مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملامح التوجه النقدي في تجربة عزيز السيد جاسم الفكرية Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 31 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 31 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
avatar
علي ياسين
عضو جديد
عضو جديد
البلد : ملامح التوجه النقدي في تجربة عزيز السيد جاسم الفكرية Marsa210
عدد المساهمات : 2
نقاط تميز العضو : 96360
تاريخ التسجيل : 18/09/2011

a ملامح التوجه النقدي في تجربة عزيز السيد جاسم الفكرية

19/09/11, 03:07 pm
ملامح التوجّه النقدي في تجربة عزيز السيد جاسم الفكريّة
علي ياسين / العراق
عزيز السيد جاسم (1941-1991) المغيّب عنّا جسدا لا روحا سيظل مثيرا للأسئلة والشجون رغم مرور عقدين على رحيله إلى حيث لا يدري أحد!
لقد عاش الرجل حياة حافلة بالصعاب في صباه مما أذكى عقله وضميره ، وألقى ذلك بظلاله على ثقافته فتميّز بنبوغه المبكّر في مجال الكتابة وعرف بشهوة منقطعة النظير للمعرفة ، توجّها بعشرات الكتب والمقالات في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي متنقلا في ضروبها المختلفة منطلقا من أن (منطق الحياة لامنطق الفلسفة يؤكد وجود العلاقة بين جميع أطراف التناقض الذي تبديه ظواهر الحياة من أقصاها إلى أقصاها) (1 ).ولعلّ ذلك النتاج الذي يؤكّد موسوعية الرجل لم يفتقد للرابط العضوي الذي تنشد إليه تلك الكتابات ، فالناظر مليّا بكتاباته لا يعدم ذلك السلك الذي تنتظم به موحَّدة برؤية شمولية للأشياء انسحبت على المجال النقدي الذي ترك فيه مؤلفات عديدة يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار -عند تفحّصها- سياقها التاريخي الذي ولدت فيه وهي :
1. دراسات نقدية في الأدب الحديث.
2. منطلقات اشتراكية في قضايا الثقافة والأدب والفن.
3. الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضي.
4. ديوان عبد الأمير الحصيري (إعداد وتقديم).
5. معروف الرصافي ، قصة خمسين عاما في كبرياء الشعر.
6. الالتزام والتصوف في شعر عبد الوهاب البياتي.
7. إيقاع بابلي ، قراءة في شعر حميد سعيد.
ورغم كتاباته المتعددة و الكثيرة في مجال النقد الأدبي لم يطرح الرجل نفسه ناقداً احترف النقد الأدبي وخبرَ مناهجه ونظريّاته، بل كان همّ المفكر هو الهمّ الأعلى والأكثر وضوحاً في مجمل نتاجه المعرفي .أي أنّه لم يدخل حقل النقد من باب التخصص القائم على الحرفة وإنما تمّ له الأمر من باب الفكر والمعرفة الإنسانية الواسعة، لكننا مع ذلك لا نعدم إذ نلمس اهتمامه الواضح بالكليات والشمول، دون إهماله الجزئيات والتفاصيل، وقد حاول عبر ذلك كلّه تقديم نفسه كمثقف وقارئ متابع له رؤيته الخاصة فيما يقرأ ويتابع، هادفاً آخر الأمر إلى إشراك الآخرين في متعتي القراءة والاكتشاف بشيء من التواضع وبعيدا عن الوصاية والتسلط النقدي والأطر والتقاليد التي تؤدي إلى الانعزال والانغلاق بين الناقد والجمهور لأن (الناقد الموسوعي الناجح هو الذي يتسم بالصبر والتواضع على امتداد مسيرته الجهادية التي تنشد غرس المعرفة في الأذهان) ( 2).وتبعاً لذلك فقد جاءت تجربته النقدية مزيجا من الفكر والوجدان وعلاقتهما بالحياة.
ومنذ أن نشر كتابه الأول (دراسات نقدية في الأدب الحديث عام 1970) حاول أن يقول كلمة المعاناة الصادقة في تجربة الخلق الفني لا سيّما وأنه قد مارس عملية كتابة الشعر، وعرف الكيفية التي تكون عليها هذه المعاناة . كما سجَّل عبر كتابه هذا انطباعاته العميقة المبتعدة عن التأثر الانفعالي والمُقتربة من التذوق الهادئ الذي يجترُّ من أعماق الوجدان تجربة الشاعر ورؤاه.
وقد بذل السيد جاسم جهداً ملموساً في رصد الحركة الشعرية الحديثة في العراق وتابع تطورات هذه الحركة من خلال مقالاته العديدة التي أثرى بها الدوريات المحليّة والعربيّة الصادرة آنذاك متحمّساً لتيار التجديد ولما يزل وليداً لم يكتسب شرعيته ولم تتأكّد قدرته على الصمود بوجه التحديات والمعارضة الكبيرة التي جابهته منطلقا بموقفه هذا من منطلقين فني وتاريخي ونلمس ذلك عبر محاولته تأصيل تجربة الشعر الحر التي يراها أمكانية فنية تستجيب لتغيرات العصر الثقافية والروحية مثلما هي ضرورة حضارية يمليها الواقع الاقتصادي والاجتماعي وإنّ هذه الإمكانية تقف مع حركة ثورة العصر الحديث الصاعدة من أجل التبديل والتغيير الشاملين فكان واحدا من المدافعين عن (قصيدة النثر) هذا الشكل الجديد في زمن كان فيه الشعر الحر ذاته لم يؤكّد نفسه كتجربة فنية جديدة لها حق البقاء والحضور ثقافيّا وهذا يعكس وعياً نقدياً سابقاً لأوانه كما يدلّ على فهم عميق بظاهرة التحوّلات الشكلية التي لابدّ أن تطرأ على الأجناس الأدبية بمرور الزمن.
أما رؤيته النقدية الخاصة فقد نَمَتْ وتَمَحْوَرَتْ خلال العقدين الأخيرين من رحلة حياته عبر محور يكاد يكون ثابتاً وإن تكرَّر في أنماط مختلفة، وقد تمثل ذلك من خلال محاولاته الدائبة لخلق (ستراتيجية تصالح) بين ما تحفل به الحياة وما يضجّ به الفكر والوجود من ثنائيات عديدة متضادة، أي نستطيع القول تبعا لذلك أنّ الفكر النقدي لدى السيد جاسم فكر مشدود لمبدأ (التوفيق) ، وإنّ هذه النظرة التوفيقية لم تكن نظرة تلفيقية تقوم على مجرد الانتقاء والاختيار دون أن تكون هناك وجهة نظر تؤدي إلى موقف أو تقود إلى غاية.
إن وسطيته تلك هي جزء من موقف كلي وشامل اصطبغت به فلسفته وتلوّنت به رؤيته الفكرية العامة يقول: (مايرَ فيه الآخرون التناقض الاصطراعي المباشر أجدْ فيه الوحدة القائمة على جدلية التناقض والائتلاف، التنوع والوحدة، الوحدة حيث هي قائمة وموجودة فأراها في (القومية والدين) و(الاشتراكية والفردية) وفي (المثالية والماديّة) وفي (المستقبلية والتراثية)...) ( ) ويكاد هذا المبدأ أن يكون بمثابة القالب الذهني الذي طغى على مجمل أفكاره في خطوطها العامة
ستتكرر هذه الستراتيجيّة وتتمظهر على أكثر من مستوى بحيث تكون نهاية الأمر بمثابة المحفّز الذي يحرك الفعل النقدي لديه ومن ثم تقوده ، وقد تمثّل ذلك من خلال محاولته التوفيق بين الثنائيات التالية: (المادية والمثالية، الذاتي والموضوعي، التراث والمعاصرة، الشكل والمضمون، العاطفة والعقل، الماضي والحاضر )... إلخ من الثنائيات الأخرى، وقد تنبّه أكثر من باحث إلى مظاهر هذا الفكر (التوفيقي) في نتاج السيد جاسم المعرفي، ففي الفكر السياسي -مثلاً – حاول جاهداً أن يزاوج بين اليمين واليسار عبر محاولته المصالحة بين المادي والروحي من خلال نموذجين هما الماركسية والإسلام( )
وقد برزت وسطيته تلك بشكل واضح بعد تخلّيه عن خطّه اليساري الذي عُرف به في مطلع حياته فبدت جليّة مع مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم عبر مجموعة من الكتب الصادرة في تلك الفترة وهي :
1. ديالكتيك العلاقة المعقدة بين المثالية والمادية
2. (تأملات في الحضارة والاغتراب)
3. الرسالة القومية الثقافية بين الأصالة والمعاصرة
لقد اتخذَ من هذه الوسطية أساساً لفلسفة عريضة في كتابه الأول حيث امتزجت لديه النزعة العقلانية المادية في تحليل الأمور بنزعة أخرى تعتمد الحدس منهجاً لمعرفة الحقيقة بطريقة مباشرة ، فيقول : (مثلما لا يتحرر الإنسان من حقيقته المادية لا يتحرر من روحيته أي حقيقته الروحية ولا تكون المعرفة والحالة هذه (قَبلِيَّة) بل هي انعكاسية متبادلة وديالكتيكية روحية ومادية) ( ).
وباعتماده الأساس الفلسفي ذاته يقرن بين الروح والمادة منتهيا إلى أن الإنسان معادلة طرفاها الروح والمادة وأن أساس توازنه يأتي من خلال تعادلهما وعدم طغيان أحدهما على الآخر، وقد أتت هذه النظرية عنده أُكْلها وثمارها بانتقالها لديه من الحقل الفكري إلى رؤيته الخاصة للشعر بوصفه فنّا إنسانيا (لا نستطيع إلغاء ارتباطه بالعالم من حوله، بالماضي، والحاضر، والمستقبل، مهما كانت انفلاتات الشاعر وصبواته الحلمية وتخيّلاته) ( ).ولذا فقد تحوّل النص الشعري عند السيد جاسم إلى منعطف صَحَّ أن يلتقي عند اليساري ذو النزعة العقلانية المادية بالمتصوف ذي النزعة المثالية الروحية، فيجدّ كلّ منهما ضالته عند هذا النص وهذا ما يشي به أحد كتبه النقدية التي تناول فيها شعر عبد الوهاب البياتي بعنوان (الالتزام والتصوف.. في شعر عبد الوهاب البياتي) ( ).
وربما لم يكن ببعيد من ذلك – أيضاً – طريقته في التقاط اختياراته النقدية إذ نجده يتناول بالدراسة والتحليل أعمال شاعر عربي قديم بمنزلة الشريف الرضي الذي رآه قد (رفع لواء قضية سياسية وأيدلوجية أخلاقية) ( ) مثلما يلتقط بالدرس والتحليل أعمال شاعر عراقي من الشعراء المعاصرين، وهو المرحوم عبد الأمير الحصيري الذي كان منبوذا وقد اتسمت سيرته الحياتية بالمجون والاستغراق في الشراب والسكر والنوم في المقاهي والحانات والأرصفة( ).وهذا –بالتأكيد- يعكس تأرجح الفكر النقدي لدى السيد جاسم بين قطبين مكملين لموقفه الفكري العام فيأتي تبعاً لذلك اختياره لدراسة شعر الحصيري امتداداً وتواصلاً لدراسة شعر الشريف الرضي، كما هو دليل على اتساع السيد جاسم وشاهد على رحابة صدرٍ تجمع بين حرية الرؤية وحرية الفعل فتلتقط الجوهري والإنساني في الإبداع بغض النظر عن سياقاته المولّدة ، وعليه فمن الطبيعي أن يكون نصّ (الحصيري) قد فرض نفسه وحضوره الفكري والجمالي بالقدر الذي فرضه (نص الشريف الرضي) لدى السيد جاسم مع اختلاف الوجهة والزمان ورؤية العالم لدى كلّ من الشاعرين، بمعنى أن النصّين قد توحّدا عند المثقف الناظر بعين الصقر الذي بدا له (النقص عين الكمال) واتّضحت له الوحدة خلل الأضداد فوجد الائتلاف في المختلفات.


(1 ) عزيز السيد جاسم، ديالكتيك العلاقة المعقدة بن المثالية والمادية – في الرؤيا والمقدس والمعجز والعقلاني، دار النهار للنشر، بيروت، 1982، ص258.
( 2) عزيز السيد جاسم، ثقافة الناقد الأدبي ومشكلات النقد، مجلة المعرفة السورية، دمشق، العدد (207) آيار 1979، ص49
( 3) عزيز السيد جاسم يتأمل ويفتح نيرانا، حوار أجرته شفيقة مطر بمجلة اليوم السابع البيروتية بتاريخ 18/4/1984
( 4) ينظر : د. محسن جاسم الموسوي، عزيز السيد جاسم – موجز في سيرته وفكره ، مجلد الف ياء الزمان العدد 2 سنة 2004 ، ص410.
( 5) ديالكتيك ، ص15.
( 6) عزيز السيد جاسم ، دراسات نقدية في الأدب الحديث ،بغداد ، 1970 ، ص23
( 7) ينظر الكتاب الصادر عن دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1990 لاسيما فصله العاشر وعنوانه (المرحلة التوسطية بين الواقعية الاشتراكية والثورية الصوفية) ص187 وما بعدها
( Cool عزيز السيد جاسم، الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1987، ص47
( 9) ينظر : عزيز السيد جاسم، ديوان عبد الامير الحصيري، (إعداد وتقديم) دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1986، ص9
محمد
محمد
مشرف مرسى الرياضة
مشرف مرسى الرياضة
البلد : ملامح التوجه النقدي في تجربة عزيز السيد جاسم الفكرية Btf96610
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205063
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

a رد: ملامح التوجه النقدي في تجربة عزيز السيد جاسم الفكرية

19/09/11, 04:06 pm
اهلا بك اخي الكريم بيننا

وشكر لك على هذا الموضوع القيم

وعلى تقديم هاته الشخصية المميزة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى