ماهية الإدارة العامة
27/02/10, 02:34 pm
بحث : الإدارة العامة
يقصد بالإدارة العامة Public administration جميع العمليات أو النشاطات
الحكومية التي تهدف إلى تنفيذ السياسة العامة للدولة. فهي موضوع متخصص من
الموضوع الأكثر شمولاً وهو «الإدارة»، والإدارة هي تنفيذ الأعمال باستخدام
الجهود البشرية والوسائل المادية استخداماً يعتمد التخطيط والتنظيم
والتوجيه، وفق منظومة موحدة تستخدم الرقابة والتغذية الراجعة في تصحيح
مساراتها، وترمي إلى تحقيق الأهداف بكفاية وفعالية عاليتين. وتفيد في ذلك
من العلوم النظرية والتطبيقية، وحين تتعلق هذه الأعمال بتنفيذ السياسة
العامة للدولة تسمى الإدارة «إدارة عامة».
فالإدارة العامة تشمل كل هيئة عامة، مركزية أو محلية أوكلت إليها السلطة
السياسية وظيفة تلبية الحاجات العامة، على اختلاف صورها، وزودتها بالوسائل
اللازمة لذلك، وتشمل أيضاً أسلوب عمل هذه الهيئات وطابع علاقاتها فيما
بينها وعلاقاتها بالأفراد.
ولقد تطور مفهوم الإدارة العامة بتطور المجتمعات وتقدمها وبتطور وظيفة
الدولة الحديثة وتحقق هذا التطور بتأثير عوامل متعددة منها: متطلبات
التقدم الاقتصادي، والأزمات الاقتصادية وانتشار الأفكار الاشتراكية وظهور
النظم السياسية الاشتراكية، مما جعل الدولة محركاً أساسياً للتطور
الاقتصادي والاجتماعي ومسؤولة عن تحقيق العدالة الاجتماعية واستمتاع
الجماهير بثمرات هذا التطور والتقدم.
وتجلى هذا التطور، على الصعيد الإداري، بإضافة أعباء جديدة تنهض بها
الدولة، فضلاً عن الأعباء التقليدية السابقة،مما دعا إلى إحداث أجهزة
إدارة جديدة أو تطوير الإدارات القائمة والوسائل التي تستخدمها وانعكس ذلك
على نطاق تدخل الإدارة العامة، فلم يعد دورها يقتصر على تنفيذ السياسة
العامة للدولة وتحقيق أهدافها بل اتسع نطاق تدخلها أيضاً ليشمل المجال
التشريعي.وذلك عن طريق إشراكها في رسم السياسة العامة للدولة في كثير من
المجالات والنشاطات العامة والخاصة ولاسيما الاقتصادية منها.
حظيت الإدارة العامة باهتمام الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم
وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية فنشأ علم جديد اسمه علم الإدارة العامة.
غير أن هذا العلم، بوصفه واحداً من العلوم الاجتماعية التي تعنى «بالواقعة
الإدارية» بصفتها ظاهرة اجتماعية، مازال ناشئاً لم تستقر قواعده بعد ولم
يتحدد إطاره ومضمونه بدقة.
فهو يتصل بسائر العلوم الاجتماعية مثل علم السياسة وعلم الاقتصاد والقانون
العام والمالية العامة وغيرها. كما يقترب كثيراً من علم إدارة الأعمال [ر]
وذلك على أساس الوحدة والتقارب في التنظيم إلا أنه يختلف عنه كثيراً في
الأهداف والوسائل. فالهدف الذي يسعى إليه المشروع الخاص وتهتم به إدارة
الأعمال هو الربح، في حين تسعى الإدارة العامة إلى تلبية حاجات المجتمع
وتحقيق المصلحة العامة. والإكراه مستبعد في مجال القطاع الخاص ولا تعتمده
إدارة الأعمال وسيلة لها ولكنه يؤدي دوراً بارزاً في الإدارة العامة.
وإذا كانت أهمية الإدارة العامة في تزايد مستمر في حياة المجتمعات
البشرية، فإن هذه الأهمية هي موضع جدل بين فقهاء القانون وذلك بحسب
معتقداتهم ومذاهبهم الفكرية.
ففي الدولة الرأسمالية التي تلتزم بالمذهب الفردي، يعد فقهاء القانون، من
أنصار هذا المذهب تدخل الدولة عن طريق أجهزتها الإدارية العامة، قيداً على
حرية الأفراد. ويضيفون أن كل الخير في عدم التدخل في الحقل الاقتصادي.
لكنهم، إثر نتائج الحروب، والثورة الصناعية، وشيوع المذهب الاشتراكي،
والأزمات الاقتصادية، وجدوا أن تدخل الدولة شر لا بد منه ويجب أن يحصر في
نطاق ضيق جداً.
أما الماركسيون فيقولون بتدخل الدولة إلى أقصى مدى، وذلك من أجل إلغاء
الملكية الفردية وجميع قيم المجتمع الرأسمالي وتقاليده، ولن يكون هذا إلا
عن طريق إيجاد الأجهزة الإدارية العامة التي تؤدي في النهاية إلى قلب
المجتمع التقليدي رأساً على عقب بتغيير الواقع تغييراً جذرياً وشاملاً.
وفي الدولة التي تعتنق المذهب الاشتراكي ولا تقول بإلغاء الطبقات ولا تأخذ
بالمذهب الفردي بصورة نهائية، يرى الفقهاء أن وجود الإدارة العامة ضرورة
لا بد منها إلى جانب النشاط الفردي؛ وذلك من أجل إلغاء استغلال الإنسان
للإنسان وإشباع الحاجات العامة التي يعجز الأفراد عن إشباعها، عن طريق
الأجهزة الإدارية العامة؛ وهذه هي وظيفة المرفق العام.
لقد أصبح للإدارة العامة في الوقت الراهن، أهمية قصوى فمن غيرها لا يمكن
تنظيم شؤون المجتمع أو تحقيق النمو الاقتصادي، ومن ثم فوجود الإدارة
العامة، والمذهب التدخلي عن طريق الأجهزة الإدارية العامة أصبح مسلماً به
من قبل جميع المجتمعات رأسمالية كانت أم اشتراكية وذلك لوجود ضرورات ملحة
أجبرت جميع الدول على تبني المذهب التدخلي.
مهام الإدارة العامة
للإدارة العامة مهام تنظيمية وتخطيطية وأخرى فنية، تتعلق الأولى بتحديد ما
هو ممكن من مثل أو أهداف منشودة، وقيادة العمل الإداري. ويدخل في وظيفة
التصور عملية التنبؤ وما يتبعها من إعلام وتنظيم وإحداث وترتيب للمصالح
الإدارية المتخصصة أما الوظائف القيادية فهي مهام توجيه وتحضير أعمال
قيادة الأعمال وإصدار الأوامر وتنفيذها ومراقبة استخدام الوسائل اللازمة
لذلك.
والمهام الفنية، وهي مهام ذات طابع قومي، تتعلق بتمثيل المصالح القومية
داخلياً وخارجياً وحمايتها، أو ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي، تتعلق
بالتنفيذ والتسيير بقصد تلبية الحاجات العامة للمجتمع مباشرة. ويمكن تلخيص
الوظائف أو المهام الرئيسية للإدارة العامة بما يلي:
التخطيط: يعرف التخطيط بأنه «التدبير الذي يرمي إلى مواجهة المستقبل بخطط
منظمة سلفاً لتحقيق أهداف محددة»، ويعد التخطيط من أهم وظائف الإدارة
العامة، وهو الفكرة التمهيدية السابقة لتنفيذ أي عمل من الأعمال. ومن خلال
التخطيط يستطيع القائد الإداري تحديد الهدف المنشود والوسائل الكفيلة
بتحقيقه بأقل تكلفة ممكنة وفي الوقت المناسب ولاسيما أن الأعباء التي
ألقيت على عاتق الدولة جسيمة جداً، ولا يمكن تحقيقها بصورة عشوائية
وعفوية.
التنظيم الإداري: هو من الوظائف المهمة التي تلقى على عاتق الإدارة العامة
وذلك لكثرة الحاجات المستجدة للمواطن ولندرة المواد الأولية التي تخدم
إشباع هذه الحاجات. ويعد التنظيم من أهم المصادر التي تؤدي إلى تحقيق
الوفر عن طريق استغلال الطاقات البشرية ومنع تبعثر الجهود وتعارضها. لذلك
يجب على الإدارة دراسة الأعمال التي تهمها وتحليلها من أجل تحقيق أهدافها
واستبعاد جميع الأعمال والإجراءات غير المفيدة، ومن ثم يجب توزيع هذه
الأعمال على الأشخاص الذين عليهم القيام بها وتحديد المسؤوليات التي تقع
على عاتقهم والعلاقات القائمة فيما بينهم.
القيادة الإدارية: إن القيادة هي العصب الحساس في كل مفصل من مفاصل
الإدارة العامة، والقائد الإداري يقوم بدور بارز في نجاح الأجهزة الإدارية
أو إخفاقها في الوصول إلى أهدافها، فبكفاية القائد ودرايته يمكن الوصول
بالمرفق العام إلى بر الأمان وبإهماله وعدم الاهتمام به يكون دماره. لذلك
يجب على الحكومات العناية باختيار القادة الإداريين ومتابعة تدريبهم
وزيادة خبراتهم وقدراتهم من أجل ضمان استمرار المرفق العام في أداء مهمته.
التنسيق: يقع على عاتق القائد الإداري مهمة التنسيق بين عناصر الإدارة
الواحدة عن طريق إشراك المرؤوسين في وضع الخطط أو في اتخاذ القرارات...
ويمكن أن يكون التنسيق بين الإدارة والسلطة السياسية والهيئات المحلية
والجماعات ذات المصلحة.
الاتصال: تتم عملية الاتصال من قبل الرئيس الإداري عن طريق إعلام
المرؤوسين بما تم تنفيذه من خطط المشاريع التي يعطيها الأولوية والتعديلات
التي تفرضها المستجدات والصعوبات التي تعترض تنفيذ مشروع من المشاريع.
وكذلك يمكن للمرؤوسين أن يعلموا رئيسهم بكل أمر يرون أنه ذو نفع، أو يلحق
ضرراً بالمرفق، ولكن يجب أن يحدث الاتصال عن طريق القنوات التي تحافظ على
تدرج السلم الإداري أي إنه يجب ألا يتخطى المرؤوسون رؤساءهم المباشرين إلا
في حالات الضرورة والاستعجال.
الرقابة: إن الرقابة هي الوظيفة الاستراتيجية الحساسة داخل الكيان الإداري
لأنها تتعلق بالتخطيط والتنظيم وتحديد المسؤولية وتنقل للقائد الإداري
جميع المعلومات التي تتعلق بتنفيذ الخطط وبلوغ الأهداف المنشودة.
وللرقابة ثلاثة أنواع، إدارية، وقضائية، وسياسية. وكل واحدة منها تمارسها جهة متخصصة مختلفة ومستقلة عن غيرها
يقصد بالإدارة العامة Public administration جميع العمليات أو النشاطات
الحكومية التي تهدف إلى تنفيذ السياسة العامة للدولة. فهي موضوع متخصص من
الموضوع الأكثر شمولاً وهو «الإدارة»، والإدارة هي تنفيذ الأعمال باستخدام
الجهود البشرية والوسائل المادية استخداماً يعتمد التخطيط والتنظيم
والتوجيه، وفق منظومة موحدة تستخدم الرقابة والتغذية الراجعة في تصحيح
مساراتها، وترمي إلى تحقيق الأهداف بكفاية وفعالية عاليتين. وتفيد في ذلك
من العلوم النظرية والتطبيقية، وحين تتعلق هذه الأعمال بتنفيذ السياسة
العامة للدولة تسمى الإدارة «إدارة عامة».
فالإدارة العامة تشمل كل هيئة عامة، مركزية أو محلية أوكلت إليها السلطة
السياسية وظيفة تلبية الحاجات العامة، على اختلاف صورها، وزودتها بالوسائل
اللازمة لذلك، وتشمل أيضاً أسلوب عمل هذه الهيئات وطابع علاقاتها فيما
بينها وعلاقاتها بالأفراد.
ولقد تطور مفهوم الإدارة العامة بتطور المجتمعات وتقدمها وبتطور وظيفة
الدولة الحديثة وتحقق هذا التطور بتأثير عوامل متعددة منها: متطلبات
التقدم الاقتصادي، والأزمات الاقتصادية وانتشار الأفكار الاشتراكية وظهور
النظم السياسية الاشتراكية، مما جعل الدولة محركاً أساسياً للتطور
الاقتصادي والاجتماعي ومسؤولة عن تحقيق العدالة الاجتماعية واستمتاع
الجماهير بثمرات هذا التطور والتقدم.
وتجلى هذا التطور، على الصعيد الإداري، بإضافة أعباء جديدة تنهض بها
الدولة، فضلاً عن الأعباء التقليدية السابقة،مما دعا إلى إحداث أجهزة
إدارة جديدة أو تطوير الإدارات القائمة والوسائل التي تستخدمها وانعكس ذلك
على نطاق تدخل الإدارة العامة، فلم يعد دورها يقتصر على تنفيذ السياسة
العامة للدولة وتحقيق أهدافها بل اتسع نطاق تدخلها أيضاً ليشمل المجال
التشريعي.وذلك عن طريق إشراكها في رسم السياسة العامة للدولة في كثير من
المجالات والنشاطات العامة والخاصة ولاسيما الاقتصادية منها.
حظيت الإدارة العامة باهتمام الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم
وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية فنشأ علم جديد اسمه علم الإدارة العامة.
غير أن هذا العلم، بوصفه واحداً من العلوم الاجتماعية التي تعنى «بالواقعة
الإدارية» بصفتها ظاهرة اجتماعية، مازال ناشئاً لم تستقر قواعده بعد ولم
يتحدد إطاره ومضمونه بدقة.
فهو يتصل بسائر العلوم الاجتماعية مثل علم السياسة وعلم الاقتصاد والقانون
العام والمالية العامة وغيرها. كما يقترب كثيراً من علم إدارة الأعمال [ر]
وذلك على أساس الوحدة والتقارب في التنظيم إلا أنه يختلف عنه كثيراً في
الأهداف والوسائل. فالهدف الذي يسعى إليه المشروع الخاص وتهتم به إدارة
الأعمال هو الربح، في حين تسعى الإدارة العامة إلى تلبية حاجات المجتمع
وتحقيق المصلحة العامة. والإكراه مستبعد في مجال القطاع الخاص ولا تعتمده
إدارة الأعمال وسيلة لها ولكنه يؤدي دوراً بارزاً في الإدارة العامة.
وإذا كانت أهمية الإدارة العامة في تزايد مستمر في حياة المجتمعات
البشرية، فإن هذه الأهمية هي موضع جدل بين فقهاء القانون وذلك بحسب
معتقداتهم ومذاهبهم الفكرية.
ففي الدولة الرأسمالية التي تلتزم بالمذهب الفردي، يعد فقهاء القانون، من
أنصار هذا المذهب تدخل الدولة عن طريق أجهزتها الإدارية العامة، قيداً على
حرية الأفراد. ويضيفون أن كل الخير في عدم التدخل في الحقل الاقتصادي.
لكنهم، إثر نتائج الحروب، والثورة الصناعية، وشيوع المذهب الاشتراكي،
والأزمات الاقتصادية، وجدوا أن تدخل الدولة شر لا بد منه ويجب أن يحصر في
نطاق ضيق جداً.
أما الماركسيون فيقولون بتدخل الدولة إلى أقصى مدى، وذلك من أجل إلغاء
الملكية الفردية وجميع قيم المجتمع الرأسمالي وتقاليده، ولن يكون هذا إلا
عن طريق إيجاد الأجهزة الإدارية العامة التي تؤدي في النهاية إلى قلب
المجتمع التقليدي رأساً على عقب بتغيير الواقع تغييراً جذرياً وشاملاً.
وفي الدولة التي تعتنق المذهب الاشتراكي ولا تقول بإلغاء الطبقات ولا تأخذ
بالمذهب الفردي بصورة نهائية، يرى الفقهاء أن وجود الإدارة العامة ضرورة
لا بد منها إلى جانب النشاط الفردي؛ وذلك من أجل إلغاء استغلال الإنسان
للإنسان وإشباع الحاجات العامة التي يعجز الأفراد عن إشباعها، عن طريق
الأجهزة الإدارية العامة؛ وهذه هي وظيفة المرفق العام.
لقد أصبح للإدارة العامة في الوقت الراهن، أهمية قصوى فمن غيرها لا يمكن
تنظيم شؤون المجتمع أو تحقيق النمو الاقتصادي، ومن ثم فوجود الإدارة
العامة، والمذهب التدخلي عن طريق الأجهزة الإدارية العامة أصبح مسلماً به
من قبل جميع المجتمعات رأسمالية كانت أم اشتراكية وذلك لوجود ضرورات ملحة
أجبرت جميع الدول على تبني المذهب التدخلي.
مهام الإدارة العامة
للإدارة العامة مهام تنظيمية وتخطيطية وأخرى فنية، تتعلق الأولى بتحديد ما
هو ممكن من مثل أو أهداف منشودة، وقيادة العمل الإداري. ويدخل في وظيفة
التصور عملية التنبؤ وما يتبعها من إعلام وتنظيم وإحداث وترتيب للمصالح
الإدارية المتخصصة أما الوظائف القيادية فهي مهام توجيه وتحضير أعمال
قيادة الأعمال وإصدار الأوامر وتنفيذها ومراقبة استخدام الوسائل اللازمة
لذلك.
والمهام الفنية، وهي مهام ذات طابع قومي، تتعلق بتمثيل المصالح القومية
داخلياً وخارجياً وحمايتها، أو ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي، تتعلق
بالتنفيذ والتسيير بقصد تلبية الحاجات العامة للمجتمع مباشرة. ويمكن تلخيص
الوظائف أو المهام الرئيسية للإدارة العامة بما يلي:
التخطيط: يعرف التخطيط بأنه «التدبير الذي يرمي إلى مواجهة المستقبل بخطط
منظمة سلفاً لتحقيق أهداف محددة»، ويعد التخطيط من أهم وظائف الإدارة
العامة، وهو الفكرة التمهيدية السابقة لتنفيذ أي عمل من الأعمال. ومن خلال
التخطيط يستطيع القائد الإداري تحديد الهدف المنشود والوسائل الكفيلة
بتحقيقه بأقل تكلفة ممكنة وفي الوقت المناسب ولاسيما أن الأعباء التي
ألقيت على عاتق الدولة جسيمة جداً، ولا يمكن تحقيقها بصورة عشوائية
وعفوية.
التنظيم الإداري: هو من الوظائف المهمة التي تلقى على عاتق الإدارة العامة
وذلك لكثرة الحاجات المستجدة للمواطن ولندرة المواد الأولية التي تخدم
إشباع هذه الحاجات. ويعد التنظيم من أهم المصادر التي تؤدي إلى تحقيق
الوفر عن طريق استغلال الطاقات البشرية ومنع تبعثر الجهود وتعارضها. لذلك
يجب على الإدارة دراسة الأعمال التي تهمها وتحليلها من أجل تحقيق أهدافها
واستبعاد جميع الأعمال والإجراءات غير المفيدة، ومن ثم يجب توزيع هذه
الأعمال على الأشخاص الذين عليهم القيام بها وتحديد المسؤوليات التي تقع
على عاتقهم والعلاقات القائمة فيما بينهم.
القيادة الإدارية: إن القيادة هي العصب الحساس في كل مفصل من مفاصل
الإدارة العامة، والقائد الإداري يقوم بدور بارز في نجاح الأجهزة الإدارية
أو إخفاقها في الوصول إلى أهدافها، فبكفاية القائد ودرايته يمكن الوصول
بالمرفق العام إلى بر الأمان وبإهماله وعدم الاهتمام به يكون دماره. لذلك
يجب على الحكومات العناية باختيار القادة الإداريين ومتابعة تدريبهم
وزيادة خبراتهم وقدراتهم من أجل ضمان استمرار المرفق العام في أداء مهمته.
التنسيق: يقع على عاتق القائد الإداري مهمة التنسيق بين عناصر الإدارة
الواحدة عن طريق إشراك المرؤوسين في وضع الخطط أو في اتخاذ القرارات...
ويمكن أن يكون التنسيق بين الإدارة والسلطة السياسية والهيئات المحلية
والجماعات ذات المصلحة.
الاتصال: تتم عملية الاتصال من قبل الرئيس الإداري عن طريق إعلام
المرؤوسين بما تم تنفيذه من خطط المشاريع التي يعطيها الأولوية والتعديلات
التي تفرضها المستجدات والصعوبات التي تعترض تنفيذ مشروع من المشاريع.
وكذلك يمكن للمرؤوسين أن يعلموا رئيسهم بكل أمر يرون أنه ذو نفع، أو يلحق
ضرراً بالمرفق، ولكن يجب أن يحدث الاتصال عن طريق القنوات التي تحافظ على
تدرج السلم الإداري أي إنه يجب ألا يتخطى المرؤوسون رؤساءهم المباشرين إلا
في حالات الضرورة والاستعجال.
الرقابة: إن الرقابة هي الوظيفة الاستراتيجية الحساسة داخل الكيان الإداري
لأنها تتعلق بالتخطيط والتنظيم وتحديد المسؤولية وتنقل للقائد الإداري
جميع المعلومات التي تتعلق بتنفيذ الخطط وبلوغ الأهداف المنشودة.
وللرقابة ثلاثة أنواع، إدارية، وقضائية، وسياسية. وكل واحدة منها تمارسها جهة متخصصة مختلفة ومستقلة عن غيرها
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى