- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
من آداب العلماء
15/02/11, 02:18 pm
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
يروي التاريخ الإسلامي أن عبدالله بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى بعبدالله بن مسعود فأخذ يده وقبَّلها وقبَّل أنفه وجبهته فقال عبدالله بن مسعود ما حملك على هذا يا ابن عم رسول الله فقال هكذا أمرنا أن نحترم العلم وأهل العلم فما كان من عبدالله بن مسعود إلا أن التقم يده وقبَّلها وقبَّل أنفه وجبهته وقال وهكذا أمرنا أن نحترم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يخفى على أهل العلم أن الصحابيين الجليلين عبدالله بن العباس وعبدالله بن مسعود - رضي الله عنهما - كانا من كبار علماء وفقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانا يختلفان في بعض المسائل الفقهية مما هي محل اجتهاد ونظر وترجيح، ولم يكن اختلافهما متجاوزاً النظر الفقهي إلى الجوانب الشخصية، ولا إلى جوانب التنقص والتعرض الشخصي ومثل هذين الصحابيين الجليلين عبدالله بن عمر وعبدالله بن العباس، فعبدالله بن عباس شيخ المدرسة التيسيرية، وعبدالله بن عمر شيخ المدرسة التحفظية وهما مدرستان برزتا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهرت كذلك مدرسة عبدالله بن مسعود التي هي في الغالب أصل المدرسة الحنفية المعتمدة في الغالب على النظر في المقاصد وتحصيل المصالح من ذلك.
وكان مجموعة من الفقهاء يعيرون علماء الحنفية عند استعراض أقوالهم في المسائل الفقهية بقولهم: وقال أهل الرأي. ولو تابعنا أو تصفحنا تاريخ فقهائنا كالأئمة الأربعة وغيرهم لوجدنا الكثير من الصور المشرفة في آدابهم وتعاملهم فيما بينهم بروح تسودها المحبة والتقدير والإجلال والاحترام.
الإمام أحمد كان يثني على الإمام الشافعي ثناء لفت نظر ابنته وطلبت منه أن يستضيف الإمام الشافعي ليلة لترى ما يفعله مما يبرر ثناء والدها عليه. فاستضافه إحدى الليالي وصارت بنت الإمام أحمد تراقب الشافعي في تلك الليلة فيما يتعلق بالتهجد وتلاوة القرآن فلم تر شيئاً لافتاً النظر وأذَّن الفجر وهو لا يزال في فراشه فقالت لوالدها: هذا الشافعي الذي أكثرت الثناء عليه وعلى تقواه وصلاحه وقد راقبته الليلة فلم أر ما يبرر ما تقول: فقال: يا بنيتي تحدثت معه بعد صلاة الفجر وذكر لي أنه كان في تأمل آية الدين آخر سورة البقرة وانه استخرج منها تلك الليلة ألف مسألة ولا يخفى أن قضاء الوقت في التحصيل العلمي والاستنباط والنظر والتحقيق والتدقيق ابتغاء وجه الله خير من الدنيا وما فيها والله سبحانه وتعالى حصر الخشية لله في العلماء وهو حصر إضافي فقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقد قال الإمام أحمد في فضل التفكر في آيات الله ومخلوقاته وأسرار تصرفاته وقضائه قال رحمه الله: تفكُّر ساعة خير من قيام سنة.
أقول إن سلفنا الصالح من علمائنا وفقهائنا كانوا يختلفون فيما بينهم في مجموعة من المسائل العلمية في العبادات والمعاملات والحقوق الأسرية ومسائل الجنايات والإيمان والكفارات ومسائل القضاء مما هو مجال للاجتهاد والنظر ولكن اختلافهم لا يتجاوز أنظارهم الفقهية إلى الأحوال الشخصية بل كل واحد منهم ينظر إلى مخالفهِ نظرة احترام وتقدير واعتراف بفضله وعلمه وصلاحه وتقواه ومكانته العلمية في مجتمعه. فيجب علينا ونحن أخلاف أسلافنا أن نترسم سيرهم ومسالكهم وحسن تعاملهم مع بعضهم. وقصر الخلاف على ما عليه الخلاف دون أن يمتد إلى ما وراءه من الجوانب الشخصية..
بهذا نستطيع أن نوجد لنا شريحة علماء تسودهم المحبة والمودة ويشتركون جميعاً في قاسم مشترك هو البحث عن الحقيقة والتمسك بها والدعوة إليها في حدود التواصي بالحق والتواصي بالصبر والاحترام المتبادل وإن وجد الخلاف فيما هو محلّ للخلاف. فهذا منهج سلفنا الصالح من عهد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه والتابعين لهم بإحسان ولن تصلح هذه الأمة إلا بما صلح به أولها..
والله المستعان..
المصدر :صحيفة الرياض
ولا يخفى على أهل العلم أن الصحابيين الجليلين عبدالله بن العباس وعبدالله بن مسعود - رضي الله عنهما - كانا من كبار علماء وفقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانا يختلفان في بعض المسائل الفقهية مما هي محل اجتهاد ونظر وترجيح، ولم يكن اختلافهما متجاوزاً النظر الفقهي إلى الجوانب الشخصية، ولا إلى جوانب التنقص والتعرض الشخصي ومثل هذين الصحابيين الجليلين عبدالله بن عمر وعبدالله بن العباس، فعبدالله بن عباس شيخ المدرسة التيسيرية، وعبدالله بن عمر شيخ المدرسة التحفظية وهما مدرستان برزتا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهرت كذلك مدرسة عبدالله بن مسعود التي هي في الغالب أصل المدرسة الحنفية المعتمدة في الغالب على النظر في المقاصد وتحصيل المصالح من ذلك.
وكان مجموعة من الفقهاء يعيرون علماء الحنفية عند استعراض أقوالهم في المسائل الفقهية بقولهم: وقال أهل الرأي. ولو تابعنا أو تصفحنا تاريخ فقهائنا كالأئمة الأربعة وغيرهم لوجدنا الكثير من الصور المشرفة في آدابهم وتعاملهم فيما بينهم بروح تسودها المحبة والتقدير والإجلال والاحترام.
الإمام أحمد كان يثني على الإمام الشافعي ثناء لفت نظر ابنته وطلبت منه أن يستضيف الإمام الشافعي ليلة لترى ما يفعله مما يبرر ثناء والدها عليه. فاستضافه إحدى الليالي وصارت بنت الإمام أحمد تراقب الشافعي في تلك الليلة فيما يتعلق بالتهجد وتلاوة القرآن فلم تر شيئاً لافتاً النظر وأذَّن الفجر وهو لا يزال في فراشه فقالت لوالدها: هذا الشافعي الذي أكثرت الثناء عليه وعلى تقواه وصلاحه وقد راقبته الليلة فلم أر ما يبرر ما تقول: فقال: يا بنيتي تحدثت معه بعد صلاة الفجر وذكر لي أنه كان في تأمل آية الدين آخر سورة البقرة وانه استخرج منها تلك الليلة ألف مسألة ولا يخفى أن قضاء الوقت في التحصيل العلمي والاستنباط والنظر والتحقيق والتدقيق ابتغاء وجه الله خير من الدنيا وما فيها والله سبحانه وتعالى حصر الخشية لله في العلماء وهو حصر إضافي فقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقد قال الإمام أحمد في فضل التفكر في آيات الله ومخلوقاته وأسرار تصرفاته وقضائه قال رحمه الله: تفكُّر ساعة خير من قيام سنة.
أقول إن سلفنا الصالح من علمائنا وفقهائنا كانوا يختلفون فيما بينهم في مجموعة من المسائل العلمية في العبادات والمعاملات والحقوق الأسرية ومسائل الجنايات والإيمان والكفارات ومسائل القضاء مما هو مجال للاجتهاد والنظر ولكن اختلافهم لا يتجاوز أنظارهم الفقهية إلى الأحوال الشخصية بل كل واحد منهم ينظر إلى مخالفهِ نظرة احترام وتقدير واعتراف بفضله وعلمه وصلاحه وتقواه ومكانته العلمية في مجتمعه. فيجب علينا ونحن أخلاف أسلافنا أن نترسم سيرهم ومسالكهم وحسن تعاملهم مع بعضهم. وقصر الخلاف على ما عليه الخلاف دون أن يمتد إلى ما وراءه من الجوانب الشخصية..
بهذا نستطيع أن نوجد لنا شريحة علماء تسودهم المحبة والمودة ويشتركون جميعاً في قاسم مشترك هو البحث عن الحقيقة والتمسك بها والدعوة إليها في حدود التواصي بالحق والتواصي بالصبر والاحترام المتبادل وإن وجد الخلاف فيما هو محلّ للخلاف. فهذا منهج سلفنا الصالح من عهد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه والتابعين لهم بإحسان ولن تصلح هذه الأمة إلا بما صلح به أولها..
والله المستعان..
المصدر :صحيفة الرياض
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: من آداب العلماء
15/02/11, 08:10 pm
كلمات تسطر من ذهب
نفعنا الله وايااكم...جزاك الله خيرا ع الموضوع القيم والهام
نفعنا الله وايااكم...جزاك الله خيرا ع الموضوع القيم والهام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: من آداب العلماء
15/02/11, 09:09 pm
اشكر لك مرورك العطر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى