مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الرومامنطيقية كنموذج من تصنيف المراحل الأدبية Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 133 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 133 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
إسماعيل سعدي
إسماعيل سعدي
مدير الموقع
البلد : الرومامنطيقية كنموذج من تصنيف المراحل الأدبية Btf96610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

الرومامنطيقية كنموذج من تصنيف المراحل الأدبية Empty الرومامنطيقية كنموذج من تصنيف المراحل الأدبية

02/01/10, 04:39 pm
الدكتور شاكر مطلق
الرومنتيكية أنموذجاً - ( الرّومنطيقية - الرومانسية ) Romantik -
( 1798 - 1830 ) )
د. شاكر مطلق

إن تصنيف المراحل الأدبية المختلفة وحصرها في فترات زمنية محددة ، هو أمر نسبي لا يمكن تطبيقه بدقة علمية ، ولا حتى أدبية ، ولاسيما فيما يتعلق بالتواريخ المعطاة للمراحل ، وما يتعلق بما كتبه أديب أو أديبة خلال حياته ، بحيث يمكن لإبداعه أن ينضمَ تحت غطاء أكثر من مرحلة وأكثر من تصنيف .
بكلمات أخرى : أن تصنيف المراحل وترتيبها ليس بالشيء المقدس ، وهو بالتأكيد ليس " تابوهاً "، - كلمة " التّابو " هنا بولونيزيّة الأصل ، تعني أكثر من مجرّد محَرّم - .
في هذا السياق أريد أن أشير إلى كتاب هام للباحث والناقد " هانس مايَر " وهو كتاب حول الأدب الألماني المعاصر ( باللغة الألمانية ) - انظر المرجع 29 - يناقش فيه العديد من الجوانب الهامة المتعلقة بهذا الموضوع .
يُعتبَر هذا الباحث إلى جانب " إيرنست بلوخ - إيرنست فيشر - وجورج لوكاش " ، من أهم الممثلين للنقد الأدبي والإيديولوجي الماركسي .
تخلى هذا الباحث عن مقعده الأكاديمي في جامعة " لايبزغ " العريقة عام 1963 لأنه لاقى -كزملائه أعلاه - عدم قبول في الأوساط الرسمية التي كانت تسيطر على الحكم في جمهورية ألمانيا الديموقراطية - DDR. - سابقاً .
هذه النقطة الهامة تدفعني أيضاً إلى أن أقدم للقارئ بعض ما كتبه في هذا الشأن " هنري هـ . هـ . ريمارك " في البحث الحادي عشر من المرجع 27 (الأدب المقارن، المنهج والمنظور ) - الذي أهداني إياه مشكوراً الصديق الدكتور فؤاد عبد المطلب - والذي يتحدث فيه المؤلف عن" الرومانتيكية الأوروبية الغربية : التعريف والمجال " - ص 315 -358 .
من هذا الفصل أقدم بعض العبارات المختارة التي تدعم ما ذكرناه أعلاه :
يقول ريمارك : " ... فمصطلحات مثل الباروك ، والتنوير ، والواقعية ، والانطباعية ، وغيرها ، تفضي إلى تقويمات غاية في التنوع ، إنْ لم نقل متناقضة " .
كما يشير في موقع أخر ، إلى ضرورة مراجعة بعض التعريفات وبخاصة عن الرومانتيكية بوصفها ظاهرة أوروبية ، ليصل إلى نتيجة تقول بأن الأمر تقريبيٍّ :
" لأنها تنطوي على عناصر بالغة الأهمية وخلافية أيضاً أكثر من أي مصطلح آخر معقد التركيب ، وأن هذا ينطبق على مصطلحات أخرى مثل : عصر النهضة ، والباروك ، والكلاسيكية ، والواقعية ، والرمزية ، والتعبيرية وغيرها " .
ويشير الباحث إلى صعوبة تحديد المصطلح من دون تحليل الآداب العالمية في كل مكان ، ولهذا يقيد الباحث بحثه في الآداب الأوروبية الخمسة المهمة : الإنكليزية - الفرنسية - الألمانية - الإيطالية والإسبانية ، متغاضياً عن تناول الفنون الأخرى ، بالرغم من أنه يرى فيها - أي الفنون الأخرى - مثل الفنون الجميلة والموسيقى ، في الفترة المدروسة ، إضافة إلى الفلسفة ، والسياسة ، وعلم الاجتماع ، وعلم الاقتصاد ، تبصّراتٍ مفيدةً تخدم الفكرة والموضوع .
كما يشير إلى الاختلافات الموجودة بين الرومانتيكية ، كحركة تاريخية يسميها بالمزعومة ، وبين الرومانتيكية من حيث كونها ظرفاً عاطفياً متكرراً دوماً ، وهو الأمر الذي يرى فيه " سيسيليانو " ظاهرةً روحية فريدة موجودةً في الرومانتيكية ، منذ القرن السابع عشر وحتى يومنا هذا .
أما " ميتس " فيربط " الرومانتيكية الألمانية بوصفها حركة تاريخية ، بالرومانتيكية الألمانية بوصفها اتجاهاً أبدياً للروح الألمانية " .
هكذا نرى بأن هناك أشكالاً عديدة للرومانتيكية ، يدفع الباحث إلى " التخلي عن مصطلح المدرسة الرومانتيكية ، لصالح مصطلحات أقل تحديداً مثل : الحركة ، التيار ، المِزاج ، أو حتى جماعة صداقة " .
جماعة ما يُطلَق عليها اسم " الإسمانيين - Nominalism - أي الإسمانية " - وهي اتجاه فلسفي يقول : بأن المفاهيم المجردة ، أو الكليّات ، ليس لها وجود حقيقي أو أنها مجرد أسماء لا غير - ترى إمكانيةً هناك للوصول إلى تعريف للرومانتيكية .
" آرثر لفجوي " طالبَ منذ العام 1924 بضرورة " أن نفكر برومانتيكيات لا برومانتكية واحدة " .
أما " هنري بيير " فتولى " مهمة إضعاف الوحدة التاريخية للرومانتيكية الأوروبية الغربية ، وذلك بسحب فرنسا من بينها ، لأنه :
" إذا كان لدينا إصرار على تحديد مواقع رومانتيكيين فرنسيين أصليين في العقود الأولى من القرن التاسع عشر ، فإن علينا أن نلجأ إما إلى أسماء شهيرة لشعراء من أمثال : بودلير - رامبو - لوترمون ، الذين ظهروا بعد عقود من الجيل السابق لهم ،والذي كان يُعتَبر ممثلاً للرومانسية من أمثال:- هوغو - لامارتين - فيني - موسّيه ... الخ ، أو أن نلجأ إلى أسماء أقلّ شهرة من أمثال :
" جيرار دونيرفال " ، أو إلى شخصيات مثل " بلزاك " - الذي يصنف عادة كاتباً واقعياً - و " ميتشيله " - مؤرخ - " ديلاكروا " - رسام - و " بيرلو " - مؤلف موسيقي - .
كما يطالب " بيير " بأن يحل مفهوم الأجيال الأدبية محل الحركات والمدارس الأدبية .
أما " بينيديتو كروتشه " الذي قسّم الرومانتيكية إلى ثلاث مقولات مميّزة وهي : " الأخلاقية ، والفنية ، والفلسفية " ، فقد هاجم " فكرة التاريخ الأدبي وممارسته ، مدعياً أن التاريخ قد يكون تاريخاً فحسب ، وأنه لا ينسجم مع الأدب إلا في جانب صغير جداً " ، وطالب بأنه " ينبغي أن ينظَر إلى كل عمل بوصفه كياناً منفصلاً " ، أي أن تحلّ فكرة الروائع الأدبية مكان المفهومات معقدة التركيب مثل الرومانتيكية ، الأمر الذي يخشى البعضُ ، مثل البروفيسور " أورسيني " ، من أن يؤدّي إلى " فوضى أدبية " ، ودعا إلى " منهج متكامل لتعريف الشخصية الجمالية للفنان ... " .
هناك من يرى مساحة انتقالية بين نمطين أساسيين من التعاريف : الأول يأخذ بعض الصفات ليعممها على الرومانتيكية برمّتها .
السيدة " دو ستيل " ترى بأن الرومانتيكية تشير إلى الفروسية ، بينما تعني بالنسبة لـ " فكتور هوغو " النزعة التحررية في الأدب ، وهناك من يرى فيها امتداداً فردياً للغنائية " لانسون " ، أو غموضاً وتطلعاً
" هيدج "، أو حلماً مسكراً " لوكاش" أو عملية أدبية تخيليةً " إمرواهر " ، أو اهتماماً بالتركيب " دو تشبين " ، أو مبدأ نزوع قومي " ميلتش " ، بينما يؤكد " جيفري " و " سكوت " على إعجابها ( الرومانتيكية ) بالماضي .
هناك من يبحث عن تعاريف أوضح للرومانتيكية من خلال مقارنتها بحركات أدبية أخرى ، وبخاصة الكلاسيكية منها ، فحسب
" جاسنسكي " فـ " الرومانتيكية هي من حيث الأساس ردة فعل ضد الإفراط في العقلانية " ، بينما يرى " بارزون " فيها " حركة تغير يتبع حالة ثَبات " ، أما " غورار " فيرى فيها حافزاً أكثر منه قيداً ، بينما يرى " باتر " ، " أنها غَرابة مضافة إلى الجمال ، أو إلغاء للتوازن الكلاسيكي عن طريق عملية تكثيف لاعقلانية "
أما " جندولف " فينفي عن الرومانتيكية أن تكون فيها " نظرة عالمية موحّدة " .
" سنتز بري " يرى بأن" الكلاسيكية تقدم فكرة مباشرة " ، بينما
" الرومانتيكية تتركها لمخيلة القارئ " .
شاعر ألمانيا العظيم " يوهان وولفغانغ فون غوته " يقول : " الكلاسيكي هو العاقل ، والرومانتيكي هو المجنون " .
بينما نجد عند " أ . دبليو شليغل " أن " الرومانتيكي عضوي ومثير للصور والكلاسيكيّ آليّ وتشكيليّ " ، أما " برتولد بريشت " فإنه يصف التفاوت بينهما قائلاً : " التباين بين الشعرين الكلاسيكي والرومانتيكي يصل إلى مستوى الفرق بين شعر الأموات وشعر الأحياء " ، كما يصفها " فريدريش شليغل " بكونها " شعراً شمولياً متقدماً " .
هناك من بحثَ في الرومانتيكية من حيث سِماتها القومية أو العالمية ، ومنهم من رأى فيها ظاهرة متخطية للقومية بسبب وجود ظرف أدبي متخطي للقومية ، وبغض النظر عن الأسباب المتضمَّنة فيه .
هناك صيغٌ خاصة جاهزة للتعامل مع الرومانتيكية ، بحيث يصفها البعض بالغموض واللاواقعية " بيكْهام " وبأنها معارضة للكلاسيكية وللقرن الثامن عشر في احتوائه على نظام محدد من الغيبيات ، والذي تحدّث أيضاً عن وجود رومنطيقية سلبية رافضة للنزعة الآلية الثابتة ، وأخرى إيجابية تقبل بوجود كونٍ عضوي حركي فيها ، ص324 ، فبينما نجد من يصفها بالتحرر السياسي ، نجد هناك أيضاً من يصفها بالرجعية .
في الوقت الذي رأى فيه البعض أن تأثير الكتّاب الأقدمين ، وبخاصة في ألمانيا وإنكلترا وفرنسا مثل" روسو " ، كان كبيراً على الحركات الرومانتيكية في بلدان عديدة ، رأى البعض الآخر أن الكتاب الرومانتيكيين المعاصرين لم يكن لهم إلا التأثير القليل النسبي في خارج بلادهم إبان الفترة الرومانتيكية .
" ... تأثير " روسو " في ألمانيا كان ذا طبيعة أدبية وتعليمية ، بصورة أولية ، أما تأثيره في إيطاليا وإسبانيا فقد كان سياسياً واجتماعياً على الأغلب " ، ص 330 .
الباحث " بيير " يشير إلى وجود فجوة بين والرومانتيكية الفرنسية من جهة ، والرومانتيكية الألمانية والإنكليزية من جهة أخرى ، ويتحدث عن وجود موجات في الظاهرة الفرنسية تبدأ بموجة ما قبل الرومانتيكية 1760 - 1775 ، لتنتهي بالرمزية ، ص352 .
بينما نجد الآنسة " نيتشي " تصف الطريق المفضي من العقلانية والعاطفية عبر الرومنطيقية إلى الواقعية والطبيعية والرمزية بالطريق المتعرّج ، وإلى تنوع المشهد كثيراً في نهاية رحلة الاستكشاف الأدبية واختلافه عن بدايات تلك الرحلة ، ص331 .
أخيراً نشير إلى نقطة هامة تطرق إليها الباحث
" ويلك " في موضوعة المخيلة الإبداعية ( النظرة إلى الشعر بوصفـه معرفة للواقع العميق ) ، وإلى الطبيعة العضوية ( النظرة إلى العالم ) ، وكذلك إلى نقطة هامة - حسب رأيي الشخصي وكتاباتي حول الموضوع -مطلق - وهي تأكيده على الرمز والأسطورة
( بوصفهما عاملين محددين أولين للأسلوب الشعري ) ، ص324 ، وإلى وصفهما بالملمَحين الرئيسين في مجمل ملامح والرومانتيكية الأوروبية ، ص355 .
كما رأينا أعلاه فإن الرومنتيكية حمّالة أوجه عديدة وتشعبات وإشكالات في المصطلح وفي المضمون والزمان ، وهذا قد ينطبق أيضاً على غيرها ، مما يسمى بالمدارس أو المراحل الأدبية العديدة .
أتابع الآن بحثي في دراستي لهذه المرحلة :
الرّومانتيكية كلمة ذات أصل هولندي ، استُعملت منذ القرن الثامن عشر لتعبر عن تيار أدبي فكري ، يؤكد على الإعجاب بالمشاعر وروح المغامرة ( العاطفية ) .
في الشعر تعني الجميل ، وفي الرسم تعني الباهر الذي يرضي المشاعر ويثيرها ، وهناك مفهوم يتحدث عن " الرّومانتيكية الكلاسيكية " في الفن أيضاً .
هذه المرحلة ، التي تعتبر امتداداً لشعر " هيردَر " وزمن " العصف والدفع " وتقف في تضادٍّ حاد مع مرحلة " التنوير " ، يمكن النظر إليها كامتدادٍ للمرحلة الكلاسيكية ، وإن كانت قد تخلّت نهائياً عن عناصر الشعر القديم التقليدية ألـ" أنتيك " .
الرّومانتيكية تبحث عن وحدة جديدة بين القوى العقلانية واللاعقلانية ، وتطمح إلى توليفة أو تركيبة جديدة لمرحلة " العصف والدفع " و المرحلة " الكلاسيكية " .
من أهم متطلباتها العودة إلى قيَم " هيردَر " الشعرية :
الشعر الشعبي ، التّعمق في الكنوز الفكرية لماضي الشعب الألماني ، البحث في لغة وآداب الشعوب ذات الثقافة ... الخ .
بينما كانت المرحلة " الكلاسيكية " ثابتة في قيمها ، كانت " الرّومانتيكية " حيوية ديناميكية .
الرومانتيكيون المبكرون كانوا أول من أشار إلى أهمية نتاج الشاعر " غوته " الأدبي المتألق الوسيع ،، وحاولوا العمل عليه بجدية و التعمق فيه ، ولكن من خلال التخلي عن الموروث القديم والشّكلانية في أدبه ، وبعامة عن كل ما وصل من المرحلة الكلاسيكية ، وأتى إليهم بذلك شعور ذاتيٌّ وروح جديدةٌ في الحركة الصاعدة هذه .
في هذه المرحلة من النتاج الأدبي ، وبخلاف ما سبقها من مراحل نجد انطلاقاً للقوى الغامضة اللاعقلانية ، والتأكيد على المشاعر والمزاجية وطغيان الخيال الجامح " فانتازيا – Phantasie " الذي لا يعرف الهدوء والاستقرار وإطلاق العنان له بعفوية وحرية ، ولمشاعر النفس والقلب ، والاتجاه نحو التَّجوال في الطبيعة والعودة إليها ، بعد أن تم التخلص من طرائق العيش القديمة بأشكالها الثابتة المُملّة ، ولكن مع الحفاظ على منظومة القِيم الموروثة حول بنية العالم الفكرية .
هذا ما فهمته ونقلته عن أفكار الباحث " فيلهلم لِندِن – W.Linden " ، حول هذا الموضوع .
أما الفيلسوف " فريدريش شليغل – F. Schlegel " ( 1772 – 1829 ) فهو الذي أسّـس مفهوم " الرومنطيقية الشعرية " . كتب الرواية كما كتب عام 1808 عملاً هاماً " اللغة والحكمة الهندية " . أهم أعماله الفلسفية : الكتاب الصادر عام 1828 " فلسفة الحياة " وعام 1829 " فلسفة التاريخ " عام 1830 " فلسفة اللغة " وكتب كتباً عديدة أخرى ،منها ما أصدره مع أخيه " أوغوست فيلهيلم شليغل" .
درسَ عنده في جامعة بون الشاعر هاينريش هاينه ، الذي كان قد درس أيضاً عند هيغل – Hegel في برلين قبل ذلك .
أما أخوه" أوغوست فيلهيلم غريم " - الناقد والمترجم - فقد اشتُهر بترجمته لأعمال " شكسبير " بخاصة .
وكانا على اتفاق مع الشاعر " نوفالِس – Novalis " من حيث التأكيد على أن الرومنطيقية المبكّرة قد استندت في معطياتها النظرية على أبحاث الفيلسوف " فيشْتِه – Fichte ".
لم تكن هذه المدرسة على خلاف جذريٍّ ، من حيث الجوهر ، مع مدرسة الرومنطيقية المبكرة ، وإن اختلفت معها في أمور أخرى ، لن أفصّل فيها .
أما ما يسمى بالرومنطيقية المتأخرة ، التي يطلق عليها أيضاً اسم جماعة " هايدلبيرغ – Heidelberg " – نسبة إلى المدينة هذه ذات الجامعة العريقة - ، فإن أفضل من يمثلها ، الشاعران " آخيم فون آرنيم – A.v.Arnim " ( 1781 - 1831 ) و " كْليمِنْس برينتانو – K.Brentano " ( 1778 – 1842 ) .
التقى هذان الشاعران الصديقان في مدينة " هايدلبيرغ " وكان همُّهما الشعري يتجلى في إحياء الروح الألمانية ، ومن خلال فهم عميق للدين وللتراث الألماني القديم والاهتمام باللغة، وإحياء حبّ الوطن .
أصدر الشاعران معاً ، ما بين 1806 – 1808 مجموعة من الأناشيد الشعرية حمَلت عنوان : " الصبي والبوق العجيب " المهداة إلى الشاعر الكبير " غوتِه " الذي أثنى كثيراً على هذا العمل .
وأصدرا مجلة أدبية عام ، 1806 سُميت لاحقاً بـ " كتب هايدلبيرغ السنوية "، وكانا على صلة حميمة وصداقة مع الإخوة
" غريم " .
لم يكن " آرنيم " هو الأكثر شاعرية ، وإنما صديقه الشاعر
" برينتانو " الذي يعتبر من أهم شعراء الرومنطيقية المتأخرة ، بل والرومنطيقية بشكل عام ، ومن أكثرهم موهبة وأهمية ، وكان والده تاجراً إيطالياً .
كتب " آرنيم " الروايات العديدة مثل الرواية الضخمة الموسومة بـ " حراس التيجان " ، الجزء الأول عام 1817 ، والجزء الثاني عام 1854 وهي محشودة بالأحداث التي أثقَلت المادة الأصل في الرواية .
كتب أيضاً أعمالاً درامية للمسرح ، فقدَت أهميتها وصارت منسية اليوم . أقام في أعوامه الأخيرة في مزرعته الضخمة في منطقة
" المارك " وقام " وليم غريم " بعد وفاته مع أرملته " بتِّينا " بإصدار أعماله .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى