- بوعلام ممشرف المرسى الجامعي
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 374
نقاط تميز العضو : 102401
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 42
سیاسة تصعید الأزمات محمد حسنیین ھیكل
04/10/11, 11:05 am
4 سیاسة تصعید الأزمات
ضیف الحلقة: محمد حسنیین ھیكل/ مفكر عربي
2008/12/ تاریخ الحلقة: 4
- حسابات أسباب التصعید وأھدافھ
- تحولات الأزمة وانحراف مسار التصعید
- ألغام كامنة وخلل في المیزان
حسابات أسباب التصعید وأھدافھ
محمد حسنین ھیكل: مساء الخیر. أرید أن أستأذن في تذكرة سریعة لكي نواصل من حیث نحن
1967 ، عن حرب سنة 1967 وقد قسمتھا كما نتذكر إلى ، الآن، ھذه، نحن نتكلم عن سنة 67
أربع مجموعات، الطلاسم سنة 67 ، الطریق إلى یونیو 67 ، أیام یونیو 67 ثم ما بعد ذلك، وھذه
ھي البدایة. المجموعة الأولى ھي مجموعة طلاسم سنة 1967 لأني أعتقد وبحق أن فك الطلاسم
عن ھذه الحرب زي عن أي حدث كبیر یقتضي یحرر الموضوع یخلي صورة ما جرى أمامنا
واضحة مجردة من كل ما لحق بھا من شوائب، بیحصل مرات في التاریخ موضوعات تتحول
زي الألغاز زي مثلا موضوع اغتیال الرئیس كینیدي، إیھ اللي حصل وإیھ اللي جرى ومین
وإزاي؟ في روایات لا تنتھي في ھذا الموضوع ولكن بیبقى مھما جدا في بعض القضایا الكبرى
خصوصا إذا تعلق في الحرب والسلام أنھ قبل الناس ما یبتدوا یتكلموا في صمیم الموضوع وفي
صمیم ما جرى في یوم 5 یونیو أنھم یحرروا ھذا الموضوع لكي یحاولوا أن یستخلصوا من بین
الركام والأطلال وبعد السنین وتداخل الوقائع والحوادث والروایات لكي یستخلصوا صورة صافیة
أو أقرب ما یكون للصفاء فیما یتعلق بحقیقة ما جرى. وھذه ھي النقطة اللي إحنا بنتكلم فیھا النھارده وأنا في ھذا الیوم أبدأ
على طول ببدایة الأزمة، بدایة الأزمة وھي عملیة القرار لإقفال خلیج العقبة وھذا كان ولا شك وبالتأكید ھذا كان تصعیدا
مقصودا لخطة. عایز أقول إنھ مرات في الأزمات یحصل كثیر قوي أو في مسار الصراعات، الصراعات ماشیة لكن بتیجي
لحظات أزمة ترى فیھا بعض الأطراف أنھا بتصعد الموقف لأسباب واضحة بمعنى أنھا تصعد الموقف، واحد لكي تحذر،
تصعد الموقف لكي تلفت الأنظار، تصعد الموقف لكي تطمئن حلیفا، تصعد المواقف لكي تردع عدوا مبكرا، تصعد المواقف
لكي تلفت، تخلق حالة من التعبئة حول موقف معین في منطقة معینة وھذا أظن أكثر من یمارس ھذا النوع من السیاسات
حافة الھاویة، أنھ یدفع الأمور إلى حافة الھاویة عند Brink Of War The صاحبھ ھو جون فوستر دالاس اللي كان بیسمیھ
لحظة معینة من لحظات أزمة وھو كان دائما یقول، وأنا قرأتھا لھ وسمعتھا لھ مرة بیتكلم على أن سیاسة دفع الأزمات إلى
حافة الخطر قد تكون أكثر نجاعة في لحظة من اللحظات لأنھا تعطي إشارات واضحة ثم إنھا بتركز كل الأزمة كلھا عند
نقطة أساسیة وعندھا ممكن تتفك مشاكل، تتحلحل مشاكل زي ما بیقولوا ویمكن یأتي انفراج. لكن سیاسة التصعید سیاسة
خطرة جدا، ھي قد تكون ناجعة وھي في بعض الظروف تبقى مرات ضروریة لإعطاء إشارات لكن في التصاعد أو تصعید
أزمة لھ قواعد أو لھ مساق أو لھ تقالید بمعنى أن أي حد ممكن قوي أن نصعد أزمة لكن لا بد أن یكون الحساب واضحا إلى
أین لأن الأزمة تصعد بإرادتي أو بإرادة الطرف اللي عملھا یعني في لحظة من اللحظات لغایة حد معین وبعدین تأخذ شكلا
مسطحا تخرج فیھ الأزمة أو یمكن أن یخرج فیھ التصعید عن طاقة السیطرة سواء لأنھ استفز قوى أكثر من اللازم أو سواء
لأنھ نسي أن ھناك تربصا بھ وھو لا یدري أو -وھذا أخطر- أنھ نتیجة التصعید تخلق حالة تعبئة عامة تتعدى القصد منھا
بحیث تتحول إلى عنصر ضغط على الطرف المسؤول. التصعید إحنا شفنا منھ نموذجا أنا أعتقد أنھ نموذج مثالي وھو أزمة
1962 حصل فیھا إیھ؟ حصل فیھا أن الاتحاد السوفیاتي قرر أن - الصواریخ الكوبیة، أزمة الصواریخ الكوبیة سنة 1961
یرد على أشیاء یجریھا حلف الأطلنطي في أوروبا بالضغط علیھا بما فیھا وضع قواعد صواریخ في تركیا قریبة من الاتحاد
السوفیاتي وبدأ الاتحاد السوفیاتي یعمل فیھا حاجة فقرر أن یقفز إلى أمیركا اللاتینیة، قواعد في كوبا وبدأ یحاول یبني قواعد
طائرة U لأن طائرة ال 2 U ثم أن الطیران الأمیركي التابع لل(سي. آي. إیھ) -وھذه مھمة- التابع لل(سي. آي. إیھ) ال 2
صورت صورا U التجسس منذ أن اخترعت ومنذ أن دخلت الخدمة كانت موجودة في خدمة ال(سي. آي. إیھ) فطائرات ال 2
لمواقع الصواریخ السوفیاتیة جاءت للرئیس كینیدي وأدرك الرئیس كینیدي وكبار مستشاریھ ماكنمارا وروبرت كینیدي أخوه
إلى آخره، أدركوا أنھم أمام أزمة من الطراز الأول فقرروا التصعید، قرروا نمرة واحد.. الرئیس كینیدي قرر أن یصعد فقرر
نمرة واحد أن یعلن أن الروس بیعملوا كذا، اثنین، ھو مش حیھاجم، في فرق بین أن أحدا یھاجم ویصعد لأنھ كان قدامھ،
محمد حسنین ھیكل
اقترح ماكنمارا فعلا مھاجمة -وزیر دفاعھ یعني- اقترح مھاجمة قواعد الصواریخ السوفیاتیة والرئیس كینیدي استبعد ھذا لكن
كان قرارا في ذلك الوقت أنھ بنعلن وبعدین بنحط خطا افتراضیا في منتصف المحیط ونحذر الاتحاد السوفیاتي وبواخره
الداخلة أنھا حتخضع للتفتیش لأنھا ھنا داخلة إلى منطقة حظر أمیركي أو إلى منطقة أمن أمیركي أو منطقة سلام أمیركیة
وبعدین یسیب للاتحاد السوفیاتي أولا یسیب لھ فرصة یتراجع لأنھ دي مھمة جدا في أي ممارسة كالتصعید أنھ لا بد أن أي
أحد یصعد یبقى عارف أنھ لا بد أن یترك فرصة للطرف الآخر یتراجع، فأعلن أنھ في حظر وأنھ في تفتیش ھنا عند خط
معین في المحیط في تفتیش، لمدة، وھو كان یعرف أنھ ما فیش مراكب سوفیاتیة جایة في طریقھا إلى أمیركا اللاتینیة إلا بعد
ثلاثة أربعة أیام وبالتالي كان في فترة الثلاثة أربعة أیام الأطراف تتحقق فیھا من مواقفھا ومن ثم یقدروا وفي نفس الوقت
بدأت دبلوماسیة نشیطة تلفت النظر أنھ في فرصة، وبعدین بدأ الاتحاد السوفیاتي یراجع موقفھ وبدأ خروتشوف یقرر أنھ وقتھا
الزعیم السوفیاتي نیكیتا خروتشوف یقرر أنھ لا داعي للصدام لأن الأبواب كانت مفتوحة بعدین بالاتصالات السریة كملت
وبعدین انتھینا الاتحاد السوفیاتي شال الصواریخ بتاعتھ اللي بیعملھا في كوبا في مقابل أن الولایات المتحدة الأمیركیة شالت
الصواریخ اللي كانت في قواعد في تركیا. ھنا في أزمة ارتفعت إلى حافة الھاویة مشت في الھضبة، ھضبة امتدادھا عدة أیام
مع تعبئة عامة ھائلة لكن كان في أبواب مفتوحة وفي محاولة أن تتنازل الأزمة مرة ثانیة بحیث تكون حققت غرضھا من على
الطرفین. التصعید في 14 مایو سنة 1967 فیما یتعلق بمنطقة الشرق الأوسط أظن أنھ بدأ معقولا جدا، بدأ في حدود ما یمكن
أن یكون مقبولا لطرف یرى أنھ في تطور في صراع معین وأنھ یرغب في أنھ یعطي إشارات بالتصعید، الطارئ اللي جرى
والذي اقتضى ھو وجود حشود على سوریا، وجود حشود على سوریا أنا أعلم أنھ في ناس كثیر قوي.. لأن موضوع، كل
موضوع 67 لم یتعرض لھ أحد حقیقي بدقة في اعتقادي یعني إلا في عدة، بدقة إطلاقا على أي حال، بدقة كاملة لأن نمرة
واحد لم یصدر عنھ، لم تتح الفرصة أن وثائقھ وتقاریر كافیة عنھ تذاع بطریقة واضحة تطلع فیما یسمونھ الكتاب الأبیض،
فكرة الكتاب الأبیض في كل العالم كلھ بعد الأزمات المھمة والخطیرة وكذا یعطى توضیح من حق الناس بمعنى یتعمل كتاب
صغیر یضم الأساس رسمي عن وزارة الخارجیة في البلد المعني یضم الوقائع التي جرت بوثائقھا ثم یضم سیاقا یتفق، یعني
سیاق كما یبدو من وجھة نظر الدولة لكن الوقائع والوثائق تتحط أمام نظر الناس في أبسط إطار ممكن، الوثائق الأساسیة فیھا
، لأن في بعضھا قد یكون فیھا أسرار مفھوم ولكن بیبقى ضروري جدا أن توضح المسائل. ولأن ده لم یحدث في كل حالة 67
حدثت إما كتابات مغرضة بالھوى حدثت كتابات ودافعھا بالحماسة حدثت اختناقات لا حدود لھا، یعني أنا بأقرأ حاجات ناس
یقولوا إنھم شافوا بحقیقي، یعني ھو من حق أي حد یقول أي حاجة ولكن أنا فیما قرأتھ من روایات عن كل 67 غرقت الحقیقة
في بحر من الأكاذیب ومن الأوھام، الحقیقة لوحدھا تكفي أن تقول إن ھنا كان في مسؤولیة دونما داعي إلى كل ھذا الذي
جرى لأنھ استغل وأنا أعتقد أن ھذا جزء من طلاسم 67 . حأرجع للموضع الأساسي ثاني، لأن المرحلة الأولى سوریا كان في
علیھا حشود، الحشود مش الحشود، مش أنا اللي أقولھا، تقاریر الأمم المتحدة واضحة فیھا، الروایات، یعني إحنا بننسى أنھ ما
فیش حاجة بتیجي من فراغ، قبل الحشود على سوریا كان في عملیة إسقاط 12 طائرة سوریة في شھر أبریل، كان في تحرش
بسوریا، الأوضاع في سوریا كانت قلقة جدا، قلقة جدا بسبب الصراعات الداخلیة بسبب دقة الموقف في سوریا بسبب المرحلة
تلك المرحلة بالذات التي كانت فیھا سوریا بسبب انقسامھا لحزب البعث، سوریا قضیة مھمة جدا للأمن القومي العربي وللأمن
القومي المصري على وجھ التحدید، فسوریا علیھا تھدید، في حشود، بیقولوا ما فیش حشود، صحیح أنھ لما راح الفریق فوزي
یوم 14 مایو یتأكد من ھذه الحشود، ھذه الحشود لم تكن موجودة وأنا بأقولھا بوضوح بمعنى الحشود في فرق بین حشود،
یعني إذا أحد عاوز یحرك فرقة عاوز یحرك لواء لوائین ممكن ھذه اللواءات وممكن ھذه الفرق تقترب ثم تنفض وتقترب ثم
تنفض ثم ترجع لأن المطلوب وقتھا أنا في اعتقادي ما كانش غزو سوریا ولكن كان إسقاط الوضع في سوریا وھنا قضیة
الحشود أنا مش رایح أدور على خط ماجینو، على خط دفاعي ثابت حأروح ألاقي ھنا مواقع وھنا مواقع ولكن أنا أتكلم عن
تحركات بالحشد العسكري تأكدت، مش بس تأكد، أول حاجة تقاریر الأمم المتحدة واضحة، أولا سیاق الحوداث قبھا واضح
في إسقاط الطائرات والتحرش والتھدیدات الصادرة عن رئیس الوزراء لیفي أشكول وعن رئیس أركان الحرب إسحاق رابین
فما فیش خفاء فیھا، ما فیش خفاء على أنھ في تھدید على سوریا وما فیش خفاء أنھ مطلوب في ذلك الوقت إسقاط سوریا
لأسباب كثیرة قوي لا تزال موجودة لغایة النھارده بعضھا على أیة حال لأن سوریا ھي مفتاح الصراع على الشرق الأوسط،
ولكن بعدین حوادث الطائرات واضحة قدامي فكلام الأمم المتحدة واضح ما فیش خفاء فیھ، لما تبدأ عملیة رغبة في مصر في
إعلان موقف وفي التنبیھ إلى خطر وفي لفت نظر الرأي العام العربي، لفت نظر العالم العربي، تھیئة الشعب المصري أنھ
في أزمة، تنبیھ الأمم المتحدة أنھ في قضیة خطیرة، تنبیھ الأمیركان، ھنا التصعید أنا أعتقد أن خطوة التصعید الأولى لم تكن
خطأ وإنما كانت استجابة لا بأس بھا، معقولة. الحاجة الثانیة لأنھ ھنا التصعید لیس خطوة واحدة، التصعید خطوة بعد خطوة
بمعنى أنھ تبدأ -قلت إنھ في حالة خطر على سوریا - تبدأ تثني، الخطوة الثانیة أنك مستعد لنجدة سوریا، الخطوة الثالثة أن
تظھر أنك مستعد لنجدة سوریا وأن تعبئ رأیا عام، ھنا مسألة كانت في منتھى الدقة، الخطوة الأولى كانت صحیحة في إعلان
الخطوة الثانیة صحیحة في إعلان أننا سوف نتدخل إذا تعرضت سوریا لحرب أو right all النیة في الوقوف بجانب سوریا
تعرضت لعدوان، ھنا كان ده مھما أیضا لطمأنة القیادة في سوریا لطمأنة الناس في سوریا لطمأنة رأي عام عربي بدأ یبقى
قلقا من التھدیدات التي تجري وتوجھ إلى سوریا وبدأ یلتفت ناحیة القیادة الحقیقة مش القیادة على الجرائد على الصحافة یعني
القیادة الحقیقیة للعمل العربي في ذلك الوقت وھي القاھرة لأنھ وقتھا القاھرة كانت عاصمة تؤدي دورھا في إقلیم وتؤدي
دورھا وسط أمة وتؤدي دورھا وسط عالم ففي التفات علیھا وھي علیھا مسؤولیات أن تستجیب ما تقدرش تقعد تنام،
تستجیب. ولكن في مسألة مھمة أن كل إستجابة لا بد أن تكون بحساب، ما فیش أحد یتعدى قدراتھ لكن في فرق أحد یتعدى
قدراتھ وأحد یتعدى أو یلتزم قدرا من الخمول والبلادة لا حدود لھا، في خط بین الاثنین خط واضح للحركة اللي ھي ما تفعلھ
الإرادة الإنسانیة بإملاء عقل واعي للعصر ولإمكانیاتھ. الخطوة الأولى في إعلان استعداد مصر، الخطوة الثانیة في أن مصر
مستعدة أو ملتزمة بأنھا تدافع عن سوریا إذا تعرضت لخطر، الخطوة الثالثة أنھ لكي تعطي لھذا جدیة حقیقة أنك مضطر تعمل
على الأرض بعض التحركات ولازم، سواء كان بقصد تأكید ما قلتھ تأكید استعدادك أو استعدادا لاحتمال أن یتطور الموقف،
ھنا أنا أعتقد أنھ كان في لمسة من التجاوز لأنھ ھنا واحد -وأنا حأوري إزاي- واحد عارف أن الموقف خطیر وأنھ عاوز
یتحرك بعقل لكنھ عاوز یعمل أكبر تأثیر درامي ممكن.
[فاصل إعلاني]
تحولات الأزمة وانحراف مسار التصعید
محمد حسنین ھیكل: لما صدرت الأوامر للقوات المسلحة، یعني بأتكلم على رئاسة الدولة إلى قیادة القوات المسلحة بتحدید
أدق جمال عبد الناصر والقیادة السیاسیة وعبد الحكیم عامر والقیادة العسكریة، لما صدرت الأوامر أن تتحرك قوات أنا بفتكر
أنھ حصل خطأ إلى حد كبیر في إیھ؟ في أن حشد القوات بدأ من قواعدھا ھنا في مراكز تمركزھا راح على الجبھة عابرة في
القاھرة في مظاھرة أنا قلقت منھا، أنا بأعتبر أنا واحد من الناس اللي قلقوا منھا وحأقول قلقت إزاي وحأقول كیف قلت رأیي
في وقتھ وفي أوانھ لأن الكلام بعد الأوان باستمرار الشجاعة كویسة قویة بأثر رجعي والحكمة ھایلة بس بأثر رجعي برضھ،
فأنا قلقت من ھذه المظاھرة لكن لغایة ھذه اللحظة في اعتقادي الأمور كانت مأمونة، القوات دخلت إلى سیناء ربما یمكن من
اللي ساعد على أن حجم القوات یبدو كبیرا قوي أنھ إحنا لو نفتكر وقتھا مایو، مایو في العرض العسكري اللي جاي في یولیو
بمناسبة عید الثورة وفي عرض عسكري باستمرار ففي قوات كانت مسحوبة من مواقعھا بشكل ما موجودة استعدادا للتدریبات
اللازمة لعرض عسكري فبقى سھل جدا، عایز أقول أن ھنا في إحساس، في فرق بین عرض عسكري بیرتب لموضوع وفي
فرق بین استعمال القوة المعدة لھذا العرض العسكري أنھ ممكن تروح حتة ثانیة، لكن ھنا في الرابط النفسي، الرابط النفسي
عاوز تعمل مناورة تظھر فیھا القوة وفي قوة جاھزة أو بتتجمع، السیاق اتربط، قوة وصلت إلى سیناء وأنا بأعتقد أنھ ھنا بدأ
یبقى في موقف شدید الصعوبة، لحقھ الشيء الثاني أنا بأعتقد أنھ -وأنا حقیقي متضایق منھ قوي- لحق الشيء الثاني لكن ھنا
كان في قضیة الأمور انتقلت في تحرك قوات، قوات راحت ھناك قوات عاوزة تدي یبقى باین في جدیة في الأمر فبدأ في
عملیة ممكن قوي أن یبقى في صدام أو احتكاك أو نوع من التلامس حتى مع قوات الطوارئ الدولیة فرئي أن الجیش -وھنا ده
بقى ھنا بدایة الخطر - رئي أن القوات تقول لقوات الطوارئ الدولیة، في قوات الطوارئ الدولیة المنتشرة على الحدود من سنة
1956 وھذه القوات قوة مشتركة قوة دولیة مشتركة موجودة في كل المواقع، موجودة في غزة موجودة على خطوط الحدود
بین مصر وإسرائیل من أول غزة إلى شرم الشیخ في منطقة حدود، رغبة في تجنب الاحتكاك ورغبة في عدم التصعید
السیاسي، رؤي وأنا ھنا دي نقطة حائرة، نقطة حائرة لأنھ أنا بأعرف إیھ اللي حصل فیھا أصلھ لكن بأعرف أین وقع
الالتباس، دلوقت بأعرف أین وقع الالتباس، جمال عبد الناصر بیقول لقیادة القوات المسلحة حاولوا تحصروھا علشان تخلوھا
مسألة عسكریة، مسألة مقاصرة على أنھ تجنب، الرغبة في تجنب الاحتكاك بالقوات الدولیة وبالتالي مابقتش موجودة أنا ما
كنتش متحمسا لھا برضھ ولا أزال ولكن ھنا كان في ضرورات أشیاء فوق أنھ أنا أرى رأیا والثاني یرى رأیا إلى آخره لكن
بدأت تبقى فیھ قوات الطوارئ تعمل لنا غلطة ھنا، قوات الطوارئ موجودة باتفاق دولي بین مصر والأمم المتحدة فإذا أرید
مخاطبتھا في شيء یتعلق بعملھا فھذه قضیة سیاسیة ولیست قضیة عسكریة، اللي یتكلم فیھا وزارة الخارجیة ومش تصور أنھ
ولله إحنا مش عاوزین نخلیھا مسألة كبیرة عاوزین نحصرھا في إطار معین، فالفریق یبعث للجنرال ریكي قائد القوات الدولیة
یقول لھ من فضلك المناطق التي یمكن یحصل فیھا احتكاك ما بین رفح إلى شرم الشیخ على خط الحدود المصري مش
عاوزین قوات طوارئ فیھا خلیھا القوات تبقى جاھزة لرغبة فیما نحتاج تطلع، تبعد، تبعد عن الخطوط. الجواب انكتب في
الجیش، الجواب اتكتب في قیادة القوات المسلحة وأظن أن اللي كتبھ أنا أظن، أشك، اللي كتبھ أنا عندي فكرة مین ھو ومش
عاوز أقول أسماء، ھو كان أصلھ أظن ملحق عسكري بره یتصور أنھ بیعرف باللغة الإنجلیزیة أو بیتصوروا بعض أخواننا
في ذلك الوقت في القیادة العامة للقوات المسلحة أنھ یعني إنجلیزیتھ كویس ولكن في فرق بین واحد ممكن قوي یتكلم إنجلیزي
ولكن إحنا ھنا بنتكلم على تدقیق لأنھ لما جاء یطلب طلب حكایة القوات كتب بطریقة غریبة جدا، كتب ھنا في الطلب ده لازم
تقول لھ إیھ؟ لازم، إذا كنت عاوز تعملھ مع جنرال ریك وأنا مش متصور أنھ لا یفعل مع جنرال ریك لأن ده موضوع سیاسي
كان لازم الخارجیة ھي اللي تتكلم فیھ وكان لازم تبقى ده واضح في القاھرة ولدى القیادة السیاسیة أیضا مش بس القیادة
العسكریة لكن الرغبة في تقلیل حجم انفلات الأزمة یمكن دعت إلى شيء من الخلل في التعامل، في علشان تقول لأحد یعمل
في تعبیرات كثیرة جدا قانونیة وسیاسیة، عاوز تقول لأحد یعمل حاجة في القوات في terms قوات، تتحرك بالقوات في
إعادة redeployment إعادة تمركز، ممكن تستعمل redistribution إخلاء، ممكن تستعمل evacuation ممكن تعمل
انتشار بمعنى أن الألفاظ واسعة جدا، جدا یعني في الواحد یقدر یلاقي مترادفات على الأقل كل واحد منھم یعمل معنى مختلف،
یعمل، قد یكون المطلوب ھو إزاحة ولكن للتعبیر عن ھذا في ملیون درجة قریبة في الألفاظ من بعضھا ولكن دلالاتھا في
الرسالة، بمعنى unfortunately النھایة لھا أھمیة، فالجواب راح كتب الجواب وأنا أعتقد أنھ كان أبسط حاجة فیھا أنھ كان
سيء الحظ، لأن الدقة عازتھ، راح للجنرال ریكي فالجنرال ریكي ببساطة كده قال أنا لا أستطیع، بلغھ ضابط الاتصال ما بین
قوات الطوارئ والقیادة العامة للقوات المسلحة، بلغھ الجنرال ریكي فالجنرال ریكي رد الرد الطبیعي قال لھ إن ھذا الموضوع
یتعدى اختصاصي وسوف أبعث بھ إلى قیادتي في الأمم المتحدة، إلى رئاستي في الأمم المتحدة یعني إلى مكتب السكرتیر
العام للأمم المتحدة اللي ھو في ذلك الوقت تیوثانت وتیوثانت ھو رجل من بورما، دبلوماسي من بورما وأنا أعتقد أنھ من أكثر
الناس استقامة وأنا عرفتھ كویس قوي خصوصا أن مدیر مكتبھ الصحفي كان صدیقي وزمیلي في أخبار الیوم وھو الأستاذ
رمسیس ناصیف وھو من أحسن الناس في اعتقادي في ذلك الوقت لكن ھو كان معنا في أخبار الیوم كان في القسم الخارجي
رجا، طلب من عبد الرحمن باشا عزام في ذلك الوقت أن یساعده في أنھ یروح الأمم المتحدة لأنھ كان نفسھ قوي أن یروح
للأمم المتحدة وترقى وأصبح متحدثا رسمیا ومدیرا لمكتب الصحفي، سكرتیر عام الأمم المتحدة وھو ھایل ربنا یدي لھ الصحة
ھو لسھ موجود وقاعد في جنیف، ولكن عن طریق رمسیس أنا شفت تیوثانت كثیر قوي مرات وھو كان راغبا والرجل
رمسیس كان حسھ الوطني مع بلده في ھذا الوقت بالرغم من أنھ كان موظفا دولیا، لكن على أي حال، راح الطلب لتیوثانت،
الجنرال ریكي بیبعث لھ طلب القیادة المصریة ، فالجنرال ریكي نده محمد القوني، نده سفیرنا الھام جدا في اعتقادي والذي لم
یتكرر لسوء الحظ یعني وطلبھ إلى لقائھ. وھنا أنا حأرجع لرسائل محمد القوني، حأرجع لبرقیات محمد القوني في ذلك الوقت،
قدامي ھنا حاجتین، قدامي التقریر الشامل اللي كتبھ تیوثانت عن كل الوقائع وقدمھ وھو لم یوضع، اتحط في مجلس الأمن
ولكنھ اتحط في وقت الظروف كلھا فیھا ھائجة مائجة وبالتالي أنا أعتقد أن ھذا التقریر المھم جدا للأمین العام للأمم المتحدة
وفیھ كل وقائع ما جرى، كل وقائع الأزمة، أزمة التصعید، أنا أقصد لم یقرأ لكن ھو، وحأرجع لبعض الوثائق والوقائع فیھ
لكن ھنا بیھمني تقریر محمد القوني، تقریر محمد القوني على ورق الخارجیة، صورة منھ یعني، إدارة الرمز لأن القاعدة أن
البرقیات اللي جایة بالشیفرة بتروح على حاجة اسمھا إدارة الرمز في وزارة الخارجیة، إدارة الرمز تفك الشیفرة، تبعث
للوزیر، الوزیر یحیل إلى الرئاسة والرئاسة تحیل إلى من یشاء لكن كل برقیة یبقى فیھا كشف التوزیع الذي یجب أن تذھب
بمقتضاه إلى من یعنیھم الأمر أو إلى المقصودین بالأمر، أدي برقیة محمد القوني، نفتكر بقى التواریخ ھنا مھمة جدا لأنھ
17 مایو، ھنا ده محمد القوني بیشوف في البرقیة - واحد قرار نجدة سوریا كان یوم 14 في مایو، تحرك القوات بدأ یوم 16
5 إلى القاھرة بیقول إیھ؟ أنا متأسف حأقرأ منھا لأنھ في مسألة مھمة جدا أن / في 2587 بیبعثھا الساعة 21,30 یوم 16
نتحقق من كل خطوة ونحن سائرون إلى مرحلة موصفة لما نحن فیھ حتى ھذه اللحظة، بیقول، دعاني الدكتور بانش، اللي ھو
مساعد السكرتیر العام، دعاني الدكتور بانش مساء إلى مقابلة السكرتیر العام اللي ھو تیوثانت فورا وكان معھ بانش أطلعني
على برقیة وردت من الجنرال ریكي عن طلب الفریق فوزي انسحاب قوات الطوارئ من على خطوط الھدنة فورا محافظة
على سلامتھم، ھنا ما كانش انسحاب قوات الطوارئ ھو الھدف، اللي كان مطلوب سیاسیا ھو فتح، عدم الاحتكاك، وبالتالي
فتح بعض المواقع أو على الأقل یبقوا على حذر، وبعدین وردت برقیة أخرى أثناء الاجتماع للمطالبة بسحب ھذه القوات من
الصبحة وشرم الشیخ، ثانیا في ما یلي ملخص حدیث بانش السفیر المصري محمد القوني قاعد في مكتب السكرتیر العام
والسكرتیر العام موجود ولكن بیتكلم في ذلك الوقت ملخص الموقف مساعده الدكتور رالف بانش بیقول لھ الجنرال ریكي لا
یستطیع الاستجابة إلى طلب الفریق فوزي، اثنین إن انسحاب القوات من على خطوط الھدنة یجعل وجودھا غیر ذي موضوع
مھمة integrate بمعنى بیقول لھ إیھ باختصار وھي واضحة في تقریر تیوثانت بیقول إن مھمة قوات الأمم المتحدة مھمة
واحدة، مھمة حزمة واحدة فإذا طلبت رفعھا من مكان سقطت شرعیة وجودھا، معنى شرعیة وجودھا، لأنھ ھي موجودة
علشان تمنع آلة الحرب فإذا جئت قلت لي ابعدھا لأنھ في اشتباك إذاً فمھمة القوات المتحدة ھنا سقطت، بتقول لي بقى ھي
في تناقض في contradiction in terms رایحة حتفظ السلام وأنت جاي تقول لھا ابعدي لأنني قد أحارب، ھنا في
الرؤى تناقض في التعبیرات یعني، طیب، بعدین بیقول لھ إن حكومة القاھرة لا قیادة القوات المسلحة ھي صاحبة الحق في
مطالبة السكرتیر العام، صحیح، ھذا صحیح، وبعدین بیقول لھ إنھ في حالة المطالبة فإن السكرتیر العام سوف یخطر الجمعیة
العامة للحصول على مرافقتھا وھنا اعترضت، السفیر القوني بیقول، ھنا اعترضت قائلا إن قوات الأمم المتحدة موجودة في
بلادنا بموافقة الحكومة وطالما بقیت ھذه الموافقة والاتفاقیة الموجودة بیننا وبین السكرتیر العام في شأنھا ولا دخل لھا في
الأمانة العامة فإذاً نطلب سحبھا في أي وقت، وتیوثانت بیقول لھ، بیرد علیھ بیقول لھ لك حق أنت لك حق في ھذا وأنھ، طیب،
على أي حال طلب مني، رابعا، طلب مني تیوثانت الرجوع إلى حكومتھ لاستیضاح الأمر وفي حالة طلب سحب تلك القوات
أن یقدم إلیھ، وبعدین بیقول إنھ في اتصالات في الأمم المتحدة بین أمیركا وإنجلترا وفرنسا في شأن الموضوع. نشأ ھنا موقف
في منتھى الصعوبة لأنھ ببساطة كده، لما یطلب، الأمر ما بقاش عسكري، ما بقاش محصور، مابقاش في الرغبة في أنھ نخلیھ
بین ریكي وبین فوزي، ما بقاش في فائدة أن نحاول نقول سیاسي ولا مش سیاسي، ھنا في ھذه اللحظة أنا أعتقد أنھ اتحطیت
قدام مأزق وھو مأزق أن تطلب سحب كلھ أو توافق على بقاء كلھ، ھنا التصعید وصل إلى درجة أصبحت قلقة وحرجة،
اعتقادي أنھ حتى ھذه اللحظة الموقف مأمون وأن الذي استقر علیھ الرأي في القاھرة بعد مناقشات طویلة أنھ لیس أمامنا مفر
إلا أن نطلب سحب القوات لأنھ بعد ما مشیت كل ھذه الخطوات بعد ما رفعت درجة التوقعات إلى ھذه الدرجة خصوصا بحشد
القوات التي فاتت في القاھرة واللي اتشافوا في وسط القاھرة وبعدین ردة الفعل بتاعة ظھوره على ھذا النحو الدرامي في
العالم العربي بقى في تحولات في الأزمة، في تحولات في الأزمة أنا في اعتقادي أخطرھا نمرة واحد أنھ في ناس لقوا ھذه
فرصة للإمساك بھذا الموقف ودفعھ بأكثر من، ھنا في أنھ ممكن قوي تصل بالتصعید لغایة درجة معینة لكن عند التصعید عند
درجة معینة في حد قاعد متربص لك ومنتظر وجاءت، ومنتظر وصحیح من أول سنة 1956 ولیس ھناك سر في أن إسرائیل
تنتظر فرصة مناسبة لتعوض كارثة 1956 بالنسبة لھا وفضیحة 1956 بالنسبة لھا فأنت تعلم أنھا متربصة، لكن وفي
احتكاكات، أسباب كثیرة لاحتكاكات لكن ھنا بقیت في أزمة مثالیة، أزمة متصاعدة وبدا أنك صعدتھا وبأزمة أحدثت
مضاعفات وبدا أنك المسؤول عنھا وبأزمة أحدثت درجة ھائلة من التعبئة أصبحت ضاغطة علیك سواء من العالم الخارجي
یقول لك لا، أو من جماھیرك وھذه ھي قضیة كانت باعتقادي سنة 67 قضیة لعبت دورا كبیرا جدا لأنھ ھنا بقى في مع
التطلعات الزائدة للناس مع الضغوط الزائدة مع.. مع.. إلى آخره بدأ یبقى في نوع من الإحساس بأنھ لا بد على نحو ما أن
تكون على مستوى توقعات الناس، لكن أنا ده كلھ لغایة دلوقت أقره أفھمھ، وأنك لا بد أن تكون على مستوى تقوقعات الناس
وأنا برضھ لغایة ھنا مستعد أفھمھ لكن جدت خطوة بعد كده جدت خطوة وھي أنھ بما أن، وھنا بقى أنا أعتقد أن ھنا عبد
الحكیم عامر لعب دورا یستحق النظر شوي، لكن بعدین حأتكلم عن عبد الحكیم عامر بالتحدید ولكن في ھذه النقطة عبد الحكیم
عامر من سنة 1964 كان یشعر أن قوات الطوارئ لازم تمشي لأنھا بتستغل في التشھیر بأن مصر محتمیة من جانب قوى
كثیرة قوي في المنطقة، البعثیین، وفي الیمن وفي حرب الیمن وأثناء الیمن وفي العراق وإلى آخره أن مصر بتھرب من
الصراع العربي الإسرائیلي وأنھا بتحتمي وراء قوات الطوارئ وأن عبد الحكیم عامر حتى من سنة 1964 في زیارة أثناء
زیارة لھ في باكستان بعض القادة المسلمین كلموه في أنھ یعني إزاي أنھ ممكن أحد یقول إن مصر مستعدة وفي قوات طوارئ
موجودة بینھا وبین إسرائیل؟ فبعث عبد الحكیم عامر من باكستان رسالة -مع الأسف مش معي دلوقت - ھذه الرسالة إلى جمال
عبد الناصر بیطلب فیھا سحب قوات الطوارئ لأنھ عبء علینا نفسي ولا لزوم لھا، وعلى أي حال ھذا الموضوع لم یكن
واردا في الحسبان.
[فاصل إعلاني]
ألغام كامنة وخلل في المیزان
محمد حسنین ھیكل: لكن لما جئنا في الموقف في سنة 1967 وفي جو التصعید على ھذا النحو وقلنا اسحبوا القوات حصل
حاجة غریبة قوي، الحاجة الأولانیة أن الأمم المتحدة قالت حاضر حنسحب ممكن قوي نسحب من ناحیة المبدأ حنسحب لكن
كان ممكن یحصل سحبا بنظام ولكن حصل أیضا بتداعیات سیئة الحظ أن قوات الطوارئ كان فیھا قوات یوغسلافیة وھندیة،
جزء كبیر جدا، وإحنا اللي كنا مصرین علیھم لما بدأت فكرة سحب قوات الطوارئ وأصبح ھذا مطلبا شعبیا الحكومات في
الھند وفي یوغسلافیا إدت أوامر لقواتھا ولا تستنوا أمم متحدة ولا حاجة وبالتالي القوات الھندیة والقوات الیوغسلافیة وغیرھا
من قوات دول العالم الثالث راحت مسلمة مواقعھا فورا للقوات المصریة فنشأ وضع لا بد من السیطرة علیھ لكن السیطرة
علیھ أصبحت تقتضي جھدا خارقا غیر عادي، لكن بقفل، بأن القوات الھندیة والیوغسلافیة سلمت بعض المواقف في شرم
الشیخ ومع وجود قوات مصریة في شرم الشیخ بدأ یتقال الحصار، قفل خلیج العقبة، لازم نقفلھ، ساعة ما بدأ موضوع قفل
خلیج العقبة أنا شخصیا وأنا بقولھا ومعي ما كتبتھ في ذلك الوقت، قلقت جدا، قلقت جدا أولا أن ھذا قد یقود إلى حرب وبعدین
خلیج العقبة وقفل خلیج العقبة وأنا عارف أنھ ما فیش علیھ حاجة تخوفني في حاجة أبدا، لا یساوي، ھدف لا یساوي.
باستمرار في التصعید عندما تصل بك مطالب التصعید إلى لحظة معینة لا بد أن تسأل نفسك ھل الھدف یساوي ولا لا، ھدف
یساوي حجم التھدید اللي موجود قدامك أنت قادر علیھ تستطیع تحقیقة في أي مدى زمني مین یتدخل مین ما یتدخلش
خصوصا مسألة مھمة جدا، مسألتان مھمتان الحقیقة واحد أن خلیج العقبة طول العشر سنوات اللي كانت فیھم قوات الطوارئ
موجودة في شرم الشیخ لم تمر فیھ إلا باخرتین إسرائیلیتین بالتحدید وده كلام تیوثانت، الحاجة الثانیة أن خلیج العقبة فیھ تعھد
أمیركي، في تعھد أمیركي من أیام السویس اللي أنا سمیتھ فیما مضى اللغم الغائر في خلیج السویس، في ھنا لغم كبیر جدا
مزروع لأن الأمیركان تعھدوا، آیزنھاور برسالة منھ إلى بن غوریون بیقول لھ الولایات المتحدة الأمیركیة تتعھد بإبقاء كل
الممرات البحریة مفتوحة قدام الملاحة الدولیة وتستعمل قوة إذا شاء الأمر بما في ذلك خلیج العقبة. ھنا كان في موقف أنا
شخصیا قلقت، حأقول أنا كتبت إیھ في ذلك الوقت لكي تكون السجلات واضحة بما أنني باتكلم على تجربة حیاة بالدرجة
الأولى، أنا آدي المقال بصراحة وھو یوم 26 مایو قلت الصدام مع إسرائیل محتم وبعدین قلت إن خلیج العقبة سوف یؤدي
إلى حرب وقلت، أنا بأحاول أتكلم بالنص كده وأن تكون محاولات الحدیث عقلانیة بعیدة عن الإسترسال الإنشاء والھدر
الخطابي لأنھ وقتھا كان في حالة تعبئة ما لھاش حدود، وبعدین قلت ھذا الصدام سوف یقع على خط المواجھة بین القوات
المصریة وبین قوات العدو الإسرائیلي في البر والبحر أو الجو على المنطقة الممتدة من شمال غزة إلى الطرف الجنوبي یعني
شرم الشیخ في أي لحظة وفي أي وقت، وبعدین قلت التفسیر لیھ إسرائیل مضطرة حتحارب؟ لأسباب كثیرة قوي وقلت
وحذرت ونبھت أنھ لیس في مقدورنا أن نوجھ ضربة أولى لإسرائیل وأن علینا أن نتوقى الضربة الأولى ونتحمل ضربة
ثانیة، قلت ده. مع الأسف الشدید حصل حاجتان في نفس الوقت، حصل أنھ مظاھرات من الاتحاد الاشتراكي جاءت لي عند
الأھرام كنا لسھ في الأھرام قاعدین في شارع الساحة في وسط البلد وبدأت المظاھرات ترفع لي لافتات العقبة وما العقبة وما
أدراك ما العقبة، أنا كنت عایز أقول لأحد فیھم أنت ما أدراك ما العقبة؟ لكن على أي حال كان موقفا صعبا جدا، الحاجة الثانیة
أنا أبا إیبان -وھذا أحرجني جدا- وھو وزیر خارجیة إسرائیل أخذ ھذه المقالة وراح بھا لمجلس الأمن وقال مصر أقدمت على
مخاطرة كبیرة جدا وھي تعلم أننا سوف نحارب، ما كانش في مفاجأة، ده إحنا بنأخذھا بمفاجأة ھي دخلت الحرب وھي تعلم
أنھ إحنا حنحارب. المقالة دي ظھرت وأنا فاكر بعض ما أحاط بھا من ظروف، الدنیا مشتعلة المقالة طلعت وبدت كما بدا
معي كثیر جدا في مرات كثیر جدا الانھزامیة والاستسلامیة وده ما بیضایقنیش قوي یعني أقرأه وزي، باستمرار تعودت أنھم
یقولوا إنھ أنا كنت ضد الحرب، آه ضد الحرب لكن مش ضد تحریر الأرض لكن تضطر للقتال في حاجة.. في ھنا جھد شامل
كبیر قوي في إدارة الصراع یحتاج إلى تفكیر، لكن على أي حال قامت مظاھرات الاتحاد الاشتراكي، وكلمني الرئیس عبد
الناصر قال لي أنا خایف من أن كلامك یعني إحباط، لكن الأھم من ده كلھ كلمني عبد الحكیم عامر وقال لي مقالتك دي بتاعة
النھارده ممكن تعمل لي، ممكن تعمل مشكلة عند القوات وعلى أي حال تعال لي، اتفقنا على میعاد، لما كلمني عبد الحكیم
عامر حاجة غریبة قوي كانت عندي السیدة أم كلثوم، أم كلثوم كانت بتوریني بتقول لي بتحكي لي على قصیدة ھي حتغنیھا
في ھذه الظروف ھي كمان كانت واخداھا الحماسة من غیر حدود وھي بتتصور أو تصورت ھي كانت دائما تتھمني أنھ أنا
عقلي بارد مرات كده یعني وأنا ببص للأمور بعقلانیة وأنھ یا أخي اطلع غني یعني، فھي كانت عندي یومھا وكانت برضھ
كلمتني عن المقالة فبتقول لي یا أخي بتعمل إحباط للناس لیھ؟ بنتكلم جاءت مكالمة عبد الحكیم عامر حطیت المكالمة قلت لھا
یظھر إن عبد الحكیم عامر رأیھ زیك أنت كمان أنھ أنا عملت إحباط، قالت لي أقدر أروح، حأروح لھ فقالت لي أقدر آجي
معك، عاوزة بس أطمئن. لأن الغنوة الحقیقة اللي كانت فیھا، اللي كانت ھي عاملاھا القصیدة ولا الغنوة كان فیھا بتقول
راجعین نحرر، راجعین بقوة السلاح، راجعین نحرر الحمى، راجعین كما رجع الصباح من بعد لیلة مظلمة، وأنا كنت بأحاول
أقول لھا أرض إیھ اللي حنحررھا؟ أنا أروح أرضھا ولكن یا ستي أنا قولي لي فین، قولي لي فین اللیلة المظلمة دي كلھا، إحنا
كل الناس اتخذت في حمى موقف معین إلى درجة أنھ یعني أنا الحقیقة بقیت مخضوض، بالفعل كلمت عبد الحكیم عامر بعد
ھي ما نزلت، قلت لھ أم كلثوم كانت بتقول إنھا عاوزة تشوفك خمسة دقائق تستعد، تأخذ جرعة ثقة لأنھ عندھا بتعمل كذا
وقلت لھ الكلام بتاع الغنوة كان قدامي ورتھا لي أم كلثوم، فقال لي ھاتھا معك تقعد معنا عشر دقائق وبعدین، ثاني، یومھا
باللیل، لا، ثاني یوم، ثاني یوم ده كان یوم جمعة، ثاني یوم السبت رحت أنا والسیدة أم كلثوم وھي في سیارتي ودخلنا القیادة
العامة وفي مئات الضباط والعساكر شافونا وإحنا طالعین وطعنا عند عبد الحكیم عامر وعبد الحكیم عامر بطریقتھ وكان
رجلا ظریفا في بعض الأحیان كثیر قوي الحقیقة شخصیة لطیفة جدا یعني وأنا أعتقد أنھ ظلم یعني لأنھ اتحط في ظروف أكبر
منھ على أي حال قضیة ثانیة أنا جاي لھا، لكن ھو بدأ یطمئن أم كلثوم وحتى أسلوبھ في طمأنة أم كلثوم لم یعجبني وناقشتھ فیھ
بعد ما نزلت لأنھ ھي قعدت معنا ربع ساعة أخذت فنجان قھوة وبعدین أنا مشیت معھا من مكتبھ وھو لغایة مكتبھ وأنا أخذتھا
لغایة الأسانسور بتاع القیادة العامة ونزلتھا لغایة رجعتھا في عربیتي علشان تأخذھا ترجعھا ثاني البلد وترجع لي العربیة ثاني
وطلعت لعبد الحكیم عامر ثاني. عبد الحكیم قاعد بیحكي لي على استعداد، درجة الاستعداد وأنا بأقول إنھ فتح ستارة الخرائط
اللي في مكتبھ لكن أنا، أنا مش عسكري لكن أنا خضت أو كنت موجودا أثناء خوض حروب كثیر قوي لأني أنا حضرت
بعض المعارك الأخیرة في الحرب العالمیة الثانیة شفتھا كمراسل عسكري یعني، حضرت في كوریا، شفت في كوریا، شفت
بفلسطین شفت بفییتنام، شفت في الیونان بشكل أو بآخر وقرأت جدا في، لأنھ علشان تغطي معارك وتغطي حروبا لا بد أن
تقرأ فبشكل ما یتجمع لدیك ما یمكن أن یكون قاعدة فھم، ما ھواش ثقافة بتاع ثقافة حرب لكن قاعدة فھم الأمور، بمقدار فھمي
للأمور أنا حسیت أن عبد الحكیم عامر قلق یتظاھر بأكثر مما ھو في الإمكانیات، وحأوري إزاي دلوقت، وبعدین اللي قدامي
على الخرائط كلھ خطة دفاعیة كاملة، ھو في ذھنھ وده قالھ لأم كلثوم مش حیلاقوا ثغرة ینفذوا منھا وأنا أعتقد أنھ ساعة ما
قائد یقول مش حیلاقوا ثغرة أنا أبقى خائفا، لأنھ یبقى وزع قواتھ كالحائط على الحدود، حائط، ما عندوش فرصة للحركة،
مرونة الحركة، السرعة الاحتفاظ بقوة كبیرة جدا في الاحتیاطي flexibility مسألة مھمة جدا في الحركة في قواعد الحرب
لكي تواجھ أي ضربة لأن في الحرب أي جیش مستعد یضرب منطقة معینة ویركز علیھا یخترق فإذا اخترق وأنت واقف كل
عساكرك مترصصة زي الحیطة كده إذاً ما عندكش قوة تھاجم فیھا، ما عندكش قوة تعمل بھا ھجمات مضادة، ما عندكش قوة
تعمل بھا ھجمات مضادة، ما عندكش قوة لقتال حقیقي، عندك قوات تحرس حراسة على سور لكن ده.. وبعدین أنا بأناقشھ ھو
بیقول لي أنا حأدیك.. وھذه، ھذه بخطھ على فكرة القائد الأعلى، أقصد ھو ده التوجیھ بتاعھ الصادر ھو في 15 مایو برفع
درجة الاستعداد وھو إداه لي على مكتبھ وده اللي أقرأه وھو یحمل تصحیحات بخط یده ھو، لكن التصحیحات لفتت نظري
قوي، ھو بیقول قرارات نائب القائد الأعلى بتارخ كذا سري للغایة إلى آخره، عام، "أصدر السید المشیر نائب القائد الأعلى
للقوات المسلحة القرارات التالیة: ترفع درجة الاستعداد للقوات المسلحة، تتحرك التشكیلات والوحدات المقررة في خطط
العملیات من أماكن إیوائھا الحالیة إلى مراكز تمركزھا الجدیدة، تكون القوات المسلحة مستعدة استعدادا كاملا لتنفیذ جمیع مھام
القتال على جبھة إسرائیل في ضوء تطورات الموقف" وبعدین بیشرح زي ما بیحصل في التوجیھات العسكریة بیشرح
الأسباب الداعیة، تشیر المعلومات إلى الحشد على سوریا، كویس قوي، نوایا إسرائیل عدوانیة متكشفة من تصریحات أشكول،
تتمشى نوایا إسرائیل مع حشد قواتھا مع مخططاتھا المنطقة وضرب سوریا إلى آخره، وبعدین ھناك عملیة عسكریة
وتستھدف احتلال الضفة وكذا ویجب أن نكون مستعدین إلى آخره طق طق طق إلى آخره، عشرة بنود. التصلیحات اللي بخط
عبد الحكیم ھنا في منتھى الأھمیة لأنھ أنا ھنا في قدامي قائد مقبل على شيء لكن عنده في نھایة المطاف عنده حاجة، عنده
أمل أنھا لا تحدث، لیھ؟ قدامي، بیقول إنھ.. ھو أضاف كذا إضافة واحد اثنین ثلاثة أربعة خمسة إضافات، منھا واحدة أنھ إحنا
لازم نساعد أي بلد عربي حتى ولو كان تحت حكم رجعي -مش مشكلة- وبعدین فیھا أنھ مسؤولیتنا قدام الدول التقدمیة، اثنین
وبعدین -حطھا بخط یده- وبعدین أن مساندتنا للآخرین تقویة لخططنا إحنا الدفاعیة علشان نقنع القوات، لكن ما ھو أھم أضاف
بندا بخط یده كاملا جدیدا خالص بیقول فیھ إیھ؟ "إن تحرك قواتنا إلى سیناء استعدادا للمعركة یجعل إسرائیل تفكر مرتین قبل
أن تقدم على غزو سوریا". وضع ھذه الجملة في اعتقادي في نھایة التوجیھ السیاسي لقائد عسكري یدي الإیحاء ولو بالقصد
أن الھدف ھو مجرد التھدید، في فرق جدا، بنعمل مناورة، السیاسة بتعمل مناورة وتكون في حسابھا أن تتجنب الصدام لكن
القوات ینبغي أن تكون ذاھبة وعارفة أنھا مش مناورة، القوات یجب أن تكون ذاھبة وھي تعلم أن احتمال القتال وارد، مجرد
أن ھذا النص في اعتقادي یرد في التوجیھ العام للقوات المسلحة وبخط ید المشیر، من حسن الحظ أنھ أنا أخذتھ معي علشان
أقرأه كان في عدة نسخ منھ وأنھ أنا أخذت نسخة معي علشان أقرأھا وأقول لھ رأیي بھا ثاني یوم وأنھا بقیت عندي وفیھا وأنا
أعتقد كلما قرأت ھذه العبارة أدركت ثغرة من الثغرات التي جرت في موضوع التوجیھ، في موضوع التصعید، في التصعید
القیادة السیاسیة تبقى عارفة متى تتراجع، متى تفتح بابا، متى تغیر، لكن القوات الذاھبة وحتى لسلامة الحركة السیاسة ینبغي
أن تكون عارفة أنھا ذاھبة ذاھبة أنھ في مھمة وأن ھذه المھمة قد تحدث لكن لا یكتب لھا أنھ ولله مجرد وجودنا ھناك قد یردع
إسرائیل، ما ینفعش الكلام ده، عایزة المسائل في اعتقادي وھذه مجموعة أخطاء لكن في مقدمات أزمة 67 لكن ھذه
المجموعة تریني أنھ نحن دخلنا والأمور لیست محكومة كما ینبغي أن تكون. تصبحوا على خیر.
ضیف الحلقة: محمد حسنیین ھیكل/ مفكر عربي
2008/12/ تاریخ الحلقة: 4
- حسابات أسباب التصعید وأھدافھ
- تحولات الأزمة وانحراف مسار التصعید
- ألغام كامنة وخلل في المیزان
حسابات أسباب التصعید وأھدافھ
محمد حسنین ھیكل: مساء الخیر. أرید أن أستأذن في تذكرة سریعة لكي نواصل من حیث نحن
1967 ، عن حرب سنة 1967 وقد قسمتھا كما نتذكر إلى ، الآن، ھذه، نحن نتكلم عن سنة 67
أربع مجموعات، الطلاسم سنة 67 ، الطریق إلى یونیو 67 ، أیام یونیو 67 ثم ما بعد ذلك، وھذه
ھي البدایة. المجموعة الأولى ھي مجموعة طلاسم سنة 1967 لأني أعتقد وبحق أن فك الطلاسم
عن ھذه الحرب زي عن أي حدث كبیر یقتضي یحرر الموضوع یخلي صورة ما جرى أمامنا
واضحة مجردة من كل ما لحق بھا من شوائب، بیحصل مرات في التاریخ موضوعات تتحول
زي الألغاز زي مثلا موضوع اغتیال الرئیس كینیدي، إیھ اللي حصل وإیھ اللي جرى ومین
وإزاي؟ في روایات لا تنتھي في ھذا الموضوع ولكن بیبقى مھما جدا في بعض القضایا الكبرى
خصوصا إذا تعلق في الحرب والسلام أنھ قبل الناس ما یبتدوا یتكلموا في صمیم الموضوع وفي
صمیم ما جرى في یوم 5 یونیو أنھم یحرروا ھذا الموضوع لكي یحاولوا أن یستخلصوا من بین
الركام والأطلال وبعد السنین وتداخل الوقائع والحوادث والروایات لكي یستخلصوا صورة صافیة
أو أقرب ما یكون للصفاء فیما یتعلق بحقیقة ما جرى. وھذه ھي النقطة اللي إحنا بنتكلم فیھا النھارده وأنا في ھذا الیوم أبدأ
على طول ببدایة الأزمة، بدایة الأزمة وھي عملیة القرار لإقفال خلیج العقبة وھذا كان ولا شك وبالتأكید ھذا كان تصعیدا
مقصودا لخطة. عایز أقول إنھ مرات في الأزمات یحصل كثیر قوي أو في مسار الصراعات، الصراعات ماشیة لكن بتیجي
لحظات أزمة ترى فیھا بعض الأطراف أنھا بتصعد الموقف لأسباب واضحة بمعنى أنھا تصعد الموقف، واحد لكي تحذر،
تصعد الموقف لكي تلفت الأنظار، تصعد الموقف لكي تطمئن حلیفا، تصعد المواقف لكي تردع عدوا مبكرا، تصعد المواقف
لكي تلفت، تخلق حالة من التعبئة حول موقف معین في منطقة معینة وھذا أظن أكثر من یمارس ھذا النوع من السیاسات
حافة الھاویة، أنھ یدفع الأمور إلى حافة الھاویة عند Brink Of War The صاحبھ ھو جون فوستر دالاس اللي كان بیسمیھ
لحظة معینة من لحظات أزمة وھو كان دائما یقول، وأنا قرأتھا لھ وسمعتھا لھ مرة بیتكلم على أن سیاسة دفع الأزمات إلى
حافة الخطر قد تكون أكثر نجاعة في لحظة من اللحظات لأنھا تعطي إشارات واضحة ثم إنھا بتركز كل الأزمة كلھا عند
نقطة أساسیة وعندھا ممكن تتفك مشاكل، تتحلحل مشاكل زي ما بیقولوا ویمكن یأتي انفراج. لكن سیاسة التصعید سیاسة
خطرة جدا، ھي قد تكون ناجعة وھي في بعض الظروف تبقى مرات ضروریة لإعطاء إشارات لكن في التصاعد أو تصعید
أزمة لھ قواعد أو لھ مساق أو لھ تقالید بمعنى أن أي حد ممكن قوي أن نصعد أزمة لكن لا بد أن یكون الحساب واضحا إلى
أین لأن الأزمة تصعد بإرادتي أو بإرادة الطرف اللي عملھا یعني في لحظة من اللحظات لغایة حد معین وبعدین تأخذ شكلا
مسطحا تخرج فیھ الأزمة أو یمكن أن یخرج فیھ التصعید عن طاقة السیطرة سواء لأنھ استفز قوى أكثر من اللازم أو سواء
لأنھ نسي أن ھناك تربصا بھ وھو لا یدري أو -وھذا أخطر- أنھ نتیجة التصعید تخلق حالة تعبئة عامة تتعدى القصد منھا
بحیث تتحول إلى عنصر ضغط على الطرف المسؤول. التصعید إحنا شفنا منھ نموذجا أنا أعتقد أنھ نموذج مثالي وھو أزمة
1962 حصل فیھا إیھ؟ حصل فیھا أن الاتحاد السوفیاتي قرر أن - الصواریخ الكوبیة، أزمة الصواریخ الكوبیة سنة 1961
یرد على أشیاء یجریھا حلف الأطلنطي في أوروبا بالضغط علیھا بما فیھا وضع قواعد صواریخ في تركیا قریبة من الاتحاد
السوفیاتي وبدأ الاتحاد السوفیاتي یعمل فیھا حاجة فقرر أن یقفز إلى أمیركا اللاتینیة، قواعد في كوبا وبدأ یحاول یبني قواعد
طائرة U لأن طائرة ال 2 U ثم أن الطیران الأمیركي التابع لل(سي. آي. إیھ) -وھذه مھمة- التابع لل(سي. آي. إیھ) ال 2
صورت صورا U التجسس منذ أن اخترعت ومنذ أن دخلت الخدمة كانت موجودة في خدمة ال(سي. آي. إیھ) فطائرات ال 2
لمواقع الصواریخ السوفیاتیة جاءت للرئیس كینیدي وأدرك الرئیس كینیدي وكبار مستشاریھ ماكنمارا وروبرت كینیدي أخوه
إلى آخره، أدركوا أنھم أمام أزمة من الطراز الأول فقرروا التصعید، قرروا نمرة واحد.. الرئیس كینیدي قرر أن یصعد فقرر
نمرة واحد أن یعلن أن الروس بیعملوا كذا، اثنین، ھو مش حیھاجم، في فرق بین أن أحدا یھاجم ویصعد لأنھ كان قدامھ،
محمد حسنین ھیكل
اقترح ماكنمارا فعلا مھاجمة -وزیر دفاعھ یعني- اقترح مھاجمة قواعد الصواریخ السوفیاتیة والرئیس كینیدي استبعد ھذا لكن
كان قرارا في ذلك الوقت أنھ بنعلن وبعدین بنحط خطا افتراضیا في منتصف المحیط ونحذر الاتحاد السوفیاتي وبواخره
الداخلة أنھا حتخضع للتفتیش لأنھا ھنا داخلة إلى منطقة حظر أمیركي أو إلى منطقة أمن أمیركي أو منطقة سلام أمیركیة
وبعدین یسیب للاتحاد السوفیاتي أولا یسیب لھ فرصة یتراجع لأنھ دي مھمة جدا في أي ممارسة كالتصعید أنھ لا بد أن أي
أحد یصعد یبقى عارف أنھ لا بد أن یترك فرصة للطرف الآخر یتراجع، فأعلن أنھ في حظر وأنھ في تفتیش ھنا عند خط
معین في المحیط في تفتیش، لمدة، وھو كان یعرف أنھ ما فیش مراكب سوفیاتیة جایة في طریقھا إلى أمیركا اللاتینیة إلا بعد
ثلاثة أربعة أیام وبالتالي كان في فترة الثلاثة أربعة أیام الأطراف تتحقق فیھا من مواقفھا ومن ثم یقدروا وفي نفس الوقت
بدأت دبلوماسیة نشیطة تلفت النظر أنھ في فرصة، وبعدین بدأ الاتحاد السوفیاتي یراجع موقفھ وبدأ خروتشوف یقرر أنھ وقتھا
الزعیم السوفیاتي نیكیتا خروتشوف یقرر أنھ لا داعي للصدام لأن الأبواب كانت مفتوحة بعدین بالاتصالات السریة كملت
وبعدین انتھینا الاتحاد السوفیاتي شال الصواریخ بتاعتھ اللي بیعملھا في كوبا في مقابل أن الولایات المتحدة الأمیركیة شالت
الصواریخ اللي كانت في قواعد في تركیا. ھنا في أزمة ارتفعت إلى حافة الھاویة مشت في الھضبة، ھضبة امتدادھا عدة أیام
مع تعبئة عامة ھائلة لكن كان في أبواب مفتوحة وفي محاولة أن تتنازل الأزمة مرة ثانیة بحیث تكون حققت غرضھا من على
الطرفین. التصعید في 14 مایو سنة 1967 فیما یتعلق بمنطقة الشرق الأوسط أظن أنھ بدأ معقولا جدا، بدأ في حدود ما یمكن
أن یكون مقبولا لطرف یرى أنھ في تطور في صراع معین وأنھ یرغب في أنھ یعطي إشارات بالتصعید، الطارئ اللي جرى
والذي اقتضى ھو وجود حشود على سوریا، وجود حشود على سوریا أنا أعلم أنھ في ناس كثیر قوي.. لأن موضوع، كل
موضوع 67 لم یتعرض لھ أحد حقیقي بدقة في اعتقادي یعني إلا في عدة، بدقة إطلاقا على أي حال، بدقة كاملة لأن نمرة
واحد لم یصدر عنھ، لم تتح الفرصة أن وثائقھ وتقاریر كافیة عنھ تذاع بطریقة واضحة تطلع فیما یسمونھ الكتاب الأبیض،
فكرة الكتاب الأبیض في كل العالم كلھ بعد الأزمات المھمة والخطیرة وكذا یعطى توضیح من حق الناس بمعنى یتعمل كتاب
صغیر یضم الأساس رسمي عن وزارة الخارجیة في البلد المعني یضم الوقائع التي جرت بوثائقھا ثم یضم سیاقا یتفق، یعني
سیاق كما یبدو من وجھة نظر الدولة لكن الوقائع والوثائق تتحط أمام نظر الناس في أبسط إطار ممكن، الوثائق الأساسیة فیھا
، لأن في بعضھا قد یكون فیھا أسرار مفھوم ولكن بیبقى ضروري جدا أن توضح المسائل. ولأن ده لم یحدث في كل حالة 67
حدثت إما كتابات مغرضة بالھوى حدثت كتابات ودافعھا بالحماسة حدثت اختناقات لا حدود لھا، یعني أنا بأقرأ حاجات ناس
یقولوا إنھم شافوا بحقیقي، یعني ھو من حق أي حد یقول أي حاجة ولكن أنا فیما قرأتھ من روایات عن كل 67 غرقت الحقیقة
في بحر من الأكاذیب ومن الأوھام، الحقیقة لوحدھا تكفي أن تقول إن ھنا كان في مسؤولیة دونما داعي إلى كل ھذا الذي
جرى لأنھ استغل وأنا أعتقد أن ھذا جزء من طلاسم 67 . حأرجع للموضع الأساسي ثاني، لأن المرحلة الأولى سوریا كان في
علیھا حشود، الحشود مش الحشود، مش أنا اللي أقولھا، تقاریر الأمم المتحدة واضحة فیھا، الروایات، یعني إحنا بننسى أنھ ما
فیش حاجة بتیجي من فراغ، قبل الحشود على سوریا كان في عملیة إسقاط 12 طائرة سوریة في شھر أبریل، كان في تحرش
بسوریا، الأوضاع في سوریا كانت قلقة جدا، قلقة جدا بسبب الصراعات الداخلیة بسبب دقة الموقف في سوریا بسبب المرحلة
تلك المرحلة بالذات التي كانت فیھا سوریا بسبب انقسامھا لحزب البعث، سوریا قضیة مھمة جدا للأمن القومي العربي وللأمن
القومي المصري على وجھ التحدید، فسوریا علیھا تھدید، في حشود، بیقولوا ما فیش حشود، صحیح أنھ لما راح الفریق فوزي
یوم 14 مایو یتأكد من ھذه الحشود، ھذه الحشود لم تكن موجودة وأنا بأقولھا بوضوح بمعنى الحشود في فرق بین حشود،
یعني إذا أحد عاوز یحرك فرقة عاوز یحرك لواء لوائین ممكن ھذه اللواءات وممكن ھذه الفرق تقترب ثم تنفض وتقترب ثم
تنفض ثم ترجع لأن المطلوب وقتھا أنا في اعتقادي ما كانش غزو سوریا ولكن كان إسقاط الوضع في سوریا وھنا قضیة
الحشود أنا مش رایح أدور على خط ماجینو، على خط دفاعي ثابت حأروح ألاقي ھنا مواقع وھنا مواقع ولكن أنا أتكلم عن
تحركات بالحشد العسكري تأكدت، مش بس تأكد، أول حاجة تقاریر الأمم المتحدة واضحة، أولا سیاق الحوداث قبھا واضح
في إسقاط الطائرات والتحرش والتھدیدات الصادرة عن رئیس الوزراء لیفي أشكول وعن رئیس أركان الحرب إسحاق رابین
فما فیش خفاء فیھا، ما فیش خفاء على أنھ في تھدید على سوریا وما فیش خفاء أنھ مطلوب في ذلك الوقت إسقاط سوریا
لأسباب كثیرة قوي لا تزال موجودة لغایة النھارده بعضھا على أیة حال لأن سوریا ھي مفتاح الصراع على الشرق الأوسط،
ولكن بعدین حوادث الطائرات واضحة قدامي فكلام الأمم المتحدة واضح ما فیش خفاء فیھ، لما تبدأ عملیة رغبة في مصر في
إعلان موقف وفي التنبیھ إلى خطر وفي لفت نظر الرأي العام العربي، لفت نظر العالم العربي، تھیئة الشعب المصري أنھ
في أزمة، تنبیھ الأمم المتحدة أنھ في قضیة خطیرة، تنبیھ الأمیركان، ھنا التصعید أنا أعتقد أن خطوة التصعید الأولى لم تكن
خطأ وإنما كانت استجابة لا بأس بھا، معقولة. الحاجة الثانیة لأنھ ھنا التصعید لیس خطوة واحدة، التصعید خطوة بعد خطوة
بمعنى أنھ تبدأ -قلت إنھ في حالة خطر على سوریا - تبدأ تثني، الخطوة الثانیة أنك مستعد لنجدة سوریا، الخطوة الثالثة أن
تظھر أنك مستعد لنجدة سوریا وأن تعبئ رأیا عام، ھنا مسألة كانت في منتھى الدقة، الخطوة الأولى كانت صحیحة في إعلان
الخطوة الثانیة صحیحة في إعلان أننا سوف نتدخل إذا تعرضت سوریا لحرب أو right all النیة في الوقوف بجانب سوریا
تعرضت لعدوان، ھنا كان ده مھما أیضا لطمأنة القیادة في سوریا لطمأنة الناس في سوریا لطمأنة رأي عام عربي بدأ یبقى
قلقا من التھدیدات التي تجري وتوجھ إلى سوریا وبدأ یلتفت ناحیة القیادة الحقیقة مش القیادة على الجرائد على الصحافة یعني
القیادة الحقیقیة للعمل العربي في ذلك الوقت وھي القاھرة لأنھ وقتھا القاھرة كانت عاصمة تؤدي دورھا في إقلیم وتؤدي
دورھا وسط أمة وتؤدي دورھا وسط عالم ففي التفات علیھا وھي علیھا مسؤولیات أن تستجیب ما تقدرش تقعد تنام،
تستجیب. ولكن في مسألة مھمة أن كل إستجابة لا بد أن تكون بحساب، ما فیش أحد یتعدى قدراتھ لكن في فرق أحد یتعدى
قدراتھ وأحد یتعدى أو یلتزم قدرا من الخمول والبلادة لا حدود لھا، في خط بین الاثنین خط واضح للحركة اللي ھي ما تفعلھ
الإرادة الإنسانیة بإملاء عقل واعي للعصر ولإمكانیاتھ. الخطوة الأولى في إعلان استعداد مصر، الخطوة الثانیة في أن مصر
مستعدة أو ملتزمة بأنھا تدافع عن سوریا إذا تعرضت لخطر، الخطوة الثالثة أنھ لكي تعطي لھذا جدیة حقیقة أنك مضطر تعمل
على الأرض بعض التحركات ولازم، سواء كان بقصد تأكید ما قلتھ تأكید استعدادك أو استعدادا لاحتمال أن یتطور الموقف،
ھنا أنا أعتقد أنھ كان في لمسة من التجاوز لأنھ ھنا واحد -وأنا حأوري إزاي- واحد عارف أن الموقف خطیر وأنھ عاوز
یتحرك بعقل لكنھ عاوز یعمل أكبر تأثیر درامي ممكن.
[فاصل إعلاني]
تحولات الأزمة وانحراف مسار التصعید
محمد حسنین ھیكل: لما صدرت الأوامر للقوات المسلحة، یعني بأتكلم على رئاسة الدولة إلى قیادة القوات المسلحة بتحدید
أدق جمال عبد الناصر والقیادة السیاسیة وعبد الحكیم عامر والقیادة العسكریة، لما صدرت الأوامر أن تتحرك قوات أنا بفتكر
أنھ حصل خطأ إلى حد كبیر في إیھ؟ في أن حشد القوات بدأ من قواعدھا ھنا في مراكز تمركزھا راح على الجبھة عابرة في
القاھرة في مظاھرة أنا قلقت منھا، أنا بأعتبر أنا واحد من الناس اللي قلقوا منھا وحأقول قلقت إزاي وحأقول كیف قلت رأیي
في وقتھ وفي أوانھ لأن الكلام بعد الأوان باستمرار الشجاعة كویسة قویة بأثر رجعي والحكمة ھایلة بس بأثر رجعي برضھ،
فأنا قلقت من ھذه المظاھرة لكن لغایة ھذه اللحظة في اعتقادي الأمور كانت مأمونة، القوات دخلت إلى سیناء ربما یمكن من
اللي ساعد على أن حجم القوات یبدو كبیرا قوي أنھ إحنا لو نفتكر وقتھا مایو، مایو في العرض العسكري اللي جاي في یولیو
بمناسبة عید الثورة وفي عرض عسكري باستمرار ففي قوات كانت مسحوبة من مواقعھا بشكل ما موجودة استعدادا للتدریبات
اللازمة لعرض عسكري فبقى سھل جدا، عایز أقول أن ھنا في إحساس، في فرق بین عرض عسكري بیرتب لموضوع وفي
فرق بین استعمال القوة المعدة لھذا العرض العسكري أنھ ممكن تروح حتة ثانیة، لكن ھنا في الرابط النفسي، الرابط النفسي
عاوز تعمل مناورة تظھر فیھا القوة وفي قوة جاھزة أو بتتجمع، السیاق اتربط، قوة وصلت إلى سیناء وأنا بأعتقد أنھ ھنا بدأ
یبقى في موقف شدید الصعوبة، لحقھ الشيء الثاني أنا بأعتقد أنھ -وأنا حقیقي متضایق منھ قوي- لحق الشيء الثاني لكن ھنا
كان في قضیة الأمور انتقلت في تحرك قوات، قوات راحت ھناك قوات عاوزة تدي یبقى باین في جدیة في الأمر فبدأ في
عملیة ممكن قوي أن یبقى في صدام أو احتكاك أو نوع من التلامس حتى مع قوات الطوارئ الدولیة فرئي أن الجیش -وھنا ده
بقى ھنا بدایة الخطر - رئي أن القوات تقول لقوات الطوارئ الدولیة، في قوات الطوارئ الدولیة المنتشرة على الحدود من سنة
1956 وھذه القوات قوة مشتركة قوة دولیة مشتركة موجودة في كل المواقع، موجودة في غزة موجودة على خطوط الحدود
بین مصر وإسرائیل من أول غزة إلى شرم الشیخ في منطقة حدود، رغبة في تجنب الاحتكاك ورغبة في عدم التصعید
السیاسي، رؤي وأنا ھنا دي نقطة حائرة، نقطة حائرة لأنھ أنا بأعرف إیھ اللي حصل فیھا أصلھ لكن بأعرف أین وقع
الالتباس، دلوقت بأعرف أین وقع الالتباس، جمال عبد الناصر بیقول لقیادة القوات المسلحة حاولوا تحصروھا علشان تخلوھا
مسألة عسكریة، مسألة مقاصرة على أنھ تجنب، الرغبة في تجنب الاحتكاك بالقوات الدولیة وبالتالي مابقتش موجودة أنا ما
كنتش متحمسا لھا برضھ ولا أزال ولكن ھنا كان في ضرورات أشیاء فوق أنھ أنا أرى رأیا والثاني یرى رأیا إلى آخره لكن
بدأت تبقى فیھ قوات الطوارئ تعمل لنا غلطة ھنا، قوات الطوارئ موجودة باتفاق دولي بین مصر والأمم المتحدة فإذا أرید
مخاطبتھا في شيء یتعلق بعملھا فھذه قضیة سیاسیة ولیست قضیة عسكریة، اللي یتكلم فیھا وزارة الخارجیة ومش تصور أنھ
ولله إحنا مش عاوزین نخلیھا مسألة كبیرة عاوزین نحصرھا في إطار معین، فالفریق یبعث للجنرال ریكي قائد القوات الدولیة
یقول لھ من فضلك المناطق التي یمكن یحصل فیھا احتكاك ما بین رفح إلى شرم الشیخ على خط الحدود المصري مش
عاوزین قوات طوارئ فیھا خلیھا القوات تبقى جاھزة لرغبة فیما نحتاج تطلع، تبعد، تبعد عن الخطوط. الجواب انكتب في
الجیش، الجواب اتكتب في قیادة القوات المسلحة وأظن أن اللي كتبھ أنا أظن، أشك، اللي كتبھ أنا عندي فكرة مین ھو ومش
عاوز أقول أسماء، ھو كان أصلھ أظن ملحق عسكري بره یتصور أنھ بیعرف باللغة الإنجلیزیة أو بیتصوروا بعض أخواننا
في ذلك الوقت في القیادة العامة للقوات المسلحة أنھ یعني إنجلیزیتھ كویس ولكن في فرق بین واحد ممكن قوي یتكلم إنجلیزي
ولكن إحنا ھنا بنتكلم على تدقیق لأنھ لما جاء یطلب طلب حكایة القوات كتب بطریقة غریبة جدا، كتب ھنا في الطلب ده لازم
تقول لھ إیھ؟ لازم، إذا كنت عاوز تعملھ مع جنرال ریك وأنا مش متصور أنھ لا یفعل مع جنرال ریك لأن ده موضوع سیاسي
كان لازم الخارجیة ھي اللي تتكلم فیھ وكان لازم تبقى ده واضح في القاھرة ولدى القیادة السیاسیة أیضا مش بس القیادة
العسكریة لكن الرغبة في تقلیل حجم انفلات الأزمة یمكن دعت إلى شيء من الخلل في التعامل، في علشان تقول لأحد یعمل
في تعبیرات كثیرة جدا قانونیة وسیاسیة، عاوز تقول لأحد یعمل حاجة في القوات في terms قوات، تتحرك بالقوات في
إعادة redeployment إعادة تمركز، ممكن تستعمل redistribution إخلاء، ممكن تستعمل evacuation ممكن تعمل
انتشار بمعنى أن الألفاظ واسعة جدا، جدا یعني في الواحد یقدر یلاقي مترادفات على الأقل كل واحد منھم یعمل معنى مختلف،
یعمل، قد یكون المطلوب ھو إزاحة ولكن للتعبیر عن ھذا في ملیون درجة قریبة في الألفاظ من بعضھا ولكن دلالاتھا في
الرسالة، بمعنى unfortunately النھایة لھا أھمیة، فالجواب راح كتب الجواب وأنا أعتقد أنھ كان أبسط حاجة فیھا أنھ كان
سيء الحظ، لأن الدقة عازتھ، راح للجنرال ریكي فالجنرال ریكي ببساطة كده قال أنا لا أستطیع، بلغھ ضابط الاتصال ما بین
قوات الطوارئ والقیادة العامة للقوات المسلحة، بلغھ الجنرال ریكي فالجنرال ریكي رد الرد الطبیعي قال لھ إن ھذا الموضوع
یتعدى اختصاصي وسوف أبعث بھ إلى قیادتي في الأمم المتحدة، إلى رئاستي في الأمم المتحدة یعني إلى مكتب السكرتیر
العام للأمم المتحدة اللي ھو في ذلك الوقت تیوثانت وتیوثانت ھو رجل من بورما، دبلوماسي من بورما وأنا أعتقد أنھ من أكثر
الناس استقامة وأنا عرفتھ كویس قوي خصوصا أن مدیر مكتبھ الصحفي كان صدیقي وزمیلي في أخبار الیوم وھو الأستاذ
رمسیس ناصیف وھو من أحسن الناس في اعتقادي في ذلك الوقت لكن ھو كان معنا في أخبار الیوم كان في القسم الخارجي
رجا، طلب من عبد الرحمن باشا عزام في ذلك الوقت أن یساعده في أنھ یروح الأمم المتحدة لأنھ كان نفسھ قوي أن یروح
للأمم المتحدة وترقى وأصبح متحدثا رسمیا ومدیرا لمكتب الصحفي، سكرتیر عام الأمم المتحدة وھو ھایل ربنا یدي لھ الصحة
ھو لسھ موجود وقاعد في جنیف، ولكن عن طریق رمسیس أنا شفت تیوثانت كثیر قوي مرات وھو كان راغبا والرجل
رمسیس كان حسھ الوطني مع بلده في ھذا الوقت بالرغم من أنھ كان موظفا دولیا، لكن على أي حال، راح الطلب لتیوثانت،
الجنرال ریكي بیبعث لھ طلب القیادة المصریة ، فالجنرال ریكي نده محمد القوني، نده سفیرنا الھام جدا في اعتقادي والذي لم
یتكرر لسوء الحظ یعني وطلبھ إلى لقائھ. وھنا أنا حأرجع لرسائل محمد القوني، حأرجع لبرقیات محمد القوني في ذلك الوقت،
قدامي ھنا حاجتین، قدامي التقریر الشامل اللي كتبھ تیوثانت عن كل الوقائع وقدمھ وھو لم یوضع، اتحط في مجلس الأمن
ولكنھ اتحط في وقت الظروف كلھا فیھا ھائجة مائجة وبالتالي أنا أعتقد أن ھذا التقریر المھم جدا للأمین العام للأمم المتحدة
وفیھ كل وقائع ما جرى، كل وقائع الأزمة، أزمة التصعید، أنا أقصد لم یقرأ لكن ھو، وحأرجع لبعض الوثائق والوقائع فیھ
لكن ھنا بیھمني تقریر محمد القوني، تقریر محمد القوني على ورق الخارجیة، صورة منھ یعني، إدارة الرمز لأن القاعدة أن
البرقیات اللي جایة بالشیفرة بتروح على حاجة اسمھا إدارة الرمز في وزارة الخارجیة، إدارة الرمز تفك الشیفرة، تبعث
للوزیر، الوزیر یحیل إلى الرئاسة والرئاسة تحیل إلى من یشاء لكن كل برقیة یبقى فیھا كشف التوزیع الذي یجب أن تذھب
بمقتضاه إلى من یعنیھم الأمر أو إلى المقصودین بالأمر، أدي برقیة محمد القوني، نفتكر بقى التواریخ ھنا مھمة جدا لأنھ
17 مایو، ھنا ده محمد القوني بیشوف في البرقیة - واحد قرار نجدة سوریا كان یوم 14 في مایو، تحرك القوات بدأ یوم 16
5 إلى القاھرة بیقول إیھ؟ أنا متأسف حأقرأ منھا لأنھ في مسألة مھمة جدا أن / في 2587 بیبعثھا الساعة 21,30 یوم 16
نتحقق من كل خطوة ونحن سائرون إلى مرحلة موصفة لما نحن فیھ حتى ھذه اللحظة، بیقول، دعاني الدكتور بانش، اللي ھو
مساعد السكرتیر العام، دعاني الدكتور بانش مساء إلى مقابلة السكرتیر العام اللي ھو تیوثانت فورا وكان معھ بانش أطلعني
على برقیة وردت من الجنرال ریكي عن طلب الفریق فوزي انسحاب قوات الطوارئ من على خطوط الھدنة فورا محافظة
على سلامتھم، ھنا ما كانش انسحاب قوات الطوارئ ھو الھدف، اللي كان مطلوب سیاسیا ھو فتح، عدم الاحتكاك، وبالتالي
فتح بعض المواقع أو على الأقل یبقوا على حذر، وبعدین وردت برقیة أخرى أثناء الاجتماع للمطالبة بسحب ھذه القوات من
الصبحة وشرم الشیخ، ثانیا في ما یلي ملخص حدیث بانش السفیر المصري محمد القوني قاعد في مكتب السكرتیر العام
والسكرتیر العام موجود ولكن بیتكلم في ذلك الوقت ملخص الموقف مساعده الدكتور رالف بانش بیقول لھ الجنرال ریكي لا
یستطیع الاستجابة إلى طلب الفریق فوزي، اثنین إن انسحاب القوات من على خطوط الھدنة یجعل وجودھا غیر ذي موضوع
مھمة integrate بمعنى بیقول لھ إیھ باختصار وھي واضحة في تقریر تیوثانت بیقول إن مھمة قوات الأمم المتحدة مھمة
واحدة، مھمة حزمة واحدة فإذا طلبت رفعھا من مكان سقطت شرعیة وجودھا، معنى شرعیة وجودھا، لأنھ ھي موجودة
علشان تمنع آلة الحرب فإذا جئت قلت لي ابعدھا لأنھ في اشتباك إذاً فمھمة القوات المتحدة ھنا سقطت، بتقول لي بقى ھي
في تناقض في contradiction in terms رایحة حتفظ السلام وأنت جاي تقول لھا ابعدي لأنني قد أحارب، ھنا في
الرؤى تناقض في التعبیرات یعني، طیب، بعدین بیقول لھ إن حكومة القاھرة لا قیادة القوات المسلحة ھي صاحبة الحق في
مطالبة السكرتیر العام، صحیح، ھذا صحیح، وبعدین بیقول لھ إنھ في حالة المطالبة فإن السكرتیر العام سوف یخطر الجمعیة
العامة للحصول على مرافقتھا وھنا اعترضت، السفیر القوني بیقول، ھنا اعترضت قائلا إن قوات الأمم المتحدة موجودة في
بلادنا بموافقة الحكومة وطالما بقیت ھذه الموافقة والاتفاقیة الموجودة بیننا وبین السكرتیر العام في شأنھا ولا دخل لھا في
الأمانة العامة فإذاً نطلب سحبھا في أي وقت، وتیوثانت بیقول لھ، بیرد علیھ بیقول لھ لك حق أنت لك حق في ھذا وأنھ، طیب،
على أي حال طلب مني، رابعا، طلب مني تیوثانت الرجوع إلى حكومتھ لاستیضاح الأمر وفي حالة طلب سحب تلك القوات
أن یقدم إلیھ، وبعدین بیقول إنھ في اتصالات في الأمم المتحدة بین أمیركا وإنجلترا وفرنسا في شأن الموضوع. نشأ ھنا موقف
في منتھى الصعوبة لأنھ ببساطة كده، لما یطلب، الأمر ما بقاش عسكري، ما بقاش محصور، مابقاش في الرغبة في أنھ نخلیھ
بین ریكي وبین فوزي، ما بقاش في فائدة أن نحاول نقول سیاسي ولا مش سیاسي، ھنا في ھذه اللحظة أنا أعتقد أنھ اتحطیت
قدام مأزق وھو مأزق أن تطلب سحب كلھ أو توافق على بقاء كلھ، ھنا التصعید وصل إلى درجة أصبحت قلقة وحرجة،
اعتقادي أنھ حتى ھذه اللحظة الموقف مأمون وأن الذي استقر علیھ الرأي في القاھرة بعد مناقشات طویلة أنھ لیس أمامنا مفر
إلا أن نطلب سحب القوات لأنھ بعد ما مشیت كل ھذه الخطوات بعد ما رفعت درجة التوقعات إلى ھذه الدرجة خصوصا بحشد
القوات التي فاتت في القاھرة واللي اتشافوا في وسط القاھرة وبعدین ردة الفعل بتاعة ظھوره على ھذا النحو الدرامي في
العالم العربي بقى في تحولات في الأزمة، في تحولات في الأزمة أنا في اعتقادي أخطرھا نمرة واحد أنھ في ناس لقوا ھذه
فرصة للإمساك بھذا الموقف ودفعھ بأكثر من، ھنا في أنھ ممكن قوي تصل بالتصعید لغایة درجة معینة لكن عند التصعید عند
درجة معینة في حد قاعد متربص لك ومنتظر وجاءت، ومنتظر وصحیح من أول سنة 1956 ولیس ھناك سر في أن إسرائیل
تنتظر فرصة مناسبة لتعوض كارثة 1956 بالنسبة لھا وفضیحة 1956 بالنسبة لھا فأنت تعلم أنھا متربصة، لكن وفي
احتكاكات، أسباب كثیرة لاحتكاكات لكن ھنا بقیت في أزمة مثالیة، أزمة متصاعدة وبدا أنك صعدتھا وبأزمة أحدثت
مضاعفات وبدا أنك المسؤول عنھا وبأزمة أحدثت درجة ھائلة من التعبئة أصبحت ضاغطة علیك سواء من العالم الخارجي
یقول لك لا، أو من جماھیرك وھذه ھي قضیة كانت باعتقادي سنة 67 قضیة لعبت دورا كبیرا جدا لأنھ ھنا بقى في مع
التطلعات الزائدة للناس مع الضغوط الزائدة مع.. مع.. إلى آخره بدأ یبقى في نوع من الإحساس بأنھ لا بد على نحو ما أن
تكون على مستوى توقعات الناس، لكن أنا ده كلھ لغایة دلوقت أقره أفھمھ، وأنك لا بد أن تكون على مستوى تقوقعات الناس
وأنا برضھ لغایة ھنا مستعد أفھمھ لكن جدت خطوة بعد كده جدت خطوة وھي أنھ بما أن، وھنا بقى أنا أعتقد أن ھنا عبد
الحكیم عامر لعب دورا یستحق النظر شوي، لكن بعدین حأتكلم عن عبد الحكیم عامر بالتحدید ولكن في ھذه النقطة عبد الحكیم
عامر من سنة 1964 كان یشعر أن قوات الطوارئ لازم تمشي لأنھا بتستغل في التشھیر بأن مصر محتمیة من جانب قوى
كثیرة قوي في المنطقة، البعثیین، وفي الیمن وفي حرب الیمن وأثناء الیمن وفي العراق وإلى آخره أن مصر بتھرب من
الصراع العربي الإسرائیلي وأنھا بتحتمي وراء قوات الطوارئ وأن عبد الحكیم عامر حتى من سنة 1964 في زیارة أثناء
زیارة لھ في باكستان بعض القادة المسلمین كلموه في أنھ یعني إزاي أنھ ممكن أحد یقول إن مصر مستعدة وفي قوات طوارئ
موجودة بینھا وبین إسرائیل؟ فبعث عبد الحكیم عامر من باكستان رسالة -مع الأسف مش معي دلوقت - ھذه الرسالة إلى جمال
عبد الناصر بیطلب فیھا سحب قوات الطوارئ لأنھ عبء علینا نفسي ولا لزوم لھا، وعلى أي حال ھذا الموضوع لم یكن
واردا في الحسبان.
[فاصل إعلاني]
ألغام كامنة وخلل في المیزان
محمد حسنین ھیكل: لكن لما جئنا في الموقف في سنة 1967 وفي جو التصعید على ھذا النحو وقلنا اسحبوا القوات حصل
حاجة غریبة قوي، الحاجة الأولانیة أن الأمم المتحدة قالت حاضر حنسحب ممكن قوي نسحب من ناحیة المبدأ حنسحب لكن
كان ممكن یحصل سحبا بنظام ولكن حصل أیضا بتداعیات سیئة الحظ أن قوات الطوارئ كان فیھا قوات یوغسلافیة وھندیة،
جزء كبیر جدا، وإحنا اللي كنا مصرین علیھم لما بدأت فكرة سحب قوات الطوارئ وأصبح ھذا مطلبا شعبیا الحكومات في
الھند وفي یوغسلافیا إدت أوامر لقواتھا ولا تستنوا أمم متحدة ولا حاجة وبالتالي القوات الھندیة والقوات الیوغسلافیة وغیرھا
من قوات دول العالم الثالث راحت مسلمة مواقعھا فورا للقوات المصریة فنشأ وضع لا بد من السیطرة علیھ لكن السیطرة
علیھ أصبحت تقتضي جھدا خارقا غیر عادي، لكن بقفل، بأن القوات الھندیة والیوغسلافیة سلمت بعض المواقف في شرم
الشیخ ومع وجود قوات مصریة في شرم الشیخ بدأ یتقال الحصار، قفل خلیج العقبة، لازم نقفلھ، ساعة ما بدأ موضوع قفل
خلیج العقبة أنا شخصیا وأنا بقولھا ومعي ما كتبتھ في ذلك الوقت، قلقت جدا، قلقت جدا أولا أن ھذا قد یقود إلى حرب وبعدین
خلیج العقبة وقفل خلیج العقبة وأنا عارف أنھ ما فیش علیھ حاجة تخوفني في حاجة أبدا، لا یساوي، ھدف لا یساوي.
باستمرار في التصعید عندما تصل بك مطالب التصعید إلى لحظة معینة لا بد أن تسأل نفسك ھل الھدف یساوي ولا لا، ھدف
یساوي حجم التھدید اللي موجود قدامك أنت قادر علیھ تستطیع تحقیقة في أي مدى زمني مین یتدخل مین ما یتدخلش
خصوصا مسألة مھمة جدا، مسألتان مھمتان الحقیقة واحد أن خلیج العقبة طول العشر سنوات اللي كانت فیھم قوات الطوارئ
موجودة في شرم الشیخ لم تمر فیھ إلا باخرتین إسرائیلیتین بالتحدید وده كلام تیوثانت، الحاجة الثانیة أن خلیج العقبة فیھ تعھد
أمیركي، في تعھد أمیركي من أیام السویس اللي أنا سمیتھ فیما مضى اللغم الغائر في خلیج السویس، في ھنا لغم كبیر جدا
مزروع لأن الأمیركان تعھدوا، آیزنھاور برسالة منھ إلى بن غوریون بیقول لھ الولایات المتحدة الأمیركیة تتعھد بإبقاء كل
الممرات البحریة مفتوحة قدام الملاحة الدولیة وتستعمل قوة إذا شاء الأمر بما في ذلك خلیج العقبة. ھنا كان في موقف أنا
شخصیا قلقت، حأقول أنا كتبت إیھ في ذلك الوقت لكي تكون السجلات واضحة بما أنني باتكلم على تجربة حیاة بالدرجة
الأولى، أنا آدي المقال بصراحة وھو یوم 26 مایو قلت الصدام مع إسرائیل محتم وبعدین قلت إن خلیج العقبة سوف یؤدي
إلى حرب وقلت، أنا بأحاول أتكلم بالنص كده وأن تكون محاولات الحدیث عقلانیة بعیدة عن الإسترسال الإنشاء والھدر
الخطابي لأنھ وقتھا كان في حالة تعبئة ما لھاش حدود، وبعدین قلت ھذا الصدام سوف یقع على خط المواجھة بین القوات
المصریة وبین قوات العدو الإسرائیلي في البر والبحر أو الجو على المنطقة الممتدة من شمال غزة إلى الطرف الجنوبي یعني
شرم الشیخ في أي لحظة وفي أي وقت، وبعدین قلت التفسیر لیھ إسرائیل مضطرة حتحارب؟ لأسباب كثیرة قوي وقلت
وحذرت ونبھت أنھ لیس في مقدورنا أن نوجھ ضربة أولى لإسرائیل وأن علینا أن نتوقى الضربة الأولى ونتحمل ضربة
ثانیة، قلت ده. مع الأسف الشدید حصل حاجتان في نفس الوقت، حصل أنھ مظاھرات من الاتحاد الاشتراكي جاءت لي عند
الأھرام كنا لسھ في الأھرام قاعدین في شارع الساحة في وسط البلد وبدأت المظاھرات ترفع لي لافتات العقبة وما العقبة وما
أدراك ما العقبة، أنا كنت عایز أقول لأحد فیھم أنت ما أدراك ما العقبة؟ لكن على أي حال كان موقفا صعبا جدا، الحاجة الثانیة
أنا أبا إیبان -وھذا أحرجني جدا- وھو وزیر خارجیة إسرائیل أخذ ھذه المقالة وراح بھا لمجلس الأمن وقال مصر أقدمت على
مخاطرة كبیرة جدا وھي تعلم أننا سوف نحارب، ما كانش في مفاجأة، ده إحنا بنأخذھا بمفاجأة ھي دخلت الحرب وھي تعلم
أنھ إحنا حنحارب. المقالة دي ظھرت وأنا فاكر بعض ما أحاط بھا من ظروف، الدنیا مشتعلة المقالة طلعت وبدت كما بدا
معي كثیر جدا في مرات كثیر جدا الانھزامیة والاستسلامیة وده ما بیضایقنیش قوي یعني أقرأه وزي، باستمرار تعودت أنھم
یقولوا إنھ أنا كنت ضد الحرب، آه ضد الحرب لكن مش ضد تحریر الأرض لكن تضطر للقتال في حاجة.. في ھنا جھد شامل
كبیر قوي في إدارة الصراع یحتاج إلى تفكیر، لكن على أي حال قامت مظاھرات الاتحاد الاشتراكي، وكلمني الرئیس عبد
الناصر قال لي أنا خایف من أن كلامك یعني إحباط، لكن الأھم من ده كلھ كلمني عبد الحكیم عامر وقال لي مقالتك دي بتاعة
النھارده ممكن تعمل لي، ممكن تعمل مشكلة عند القوات وعلى أي حال تعال لي، اتفقنا على میعاد، لما كلمني عبد الحكیم
عامر حاجة غریبة قوي كانت عندي السیدة أم كلثوم، أم كلثوم كانت بتوریني بتقول لي بتحكي لي على قصیدة ھي حتغنیھا
في ھذه الظروف ھي كمان كانت واخداھا الحماسة من غیر حدود وھي بتتصور أو تصورت ھي كانت دائما تتھمني أنھ أنا
عقلي بارد مرات كده یعني وأنا ببص للأمور بعقلانیة وأنھ یا أخي اطلع غني یعني، فھي كانت عندي یومھا وكانت برضھ
كلمتني عن المقالة فبتقول لي یا أخي بتعمل إحباط للناس لیھ؟ بنتكلم جاءت مكالمة عبد الحكیم عامر حطیت المكالمة قلت لھا
یظھر إن عبد الحكیم عامر رأیھ زیك أنت كمان أنھ أنا عملت إحباط، قالت لي أقدر أروح، حأروح لھ فقالت لي أقدر آجي
معك، عاوزة بس أطمئن. لأن الغنوة الحقیقة اللي كانت فیھا، اللي كانت ھي عاملاھا القصیدة ولا الغنوة كان فیھا بتقول
راجعین نحرر، راجعین بقوة السلاح، راجعین نحرر الحمى، راجعین كما رجع الصباح من بعد لیلة مظلمة، وأنا كنت بأحاول
أقول لھا أرض إیھ اللي حنحررھا؟ أنا أروح أرضھا ولكن یا ستي أنا قولي لي فین، قولي لي فین اللیلة المظلمة دي كلھا، إحنا
كل الناس اتخذت في حمى موقف معین إلى درجة أنھ یعني أنا الحقیقة بقیت مخضوض، بالفعل كلمت عبد الحكیم عامر بعد
ھي ما نزلت، قلت لھ أم كلثوم كانت بتقول إنھا عاوزة تشوفك خمسة دقائق تستعد، تأخذ جرعة ثقة لأنھ عندھا بتعمل كذا
وقلت لھ الكلام بتاع الغنوة كان قدامي ورتھا لي أم كلثوم، فقال لي ھاتھا معك تقعد معنا عشر دقائق وبعدین، ثاني، یومھا
باللیل، لا، ثاني یوم، ثاني یوم ده كان یوم جمعة، ثاني یوم السبت رحت أنا والسیدة أم كلثوم وھي في سیارتي ودخلنا القیادة
العامة وفي مئات الضباط والعساكر شافونا وإحنا طالعین وطعنا عند عبد الحكیم عامر وعبد الحكیم عامر بطریقتھ وكان
رجلا ظریفا في بعض الأحیان كثیر قوي الحقیقة شخصیة لطیفة جدا یعني وأنا أعتقد أنھ ظلم یعني لأنھ اتحط في ظروف أكبر
منھ على أي حال قضیة ثانیة أنا جاي لھا، لكن ھو بدأ یطمئن أم كلثوم وحتى أسلوبھ في طمأنة أم كلثوم لم یعجبني وناقشتھ فیھ
بعد ما نزلت لأنھ ھي قعدت معنا ربع ساعة أخذت فنجان قھوة وبعدین أنا مشیت معھا من مكتبھ وھو لغایة مكتبھ وأنا أخذتھا
لغایة الأسانسور بتاع القیادة العامة ونزلتھا لغایة رجعتھا في عربیتي علشان تأخذھا ترجعھا ثاني البلد وترجع لي العربیة ثاني
وطلعت لعبد الحكیم عامر ثاني. عبد الحكیم قاعد بیحكي لي على استعداد، درجة الاستعداد وأنا بأقول إنھ فتح ستارة الخرائط
اللي في مكتبھ لكن أنا، أنا مش عسكري لكن أنا خضت أو كنت موجودا أثناء خوض حروب كثیر قوي لأني أنا حضرت
بعض المعارك الأخیرة في الحرب العالمیة الثانیة شفتھا كمراسل عسكري یعني، حضرت في كوریا، شفت في كوریا، شفت
بفلسطین شفت بفییتنام، شفت في الیونان بشكل أو بآخر وقرأت جدا في، لأنھ علشان تغطي معارك وتغطي حروبا لا بد أن
تقرأ فبشكل ما یتجمع لدیك ما یمكن أن یكون قاعدة فھم، ما ھواش ثقافة بتاع ثقافة حرب لكن قاعدة فھم الأمور، بمقدار فھمي
للأمور أنا حسیت أن عبد الحكیم عامر قلق یتظاھر بأكثر مما ھو في الإمكانیات، وحأوري إزاي دلوقت، وبعدین اللي قدامي
على الخرائط كلھ خطة دفاعیة كاملة، ھو في ذھنھ وده قالھ لأم كلثوم مش حیلاقوا ثغرة ینفذوا منھا وأنا أعتقد أنھ ساعة ما
قائد یقول مش حیلاقوا ثغرة أنا أبقى خائفا، لأنھ یبقى وزع قواتھ كالحائط على الحدود، حائط، ما عندوش فرصة للحركة،
مرونة الحركة، السرعة الاحتفاظ بقوة كبیرة جدا في الاحتیاطي flexibility مسألة مھمة جدا في الحركة في قواعد الحرب
لكي تواجھ أي ضربة لأن في الحرب أي جیش مستعد یضرب منطقة معینة ویركز علیھا یخترق فإذا اخترق وأنت واقف كل
عساكرك مترصصة زي الحیطة كده إذاً ما عندكش قوة تھاجم فیھا، ما عندكش قوة تعمل بھا ھجمات مضادة، ما عندكش قوة
تعمل بھا ھجمات مضادة، ما عندكش قوة لقتال حقیقي، عندك قوات تحرس حراسة على سور لكن ده.. وبعدین أنا بأناقشھ ھو
بیقول لي أنا حأدیك.. وھذه، ھذه بخطھ على فكرة القائد الأعلى، أقصد ھو ده التوجیھ بتاعھ الصادر ھو في 15 مایو برفع
درجة الاستعداد وھو إداه لي على مكتبھ وده اللي أقرأه وھو یحمل تصحیحات بخط یده ھو، لكن التصحیحات لفتت نظري
قوي، ھو بیقول قرارات نائب القائد الأعلى بتارخ كذا سري للغایة إلى آخره، عام، "أصدر السید المشیر نائب القائد الأعلى
للقوات المسلحة القرارات التالیة: ترفع درجة الاستعداد للقوات المسلحة، تتحرك التشكیلات والوحدات المقررة في خطط
العملیات من أماكن إیوائھا الحالیة إلى مراكز تمركزھا الجدیدة، تكون القوات المسلحة مستعدة استعدادا كاملا لتنفیذ جمیع مھام
القتال على جبھة إسرائیل في ضوء تطورات الموقف" وبعدین بیشرح زي ما بیحصل في التوجیھات العسكریة بیشرح
الأسباب الداعیة، تشیر المعلومات إلى الحشد على سوریا، كویس قوي، نوایا إسرائیل عدوانیة متكشفة من تصریحات أشكول،
تتمشى نوایا إسرائیل مع حشد قواتھا مع مخططاتھا المنطقة وضرب سوریا إلى آخره، وبعدین ھناك عملیة عسكریة
وتستھدف احتلال الضفة وكذا ویجب أن نكون مستعدین إلى آخره طق طق طق إلى آخره، عشرة بنود. التصلیحات اللي بخط
عبد الحكیم ھنا في منتھى الأھمیة لأنھ أنا ھنا في قدامي قائد مقبل على شيء لكن عنده في نھایة المطاف عنده حاجة، عنده
أمل أنھا لا تحدث، لیھ؟ قدامي، بیقول إنھ.. ھو أضاف كذا إضافة واحد اثنین ثلاثة أربعة خمسة إضافات، منھا واحدة أنھ إحنا
لازم نساعد أي بلد عربي حتى ولو كان تحت حكم رجعي -مش مشكلة- وبعدین فیھا أنھ مسؤولیتنا قدام الدول التقدمیة، اثنین
وبعدین -حطھا بخط یده- وبعدین أن مساندتنا للآخرین تقویة لخططنا إحنا الدفاعیة علشان نقنع القوات، لكن ما ھو أھم أضاف
بندا بخط یده كاملا جدیدا خالص بیقول فیھ إیھ؟ "إن تحرك قواتنا إلى سیناء استعدادا للمعركة یجعل إسرائیل تفكر مرتین قبل
أن تقدم على غزو سوریا". وضع ھذه الجملة في اعتقادي في نھایة التوجیھ السیاسي لقائد عسكري یدي الإیحاء ولو بالقصد
أن الھدف ھو مجرد التھدید، في فرق جدا، بنعمل مناورة، السیاسة بتعمل مناورة وتكون في حسابھا أن تتجنب الصدام لكن
القوات ینبغي أن تكون ذاھبة وعارفة أنھا مش مناورة، القوات یجب أن تكون ذاھبة وھي تعلم أن احتمال القتال وارد، مجرد
أن ھذا النص في اعتقادي یرد في التوجیھ العام للقوات المسلحة وبخط ید المشیر، من حسن الحظ أنھ أنا أخذتھ معي علشان
أقرأه كان في عدة نسخ منھ وأنھ أنا أخذت نسخة معي علشان أقرأھا وأقول لھ رأیي بھا ثاني یوم وأنھا بقیت عندي وفیھا وأنا
أعتقد كلما قرأت ھذه العبارة أدركت ثغرة من الثغرات التي جرت في موضوع التوجیھ، في موضوع التصعید، في التصعید
القیادة السیاسیة تبقى عارفة متى تتراجع، متى تفتح بابا، متى تغیر، لكن القوات الذاھبة وحتى لسلامة الحركة السیاسة ینبغي
أن تكون عارفة أنھا ذاھبة ذاھبة أنھ في مھمة وأن ھذه المھمة قد تحدث لكن لا یكتب لھا أنھ ولله مجرد وجودنا ھناك قد یردع
إسرائیل، ما ینفعش الكلام ده، عایزة المسائل في اعتقادي وھذه مجموعة أخطاء لكن في مقدمات أزمة 67 لكن ھذه
المجموعة تریني أنھ نحن دخلنا والأمور لیست محكومة كما ینبغي أن تكون. تصبحوا على خیر.
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: سیاسة تصعید الأزمات محمد حسنیین ھیكل
04/10/11, 06:25 pm
اثااابك الله ...
وسلمت انااااملك ...
تحيتي وتقديري ...اختك فوفو
وسلمت انااااملك ...
تحيتي وتقديري ...اختك فوفو
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: سیاسة تصعید الأزمات محمد حسنیین ھیكل
04/10/11, 06:58 pm
رزقك الله الجنة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى