- عبدالله حسن الذنيباتمشرف علوم العربية و آدابها
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 973
نقاط تميز العضو : 123687
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 39
فن المقامات بين الهمذاني والحريري
22/07/09, 05:18 pm
وهذا المطلب الأول من الفصل الأول من هذه الدراسة
المقامات : المفهوم والنشأة
يعد بديع الزمان الهمذاني رائد هذا الفن, ومبتكره , وأستاذ من جاء بعده, وسار على منواله, ونهج نهجه, وفن المقامات فن أدبي راقٍ من فنون النثر العربي ويشكل حلقة من حلقات التطور النثر العربي.
والمقامات لغة هي المجلس ومقامات الناس : مجالسهم واستعملت الكلمة مجازا لتعني القوم الذين يجلسون في المجلس .
وقد ورد اسم المقامة في الشعر العربي بهذا المعنى على لسان زهير
يقول
وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوههم وأندية ينتابها القول والفعلُ
وجاءت الكلمة في شعر لبيد بالضم بمعنى موضع الإقامة في قوله:
عفت الديار محلها فمقامـــــــــها بمنى تأبد غولها فرجامها
وجاءت في القران الكريم اسما لموضع القيام : (واتّخِذوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى)
ثم تطور المدلول اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي الذي يعرفه الأدباء وهو ذلك الشكل الفني للنثر الذي ابتدعه بديع الزمان الهمذاني
ويرى جميل سلطان أن الكلمة انطلقت في أفقها اللغوي والمجازي لتشمل ألوانا من القصص والمواعظ والأحاديث إلى أن تبلورت أخيرا في مفهومها الاصطلاحي عند بديع الزمان
ويرى زكي مبارك أن أهل القرن الثالث الهجري كانوا يعرفون ألوانا من المحاورات الأدبية تعرف بالمقامات ويرى أن هذه المقامات انتقلت إلى كلام المعتفين الذين يتوسلون إلى الأغنياء بكلام مسجوع فيقولون ارحموا مقامي هذا ...الخ
ولقد كثرت تعريفات القدماء للمقامة وأصبحوا فيها شيعا ومذاهب ومعرفة أصلها وبذورها الأولى عند العرب وعند الفرس وشعبوا الموضوع كثيرا حتى أصبح الباحث لا يخرج بطائل مما يقرأ ومهما كثرت التعريفات للمقامة فهي شكل فني من النثر العربي الذي ابتدعه بديع الزمان الهمذاني والذي اتخذ شكلا دراميا لم يسبق إليه والمقامة الفنية قصة قصيرة بطلها نموذج إنساني مكدٍ ومتسوّل لها راوٍ وبطل وتقوم على حدث طريف ومغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لونا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية وضعت في إطار الصنعة البديعية أو البلاغية
ويعرفها الدكتور يوسف نور عوض بقوله: (إن المقامة قصة قصيرة تشتمل على حبكة شاملة ذات موضوع وأبطالها لا يخرجون عن الإطار الذي رسمه لهم الكاتب في واقعهم الدرامي ... وهذا لا ينفي وجود بعض الاختلاف عن فن القصة)
ويقول فاروق سعد : المقامة حديث من شطحات الخيال أو دوامة الواقع اليومي في أسلوب مصنوع مسجع تدور حول بطل أفّاق أديب شحاذ يحدث عنه وينشر طويته رواية جوالة قد يلبس جبة البطل أحيانا وغرض المقامة البعيد هو إظهار الاقتدار على مذاهب الكلام وموارده ومصادره في عظة بليغة تقلقل الدراهم في أكياسها أو نكتة أدبية طريفة أو نادرة أو شاردة لفظية طريفة
أما مبتدع المقامة الفنية فهو بديع الزمان الهمذاني يقول باحث: لا تفتش عمّن أخذ عنه البديع مقاماته فهو مبدعها ولا عبرة بالحكايات والنوادر فهذه حكايات كانت ولا تزال
وقد استفاد بديع الزمان من الأشكال النثرية السابقة كبخلاء الجاحظ وأحاديث خالد بن يزيد وقصص التكدية والمكدين بل إن بعض الباحثين أتهموه بالإغارة على شعر سابقيه واستلهام ما فيها من مضامين وصياغتها من جديد بل إنه أخذ كثيرا من المضامين من الفنون النثرية كرسائل إخوان الصفا وغيرها
وقد وردت الكثير من الآراء المختلفة في كتب المقامات حول مبتدع المقامات حتى قيل إنه ابن دريد
المقامات : المفهوم والنشأة
يعد بديع الزمان الهمذاني رائد هذا الفن, ومبتكره , وأستاذ من جاء بعده, وسار على منواله, ونهج نهجه, وفن المقامات فن أدبي راقٍ من فنون النثر العربي ويشكل حلقة من حلقات التطور النثر العربي.
والمقامات لغة هي المجلس ومقامات الناس : مجالسهم واستعملت الكلمة مجازا لتعني القوم الذين يجلسون في المجلس .
وقد ورد اسم المقامة في الشعر العربي بهذا المعنى على لسان زهير
يقول
وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوههم وأندية ينتابها القول والفعلُ
وجاءت الكلمة في شعر لبيد بالضم بمعنى موضع الإقامة في قوله:
عفت الديار محلها فمقامـــــــــها بمنى تأبد غولها فرجامها
وجاءت في القران الكريم اسما لموضع القيام : (واتّخِذوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى)
ثم تطور المدلول اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي الذي يعرفه الأدباء وهو ذلك الشكل الفني للنثر الذي ابتدعه بديع الزمان الهمذاني
ويرى جميل سلطان أن الكلمة انطلقت في أفقها اللغوي والمجازي لتشمل ألوانا من القصص والمواعظ والأحاديث إلى أن تبلورت أخيرا في مفهومها الاصطلاحي عند بديع الزمان
ويرى زكي مبارك أن أهل القرن الثالث الهجري كانوا يعرفون ألوانا من المحاورات الأدبية تعرف بالمقامات ويرى أن هذه المقامات انتقلت إلى كلام المعتفين الذين يتوسلون إلى الأغنياء بكلام مسجوع فيقولون ارحموا مقامي هذا ...الخ
ولقد كثرت تعريفات القدماء للمقامة وأصبحوا فيها شيعا ومذاهب ومعرفة أصلها وبذورها الأولى عند العرب وعند الفرس وشعبوا الموضوع كثيرا حتى أصبح الباحث لا يخرج بطائل مما يقرأ ومهما كثرت التعريفات للمقامة فهي شكل فني من النثر العربي الذي ابتدعه بديع الزمان الهمذاني والذي اتخذ شكلا دراميا لم يسبق إليه والمقامة الفنية قصة قصيرة بطلها نموذج إنساني مكدٍ ومتسوّل لها راوٍ وبطل وتقوم على حدث طريف ومغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لونا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية وضعت في إطار الصنعة البديعية أو البلاغية
ويعرفها الدكتور يوسف نور عوض بقوله: (إن المقامة قصة قصيرة تشتمل على حبكة شاملة ذات موضوع وأبطالها لا يخرجون عن الإطار الذي رسمه لهم الكاتب في واقعهم الدرامي ... وهذا لا ينفي وجود بعض الاختلاف عن فن القصة)
ويقول فاروق سعد : المقامة حديث من شطحات الخيال أو دوامة الواقع اليومي في أسلوب مصنوع مسجع تدور حول بطل أفّاق أديب شحاذ يحدث عنه وينشر طويته رواية جوالة قد يلبس جبة البطل أحيانا وغرض المقامة البعيد هو إظهار الاقتدار على مذاهب الكلام وموارده ومصادره في عظة بليغة تقلقل الدراهم في أكياسها أو نكتة أدبية طريفة أو نادرة أو شاردة لفظية طريفة
أما مبتدع المقامة الفنية فهو بديع الزمان الهمذاني يقول باحث: لا تفتش عمّن أخذ عنه البديع مقاماته فهو مبدعها ولا عبرة بالحكايات والنوادر فهذه حكايات كانت ولا تزال
وقد استفاد بديع الزمان من الأشكال النثرية السابقة كبخلاء الجاحظ وأحاديث خالد بن يزيد وقصص التكدية والمكدين بل إن بعض الباحثين أتهموه بالإغارة على شعر سابقيه واستلهام ما فيها من مضامين وصياغتها من جديد بل إنه أخذ كثيرا من المضامين من الفنون النثرية كرسائل إخوان الصفا وغيرها
وقد وردت الكثير من الآراء المختلفة في كتب المقامات حول مبتدع المقامات حتى قيل إنه ابن دريد
- إبراهيم جلالمشرف المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 535
نقاط تميز العضو : 116687
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العمر : 46
رد: فن المقامات بين الهمذاني والحريري
22/07/09, 09:21 pm
بارك الله فيكم وأورثكم علم ما لم تعلم عالمنا الجليل الأستاذ عبد الله حسن الذنيبات بحر العلم الفيّاض .
- عبدالله حسن الذنيباتمشرف علوم العربية و آدابها
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 973
نقاط تميز العضو : 123687
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 39
رد: فن المقامات بين الهمذاني والحريري
22/07/09, 10:10 pm
أشكرك أستاذي الجليل
إبراهيم جلال
إبراهيم جلال
- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: فن المقامات بين الهمذاني والحريري
23/07/09, 12:37 am
والله نشتاق لانتقائك المفيد خاصة وأنا من محبي المقامات فأستقي منها الكتابة الحسنة التاليف الأنيقة التصنيف وإلى رواياتها اللطيفة التي تسعى إلى جمع درر الألفاظ وغرر البيان وشوارد اللغة ونوادر الكلام من منظوم ومنثور ولا شك أن الكثير قد أعجب بمقامة الهمذاني المعروفة بالبشرية
مرة أخرى أقدر مجهوداتك وأقدّر تنظيمك الدقيق للوقت واغتنامه دمت أخا وفيا وصديقا حميما ...
مرة أخرى أقدر مجهوداتك وأقدّر تنظيمك الدقيق للوقت واغتنامه دمت أخا وفيا وصديقا حميما ...
- عبدالله حسن الذنيباتمشرف علوم العربية و آدابها
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 973
نقاط تميز العضو : 123687
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 39
رد: فن المقامات بين الهمذاني والحريري
26/07/09, 09:54 am
بوركت أخي الكريم إسماعيل سعدي
تحيتي لك
تحيتي لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى