- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺪﯾﺢ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﺮﯾﻐﻲ (ﻣﺪﯾﺢ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﻧﻤــﻮذﺟﺎ)
29/12/10, 02:37 am
وﻻﯾﺔ اﻟﻤﺴﯿﻠﺔ
اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﻮل ﺷﻌﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﯾﻐﻲ ﺷﺒﯿﺮة
ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻣﺴﯿﻒ (25 -24 ﻣﺎي 2005)
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺪﯾﺢ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﺮﯾﻐﻲ
(ﻣﺪﯾﺢ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﻧﻤــﻮذﺟﺎ)
ﺩ. ﻋﺒﺎﺱ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ﺒﺎﻟﻤﺴﻴﻠﺔ
ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﺍﺌﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺸﻌﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺒﻲ ﻋﺎﻤـﺔ
ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺨﺎﺼﺔ؛ ﻓﻬﻭ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺘـﻭﺍﺘﺭﻩ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺸﻌﺭ. ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺒﺤﺙ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻗﺒل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻨﺹ ﻨﻔﺴﻪ.
ﺭﻏﻡ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺤﻭل ﺘﺒﻠﻭﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻘﺭﺃ ﻤـﻥ ﺃﻭﺍﺌـل
ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﺕ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻋﻤﻼ ﺃﻨﺠﺯﻩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﺤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻱ (ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻋـﺸﺭ ﺍﻟﻤـﻴﻼﺩﻱ) ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺭﺒﻁﻪ ﺒﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ " ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻐﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﻠﺤﻭﻥ ﻭﺒﻪ ﻴﻬﺠﻭﻥ ﻭﻴﻤﺩﺤﻭﻥ، ﻭﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ
ﻓﻨﻭﻥ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭﻤﻌﺎﻥ ﺭﺸﻴﻘﺔ.."
(1)
ﺜﻡ ﺭﺍﺡ ﻴﻘﻴﻤﻪ. ﻭﺫﻫﺏ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺴﻌﺩ ﺍﷲ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﺯﺩﻫـﺎﺭ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻓﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﺎﻴﺏ ﻭﺴﻴﺩﻱ ﺍﺒﻥ ﻋﻠﻲ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻗﺩﻭﺭ ﻭﻟـﺩ
ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ (ﻓﻲ ﻨﺹ ﻴﻬﺎﺠﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ) ﻭﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺒﻥ ﺤﻭﺍﺀ (ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺇﺫ ﻴﻤﺩﺤﻪ)
ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺠل ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
(2)
. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺎﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻨﺘـﺸﺎﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺭ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻱ " ﻟﻡ ﻴﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻤـﻥ ﻋﻠﻤـﺎﺀ
ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﺒل ﺇﻥ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﺘﺠﺩﺩ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻠـﻰ ﻴـﺩ
ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻤﺜﺎل ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﻭﺍﺒﻥ ﻁﻔﻴل.. "
(3)
، ﻭﻤﻨﻪ، ﻓﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺯﺠﺎل ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴـﺔ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ
(4)
ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﻥ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻭﻫﻭ ﺸﻲﺀ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﺠﺩﺍ؛ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻜﺈﻨﺘﺎﺝ ﻟﻐﻭﻱ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺃﺕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻠﻐـﺔ
ﻨﻔﺴﻬﺎ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺎﺕ ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ؛ ﻓﻤﺤﻤﺩ ﺒـﺸﻴﺭ ﺒﻭﺠـﻭﻴﺭﺓ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ " ﻴﻌﺩ ﺭﺍﻓﺩﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﺃﺩﺒﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ"
(5)
. ﻓﺎﻟﻤـﺴﺄﻟﺔ
ﻻ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺇﺫﻥ ﺒﻔﺌﺔ ﺃﻭ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺃﻨﺠﺯﺕ ﻤﺩﻭﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ، ﺒل ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺼﻴﺭﻭﺭﺓ ﻅـﺎﻫﺭﺓ- 2 -
ﺃﺩﺒﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺨﺘﺯﻥ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻭﺘﻜﺘﻨﺯ ﺒﺄﻋﻤﻕ ﺭﻤﻭﺯﻫﺎ ﻭﺃﻴﻘﻭﻨﺎﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ
ﻭﺤﺴﺎﺴﻴﺘﻪ.
1- ﻟﻘﺩ ﺍﺨﺘﻴﺭ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻜﻤﺠﺎل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ؛ ﻟﺘﺠﺫﺭ ﻭﺃﺼﺎﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﻭﻜﺜﺎﻓﺔ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﻭﺸﺩﺓ
ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻪ ﺒﺄﻨﺴﺎﻕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ، ﺒل ﺇﻥ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻨﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤـﻭﻉ ﻟﻠﻌﺎﻤـل
ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺜﻴﺭﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ
ﻴﺤﺘل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻓﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ؛ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺃﻻ ﻨﺘﻭﻗﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﻷﺤﻜـﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟـﺸﺭﻋﻴﺔ؛
ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻬﻤﻠﺔ ﺸﻌﺭﻴﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﻭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﺒﻨﻲ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟـﺩﻴﻨﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻀﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ (ﺍﻵﺨﺭﺓ – ﺍﻟﺯﻫﺩ – ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ – ﺍﻷﺨﻼﻕ – ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ..)، ﻭﻻ ﺒـﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ
ﺍﻹﻨﺸﺎﺩﻴﺔ ﻟﻪ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﻨﺤﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ.
ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ، ﻓـﺈﻥ ﺫﻟـﻙ ﻻ ﻴﻌﻨـﻲ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻟﻺﻓﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺒل ﻫﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺭﺒﻁ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺸﻜﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﻘﻁﺎﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺒﻴﻥ ﺭﻤﻭﺯﻩ (ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﻓﻌل ﻨﻬﻀﻭﻱ ﺃﺴﺎﺴﺎ)، ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻹﺒﻘﺎﺀ ﺩﻻﻻﺘﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺤﻴـﺔ ﻓـﻲ
ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻴﻥ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺘﻨﺯل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﺭﺏ ﻋـﺭﺽ ﺍﻟﺤـﺎﺌﻁ ﺒﺎﻟﻤﻌﻁﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ. ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺘﺘﻔﺭﻉ ﻋﻨﻪ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ، ﺒل ﺘﻨﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻅـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ (ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺠﺎﺩ.
ﻟﻘﺩ ﺘﻘﺎﻁﻌﺕ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ (ﻓﺼﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺸﻌﺒﻴﺔ) ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ:
- ﻤﺩﺡ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻟﻕ – ﻓﻲ ﺍﻷﺼل – ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺭﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ..
- ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺘﻌﻅﻴﻤﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ، ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻓﺘﺤﻭﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺃﻭ ﻋﻴﺩ ﺘﺼﺤﺒﻪ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺴﻠﻁﺎﻨﻴﺔ ﻭﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ.. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﻡ - ﺤـﺴﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺭﻴﺯﻱ - ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻲ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻤﺩﺨﻼ ﻭﻓﺭﺼﺔ ﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ﺁل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺤﺴﺏ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺫﻱ ﻻ
ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻗﺒل ﻤﺼﺭ
(6)
[ﻭﻴﺫﻫﺏ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺒﺎ ﺴﻌﻴﺩ ﻜﻭﻜﺒﻭﺭﻱ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒـﻥ
ﺒﻠﺘﻜﻴﻥ – ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 586ﻫ 1190ﻡ – ﻤﻠﻙ ﺃﺭﺒﻴل ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻋﻅﻡ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﺎﻟﻤﻭﻟﺩ، ﻜﻤـﺎ ﻴـﺫﻜﺭ ﺍﺒـﻥ
ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺤﺎﻁﺔ 11/3 ﺃﻥ ﺁل ﺍﻟﻌﺯﻓﻲ ﺒﺴﺒﺘﺔ (ﺒﺩﺃ ﺤﻜﻤﻬﻡ ﺴـﻨﺔ 647 ﻫ 1249ﻡ) ﺃﻭل ﻤـﻥ ﺸـﺭﻉ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل، ﻭﻷﺒﻲ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﻌﺯﻓﻲ (633-557 ﻫ) ﺒﻥ ﻤﻠﻜﻬﻡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ (ﺕ677) ﻜﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻟـﺩ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻅﻡ" ﻤﻨﻪ ﻨﺴﺨﺔ ﺨﻁﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﻜﻭﺭﻴﺎل ﺭﻗﻡ 1741
(7)
ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
2- ﻭﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩﻴﺔ ﺍﺯﺩﻫﺭﺕ ﺴﻭﻗﻬﺎ ﺨﻼل ﻋﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻙ
ﻭﻤﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ.. ﻭﺍﺘﺨﺫﺕ ﻁﺒﺎﺌﻊ ﻤﺤﺩﺩﺓ: - 3 -
- ﻓﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ (ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺼﻴﺎﻏﺔ)، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ ﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ
ﻭﺸﻜﻠﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ، ﺤﺘﻰ ﻏﺭﻗﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺸﺩ ﺍﻟﺒﺩﻴﻌﻲ، ﻭﺘﺤﻭﻟـﺕ (ﺍﻟﺒـﺩﻴﻌﻴﺎﺕ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻨﺒﻭﻴـﺎﺕ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻤﻭﻟـﺩﻴﺎﺕ) ﺃﻭ
(ﺍﻟﺒﺭﺩﺓ) ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺸﻌﺭﻱ ﻤﻨﻅﻡ ﻭﻤﺜﺨﻥ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
- ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﺤﺭﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ، ﻓﺎﺴـﺘﺠﺎﺒﺕ ﻟﻤﻨﻅـﻭﺭﺍﺕ ﺇﺼـﻼﺤﻴﺔ
ﻭﺯﻫﺩﻴﺔ ﺒل ﻭﺼﻭﻓﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻭﻨﺴﺏ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ.
- ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﻤﺭﺍﺤل ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺘﺘﻭﺍﺘﺭ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺎﺕ، ﻤﺜل ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺭﺴـﻭل (ﺹ)،
ﺫﻜﺭ ﻤﻜﺎﻨﺘﻪ، ﻭﺴﻴﺭﺘﻪ، ﻭﻤﻌﺠﺯﺍﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﻭﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺘﺭﺒﻴﺘﻪ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺓ.
3- ﺘﺴﺭﺒﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻭﻻ ﺒﻌﺩ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟـﺸﻌﺭ ﺍﻟـﺼﻭﻓﻲ ﻭﻀـﻌﻑ ﺴـﻭﻗﻪ،
ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺩﺙ (ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ) ﺒﺎﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﻴﺽ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺼﺭﻓﺔ، ﻭﻫﻭ ﻤـﺎ ﺩﻓـﻊ
ﺒﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻪ. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺴﺒﺒﺎ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﻭﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﺠﺎﺩ ﻭﻤﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ (ﺒﻭﺼﻔﻪ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺙ ﻭﺍﻟﻤﺸﻔﹼﻊ)، ﻭﺘﻔﺘﺢ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻤﺯﻴـﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻟﻪ ﻭﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻴﻥ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﺁﺨﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ ﺍﻟﻠـﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴـﺸﻭﻥ ﻓﻴﻬﻤـﺎ،
ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻤﺎﻥ ﺒﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺯﺡ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ.
4- ﻭﻻ ﻴﺸﺫ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ (1957-1895ﻡ) ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ؛ ﺇﺫ ﺘﻠﻘـﻰ ﺘﻌﻠﻴﻤـﺎ ﺩﻴﻨﻴـﺎ
ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻫﻡ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ
(
. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺒﺎﻟـﺸﻜل ﺍﻟﻤﺘﻌـﺎﺭﻑ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻤﻨﺎ، ﺒل ﻫﻲ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ، ﺘﻀﻤﻥ ﻭﻓﻕ ﻤﻨﻅﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ (ﺍﻟﻁﺭﻗـﻲ) ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ
ﻭﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺘﻌﺒﺩﻴﺔ ﻭﺫﻜﺭﻴﺔ، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺯﺍﻭﻴﺔ ﻭﻤﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺭﺤﻠـﺔ
ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﻭﻥ، ﻻ ﺘﻤﺩﻩ ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺒل ﻭﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻜﺫﻟﻙ. ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ (ﻤﺘﻤﻴـﺯﺓ)
ﻤﻀﻠﻠﺔ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ؛ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺌﻬﺎ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻭﻤﻨﻪ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻼﺤﻡ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻟﺩﻯ ﺇﺼـﻼﺤﻴﻴﻥ ﺁﺨـﺭﻴﻥ
ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺘﻬﺫﻴﺒﻪ.
ﺇﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻟﺘﺭﺴﻡ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻗﻭﺓ ﺤﻀﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻓـﻲ
ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ، ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﺭﺃ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ (ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻭﻫﺒﻲ) ﺘﻤﺠﺩ (ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻠﺩﻨﻲ) ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﺢ ﻤـﻥ ﺍﷲ
ﺩﻭﻥ ﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺃﻭ ﺸﻴﻭﺥ
(9)
، ﻭﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺼﻭﻓﻲ ﺒﺤﺕ، ﻟﻜﻨﻪ ﻤﻐﺎﻴﺭ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻤـﺎ ﻴـﺭﺩﺩﻩ ﺃﻫـل ﺍﻟﻁـﺭﻕ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻴﻥ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ، ﻓﻲ ﻤﺩﺡ ﺍﻟﻨﺒـﻲ (ﺹ) ﺒﻌﻨـﻭﺍﻥ: ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ.
ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ، ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺄﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻨﻔﺴﻪ. ﻗﺩ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﺫﻟـﻙ
ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺤﺴﺏ، ﺒل ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻥ ﻨﺴﺠل ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻨﺸﺎﺩﻴﺔ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻪ (ﺒل ﺘﺘﻔﻭﻕ) ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺩﺍﺌﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ. - 4 -
* ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﺍﻷﻭل: ﻻﺯﻤﺔ ﻏﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﻨﺸﺎﺩﻴﺔ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻹﻨﺸﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ:
ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﺎ ﺤﻨﺎﻥ
ﺼـﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﹼــ(ﺍ)ـﺒﻲ ﻟﹶﻤـﺠﺩ ﺴـﻴﺩ ﻟﹸـﻭﺠﻭﺩ ﺤﻴﺙﹸ ﻜــﺎﻥ
ﺼـﻠﻭﺍ ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﹺـ(ﺍل)ـﺘﹼـﻤـﺎﻡ ﻗـﺩ (ﺍل)ﺸﹼْـﻬـﻭﺭ ﻭﺍﻟﹾﻸَﻴـﺎﻡ
ﻗﹶـــﺩ (ﺍل)ﺼـﻼﺓﹾ ﻭﺍﻟﺼﻴــﺎﻡ ﻗـﺩ ﻟﺠـﻨﻴﻥ ﻓـ(ﻱ) ﻟﱠﺭﺤـﺎﻡ..
(10)
* ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ):
ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﺍﻹﻨﺸﺎﺩﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﻨﺹ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎل ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺃﻭﺴﻊ ﻭﺃﻜﺒﺭ، ﻭﻫﻭ ﻤﺠﺎل ﺩﻴﻨﻲ (ﻏﻨـﺎﺀ
ﻭﻤﺩﻴﺢ ﺩﻴﻨﻲ)، ﻭﺍﻹﻨﺸﺎﺩ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﺴﻴﺭﻭﺭﺓ ﺃﻜﺒﺭ، ﻭﺭﺴﻭﺨﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴـل ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘـﻲ
ﻴﺘﺤﻭﻻﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺤﺩ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ، ﻓﻬﻭ ﺇﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻫﻭﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ
ﻴﺩﻤﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺩ ﻓﻲ ﺠﻭ ﺭﻭﺤﺎﻨﻲ ﺨﺎﺹ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺇﺤﺩﻯ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺭﺍﺘﻴل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻌﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﻴﺎ، ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻜﺎﺭﻫﻡ ﻭﺃﻭﺭﺍﺩﻫﻡ.
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻫﻲ ﻓﺎﺘﺤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻭﺴﻁﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻫﻲ ﻭﺴﻴﻠﺘﻪ ﻟﻠﻔﺕ
ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻭﺤﺙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺼﻐﺎﺀ، ﻓﻴﻘﻭل ﻟﻪ (ﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)). ﻟﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﻠـﺕ
ﻤﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻤﻨﺩﻤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﻫﺎﻫﻨﺎ ﺘﺘﺭﺴـﺦ
ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻭﺘﺘﻌﻤﻕ، ﻭﻴﺘﺴﻕ ﺍﻟﻨﺹ ﻓﻲ ﺨﻁ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﻭﺍﺤﺩ ﻟﻠﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻻﺘﺼﺎل، ﻭﻴﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺃﻤﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻟﻠﻘﻭل.
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺘﺘﻨﻭﻉ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﺜﻨﺎ ﻭﺘﺘﻨﻭﻉ ﻷﺠل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ. ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﺍﻟـﺸﺎﻋﺭ ﻤﺠـﺎﻻ ﻟﺘﻌﻅـﻴﻡ
ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻓﻀل ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻬﺎ، ﻟﻘﺩ ﺘﺸﻜﻠﺕ ﻤﻥ (ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ) ﻭﻤﻥ (ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)). ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺘﻭﺴـﻴﻊ
ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻏﻨﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻅﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﹸﻘﺩﻡ ﺇﻟﻴﻪ.
* ﺍﻟﺸﻭﻕ:
ﺘﺸﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺎﺕ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﺭﺴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟـﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺠـﺯ ﺨـﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ، ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻴﺘﺸﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘـﺎﻉ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴـﺔ
ﻭﺘﺒﺩﻭ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓ ﻭﺭﻭﻀﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﻭﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺴـﻤﻭ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ.
ﻭﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﻴﻨﻬﻲ ﻤﻘﻁﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﻅﻤﺘﻪ ﻭﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻕ ﺒﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺠـﺎﺀ
ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺼﻭﺭﺓ ﻻ ﻤﻘﺎﺒل ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺏ ﻭﺍﻟﺒﻌﺩ ﻻ ﻴﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺎﻟﺨﻴـﺎل
ﻓﻘﻁ ﺒل ﻴﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺭﺴﻭل (ﺹ) ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﻀﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ، ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻫﻨﺎ ﻤﺎﺩﻴﺔ، ﻭﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻴﻪ (ﺹ) ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺼﻌﺒﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺭﺘﻬﻨﺔ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻭﻀﻌﻪ، ﺒل ﻭﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴـﺎﺕ ﻭﻭﻀـﻊ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﺼﻼ، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺔ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺸﻜﻭﻯ ﻭﺍﻟﺸﻭﻕ، ﻭﺘﺘﺤـﻭل ﺇﻟـﻰ- 5 -
ﺠﺯﺀ ﻫﺎﻡ ﻭﻁﻭﻴل (ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ 60 ﺒﻴﺘﺎ) ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺒـل ﻫـﻲ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﻤـﺴﺘﻘل ﺘﻘﺭﻴﺒـﺎ؛ ﺇﺫ
ﺴﻨﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺤﺞ.
- ﻟﻨﻼﺤﻅ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ:
*- ﻭﻁﹾﻨﻭ ﺒﻌﻴﺩ ﺠـﺎﻨﻲ ﻜﹶـﻭﺩﻩ ﺴـﻴﺩ ﻟﻤـﻼﺡ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺠـﻭﺩﻩ
ﻭﺍﻨﺎ ﺠﻭﺍﺭﺤـﻲ ﻤﺼﻬﻭﺩﻩ ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﺯﻴـﻠﹾـﻔﻭﺍ ﺤـﻤـﺎﻥ ..
- .. ﻭﻁﹾﻨﻭ ﺒﻌﻴﺩ ﺠﺎﻨﻲ ﺠﻭﺒﻪ ﻤـﻼﻩ ﻴﺎ ﻤﺭﺍﺴـﻡ ﻁﻴﺒـﻪ
ﻤﺎ ﺼﺎﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻨﺠﺒـﻰ ﻭﻨﹾـﺸﻭﻑﹾ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁـﺎﻥ
- .. ﺒﻌﺩ (ﺍ)ﻟﻤﺭﺍﺴﻡ ﻤﺒـﻜﹼﻴﻨﻲ ﻨﺒﻜـﻲ ﻋﻠﻰ (ﺍ)ﺤﻤﺩ ﺨﻠﹼـﻴﻨﻲ
- .. ﻭﻁﹾﻨﻭ ﺒﻌﻴﺩ ﺠﻭﺒﻪ ﺠﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺼﻬﺩ ﺜﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻜﹾﻨـﺎﻨﻲ
ﻴﺒﺴـﺕﹾ ﻤﺴﺎﺤﺘﻲ ﻭﺠـﻨﺎﻨﻲ ﻁﺎﺡ (ﺍ)ﻟﻭﺭﻕ ﻤﻥ ﻟﻐﺼـﺎﻥ
(11)
*- ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓﹾ ﻜـﻲ ﻨﺴﺘﻘﺒلْ ﻨﻨﻅﺭ ﻫـﻭﻯ ﺒﻼﺩﻭ ﻨﻬﺒـلْ
ﻴﺼﻴـﻬﺩﻭ ﺠﺭﺍﺤﻲ ﺘﺸﻌـلْ ﺒﻴﻥ ﻤﻅﺎﻟﻌـﻲ ﻨﻴــﺭﺍﻥ
- ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺒـﻼﺩﻨﺎ ﻟﻤﺴﻴﻠــﻪ ﻋﻥ ﻭﻁﻥ ﻨﺎﺱ ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺎﻥ
ﻜﹾﻭﻯ ﻤﻅﺎﻟﻌﻲ ﺒﺎﻟﺤﻤـــﻪ ﻤﻀﺭﻭﺭ ﺩﺍﻫﻤﺘﻨﻲ ﻏـﻤـﻪ
(12)
*- ﻟﻭﻤﻲ ﻋﻠﻴﻙ ﺭﺍﻩ (ﺍ)ﺘﹾﺤﻴـﺭ ﺁﺼﺭﺨﺘﻲ ﺍﻟﺤﻤـل ﺍﺨﺸـﺎﻥ
ﻨﺤـﻥ ﻋﻤــﺎﻟﺔ ﻗﺴﻨﻁﻴﻨـﻪ ﻭﺍﻨﺕﹶ (ﺍ)ﺒـﻼﺩﻙ ﺍﻟﻤـﺩﻴﻨﻪ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﻏﺎﻤﻕ (ﺍ)ﻤﻼﻗﻴﻨــﺎ ﻭﺍﻟﺒﺭ ﺨﻭﻑ ﻋﺩﻡ ﺍﻤــﺎﻥ..
(13)
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺸﻘﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻲ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻤﺔ ﺩﺍﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻭﻀـﻊ ﺍﻟـﺼﻌﺏ
ﻭﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺒﺴﻭﺀ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺸﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺯﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻭﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗـﻭﻑ
ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺴﻊ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل
ﻤﻜﺎﻥ (ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ) ﺃﻭ (ﻗﺒﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)) ﻋﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ. ﻓﺘﺨﺘﻔﻲ ﻜل ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﻭﻻ ﺘﻅﻬـﺭ
ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻟﻸﻟﻡ ﺍﻟﻤﺭﻤﻭﺯ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﻼﻤﺎﺕ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺤﺴﻴﺔ (ﺍﻟﺒﻜـﺎﺀ – ﺍﻟﺤﻤـﻰ..)، ﺃﻭ ﺒﻤﻌﺎﺩﻟﻬـﺎ
ﺍﻟﺭﺍﺌﻊ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﻑ (ﻴﺒﺴﺕ ﻤﺴﺎﺤﺘﻲ ﻭﺴﻘﻁﺕ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺒﺴﺘﺎﻨﻲ). ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻓﻌﻼ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺒﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ، ﺇﺫ ﻴﺨﺘﺯﻥ ﺃﻋﻤﻕ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﺘﺼﻭﻴﺭﻫﺎ.
* ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ:
ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﻟـﺩﻯ ﺍﻟـﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺒﻲ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴـﺔ
ﻭﺒﺎﻷﻤﺠﺎﺩ، ﺒل ﺇﻨﻬﺎ ﻤﺨﺯﻭﻥ ﺭﻭﺤﻲ ﻫﺎﻡ ﻭﺃﺴﺎﺴﻲ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻴﺴﺘﻤﺩ ﻤﻨﻪ ﻗﻭﺘﻪ ﻭﻤﻌﺎﻟﻡ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺼـﺭﺍﻋﻪ ﻤـﻊ
ﻤﺴﺘﺠﺩﺍﺕ ﻋﺼﺭﻩ. - 6 -
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺘﻘﻑ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ)، ﻓﻬﻲ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ؛ ﻷﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻨـﻭﺍﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﻤـﺩﻴﺢ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ، ﺜﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺹ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﺤﻘﺔ ﻭﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﺎ. ﻭﻟﻨﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺘﻪ:
ﻨﹾﺒﻴـﻪ ﻜﻠﱡـﻪ ﻜــﺭﻡ ﻭﺠــﻭﺩﻩ ﻻﺯﺍل ﺴﻴـﺭﺘﹸﻪ ﻤﺤﻤــﻭﺩﻩ
ﺴـﻼﻙ ﻤﻥ (ﺍ)ﺤﺼـلْ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺩﻩ ﻋﻨــﺩ ﺸﹾـﺩﺍﻴﺩ ﺍﻟﺯﻤــﺎﻥ
ﺃﺤﻴـﺎ ﺍﻟﺩﻴـﻥ ﺒﻌــﺩ ﺍﻟــﺭﺩﻩ ﻅﹶـﻬﺭﺕﹾ ﺤﻘــﺎﻴﻕ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ
ﺃﺠـلْ ﺒﻴـــﻪ ﻭﺍﻟﺨﹸـــﻠﹶـﻔﺎ ﻗﻠﺒـﻭ ﺍﺤﻨـﻴـﻥ ﻤﻭﻟﹶﻰ ﺭﺍﻓﹶﻪ
ﻤﺒﻌــﻭﺙ ﻟﻠﺨـﻼﻴﻕ ﻭﻓﱠــﻰ ﺒـﻠﱠـﻎﹾ ﺭﺴﺎﻟﹾـﺘﹸﻭ ﻤﺎ ﺨـﺎﻥ
(14)
ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﻜﻤﺜﺎل ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺴﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺭﺜﺔ ﻟﻠﺭﺴـﻭل (ﺹ) ﻭﻫـﻲ
ﻟﻴﺴﺕ ﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ (ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ) ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻀﺎﻓﺎﺕ ﺃﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺴﺭﺒﺕ
ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻗﻴﺔ ﻤﺜﻼ. ﻓﺎﻟﻜﺭﻡ ﻭﺍﻟﺠﻭﺩ ﻭﻏﻭﺙ ﻤﻥ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺸﺩﺓ، ﻭﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻤـﻥ ﺃﻫـﻡ ﺍﻟﻤﻼﻤـﺢ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺃﺨﻼﻗﻪ. ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺭﻭﺙ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﻓﻬﻭ ﻋﺭﺒﻲ ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺩﻴﻨﻲ ﻭﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﻨﹶﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻻﺴﻼﻤﻲ ﻨﻔﺴﻪ.
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻌﺩﻩ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ. ﻭﻴﺒﺩﺃ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻬﻡ ﺘﻠﺨﺹ ﺨﺼﺎﻟﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ:
ﺃﺠـلْ ﺒﻴـــﻪ ﻭﺍﻟﺼﺤــﺎﺒﻪ ﻓﺭﺴﺎﻥ ﺘـﺫﹼﻜــﺭ ﻋﻁـﺎﺒﻪ
ﻭﺠـﺩﻭﺍ ﺤﺒﻴﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﻜﹸـﺭﺒــﻪ ﻨﺼـﺭﻭﻩ ﺫﻭ ﺍﺭﺠﺎل ﻤﺘـﺎﻥ
ﻫﺘﹾـﻜﻭ ﺍﻟﻭﺍﻁﻴــﻪ ﻭﺍﻟﺼﻌﺒـﻪ ﻁـﺎﻓﻭ ﺍﻟﺒـﺭ ﻋـلْ ﻟﹶﺭﻜﺎﻥ
ﺒـﺫﻟﻭ (ﺍ)ﺠﻬــﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺨﹶـﺩﻤﻭﺍ ﻻﹶﺨﹾـﺭﻩ ﺒﺎﻟﻨﻴــﻪ
ﻤﺎﺫﺍ ﺍﻭﻻﺩﺕﹾ ﺍﻟﺼﺤﺒــﻴــﻪ ﺒﺫﹾﻟـﻭﺍ (ﺍ)ﺠـﻬﻭﺩﻫﻡ ﺸﺠﻌﺎﻥ
ﻜلّ (ﺍ)ﺭﺠﻴل ﻋﺒﺎﺭﻭﺍ ﺒـﻤﻴـﻪ ﻭﻟﹾﻔﻴـﻥ ﺘﺤﺼﻴـﻬﺎ ﻗﹸﻤــﺎﻥ
(15)
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻨﻼﺤﻅ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﺎﺒﺔ:
ﻓﺭﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺒﺭ..
ﺍﻟﺠﻬـﺩ...
ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ
ﺍﻟﺸﺠﺎﻋـﺔ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻌﺎﺩل ﻤﺎﺌﺔ ﺒل ﺃﻟﻔﻴﻥ ..
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ (ﻭﻫﻲ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺨﺎﻟﺼﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓـﺈﻥ ﻤﻌﻅـﻡ ﺍﻟـﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟـﻭﺍﺭﺩﺓ
ﻤﺘﺩﺍﻭﻟﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ. - 7 -
ﻟﻜﻨﻪ ﻴﻔﺼل ﻤﺎ ﺃﺠﻤﻠﻪ، ﻓﻴﺘﻨﺎﻭل ﺒﻌﺽ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ. ﻭﻟﻨﺤﺎﻭل ﺭﺴﻡ ﺠﺩﻭل ﻴﻠﺨﺹ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺹ ﺒﻜـل
ﺼﺤﺎﺒﻲ:
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺼﺩﻴﻕ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺒﺭ- ﺨﻠﻴﻔﺔ – ﺴﺒﻕ ﺒﺎﻹﻴﻤﺎﻥ- ﺇﻏﺎﺜﺔ
9
9
ﻋﻤـﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻻ ﻤﺜﻴل ﻟﻪ -
9
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﻋﻔﺎﻥ ﻓﺎﺭﺱ- ﻤﻬﺎﺠﺭ- ﻗﺎﺘل ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ 10 - 9
11
ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺃﺴﺩ- ﺸﺠﺎﻉ-
11
ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻥ ﻴﺎﺴﺭ ﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ- ﺸﺠﺎﻉ-
11
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﺸﺠﺎﻉ ﺭﻜﺎﺏ ﺨﻴل-
11
ﺤﻤﺯﺓ ﻭﺃﺨﻭﻩ ﻭﻁﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻤل- ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﺴﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺘﻁﻭل ﺇﺫ ﺍﺤﺘل ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ، ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﻊ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ (ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ) ﻟﻌﻠﻲ. ﻭﺘﺭﻜﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺸـﺠﺎﻋﺘﻪ
ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﺩﻡ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻀﺭ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ. ﻭﻨﻌﻨﻲ ﺒﻪ ﺍﻟـﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ. ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺘﺘﺤﺩﺩ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ، ﻓﻌﺜﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺒـﺎﻟﺤﻠﻡ،
ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﺒﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻴﻬﻤل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﻭﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ.
ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﻌﺘﻨﻲ ﺇﻻ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﺸﻜل ﻀﻤﻥ ﻭﻋـﻲ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘـﻲ ﻓـﻲ
ﻭﻀﻊ ﻤﻌﻴﻥ. ﻗﺩ ﺘﻁﻔﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ (ﺃﻭ ﺼﻔﺎﺕ) ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ، ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺩﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒـﻭﻱ
ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﺒﻨﻴﺔ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ:
- ﻓﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺘﺘﻨﺯل ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺴﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﺼﺎﺩﻤﻲ ﻤﻊ ﻗﻭﺍﺕ ﻤﻨﺎﻭﺌﺔ.
- ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺘﻌﺎﻟﻕ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻤﻊ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺠﺩﻴﺩ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ
ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟـﺼﺒﺭ ﻭﻨﺤﻭﻫـﺎ ﺴـﻼﺡ
ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻷﻤل ﻗﺩ ﻴﺘﺤﻘﻕ.
* ﺍﻟﻭﻀﻊ:
ﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎ؛ ﺇﺫ ﻴﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ، ﻓﻘﺩ ﺃﻨﻬﻰ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﺒﺈﺩﺍﻨﺔ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺁل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺯﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل، ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺭﻗﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺒﻼﻏﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ
(16)
:
ﺤﺴﻴﺕ ﻜﺒﺩﺘﻲ ﻤﺸــﻭﻴﺔ ﻟﺠﺭﺍﺡ ﺠﺎﻭﻨــﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴــﻪ - 8 -
ﺼـﻤﻁﹾ ﻟﻤﻌــﺎﺵ ﻭﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻱ ﻟﺒـﻼﺩ ﻴﺎ ﻟﺨــﻭﺍﻥ
ﻏﺎﺒـﻭﺍ ﻓﹸﺭﺴـﺎﻥ ﺍﻟﻠﹼﺯﻤﻴـﺔ ﺍﻜﹾـﺜﺭ ﻟﺨﻤـﺎﺝ ﻭﺍﻟﻁﻐﻴـﺎﻥ..
ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﻨﻘل ﺍﻟﺤﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)، ﺇﻟﻰ ﺭﻗﺔ ﻭﻤﺭﺍﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﺭ ﻭﺘﺤﻭل ﺍﻷﺠﻴﺎل، ﺜﻡ
ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺭﺴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻻ ﻴﺘﻨﺯل ﻫﻨﺎ ﺇﻻ ﺩﺍﺨل ﻤﺩﻟﻭﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻓﻲ ﻀﻤﻴﺭ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﺠﺫﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻬﻭﺩ ﺍﻟﻨﺨـﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﻭﻕ. ﻓﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺭﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻘﺫﻴﻥ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻨﺒل ﻭﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺎل ﻏﻴﺎﺒﻬﺎ.
ﻭﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻴﺴﺘﻌﻴﺩﻫﺎ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﻨﻬﻲ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺒﻁﻭﻻﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠـﺔ ﻫﻨـﺎ ﺃﻗـﻭﻯ
ﻭﺃﻋﻨﻑ
(17)
:
ﻤﺎﻻﻩ ﻴﺎ ﺍﻟﺴــﺭﺏ ﺍﻟﺯﻴــﻨﻪ ﻻ ﻤﻥ ﻟِـﻔﹶﻰ ﺍﻴﻁﹸـل ﻋﻠﻴﻨـﺎ
ﻤﺭﻀـﻭ ﺍﻗﻠﻭﺒﻨـﺎ ﻤﻠﹼﻴﻨـــﺎ ﻏﺒﺘـﻭ ﺍﺠﻤﻴـﻊ ﻻ ﻤـﻥ ﺩﺍﺭ
ﺤﻤـل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺠﺎﺭ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻏﺎﺒـﻭ ﺭﻓــﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨـﺘـﺎﺭ
ﺍﻟﻠﹼﻲ ﺍﺘﺠﻴﺏ ﺠـﺭﻭ ﺍﺘﺤﻨـﻲ ﻭﺍﺘﺯﻭﺥ ﺒﻴﻪ ﻭﺍﺘﻘـﻭل ﺍﺒﻨﻲ
ﻭﺘﹾﺒﺎﺕ ﺯﺍﻫﻴــﻪ ﻭﺍﺘﻐﻨــﻲ ﻤﺘﹾـﻨﻌﻤﻪ ﺒــﺒﻭﺠﻌــﺭﺍﻥ
ﻭﺘﹾﻘـﻭل ﻨﺤــﺩﺒﺕ ﻤﺎ ﺠﺎﻨﻲ ﺘﺤﺴﺒﻴـﻪ ﺒــﻥ ﻋﻔـــﺎﻥ
ﺒﻨﺕ ﻟﻜــﻼﺏ ﺩﺍﺭﺕ ﺘﻜـﺫﺏ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻨﺠـﻭﻉ ﺒﻴـﻪ ﺍﺘﺭﺒﺭﺏ
ﺇﺫﺍ ﻤـﺎﺕ ﻋﻨﹼــﻭ ﺘﻨــﺩﺏ ﻭﺍﺘﻘــﻭل ﺨﺎﻩ ﻤﺎﺕ ﺍﻓـﻼﻥ
ﺘﺤـﺴـﻴﺒﻪ ﺒﻥ ﺃﺒـﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺨـﻠﱠﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﺴــﺭﺤﺎﻥ
ﻭﺍﺵ ﻤﻥ ﺼـﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺭﻴﻪ ﺒﻌـﺩ ﻀﻨــﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺒﻴـﻪ ..
ﻟﻘﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﺒﺎﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﺃﻭ ﺒﺒﻜﺎﺀ ﺍﻻﺒﻥ ﺇﺫﺍ ﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻭﻙ ﻏﻴﺭ ﺼـﺤﻴﺢ؛ ﻓـﺎﻟﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻤﺭﻴﺭ ﻴﻘﻑ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﻻ ﻴﺒﺭﺭﻩ، ﻓﻘﺩ ﻤﺭﻀﺕ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺜﻘل ﺤﻤل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻟﻌﻅﻤـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘـﺎﺩﺓ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺒﺩﻴل ﻋﺩﻴل ﻟﻬﻡ، ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﻴﻭﻟﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻻ ﻴﺒﺭﺭ ﺍﻟﻔﺭﺡ.
* ﺍﻟﺩﻋـﺎﺀ ﻭﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻷﻤل:
ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺒﺎﻷﻤل، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻴﻥ:
- ﻴﻨﻘل ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ، ﻴﻬﺘﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩ ﺘﻤﺠﻴﺩ ﻭﻏﻨﺎﺀ ﻟﻪ، ﻭﻴﺘﻤﻨـﻰ ﻟـﺫﻟﻙ ﺃﻥ
ﺘﻘﻀﻰ ﺤﻭﺍﺌﺠﻪ ﻭﺘﺯﻭل ﻤﺤﻨﻪ، ﻭﺘﻐﺭﺱ ﻋﻅﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ (18):
ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﺠــﺩ ﻋﻨــﻰ ﺘﻐﺭﺱ ﻤﻌﺎﻅﻤــﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨــﻪ
ﺘﻘﻀﻰ ﺍﺤﻭﺍﻴﺠــﻭ ﻴﺘﹾﻬـﻨﱠــﻰ ﻴﺒﺭﻯ ﺍﺠﻤﻴــﻊ ﻤﻥ ﻟﹶﻤﺤــﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻠﻲ ﻨـﻭﻯ ﻗﺎل ﻤـﻌﺎﻨــــﺎ ﺁﻤﻴﻥ ﻭﺍﺼــﻠﻭﺍ ﺒﺎﺤﺴــــﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻗﺩ ﻀﺎﻗﺕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ، ﺇﺫ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻥ، ﻭﺘﻡ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﺇﻟﻰ
ﻤﻜﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﻔﺘﺭﻀﻪ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻭﻋﻭﺍﺌﻕ، ﻓﺒﺩﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻗﺭﻴﺒﺎ، ﻭﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﺎﻀـﺭﻭﻥ- 9 -
ﻓﻲ ﻨﺠﻭﺍﻩ ﻭﻴﺅﻤﻨﻭﺍ ﻟﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻭﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. ﺘﻨﻘﻠﺏ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ، ﻓﻴﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﻠـﻭﺏ،
ﻓﻴﺘﻤﻨﻰ ﻟﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻪ ﻭﻴﺫﻜﺭﻩ، ﻓﻴﻔﻭﺯ ﻭﻴﻨﻘﺫ
(19)
:
ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺨـﺎﺘﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴــــﺎ ﺤﺎلْ ﺍﻟﻭﺠــﻭﺩ ﻴﺴﻤـﻊ ﺒﻴﺎ
ﻴﺸﺘـﺎﻕ ﺨﺎﻁﺭﻭ ﻟﻬــﻭﺍﻱ ﻭﺩﺯ ﻜـﺎﻗـﻁ ﺍﻟﻀﻤـــﺎﻥ
ﻭﻗﻭل ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻠــﻭﻡ ﺍﻋﻠﻴــﺎ ﻤــﺄﻭﺍﻙ ﺠﻨـﺔ ﺍﻟﺭﻀـﻭﺍﻥ
ﺒﻴﺩﻭ ﺍﻤﺴـﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨــﻲ ﻴﺭﻯ ﺍﺩﻤــﻭﻋﻬﺎ ﻭﹺﻴـــﺩﺍﻥ
ﻭﻗـﻭﺍ ﻻ ﺘﹾـﺨﺎﻑ ﺍﻤﻬــﻨﹼﻲ ﺃﻨﺎ ﺍﻤﻌــﺎﻙ ﺸـﻭ ﻤﺎ ﻜــﺎﻥ
ﻜـﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﺩﺭﻜـﺵ ﺍﻴﺎﻤﻲ ﺭﺒــﻲ ﻴﺒﻠـﻐﻭ ﺴـــﻼﻤﻲ...
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ؛ ﺇﺫ ﻴﻔﻠﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻟﺫﺍﺕ، ﻭﻴﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺃﻟﻤﻪ ﺍﻟﺩﻓﻴﻥ،
ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻏﺎﺏ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻀﻴﻊ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﻻ ﺘﻜﺘﻡ ﺍﻷﺤﺯﺍﻥ، ﺒل ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺒـﻭﺡ ﺸـﺭﻁ
ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻟﻭﻻﺀ.
- ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻴﻨﺩﻤﺞ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻭﻴﻁل ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻴﺴﺄل
ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. ﻭﻟﻜﻥ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل
(20)
:
ﻟﻠـﻲ ﺍﺴﻤـﻊ ﻭﺍﻟﻠـﻲ ﻏﻨﱠــﻰ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺒﻴــﻥ ﻤﻥ ﻟﺨﹾــﻭﺍﻥ
ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺸﻴـﻭﺥﹾ ﺒـﺎﺒﺎ ﻭﺍﻤــﺎ ﻨﺘﻭﺴـﻠﻭﺍ ﺍﺘﻌـﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤــﻪ
ﻟﻠﻤﻭﻤﻨﻴـــﻥ ﺒﺎﻟﻜﺭﺍﻤـــﻪ ﻤــﻭﺍﻋﺩﻴــﻥ ﺒﺎﻟﻐﻔـﺭﺍﻥ
ﺃﻫل ﺍﻟﻔﻀﻭل ﻗــﻭﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﻟﺴــﻼﻡ ﺘﺎﻗﻴﻴــﻥ ﺍﺤﻨـﺎﻥ
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﺴﻌﻰ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ، ﻓﺼﻴﻐﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘـﺭﺩﺩ ﺩﺍﺌﻤـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻓﻲ ﺤﻠﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺃﻜﺒﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻤﻜﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ (ﺍﻵﺒـﺎﺀ –
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻭﻥ – ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﻐﺎﺌﺏ – ﻷﻫل ﺍﻟﻔﻀل..)، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺭﻤﺯﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺍ ﻤﻠﺤﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﻡ ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﻤﻥ ﻫﻤﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ، ﻴﺴﻌﻰ ﻟﺘﺘﺴﻊ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﻤـل، ﻭﻤـﺴﺎﺤﺔ ﻤـﻥ ﺘـﺸﻤﻠﻬﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ (ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﻜﺭﺍﻤﺔ) ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺜﻘـﺔ
ﺒﺎﷲ ﻭﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺓ (ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ) ﻭﺼﻨﻊ ﻓﺠﺭ ﺠﺩﻴﺩ ﺼﺎﺩﻕ ﺘﺯﻭل ﻓﻴـﻪ ﺍﻷﺤـﺯﺍﻥ ﻭﺘﺭﺘﻔـﻊ
ﺍﻵﻻﻡ.
اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ:
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﺯﺓ:
- ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯﻫـﺎ ﻭﺘـﻀﻴﻑ
ﺇﻟﻴﻬﺎ.
- ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻤﺘﺩﺍﻭل، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ: - 10 -
○ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﺴﻠﺒﺔ.
○ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺸﻭﻕ ﻟﻠﺯﻴﺎﺭﺓ. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻤـﺎ ﻴﺠـﺴﺩﻩ
ﺸﺨﺹ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﻭﺼﺤﺎﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ.
○ ﺘﺠﺴﻴﺩ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﻭﺼﺤﺎﺒﺘﻪ ﻭﺁﻟﻪ.
- ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ:
○ ﺍﺘﺴﻌﺕ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺭﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻜﻭﻨـﺕ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﻴﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ.
○ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻷﺜﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ.
○ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﻻ ﻴﺨﺼﺹ ﺍﻟﻨﺹ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺒﺼﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺒـل ﻴﻨـﺩﻤﺞ
ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻭﺍﻗﻌﻪ ﻭﻴﺭﺒﻁ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﻤﻥ ﺜﻡ ﺒﺎﻷﻤل ﻓﻲ ﺍﻻﻨﻌﺘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴـﺭ،
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻴﺼﻨﻌﻪ ﺒﺸﻜل ﺒﺴﻴﻁ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺩﺒﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.
ﺩ. ﻋﺒﺎﺱ ﺒﻥ ﻴﺤﻲ
ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ:
(1) ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﺤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻱ: ﺍﻟﺜﻐﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﺒﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻐﺭ ﺍﻟﻭﻫﺭﺍﻨﻲ، ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ SNED،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﺹ:149.
(2) ﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ: ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺴﻌﺩ ﺍﷲ، ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﺹ:166.
(3) ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺸﺤﺎﺕ ﻭﺍﻷﺯﺠﺎل ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻴﺔ: ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺎﺴﺔ، ﻤﺠﻠﺔ: ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺎﺕ، ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻓـﻲ ﺍﻷﻨﺘﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴـﺎ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ CRASC، ﻭﻫﺭﺍﻥ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ... ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ 6، ﺹ:28.
(4) ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ: ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ، ﺒﻴﺭﻭﺕ، ﻁ2003/1، ﺹ: 603.
(5) ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺎﺴﺔ (ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ)، ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ: 6، ﺹ: 28.
(6) ﺤﻤﺎﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ: ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺙ، ﻗﺴﻨﻁﻴﻨﺔ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻁ1986/1، ﺹ:215.
(7) ﺤﻤﺎﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ: ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 216.
( ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺸﺒﻴﺭﺓ ، ﺠﻤﻊ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ: ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺭﺸـﻴﺩ ﺸـﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺭﻴﻐـﻲ، 2005/2004،
(ﻁﺒﻌﺔ ﺒﺎﻟﻜﻤﺒﻴﻭﺘﺭ): ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺸﺎﻋﺭ.
(9) ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺸﺒﻴﺭﺓ ، ﺹ:72.
(10) ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺸﺒﻴﺭﺓ ، ﺹ:4.
(11) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 5.
(12) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 6.
(13) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 7. - 11 -
(14) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 8.
(15) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 9-8.
(16) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 7.
(17) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 12-11.
(18) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 12.
(19) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 13-12.
(208) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ13
اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﻮل ﺷﻌﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﯾﻐﻲ ﺷﺒﯿﺮة
ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻣﺴﯿﻒ (25 -24 ﻣﺎي 2005)
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺪﯾﺢ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﺮﯾﻐﻲ
(ﻣﺪﯾﺢ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﻧﻤــﻮذﺟﺎ)
ﺩ. ﻋﺒﺎﺱ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ﺒﺎﻟﻤﺴﻴﻠﺔ
ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﺍﺌﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺸﻌﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺒﻲ ﻋﺎﻤـﺔ
ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺨﺎﺼﺔ؛ ﻓﻬﻭ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺘـﻭﺍﺘﺭﻩ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺸﻌﺭ. ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺒﺤﺙ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻗﺒل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻨﺹ ﻨﻔﺴﻪ.
ﺭﻏﻡ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺤﻭل ﺘﺒﻠﻭﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻘﺭﺃ ﻤـﻥ ﺃﻭﺍﺌـل
ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﺕ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻋﻤﻼ ﺃﻨﺠﺯﻩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﺤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻱ (ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻋـﺸﺭ ﺍﻟﻤـﻴﻼﺩﻱ) ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺭﺒﻁﻪ ﺒﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ " ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻐﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﻠﺤﻭﻥ ﻭﺒﻪ ﻴﻬﺠﻭﻥ ﻭﻴﻤﺩﺤﻭﻥ، ﻭﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ
ﻓﻨﻭﻥ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭﻤﻌﺎﻥ ﺭﺸﻴﻘﺔ.."
(1)
ﺜﻡ ﺭﺍﺡ ﻴﻘﻴﻤﻪ. ﻭﺫﻫﺏ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺴﻌﺩ ﺍﷲ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﺯﺩﻫـﺎﺭ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻓﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﺎﻴﺏ ﻭﺴﻴﺩﻱ ﺍﺒﻥ ﻋﻠﻲ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻗﺩﻭﺭ ﻭﻟـﺩ
ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ (ﻓﻲ ﻨﺹ ﻴﻬﺎﺠﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ) ﻭﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺒﻥ ﺤﻭﺍﺀ (ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺇﺫ ﻴﻤﺩﺤﻪ)
ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺠل ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
(2)
. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺎﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻨﺘـﺸﺎﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺭ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻱ " ﻟﻡ ﻴﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻤـﻥ ﻋﻠﻤـﺎﺀ
ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﺒل ﺇﻥ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﺘﺠﺩﺩ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻠـﻰ ﻴـﺩ
ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻤﺜﺎل ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﻭﺍﺒﻥ ﻁﻔﻴل.. "
(3)
، ﻭﻤﻨﻪ، ﻓﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺯﺠﺎل ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴـﺔ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ
(4)
ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﻥ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻭﻫﻭ ﺸﻲﺀ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﺠﺩﺍ؛ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻜﺈﻨﺘﺎﺝ ﻟﻐﻭﻱ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺃﺕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻠﻐـﺔ
ﻨﻔﺴﻬﺎ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺎﺕ ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ؛ ﻓﻤﺤﻤﺩ ﺒـﺸﻴﺭ ﺒﻭﺠـﻭﻴﺭﺓ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ " ﻴﻌﺩ ﺭﺍﻓﺩﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﺃﺩﺒﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ"
(5)
. ﻓﺎﻟﻤـﺴﺄﻟﺔ
ﻻ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺇﺫﻥ ﺒﻔﺌﺔ ﺃﻭ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺃﻨﺠﺯﺕ ﻤﺩﻭﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ، ﺒل ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺼﻴﺭﻭﺭﺓ ﻅـﺎﻫﺭﺓ- 2 -
ﺃﺩﺒﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺨﺘﺯﻥ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻭﺘﻜﺘﻨﺯ ﺒﺄﻋﻤﻕ ﺭﻤﻭﺯﻫﺎ ﻭﺃﻴﻘﻭﻨﺎﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ
ﻭﺤﺴﺎﺴﻴﺘﻪ.
1- ﻟﻘﺩ ﺍﺨﺘﻴﺭ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻜﻤﺠﺎل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ؛ ﻟﺘﺠﺫﺭ ﻭﺃﺼﺎﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﻭﻜﺜﺎﻓﺔ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﻭﺸﺩﺓ
ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻪ ﺒﺄﻨﺴﺎﻕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ، ﺒل ﺇﻥ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻨﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤـﻭﻉ ﻟﻠﻌﺎﻤـل
ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺜﻴﺭﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ
ﻴﺤﺘل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻓﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ؛ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺃﻻ ﻨﺘﻭﻗﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﻷﺤﻜـﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻟـﺸﺭﻋﻴﺔ؛
ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻬﻤﻠﺔ ﺸﻌﺭﻴﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﻭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﺒﻨﻲ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟـﺩﻴﻨﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻀﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ (ﺍﻵﺨﺭﺓ – ﺍﻟﺯﻫﺩ – ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ – ﺍﻷﺨﻼﻕ – ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ..)، ﻭﻻ ﺒـﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ
ﺍﻹﻨﺸﺎﺩﻴﺔ ﻟﻪ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﻨﺤﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ.
ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ، ﻓـﺈﻥ ﺫﻟـﻙ ﻻ ﻴﻌﻨـﻲ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻟﻺﻓﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺒل ﻫﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺭﺒﻁ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺸﻜﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﻘﻁﺎﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺒﻴﻥ ﺭﻤﻭﺯﻩ (ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﻓﻌل ﻨﻬﻀﻭﻱ ﺃﺴﺎﺴﺎ)، ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻹﺒﻘﺎﺀ ﺩﻻﻻﺘﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺤﻴـﺔ ﻓـﻲ
ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻴﻥ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺘﻨﺯل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﺭﺏ ﻋـﺭﺽ ﺍﻟﺤـﺎﺌﻁ ﺒﺎﻟﻤﻌﻁﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ. ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺘﺘﻔﺭﻉ ﻋﻨﻪ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ، ﺒل ﺘﻨﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻅـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ (ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺠﺎﺩ.
ﻟﻘﺩ ﺘﻘﺎﻁﻌﺕ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ (ﻓﺼﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺸﻌﺒﻴﺔ) ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ:
- ﻤﺩﺡ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻟﻕ – ﻓﻲ ﺍﻷﺼل – ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺭﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ..
- ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺘﻌﻅﻴﻤﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ، ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻓﺘﺤﻭﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺃﻭ ﻋﻴﺩ ﺘﺼﺤﺒﻪ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺴﻠﻁﺎﻨﻴﺔ ﻭﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ.. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﻡ - ﺤـﺴﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺭﻴﺯﻱ - ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻲ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻤﺩﺨﻼ ﻭﻓﺭﺼﺔ ﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ﺁل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺤﺴﺏ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺫﻱ ﻻ
ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻗﺒل ﻤﺼﺭ
(6)
[ﻭﻴﺫﻫﺏ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺒﺎ ﺴﻌﻴﺩ ﻜﻭﻜﺒﻭﺭﻱ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒـﻥ
ﺒﻠﺘﻜﻴﻥ – ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 586ﻫ 1190ﻡ – ﻤﻠﻙ ﺃﺭﺒﻴل ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻋﻅﻡ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﺎﻟﻤﻭﻟﺩ، ﻜﻤـﺎ ﻴـﺫﻜﺭ ﺍﺒـﻥ
ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺤﺎﻁﺔ 11/3 ﺃﻥ ﺁل ﺍﻟﻌﺯﻓﻲ ﺒﺴﺒﺘﺔ (ﺒﺩﺃ ﺤﻜﻤﻬﻡ ﺴـﻨﺔ 647 ﻫ 1249ﻡ) ﺃﻭل ﻤـﻥ ﺸـﺭﻉ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل، ﻭﻷﺒﻲ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﻌﺯﻓﻲ (633-557 ﻫ) ﺒﻥ ﻤﻠﻜﻬﻡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ (ﺕ677) ﻜﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻟـﺩ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻅﻡ" ﻤﻨﻪ ﻨﺴﺨﺔ ﺨﻁﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﻜﻭﺭﻴﺎل ﺭﻗﻡ 1741
(7)
ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
2- ﻭﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩﻴﺔ ﺍﺯﺩﻫﺭﺕ ﺴﻭﻗﻬﺎ ﺨﻼل ﻋﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻙ
ﻭﻤﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ.. ﻭﺍﺘﺨﺫﺕ ﻁﺒﺎﺌﻊ ﻤﺤﺩﺩﺓ: - 3 -
- ﻓﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ (ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺼﻴﺎﻏﺔ)، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ ﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ
ﻭﺸﻜﻠﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ، ﺤﺘﻰ ﻏﺭﻗﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺸﺩ ﺍﻟﺒﺩﻴﻌﻲ، ﻭﺘﺤﻭﻟـﺕ (ﺍﻟﺒـﺩﻴﻌﻴﺎﺕ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻨﺒﻭﻴـﺎﺕ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻤﻭﻟـﺩﻴﺎﺕ) ﺃﻭ
(ﺍﻟﺒﺭﺩﺓ) ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺸﻌﺭﻱ ﻤﻨﻅﻡ ﻭﻤﺜﺨﻥ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
- ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﺤﺭﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ، ﻓﺎﺴـﺘﺠﺎﺒﺕ ﻟﻤﻨﻅـﻭﺭﺍﺕ ﺇﺼـﻼﺤﻴﺔ
ﻭﺯﻫﺩﻴﺔ ﺒل ﻭﺼﻭﻓﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻭﻨﺴﺏ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ.
- ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﻤﺭﺍﺤل ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺘﺘﻭﺍﺘﺭ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺎﺕ، ﻤﺜل ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺭﺴـﻭل (ﺹ)،
ﺫﻜﺭ ﻤﻜﺎﻨﺘﻪ، ﻭﺴﻴﺭﺘﻪ، ﻭﻤﻌﺠﺯﺍﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﻭﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺘﺭﺒﻴﺘﻪ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺓ.
3- ﺘﺴﺭﺒﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻭﻻ ﺒﻌﺩ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟـﺸﻌﺭ ﺍﻟـﺼﻭﻓﻲ ﻭﻀـﻌﻑ ﺴـﻭﻗﻪ،
ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺩﺙ (ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ) ﺒﺎﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﻴﺽ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺼﺭﻓﺔ، ﻭﻫﻭ ﻤـﺎ ﺩﻓـﻊ
ﺒﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻪ. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺴﺒﺒﺎ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﻭﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﺠﺎﺩ ﻭﻤﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ (ﺒﻭﺼﻔﻪ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﺍﻟﻤﻐﻴﺙ ﻭﺍﻟﻤﺸﻔﹼﻊ)، ﻭﺘﻔﺘﺢ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻤﺯﻴـﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻟﻪ ﻭﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻴﻥ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﺁﺨﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ ﺍﻟﻠـﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴـﺸﻭﻥ ﻓﻴﻬﻤـﺎ،
ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻤﺎﻥ ﺒﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺯﺡ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ.
4- ﻭﻻ ﻴﺸﺫ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ (1957-1895ﻡ) ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ؛ ﺇﺫ ﺘﻠﻘـﻰ ﺘﻌﻠﻴﻤـﺎ ﺩﻴﻨﻴـﺎ
ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻫﻡ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ
(
. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺒﺎﻟـﺸﻜل ﺍﻟﻤﺘﻌـﺎﺭﻑ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻤﻨﺎ، ﺒل ﻫﻲ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ، ﺘﻀﻤﻥ ﻭﻓﻕ ﻤﻨﻅﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ (ﺍﻟﻁﺭﻗـﻲ) ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ
ﻭﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺘﻌﺒﺩﻴﺔ ﻭﺫﻜﺭﻴﺔ، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺯﺍﻭﻴﺔ ﻭﻤﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺭﺤﻠـﺔ
ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﻭﻥ، ﻻ ﺘﻤﺩﻩ ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺒل ﻭﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻜﺫﻟﻙ. ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ (ﻤﺘﻤﻴـﺯﺓ)
ﻤﻀﻠﻠﺔ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ؛ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺌﻬﺎ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻭﻤﻨﻪ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻼﺤﻡ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻟﺩﻯ ﺇﺼـﻼﺤﻴﻴﻥ ﺁﺨـﺭﻴﻥ
ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺘﻬﺫﻴﺒﻪ.
ﺇﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻟﺘﺭﺴﻡ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻗﻭﺓ ﺤﻀﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻓـﻲ
ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ، ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﺭﺃ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ (ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻭﻫﺒﻲ) ﺘﻤﺠﺩ (ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻠﺩﻨﻲ) ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﺢ ﻤـﻥ ﺍﷲ
ﺩﻭﻥ ﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺃﻭ ﺸﻴﻭﺥ
(9)
، ﻭﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺼﻭﻓﻲ ﺒﺤﺕ، ﻟﻜﻨﻪ ﻤﻐﺎﻴﺭ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻤـﺎ ﻴـﺭﺩﺩﻩ ﺃﻫـل ﺍﻟﻁـﺭﻕ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻴﻥ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ، ﻓﻲ ﻤﺩﺡ ﺍﻟﻨﺒـﻲ (ﺹ) ﺒﻌﻨـﻭﺍﻥ: ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ.
ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ، ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺄﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻨﻔﺴﻪ. ﻗﺩ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﺫﻟـﻙ
ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺤﺴﺏ، ﺒل ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻥ ﻨﺴﺠل ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻨﺸﺎﺩﻴﺔ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻪ (ﺒل ﺘﺘﻔﻭﻕ) ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺩﺍﺌﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ. - 4 -
* ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﺍﻷﻭل: ﻻﺯﻤﺔ ﻏﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﻨﺸﺎﺩﻴﺔ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻹﻨﺸﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ:
ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﺎ ﺤﻨﺎﻥ
ﺼـﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﹼــ(ﺍ)ـﺒﻲ ﻟﹶﻤـﺠﺩ ﺴـﻴﺩ ﻟﹸـﻭﺠﻭﺩ ﺤﻴﺙﹸ ﻜــﺎﻥ
ﺼـﻠﻭﺍ ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﹺـ(ﺍل)ـﺘﹼـﻤـﺎﻡ ﻗـﺩ (ﺍل)ﺸﹼْـﻬـﻭﺭ ﻭﺍﻟﹾﻸَﻴـﺎﻡ
ﻗﹶـــﺩ (ﺍل)ﺼـﻼﺓﹾ ﻭﺍﻟﺼﻴــﺎﻡ ﻗـﺩ ﻟﺠـﻨﻴﻥ ﻓـ(ﻱ) ﻟﱠﺭﺤـﺎﻡ..
(10)
* ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ):
ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ ﺍﻹﻨﺸﺎﺩﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﻨﺹ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎل ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺃﻭﺴﻊ ﻭﺃﻜﺒﺭ، ﻭﻫﻭ ﻤﺠﺎل ﺩﻴﻨﻲ (ﻏﻨـﺎﺀ
ﻭﻤﺩﻴﺢ ﺩﻴﻨﻲ)، ﻭﺍﻹﻨﺸﺎﺩ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﺴﻴﺭﻭﺭﺓ ﺃﻜﺒﺭ، ﻭﺭﺴﻭﺨﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴـل ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘـﻲ
ﻴﺘﺤﻭﻻﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺤﺩ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ، ﻓﻬﻭ ﺇﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻫﻭﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ
ﻴﺩﻤﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺩ ﻓﻲ ﺠﻭ ﺭﻭﺤﺎﻨﻲ ﺨﺎﺹ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺇﺤﺩﻯ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺭﺍﺘﻴل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻌﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﻴﺎ، ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻜﺎﺭﻫﻡ ﻭﺃﻭﺭﺍﺩﻫﻡ.
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻫﻲ ﻓﺎﺘﺤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻭﺴﻁﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻫﻲ ﻭﺴﻴﻠﺘﻪ ﻟﻠﻔﺕ
ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻭﺤﺙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺼﻐﺎﺀ، ﻓﻴﻘﻭل ﻟﻪ (ﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)). ﻟﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﻠـﺕ
ﻤﻥ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻤﻨﺩﻤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﻫﺎﻫﻨﺎ ﺘﺘﺭﺴـﺦ
ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻭﺘﺘﻌﻤﻕ، ﻭﻴﺘﺴﻕ ﺍﻟﻨﺹ ﻓﻲ ﺨﻁ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﻭﺍﺤﺩ ﻟﻠﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻻﺘﺼﺎل، ﻭﻴﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺃﻤﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻟﻠﻘﻭل.
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺘﺘﻨﻭﻉ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﺜﻨﺎ ﻭﺘﺘﻨﻭﻉ ﻷﺠل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ. ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﺍﻟـﺸﺎﻋﺭ ﻤﺠـﺎﻻ ﻟﺘﻌﻅـﻴﻡ
ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻓﻀل ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻬﺎ، ﻟﻘﺩ ﺘﺸﻜﻠﺕ ﻤﻥ (ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ) ﻭﻤﻥ (ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)). ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺘﻭﺴـﻴﻊ
ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻏﻨﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻅﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﹸﻘﺩﻡ ﺇﻟﻴﻪ.
* ﺍﻟﺸﻭﻕ:
ﺘﺸﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺎﺕ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﺭﺴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟـﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺠـﺯ ﺨـﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ، ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻴﺘﺸﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘـﺎﻉ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴـﺔ
ﻭﺘﺒﺩﻭ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓ ﻭﺭﻭﻀﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﻭﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺴـﻤﻭ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ.
ﻭﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﻴﻨﻬﻲ ﻤﻘﻁﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﻅﻤﺘﻪ ﻭﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻕ ﺒﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺠـﺎﺀ
ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺼﻭﺭﺓ ﻻ ﻤﻘﺎﺒل ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺏ ﻭﺍﻟﺒﻌﺩ ﻻ ﻴﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺎﻟﺨﻴـﺎل
ﻓﻘﻁ ﺒل ﻴﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺭﺴﻭل (ﺹ) ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﻀﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ، ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻫﻨﺎ ﻤﺎﺩﻴﺔ، ﻭﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻴﻪ (ﺹ) ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺼﻌﺒﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺭﺘﻬﻨﺔ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻭﻀﻌﻪ، ﺒل ﻭﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴـﺎﺕ ﻭﻭﻀـﻊ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﺼﻼ، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺔ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺸﻜﻭﻯ ﻭﺍﻟﺸﻭﻕ، ﻭﺘﺘﺤـﻭل ﺇﻟـﻰ- 5 -
ﺠﺯﺀ ﻫﺎﻡ ﻭﻁﻭﻴل (ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ 60 ﺒﻴﺘﺎ) ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺒـل ﻫـﻲ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﻤـﺴﺘﻘل ﺘﻘﺭﻴﺒـﺎ؛ ﺇﺫ
ﺴﻨﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺤﺞ.
- ﻟﻨﻼﺤﻅ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ:
*- ﻭﻁﹾﻨﻭ ﺒﻌﻴﺩ ﺠـﺎﻨﻲ ﻜﹶـﻭﺩﻩ ﺴـﻴﺩ ﻟﻤـﻼﺡ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺠـﻭﺩﻩ
ﻭﺍﻨﺎ ﺠﻭﺍﺭﺤـﻲ ﻤﺼﻬﻭﺩﻩ ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﺯﻴـﻠﹾـﻔﻭﺍ ﺤـﻤـﺎﻥ ..
- .. ﻭﻁﹾﻨﻭ ﺒﻌﻴﺩ ﺠﺎﻨﻲ ﺠﻭﺒﻪ ﻤـﻼﻩ ﻴﺎ ﻤﺭﺍﺴـﻡ ﻁﻴﺒـﻪ
ﻤﺎ ﺼﺎﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻨﺠﺒـﻰ ﻭﻨﹾـﺸﻭﻑﹾ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁـﺎﻥ
- .. ﺒﻌﺩ (ﺍ)ﻟﻤﺭﺍﺴﻡ ﻤﺒـﻜﹼﻴﻨﻲ ﻨﺒﻜـﻲ ﻋﻠﻰ (ﺍ)ﺤﻤﺩ ﺨﻠﹼـﻴﻨﻲ
- .. ﻭﻁﹾﻨﻭ ﺒﻌﻴﺩ ﺠﻭﺒﻪ ﺠﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺼﻬﺩ ﺜﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻜﹾﻨـﺎﻨﻲ
ﻴﺒﺴـﺕﹾ ﻤﺴﺎﺤﺘﻲ ﻭﺠـﻨﺎﻨﻲ ﻁﺎﺡ (ﺍ)ﻟﻭﺭﻕ ﻤﻥ ﻟﻐﺼـﺎﻥ
(11)
*- ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓﹾ ﻜـﻲ ﻨﺴﺘﻘﺒلْ ﻨﻨﻅﺭ ﻫـﻭﻯ ﺒﻼﺩﻭ ﻨﻬﺒـلْ
ﻴﺼﻴـﻬﺩﻭ ﺠﺭﺍﺤﻲ ﺘﺸﻌـلْ ﺒﻴﻥ ﻤﻅﺎﻟﻌـﻲ ﻨﻴــﺭﺍﻥ
- ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺒـﻼﺩﻨﺎ ﻟﻤﺴﻴﻠــﻪ ﻋﻥ ﻭﻁﻥ ﻨﺎﺱ ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺎﻥ
ﻜﹾﻭﻯ ﻤﻅﺎﻟﻌﻲ ﺒﺎﻟﺤﻤـــﻪ ﻤﻀﺭﻭﺭ ﺩﺍﻫﻤﺘﻨﻲ ﻏـﻤـﻪ
(12)
*- ﻟﻭﻤﻲ ﻋﻠﻴﻙ ﺭﺍﻩ (ﺍ)ﺘﹾﺤﻴـﺭ ﺁﺼﺭﺨﺘﻲ ﺍﻟﺤﻤـل ﺍﺨﺸـﺎﻥ
ﻨﺤـﻥ ﻋﻤــﺎﻟﺔ ﻗﺴﻨﻁﻴﻨـﻪ ﻭﺍﻨﺕﹶ (ﺍ)ﺒـﻼﺩﻙ ﺍﻟﻤـﺩﻴﻨﻪ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﻏﺎﻤﻕ (ﺍ)ﻤﻼﻗﻴﻨــﺎ ﻭﺍﻟﺒﺭ ﺨﻭﻑ ﻋﺩﻡ ﺍﻤــﺎﻥ..
(13)
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺸﻘﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻲ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻤﺔ ﺩﺍﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻭﻀـﻊ ﺍﻟـﺼﻌﺏ
ﻭﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺒﺴﻭﺀ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺸﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺯﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻭﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗـﻭﻑ
ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺴﻊ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل
ﻤﻜﺎﻥ (ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ) ﺃﻭ (ﻗﺒﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)) ﻋﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ. ﻓﺘﺨﺘﻔﻲ ﻜل ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﻭﻻ ﺘﻅﻬـﺭ
ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻟﻸﻟﻡ ﺍﻟﻤﺭﻤﻭﺯ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﻼﻤﺎﺕ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺤﺴﻴﺔ (ﺍﻟﺒﻜـﺎﺀ – ﺍﻟﺤﻤـﻰ..)، ﺃﻭ ﺒﻤﻌﺎﺩﻟﻬـﺎ
ﺍﻟﺭﺍﺌﻊ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﻑ (ﻴﺒﺴﺕ ﻤﺴﺎﺤﺘﻲ ﻭﺴﻘﻁﺕ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺒﺴﺘﺎﻨﻲ). ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻓﻌﻼ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺒﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ، ﺇﺫ ﻴﺨﺘﺯﻥ ﺃﻋﻤﻕ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﻠﻬﺎ ﻋﻥ ﺘﺼﻭﻴﺭﻫﺎ.
* ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ:
ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﻟـﺩﻯ ﺍﻟـﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺒﻲ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴـﺔ
ﻭﺒﺎﻷﻤﺠﺎﺩ، ﺒل ﺇﻨﻬﺎ ﻤﺨﺯﻭﻥ ﺭﻭﺤﻲ ﻫﺎﻡ ﻭﺃﺴﺎﺴﻲ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻴﺴﺘﻤﺩ ﻤﻨﻪ ﻗﻭﺘﻪ ﻭﻤﻌﺎﻟﻡ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺼـﺭﺍﻋﻪ ﻤـﻊ
ﻤﺴﺘﺠﺩﺍﺕ ﻋﺼﺭﻩ. - 6 -
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺘﻘﻑ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ)، ﻓﻬﻲ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ؛ ﻷﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻨـﻭﺍﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﻤـﺩﻴﺢ
ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ، ﺜﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺹ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﺤﻘﺔ ﻭﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﺎ. ﻭﻟﻨﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺘﻪ:
ﻨﹾﺒﻴـﻪ ﻜﻠﱡـﻪ ﻜــﺭﻡ ﻭﺠــﻭﺩﻩ ﻻﺯﺍل ﺴﻴـﺭﺘﹸﻪ ﻤﺤﻤــﻭﺩﻩ
ﺴـﻼﻙ ﻤﻥ (ﺍ)ﺤﺼـلْ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺩﻩ ﻋﻨــﺩ ﺸﹾـﺩﺍﻴﺩ ﺍﻟﺯﻤــﺎﻥ
ﺃﺤﻴـﺎ ﺍﻟﺩﻴـﻥ ﺒﻌــﺩ ﺍﻟــﺭﺩﻩ ﻅﹶـﻬﺭﺕﹾ ﺤﻘــﺎﻴﻕ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ
ﺃﺠـلْ ﺒﻴـــﻪ ﻭﺍﻟﺨﹸـــﻠﹶـﻔﺎ ﻗﻠﺒـﻭ ﺍﺤﻨـﻴـﻥ ﻤﻭﻟﹶﻰ ﺭﺍﻓﹶﻪ
ﻤﺒﻌــﻭﺙ ﻟﻠﺨـﻼﻴﻕ ﻭﻓﱠــﻰ ﺒـﻠﱠـﻎﹾ ﺭﺴﺎﻟﹾـﺘﹸﻭ ﻤﺎ ﺨـﺎﻥ
(14)
ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﻜﻤﺜﺎل ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺴﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺭﺜﺔ ﻟﻠﺭﺴـﻭل (ﺹ) ﻭﻫـﻲ
ﻟﻴﺴﺕ ﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ (ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ) ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻀﺎﻓﺎﺕ ﺃﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺴﺭﺒﺕ
ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻗﻴﺔ ﻤﺜﻼ. ﻓﺎﻟﻜﺭﻡ ﻭﺍﻟﺠﻭﺩ ﻭﻏﻭﺙ ﻤﻥ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺸﺩﺓ، ﻭﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻤـﻥ ﺃﻫـﻡ ﺍﻟﻤﻼﻤـﺢ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺃﺨﻼﻗﻪ. ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺭﻭﺙ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﻓﻬﻭ ﻋﺭﺒﻲ ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺩﻴﻨﻲ ﻭﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﻨﹶﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻻﺴﻼﻤﻲ ﻨﻔﺴﻪ.
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻌﺩﻩ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ. ﻭﻴﺒﺩﺃ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻬﻡ ﺘﻠﺨﺹ ﺨﺼﺎﻟﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ:
ﺃﺠـلْ ﺒﻴـــﻪ ﻭﺍﻟﺼﺤــﺎﺒﻪ ﻓﺭﺴﺎﻥ ﺘـﺫﹼﻜــﺭ ﻋﻁـﺎﺒﻪ
ﻭﺠـﺩﻭﺍ ﺤﺒﻴﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﻜﹸـﺭﺒــﻪ ﻨﺼـﺭﻭﻩ ﺫﻭ ﺍﺭﺠﺎل ﻤﺘـﺎﻥ
ﻫﺘﹾـﻜﻭ ﺍﻟﻭﺍﻁﻴــﻪ ﻭﺍﻟﺼﻌﺒـﻪ ﻁـﺎﻓﻭ ﺍﻟﺒـﺭ ﻋـلْ ﻟﹶﺭﻜﺎﻥ
ﺒـﺫﻟﻭ (ﺍ)ﺠﻬــﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺨﹶـﺩﻤﻭﺍ ﻻﹶﺨﹾـﺭﻩ ﺒﺎﻟﻨﻴــﻪ
ﻤﺎﺫﺍ ﺍﻭﻻﺩﺕﹾ ﺍﻟﺼﺤﺒــﻴــﻪ ﺒﺫﹾﻟـﻭﺍ (ﺍ)ﺠـﻬﻭﺩﻫﻡ ﺸﺠﻌﺎﻥ
ﻜلّ (ﺍ)ﺭﺠﻴل ﻋﺒﺎﺭﻭﺍ ﺒـﻤﻴـﻪ ﻭﻟﹾﻔﻴـﻥ ﺘﺤﺼﻴـﻬﺎ ﻗﹸﻤــﺎﻥ
(15)
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻨﻼﺤﻅ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﺎﺒﺔ:
ﻓﺭﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺒﺭ..
ﺍﻟﺠﻬـﺩ...
ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ
ﺍﻟﺸﺠﺎﻋـﺔ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻌﺎﺩل ﻤﺎﺌﺔ ﺒل ﺃﻟﻔﻴﻥ ..
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ (ﻭﻫﻲ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺨﺎﻟﺼﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻓـﺈﻥ ﻤﻌﻅـﻡ ﺍﻟـﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟـﻭﺍﺭﺩﺓ
ﻤﺘﺩﺍﻭﻟﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ. - 7 -
ﻟﻜﻨﻪ ﻴﻔﺼل ﻤﺎ ﺃﺠﻤﻠﻪ، ﻓﻴﺘﻨﺎﻭل ﺒﻌﺽ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ. ﻭﻟﻨﺤﺎﻭل ﺭﺴﻡ ﺠﺩﻭل ﻴﻠﺨﺹ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺹ ﺒﻜـل
ﺼﺤﺎﺒﻲ:
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺼﺩﻴﻕ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺒﺭ- ﺨﻠﻴﻔﺔ – ﺴﺒﻕ ﺒﺎﻹﻴﻤﺎﻥ- ﺇﻏﺎﺜﺔ
9
9
ﻋﻤـﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻻ ﻤﺜﻴل ﻟﻪ -
9
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﻋﻔﺎﻥ ﻓﺎﺭﺱ- ﻤﻬﺎﺠﺭ- ﻗﺎﺘل ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ 10 - 9
11
ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺃﺴﺩ- ﺸﺠﺎﻉ-
11
ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻥ ﻴﺎﺴﺭ ﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ- ﺸﺠﺎﻉ-
11
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﺸﺠﺎﻉ ﺭﻜﺎﺏ ﺨﻴل-
11
ﺤﻤﺯﺓ ﻭﺃﺨﻭﻩ ﻭﻁﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻤل- ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﺴﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺘﻁﻭل ﺇﺫ ﺍﺤﺘل ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ، ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﻊ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ (ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ) ﻟﻌﻠﻲ. ﻭﺘﺭﻜﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺸـﺠﺎﻋﺘﻪ
ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﺩﻡ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻀﺭ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ. ﻭﻨﻌﻨﻲ ﺒﻪ ﺍﻟـﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ. ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺘﺘﺤﺩﺩ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ، ﻓﻌﺜﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺒـﺎﻟﺤﻠﻡ،
ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﺒﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻴﻬﻤل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﻭﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ.
ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﻌﺘﻨﻲ ﺇﻻ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﺸﻜل ﻀﻤﻥ ﻭﻋـﻲ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘـﻲ ﻓـﻲ
ﻭﻀﻊ ﻤﻌﻴﻥ. ﻗﺩ ﺘﻁﻔﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ (ﺃﻭ ﺼﻔﺎﺕ) ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ، ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺩﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒـﻭﻱ
ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﺒﻨﻴﺔ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ:
- ﻓﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺘﺘﻨﺯل ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺴﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﺼﺎﺩﻤﻲ ﻤﻊ ﻗﻭﺍﺕ ﻤﻨﺎﻭﺌﺔ.
- ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺘﻌﺎﻟﻕ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻤﻊ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺠﺩﻴﺩ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ
ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟـﺼﺒﺭ ﻭﻨﺤﻭﻫـﺎ ﺴـﻼﺡ
ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻷﻤل ﻗﺩ ﻴﺘﺤﻘﻕ.
* ﺍﻟﻭﻀﻊ:
ﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎ؛ ﺇﺫ ﻴﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ، ﻓﻘﺩ ﺃﻨﻬﻰ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﺒﺈﺩﺍﻨﺔ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺁل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺯﻤﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل، ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺭﻗﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺒﻼﻏﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ
(16)
:
ﺤﺴﻴﺕ ﻜﺒﺩﺘﻲ ﻤﺸــﻭﻴﺔ ﻟﺠﺭﺍﺡ ﺠﺎﻭﻨــﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴــﻪ - 8 -
ﺼـﻤﻁﹾ ﻟﻤﻌــﺎﺵ ﻭﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻱ ﻟﺒـﻼﺩ ﻴﺎ ﻟﺨــﻭﺍﻥ
ﻏﺎﺒـﻭﺍ ﻓﹸﺭﺴـﺎﻥ ﺍﻟﻠﹼﺯﻤﻴـﺔ ﺍﻜﹾـﺜﺭ ﻟﺨﻤـﺎﺝ ﻭﺍﻟﻁﻐﻴـﺎﻥ..
ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﻨﻘل ﺍﻟﺤﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ)، ﺇﻟﻰ ﺭﻗﺔ ﻭﻤﺭﺍﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﺭ ﻭﺘﺤﻭل ﺍﻷﺠﻴﺎل، ﺜﻡ
ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺭﺴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻻ ﻴﺘﻨﺯل ﻫﻨﺎ ﺇﻻ ﺩﺍﺨل ﻤﺩﻟﻭﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻓﻲ ﻀﻤﻴﺭ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﺠﺫﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻬﻭﺩ ﺍﻟﻨﺨـﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﻭﻕ. ﻓﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺭﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻘﺫﻴﻥ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻨﺒل ﻭﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺎل ﻏﻴﺎﺒﻬﺎ.
ﻭﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻴﺴﺘﻌﻴﺩﻫﺎ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﻨﻬﻲ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺒﻁﻭﻻﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠـﺔ ﻫﻨـﺎ ﺃﻗـﻭﻯ
ﻭﺃﻋﻨﻑ
(17)
:
ﻤﺎﻻﻩ ﻴﺎ ﺍﻟﺴــﺭﺏ ﺍﻟﺯﻴــﻨﻪ ﻻ ﻤﻥ ﻟِـﻔﹶﻰ ﺍﻴﻁﹸـل ﻋﻠﻴﻨـﺎ
ﻤﺭﻀـﻭ ﺍﻗﻠﻭﺒﻨـﺎ ﻤﻠﹼﻴﻨـــﺎ ﻏﺒﺘـﻭ ﺍﺠﻤﻴـﻊ ﻻ ﻤـﻥ ﺩﺍﺭ
ﺤﻤـل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺠﺎﺭ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻏﺎﺒـﻭ ﺭﻓــﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨـﺘـﺎﺭ
ﺍﻟﻠﹼﻲ ﺍﺘﺠﻴﺏ ﺠـﺭﻭ ﺍﺘﺤﻨـﻲ ﻭﺍﺘﺯﻭﺥ ﺒﻴﻪ ﻭﺍﺘﻘـﻭل ﺍﺒﻨﻲ
ﻭﺘﹾﺒﺎﺕ ﺯﺍﻫﻴــﻪ ﻭﺍﺘﻐﻨــﻲ ﻤﺘﹾـﻨﻌﻤﻪ ﺒــﺒﻭﺠﻌــﺭﺍﻥ
ﻭﺘﹾﻘـﻭل ﻨﺤــﺩﺒﺕ ﻤﺎ ﺠﺎﻨﻲ ﺘﺤﺴﺒﻴـﻪ ﺒــﻥ ﻋﻔـــﺎﻥ
ﺒﻨﺕ ﻟﻜــﻼﺏ ﺩﺍﺭﺕ ﺘﻜـﺫﺏ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻨﺠـﻭﻉ ﺒﻴـﻪ ﺍﺘﺭﺒﺭﺏ
ﺇﺫﺍ ﻤـﺎﺕ ﻋﻨﹼــﻭ ﺘﻨــﺩﺏ ﻭﺍﺘﻘــﻭل ﺨﺎﻩ ﻤﺎﺕ ﺍﻓـﻼﻥ
ﺘﺤـﺴـﻴﺒﻪ ﺒﻥ ﺃﺒـﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺨـﻠﱠﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﺴــﺭﺤﺎﻥ
ﻭﺍﺵ ﻤﻥ ﺼـﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺭﻴﻪ ﺒﻌـﺩ ﻀﻨــﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺒﻴـﻪ ..
ﻟﻘﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﺒﺎﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﺃﻭ ﺒﺒﻜﺎﺀ ﺍﻻﺒﻥ ﺇﺫﺍ ﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻭﻙ ﻏﻴﺭ ﺼـﺤﻴﺢ؛ ﻓـﺎﻟﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻤﺭﻴﺭ ﻴﻘﻑ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﻻ ﻴﺒﺭﺭﻩ، ﻓﻘﺩ ﻤﺭﻀﺕ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺜﻘل ﺤﻤل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻟﻌﻅﻤـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘـﺎﺩﺓ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺒﺩﻴل ﻋﺩﻴل ﻟﻬﻡ، ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﻴﻭﻟﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻻ ﻴﺒﺭﺭ ﺍﻟﻔﺭﺡ.
* ﺍﻟﺩﻋـﺎﺀ ﻭﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻷﻤل:
ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺒﺎﻷﻤل، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻴﻥ:
- ﻴﻨﻘل ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ، ﻴﻬﺘﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩ ﺘﻤﺠﻴﺩ ﻭﻏﻨﺎﺀ ﻟﻪ، ﻭﻴﺘﻤﻨـﻰ ﻟـﺫﻟﻙ ﺃﻥ
ﺘﻘﻀﻰ ﺤﻭﺍﺌﺠﻪ ﻭﺘﺯﻭل ﻤﺤﻨﻪ، ﻭﺘﻐﺭﺱ ﻋﻅﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ (18):
ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﺠــﺩ ﻋﻨــﻰ ﺘﻐﺭﺱ ﻤﻌﺎﻅﻤــﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨــﻪ
ﺘﻘﻀﻰ ﺍﺤﻭﺍﻴﺠــﻭ ﻴﺘﹾﻬـﻨﱠــﻰ ﻴﺒﺭﻯ ﺍﺠﻤﻴــﻊ ﻤﻥ ﻟﹶﻤﺤــﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻠﻲ ﻨـﻭﻯ ﻗﺎل ﻤـﻌﺎﻨــــﺎ ﺁﻤﻴﻥ ﻭﺍﺼــﻠﻭﺍ ﺒﺎﺤﺴــــﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻗﺩ ﻀﺎﻗﺕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ، ﺇﺫ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻥ، ﻭﺘﻡ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﺇﻟﻰ
ﻤﻜﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﻔﺘﺭﻀﻪ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻭﻋﻭﺍﺌﻕ، ﻓﺒﺩﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻗﺭﻴﺒﺎ، ﻭﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﺎﻀـﺭﻭﻥ- 9 -
ﻓﻲ ﻨﺠﻭﺍﻩ ﻭﻴﺅﻤﻨﻭﺍ ﻟﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻭﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. ﺘﻨﻘﻠﺏ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ، ﻓﻴﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﻠـﻭﺏ،
ﻓﻴﺘﻤﻨﻰ ﻟﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻪ ﻭﻴﺫﻜﺭﻩ، ﻓﻴﻔﻭﺯ ﻭﻴﻨﻘﺫ
(19)
:
ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺨـﺎﺘﻡ ﺍﻷﻨﺒﻴــــﺎ ﺤﺎلْ ﺍﻟﻭﺠــﻭﺩ ﻴﺴﻤـﻊ ﺒﻴﺎ
ﻴﺸﺘـﺎﻕ ﺨﺎﻁﺭﻭ ﻟﻬــﻭﺍﻱ ﻭﺩﺯ ﻜـﺎﻗـﻁ ﺍﻟﻀﻤـــﺎﻥ
ﻭﻗﻭل ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻠــﻭﻡ ﺍﻋﻠﻴــﺎ ﻤــﺄﻭﺍﻙ ﺠﻨـﺔ ﺍﻟﺭﻀـﻭﺍﻥ
ﺒﻴﺩﻭ ﺍﻤﺴـﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨــﻲ ﻴﺭﻯ ﺍﺩﻤــﻭﻋﻬﺎ ﻭﹺﻴـــﺩﺍﻥ
ﻭﻗـﻭﺍ ﻻ ﺘﹾـﺨﺎﻑ ﺍﻤﻬــﻨﹼﻲ ﺃﻨﺎ ﺍﻤﻌــﺎﻙ ﺸـﻭ ﻤﺎ ﻜــﺎﻥ
ﻜـﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﺩﺭﻜـﺵ ﺍﻴﺎﻤﻲ ﺭﺒــﻲ ﻴﺒﻠـﻐﻭ ﺴـــﻼﻤﻲ...
ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ؛ ﺇﺫ ﻴﻔﻠﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻟﺫﺍﺕ، ﻭﻴﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺃﻟﻤﻪ ﺍﻟﺩﻓﻴﻥ،
ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻏﺎﺏ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻀﻴﻊ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﻻ ﺘﻜﺘﻡ ﺍﻷﺤﺯﺍﻥ، ﺒل ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺒـﻭﺡ ﺸـﺭﻁ
ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻟﻭﻻﺀ.
- ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻴﻨﺩﻤﺞ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻭﻴﻁل ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻴﺴﺄل
ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. ﻭﻟﻜﻥ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل
(20)
:
ﻟﻠـﻲ ﺍﺴﻤـﻊ ﻭﺍﻟﻠـﻲ ﻏﻨﱠــﻰ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺒﻴــﻥ ﻤﻥ ﻟﺨﹾــﻭﺍﻥ
ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺸﻴـﻭﺥﹾ ﺒـﺎﺒﺎ ﻭﺍﻤــﺎ ﻨﺘﻭﺴـﻠﻭﺍ ﺍﺘﻌـﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤــﻪ
ﻟﻠﻤﻭﻤﻨﻴـــﻥ ﺒﺎﻟﻜﺭﺍﻤـــﻪ ﻤــﻭﺍﻋﺩﻴــﻥ ﺒﺎﻟﻐﻔـﺭﺍﻥ
ﺃﻫل ﺍﻟﻔﻀﻭل ﻗــﻭﻡ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﻟﺴــﻼﻡ ﺘﺎﻗﻴﻴــﻥ ﺍﺤﻨـﺎﻥ
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﺴﻌﻰ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ، ﻓﺼﻴﻐﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘـﺭﺩﺩ ﺩﺍﺌﻤـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻓﻲ ﺤﻠﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺃﻜﺒﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻤﻜﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ (ﺍﻵﺒـﺎﺀ –
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻭﻥ – ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﻐﺎﺌﺏ – ﻷﻫل ﺍﻟﻔﻀل..)، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺭﻤﺯﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺍ ﻤﻠﺤﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﻡ ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﻤﻥ ﻫﻤﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ، ﻴﺴﻌﻰ ﻟﺘﺘﺴﻊ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﻤـل، ﻭﻤـﺴﺎﺤﺔ ﻤـﻥ ﺘـﺸﻤﻠﻬﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ (ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﻜﺭﺍﻤﺔ) ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺜﻘـﺔ
ﺒﺎﷲ ﻭﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺓ (ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ) ﻭﺼﻨﻊ ﻓﺠﺭ ﺠﺩﻴﺩ ﺼﺎﺩﻕ ﺘﺯﻭل ﻓﻴـﻪ ﺍﻷﺤـﺯﺍﻥ ﻭﺘﺭﺘﻔـﻊ
ﺍﻵﻻﻡ.
اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ:
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﺯﺓ:
- ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯﻫـﺎ ﻭﺘـﻀﻴﻑ
ﺇﻟﻴﻬﺎ.
- ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻤﺘﺩﺍﻭل، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ: - 10 -
○ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﺴﻠﺒﺔ.
○ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺸﻭﻕ ﻟﻠﺯﻴﺎﺭﺓ. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻤـﺎ ﻴﺠـﺴﺩﻩ
ﺸﺨﺹ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﻭﺼﺤﺎﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ.
○ ﺘﺠﺴﻴﺩ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل (ﺹ) ﻭﺼﺤﺎﺒﺘﻪ ﻭﺁﻟﻪ.
- ﺍﻟﻤﺩﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ:
○ ﺍﺘﺴﻌﺕ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺭﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺌﺩ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻜﻭﻨـﺕ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﻴﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ.
○ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻷﺜﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ.
○ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﻻ ﻴﺨﺼﺹ ﺍﻟﻨﺹ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﺒﺼﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺒـل ﻴﻨـﺩﻤﺞ
ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻭﺍﻗﻌﻪ ﻭﻴﺭﺒﻁ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﻤﻥ ﺜﻡ ﺒﺎﻷﻤل ﻓﻲ ﺍﻻﻨﻌﺘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴـﺭ،
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻴﺼﻨﻌﻪ ﺒﺸﻜل ﺒﺴﻴﻁ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺩﺒﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.
ﺩ. ﻋﺒﺎﺱ ﺒﻥ ﻴﺤﻲ
ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ:
(1) ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﺤﻨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻱ: ﺍﻟﺜﻐﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﺒﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻐﺭ ﺍﻟﻭﻫﺭﺍﻨﻲ، ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ SNED،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﺹ:149.
(2) ﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ: ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺴﻌﺩ ﺍﷲ، ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﺹ:166.
(3) ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺸﺤﺎﺕ ﻭﺍﻷﺯﺠﺎل ﺍﻷﻨﺩﻟﺴﻴﺔ: ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺎﺴﺔ، ﻤﺠﻠﺔ: ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺎﺕ، ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻓـﻲ ﺍﻷﻨﺘﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴـﺎ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ CRASC، ﻭﻫﺭﺍﻥ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ... ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ 6، ﺹ:28.
(4) ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ: ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ، ﺒﻴﺭﻭﺕ، ﻁ2003/1، ﺹ: 603.
(5) ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺎﺴﺔ (ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ)، ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ: 6، ﺹ: 28.
(6) ﺤﻤﺎﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ: ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺙ، ﻗﺴﻨﻁﻴﻨﺔ، ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻁ1986/1، ﺹ:215.
(7) ﺤﻤﺎﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ: ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 216.
( ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺸﺒﻴﺭﺓ ، ﺠﻤﻊ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ: ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺭﺸـﻴﺩ ﺸـﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺭﻴﻐـﻲ، 2005/2004،
(ﻁﺒﻌﺔ ﺒﺎﻟﻜﻤﺒﻴﻭﺘﺭ): ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺸﺎﻋﺭ.
(9) ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺸﺒﻴﺭﺓ ، ﺹ:72.
(10) ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻴﻐﻲ ﺸﺒﻴﺭﺓ ، ﺹ:4.
(11) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 5.
(12) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 6.
(13) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 7. - 11 -
(14) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 8.
(15) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 9-8.
(16) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 7.
(17) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 12-11.
(18) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 12.
(19) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ: 13-12.
(208) ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ13
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺪﯾﺢ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﺮﯾﻐﻲ (ﻣﺪﯾﺢ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﻧﻤــﻮذﺟﺎ)
29/12/10, 02:15 pm
موضوع مميز
وانتقاء رائع
سلمت يداك
وانتقاء رائع
سلمت يداك
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺪﯾﺢ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﺮﯾﻐﻲ (ﻣﺪﯾﺢ ﻻ إﻟﮫ إﻻ اﷲ ﻧﻤــﻮذﺟﺎ)
29/12/10, 03:07 pm
بارك الله فيك أخى اسماعيل سعدي
موضوع قيم....
أحسنت وأحسن الله إليك
موفق بإذن الله ...
موضوع قيم....
أحسنت وأحسن الله إليك
موفق بإذن الله ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى