- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:33 pm
توطئة
بنى الأصوليون دراستهم للتشريع الاسلامي على دراسة اللغة بوصفها وعاء للمضامين العقدية والحكمية ،ولكونهانظاما دالامن العلامات ترتهن بها الفوارق الدلالية المتحكمة في استنباط الأحام من النصوص ،ولا يستطيع دارس أن يصل إلى الخصائص البنوية للنص الديني وتمعينه وفهم تصريحه وتلميحه إلا إذا عرف اللغة التى نزل بها النص و أسرارها في التعبير ومقاصدها البيانية، وقد أدرك الأصوليون الرباط الوثيق بين اللغة والخطاب الديني، فكان اهتمامهم باللغة من أهم الأدوات المعينة على الاجتهاد ولهذا حفلت مقدمات مؤلفاتهم بأبحاثا لغوية ذات قيمة علمية لاتنكر طرافتها، و أصبحت هذه الأبحاث تمهيدا منطقيا و موضوعيا لعلم الأصول ، بل نجد من علماء اللغة من شايع علماء الأصول و اقتفى أثرهم في تقسيماتهم و اصطلاحاتهم، مطبقا إياها على الدرس اللغوى و للوقوف على اهتمام الأصوليين بالداسة اللغوية تناولنا جملة من القضايا اللغوية التى طرحها المفكر الإسلامي أبو حامد الغزالي في مؤلفاته بوصفه نموذجا للفكر الأصولي الناضج في مرحلة إزدهاره وتوطد نظرياته التشريعية والتأصيلية وباعتبار مؤلفاته الأصولية من أهم الدراسات التي عنيت باللغة ووظيفتها الفكرية في ميدان التشريع الإسلامي على طريقة المتكلمين ، مع الإفادة من مناهج أهل النظر من مختلف الفرق الإسلامية التي اتخذت من المسألة الفقهية موضوعا رئيسا لها ،وفي ضوء آراء ثلة من علماء الأصول و اللغة الذين تركوا بصمات واضحة في حقل الأبحاث اللغوية نحاول هذه الدراسة استجلاء رؤيته لأمهات القضايا اللسانية التي شغلت الفكر الإسلامي القديم، والتي تعد اليوم من الموضوعات البارزة في اللسانيات المعاصرة بخاصة إذا درست هذه القضايا في سياقاتها المعرفية المناسبة من جهة ،وربطت بميدان تأويل النصوص من جهة ثانية .
بنى الأصوليون دراستهم للتشريع الاسلامي على دراسة اللغة بوصفها وعاء للمضامين العقدية والحكمية ،ولكونهانظاما دالامن العلامات ترتهن بها الفوارق الدلالية المتحكمة في استنباط الأحام من النصوص ،ولا يستطيع دارس أن يصل إلى الخصائص البنوية للنص الديني وتمعينه وفهم تصريحه وتلميحه إلا إذا عرف اللغة التى نزل بها النص و أسرارها في التعبير ومقاصدها البيانية، وقد أدرك الأصوليون الرباط الوثيق بين اللغة والخطاب الديني، فكان اهتمامهم باللغة من أهم الأدوات المعينة على الاجتهاد ولهذا حفلت مقدمات مؤلفاتهم بأبحاثا لغوية ذات قيمة علمية لاتنكر طرافتها، و أصبحت هذه الأبحاث تمهيدا منطقيا و موضوعيا لعلم الأصول ، بل نجد من علماء اللغة من شايع علماء الأصول و اقتفى أثرهم في تقسيماتهم و اصطلاحاتهم، مطبقا إياها على الدرس اللغوى و للوقوف على اهتمام الأصوليين بالداسة اللغوية تناولنا جملة من القضايا اللغوية التى طرحها المفكر الإسلامي أبو حامد الغزالي في مؤلفاته بوصفه نموذجا للفكر الأصولي الناضج في مرحلة إزدهاره وتوطد نظرياته التشريعية والتأصيلية وباعتبار مؤلفاته الأصولية من أهم الدراسات التي عنيت باللغة ووظيفتها الفكرية في ميدان التشريع الإسلامي على طريقة المتكلمين ، مع الإفادة من مناهج أهل النظر من مختلف الفرق الإسلامية التي اتخذت من المسألة الفقهية موضوعا رئيسا لها ،وفي ضوء آراء ثلة من علماء الأصول و اللغة الذين تركوا بصمات واضحة في حقل الأبحاث اللغوية نحاول هذه الدراسة استجلاء رؤيته لأمهات القضايا اللسانية التي شغلت الفكر الإسلامي القديم، والتي تعد اليوم من الموضوعات البارزة في اللسانيات المعاصرة بخاصة إذا درست هذه القضايا في سياقاتها المعرفية المناسبة من جهة ،وربطت بميدان تأويل النصوص من جهة ثانية .
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:34 pm
1- الغزالي و نظريات نشأة اللغة:
لعل من عادة البحث الأصول الأصيل أن يبدأ توصيفه للظاهرة اللغوية بمناقشة مسألة وضع اللغة، و نظريات نشأتها و طرق معرفتها في سياق تمعين الإطار الفلسفي العام للغة الإنسانية ،على أساس كونها ظاهرةوجودية تكتسي طابعا غيبيا في كثير من الأحيان فقد صادف ظهورها الأول أول ظهور للكائن البشري على وجه الأرض ،ولعل الغزالي الفيلسوف والمتكلم الأصولي وهو يحاور النصوص التراثية العربية وغيرهاسيحاول مقاربة هذه الإشكالات وتقديم آراء منهجية تعبر عن ثقافة العصر ورؤية الباحث العربي القديم الجامع بين المعرفة الدينية والمدنية.والفاحص لآراء الغزالي اللسانية يتوقف بدأ عند موضوع أصل اللغة الذى شد أنظار العلماء قديما فصرفوا له وقتا في بحثه وتحليل جوانبه، فقد عقد له بابا في كتابه المستصفى أسماه "مبدأ اللغات" أهو اصطلاح أم توقيف ،و بابا في"القول في اللغة" في كتابه المنخول ، وقد أسس رأيه الخاص انطلاقا من عرضه لآراء معاصريه وسابقيه ، وقد تولدت هذه القضية الشبيهة بالمأساة الفكرية في تاريخ الحضارات والحضارة الإسلامية بخاصة عن اختلاف في فهم النص القرآني وتأويله مما نتج عنه ظهور أربعة آراء تمثل احتمالات متكافئة لأصل اللغة، و اولاها أن آدم عليه السلام قد ألهم الحاجة إلى الوضع ، فوضع اللغة بتدبيره الخاص و مقتضى فكره، كما ذهب بعضهم إلى أن الأسماء المرادة من الآية القرآنية:" و علم آدم الأسماء كلها" (البقرة /31)، ربما كانت موضوعة بالاصطلاح بين الملائكة قبل خلقة آدم عليه السلام كما ذهبت فئة إلى كون هذه الفئة من الاسماء دالة من حيث العموم على السماء و الارض و الجنة و النار و ما فيهما ، دون الاسماء التى حدثت مسمياتها بعد خلقة آدم.وقد ذهب بعضهم إلى ان الخالق قد علم آدم اللغات لكنه نسي ماتعلمه، فاصطلح أولاده بعده على هذه اللغات. وهو ما يدل على تفرع اللغة الى لغات متعددة عبر الزمن .
ومما قد يكون محسوسا بالنظر الدقيق أن الغزالي قد شعر بخطر المشكلة وشذوذ طريقة تحليلهافضل مترددا لايستقر على رأي، مجوزا وقوع هذه النظريات كلها عقلا. فالتوقيف هو ان يخلق الله الأصوات و الحروف فيسمعها واحد أو جميع، ويخلق لهم العلم بها من كونها تقصد دلالات معينة. أما الاصطلاح (7)، فبأن يجمع الله جمعا من العقلاء للاشتغال بما يهمهم في حياتهم، فيبدأ أحدهم في الاصطلاح و يتبعه الأخر حتى يتم له الوضع، عن طريق الاشارة و التكرار (. أما الرأي الذي يحصر الدلالة في أسماء الأعلام و الملائكة و أسماء السموات السبع والأرض و الجنة و النار و ما فيها فمن شأنه أن يعطل الأية المعنية عن افادتها لدلالة نشأة اللغة و يوقع في المشكلة التأويلية. هذا و ركز الغزالي على نظريتي التوقيف الالهي و المواضعة غير مكترث بنظرية المحاكاة، فيشير في الاول إلى احتمال أن يكون الله هو الملهم لآدم فوضع بتدبيره و فكره، إذ هو المحرك الاول للدواعي جميعا (9)، فيجوز ان يثبت الرب مراسم و خطوطا يفهم الناظر فيها العبارات، ثم يتعلم البعض من البعض(10). أما في الثانية فيبدوا ان هناك تشابها واضحا بين ما اورده و بين رأي " ابن جني "في المواضعة بأن يجتمع حكيمان فصاعدا، فيحتاجوا إلى الابانة عن الاشياء المعلومات فيضعوا لكل منها سمة و لفظا(11).
و يعرض الغزالي لهذا الرأى بالنقد إذ كيف يتفق العقلاء فيما بينهم قبل الشروع في المواضعة اللغوية (12). فإن كانت الوسيلة لغة مكونة من ألفاظ بطلت النظرية، و لم يبق حينها سوى إحداث نوع من التفاهم عن طريق الاشارات و الرموز و التكرار مثلما يفعل الوالدان بالولد الصغير، وكما يعرف الاخرس ما في ضميره بالاشارة (13)، والمواضعة لا تفسر وجود الكلمات الدالة على الافعال و الحروف و المعاني الكلية مع أنها أمور ليس لها في العالم الخارجي وجود محسوس يرتكز عمله في الوضع(14)، كما تطرق الغزالي لهذه النظرية في خضم حديثه عن معاني أسماء الله الحسنى "هل هي توقيف من الله ام انها من وضع الانسان"(15)عارضا لآراء بعض المفكرين في عصره كالقاضي الباقلاني(16) الذي يرى جواز وضع هذه الاسامي من غير حاجة إلى توقيف، إلا إذا كان الوضع مما يشعر استحالة وقوع معناه على الله. اما الأشعري فقد منع أن يطلق في حق الله من الأوصاف إلا إذا أذن بذلك. غير أنه لا يتبنى هذا الموقف بشكل بين، رغم ما طرحه في هذا الباب ، ويظل الغزالي مترددا بين الأخذ بأحد الآراء، رغم امكان تحققه عقلا، ذلك ان البحث اللغوى لا يملك من الأدلة الواقعية أو من الأخبار المتواترة ما يرجح كفة على أخرى، ويظل الخوض في هذه المسألة عنده فضولا لا فائدة فيه. ولأن الدين يدعوا إلى النظر فيما هو مهم من أمور الدين و الدنيا (17) إن هذه النظرة الموضوعية لمثل هذه المسائل نجدها في البحث اللساني الحديث الذى يؤكد على عدم فائدة الخوض فيها لغياب الدليل العلمي. فحال اللغة كحال جميع المخترعات البشرية كثيرا مااحتدم الجدال حول معرفة اصلها و مخترعها. و هذه المسألة لا طائل من ورائها(18). لذا يقول في ختام حديثه: "وأما وقوع أحد الجائزين، فلا يستدرك عقلا و لا دليل في السمع عليه "، و في موضع آخر يقول: "فالخوض فيه إذا فضول لا أصل له"(19)، و هذا ما إنتهت إليه الفلسفة.
لعل من عادة البحث الأصول الأصيل أن يبدأ توصيفه للظاهرة اللغوية بمناقشة مسألة وضع اللغة، و نظريات نشأتها و طرق معرفتها في سياق تمعين الإطار الفلسفي العام للغة الإنسانية ،على أساس كونها ظاهرةوجودية تكتسي طابعا غيبيا في كثير من الأحيان فقد صادف ظهورها الأول أول ظهور للكائن البشري على وجه الأرض ،ولعل الغزالي الفيلسوف والمتكلم الأصولي وهو يحاور النصوص التراثية العربية وغيرهاسيحاول مقاربة هذه الإشكالات وتقديم آراء منهجية تعبر عن ثقافة العصر ورؤية الباحث العربي القديم الجامع بين المعرفة الدينية والمدنية.والفاحص لآراء الغزالي اللسانية يتوقف بدأ عند موضوع أصل اللغة الذى شد أنظار العلماء قديما فصرفوا له وقتا في بحثه وتحليل جوانبه، فقد عقد له بابا في كتابه المستصفى أسماه "مبدأ اللغات" أهو اصطلاح أم توقيف ،و بابا في"القول في اللغة" في كتابه المنخول ، وقد أسس رأيه الخاص انطلاقا من عرضه لآراء معاصريه وسابقيه ، وقد تولدت هذه القضية الشبيهة بالمأساة الفكرية في تاريخ الحضارات والحضارة الإسلامية بخاصة عن اختلاف في فهم النص القرآني وتأويله مما نتج عنه ظهور أربعة آراء تمثل احتمالات متكافئة لأصل اللغة، و اولاها أن آدم عليه السلام قد ألهم الحاجة إلى الوضع ، فوضع اللغة بتدبيره الخاص و مقتضى فكره، كما ذهب بعضهم إلى أن الأسماء المرادة من الآية القرآنية:" و علم آدم الأسماء كلها" (البقرة /31)، ربما كانت موضوعة بالاصطلاح بين الملائكة قبل خلقة آدم عليه السلام كما ذهبت فئة إلى كون هذه الفئة من الاسماء دالة من حيث العموم على السماء و الارض و الجنة و النار و ما فيهما ، دون الاسماء التى حدثت مسمياتها بعد خلقة آدم.وقد ذهب بعضهم إلى ان الخالق قد علم آدم اللغات لكنه نسي ماتعلمه، فاصطلح أولاده بعده على هذه اللغات. وهو ما يدل على تفرع اللغة الى لغات متعددة عبر الزمن .
ومما قد يكون محسوسا بالنظر الدقيق أن الغزالي قد شعر بخطر المشكلة وشذوذ طريقة تحليلهافضل مترددا لايستقر على رأي، مجوزا وقوع هذه النظريات كلها عقلا. فالتوقيف هو ان يخلق الله الأصوات و الحروف فيسمعها واحد أو جميع، ويخلق لهم العلم بها من كونها تقصد دلالات معينة. أما الاصطلاح (7)، فبأن يجمع الله جمعا من العقلاء للاشتغال بما يهمهم في حياتهم، فيبدأ أحدهم في الاصطلاح و يتبعه الأخر حتى يتم له الوضع، عن طريق الاشارة و التكرار (. أما الرأي الذي يحصر الدلالة في أسماء الأعلام و الملائكة و أسماء السموات السبع والأرض و الجنة و النار و ما فيها فمن شأنه أن يعطل الأية المعنية عن افادتها لدلالة نشأة اللغة و يوقع في المشكلة التأويلية. هذا و ركز الغزالي على نظريتي التوقيف الالهي و المواضعة غير مكترث بنظرية المحاكاة، فيشير في الاول إلى احتمال أن يكون الله هو الملهم لآدم فوضع بتدبيره و فكره، إذ هو المحرك الاول للدواعي جميعا (9)، فيجوز ان يثبت الرب مراسم و خطوطا يفهم الناظر فيها العبارات، ثم يتعلم البعض من البعض(10). أما في الثانية فيبدوا ان هناك تشابها واضحا بين ما اورده و بين رأي " ابن جني "في المواضعة بأن يجتمع حكيمان فصاعدا، فيحتاجوا إلى الابانة عن الاشياء المعلومات فيضعوا لكل منها سمة و لفظا(11).
و يعرض الغزالي لهذا الرأى بالنقد إذ كيف يتفق العقلاء فيما بينهم قبل الشروع في المواضعة اللغوية (12). فإن كانت الوسيلة لغة مكونة من ألفاظ بطلت النظرية، و لم يبق حينها سوى إحداث نوع من التفاهم عن طريق الاشارات و الرموز و التكرار مثلما يفعل الوالدان بالولد الصغير، وكما يعرف الاخرس ما في ضميره بالاشارة (13)، والمواضعة لا تفسر وجود الكلمات الدالة على الافعال و الحروف و المعاني الكلية مع أنها أمور ليس لها في العالم الخارجي وجود محسوس يرتكز عمله في الوضع(14)، كما تطرق الغزالي لهذه النظرية في خضم حديثه عن معاني أسماء الله الحسنى "هل هي توقيف من الله ام انها من وضع الانسان"(15)عارضا لآراء بعض المفكرين في عصره كالقاضي الباقلاني(16) الذي يرى جواز وضع هذه الاسامي من غير حاجة إلى توقيف، إلا إذا كان الوضع مما يشعر استحالة وقوع معناه على الله. اما الأشعري فقد منع أن يطلق في حق الله من الأوصاف إلا إذا أذن بذلك. غير أنه لا يتبنى هذا الموقف بشكل بين، رغم ما طرحه في هذا الباب ، ويظل الغزالي مترددا بين الأخذ بأحد الآراء، رغم امكان تحققه عقلا، ذلك ان البحث اللغوى لا يملك من الأدلة الواقعية أو من الأخبار المتواترة ما يرجح كفة على أخرى، ويظل الخوض في هذه المسألة عنده فضولا لا فائدة فيه. ولأن الدين يدعوا إلى النظر فيما هو مهم من أمور الدين و الدنيا (17) إن هذه النظرة الموضوعية لمثل هذه المسائل نجدها في البحث اللساني الحديث الذى يؤكد على عدم فائدة الخوض فيها لغياب الدليل العلمي. فحال اللغة كحال جميع المخترعات البشرية كثيرا مااحتدم الجدال حول معرفة اصلها و مخترعها. و هذه المسألة لا طائل من ورائها(18). لذا يقول في ختام حديثه: "وأما وقوع أحد الجائزين، فلا يستدرك عقلا و لا دليل في السمع عليه "، و في موضع آخر يقول: "فالخوض فيه إذا فضول لا أصل له"(19)، و هذا ما إنتهت إليه الفلسفة.
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:34 pm
2- طرق معرفة اللغة:
من القضايا اللغوية التي أثارت جدالا في البيئة الأصولية كيفية ثبوت اللغة .فكثيرا ما تساءل العلماء، أتثبت اللغة بالنقل أم تثبت بالقياس (20)فذهب بعضهم إلى كونها ثابتة بالنقل، إذ يقول الشوكاني(ت1255ه):"لامجال للعقل في ذلك لأنها أمور وضعية، والأمور الوضعية لايستقل العقل بإدراكاها فلا تكون الطريقة إليها إلانقلية"(21)، و القائلون بهذا الرأى يجعلون لها طريقان أحدهما التواتر و هو المتعلق بالالفاظ القطيعية المنقولة جمعا عن جمع كألفاظ الأرض و السماء و الهواء(22)... و الآخر الآحاد و يتعلق بالألفاظ التي لم تأخذ طريق الشيوع بين العامة، و ظلت في كتب أهل العلم، وهي كثيرة في المعجمات وطائفة أخرى قالت بتداخل العقل في إثبات اللغة وذلك لاستخدامنا إياه في الاستنباط من المنقولات(23)، كاستنباطهم حكم عمومية المعرف بالألف و اللام و استغراقه كل أفراده و إمكان دخول الاستثناء عليه، مثل قوله تعالى:{ إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} (العصر 2/3). كما اختلف الأصوليون في ثبوت اللغة بطريقة القياس، و هو ما عرض له الغزالي في المستصفى.
أ-2- مكانة القياس من اللغة:
من القضايا اللغوية التي أثارت جدلا في البيئة الأصولية قضية القياس في اللغة، فكثيرا ما تساءل العلماء، هل اللغة ثابتة بالقياس(24)؟ علما بأن هذه المسألة لم تكن وليدة تلك الفترة، بل عرض لها علماء سابقون بعهود خلت(25). و الحديث نفسه داربين أساطين الفكر الأصولي في ذروة عطائه الفكري، فالغزالي في ابحاثه اللغوية عرض لهذه المسألة في باب عنوانه:"في أن الاسماء هل تثبت قياسا". و قبل تحديد رأيه يعرض لآراء معاصريه مبينا أن بعضهم ذهب إلى كونها ثابتة بالسماع و الرواية، لاسيما من حيث كونها ثبت معجمي منقول لا تصرف فيه(26)، كما ذهبت فئة إلى جواز جيران القياس فيها، وهو راي منسوب إلى الامام الشافعي، كما ذهب بعضهم إلى ان اسماء الأعلام و الألقاب المحظة لا يجري القياس فيها لأنها لاتفيد وصفا لمسمى، و إنما وضعت لمجرد التعريف والتعيين، ولو اريد تسمية زيد بعمر لجاز ذلك. كما ينتفي القياس من أسماء الصفات التي وضعت للفرق بين الصفات كالعالم و القادر وذلك لأنها واجبة الاطراد، نظرا إلى تحقيق المعنى، فمسمى العالم من قام به العلم وهو متحقق في حق كل من قام به العلم. فكان اطلاق اسم العالم عليه ثابتا بالوضع لا بالقياس(27). أما الغزالي فقد بين أن اللغة موقوفة و علينا معرفتها كما هي، لاكما نتصور لها ان تكون، يقول:" فإذا عرفتنا العرب أن هذا الاسم موضوع لهذا المدلول فوضعه لغيره تقول عليهم واختراع من جهتنا"(28)، و عليه فإن ماذهب إليه القياسيون من كون تسمية الخمر خمرا لكونها تخمر العقل، و ان النبيذ وفق هذه العلة خمر أيضا مرفوض من طرفه، و ذلك من وجهين. قوله:
أ - إن اطلاق لفظ الخمر على كل ما خامر العقل يشمل النبيذ، فإن اسم الخمر ثابت له لا على القياس، و إنما على التوقيف ، و العرب قالت ذلك و لم تقل غيره.
ب- إن العرب إن عرفتنا بوضعها في معنى ثم نقلناه نحن إلى آخر لا تقبل ذلك، و تعده تجنيا على اللغة(29).
ج- هناك من المسميات مايطلق على اشياء بعينها، مخصوصة يتعذر علينا اطلاقها على أخرى رغم كونها ألقابا و صفات، فالادهم وصف للفرس الأسود، و الكميت وصف للأحمر و القارورة للزجاج الذى تقر فيه المائعات أخذا من القرار... فكل هذه الصفات وغيرها كثير لا يصلح اطلاقه،"فلا نقول للانسان الأسود أدهم ولا للأحمر كميت، كما لا نسمى البئر قارورة، و عليه فكل الألفاظ التي وردت بالتوقيف عنهم لاسبيل إلى اثبات وضعها بالقياس"(30)، لذا يقرر الغزالي أنه"لا مجال للعقل في اللغات"(31). فينتفي بذلك عن جهاز اللغة ان يكون باسطا أمام العقل لأي مسرب يعبره إليها، و هو ما حصله في انتغاء البرهان العقلي على مواضعات الكلام (32). ويرتبط بموضوع القياس عند الغزالي انقسام الأسامي إلى لغوية ود ينية و شرعية، يقول في ذلك:"فاللغوية مالم يتصرف فيه، و الدينية: كالايمان و الكفر و الفسق، ووجه تغييره أن الايمان مجرد التصديق في اللغة و الكفر، الستر، و الفسق الخروج، يقال فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرتها ثم دخلها تخصيص في الدين" (33)، و قد ميز العلماء بـين الالفاظ الدينية و الشرعية بيان ذلك قول الغزالي:<<إنهم ظنوا أنها مستدركة بمحض العقل>> (34). أما الشريعة فكالصلاة و الصوم و الحج وقد قال البعض بأنها منقولة بالكلية عن وضعها في اللغة، يقول الغزالي:<< فتصرف الشرع في اللغة على هذين الوجهين إذ خصص الحج بزيارة مكة حتى لا تسمى زيارة بقعة أخرى حجا، و يسمى الامساك عن الأكل و الشرب والجماع صوما دون غيره، و كاحتكامه بتسمية الفعل صلاة، لقربه من الدعاء>>(35).
من القضايا اللغوية التي أثارت جدالا في البيئة الأصولية كيفية ثبوت اللغة .فكثيرا ما تساءل العلماء، أتثبت اللغة بالنقل أم تثبت بالقياس (20)فذهب بعضهم إلى كونها ثابتة بالنقل، إذ يقول الشوكاني(ت1255ه):"لامجال للعقل في ذلك لأنها أمور وضعية، والأمور الوضعية لايستقل العقل بإدراكاها فلا تكون الطريقة إليها إلانقلية"(21)، و القائلون بهذا الرأى يجعلون لها طريقان أحدهما التواتر و هو المتعلق بالالفاظ القطيعية المنقولة جمعا عن جمع كألفاظ الأرض و السماء و الهواء(22)... و الآخر الآحاد و يتعلق بالألفاظ التي لم تأخذ طريق الشيوع بين العامة، و ظلت في كتب أهل العلم، وهي كثيرة في المعجمات وطائفة أخرى قالت بتداخل العقل في إثبات اللغة وذلك لاستخدامنا إياه في الاستنباط من المنقولات(23)، كاستنباطهم حكم عمومية المعرف بالألف و اللام و استغراقه كل أفراده و إمكان دخول الاستثناء عليه، مثل قوله تعالى:{ إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} (العصر 2/3). كما اختلف الأصوليون في ثبوت اللغة بطريقة القياس، و هو ما عرض له الغزالي في المستصفى.
أ-2- مكانة القياس من اللغة:
من القضايا اللغوية التي أثارت جدلا في البيئة الأصولية قضية القياس في اللغة، فكثيرا ما تساءل العلماء، هل اللغة ثابتة بالقياس(24)؟ علما بأن هذه المسألة لم تكن وليدة تلك الفترة، بل عرض لها علماء سابقون بعهود خلت(25). و الحديث نفسه داربين أساطين الفكر الأصولي في ذروة عطائه الفكري، فالغزالي في ابحاثه اللغوية عرض لهذه المسألة في باب عنوانه:"في أن الاسماء هل تثبت قياسا". و قبل تحديد رأيه يعرض لآراء معاصريه مبينا أن بعضهم ذهب إلى كونها ثابتة بالسماع و الرواية، لاسيما من حيث كونها ثبت معجمي منقول لا تصرف فيه(26)، كما ذهبت فئة إلى جواز جيران القياس فيها، وهو راي منسوب إلى الامام الشافعي، كما ذهب بعضهم إلى ان اسماء الأعلام و الألقاب المحظة لا يجري القياس فيها لأنها لاتفيد وصفا لمسمى، و إنما وضعت لمجرد التعريف والتعيين، ولو اريد تسمية زيد بعمر لجاز ذلك. كما ينتفي القياس من أسماء الصفات التي وضعت للفرق بين الصفات كالعالم و القادر وذلك لأنها واجبة الاطراد، نظرا إلى تحقيق المعنى، فمسمى العالم من قام به العلم وهو متحقق في حق كل من قام به العلم. فكان اطلاق اسم العالم عليه ثابتا بالوضع لا بالقياس(27). أما الغزالي فقد بين أن اللغة موقوفة و علينا معرفتها كما هي، لاكما نتصور لها ان تكون، يقول:" فإذا عرفتنا العرب أن هذا الاسم موضوع لهذا المدلول فوضعه لغيره تقول عليهم واختراع من جهتنا"(28)، و عليه فإن ماذهب إليه القياسيون من كون تسمية الخمر خمرا لكونها تخمر العقل، و ان النبيذ وفق هذه العلة خمر أيضا مرفوض من طرفه، و ذلك من وجهين. قوله:
أ - إن اطلاق لفظ الخمر على كل ما خامر العقل يشمل النبيذ، فإن اسم الخمر ثابت له لا على القياس، و إنما على التوقيف ، و العرب قالت ذلك و لم تقل غيره.
ب- إن العرب إن عرفتنا بوضعها في معنى ثم نقلناه نحن إلى آخر لا تقبل ذلك، و تعده تجنيا على اللغة(29).
ج- هناك من المسميات مايطلق على اشياء بعينها، مخصوصة يتعذر علينا اطلاقها على أخرى رغم كونها ألقابا و صفات، فالادهم وصف للفرس الأسود، و الكميت وصف للأحمر و القارورة للزجاج الذى تقر فيه المائعات أخذا من القرار... فكل هذه الصفات وغيرها كثير لا يصلح اطلاقه،"فلا نقول للانسان الأسود أدهم ولا للأحمر كميت، كما لا نسمى البئر قارورة، و عليه فكل الألفاظ التي وردت بالتوقيف عنهم لاسبيل إلى اثبات وضعها بالقياس"(30)، لذا يقرر الغزالي أنه"لا مجال للعقل في اللغات"(31). فينتفي بذلك عن جهاز اللغة ان يكون باسطا أمام العقل لأي مسرب يعبره إليها، و هو ما حصله في انتغاء البرهان العقلي على مواضعات الكلام (32). ويرتبط بموضوع القياس عند الغزالي انقسام الأسامي إلى لغوية ود ينية و شرعية، يقول في ذلك:"فاللغوية مالم يتصرف فيه، و الدينية: كالايمان و الكفر و الفسق، ووجه تغييره أن الايمان مجرد التصديق في اللغة و الكفر، الستر، و الفسق الخروج، يقال فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرتها ثم دخلها تخصيص في الدين" (33)، و قد ميز العلماء بـين الالفاظ الدينية و الشرعية بيان ذلك قول الغزالي:<<إنهم ظنوا أنها مستدركة بمحض العقل>> (34). أما الشريعة فكالصلاة و الصوم و الحج وقد قال البعض بأنها منقولة بالكلية عن وضعها في اللغة، يقول الغزالي:<< فتصرف الشرع في اللغة على هذين الوجهين إذ خصص الحج بزيارة مكة حتى لا تسمى زيارة بقعة أخرى حجا، و يسمى الامساك عن الأكل و الشرب والجماع صوما دون غيره، و كاحتكامه بتسمية الفعل صلاة، لقربه من الدعاء>>(35).
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:35 pm
3- اللغة بين الحقيقة و المجاز:
من القضايا التي تناولها الغزالي بالدرس الحقيقة و المجاز(36)، و كان الغرض من هذا المبحث خدمة تفسير النصوص، و تذليل الصعوبات أمام المجتهد(37)، خاصة إذا صادفته نصوص تتراوح بين الحقيقة و المجاز، و مما لا مراء فيه أن هذا البحث من أدق و أوسع مراحل التطور الدلالي للألفاظ، و قد تجاوز الغزالي في اطار هذا الموضوع الملاحظات المقتضبة عند سابقيه من البلاغيين خاصة إلى مرحلة نضج نظري(38) مبنية على آراء معاصرية في القضية و موقفه الخاص من هذه الظاهرة المميزة للغة العربية.
أ)- الحقيقة و اصل المعنى :
عد الغزالي هذا اللفظ من الألفاظ المشتركة التي تطلق على معنيين مختلفين، إذ تطلق على ذات الشيء، فيقال حقيقة الانسان أي ذاته المخلوقة، كما تطلق على حد الشيء، و إذا إستعملت هذه الكلمة مرتبطة بالكلام فهي تفي إستعمال الألفاظ في موضوعها و أصلها(39).
ب- المجاز وتوسيع المعنى :
<< هو ما أصطلح عليه و استعمل في غير موضوعه >>(40)وقد يراد به المستعار، فالمعنى أنه قد تجوز عن وضعه، و قد يراد به ما يقتضي الحقيقة و في الاطلاق خلافه(41)، كقوله تعالى:{ و اسأل القرية التي كنا فيها}(يوسف/82)، لكن هذا الاطلاق يجب أن يكون على وجه صحيح، و إلا كان ممجوجا منفرا(42)، و سبيل ذلك التعويل على حديث النقل، و الوقوف على مذاهب العرب في الإستعارة(43).
و قد قسم الغزالي المجاز إلى ثلاثة أقسام بقوله :
أ- << ما استعير للشيءبسبب المشابهة في خاصية مشهورة كقولهم للشجاع أسد، و للبليد حمار>>.
ب- الزيادة : كقوله تعالى : { ليس كمثله شيء }(الشورى/113)، فإن حرف الكاف وضع للافادة، فإذا استعمل على وجه لا يفيد كان ذلك على خلاف الوضع اللغوي(44).
ج-النقصان :
الذي لا يبطل التفهيم، مثل ما نلاحظه في قوله تعالى { واسأل القرية }(يوسف/82)،
إذ الفهم مصروف لمساءلة أهل القرية لا غير، و النقصان شيء معتاد عند العرب، فهو على سبيل التوسع و التجوز>>(45). و مما تجدر الإشارة إليه أن الغزالي قد نص على وجوب العلم بمواضع المجاز، فهو مما يعرض لللفظ، و إن أهمل ادراكه أدى ذلك إلى كثرة الغلط(46) و البعد عن الإدراك السوي للمعاني المرادة، كما أكد على أن لكل مجاز حقيقة، و ليس من الضروري تحقق النقيض(47)، فمن الأسماء ما يطلق على الأعلام نحو زيد و عمر، ما لا يجوز حدوث المجاز فيها، إذ هي متعلقة بذوات لا بصفات، كما أن هناك أسماء تدل على صفات نقلت من وضعها الأول للدلالة على ذوات على سبيل النقل المجازي، كأن نسمي شخصا بإسم الأسود بن فلان، و هناك نوع ثالث لا يتطرق إليه المجاز ، <<و هي الأسماء التي لا أعم منها، و لا أبعد منها كالمعلوم و المجهول، و المدلول و المذكور>>(48).كما عرض الغزالي لرأي نفاة المجاز مستدلين بكونه متعلقا بالنفي، و ذلك كلام مردود لا يوصف به كلام الله، و قد أسند هذا الرأي خصوصا إلى أبي إسحاق الأسفراييني (ت418هـ) الذي أنكر وجوده في لغة العرب التي نطقت بالحقيقة و المجاز على وجه واحد(49). و من أنواع المجاز التي ذكرها الغزالي المنقول، و يكون ذلك بنقل الاسم عن موضوعه إلى معنى آخر ليصبح دالا عليه دلالة ثابتة، مع دلالته على المسمى الأول، فيصير بذلك من قبيل الاشتراك، و من أمثلته الألفاظ الاسلامية (50) و أما المجاز الذي يكون على سبيل الإستعارة، فهو أن يدل على ذات الشيء عن طريق الوضع والاصطلاح، و في بعض الأحيان يلقب به شيء آخر لمناسبته للأول على وجه من الوجوه(51)، و من غير أن يلازمه، و يدعو المقام هنا إلى ضرورة التمييز بين هذه الأنواع من خلال رؤية الغزالي، فاللفظ المنقول دال على مسمى جديد ثابت دعت الحاجة الماسة إليه في العلوم كلها فنقل اللفظ من وضعه الأول إلى معنى ثان إستحقه على سبيل الدوام، وأما المستعار فغير ثابت دائما، و يتجنب ذكره في البراهين دون المواعظ والخطابيات و الشعر(52).
لقد كان الغزالي على وعي منهجي كاف بأن اللغة مؤسسة اجتماعية تخضع لخاصية التأقلم(53)، إذ العلاقة بين ألفاظها و معانيها قائمة في النفس تعبر عنها الألفاظ المترجمة للفكر، فإذا ما أحتيج إلى التعبير عن المعاني اللامتناهية سعى الإنسان إلى التصرف في اللفظ فيعمد عن طريق النقل و الإستعارة إلى تمطيط هذه الطاقة الايحائية المختزنة(54).
من القضايا التي تناولها الغزالي بالدرس الحقيقة و المجاز(36)، و كان الغرض من هذا المبحث خدمة تفسير النصوص، و تذليل الصعوبات أمام المجتهد(37)، خاصة إذا صادفته نصوص تتراوح بين الحقيقة و المجاز، و مما لا مراء فيه أن هذا البحث من أدق و أوسع مراحل التطور الدلالي للألفاظ، و قد تجاوز الغزالي في اطار هذا الموضوع الملاحظات المقتضبة عند سابقيه من البلاغيين خاصة إلى مرحلة نضج نظري(38) مبنية على آراء معاصرية في القضية و موقفه الخاص من هذه الظاهرة المميزة للغة العربية.
أ)- الحقيقة و اصل المعنى :
عد الغزالي هذا اللفظ من الألفاظ المشتركة التي تطلق على معنيين مختلفين، إذ تطلق على ذات الشيء، فيقال حقيقة الانسان أي ذاته المخلوقة، كما تطلق على حد الشيء، و إذا إستعملت هذه الكلمة مرتبطة بالكلام فهي تفي إستعمال الألفاظ في موضوعها و أصلها(39).
ب- المجاز وتوسيع المعنى :
<< هو ما أصطلح عليه و استعمل في غير موضوعه >>(40)وقد يراد به المستعار، فالمعنى أنه قد تجوز عن وضعه، و قد يراد به ما يقتضي الحقيقة و في الاطلاق خلافه(41)، كقوله تعالى:{ و اسأل القرية التي كنا فيها}(يوسف/82)، لكن هذا الاطلاق يجب أن يكون على وجه صحيح، و إلا كان ممجوجا منفرا(42)، و سبيل ذلك التعويل على حديث النقل، و الوقوف على مذاهب العرب في الإستعارة(43).
و قد قسم الغزالي المجاز إلى ثلاثة أقسام بقوله :
أ- << ما استعير للشيءبسبب المشابهة في خاصية مشهورة كقولهم للشجاع أسد، و للبليد حمار>>.
ب- الزيادة : كقوله تعالى : { ليس كمثله شيء }(الشورى/113)، فإن حرف الكاف وضع للافادة، فإذا استعمل على وجه لا يفيد كان ذلك على خلاف الوضع اللغوي(44).
ج-النقصان :
الذي لا يبطل التفهيم، مثل ما نلاحظه في قوله تعالى { واسأل القرية }(يوسف/82)،
إذ الفهم مصروف لمساءلة أهل القرية لا غير، و النقصان شيء معتاد عند العرب، فهو على سبيل التوسع و التجوز>>(45). و مما تجدر الإشارة إليه أن الغزالي قد نص على وجوب العلم بمواضع المجاز، فهو مما يعرض لللفظ، و إن أهمل ادراكه أدى ذلك إلى كثرة الغلط(46) و البعد عن الإدراك السوي للمعاني المرادة، كما أكد على أن لكل مجاز حقيقة، و ليس من الضروري تحقق النقيض(47)، فمن الأسماء ما يطلق على الأعلام نحو زيد و عمر، ما لا يجوز حدوث المجاز فيها، إذ هي متعلقة بذوات لا بصفات، كما أن هناك أسماء تدل على صفات نقلت من وضعها الأول للدلالة على ذوات على سبيل النقل المجازي، كأن نسمي شخصا بإسم الأسود بن فلان، و هناك نوع ثالث لا يتطرق إليه المجاز ، <<و هي الأسماء التي لا أعم منها، و لا أبعد منها كالمعلوم و المجهول، و المدلول و المذكور>>(48).كما عرض الغزالي لرأي نفاة المجاز مستدلين بكونه متعلقا بالنفي، و ذلك كلام مردود لا يوصف به كلام الله، و قد أسند هذا الرأي خصوصا إلى أبي إسحاق الأسفراييني (ت418هـ) الذي أنكر وجوده في لغة العرب التي نطقت بالحقيقة و المجاز على وجه واحد(49). و من أنواع المجاز التي ذكرها الغزالي المنقول، و يكون ذلك بنقل الاسم عن موضوعه إلى معنى آخر ليصبح دالا عليه دلالة ثابتة، مع دلالته على المسمى الأول، فيصير بذلك من قبيل الاشتراك، و من أمثلته الألفاظ الاسلامية (50) و أما المجاز الذي يكون على سبيل الإستعارة، فهو أن يدل على ذات الشيء عن طريق الوضع والاصطلاح، و في بعض الأحيان يلقب به شيء آخر لمناسبته للأول على وجه من الوجوه(51)، و من غير أن يلازمه، و يدعو المقام هنا إلى ضرورة التمييز بين هذه الأنواع من خلال رؤية الغزالي، فاللفظ المنقول دال على مسمى جديد ثابت دعت الحاجة الماسة إليه في العلوم كلها فنقل اللفظ من وضعه الأول إلى معنى ثان إستحقه على سبيل الدوام، وأما المستعار فغير ثابت دائما، و يتجنب ذكره في البراهين دون المواعظ والخطابيات و الشعر(52).
لقد كان الغزالي على وعي منهجي كاف بأن اللغة مؤسسة اجتماعية تخضع لخاصية التأقلم(53)، إذ العلاقة بين ألفاظها و معانيها قائمة في النفس تعبر عنها الألفاظ المترجمة للفكر، فإذا ما أحتيج إلى التعبير عن المعاني اللامتناهية سعى الإنسان إلى التصرف في اللفظ فيعمد عن طريق النقل و الإستعارة إلى تمطيط هذه الطاقة الايحائية المختزنة(54).
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:35 pm
4-النظرية البيانية:
يعد البيان من أهم الموضوعات التي أولاها الأصوليون عناية، وذلك لوثيق صلته بتفسير النصوص واستنباط الأحكام الشرعية منها، لذلك فإن جل علماء الأصول يفتتحون كتبهم بباب البيان فيعرفونه ويبينون مراتبه وأنواعه، وعلاقته بالنص الديني، والأمثلة في ذلك كثيرة ومتنوعة،ولعل الغزالي من أولائك الدارسين الذين أمعنوا النظر في طبيعة الظاهرة القرآنية بوصفها ظاهرة بيانية تند عن كل شبيه نصي لتوافرها على جملة من المزايا الأسلوبية والنظمية والفكرية وهو ما جعل معظم المفكرين في الحضارة الإسلامية قديما ينشغلون بدراسة ظاهرة الإعجاز البيان ،ولعلهم كانوا يستشفون عن وعي منهجي طبيعة الحضارة العربية في لسانها فقد كانت نموذجا لحضارة الكلمة والنص قبل أي شيئ آخر .
يعد البيان من أهم الموضوعات التي أولاها الأصوليون عناية، وذلك لوثيق صلته بتفسير النصوص واستنباط الأحكام الشرعية منها، لذلك فإن جل علماء الأصول يفتتحون كتبهم بباب البيان فيعرفونه ويبينون مراتبه وأنواعه، وعلاقته بالنص الديني، والأمثلة في ذلك كثيرة ومتنوعة،ولعل الغزالي من أولائك الدارسين الذين أمعنوا النظر في طبيعة الظاهرة القرآنية بوصفها ظاهرة بيانية تند عن كل شبيه نصي لتوافرها على جملة من المزايا الأسلوبية والنظمية والفكرية وهو ما جعل معظم المفكرين في الحضارة الإسلامية قديما ينشغلون بدراسة ظاهرة الإعجاز البيان ،ولعلهم كانوا يستشفون عن وعي منهجي طبيعة الحضارة العربية في لسانها فقد كانت نموذجا لحضارة الكلمة والنص قبل أي شيئ آخر .
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:36 pm
أ-تعريف البيان:
البيان في اللغة إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب، وأصله الكشف و الظهور، فهو اسم لكل ما كشف عن معنى الكلام وأظهره(55). ويعرفه البلاغيون بأنه علم يعرف به ايراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه(56). ولا يبتعد التعريف الاصطلاحي عند الاصوليون عن هذا المعنى كثيرا، فهو عندهم إظهار المعنى وايضاحه للمخاطب منفصلا عما تستر به(57)، وجعلوه بمعنى الدليل الموصل إلى الحقيقة، وقد كثر ورود هذا المصطلح في القرآن الكريم، ومثال ذلك قوله تعالى:{فإذا قرأناه فاّتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه}(القيامة:18/19) أي إظهار معانيه وأحكامه، ومنه قوله أيضا:{خلق الانسان، علمه البيان}(الرحمن/4)، وقوله:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}(النحل/44). وقد افتتح الغزالي كتابه المنخول بباب البيان وحدّه، كما عرض له في المستصفى، وهو ما سنعرضه لاحقا.
ب-مفهوم البيان عند الغزالي:
يعد موضوع البيان من أهم الموضوعات التي اهتم بها الغزاليبوصفه معنيا بدراسة البيان القرآني وأوجه الإعجاز النصي المتعددة في التنزيل، ولكونه قضية شغلت المفكريين الاسلاميين(58)، وفي مقدمتهم علماء أصول الفقه الذين اختلفوا في تحديد مفهومه والأحوال المتعلقة به في النصوص،ولعل أكثر الأقوال شهرة عندهم ما نسب إلى الصيرافي(59)؛ومفاده ان البيان اخراج للشيئ من حيز الاشكال إلى حيز التجلي، وعدّ هذا التعريف خاطئا بحكم اعتماده على عبارات غير بينة وهي الحيزو التجلي، إذ لا يحدّ الشيئ بعبارة غامضة، رغم كونه تعريفا سائدا بين جمهرة المتكلمين،وأما القول الثاني فيجعل من البيان مرادفا للعلم، وقد نقض الغزالي هذا الرأي معتمدا على الاستعمال اللغوي ،فلو قيل ان البيان هو العلم، فإن ذلك لايقتضي ان يقال ايضا العلم هو البيان، وهو تحديد مجانب للعرف اللغوي(60)، ويقول الغزالي في ذات السياق :<<ويخرج عنه علم البارى إذ البيان مشعر بتبيين مفتتح>>(61). أما القول الثالث فمنسوب إلى القاضي الباقلاني(62)، و البيان عنده هو الدليل، فيقال بين الله آياته لعباده، أي نصب لهم أدلة على أوامره و نواهيه فالبيان ينبني أساسا على منطلق دينيي يحدّده مدلول سرمدي يهتدي إليه بالعقل و القدرة على فهم أوامره و نواهيه، ولما كانت طاقة اللغة في الافصاح و الابانة محدودة، وجب التفسير و التبيين، إذ لايكون المعنى المراد دائما في ظاهر اللفظ، ويبدو أن للبيان أركانا يقوم عليها حدّدت ب:<<المبين : وهو الله أو الرسول. والبيان هو الدليل الموصل إلى معرفة الحكم. والمبيّن هو عبارة عن اللفظ الذي تتضح دلالته بحيث يعرف المراد منه. والمبيّن إليه هو المتلقّي>>(63). ولعل التمعين المناسب للبيان مفهوما و وظيفة كونه عبارة عن أمر يتعلق بالتعريف و الاعلام، يقول الغزالي في ذلك:>>إنما يحصل الاعلام بدليل، و الدليل محصل العلم، فهنا ثلاثة أمور: اعلام، ودليل به الاعلام، وعلم يحصل به الدليل>>(64)
5-نظرية الكلام عند الغزالي:
أ-ّ الكلام عند الغزالي:
إن الصوت منقسم بحسب افادته إلى مفيد كقولك:"زيد قائم، وزيدخرج راكبا وغير مفيد كقولك زيد لا، عمر في ... يقول الغزالي: >>فإن هذا لا يحصل منه معنى وإن كان آحاد كلماته موضوعة للدلالة، وقد اختلف في تسمية هذا كله فمنهم من قال هو كمقلوب رجل و زيد، وهذا لا يسمى كلاما، ومنهم من سماه كلاما لأن آحاده وضعت للافادة>>(65)، كما ان المفيد من الكلام منقسم كما في علم النحو إلى اسم وفعل وحرف ولا يكون هذا مفيدا حتى يسند أحد الاسمين إلى الاخر، أو اسم مسند إلى فعل نحو: ضرب زيد، أما الاسم و الحرف فلا يفيد اسنادهما، وكذا إسناد فعل لأخر، كما أن هذه الألفاظ إذا ركبت حصل منها أصناف كالاستفهام و الالتماس و التمني...و الخبر و عليه(66) فإن الكلام هو القول الذى تحصل منه فائدة يحسن السكوة عليها.
ب-دورة التخاطبب :
لعل من المفيد قبل التطرق إلى اركان عملية التخطاب أن نعرض إلى رأى المحدثين في المسألة، فهم يرون ان الكلام يجب أن يدرس من خلال وظائفه المتنوعة، ولمعرفة هذه الوظائف يجب ان نعرف اولا مراحل هذه العملية، فالأمر يحتاج إلى مخاطب يوصل خطابا إلى المتلقي، ولكي يكون هذا الخطاب فعالا لابد ان تحال في شكل سياق متعارف عليه بين الطرفين كاللغة أو ما يقوم مقامها، ويحدث ذلك كله في قناة تستوعب الخطاب(67)، وقد ارتكز الغزالي في تحديده لهذه العناصر على مفهوم الابلاغ في الرسالة الدينية، ففهمها يكون أولا من طرف النبي بعد تلقيها من الله، ثم يبلغها مع أفهامها إلى الناس عن طرق الكلام البشري يقول:<< إن الكلام إما يسمعه نبي أو ملك أو تسمعه الأمة من نبي، فإن سمعه ملك أو نبي من الله فلا يكون بحرف أو صوت أو لغة، وذلك بسبب تقدم المعرفة بالمواضعة>>(68). وعليه فإن العملية مبنية على العناصر التالية(69):
مخاطب ________ الله _______ مخاطب ________ النبي أو الملك.
مخاطب ________ ملك _______ مخاطب ________ النبي أو الولي.
مخاطب ________ نبي _______ مخاطب ________ الأمة.
ففي الحالة الاولى يتم التبليغ من خلال قناة غير طبيعية و بوضع يخالف وضع اللغة الإنسانية لكن بمجرد الانتقال إلى المرحلة الثانية تكون عملية التفهيم بين النبي و الأمة بلغة متواضع عليها، وفي سياق متفق عليه، وبقناة طبيعية .
الرسالة الدينية
(الله)
مخاطب (النبي) لغوية(المرحلة الثانية) مخاطب
مخاطب الأمة
ويقوده حديثه عن كيفية فهم المراد من الخطاب إلى تحديد حقيقة الكلام وصاحب الرسالة، وكيفية فهم الناس له رغم مخالفة كلامه لكلامهم، إذ يخلق في نفوسهم علما ضروريا بحقيقته الالهية، وعلما ان ما سمعه المخاطب هو من كلام هذه الذات، وعلم ضرورى بالمراد أو المعنى الذى تحمله الرسالة(70) وفي هذا الاطار تعذر تحديد نوع الكلام و الطريقة التي ألقي بها، و الكيفية التي فهم بها موسى ما سمعه من تكليم الله له، ثم يقرر الغزالي الوسيلة التي تتم بها عملية الافهام والتفهيم، و المتمثلة في المعرفة المتقدمة بوضع اللغة، وإذا تعذر فهم هذه الموضوعات لا مفر من النظر في السياق فهو الموضح و المفسر للمعاني(71).
البيان في اللغة إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب، وأصله الكشف و الظهور، فهو اسم لكل ما كشف عن معنى الكلام وأظهره(55). ويعرفه البلاغيون بأنه علم يعرف به ايراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه(56). ولا يبتعد التعريف الاصطلاحي عند الاصوليون عن هذا المعنى كثيرا، فهو عندهم إظهار المعنى وايضاحه للمخاطب منفصلا عما تستر به(57)، وجعلوه بمعنى الدليل الموصل إلى الحقيقة، وقد كثر ورود هذا المصطلح في القرآن الكريم، ومثال ذلك قوله تعالى:{فإذا قرأناه فاّتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه}(القيامة:18/19) أي إظهار معانيه وأحكامه، ومنه قوله أيضا:{خلق الانسان، علمه البيان}(الرحمن/4)، وقوله:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}(النحل/44). وقد افتتح الغزالي كتابه المنخول بباب البيان وحدّه، كما عرض له في المستصفى، وهو ما سنعرضه لاحقا.
ب-مفهوم البيان عند الغزالي:
يعد موضوع البيان من أهم الموضوعات التي اهتم بها الغزاليبوصفه معنيا بدراسة البيان القرآني وأوجه الإعجاز النصي المتعددة في التنزيل، ولكونه قضية شغلت المفكريين الاسلاميين(58)، وفي مقدمتهم علماء أصول الفقه الذين اختلفوا في تحديد مفهومه والأحوال المتعلقة به في النصوص،ولعل أكثر الأقوال شهرة عندهم ما نسب إلى الصيرافي(59)؛ومفاده ان البيان اخراج للشيئ من حيز الاشكال إلى حيز التجلي، وعدّ هذا التعريف خاطئا بحكم اعتماده على عبارات غير بينة وهي الحيزو التجلي، إذ لا يحدّ الشيئ بعبارة غامضة، رغم كونه تعريفا سائدا بين جمهرة المتكلمين،وأما القول الثاني فيجعل من البيان مرادفا للعلم، وقد نقض الغزالي هذا الرأي معتمدا على الاستعمال اللغوي ،فلو قيل ان البيان هو العلم، فإن ذلك لايقتضي ان يقال ايضا العلم هو البيان، وهو تحديد مجانب للعرف اللغوي(60)، ويقول الغزالي في ذات السياق :<<ويخرج عنه علم البارى إذ البيان مشعر بتبيين مفتتح>>(61). أما القول الثالث فمنسوب إلى القاضي الباقلاني(62)، و البيان عنده هو الدليل، فيقال بين الله آياته لعباده، أي نصب لهم أدلة على أوامره و نواهيه فالبيان ينبني أساسا على منطلق دينيي يحدّده مدلول سرمدي يهتدي إليه بالعقل و القدرة على فهم أوامره و نواهيه، ولما كانت طاقة اللغة في الافصاح و الابانة محدودة، وجب التفسير و التبيين، إذ لايكون المعنى المراد دائما في ظاهر اللفظ، ويبدو أن للبيان أركانا يقوم عليها حدّدت ب:<<المبين : وهو الله أو الرسول. والبيان هو الدليل الموصل إلى معرفة الحكم. والمبيّن هو عبارة عن اللفظ الذي تتضح دلالته بحيث يعرف المراد منه. والمبيّن إليه هو المتلقّي>>(63). ولعل التمعين المناسب للبيان مفهوما و وظيفة كونه عبارة عن أمر يتعلق بالتعريف و الاعلام، يقول الغزالي في ذلك:>>إنما يحصل الاعلام بدليل، و الدليل محصل العلم، فهنا ثلاثة أمور: اعلام، ودليل به الاعلام، وعلم يحصل به الدليل>>(64)
5-نظرية الكلام عند الغزالي:
أ-ّ الكلام عند الغزالي:
إن الصوت منقسم بحسب افادته إلى مفيد كقولك:"زيد قائم، وزيدخرج راكبا وغير مفيد كقولك زيد لا، عمر في ... يقول الغزالي: >>فإن هذا لا يحصل منه معنى وإن كان آحاد كلماته موضوعة للدلالة، وقد اختلف في تسمية هذا كله فمنهم من قال هو كمقلوب رجل و زيد، وهذا لا يسمى كلاما، ومنهم من سماه كلاما لأن آحاده وضعت للافادة>>(65)، كما ان المفيد من الكلام منقسم كما في علم النحو إلى اسم وفعل وحرف ولا يكون هذا مفيدا حتى يسند أحد الاسمين إلى الاخر، أو اسم مسند إلى فعل نحو: ضرب زيد، أما الاسم و الحرف فلا يفيد اسنادهما، وكذا إسناد فعل لأخر، كما أن هذه الألفاظ إذا ركبت حصل منها أصناف كالاستفهام و الالتماس و التمني...و الخبر و عليه(66) فإن الكلام هو القول الذى تحصل منه فائدة يحسن السكوة عليها.
ب-دورة التخاطبب :
لعل من المفيد قبل التطرق إلى اركان عملية التخطاب أن نعرض إلى رأى المحدثين في المسألة، فهم يرون ان الكلام يجب أن يدرس من خلال وظائفه المتنوعة، ولمعرفة هذه الوظائف يجب ان نعرف اولا مراحل هذه العملية، فالأمر يحتاج إلى مخاطب يوصل خطابا إلى المتلقي، ولكي يكون هذا الخطاب فعالا لابد ان تحال في شكل سياق متعارف عليه بين الطرفين كاللغة أو ما يقوم مقامها، ويحدث ذلك كله في قناة تستوعب الخطاب(67)، وقد ارتكز الغزالي في تحديده لهذه العناصر على مفهوم الابلاغ في الرسالة الدينية، ففهمها يكون أولا من طرف النبي بعد تلقيها من الله، ثم يبلغها مع أفهامها إلى الناس عن طرق الكلام البشري يقول:<< إن الكلام إما يسمعه نبي أو ملك أو تسمعه الأمة من نبي، فإن سمعه ملك أو نبي من الله فلا يكون بحرف أو صوت أو لغة، وذلك بسبب تقدم المعرفة بالمواضعة>>(68). وعليه فإن العملية مبنية على العناصر التالية(69):
مخاطب ________ الله _______ مخاطب ________ النبي أو الملك.
مخاطب ________ ملك _______ مخاطب ________ النبي أو الولي.
مخاطب ________ نبي _______ مخاطب ________ الأمة.
ففي الحالة الاولى يتم التبليغ من خلال قناة غير طبيعية و بوضع يخالف وضع اللغة الإنسانية لكن بمجرد الانتقال إلى المرحلة الثانية تكون عملية التفهيم بين النبي و الأمة بلغة متواضع عليها، وفي سياق متفق عليه، وبقناة طبيعية .
الرسالة الدينية
(الله)
مخاطب (النبي) لغوية(المرحلة الثانية) مخاطب
مخاطب الأمة
ويقوده حديثه عن كيفية فهم المراد من الخطاب إلى تحديد حقيقة الكلام وصاحب الرسالة، وكيفية فهم الناس له رغم مخالفة كلامه لكلامهم، إذ يخلق في نفوسهم علما ضروريا بحقيقته الالهية، وعلما ان ما سمعه المخاطب هو من كلام هذه الذات، وعلم ضرورى بالمراد أو المعنى الذى تحمله الرسالة(70) وفي هذا الاطار تعذر تحديد نوع الكلام و الطريقة التي ألقي بها، و الكيفية التي فهم بها موسى ما سمعه من تكليم الله له، ثم يقرر الغزالي الوسيلة التي تتم بها عملية الافهام والتفهيم، و المتمثلة في المعرفة المتقدمة بوضع اللغة، وإذا تعذر فهم هذه الموضوعات لا مفر من النظر في السياق فهو الموضح و المفسر للمعاني(71).
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:37 pm
6- وظيفة حروف المعاني في تحقيق الإتساق النصي .
عرف الغزال الحرف بقوله: >>هو اللفظ الذي يدل على معنى، لا يمكن ان يفهم بنفسه، ما لم يقدر اقتران غيره به مثل: من، على، وما أشبه ذلك>>(72)، و قد ارتكز هذا التعريف على المعايير التالية:
-الدلالة على المعنى في غيره بالسياق.
-وجوب إقترانه بغيره من الالفاظ في التركيب.
و عليه فإن لفظة"على" لايمكن ان يفهم منها معنى الاستعلاء أو الفوقية إذا كانت منعزلة، بل لا بد من اقترانها بكلام مفيد، فيقال مثلا: الكتاب على المكتب. و واو القسم كذلك لا تحمل هذا المعنى إلا في سياق معين تقترن فيه بلفظ الجلالة، و أحسن دليل على ذلك تعدد معاني الحروف بتعدد و تنوع معاني الاستعمال(73)، و قد إرتضى الغزالي مصطلح الأداة (74) مقتفيا بهذه التسمية أثر المصطلح الكوفي الذي يظهر أكثر دقة خاصة إذا علم ان هذه الحروف قد أفرغت من معانيها مستقلة. و اصبحت ادوات ربط، غير دالة على معاني مستقلة وظيفتها الأساسة تحقيق الترابط اللساني بين أجزاء الكلام ووسمه بالاتساقية (75)، فكأن الحرف في اللغة آلة، و كأن الاسم و الفعل العمل الذي هو الغرض في إعداد الآلة و اعمالها(76)، وتبرز عناية الغزالي بهذا المبحث في كون الأداة من أشهر أنواع التعليق في اللغة، فبإستثناء جملتي الاثبات و الأمر وبعض الجمل الافصاحية، فإن اللغة تكاد تنبني من حيث العلاقة بين الألفاظ على الاداة(77). هذا و قسم الغزالي الحروف إلى قسمين هما(78):
عرف الغزال الحرف بقوله: >>هو اللفظ الذي يدل على معنى، لا يمكن ان يفهم بنفسه، ما لم يقدر اقتران غيره به مثل: من، على، وما أشبه ذلك>>(72)، و قد ارتكز هذا التعريف على المعايير التالية:
-الدلالة على المعنى في غيره بالسياق.
-وجوب إقترانه بغيره من الالفاظ في التركيب.
و عليه فإن لفظة"على" لايمكن ان يفهم منها معنى الاستعلاء أو الفوقية إذا كانت منعزلة، بل لا بد من اقترانها بكلام مفيد، فيقال مثلا: الكتاب على المكتب. و واو القسم كذلك لا تحمل هذا المعنى إلا في سياق معين تقترن فيه بلفظ الجلالة، و أحسن دليل على ذلك تعدد معاني الحروف بتعدد و تنوع معاني الاستعمال(73)، و قد إرتضى الغزالي مصطلح الأداة (74) مقتفيا بهذه التسمية أثر المصطلح الكوفي الذي يظهر أكثر دقة خاصة إذا علم ان هذه الحروف قد أفرغت من معانيها مستقلة. و اصبحت ادوات ربط، غير دالة على معاني مستقلة وظيفتها الأساسة تحقيق الترابط اللساني بين أجزاء الكلام ووسمه بالاتساقية (75)، فكأن الحرف في اللغة آلة، و كأن الاسم و الفعل العمل الذي هو الغرض في إعداد الآلة و اعمالها(76)، وتبرز عناية الغزالي بهذا المبحث في كون الأداة من أشهر أنواع التعليق في اللغة، فبإستثناء جملتي الاثبات و الأمر وبعض الجمل الافصاحية، فإن اللغة تكاد تنبني من حيث العلاقة بين الألفاظ على الاداة(77). هذا و قسم الغزالي الحروف إلى قسمين هما(78):
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:39 pm
أ-الحروف المقطعة
أما النوع الأول فمعروف بحروف المباني التي يكثر وجودها في الكلام، كالباء و الواو و الفاء و ثم، أما الباء فحرف من حروف الشفة يفيد الجر في الاسماء وله عدة معان ذكر منها الغزالي(79): الالصاق و الاستعانة، و الظرفية و القسم و الحالية، كما يكون بمعنى على كقوله تعالى:{ من إن تأمنه بدينار لا يؤديه إليك}(آل عمران/75)، وبمعنى في كقوله تعالى:{بدعائك ربي شقيا}(مريم/04)، أي في دعائك، كما تفيد التعدية في قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}(الاسراء/01)، و لقد نفى الغزالي أن تكون الباء مفيدة للتبعيض على قول من ذهب إلى ذلك مستندا إلى قولنا: أخذت بزمام الناقة إذا أخذتها من الأرض، وحجته في ذلك كون المصادر فيها ما يقبل الصلات مثل شكرت له، و نصحت له وجلست بصدده(79). و أما الواو فعاطفة جماعة غير مفيدة للترتيب تقتضى الاشتراك في الاعراب و المعنى بين المعطوف و المعطوف عليه"(80)، وفرق الغزالي بين دلالة الواو على العطف و دلالتها على النسق إذ يقول في هذا الصدد :رأيت زيدا و عمرا، لو استقلت الجملة الثانية فالواو للنسق لا للعطف(81)، و ربما قصد بالنسق النظم اللغوي الذي هو أعم من العطف، فتكون الواو بذلك مجرد محسن لادلالة لها على العطف و الاشتراك، و لهذا يختار التوقف في الجمل المتعاقبة بالواو إذا تعقبها الاستثناء، فالواو إن كانت ظاهرة في العطف الذي يوجب نوعا من الاتحاد إلا أنها لاتفيد الجمع لأنها تحتمل الابتداء.
و أما دلالة هذا الحرف على الجمع فمن قبيل الجواز لا الأصلية"(82) إذ لا يظهر أثره على التثنية فلو قال قائل: جاء زيدان، لم يقتض ذلك الجمع.
الفاء:
من حروف المباني، وقد ذكر لها المعاني التالية(83):
الترتيب كقولنا: دخل محمد فعلي و التعقيب كقولنا: إذا دخلت الدار فاجلس، و السببية مثل: إن جئتني فأكرمك، فيكون المجيء سببا في الإكرام، و بمعنى الواو، كقول الشاعر(84):
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل **** بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
و المعنى أن الممر بعده إلى حومل إذ هو موضع تجوز على صوب الدخول لا على عرضه.
-ثم:
حرف ثلاثي مهمل يفيد العطف و التراخي و المهلة مثل قام زيد ثم عمر، فقيام الثاني بعد الأول، لذا قال الغزالي:"ثم كترتيب الفعل"، مورداقول الشاعر(85):
إن من ساد ثم ساد ابوه **** ثم قد ساد قبل ذلك جده
فحصول السيادة لهولاء كان في أزمنة متفاوتة حسب أسبقية كل واحد منهم وقد ذكرت معان أخرى لهذا الحرف كأن تكون بمعنى الواو مجازا أو مفيدة للتعجب، أو زائدة(86) مثل قوله جل ثناؤه:{حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت...ثم تاب الله عليهم} (التوبة 118) أي إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت تاب الله عليهم، كما يذهب البعض إلى رأي مخالف لرأي الغزالي في ثم و هو كونها غير مفيدة للترتيب(). و ليس كذلك .
ب-حروف المعاني(87):
ذكر الغزالي جملة من هذه الحروف يكثر ورودها في النصوص القرآنية كإذا، إذن، إلى، أو، بلى، على، لو ، ما، من، مذ، من، هل، وقد جاء ذكره لها على غير ترتيب متبع، فآثرنا ذكرها مرتبة وفق ترتيب حروف المعجم، لكنه لم يذكر معانيها جميعا بل اقتصر على أهمها مثل :.
1- إذا (88):
ميز الغزالي بين إذا الفجائية المختصة بالجملة الاسمية، و التي لا تحتاج إلى جواب، مثل قوله تعالى:{فألقاها فإذا هي حية تسعى}(طه/30)، وبين إذا غير الفجائية الواقعة غالباظرفا لما يستقبل من الزمان متضمنة لمعنى الشرط، يقول: <<إذا تصلح للشرطية، فيقول: إذا دخلت الدار، ولا تتمحض له لأن شرط الشرط أن يرتبط بما لا يقطع بوقوعه كالدخول، ويصح ان يقول: إذا طلعت الشمس و إذا جاءت القيامة، ولو قال إن جاءت القيامة فهذا تردد>>(89)، و الفعل بعد إذا الشرطية يأتي ظاهرا تارة، كقوله تعالى:{إذا جاء نصر الله}(النصر/01)، و مضمرا تارة أخرى مثل: {إذا السماء انشقت} (الانشقاق/01) إذ التقدير إذا انشقت السماء انشقت.
2- إذن:
حرف يتردد بين الاعمال و الاهمال، يقول الغزالي في معناها: <<إذن للتعليل كقوله(ص) في حديث الرطب<<فلان إذن>> وقيل إنه بمعنى إذا و هو فاسد>>(90).
فنعنى بذلك أن تسوى بإذا في معناها.
3-أو:
حرف عطف مرادف للواو، فتفيد الجمع المطلق، كما تفيد الغاية، يقول الغزالي: <<أو للترديد: تقول رأيت زيدا أو عمرا وكذا أم، و لكن أم قريبة الاستفهام، فتقول أزيدا أكرمت أم عمرا؟ و لا تقول أو عمرا، و قد يراد به التخيير في آحاد الجنس، مثل: جالس الحسن أو ابن سيرين، يعنى هذا الجنس، و قيل بمعنى الواو كقوله تعالى:{مائة ألف أو يزيدون}(الصافات/147)، و الأصح أن معناها: هم قوم إذا رأيتهم ظننتهم مائة ألف أو يزيدون، و الأصل كقوله تعالى:{لعله يتذكر أو يخشى}(طه/44).يعني قول من يرتجي أنه يتذكر أو يخشى، وهذا على قدر فهم المخاطب، وقد يراد بها حتى كقوله : لا أفارقك أو تقضيني حقي، و معناه حتى تقضيني ديني>>.(91)
4-إلى:
يقول الغزالي:<<إذا اتصل بها من كان صريحا في التحديد، قال سيبويه: إلى ظاهرة للتحديد، وتحتمل الجمع، كقوله تعالى:{اغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق}(المائدة/06)، وقوله {من أنصاري إلى الله}(الجمعة/14)، كما تفيد انتهاء الغاية زمانا و مكانا>>(92).
تفيد إلى المعية، مثل قوله تعالى:{ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}(النساء/02)، و من المفيد أن نذكرهنا الفرق بين دلالة إلى على المعية أو الغاية، ففي قوله تعالى: {ويزيدكم قوة إلى قوتكم}(هود/52) يفيد معنيان، فإذا كانت إلى غائية فإن الآية تفيد منتهى القوة التي يمد بها الله عباده، أما إذا أفادت المعية، كان المعنى زيادة على القوة الأولى والفرق بين الدلاتين بين .
5-بل:
يقول الغزالي:<< بلى لاستدراك النفي، كقوله تعالى:{ألست بربكم، قالوا بلى}(الاعراف/172) و لو قالوا نعم، لكان معناه نفي الأ لوهية، و جواب القائل إذا قال: أليس زيد في الدار عند روم الاثبات، يقال: بلى، و هذا لايعتبر في الفقه في الاقرار، بل يسوى بينهما إلا في حق النحويين>>(93)، فقد اختصت بلى في الآية بإبطال الحكم واستدراك النفي الحاصل من الاستفهام، و الجواب يكون: بلى بل أنت ربنا، و لو قيل نعم لكان ذلك ابطالا لحكم الله(94).
6-حتى:
أما هذا الحرف فيتردد بين العمل و الاهمال، فإذا كانت عاملة فهي حرف جر تفيد الغاية مثل قوله تعالى:{سلام هي حتى مطلع الفجر}(القدر/06)، يقول: <<حتى بمعنى الغاية، كقوله: أكلت السمكة حتى رأسها أي إلى رأسها و تكون للعطف، تقول: حتى رأسها أي و رأسها، و يكون بمعنى الاستئناف و معناه: حتى رأسها أكله>>(95)، و يشترط الغزالي أن يكون المعطوف من جنس المعطوف عليه، فيقال رأيت القوم حتى زيدا أو وزيدا، و لا يقول حتى الحمار، ولكن تقول و الحمار(96)، و في حالة كونها للاستئناف يكون حكم ما بعدها مخالف لحكم ما قبلها كقوله:{فإن طلاقها فلا تحّل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره}(البقرة/230).
7-على:
يقول الغزالي:<<قد تقع فعلا، كقولك: علا يعلو، و تقع اسما كقولك أخذته من على الفرس، و حرفا كقولك لي عليك حق، و فيه شوائب الاسم يعني الحق ثابت له، وقال ابوعبد الله: لاتقع قط فعلا، و قولهم علا ليس كذلك هذه الحرف، و هو إنما يطابقه في اللفظ>>(97)، و مثال كونها فعلا فيمن ذهب إلى ذلك قوله تعالى:{إن فرعون علا في الأرض}(القصص/47). أما كونها اسما فكقول الشاعر(98):
غدت من عليه بعد ما تم ضمؤها **** تصل وعن قيض بزيزاء مجهل.
غير انه كما سبق الذكر لايعد و ان يكون الا التباسا و مجرد مشاكلة لفظية لا غير. كما تفيد على الاستعلاء و المصاحبة و المجاوزة و التعليل و الظرفية و موافقة الباء و من والدلالة على الاستدراك(99).
8- لو:
حرف شرط يدل على الماضي، مفيد الامتناع للامتناع(100)، فلوقيل: لو نجح محمد لأكرمته فإن عدم تحقق الاكرام و امتناعه مرتبط بإمتناع تحقق النجاح، ولهذا يجوز الاستدراك على الشرط بقولنا: لكنه لم ينجح، وقد نص الغزالي على ذلك بقوله:<<ترد لامتناع الشيئ لامتناع غيره، لقولك لو جئتني أكرمتك، و لو لا لامتناع الشيئ لثبوت غيره، كقولك لو لا زيد لجئتك وقد ترد لو بمعنى"إن" كقوله:{ولأمة مسلمة خير من شركة و لو أعجبتكم}(البقرة/221)، ومعناه هو ان اعجبتكم، وإذا اتصل به لكان للتخصيص>>(101).
9-ما:
تقع حرفا لا يفيد كقوله تعالى:{فبما رحمة من الله}(آل عمران/159)، وقد يقع مفيدا للنفي في غيره كقولك ما زيد قائم، يقول الغزالي:<< وهي على لغة اهل الحجاز عاملة، فتقول: ماهذا بشرا و عند بني تميم لاتعمل، فتقول بشر، وهي كافة لعمل إن عند الكوفيين، فتقول: إنما زيدا منطلق، وقد تقع اسما منكورا بمعنى الاستفهام، فنقول ماعندك؟ فجوابه:إنه ثوب أو فرس>>(102)، كما تدل على الشرط مثل ما تفعل افعل، والتعجب مثل ماأحسن زيدا و بمعنى الصفة، مررت بما معجب، وقد تقع موصولا بفعل مثل: علمت ما عندك، و بمعنى المدة كقولك أقوم ما تقوم و بمعنى المصدر كقوله تعالى:{و السماء و ما بناها}(الليل/21)، أراد و بناءها، وبمعنى الذي، و لم يعبر بما عمن يعقل بخلاف من إلا ما ورد ذكره في القرآن على نحو خاص، مثل الآية السالفة الذكر إذ مقصودها و السماء و من بناها و هو الله سبحانه.
10-من:
لااتقع إلا اسما، و تعبر عمن يعقل في الاستفهام، كقولك من عندك؟ أو في الشرط، كقولك: من جاءك فاعطه درهما(103) و لم يذكر كونها اسما موصولا بمعنى الذي، أما دلالتها على العاقل فلا فرق أن تدل على الفرد أو الجمع ومثال ذلك من جاءك الليلة؟ فقد يكون فردا أو جماعة.
11-مذ:
أما هذه الأداة فتأتي على ضربين، إما اسم و إما حرف، فأما الاول فأن تكون مبتدأ وما بعدها خبر، واما الثاني فأن تكون بمنزلة من في الحاضر(104) أما عن علاقتها بالزمان فالغزالي ينص على كونهاحرفا يتصل بالزمان دون المكان، فيقال مذ الجمعة، كما يقال من الجمعة
12-من:
حرف جر يدل على التبعيض كقوله أخذت من مال زيد، أو العموم كقوله: ما في الدار من رجل، بمعنى على كقوله تعالى: {و نصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}(الانبياء/77)، أو بمعنى إبتداء الغاية كقوله : من البصرة إلى بغداد، ويجوز أن تقول عن البصرة، ومن هذا الجنس قولهم فلان أفضل من فلان، إذا ساواه ثم ابتدأ فضل>>"(105).
13-هل:
حرف استفهام يطلب به التصديق دون التصور و لاتدخل على منفي و لا شرط و لا إن ولا اسم، يأتي بعدها فعل غالبا مفيدا للمستقبل(106) وهي حرف مهمل لا عمل له ، ولا يغير الاعراب، وقد يكون بمعنى قد كقوله:{هل أتى على الانسان}(الانسان/01 ) و المختار أن معناه استدعاء التقرير، كقوله: {هل جزاء الاحسان إلا الاحسان}(الرحمن/60)، وإذا اتصل به لا كان للتخصيص(107).
أما النوع الأول فمعروف بحروف المباني التي يكثر وجودها في الكلام، كالباء و الواو و الفاء و ثم، أما الباء فحرف من حروف الشفة يفيد الجر في الاسماء وله عدة معان ذكر منها الغزالي(79): الالصاق و الاستعانة، و الظرفية و القسم و الحالية، كما يكون بمعنى على كقوله تعالى:{ من إن تأمنه بدينار لا يؤديه إليك}(آل عمران/75)، وبمعنى في كقوله تعالى:{بدعائك ربي شقيا}(مريم/04)، أي في دعائك، كما تفيد التعدية في قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}(الاسراء/01)، و لقد نفى الغزالي أن تكون الباء مفيدة للتبعيض على قول من ذهب إلى ذلك مستندا إلى قولنا: أخذت بزمام الناقة إذا أخذتها من الأرض، وحجته في ذلك كون المصادر فيها ما يقبل الصلات مثل شكرت له، و نصحت له وجلست بصدده(79). و أما الواو فعاطفة جماعة غير مفيدة للترتيب تقتضى الاشتراك في الاعراب و المعنى بين المعطوف و المعطوف عليه"(80)، وفرق الغزالي بين دلالة الواو على العطف و دلالتها على النسق إذ يقول في هذا الصدد :رأيت زيدا و عمرا، لو استقلت الجملة الثانية فالواو للنسق لا للعطف(81)، و ربما قصد بالنسق النظم اللغوي الذي هو أعم من العطف، فتكون الواو بذلك مجرد محسن لادلالة لها على العطف و الاشتراك، و لهذا يختار التوقف في الجمل المتعاقبة بالواو إذا تعقبها الاستثناء، فالواو إن كانت ظاهرة في العطف الذي يوجب نوعا من الاتحاد إلا أنها لاتفيد الجمع لأنها تحتمل الابتداء.
و أما دلالة هذا الحرف على الجمع فمن قبيل الجواز لا الأصلية"(82) إذ لا يظهر أثره على التثنية فلو قال قائل: جاء زيدان، لم يقتض ذلك الجمع.
الفاء:
من حروف المباني، وقد ذكر لها المعاني التالية(83):
الترتيب كقولنا: دخل محمد فعلي و التعقيب كقولنا: إذا دخلت الدار فاجلس، و السببية مثل: إن جئتني فأكرمك، فيكون المجيء سببا في الإكرام، و بمعنى الواو، كقول الشاعر(84):
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل **** بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
و المعنى أن الممر بعده إلى حومل إذ هو موضع تجوز على صوب الدخول لا على عرضه.
-ثم:
حرف ثلاثي مهمل يفيد العطف و التراخي و المهلة مثل قام زيد ثم عمر، فقيام الثاني بعد الأول، لذا قال الغزالي:"ثم كترتيب الفعل"، مورداقول الشاعر(85):
إن من ساد ثم ساد ابوه **** ثم قد ساد قبل ذلك جده
فحصول السيادة لهولاء كان في أزمنة متفاوتة حسب أسبقية كل واحد منهم وقد ذكرت معان أخرى لهذا الحرف كأن تكون بمعنى الواو مجازا أو مفيدة للتعجب، أو زائدة(86) مثل قوله جل ثناؤه:{حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت...ثم تاب الله عليهم} (التوبة 118) أي إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت تاب الله عليهم، كما يذهب البعض إلى رأي مخالف لرأي الغزالي في ثم و هو كونها غير مفيدة للترتيب(). و ليس كذلك .
ب-حروف المعاني(87):
ذكر الغزالي جملة من هذه الحروف يكثر ورودها في النصوص القرآنية كإذا، إذن، إلى، أو، بلى، على، لو ، ما، من، مذ، من، هل، وقد جاء ذكره لها على غير ترتيب متبع، فآثرنا ذكرها مرتبة وفق ترتيب حروف المعجم، لكنه لم يذكر معانيها جميعا بل اقتصر على أهمها مثل :.
1- إذا (88):
ميز الغزالي بين إذا الفجائية المختصة بالجملة الاسمية، و التي لا تحتاج إلى جواب، مثل قوله تعالى:{فألقاها فإذا هي حية تسعى}(طه/30)، وبين إذا غير الفجائية الواقعة غالباظرفا لما يستقبل من الزمان متضمنة لمعنى الشرط، يقول: <<إذا تصلح للشرطية، فيقول: إذا دخلت الدار، ولا تتمحض له لأن شرط الشرط أن يرتبط بما لا يقطع بوقوعه كالدخول، ويصح ان يقول: إذا طلعت الشمس و إذا جاءت القيامة، ولو قال إن جاءت القيامة فهذا تردد>>(89)، و الفعل بعد إذا الشرطية يأتي ظاهرا تارة، كقوله تعالى:{إذا جاء نصر الله}(النصر/01)، و مضمرا تارة أخرى مثل: {إذا السماء انشقت} (الانشقاق/01) إذ التقدير إذا انشقت السماء انشقت.
2- إذن:
حرف يتردد بين الاعمال و الاهمال، يقول الغزالي في معناها: <<إذن للتعليل كقوله(ص) في حديث الرطب<<فلان إذن>> وقيل إنه بمعنى إذا و هو فاسد>>(90).
فنعنى بذلك أن تسوى بإذا في معناها.
3-أو:
حرف عطف مرادف للواو، فتفيد الجمع المطلق، كما تفيد الغاية، يقول الغزالي: <<أو للترديد: تقول رأيت زيدا أو عمرا وكذا أم، و لكن أم قريبة الاستفهام، فتقول أزيدا أكرمت أم عمرا؟ و لا تقول أو عمرا، و قد يراد به التخيير في آحاد الجنس، مثل: جالس الحسن أو ابن سيرين، يعنى هذا الجنس، و قيل بمعنى الواو كقوله تعالى:{مائة ألف أو يزيدون}(الصافات/147)، و الأصح أن معناها: هم قوم إذا رأيتهم ظننتهم مائة ألف أو يزيدون، و الأصل كقوله تعالى:{لعله يتذكر أو يخشى}(طه/44).يعني قول من يرتجي أنه يتذكر أو يخشى، وهذا على قدر فهم المخاطب، وقد يراد بها حتى كقوله : لا أفارقك أو تقضيني حقي، و معناه حتى تقضيني ديني>>.(91)
4-إلى:
يقول الغزالي:<<إذا اتصل بها من كان صريحا في التحديد، قال سيبويه: إلى ظاهرة للتحديد، وتحتمل الجمع، كقوله تعالى:{اغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق}(المائدة/06)، وقوله {من أنصاري إلى الله}(الجمعة/14)، كما تفيد انتهاء الغاية زمانا و مكانا>>(92).
تفيد إلى المعية، مثل قوله تعالى:{ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}(النساء/02)، و من المفيد أن نذكرهنا الفرق بين دلالة إلى على المعية أو الغاية، ففي قوله تعالى: {ويزيدكم قوة إلى قوتكم}(هود/52) يفيد معنيان، فإذا كانت إلى غائية فإن الآية تفيد منتهى القوة التي يمد بها الله عباده، أما إذا أفادت المعية، كان المعنى زيادة على القوة الأولى والفرق بين الدلاتين بين .
5-بل:
يقول الغزالي:<< بلى لاستدراك النفي، كقوله تعالى:{ألست بربكم، قالوا بلى}(الاعراف/172) و لو قالوا نعم، لكان معناه نفي الأ لوهية، و جواب القائل إذا قال: أليس زيد في الدار عند روم الاثبات، يقال: بلى، و هذا لايعتبر في الفقه في الاقرار، بل يسوى بينهما إلا في حق النحويين>>(93)، فقد اختصت بلى في الآية بإبطال الحكم واستدراك النفي الحاصل من الاستفهام، و الجواب يكون: بلى بل أنت ربنا، و لو قيل نعم لكان ذلك ابطالا لحكم الله(94).
6-حتى:
أما هذا الحرف فيتردد بين العمل و الاهمال، فإذا كانت عاملة فهي حرف جر تفيد الغاية مثل قوله تعالى:{سلام هي حتى مطلع الفجر}(القدر/06)، يقول: <<حتى بمعنى الغاية، كقوله: أكلت السمكة حتى رأسها أي إلى رأسها و تكون للعطف، تقول: حتى رأسها أي و رأسها، و يكون بمعنى الاستئناف و معناه: حتى رأسها أكله>>(95)، و يشترط الغزالي أن يكون المعطوف من جنس المعطوف عليه، فيقال رأيت القوم حتى زيدا أو وزيدا، و لا يقول حتى الحمار، ولكن تقول و الحمار(96)، و في حالة كونها للاستئناف يكون حكم ما بعدها مخالف لحكم ما قبلها كقوله:{فإن طلاقها فلا تحّل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره}(البقرة/230).
7-على:
يقول الغزالي:<<قد تقع فعلا، كقولك: علا يعلو، و تقع اسما كقولك أخذته من على الفرس، و حرفا كقولك لي عليك حق، و فيه شوائب الاسم يعني الحق ثابت له، وقال ابوعبد الله: لاتقع قط فعلا، و قولهم علا ليس كذلك هذه الحرف، و هو إنما يطابقه في اللفظ>>(97)، و مثال كونها فعلا فيمن ذهب إلى ذلك قوله تعالى:{إن فرعون علا في الأرض}(القصص/47). أما كونها اسما فكقول الشاعر(98):
غدت من عليه بعد ما تم ضمؤها **** تصل وعن قيض بزيزاء مجهل.
غير انه كما سبق الذكر لايعد و ان يكون الا التباسا و مجرد مشاكلة لفظية لا غير. كما تفيد على الاستعلاء و المصاحبة و المجاوزة و التعليل و الظرفية و موافقة الباء و من والدلالة على الاستدراك(99).
8- لو:
حرف شرط يدل على الماضي، مفيد الامتناع للامتناع(100)، فلوقيل: لو نجح محمد لأكرمته فإن عدم تحقق الاكرام و امتناعه مرتبط بإمتناع تحقق النجاح، ولهذا يجوز الاستدراك على الشرط بقولنا: لكنه لم ينجح، وقد نص الغزالي على ذلك بقوله:<<ترد لامتناع الشيئ لامتناع غيره، لقولك لو جئتني أكرمتك، و لو لا لامتناع الشيئ لثبوت غيره، كقولك لو لا زيد لجئتك وقد ترد لو بمعنى"إن" كقوله:{ولأمة مسلمة خير من شركة و لو أعجبتكم}(البقرة/221)، ومعناه هو ان اعجبتكم، وإذا اتصل به لكان للتخصيص>>(101).
9-ما:
تقع حرفا لا يفيد كقوله تعالى:{فبما رحمة من الله}(آل عمران/159)، وقد يقع مفيدا للنفي في غيره كقولك ما زيد قائم، يقول الغزالي:<< وهي على لغة اهل الحجاز عاملة، فتقول: ماهذا بشرا و عند بني تميم لاتعمل، فتقول بشر، وهي كافة لعمل إن عند الكوفيين، فتقول: إنما زيدا منطلق، وقد تقع اسما منكورا بمعنى الاستفهام، فنقول ماعندك؟ فجوابه:إنه ثوب أو فرس>>(102)، كما تدل على الشرط مثل ما تفعل افعل، والتعجب مثل ماأحسن زيدا و بمعنى الصفة، مررت بما معجب، وقد تقع موصولا بفعل مثل: علمت ما عندك، و بمعنى المدة كقولك أقوم ما تقوم و بمعنى المصدر كقوله تعالى:{و السماء و ما بناها}(الليل/21)، أراد و بناءها، وبمعنى الذي، و لم يعبر بما عمن يعقل بخلاف من إلا ما ورد ذكره في القرآن على نحو خاص، مثل الآية السالفة الذكر إذ مقصودها و السماء و من بناها و هو الله سبحانه.
10-من:
لااتقع إلا اسما، و تعبر عمن يعقل في الاستفهام، كقولك من عندك؟ أو في الشرط، كقولك: من جاءك فاعطه درهما(103) و لم يذكر كونها اسما موصولا بمعنى الذي، أما دلالتها على العاقل فلا فرق أن تدل على الفرد أو الجمع ومثال ذلك من جاءك الليلة؟ فقد يكون فردا أو جماعة.
11-مذ:
أما هذه الأداة فتأتي على ضربين، إما اسم و إما حرف، فأما الاول فأن تكون مبتدأ وما بعدها خبر، واما الثاني فأن تكون بمنزلة من في الحاضر(104) أما عن علاقتها بالزمان فالغزالي ينص على كونهاحرفا يتصل بالزمان دون المكان، فيقال مذ الجمعة، كما يقال من الجمعة
12-من:
حرف جر يدل على التبعيض كقوله أخذت من مال زيد، أو العموم كقوله: ما في الدار من رجل، بمعنى على كقوله تعالى: {و نصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}(الانبياء/77)، أو بمعنى إبتداء الغاية كقوله : من البصرة إلى بغداد، ويجوز أن تقول عن البصرة، ومن هذا الجنس قولهم فلان أفضل من فلان، إذا ساواه ثم ابتدأ فضل>>"(105).
13-هل:
حرف استفهام يطلب به التصديق دون التصور و لاتدخل على منفي و لا شرط و لا إن ولا اسم، يأتي بعدها فعل غالبا مفيدا للمستقبل(106) وهي حرف مهمل لا عمل له ، ولا يغير الاعراب، وقد يكون بمعنى قد كقوله:{هل أتى على الانسان}(الانسان/01 ) و المختار أن معناه استدعاء التقرير، كقوله: {هل جزاء الاحسان إلا الاحسان}(الرحمن/60)، وإذا اتصل به لا كان للتخصيص(107).
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
08/11/10, 11:51 pm
شكرااااااااااا وبارك الله فيك عالمجهوووووووووود القيم
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
10/11/10, 12:04 pm
foufou90 كتب:شكرااااااااااا وبارك الله فيك عالمجهوووووووووود القيم
بارك الله فيك
- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
10/11/10, 12:30 pm
بوركت شنفرى ، معلومات قيّمة ، اشتقنا للمسات أناملك في المرسى
- شنفرى االجنوبعضو نشيط
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 101
نقاط تميز العضو : 103694
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 37
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
10/11/10, 12:37 pm
أهلا بك أيها الحبيب
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
10/11/10, 12:42 pm
أخي شنفرى أهلا بك
سعيدة بوجودك بيننا من جديد
دمت بخير
شقيقة روحك
بتـــــــــــــــولا
سعيدة بوجودك بيننا من جديد
دمت بخير
شقيقة روحك
بتـــــــــــــــولا
- هدى التكريتيعضو جديد
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3
نقاط تميز العضو : 91852
تاريخ التسجيل : 27/04/2012
العمر : 35
رد: التصور اللساني عند الغزالي في ضوء النظرية الأصولية إعداد :د/نعمان بوقرة جامعة عنابة
28/04/12, 02:48 pm
كيف يمكنني تحميل التصور اللساني عند الغزالي لأنه مرة رائع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى