ظاهرة التلعثم لدى الأطفال..بين الأسباب والعلاج

بعض الأمهات تعاني من تلعثم أطفالها وصعوبة في النطق لديهم، حيث تتصادم الكلمات وتتوقف في الفم ويتم تكرار المقاطع المتتالية ويصاب اللسان بالثقل، وهنا يشعر الطفل بصعوبة التواصل ويشعر أنه مختلف ويعاني من صعوبة التعبير بانسيابية ويسر.

فما هي أسبابه التلعثم؟ وهل العلاج هو نفسه لدى البالغين والأطفال؟ سنسلط الضوء على التلعثم الذي يمثل عائقا اجتماعيا حقيقيا.

اليوم في فرنسا يعاني حوالي 500 إلى 600 ألف شخص من التلعثم "التأتأة"، والرجال هم أكثر المتضررين ثلاث مرات أكثر من النساء، وعموما تظهر التأتأة في سن الطفولة ما بين ثلاث وسبع سنوات، ولكنها تؤثر أيضا على البالغين.

أما عن الأسباب المؤدية للتأتأة، فهى ما تزال غير واضحة، وترجع إلى عدة أسباب قد تكون لاضطرابات فسيولوجية مثل المشاكل العصبية والعضلية، أو أسباب نفسية (الاستثارة، والقلق...)، أو عوامل وراثية تبدو مؤثرة على نحو متزايد.

أما عن العوامل التي من شأنها أن تعزز تطوير التأتأة: تأخر الكلام، الجو الأسري الذي يغلب عليه التوتر والقلق.. وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يكون هناك حدث ما يسبب هذا الاضطراب: قدوم أخ أصغر أو شقيقة، الانتقال ( تغيير محل الإقامة).

ولكن كيف يمكن العلاج، إذا كانت التأتاة متكررة وشائعة بحيث يتلعثم الأطفال بين سنتين وثلاث سنوات، فيجب أن نقلق إذا استمر هذا الوضع، كما يجب أن نعلم أنه كلما يتم اكتشاف هذا الاضطراب في وقت مبكر، كلما كانت فرص نجاح العلاج أفضل.

في بداية ظهور الصعوبات المستمرة، من المهم استشارة طبيب التخاطب الذي يمكنه أن يقدم الخطوات العلاجية المناسبة، وسوف يقترح على الطفل العديد من التدريبات (التنفس، التحدث...) لتمكينه من تعلم تقنيات جيدة.

أما عند البالغين، فإن العلاج يتركز في المقام الأول علي التخاطب، ولكن يمكن أيضا الاستفادة من العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي.

- كما أن التأتأة عائق اجتماعي، فإن المشكلة الرئيسية تظل في الاتصال مع البيئة المحيطة؛ لأن الشخص الذي يعاني من اضطراب الكلام يتعامل مع الناس، وبالإضافة إلى ذلك، سيتأثر بالتعب أو الموقف، فإن التلعثم يشكل عائقا حقيقيا للحياة الاجتماعية.

- من المهم علاج هذا الاضطراب في أقرب وقت ممكن، ومواقف الآباء في مواجهة الطفل هي أيضا ذات أهمية قصوى في تفاقم الاضطراب أو شفائه، لا تتردد إذاً في طلب المشورة.