عين الفوارة
12/11/10, 11:55 pm
تاريخ عين الفوارة
كانت تسمى زمانا "ستيفيس" و"مطمورة روما" يتغنى الشعراء والفنانون ب "عين الفوارة" فيها، وتردد النسوة والعجائز مدائح عن شيخها الصالح "سيدي الخيّر" و"حمام السّخنة" لؤلؤة السِّباخ في الجزائر قاطبة، ولم يشفع تاريخ "ستيفيس" العتيق الضارب في القدم، ولا عراقة عادات أهلها من "العمريين والعمريات" من أن تتحول أزقتها وأحيائها الشعبية إلى حلبات لمعارك الذهب المغشوش، تحت أنظار تمثال "عين الفوارة" الذي تعلوها امرأة عارية، تتوسط كبريات ساحات المدينة، امرأة ظلت وما تزال تفرق بين أفراد العائلة الواحدة من سكان المدينة نفسها أو تلك الوافدة إليها سياحة أو تجارة أو عبورا، ممن لم تألف "ثقافة العري" التي حاول الاستعمار الفرنسي فرضها على سكان المنطقة خارج أسوار المتاحف وطيات الكتب المختصة .
المفارقة في تمثال "عين الفوراة" الواقع بقلب مدينة "سطيف" عاصمة الهضاب العليا التي تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي 300كلم إلى الشرق، أن التمثال الذي ظل يخدش حياء من يمر أمامه، وتتحاشى السير بالقرب منه العائلات المحافظة، وتتجنبه الفتيات والصبايا، اتقاء تعاليق الشباب الواقف على جنبات المكان، يمارس على كل من يشرب من منبعه الذي تتربع فوقه المرأة العارية ذات الشعر الأشقر الذي ينساب فوق كتفيها مثلما ينساب الماء العذب من العنصر الطبيعي، ما يشبه السحر الذي يجعل شارب ماء عين الفوارة يغرم بالمكان فيعود مرة ثانية وثالثة إليه وإلى سلطانته ولو كان سائحا، وظل السحر الذي تمارسه "عين الفوارة" على عطشاها، قريب من الحكايا الغرائبية المنسوجة من أساطير الرومان والإغريق، مثلما ظل الصدر والعجز في كل الأبيات الشعرية التي تناولت التمثال "الفتنة" تتغنى بسحر ماء عين الفوارة، وتتناسى معه كل الحرج الأخلاقي الذي يسببه المكان لأهله ولمن يقصده من الأحباب والأصدقاء من داخل الجزائر وخارجها .
و ما تزال الاستفهامات قائمة إلى اليوم بشأن بقاء تمثال "عين الفوارة" شامخا وسط عاصمة الهضاب العليا، رغم سنوات الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر طيلة التسعينيات، ويستغرب أهل المدينة كيف نجا التمثال من التخريب وهو يستعرض أمام الملأ مفاتن جسد امرأة عارية في حجم لا يخفي تفاصيل الإغراء الأنثوي، في وقت كانت الأنظار جميعها موجهة إلى مصير هذا المعلم، بل كانت جميع الآراء المعلنة وغير المعلنة تجمع أن "عين الفوراة" لن تغدو بعد تلك السنوات سوى ركاما يعلوه الغبار وذكرى قد تكون جميلة للبعض وقبيحة للبعض الآخر. لكن التمثال ومن فوقه المرأة العارية ومن تحته الماء العذب الرقراق، ظل يتوسط المدينة بإصرار لا يختلف عن الإصرار الفرنسي الذي نصب التمثال في قلب المدينة ضاربا عرض الحائط فيما يشبه التحدي، المقومات الثقافية والدينية والأخلاقية لشعب لم تفلح (القفف الملغومة) لمجاهدي ثورته المجيدة في نسفه مثلما كانت تنسف مقاهي المعمرين ونواديهم الليلية وأسواقهم، وفي مدينة اقترن اسمها باسم أحداث 8مايو 1945التي واجهت الآلة الاستعمارية لفرنسا وشكلت الوعي الأول لثورة التحرير التي انطلقت بعد ذلك بعشر سنوات وحررت الجزائر.
ولا يحسبك الجزائريون برمتهم، انك زرت ولاية سطيف، إن أنت أسقطت من برنامجك السياحي "عين الفوراة" فللمكان، رغم "قلة حياء" المنتصبة فوق معلمه الأثري، جاذبيته ورونقه، ويكاد يكون فخر الكبار والصغار معا، وملهم الشاعر والكاتب والمبدع على حد سواء، فصورة الجميع من صورته، ولتاريخه وحكاياه وذكرياته اعتبار خاص عند أهل المدينة، وإغفال زيارته "سلوك مشين" يعادل سلوك رفض تناول كأس شاي داخل خيمة صحراوي أو بدوي جزائري . وزيادة على الإحراج الذي يسببه التمثال ذاته، يزيدك سكان سطيف إحراجا آخرا عندما يستغربون زيارتك لمدينتهم وتجاهل "عين الفوارة" أو إغفال تخليد مرورك ذات يوم بسطيف بأخذ صورة تذكارية أمام تمثال المرأة التي تسقي عطشى المدينة بسخاء قلّ نظيره !
وللمكان حكاية جميلة، لولا أن صاحبها جعل من ملهمته ملكية مشاعة، تتقاسمها عيون الغرباء، ويتسلى بها اللصوص وطيور الليل، ولم تقدر على سترها نجوم السماء ولا ثرى الأرض، فعين الفوارة هي أولا وقبل كل شيء حكاية امرأة، يقال أن حاكما فرنسيا أحبها وعشقها حتى الثمالة، ولأن المرأة كانت لرجل آخر، لم يكن أمام الحاكم الفرنسي الولهان بجمالها، سوى اختطافها، ما كسّر قلب حبيبها، الذي لم يكن أمامه هو الآخر سوى تخليد صورتها وذكراها بإقامة تمثال لها يحتل وسط المدينة فوق نبع ماء، حتى يبقى حبه لها متدفقا للأبد مثل تدفق الماء من العنصر الذي تعلوه .
والحقيقة أن تمثال "عين الفوراة" الذي تم بناؤها العام 1998وبعيدا عن قصص الحب والعشق، هي واحدة من العيون أو منابع المياه المعدنية الطبيعية الكثيرة التي تزخر بها مدينة سطيف الجميلة، ولقد أطلق عليها الرومان زمانا اسم "مطمورة روما" لكونها كانت وما تزال منطقة نموذجية للراحة والاستجمام بما حباها الله من ينابيع معدنية وأنهار وهواء ناعم، إلى جانب خصوبة الأرض، ومن هذه الصفة استمدت تسميتها "ستيفيس" التي تعني الأرض السوداء أو الخصبة، وقد أحاطها الرومان بمدن وقلاع كبرى لا تزال منها مدينة "جميلة" التي تعتبر من الآثار المحمية من قبل هيئة اليونسك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كانت تسمى زمانا "ستيفيس" و"مطمورة روما" يتغنى الشعراء والفنانون ب "عين الفوارة" فيها، وتردد النسوة والعجائز مدائح عن شيخها الصالح "سيدي الخيّر" و"حمام السّخنة" لؤلؤة السِّباخ في الجزائر قاطبة، ولم يشفع تاريخ "ستيفيس" العتيق الضارب في القدم، ولا عراقة عادات أهلها من "العمريين والعمريات" من أن تتحول أزقتها وأحيائها الشعبية إلى حلبات لمعارك الذهب المغشوش، تحت أنظار تمثال "عين الفوارة" الذي تعلوها امرأة عارية، تتوسط كبريات ساحات المدينة، امرأة ظلت وما تزال تفرق بين أفراد العائلة الواحدة من سكان المدينة نفسها أو تلك الوافدة إليها سياحة أو تجارة أو عبورا، ممن لم تألف "ثقافة العري" التي حاول الاستعمار الفرنسي فرضها على سكان المنطقة خارج أسوار المتاحف وطيات الكتب المختصة .
المفارقة في تمثال "عين الفوراة" الواقع بقلب مدينة "سطيف" عاصمة الهضاب العليا التي تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي 300كلم إلى الشرق، أن التمثال الذي ظل يخدش حياء من يمر أمامه، وتتحاشى السير بالقرب منه العائلات المحافظة، وتتجنبه الفتيات والصبايا، اتقاء تعاليق الشباب الواقف على جنبات المكان، يمارس على كل من يشرب من منبعه الذي تتربع فوقه المرأة العارية ذات الشعر الأشقر الذي ينساب فوق كتفيها مثلما ينساب الماء العذب من العنصر الطبيعي، ما يشبه السحر الذي يجعل شارب ماء عين الفوارة يغرم بالمكان فيعود مرة ثانية وثالثة إليه وإلى سلطانته ولو كان سائحا، وظل السحر الذي تمارسه "عين الفوارة" على عطشاها، قريب من الحكايا الغرائبية المنسوجة من أساطير الرومان والإغريق، مثلما ظل الصدر والعجز في كل الأبيات الشعرية التي تناولت التمثال "الفتنة" تتغنى بسحر ماء عين الفوارة، وتتناسى معه كل الحرج الأخلاقي الذي يسببه المكان لأهله ولمن يقصده من الأحباب والأصدقاء من داخل الجزائر وخارجها .
و ما تزال الاستفهامات قائمة إلى اليوم بشأن بقاء تمثال "عين الفوارة" شامخا وسط عاصمة الهضاب العليا، رغم سنوات الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر طيلة التسعينيات، ويستغرب أهل المدينة كيف نجا التمثال من التخريب وهو يستعرض أمام الملأ مفاتن جسد امرأة عارية في حجم لا يخفي تفاصيل الإغراء الأنثوي، في وقت كانت الأنظار جميعها موجهة إلى مصير هذا المعلم، بل كانت جميع الآراء المعلنة وغير المعلنة تجمع أن "عين الفوراة" لن تغدو بعد تلك السنوات سوى ركاما يعلوه الغبار وذكرى قد تكون جميلة للبعض وقبيحة للبعض الآخر. لكن التمثال ومن فوقه المرأة العارية ومن تحته الماء العذب الرقراق، ظل يتوسط المدينة بإصرار لا يختلف عن الإصرار الفرنسي الذي نصب التمثال في قلب المدينة ضاربا عرض الحائط فيما يشبه التحدي، المقومات الثقافية والدينية والأخلاقية لشعب لم تفلح (القفف الملغومة) لمجاهدي ثورته المجيدة في نسفه مثلما كانت تنسف مقاهي المعمرين ونواديهم الليلية وأسواقهم، وفي مدينة اقترن اسمها باسم أحداث 8مايو 1945التي واجهت الآلة الاستعمارية لفرنسا وشكلت الوعي الأول لثورة التحرير التي انطلقت بعد ذلك بعشر سنوات وحررت الجزائر.
ولا يحسبك الجزائريون برمتهم، انك زرت ولاية سطيف، إن أنت أسقطت من برنامجك السياحي "عين الفوراة" فللمكان، رغم "قلة حياء" المنتصبة فوق معلمه الأثري، جاذبيته ورونقه، ويكاد يكون فخر الكبار والصغار معا، وملهم الشاعر والكاتب والمبدع على حد سواء، فصورة الجميع من صورته، ولتاريخه وحكاياه وذكرياته اعتبار خاص عند أهل المدينة، وإغفال زيارته "سلوك مشين" يعادل سلوك رفض تناول كأس شاي داخل خيمة صحراوي أو بدوي جزائري . وزيادة على الإحراج الذي يسببه التمثال ذاته، يزيدك سكان سطيف إحراجا آخرا عندما يستغربون زيارتك لمدينتهم وتجاهل "عين الفوارة" أو إغفال تخليد مرورك ذات يوم بسطيف بأخذ صورة تذكارية أمام تمثال المرأة التي تسقي عطشى المدينة بسخاء قلّ نظيره !
وللمكان حكاية جميلة، لولا أن صاحبها جعل من ملهمته ملكية مشاعة، تتقاسمها عيون الغرباء، ويتسلى بها اللصوص وطيور الليل، ولم تقدر على سترها نجوم السماء ولا ثرى الأرض، فعين الفوارة هي أولا وقبل كل شيء حكاية امرأة، يقال أن حاكما فرنسيا أحبها وعشقها حتى الثمالة، ولأن المرأة كانت لرجل آخر، لم يكن أمام الحاكم الفرنسي الولهان بجمالها، سوى اختطافها، ما كسّر قلب حبيبها، الذي لم يكن أمامه هو الآخر سوى تخليد صورتها وذكراها بإقامة تمثال لها يحتل وسط المدينة فوق نبع ماء، حتى يبقى حبه لها متدفقا للأبد مثل تدفق الماء من العنصر الذي تعلوه .
والحقيقة أن تمثال "عين الفوراة" الذي تم بناؤها العام 1998وبعيدا عن قصص الحب والعشق، هي واحدة من العيون أو منابع المياه المعدنية الطبيعية الكثيرة التي تزخر بها مدينة سطيف الجميلة، ولقد أطلق عليها الرومان زمانا اسم "مطمورة روما" لكونها كانت وما تزال منطقة نموذجية للراحة والاستجمام بما حباها الله من ينابيع معدنية وأنهار وهواء ناعم، إلى جانب خصوبة الأرض، ومن هذه الصفة استمدت تسميتها "ستيفيس" التي تعني الأرض السوداء أو الخصبة، وقد أحاطها الرومان بمدن وقلاع كبرى لا تزال منها مدينة "جميلة" التي تعتبر من الآثار المحمية من قبل هيئة اليونسك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: عين الفوارة
13/11/10, 12:00 am
الله الله
عين الفوااارة يامما
سطيييييف الغااالية
والمعروووووفة بناااااسها الطيبين
شكرا لبتووووولا الجميلة على الموضوع الرائع
وتعتبر مدينة سطيف جوهرة من جواهر الجزائر العاصمة
عين الفوااارة يامما
سطيييييف الغااالية
والمعروووووفة بناااااسها الطيبين
شكرا لبتووووولا الجميلة على الموضوع الرائع
وتعتبر مدينة سطيف جوهرة من جواهر الجزائر العاصمة
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: عين الفوارة
13/11/10, 12:04 am
الغريب في الامر انهم يقولون ان كل من يشرب من مائها لابد ان يعود ويزور المدينة ويشرب مرة ثانية ولقد حصل هذا الامر معي
شكرا لك
شكرا لك
رد: عين الفوارة
13/11/10, 12:26 am
أهلا بكما أكتشفتها الآن جميلة ولاية سطيف
سطيف في سطور
تعتبر ولاية سطيف عاصمة للهضاب العليا في هذا الوطن الحبيب فهي تتميز بموقعها الجغرافي المتميز الرابط بين الوطن شمالا وجنوبا، شرقا وغربا ، تقع ولاية سطيف جنوب شرق الجزائر، يحدها من الشمال كل من ولايتي جيجل و بجاية، و من الجنوب ولايتي باتنة و المسيلة، و من الشرق ولاية ميلة، و من الغرب ولاية برج بوعريرج ٠
سطيف في سطور
تعتبر ولاية سطيف عاصمة للهضاب العليا في هذا الوطن الحبيب فهي تتميز بموقعها الجغرافي المتميز الرابط بين الوطن شمالا وجنوبا، شرقا وغربا ، تقع ولاية سطيف جنوب شرق الجزائر، يحدها من الشمال كل من ولايتي جيجل و بجاية، و من الجنوب ولايتي باتنة و المسيلة، و من الشرق ولاية ميلة، و من الغرب ولاية برج بوعريرج ٠
رد: عين الفوارة
13/11/10, 12:26 am
تتميز ولاية سطيف بمناخ قاري شبه جاف، حار صيفا و قارس شتاءا، أمطار الشتاء غزيرة و مضرة بالأرض، حيث تساهم في ترية الأرض و إنجراف التربة، ، أما في فصل الصيف فترتفع درجة الحرارة إلى الحد الذي تتسبب في إندلااع الحرائق ، كما تتميز بسقوط البرد و الثلوج أثناء فصل الشتاء خاصة في قمم الجبال، أين تدوم حتى شهر مارس أو أفريل٠
رد: عين الفوارة
13/11/10, 12:27 am
كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنين سلالة تنتمي إلى رجل كوماني الذي إنحدر من ذريته الأمازيغ، و الذين تنظموا على شكل قبائل، و لم تظهر الدولة الجزائرية للوجود إلا بعد القرنين الثاني و الثالث قبل الميلاد حيث برزت مملكتان المملكة الميساسيلية التي يحدها من الشرق واد بومرزوق الذي يصب في وادي الرمال و من الغرب المولاية، و كان يحكم هذه المملكة مسيليا بقيادة مسينيسا
و كانت منطقة سطيف تابعة إلى المملكة ميسيليا في سنة 225 قبل الميلاد، و أثناء الحروب الفينيقية التي دامت من سنة 146 إلى 264 قبل الميلاد تحالف سيفاكس مع قرطاجنة ، بينما بقي ماسينيسا على نوميديا جزاء على تحالفه و بقي تحت وصاية روما، و بعد وفاته و وفاة إبنه يوغرطة الذي كان ينوي منح الإستقلال إلى نوميديا، و لم يتمكن من تحقيق حلمه بعد وصوله إلى السلطة و هو ما سمح للرومان بالتدخل
فقاوم الأهالي هذا الغزو تحت قيادة يوغرطة الذي قاتل ماريوس قرب مدينة سطيف و إنهزم في سنة 105 قبل الميلاد
و خلال تولي يوبا 1 و يوبا 2 و بطولومي كانت منطقة سطيف جزءا من موريطانيا القيصرية، و إزداد تدخل الرومان مما أدى إلى نشوب ثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا في الجيش الروماني
و في الفترة ما بين 14 إلى 24 م نظم جيشا من الأهالي و من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا بشكل فعال في تلك الثورة و بسبب تعدد الإنتفاضات إضطر الرومان سنة 42 م إلى ضم كل الشمال الإفريقي إلى إمبرطوريتهم
كما كان إهتمام الرومان بسطيف نتيجة لموقعها الجغرافي الذي يسيطر على السهول العليا الشاسعة و الغنية بالقمح و موقعها الإستراتيجي عند سفح جبل بابور التي كانت مناسبة للمقاومة و نقطة إنطلاق الثورات ضد الإحتلال الروماني
و تعتبر كلمة أزديف التي تعني بالأمازغية التربة السوداء و هو الإسم الأصلي للمنطقة، ليتحول بعد دخول الرومان إلى سيتيفيس بعد تأسيس الإمبراطور الروماني نيرفا المدينة في حوالي سنتي 97 و 98 للميلاد و حينئذ أصبحت خاضعة للإمبراطورية الرومانية، و منذ تأسيسها حظيت سطيف برتبة المدينة الرومانية فقد تربعت على مساحة 40 هكتار، و شهدت حركة تنموية و تنظيما إداريا و إجتماعيا خاصا
غير أن إزدهار المدينة و أهميتها الإقتصادية يعود إلى القرن الثالث الميلادي، ففي ذلك العام توسعت و إنتشرت حولها القرى و الأراضي الفلاحية، و إرتبطت بعدة مدن جزائرية أخرى
و في القرن الخامس الميلادي دخلتها جيوش الوندال و تعرضت المدينة في عهدهم إلى الفساد و التخريب، و بعد خروجهم رجع الرومان إلى المدينة في منتصف القرن السادس ميلادي و أعادوا تعميرها و بناء الحصون و الأسوار، أما المسلمون فقد فتحوا المدينة خلال القرن الثامن الميلادي،
و تحتل ولاية سطيف مكانة بارزة في التاريخ الوطني الجزائري العام، و تشكل المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي قوة مؤثرة في الحرب التحريرية المسلحة
و قد إعتبرت أحداث الثامن ماي 1945، و التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بداية تنظيم العمل الثوري المسلح، و التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء و قدر عددهم 45 ألف شهيد، و تركزت هذه الأحداث على وجه الخصوص بمدينة سطيف و قالمة و إمتدت فيما بعد إلى ولايات أخرى مثل دائرة خراطة بولاية بجاية
و كغيرها من ولايات الوطن فقد إنضوت ولاية سطيف تحت لواء المقاومة المسلحة خلال الحرب التحريرية التي إندلعت عام 1954، و قدم المناضلون قوافل من الشهداء و خاضوا معارك بطولية ضد قوى الشر و الطغيان و الإحتلال الفرنسي البغيظ
و كان إستقلال البلد الحبيب سنة 1962 من الإستعمار الفرنسي
و كانت منطقة سطيف تابعة إلى المملكة ميسيليا في سنة 225 قبل الميلاد، و أثناء الحروب الفينيقية التي دامت من سنة 146 إلى 264 قبل الميلاد تحالف سيفاكس مع قرطاجنة ، بينما بقي ماسينيسا على نوميديا جزاء على تحالفه و بقي تحت وصاية روما، و بعد وفاته و وفاة إبنه يوغرطة الذي كان ينوي منح الإستقلال إلى نوميديا، و لم يتمكن من تحقيق حلمه بعد وصوله إلى السلطة و هو ما سمح للرومان بالتدخل
فقاوم الأهالي هذا الغزو تحت قيادة يوغرطة الذي قاتل ماريوس قرب مدينة سطيف و إنهزم في سنة 105 قبل الميلاد
و خلال تولي يوبا 1 و يوبا 2 و بطولومي كانت منطقة سطيف جزءا من موريطانيا القيصرية، و إزداد تدخل الرومان مما أدى إلى نشوب ثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا في الجيش الروماني
و في الفترة ما بين 14 إلى 24 م نظم جيشا من الأهالي و من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا بشكل فعال في تلك الثورة و بسبب تعدد الإنتفاضات إضطر الرومان سنة 42 م إلى ضم كل الشمال الإفريقي إلى إمبرطوريتهم
كما كان إهتمام الرومان بسطيف نتيجة لموقعها الجغرافي الذي يسيطر على السهول العليا الشاسعة و الغنية بالقمح و موقعها الإستراتيجي عند سفح جبل بابور التي كانت مناسبة للمقاومة و نقطة إنطلاق الثورات ضد الإحتلال الروماني
و تعتبر كلمة أزديف التي تعني بالأمازغية التربة السوداء و هو الإسم الأصلي للمنطقة، ليتحول بعد دخول الرومان إلى سيتيفيس بعد تأسيس الإمبراطور الروماني نيرفا المدينة في حوالي سنتي 97 و 98 للميلاد و حينئذ أصبحت خاضعة للإمبراطورية الرومانية، و منذ تأسيسها حظيت سطيف برتبة المدينة الرومانية فقد تربعت على مساحة 40 هكتار، و شهدت حركة تنموية و تنظيما إداريا و إجتماعيا خاصا
غير أن إزدهار المدينة و أهميتها الإقتصادية يعود إلى القرن الثالث الميلادي، ففي ذلك العام توسعت و إنتشرت حولها القرى و الأراضي الفلاحية، و إرتبطت بعدة مدن جزائرية أخرى
و في القرن الخامس الميلادي دخلتها جيوش الوندال و تعرضت المدينة في عهدهم إلى الفساد و التخريب، و بعد خروجهم رجع الرومان إلى المدينة في منتصف القرن السادس ميلادي و أعادوا تعميرها و بناء الحصون و الأسوار، أما المسلمون فقد فتحوا المدينة خلال القرن الثامن الميلادي،
و تحتل ولاية سطيف مكانة بارزة في التاريخ الوطني الجزائري العام، و تشكل المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي قوة مؤثرة في الحرب التحريرية المسلحة
و قد إعتبرت أحداث الثامن ماي 1945، و التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بداية تنظيم العمل الثوري المسلح، و التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء و قدر عددهم 45 ألف شهيد، و تركزت هذه الأحداث على وجه الخصوص بمدينة سطيف و قالمة و إمتدت فيما بعد إلى ولايات أخرى مثل دائرة خراطة بولاية بجاية
و كغيرها من ولايات الوطن فقد إنضوت ولاية سطيف تحت لواء المقاومة المسلحة خلال الحرب التحريرية التي إندلعت عام 1954، و قدم المناضلون قوافل من الشهداء و خاضوا معارك بطولية ضد قوى الشر و الطغيان و الإحتلال الفرنسي البغيظ
و كان إستقلال البلد الحبيب سنة 1962 من الإستعمار الفرنسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى