس المودعة في بنوكنا الوطنية، خاصة أن طائرته في المطار جاهزة للإقلاع في أي وقت!

نعم.. على بابا فاته الكثير، ولكن إن غاب على بابا فكلنا على بابا..أو على الأقل بعضنا!

منقول

ممتاز أستاذة . كم تمنيت أن تكون المشاركة في متصفحي " علي بابا وال22 عصابة.
فعلي بابا في تصوري هو البطل المقهور الممثل للشريحة الواسعة من المجتمع العريض المغضوب عليهم ولا الضالين.هو ذاك الشاهين المحلق على ارتفاع من الطين. هو تلك الشمعة المحترقة تضيء طريق الغادين والرائحين، في صمت وهدوء . هي تلك الحرة التي تجوع ولا تأكل ب......
ولكن علي بابا " أسطورتك " فهو اللص المحترف الذي يغرز أظافره في لحم الناس ويصيح متألما.

شكرا لك فيلسوف المرسى ...امنياتك أوامر ولكن اسطورتي انتحر بعد ان فشل في مجارات ما حصل في ايامنا فآثر الانتحار على عدم الحصول على منصب او ثروة ..أما منقذ البشرية علي بابا في ذظرك فهو رائع ووطني يضحي من اجل المبادئ ....لهذا لا اتفاق بينهما

دمت يافيلسوف المرسى بردودك الاكثر من رائعة

أما ردودك الفذة المعطرة برحيق الورد - اجمل ورد في المعمورة- فتثلج الصدر وتهديء العواصف الهوجاء.
شكرا على التواصل .

شكرا لك

ما أجمل باقة وردك يا ملتزمة!!! فما بالك ببستان منه؟ يا لك من طيبة!!!