- إسماعيل سعديمدير الموقع
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
في العيد ملل فما الخلل
25/10/10, 12:28 am
فهد بن يحيى العماري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد ..
وداعاً رمضان وداعاً شهر الخيرات والبركات وداعاً ضيف حلّ وارتحل كغمضة عين وانتباهتها وداعاً إلى أعوام عديدة وأزمنة مديدة .
رمضان ترفق دموع المحبين تدفق .. قلوبهم من ألم الفراق تشقق .. عسى من استوجب النار أن يعتق .. عسى من انقطع عن ركب المقبولين أن يلحق .. عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق .. عزم على الرحيل وبعد أيام ستحل علينا فرحة العيد وإشراقة شمس يوم جديد .
قف بالمصلى فهذا اليوم مشهود *** واسمع حديث الهدى فالقول محمود
عيد أتيت وشهر الخير منسلخ *** من بعد أن كان للقرآن ترديد
أتيت تحمل للصوام تهنئة *** ففيك جائزة الصوام ياعيد
أتيت ياعيد والأرواح مشرقة *** فللبلابل ألحان وتغريد
عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير .. الذكر والأنثى .. الغني والفقير .. لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة وفقد بعض المسلمين لذتها ورونقها وفرحتها ولذا ترى على بعض الوجوه في هذه الحقبة الزمنية وجوماً وكآبة واغتيالاً لفرحة العيد التي كان يعد لها في السابق منذ شهور ، وفي يومنا منذ أيام بل يمر على البعض كطيف من خيال ، هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد .. لايعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلاحرارة .. وابتسامة بلا روح .. بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً ، وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً ، ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور وتكبير وشكرلله على ماهدى للصيام والقيام ، وآخرحزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط والخير في الأمة مازال ولايزال فأبشروا وأملوا والفأل الفأل والله يحب الفأل .
وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... أهدي هذه الكلـمـات .
إلى من أحسن الصيام والقيام ...إلى المقصرين والمفرطين في شهر رمضان ...
إلى التائبين والتائبات ... إلى الذين سكبوا العبرات وأطلقوا الزفرات في شهر الرحمات ...
إلى الذين ينادون بفصل الدين عن الحياة والتحررمن الدليل الشرعي ...
إلى الذين ينادون بالحزبيات والطبقيات ..للمتهاجرين والمتهاجرات ..للأقارب والأرحام والجيران ..
إلى المفتونين والداعين إلى حضارة الغرب وثقافة الكفروحولهم يصفق الذباب ..
إلى طلبة العلم والدعاة والمصلحين ولجان الاصلاح ..
إلى أصحاب الصحافة والإعلام .. وأرباب القلم والتربية والتوجيه ..
إلى الذين اهتموابالمظاهر والنقوش وأهملوا تربية النفوس..
فأقول إن العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وتظهر فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية فالجميع يلبي نداء صلاة العيد والجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف ، أرواح تتفادى ورؤوس تتعانق .. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء وأخوة ووفاء ، لقاء ات تغمرها حرارة الشوق واللقاء والمحبة والنقاء .
إن هذا العيد جاء *** ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد *** مصلحاً مهدي الصفاء
إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية وعادة من عادات الأمم لايتعدى اهتمام الاسلام به في غير قضية الصلاة بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول : ( لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة .. )(1)
وأن الرسول كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة (2) وأهدى عمر رضي الله عنه للرسول جبة وقال له تجمل بها للعيد والوفود (3) وغير ذلك من السنن والمباحات .
أيها الناس : ليس الإسلام محصوراً في أركانه الخمس بل ليس محصوراً في صفحة دينية من صحيفة تتضمن قصائد هابطة ومقالات تدعو إلى التحرر من مبادئ الإسلام والتشكيك في ثوابت ومسلّمات شرعية وعقلية و العقل السليم لايعارض النقل الصحيح وأما السقيم فيجلب كل سقيم .
دنَّستْ أرضنا الحرام قرود *** ولدتها الذئاب في زي إنسي
نُرقِّع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يَبقى ولامانرقع
ياقوم ..
متى تصل العطاش إلى ارتواء *** إذا استقت البحار من الركايا
وإنّ ترفع الوضعاء يوماً *** على الرفعاء من إحدى البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي *** فقد طابت منادمـة المـنايا
ليس من هدي الإسلام أن يحافظ الإنسان على الأذكار ثم يلعب بالقيم والأخلاق .
ليس من هدي الإسلام أن يسمع الإنسان خطبة الجمعة ثم يغدو إلى الشواطئ والبحار حيث اللعب واللهو الحرام .
ليس من هدي الإسلام أن يحمل الإنسان المصحف ثم يكون منعدم الإحساس كاتم الأنفاس لقضايا المسلمين .
ليس من هدي الإسلام أن يصلي الإنسان الفجر ويقرأ القرآن ثم يسحب قدميه إلى دور الربا والتعامل بالحرام .
ليس من هدي الإسلام أن نسمع الموعظة ونقرأ العلم ثم يكون التفاضح لا التناصح .. والغيبة لا النصيحة .. ليس من هدي الإسلام أن يَسأل الإنسان عن حكم معجون الأسنان للصائم ثم لا يسأل ولايبالي بالتعاملات التجارية أهي حلال أم حرام .
ليس من هدي الإسلام أن نتعب الأقدام بالقيام والأبدان بالصيام في رمضان ثم في العيد نتحرر من كل حرام .. ليس من هدي الإسلام يا أمة الله أن تصلي القيام بالمسجد الحرام وغيره ثم تذهبي إلى الأسواق متعطرة متبرجة .. ليس من هدي الإسلام أن تخرجي إلى صلاة العيد امتثالاً لأمر الله ثم تعصينه في الخروج متزينة بأتم زينة .. الإسلام روح متكاملة ، روح وحياة ، عقيدة واستعلاء وجهاد سلوك وسياسة وتعامل وأخلاق ، ثقافة وإعلام وثوابت وقيم .. الإسلام هوكل شئ في حياتنا ..
نقل المسلمون للعالم كله الإسلام بشموليته فحركوا القلوب وأثروا في النفوس فدخل الناس في دين الله أفواجا .
هكذا الإسلام ياأهل الإسلام .. هكذا الإسلام يادعاة التحرير .. هكذا الإسلام ياشباب الإسلام ..
هكذا كان المسلمون وهكذا ينبغي أن نكون مع أنه أساء بعض المسلمين إلى الإسلام بسوء أقوالهم وأفعالهم ، فشوّهوا صورة الإسلام في الداخل والخارج وصدوا الكفار عن الإسلام وضيقوا الدعوة إلى الإسلام لكن المستقبل والنصر لهذا الدين والشرف لمن أتى خادماً لهذا الدين .
إني أُبَشّرُ هذا الكون أجمعه *** أنّا صحونا وسرنا للعلا عجبا
بفتية طهّر القرآن أنفسهم *** كالأُسد تزأر في غاباتها غضبا
عافوا حياة الخنا والرجس فاغتسلوا *** في توبة لاترى في صفهم جُنبا
و العجب كل العجب والأسف كل الأسف بل المصيبة العظمى أن يأتي من بني قومنا ومن يتكلم بلغتنا فيكون داعياً بقلمه ولسانه وفيـه بحجج واهية وأساليب ملتوية إلى مواكبة حضارة الكفر وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله ، ويظهر الإسلام في صورة العاجز عن مواجهة المشكلات والتمشي مع حضارة العصر أو أنه شيء قديم تراثي ، يريد أن ينتزع الإسلام من قلوب الرجال والنساء فيعيدهم إلى أرذل الحياة بلا دين ولا إيمان ، إسلام بلا إسلام مع أن جمعاً من الكفار يدخلون الإسلام أفواجاً والبعض منهم يخرج لقتال المسلمين في صف الكفار ثم يسلم ويكون في صف المسلمين بل إن أنظمة الكفر تقر تارة على حياء وأخرى على الملأ بأن الإسلام به صلاح الأفراد والمجتمعات فياليت قومي يعلمون فيفيقون ويتنبهون ويتيقظون ويتعظون وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ..!
يقيناً وقطعاً وجزماً بلا شك ولامرية أنه لاصلاح للأفراد والمجتمعات إلا بالإسلام فمن سيكون السبب في ذهاب الإسلام وفساد الدين والقيم والمجتمعات ؟
وما نتاج بني الإلحاد مفخرة *** وإنما الفخر فيما وافق الدين
أنا مسلم وأقولها ملء الورى *** وعقيدتي نور الحياة وسؤدد
سلمان فيها مثل عمرو لاترى *** جنساً على جنس يفوق بمحتد
وبلال بالإسلام يشمخ عزة *** ويدكُّ تيجان العنيد الملحد
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرة أقوى وألف مهنّد
لله أسعى خاضعاً ومجاهداً *** ولغير ربي جبهتي لم تسجد
سنعيد للدنيا صباحاً مشرقاً *** ونضئ أنواراً بشرع محمد
ونعيد أمجاد الجدود وعزة *** شماء تسمو فوق هام الفرقد
ونقولها الله أكبر حسبنا *** وبمنهج الله المهيمن نقتدي
بالشرق أو بالغرب لست بمقتدي *** أنا قدوتي ماعشت شرع محمد
حاشاي يطويني سراب خادع *** ومعي كتاب الله يسطع في يدي
روح الحياة ونورها وجمالها *** من حاد عنه ففي ظلام سرمدي
أنا لست ممسوخ الدماغ مُكبَّلا *** فأضيع في حلك الوجود الأسود
ثم تأتي ثلة أخرى تزيد الطين بلة بحكايات وأعياد وخرافات ،ضعف بعض الناس عن امتثال أمر الله فكلفوهم بمالم يأمر به الله وفوق أمر الله ( ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ) (4) .
ياأيها الناس : أيُعقل أن نحتفل بميلاد رسول الله ولم يحتفل به صحابته الكرام ..
أيُعقل أن يرقص فيه الدجالون والخرافيون وينشدون وتتساقط عمائمهم كما تتساقط مبادئهم ..
أحسبتَ ديني سبحة وعمامة *** وقصائداً أطري بها المختارا
كلا فديني دعوة أبدية *** قد أنبتت في العالمين منارا
رُكزت بصحراء الحنيف وأُرضعت *** بدماء من قد بايعوا المختارا
ياأيها الناس : أيُعقل أن يحتفل الواحد بميلاده وقد قصّر في طاعة ربه وموجده أيّ مولد وأيّ حياة يفتخر ويفرح بها المرء .. { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلَنْالَهُ نُورَاً يَمْشِي بِهِ في النّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ في الظُلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارجٍ مِنْهَا } .
أيُعقل أن نحتفل بتنظيف وتشييد المساجد وهي شبه خالية في صلاة الفجر والظهر من المصلين في أيام العيد بعد أن اكتضت بهم في رمضان .
أيُعقل أن نهتم بغرس الأشجار ونهمل في القلوب غرس الإيمان بوحي القرآن ياأهل القرآن ..
أيُعقل أن نعتني بتنظيف الطرقات والمنتزهات وفي القلوب أدواء وأمراض وأوباء ..
وبعد هذا كله فقد تلمست أسباباً لحال الناس في العيد وعدم التفاعل فيه واجتهدت في وضع العلاج والمقترحات تاركاً الموضوع لكل من يستطيع أن يفيد فيه بشيء من التفصيل وعلى الله قصد السبيل وبالبحث عن الأسباب نجد العلاج وبضدها تتبين الأشياء ولاشك أن الأسباب والمظاهر التي تضمنتها هذه الرسالة لا تتمثل إلا في شرائح من المجتمع معدودة وفئة قليلة من الأمة .
كلمات أخاطب بها الأمة جمعاً حيث إن مسئولية الإصلاح قاسم مشترك بين أفراد الأمة والعيد للأمة وحتى لا يتسع الداء ويموت الجسد وتغرق السفينة مع شي من الاستطراد والإطالة في مواضع منها لمسيس الحاجة وصعوبة فردها برسالة ، اغتناماً وانتهازاً للفرص .. لالحشد المعلومات وملئ الأوراق اجتهدت فيها زمناً وهي تختلف باختلاف الأشخاص و الأماكن والأزمان قلة وكثرة ..
وإلا فالوعي والخير والتآزر والأخوة والمحبة والتصافح والإقبال على الله والتمسك بشرع الله وقوافل التائبين في كثرة وازدياد وكل ذلك يُلمس ويشاهد في أمتنا الغراء شبابها وشيبها ، رجالها ونسائها رغم تكالب أعدائها وشدة الوطأ عليها وكثرة مصابها وجرحها الغائر وتتابع الفتن عليها فلايظن قارئها أن النظرة نظرة سوداوية قاتمة فنهلك ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ومع الفال لابد من بذل الأعمال والاعتراف بواقعنا وحجم مشكلاته دون تهويل أو تهوين و قد عرفتم الداء فها هي الأسباب .. وفي العيد ملل .. فما الخلل ..؟
• اعتباره عادة من العادات الاجتماعية عند البعض .
• التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه .
السهر ليلة العيد وعكوف البعض على القنوات الفضائية مما يؤدي إلى النوم في النهار والسهر في الليل أيام العيد ولذا تجد البعض ينام النهار ويستيقظ الليل والآخر العكس فلا تكاد تعرف وقتاً مناسباً يُزار فيه الناس , فكان سبباً تذرّع به البعض في عدم التزاور والبعض ذهب لآخرين فوجدهم نائمين فكلّ وملّ وربما حنّ للذيذ النوم فكان من اللاحقين وهكذا الداء يسري والعلة تفري وتضيع فرحة العيد .
• الترف و الإفراط في الترفيه طوال العام حيث كان في السابق للعيد نعل وثوب جديدان يُدخلان على المرء فرحة العيد .
• التفكك الأسري المتمثل في قطيعة الأرحام ويتبعه قطيعة الجيران .
• الحساسية الزائدة عند البعض في التعامل مع الآخرين مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس خشية بعض الإحراجات ومعرفة أمورهم الخاصة والعامة .
• كثرة الأعياد البدعية حيث أصبح البعض كل وقت وكل شهر في عيد فزاحمت البدع السنن ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لاينقص من أوزارهم شيئاً .
• ضعف دور الأئمة و الخطباء في التذكير في هذا الجانب .
• ضعف الإيمان يبلّد الجنان وينتج عنه ما يلي :
أ _ تعود المعصية بلا شعور بألمها وقد يتلذذ بها .
ب _ لا فرق بين رمضان و غيره من الشهور في نظر البعض .
ج _ فقد الإحساس بكون العيد شعيرة ذات معان اختص بها المسلمون .
• _ ضعف المؤسسات الدعوية في المشاركة في هذه الشعيرة بما يناسبها كمكاتب الدعوة والمندوبيات وغيرها وغيابها في بعض الأماكن .
• الفهم الخاطئ لمعنى العيد .
• كثرة الأشغال والأعمال وتغير مجرى الحياة عما كانت عليه .
الفخر والمباهاة والتكلف و الاهتمام بالمظهر مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس لعدم قدرة البعض مثلاً على لبس الغالي و النفيس وتزيين البيت بكل جديد وإعداد الولائم والموائد فأصبحت الحياة عند كثير من الأفراد والمجتعات حياة مظهرية في كل جزء من حياتهم حنىسيطرت على حياتهم سيطرة تامة بل كثير من الأنظمة والقوانين اهتمت بالظاهر ولم تهتم بتحقيق المصالح ، فجرّت المظهرية المصائب والويلات على الناس .. ديون متراكمة .. وضياع للأوقات .. وإهمال للأولويات تفكير وحيرة وإشغال للذهن .. انحراف وفتور وتنازلات في دين الله .. فخر ومباهاة وتحاسد وعجب وزحام وصخب وحياة متعبة ومعقدة .. إسراف وبذخ وترف وتميع ..كبر وغرور وحب تعال على الآخرين .. فرقة وقطيعة للأقارب والجيران وخاصة النساء .. مشاكل أسرية وفقد للأصحاب بل وصل الأمربالبعض إلى الطلاق لأجل قطعة من الثياب أو اختلاف رأي بين الزوجين في أمر مظهري _ ومن العجائب والعجائب جمة أن رجلاً طلّق زوجته لاختلافهما على لون المروحة وعوداً على الآثار _ هم وغم .. تشبه بالكفار والفساق .. تشبه للرجال بالنساء والنساء بالرجال والعجب كل العجب مانرى ونسمع من استخدام بعض الشباب الذكور لا الإناث أدوات تبييض البشرة وتلميع الجسد وصبغ الشعور تقليداً وبحثاً عن الجمال وتنافساً فيه وتغطية للنقص وستراً للعيوب ولفتاً للأنظار وتذمراً من البشرة السمراء .
لا يُزري السواد بالرجل الشهم *** ولابالفتى الأديب الأريب
إن يكن للسواد فيك نصيب *** فبياض الأخلاق منك نصيب
ركض وراء حضارة الكفر و أمور متشابهات ومسائل يجتمع لها العلماء ، تكلف في التعامل بين الأفراد وتأخر وعزوف عن الزواج ، غلاء في الأسعار واحتكار في السلع ، نهب للأموال ولعب بعقول الصبيان والشباب والنساء الباحثين عن كل جديد بل ارتكاب للمكروهات والمحرمات وانشغال عن الطاعات وبحث عن رخص العلماء لأجل البحث عن الجمال وحسن الوجه والهندام والمركب والمظاهر والأشكال بل وللأسف أصبحت اللحية عند البعض تشكل عائقاً من عوائق جمال الوجه وحسن المنظر فتارة تحلق وتارة تقصّر وتارة تنتف وللناس فيها فن واحتراف وخشية أن يقال ملتزم كما يقال فتزهد فيه النساء ويتركه الأصحاب فيتساهل في سنة سيد المرسلين وهي واجبة من الواجبات ، هيبة وجمال وزينة الرجال وفي الحديث ( سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب )(5) ولولا خشيت الإطالة لذكرت من الأمثلة الكثير والكثير واللبيب بالإشارة يفهم وكل أدرى بأوان منزله وحياته بل وللأسف انتقل داء المظهرية حتى للعقلاء والفضلاء الذين عندهم من الأهداف السامية والغايات النبيلة والأعمال الجليلة مايشغلهم عن تتبع تلك الأمور لكن الوسطية مطلب في جميع الأمور لاإفراط ولاتفريط والله جميل يحب الجمال بدون سفه ولاطيش ولا تبذير ولا ارتكاب لمحرم ومحظور والمقصد في كثير من الوسائل أن تؤدي المقصود على أحسن وجه كل بحسب قدراته وأحواله وظروفه المحيطة به (6) وكثير من الناس غلّب جانب المظهرية والمباهاة ولفت الأنظار على حسن أداء الوسيلة وجودتها بل على كثير من الأولويات ، فأين العقول ياأهل العقول .
أيعقل أن نتحرى النقوش ونهمل تربية النفوس ، فتحنا الأبواب والصدور وهيئنا الولائم لأصحاب المناصب والألقاب وللأثرياء والأغنياء وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء ..
وفي الحديث الصحيح ( إن الله لاينظر إلى صوركم و أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )(7) وقال : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم )( .
إخوتي وأحبتي : ماأجمل الحياة البسيطة والسهلة اليسيرة ...
ماأجمل الحياة بدون تكلف ولامظهرية زائدة جوفاء ...
ما أجمل الحياة بدون ذلك الركام الهائل الذي تجره المظهرية على الأفرادوالمجتمعات ...
ومن أسباب ضعف فرحة العيد ومظاهره :
• ترك بعض العادات والتقاليد الطيبة في العيد غير المخالفة للشرع .
• عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد .
• التقاطع والتدابر والحسد ولّد ضعفاً في الأخوة والمحبة وتفاقم الجفاء ومن ثم انعكس ذلك على تلك الشعيرة .
• ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس والله المستعان .
• أصبحت الروابط في بعض المجتمعات مادية و مصلحية بحتة خالية من المودة والشفقة والعاطفة والأخوة الحقة بل أصبح شغلهم الشاغل السعي وراء المال حتى في أول يوم من أيام العيد حيث إننا نجد كثيراً من المتاجر مفتوحة على خلاف سنوات مضت لاتكاد تجدها مفتوحة بل إن الناس كانوا قديماً يدّخرون الخبز وكثيراً من المأكولات لأيام العيد .
• عدم المبالاة بالآخرين ومشاركة الناس في أفراحهم .
• السفر للخارج للنزهة أو هروباً من اللقاءات الأسرية أو نتيجة لضعف فرحة العيد في بلده
• كثرة الملاهي المحرمة وإن كان يتتخللها فرح لكن يعقبه ضيق وحسرة وكدر .
• عدم التجديد في نمط العيد .
• عدم توجيه بعض الأباء للأسرة والأبناء .
• اعتقاد البعض بأنه قد امتنع عن بعض المحرمات في رمضان فيعوّض عن مافات أو بمعنى آخر يمتع نفسه بعد أن منعها من كثير من الأشياء ويوجد التبريرات لنفسه حتى تولّد عند البعض الشعور بأن ارتكاب بعض المحرمات أمر يتساهل فيه في العيد ويختلف الناس في ذلك فالبعض ينزل درجة عما كان عليه في رمضان والبعض درجات ولذا تجد من الناس عندما يرتكب شيئاً من المحرمات أو التقصير في بعض الواجبات أو اقتراف شيء من المكروهات فتناصحه فيتعجب ويتذمر ويجيب ( بأن الأيام أيام عيد وفرح فلا تشدد على الناس .. ) وحاله : { كَالتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْد قُوَةٍ
أَنْكَاثاً } .
معشر الأخوة والبنين عرفتم الداء والأسباب وإليكم الدواء .. وقد تقدم الخلل .. فما العمل .؟
• التربية الإيمانية الصادقة مضمونة ثابتة أكيدة لكنها طويلة شاقة تحتاج إلى جهود متظافرة ومن ذلك :
أ _ إرجاع الناس إلى دين الله وتعليق القلوب بالله ولن يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به أولها .
ب _ السعي إلى تصفية القلوب وتنقيتها وتزكيتها وصدق الله { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } وصدق المصدوق ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) رواه البخاري .
• استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات .
• إدخال الفرح والسرور على الأطفال وإشعارهم بعظم أيام العيد .
• تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة .
• الاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات فيما بينهم واصطحاب الأولاد في ذلك لأجل ربطهم بأقاربهم والتعرف عليهم وهذا أمر يتساهل فيه كثير من الآباء فإذا توفي انقطع الأولاد عن الأقارب ولم يعرف لهم ذكر .
• إحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد :
أ_ إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين .
ب_ التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام ويكون في البيوت والمساجد والطرق والأسواق وفي الحديث ( زيّنوا أعيادكم بالتكبير )(9) وكان ابن عمر يكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام (10) ..
والتكبير من أظهر الشعائر في العيد { وَلِتُكَبّرُوا الله عَلَى مَاهَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تـِشْكُرُونْ } لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام ، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب .
ياأيها الجيل جاء العيد فانطرحوا *** لله شكراً ويا أهل الغنى جودوا
فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء لكن البعض قصر فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر ، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس فمابين ميت وآخر على فراش الموت وثالث مشغول بدنياه وآخر في الأندية و المنتزهات والاستراحات وخامس غارق في الأسواق بالمعاكسات والمطاردات وثلة أخرى غارقة في شرب المسكر والمخدرات والناس في النهار صيام وفي الليل قيام وآحسرتاه .. وآسفاه .. بل الأدهى والأطم أن نرى بعض تلك الصور وهي قلة من الشباب والفتيات حول حرم الله من ضيوف الله والآباء والأمهات ساجدين لله أيعقل هذا !
فائدة : قال بعض المفسرين : والشكر يكون بالقول كالتكبير الذي يتضمن الحمد والشكر ويكون بالفعل كزكاة الفطر ولبس أحسن الثياب (11) .
ج_ أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول كما في صحيح البخاري .
د _ الخروج إلى المصلى مشياً وردعن عثمان قال : ( من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً ) رواه الترمذي .
هـ_ الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول كما في صحيح البخاري .
و _ خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى .
ز _ الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب .
ح_ السواك ورد عن عثمان أنه قال ( إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة )(12) ولعموم أدلة السواك .
تنبيه : إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فإذا صلى العيد سقطت عنه الجمعة ويصليها ظهراً وهو الأصح ورجحه الشيخان ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله .
خطأ : تخصيص يوم العيد بعد الصلاة بزيارة الأموات واعتقاد فضيلة ذلك وكل ماورد في تخصيص يوم أو وقت معين في زيارة الأموات فهو غير صحيح بل بدعة .
فائدة :إذا دخل الإنسان مصلى العيد فلا يصلي تحية المسجد لأنه ليس بمسجد ورجحه الشيخ ابن باز رحمه الله.
• السعي في إزالة الحزبية والطبقية بين أفراد المجتمع المسلم وإشاعة الأخوة الإيمانية { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ..} للتعارف لاللتفاخر ، للتقارب لاللتنابذ ، للتآلف لاللتنابز {َ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ولنتعاون جميعاً معشر المسلمين أفرادا ًوجماعات على أي ثغرة كنا وفي أي مكان كنا على إزالتها فهي آفة الآفات ومصدر النزاعات ورأس المشكلات ومفرقة الجماعات ، صفة مقيتة وسجية غير حميدة وطبيعة مذمومة وجائحة عظيمة ونعرة جاهلية ، نقص عقلي وتخلف حضاري وإن كان صاحبها من أصح الأصحاء وأنبل النبلاء وأعقل العقلاء ومن المفكرين والأدباء فكيف بمن دون ذلك ، بقعة سوداء في الثوب الأبيض بل إنها كانت سبباً في كثير من المشكلات ، انحراف في صفوف الشباب والفتيات والوقوع في العلاقات المحرمة بل أدى الأمر إلى القتل والتحرش والاعتداءات ، تعصب وتحزب وافتخار ..
سب وتنقص وسخرية وازدراء وشتم وتنابز بالألقاب .. دعاوى في المحاكم كيدية و باطلة .. فرقة وشحناء وتباغض وخلاف واتهام في الأعراض .. بل إنها تشكّل عند البعض ميزاناً ومقياساً في صحبته وعلاقاته الاجتماعية والحياة العملية والميدانية فولّدت حساسية في التعامل .
إن الحزبية والأعراف قُدِّمت عند البعض على كثير من المصالح بل على كثير من أمور الشرع حتى عند العقلاء فعظم الخطب وحلّ البلاء ، أصبحت المقياس الأكبر في كثير من الأمور بل إنها عُظّمت وكأنها مسلّمات أو وحي من السماء وآي القرآن ومن يجرؤ على النقاش ويخالف العادات فالويل ثم الويل والله المستعان ،هذه حقيقة بعض المسلمين ولنكن صرحاء ، ففي الصراحة تكمن الراحة ويصل الدواء إلى الداء بإذن الله إذا حسنت النيات ، البعض منّا ينكرها في الظاهر ويقرها في الباطن والبعض يظهرها وأقل القليل ينكرها باطناً وظاهراً ( دعوها فإنها منتنة )(13) كلكم لآدم وآدم من تراب والجزاء بالأعمال لا الأنساب ، لانتبع ماوجدنا عليه آبائنا بل نتبع ماوجدنا عليه رسولنا مع أن الجميع ولله الحمد يلحظ التحرر من كثير مما تقدم في طبقة المثقفين والمتعلمين ، فلنتعاون جميعاً معشر الجيل ،فالمعوّل عليكم بعد الله في صلاح الأجيال والأحوال فلابد من إزالة الحواجز وتجاوزها والعيش في ضلال قول الله { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } الرابط الإسلام لاسواه والتقوى هي المعيار لا الأنساب ولتسنوا سنة حسنة في الأمة وليحدّث عنكم التاريخ وتذكركم الأجيال ولكن شيئاً فشيئاً بحكمة وروية وفطنة وعلم حتى يزول الأمر ولانستغني عن العلماء وأرباب القلم والتوجيه .
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا *** عذب تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يؤلف بيننا *** دين أقمناه مقام الوالد
عفوا إخوتي وأحبتي : ماقصدت جرح المشاعر ولاتكدير الخواطر ولا إظهار المعايب ولا اتهام العقول والضمائر، لكنها الأخوة الحقة والمحبة الصادقة والنصيحة في الله والحرقة في النفس ولسان الحال والمقال : { إِنْ أُرِيْدُ إِلا الإِصْلاحَ مَااسْتَطَعتُ وَمَاتَوفيقي إِلا بالله عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَإِليهِ أُنِيْب }
ياأمتي منك أبكِ حيناً وأبكيك حينا *** وبناريك حـرّق الدهـر نفسي
وعوداً إلى العلاج ومنه :
• تفقد أحوال الفقراء والمساكين وزيارتهم وسد حاجتهم لكي يشاركوا الناس بثوب العيد وحلوى العيد .
يُسر بالعيد أقوام لهم سعة *** من الثراء وأما المقترون فلا
• التجديد وإيجاد البديل لكل رذيل وكل يفكر حسب استطاعته ومحيطه .
• التواصل والتزاور بين الأقارب والجيران .
• سعي وسائل الإعلام بما هو مشروع وصالح .
• ترتيب إجازة العيدين بين موظفي الدولة حتى يستمتع الجميع بمشاركة أهليهم وذويهم في هذه المناسبة .
• التفرغ النسبي أيام العيد للزيارات واللقاءات .
• التواضع خلق يجب الاهتمام به فمن تواضع لله رفعه فاحرص على أن تبدأ الناس بتهنئتهم ولا تنتظر أن يهنئوك كما يفعل البعض فالزيارة والاتصال الهاتفي ورسائل الجوال وسائل لتبادل التهاني والتهنئة واردة عن كثير من السلف رحمهم الله وأجازها الشيخان ابن باز وابن العثيمين عليهم سوابغ الرحمة والغفران وعن جبير بن نفير رضي الله عنه قال : ( كان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك ) حسنه ابن حجر (14) .
أُهنئكم بهذا العيد دوماً *** وأشكر فضلكم بين الأنام
فلا زلتم مدى الأزمان أنسي *** ويبقى مجدكم في كل عام
****
بالعيد وافتني تهانيك التي *** راقت ومثلك فضله لاينكر
لازلت في أمثاله تلقى الهنا *** وعليك ألوية المسرة تنشر
• توجيه الخطباء والوعاظ والأئمة .
الهدايا بين الجميع وتقديمها للأطفال خاصة ( تهادوا تحابوا )(15) ووضع هدايا مجهزة بكل مفيد وتقديمهاللزائرين .
هدايا الناس بعضهم لبعض *** تولّد في قلوبهم الوصالا
وتَزرع في الضمير هوى وودّا *** وتُلبسهم إذا حضروا جمالا
• الجود و السخاء بدون إسراف ولاتبذير .
• يحسن السعي إلى إقامة وليمة متواضعة في كل حي في يوم من أيام العيد يتعاون الجميع في إقامتها ويدعى إليها أهل الحي والجاليات المسلمة العربية وغير العربية وتقديم النافع والمفيد من كتاب وشريط ومجلة هادفة ويلحظ أن هذه الفكرة بدأت في ازدياد فلنتفاعل جميعاً في حضورها ونجاحها ومساعدة القائمين عليها وخاصة أصحاب الكلمة والتقدير في الأحياء .
• إقامة أمسيات أدبية ولقاءات على مستوى الأحياء والأسر وغيرها .
• إقامة لقاء للأطفال تتخلله برامج هادفة وألعاب ترفيهية على مستوى الأسرة والعائلة والحي بل على مستوى المدينة حيث إن بعض الآباء يتعب في البحث عن أماكن الترفيه المفيدة والنافعة أو أقل الأحوال خالية من المحرمات .
• إقامة لقاءات نسائية هادفة تتخللها برامج مفيدة ونافعة على مستوى الأسرة والعائلة وهذه اللقاءات يقوم عليها بعض الأفراد من العائلة أو الحي بحيث يحدد الزمان والمكان ويشترك الجميع في تحصيل المبلغ المالي لإقامتها ويكون الإعداد لها وإبلاغ الناس مسبقاً.
• إقامة المخيمات الدعوية المفيدة ذات البرامج المشوقة والمنوعة .
• زيارة المرضى في المستشفيات والأيتام في دور الملاحظة والتربية ورعاية الأيتام وتقديم الهدايا لهم وإدخال السرور عليهم وحبّذا أن يكون ذلك من ضمن برامج المكتبات وحلق تحفيظ القرآن واختيار الطلاب الكبار خاصة في زيارة الدور تلافياً لأخطاء الزيارة وحتى يحسن التعامل معهم .
• ذهاب البعض لأداء العمرة لمن لم يتسن له الذهاب في رمضان وذلك بعد مشاركة الأهل في اليوم الأول أو الثاني من أيام العيد ومما لا ينبغي - استحساناً لاشرعاً- الذهاب في اليوم الأول وعدم مشاركتهم .
• زيارة العلماء والدعاة والقضاة وطلبة العلم ومعايدتهم والاستفادة منهم مع مراعاة أوقات زيارتهم حفظاً لأوقاتهم ومراعاة لأعمالهم .
• فرصة لذوي الجاه والمكانة والكلمة المسموعة للسعي في الإصلاح بين الناس وفرصة للمتهاجرين للتواصل قال : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليصل رحمه ) وقال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) رواهماالبخاري .
ياأيها الناس : نريد مجتمعاً تسوده الشفقة والعاطفة والرحمة ، نريد من المتهاجرين صفحة جديدة وبداية سعيدة ونسياناً لذلك الركام الهائل من الأخطاء والمشكلات والانتصار للنفس ، نريد تجافياً عن الزلات وتعافياً عن الهفوات وإقالة للعثرات ومن كانت حاله كذلك فلن يعدم الأجر الكثير والذكر الجميل والشكر الجزيل ، لايكن للشيطان نصيب منا في قطيعة الأرحام والتناحر بين الجيران ونقص الإيمان فيفرح ويطرب ويغضب الرب ، نعيش حياة مكدرة مع ضيق في الصدر على ألا ثمرة من الهجر البته لا في الدنيا ولافي الآخرة فلا نكن لعبة للشيطان من الإنس والجان ياأهل العقل والإيمان .
فهيا معشر المسلمين إلى التلاحم والصفاء ، هلموا إلى هجر القطيعة وترك الضغينة وركن الإخاء والنقاء .. هلموا إلى سلامة الصدر وطهارة القلب .. فإنها من أفضل الأخلاق روعة وحسناً وأدعاها إلى ثبات الود والصفاء ودوام العهد على الوفاء ، سلامة في العواقب وزيادة في المناقب ..
راحة في البال وأنس في الحال ، انشراح في الصدر وطيب في العيش وفوق ذلك كله تُدخل صاحبها الجنة بإذن صاحب المنة ولذا كانت قليلة في الناس ،عظيمة عندالله { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .. فأين المتهاجرون إذا أراد الناس الإصلاح بينهم أو أراد واحد منهم الإصلاح كان الطرف الآخر رافضاً كل المحاولات ، راداً كل الأطراف حتى أصحاب العلم والفضل وكبار السن ، يظن أن الصلح هزيمة ومذلة وللآخر انتصار وعزة ونسي قول رسول الله : ( مازاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) (16) . وقول الله : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) فالأجر الأجر رحمك الله ويقول : ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) (17) وقال : ( من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله بكرامته ) (18) وقال : ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ،فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : أنظروا هذين حنى يصطلحا ) (19) وقال : ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) (20) فكيف بالمتهاجرين سنوات وربما يفرقهم الموت وهم متهاجرون فكيف الجواب عن ماحرم الله يوم العرض على الله .
ينبغي على كل واحد من المتهاجرين أن يكون لسان حاله : ياهذا لاتفرط في شتمنا ولاتغرق في هجرنا وأبق ودع وخل للصلح موضعاً فإنا لانكافيء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .
يا أهل الإيمان والقرآن : هل يُعقل أن نرى أباً وابنه أو أخاً وأخاه متهاجرين عشرات السنين لولا أن الأعين تراه والواقع يحكيه لما صدّقناه وقبلناه ، يتحاكمون إلى القضاء الشهور والسنين بل الطامة كل الطامة أن يكون ذلك على سبب يسير و أمر حقير من متاع الدنيا فتذهب أُخوة الدين ولُحمة الرحم والنسب فتصغى وترعى الآذان لكلام نساء وأطفال وواشون ثم يشعلها الشيطان فتكون حطاماً وناراً ومن المستفيد ؟
إنه الشيطان وحزب الشيطان فأين العقول وطهارة القلوب وسلامة الصدور ؟ أين الإيمان والقرآن ؟
قال : ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) رواه مسلم .
أيهجر مسلم فينا أخاه *** سنيناً لايمد له يمينه
أيهجره لأجل حطام دنيا *** أيهجره على نتف لعينه
ألا أين السماحة والتآخي *** وأين عرى أُخوتنا المتينه
بنينا بالمحبة مابنينا *** وماباع امرئ بالهجر دينه
علام نسد أبواب التآخي *** ونسكن قاع أحقاد دفينه
****
فيم التقاطع والإيمان يجمعنا *** قم نغسل القلب مما فيه من وضر
واعلم أن الهجر يزول بالسلام والكلام وزوال الوحشة والشحناء وأما التصالح للسمعة والرياء أو مجاملة وإرضاء للآخرين والقلوب ماتزال فلايفيد (21) .
وقد ينبت المرعى على دِمْن الثرى *** وتبقى حزازات النفوس كماهيا
ياأيها الناس : لماذا النصر حليف الشيطان في كثير من المشكلات والصلح قليل ؟ ماالسبب وماالأمر!؟
وعلى المصلحين ولجان الإصلاح أن يبذلوا مافي وسعهم وألا يملوا وييأسوا والصلح يحتاج إلى وقت ومال ونفَس طويل وتحايل وذكاء بل إن الكذب جائز في الصلح ومن أكثر قرع الباب ولج والدعاء الدعاء ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً { إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِقِ اللهُ بَيْنَهُمَا }(22) قال :
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا بلى . قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هو الحالقة لاأقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) رواه الترمذي .
جرى بين أخ وإخوانه جفوة وفرقة وعتاب فكتب إليه :
من اليوم تعارفنا *** ونطوي ماجرى منّا
فلاكان ولاصار *** ولاقلتم ولاقلنا
وإن كان ولابد *** من العتاب فبالحسنى
ثم أبى إلا أن يزيد فرحه بلقاء إخوانه وإزالة شبح القطيعة فقال :
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى *** ولاسمع الواشي بذاك ولادرى
لقد طال شرح القيل والقال بيننا *** وحتى كأنّ العهد لم يتغيرا
تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا *** وماطال ذاك الشرح إلا ليقصرا
من اليوم تاريخ المحبة بيننا *** عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى
أيها المسلمون : كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ولاتنسوا صيام الستة من شوال ولنتعاون جميعاً أفراداً وجماعات ، صغاراً وكباراً ، ذكوراً وإناثاً ، ملتزمين أوغيرملتزمين كما يقال على الصيام فقد قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) (23) فلاتحرموا أنفسكم الأجر واعلموا أن مايسميه بعض العوام بعيد الأبرار أو يوم الأبرار وهو اليوم الثامن من شوال لمن صام الست متتابعات فهذه تسمية ليس عليها دليل ومن المحدثات في الدين ولايشترط في صيامها التتابع والأفضل البدار مادامت النفس متعودة على الصيام .
تهاني العيد أُزجيها معطرة *** بصدر حب شديد الشوق مغموري
من خافق خافق دوماً يحبكم *** بشوق قلبي وأحلامي وترنيمي
لنرفع الأصوات بالتكبير ولنلبس من الثياب كل جديد ولنرسل التهاني لكل قريب وعزيز وجاروحبيب ، لنظهر الأفراح ولنترك الأتراح ، لنغدو في الصباح معلنين الصفاء لتتآلف الأرواح .
في الأنفس الصفح في المهجة الشرح *** البذل والنفح في ليلة العيد
عيد سعيد في الكون بهجته *** يهنئ به رفيق العلا والكمالات
أعاده الله بالإقبال مبتسماً *** وكل عام وأنتم بالمسرات
أخيراً :
بالله ياناظراً خطي وسبقته *** فاستر فخير عباد الله من سترا
فإن مرّسهو فلاتعجل بسبك لي *** واسمح أُخيّ وأصلح مابه سُترا
وسل المنان أن يوصلها الآذان ويبلغها الجنان وأن يفتح لها وبها القلوب فترجع إلى علام الغيوب وأن يغرس بها الخير في قلوب العباد فيعم بها الحاضر والباد ، تجعلهم أتقياء، أنقياء ،أخفياء ،سعداء غير أشقياء بإذن رب الأرض والسماء فهو خير مسؤول ومأمول والصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه أُولي النهى والعقول .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد ..
وداعاً رمضان وداعاً شهر الخيرات والبركات وداعاً ضيف حلّ وارتحل كغمضة عين وانتباهتها وداعاً إلى أعوام عديدة وأزمنة مديدة .
رمضان ترفق دموع المحبين تدفق .. قلوبهم من ألم الفراق تشقق .. عسى من استوجب النار أن يعتق .. عسى من انقطع عن ركب المقبولين أن يلحق .. عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق .. عزم على الرحيل وبعد أيام ستحل علينا فرحة العيد وإشراقة شمس يوم جديد .
قف بالمصلى فهذا اليوم مشهود *** واسمع حديث الهدى فالقول محمود
عيد أتيت وشهر الخير منسلخ *** من بعد أن كان للقرآن ترديد
أتيت تحمل للصوام تهنئة *** ففيك جائزة الصوام ياعيد
أتيت ياعيد والأرواح مشرقة *** فللبلابل ألحان وتغريد
عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير .. الذكر والأنثى .. الغني والفقير .. لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة وفقد بعض المسلمين لذتها ورونقها وفرحتها ولذا ترى على بعض الوجوه في هذه الحقبة الزمنية وجوماً وكآبة واغتيالاً لفرحة العيد التي كان يعد لها في السابق منذ شهور ، وفي يومنا منذ أيام بل يمر على البعض كطيف من خيال ، هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد .. لايعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلاحرارة .. وابتسامة بلا روح .. بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً ، وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً ، ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور وتكبير وشكرلله على ماهدى للصيام والقيام ، وآخرحزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط والخير في الأمة مازال ولايزال فأبشروا وأملوا والفأل الفأل والله يحب الفأل .
وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... أهدي هذه الكلـمـات .
إلى من أحسن الصيام والقيام ...إلى المقصرين والمفرطين في شهر رمضان ...
إلى التائبين والتائبات ... إلى الذين سكبوا العبرات وأطلقوا الزفرات في شهر الرحمات ...
إلى الذين ينادون بفصل الدين عن الحياة والتحررمن الدليل الشرعي ...
إلى الذين ينادون بالحزبيات والطبقيات ..للمتهاجرين والمتهاجرات ..للأقارب والأرحام والجيران ..
إلى المفتونين والداعين إلى حضارة الغرب وثقافة الكفروحولهم يصفق الذباب ..
إلى طلبة العلم والدعاة والمصلحين ولجان الاصلاح ..
إلى أصحاب الصحافة والإعلام .. وأرباب القلم والتربية والتوجيه ..
إلى الذين اهتموابالمظاهر والنقوش وأهملوا تربية النفوس..
فأقول إن العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وتظهر فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية فالجميع يلبي نداء صلاة العيد والجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف ، أرواح تتفادى ورؤوس تتعانق .. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء وأخوة ووفاء ، لقاء ات تغمرها حرارة الشوق واللقاء والمحبة والنقاء .
إن هذا العيد جاء *** ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد *** مصلحاً مهدي الصفاء
إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية وعادة من عادات الأمم لايتعدى اهتمام الاسلام به في غير قضية الصلاة بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول : ( لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة .. )(1)
وأن الرسول كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة (2) وأهدى عمر رضي الله عنه للرسول جبة وقال له تجمل بها للعيد والوفود (3) وغير ذلك من السنن والمباحات .
أيها الناس : ليس الإسلام محصوراً في أركانه الخمس بل ليس محصوراً في صفحة دينية من صحيفة تتضمن قصائد هابطة ومقالات تدعو إلى التحرر من مبادئ الإسلام والتشكيك في ثوابت ومسلّمات شرعية وعقلية و العقل السليم لايعارض النقل الصحيح وأما السقيم فيجلب كل سقيم .
دنَّستْ أرضنا الحرام قرود *** ولدتها الذئاب في زي إنسي
نُرقِّع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يَبقى ولامانرقع
ياقوم ..
متى تصل العطاش إلى ارتواء *** إذا استقت البحار من الركايا
وإنّ ترفع الوضعاء يوماً *** على الرفعاء من إحدى البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي *** فقد طابت منادمـة المـنايا
ليس من هدي الإسلام أن يحافظ الإنسان على الأذكار ثم يلعب بالقيم والأخلاق .
ليس من هدي الإسلام أن يسمع الإنسان خطبة الجمعة ثم يغدو إلى الشواطئ والبحار حيث اللعب واللهو الحرام .
ليس من هدي الإسلام أن يحمل الإنسان المصحف ثم يكون منعدم الإحساس كاتم الأنفاس لقضايا المسلمين .
ليس من هدي الإسلام أن يصلي الإنسان الفجر ويقرأ القرآن ثم يسحب قدميه إلى دور الربا والتعامل بالحرام .
ليس من هدي الإسلام أن نسمع الموعظة ونقرأ العلم ثم يكون التفاضح لا التناصح .. والغيبة لا النصيحة .. ليس من هدي الإسلام أن يَسأل الإنسان عن حكم معجون الأسنان للصائم ثم لا يسأل ولايبالي بالتعاملات التجارية أهي حلال أم حرام .
ليس من هدي الإسلام أن نتعب الأقدام بالقيام والأبدان بالصيام في رمضان ثم في العيد نتحرر من كل حرام .. ليس من هدي الإسلام يا أمة الله أن تصلي القيام بالمسجد الحرام وغيره ثم تذهبي إلى الأسواق متعطرة متبرجة .. ليس من هدي الإسلام أن تخرجي إلى صلاة العيد امتثالاً لأمر الله ثم تعصينه في الخروج متزينة بأتم زينة .. الإسلام روح متكاملة ، روح وحياة ، عقيدة واستعلاء وجهاد سلوك وسياسة وتعامل وأخلاق ، ثقافة وإعلام وثوابت وقيم .. الإسلام هوكل شئ في حياتنا ..
نقل المسلمون للعالم كله الإسلام بشموليته فحركوا القلوب وأثروا في النفوس فدخل الناس في دين الله أفواجا .
هكذا الإسلام ياأهل الإسلام .. هكذا الإسلام يادعاة التحرير .. هكذا الإسلام ياشباب الإسلام ..
هكذا كان المسلمون وهكذا ينبغي أن نكون مع أنه أساء بعض المسلمين إلى الإسلام بسوء أقوالهم وأفعالهم ، فشوّهوا صورة الإسلام في الداخل والخارج وصدوا الكفار عن الإسلام وضيقوا الدعوة إلى الإسلام لكن المستقبل والنصر لهذا الدين والشرف لمن أتى خادماً لهذا الدين .
إني أُبَشّرُ هذا الكون أجمعه *** أنّا صحونا وسرنا للعلا عجبا
بفتية طهّر القرآن أنفسهم *** كالأُسد تزأر في غاباتها غضبا
عافوا حياة الخنا والرجس فاغتسلوا *** في توبة لاترى في صفهم جُنبا
و العجب كل العجب والأسف كل الأسف بل المصيبة العظمى أن يأتي من بني قومنا ومن يتكلم بلغتنا فيكون داعياً بقلمه ولسانه وفيـه بحجج واهية وأساليب ملتوية إلى مواكبة حضارة الكفر وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله ، ويظهر الإسلام في صورة العاجز عن مواجهة المشكلات والتمشي مع حضارة العصر أو أنه شيء قديم تراثي ، يريد أن ينتزع الإسلام من قلوب الرجال والنساء فيعيدهم إلى أرذل الحياة بلا دين ولا إيمان ، إسلام بلا إسلام مع أن جمعاً من الكفار يدخلون الإسلام أفواجاً والبعض منهم يخرج لقتال المسلمين في صف الكفار ثم يسلم ويكون في صف المسلمين بل إن أنظمة الكفر تقر تارة على حياء وأخرى على الملأ بأن الإسلام به صلاح الأفراد والمجتمعات فياليت قومي يعلمون فيفيقون ويتنبهون ويتيقظون ويتعظون وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ..!
يقيناً وقطعاً وجزماً بلا شك ولامرية أنه لاصلاح للأفراد والمجتمعات إلا بالإسلام فمن سيكون السبب في ذهاب الإسلام وفساد الدين والقيم والمجتمعات ؟
وما نتاج بني الإلحاد مفخرة *** وإنما الفخر فيما وافق الدين
أنا مسلم وأقولها ملء الورى *** وعقيدتي نور الحياة وسؤدد
سلمان فيها مثل عمرو لاترى *** جنساً على جنس يفوق بمحتد
وبلال بالإسلام يشمخ عزة *** ويدكُّ تيجان العنيد الملحد
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرة أقوى وألف مهنّد
لله أسعى خاضعاً ومجاهداً *** ولغير ربي جبهتي لم تسجد
سنعيد للدنيا صباحاً مشرقاً *** ونضئ أنواراً بشرع محمد
ونعيد أمجاد الجدود وعزة *** شماء تسمو فوق هام الفرقد
ونقولها الله أكبر حسبنا *** وبمنهج الله المهيمن نقتدي
بالشرق أو بالغرب لست بمقتدي *** أنا قدوتي ماعشت شرع محمد
حاشاي يطويني سراب خادع *** ومعي كتاب الله يسطع في يدي
روح الحياة ونورها وجمالها *** من حاد عنه ففي ظلام سرمدي
أنا لست ممسوخ الدماغ مُكبَّلا *** فأضيع في حلك الوجود الأسود
ثم تأتي ثلة أخرى تزيد الطين بلة بحكايات وأعياد وخرافات ،ضعف بعض الناس عن امتثال أمر الله فكلفوهم بمالم يأمر به الله وفوق أمر الله ( ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ) (4) .
ياأيها الناس : أيُعقل أن نحتفل بميلاد رسول الله ولم يحتفل به صحابته الكرام ..
أيُعقل أن يرقص فيه الدجالون والخرافيون وينشدون وتتساقط عمائمهم كما تتساقط مبادئهم ..
أحسبتَ ديني سبحة وعمامة *** وقصائداً أطري بها المختارا
كلا فديني دعوة أبدية *** قد أنبتت في العالمين منارا
رُكزت بصحراء الحنيف وأُرضعت *** بدماء من قد بايعوا المختارا
ياأيها الناس : أيُعقل أن يحتفل الواحد بميلاده وقد قصّر في طاعة ربه وموجده أيّ مولد وأيّ حياة يفتخر ويفرح بها المرء .. { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلَنْالَهُ نُورَاً يَمْشِي بِهِ في النّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ في الظُلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارجٍ مِنْهَا } .
أيُعقل أن نحتفل بتنظيف وتشييد المساجد وهي شبه خالية في صلاة الفجر والظهر من المصلين في أيام العيد بعد أن اكتضت بهم في رمضان .
أيُعقل أن نهتم بغرس الأشجار ونهمل في القلوب غرس الإيمان بوحي القرآن ياأهل القرآن ..
أيُعقل أن نعتني بتنظيف الطرقات والمنتزهات وفي القلوب أدواء وأمراض وأوباء ..
وبعد هذا كله فقد تلمست أسباباً لحال الناس في العيد وعدم التفاعل فيه واجتهدت في وضع العلاج والمقترحات تاركاً الموضوع لكل من يستطيع أن يفيد فيه بشيء من التفصيل وعلى الله قصد السبيل وبالبحث عن الأسباب نجد العلاج وبضدها تتبين الأشياء ولاشك أن الأسباب والمظاهر التي تضمنتها هذه الرسالة لا تتمثل إلا في شرائح من المجتمع معدودة وفئة قليلة من الأمة .
كلمات أخاطب بها الأمة جمعاً حيث إن مسئولية الإصلاح قاسم مشترك بين أفراد الأمة والعيد للأمة وحتى لا يتسع الداء ويموت الجسد وتغرق السفينة مع شي من الاستطراد والإطالة في مواضع منها لمسيس الحاجة وصعوبة فردها برسالة ، اغتناماً وانتهازاً للفرص .. لالحشد المعلومات وملئ الأوراق اجتهدت فيها زمناً وهي تختلف باختلاف الأشخاص و الأماكن والأزمان قلة وكثرة ..
وإلا فالوعي والخير والتآزر والأخوة والمحبة والتصافح والإقبال على الله والتمسك بشرع الله وقوافل التائبين في كثرة وازدياد وكل ذلك يُلمس ويشاهد في أمتنا الغراء شبابها وشيبها ، رجالها ونسائها رغم تكالب أعدائها وشدة الوطأ عليها وكثرة مصابها وجرحها الغائر وتتابع الفتن عليها فلايظن قارئها أن النظرة نظرة سوداوية قاتمة فنهلك ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ومع الفال لابد من بذل الأعمال والاعتراف بواقعنا وحجم مشكلاته دون تهويل أو تهوين و قد عرفتم الداء فها هي الأسباب .. وفي العيد ملل .. فما الخلل ..؟
• اعتباره عادة من العادات الاجتماعية عند البعض .
• التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه .
السهر ليلة العيد وعكوف البعض على القنوات الفضائية مما يؤدي إلى النوم في النهار والسهر في الليل أيام العيد ولذا تجد البعض ينام النهار ويستيقظ الليل والآخر العكس فلا تكاد تعرف وقتاً مناسباً يُزار فيه الناس , فكان سبباً تذرّع به البعض في عدم التزاور والبعض ذهب لآخرين فوجدهم نائمين فكلّ وملّ وربما حنّ للذيذ النوم فكان من اللاحقين وهكذا الداء يسري والعلة تفري وتضيع فرحة العيد .
• الترف و الإفراط في الترفيه طوال العام حيث كان في السابق للعيد نعل وثوب جديدان يُدخلان على المرء فرحة العيد .
• التفكك الأسري المتمثل في قطيعة الأرحام ويتبعه قطيعة الجيران .
• الحساسية الزائدة عند البعض في التعامل مع الآخرين مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس خشية بعض الإحراجات ومعرفة أمورهم الخاصة والعامة .
• كثرة الأعياد البدعية حيث أصبح البعض كل وقت وكل شهر في عيد فزاحمت البدع السنن ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لاينقص من أوزارهم شيئاً .
• ضعف دور الأئمة و الخطباء في التذكير في هذا الجانب .
• ضعف الإيمان يبلّد الجنان وينتج عنه ما يلي :
أ _ تعود المعصية بلا شعور بألمها وقد يتلذذ بها .
ب _ لا فرق بين رمضان و غيره من الشهور في نظر البعض .
ج _ فقد الإحساس بكون العيد شعيرة ذات معان اختص بها المسلمون .
• _ ضعف المؤسسات الدعوية في المشاركة في هذه الشعيرة بما يناسبها كمكاتب الدعوة والمندوبيات وغيرها وغيابها في بعض الأماكن .
• الفهم الخاطئ لمعنى العيد .
• كثرة الأشغال والأعمال وتغير مجرى الحياة عما كانت عليه .
الفخر والمباهاة والتكلف و الاهتمام بالمظهر مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس لعدم قدرة البعض مثلاً على لبس الغالي و النفيس وتزيين البيت بكل جديد وإعداد الولائم والموائد فأصبحت الحياة عند كثير من الأفراد والمجتعات حياة مظهرية في كل جزء من حياتهم حنىسيطرت على حياتهم سيطرة تامة بل كثير من الأنظمة والقوانين اهتمت بالظاهر ولم تهتم بتحقيق المصالح ، فجرّت المظهرية المصائب والويلات على الناس .. ديون متراكمة .. وضياع للأوقات .. وإهمال للأولويات تفكير وحيرة وإشغال للذهن .. انحراف وفتور وتنازلات في دين الله .. فخر ومباهاة وتحاسد وعجب وزحام وصخب وحياة متعبة ومعقدة .. إسراف وبذخ وترف وتميع ..كبر وغرور وحب تعال على الآخرين .. فرقة وقطيعة للأقارب والجيران وخاصة النساء .. مشاكل أسرية وفقد للأصحاب بل وصل الأمربالبعض إلى الطلاق لأجل قطعة من الثياب أو اختلاف رأي بين الزوجين في أمر مظهري _ ومن العجائب والعجائب جمة أن رجلاً طلّق زوجته لاختلافهما على لون المروحة وعوداً على الآثار _ هم وغم .. تشبه بالكفار والفساق .. تشبه للرجال بالنساء والنساء بالرجال والعجب كل العجب مانرى ونسمع من استخدام بعض الشباب الذكور لا الإناث أدوات تبييض البشرة وتلميع الجسد وصبغ الشعور تقليداً وبحثاً عن الجمال وتنافساً فيه وتغطية للنقص وستراً للعيوب ولفتاً للأنظار وتذمراً من البشرة السمراء .
لا يُزري السواد بالرجل الشهم *** ولابالفتى الأديب الأريب
إن يكن للسواد فيك نصيب *** فبياض الأخلاق منك نصيب
ركض وراء حضارة الكفر و أمور متشابهات ومسائل يجتمع لها العلماء ، تكلف في التعامل بين الأفراد وتأخر وعزوف عن الزواج ، غلاء في الأسعار واحتكار في السلع ، نهب للأموال ولعب بعقول الصبيان والشباب والنساء الباحثين عن كل جديد بل ارتكاب للمكروهات والمحرمات وانشغال عن الطاعات وبحث عن رخص العلماء لأجل البحث عن الجمال وحسن الوجه والهندام والمركب والمظاهر والأشكال بل وللأسف أصبحت اللحية عند البعض تشكل عائقاً من عوائق جمال الوجه وحسن المنظر فتارة تحلق وتارة تقصّر وتارة تنتف وللناس فيها فن واحتراف وخشية أن يقال ملتزم كما يقال فتزهد فيه النساء ويتركه الأصحاب فيتساهل في سنة سيد المرسلين وهي واجبة من الواجبات ، هيبة وجمال وزينة الرجال وفي الحديث ( سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب )(5) ولولا خشيت الإطالة لذكرت من الأمثلة الكثير والكثير واللبيب بالإشارة يفهم وكل أدرى بأوان منزله وحياته بل وللأسف انتقل داء المظهرية حتى للعقلاء والفضلاء الذين عندهم من الأهداف السامية والغايات النبيلة والأعمال الجليلة مايشغلهم عن تتبع تلك الأمور لكن الوسطية مطلب في جميع الأمور لاإفراط ولاتفريط والله جميل يحب الجمال بدون سفه ولاطيش ولا تبذير ولا ارتكاب لمحرم ومحظور والمقصد في كثير من الوسائل أن تؤدي المقصود على أحسن وجه كل بحسب قدراته وأحواله وظروفه المحيطة به (6) وكثير من الناس غلّب جانب المظهرية والمباهاة ولفت الأنظار على حسن أداء الوسيلة وجودتها بل على كثير من الأولويات ، فأين العقول ياأهل العقول .
أيعقل أن نتحرى النقوش ونهمل تربية النفوس ، فتحنا الأبواب والصدور وهيئنا الولائم لأصحاب المناصب والألقاب وللأثرياء والأغنياء وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء ..
وفي الحديث الصحيح ( إن الله لاينظر إلى صوركم و أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )(7) وقال : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم )( .
إخوتي وأحبتي : ماأجمل الحياة البسيطة والسهلة اليسيرة ...
ماأجمل الحياة بدون تكلف ولامظهرية زائدة جوفاء ...
ما أجمل الحياة بدون ذلك الركام الهائل الذي تجره المظهرية على الأفرادوالمجتمعات ...
ومن أسباب ضعف فرحة العيد ومظاهره :
• ترك بعض العادات والتقاليد الطيبة في العيد غير المخالفة للشرع .
• عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد .
• التقاطع والتدابر والحسد ولّد ضعفاً في الأخوة والمحبة وتفاقم الجفاء ومن ثم انعكس ذلك على تلك الشعيرة .
• ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس والله المستعان .
• أصبحت الروابط في بعض المجتمعات مادية و مصلحية بحتة خالية من المودة والشفقة والعاطفة والأخوة الحقة بل أصبح شغلهم الشاغل السعي وراء المال حتى في أول يوم من أيام العيد حيث إننا نجد كثيراً من المتاجر مفتوحة على خلاف سنوات مضت لاتكاد تجدها مفتوحة بل إن الناس كانوا قديماً يدّخرون الخبز وكثيراً من المأكولات لأيام العيد .
• عدم المبالاة بالآخرين ومشاركة الناس في أفراحهم .
• السفر للخارج للنزهة أو هروباً من اللقاءات الأسرية أو نتيجة لضعف فرحة العيد في بلده
• كثرة الملاهي المحرمة وإن كان يتتخللها فرح لكن يعقبه ضيق وحسرة وكدر .
• عدم التجديد في نمط العيد .
• عدم توجيه بعض الأباء للأسرة والأبناء .
• اعتقاد البعض بأنه قد امتنع عن بعض المحرمات في رمضان فيعوّض عن مافات أو بمعنى آخر يمتع نفسه بعد أن منعها من كثير من الأشياء ويوجد التبريرات لنفسه حتى تولّد عند البعض الشعور بأن ارتكاب بعض المحرمات أمر يتساهل فيه في العيد ويختلف الناس في ذلك فالبعض ينزل درجة عما كان عليه في رمضان والبعض درجات ولذا تجد من الناس عندما يرتكب شيئاً من المحرمات أو التقصير في بعض الواجبات أو اقتراف شيء من المكروهات فتناصحه فيتعجب ويتذمر ويجيب ( بأن الأيام أيام عيد وفرح فلا تشدد على الناس .. ) وحاله : { كَالتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْد قُوَةٍ
أَنْكَاثاً } .
معشر الأخوة والبنين عرفتم الداء والأسباب وإليكم الدواء .. وقد تقدم الخلل .. فما العمل .؟
• التربية الإيمانية الصادقة مضمونة ثابتة أكيدة لكنها طويلة شاقة تحتاج إلى جهود متظافرة ومن ذلك :
أ _ إرجاع الناس إلى دين الله وتعليق القلوب بالله ولن يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به أولها .
ب _ السعي إلى تصفية القلوب وتنقيتها وتزكيتها وصدق الله { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } وصدق المصدوق ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) رواه البخاري .
• استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات .
• إدخال الفرح والسرور على الأطفال وإشعارهم بعظم أيام العيد .
• تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة .
• الاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات فيما بينهم واصطحاب الأولاد في ذلك لأجل ربطهم بأقاربهم والتعرف عليهم وهذا أمر يتساهل فيه كثير من الآباء فإذا توفي انقطع الأولاد عن الأقارب ولم يعرف لهم ذكر .
• إحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد :
أ_ إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين .
ب_ التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام ويكون في البيوت والمساجد والطرق والأسواق وفي الحديث ( زيّنوا أعيادكم بالتكبير )(9) وكان ابن عمر يكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام (10) ..
والتكبير من أظهر الشعائر في العيد { وَلِتُكَبّرُوا الله عَلَى مَاهَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تـِشْكُرُونْ } لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام ، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب .
ياأيها الجيل جاء العيد فانطرحوا *** لله شكراً ويا أهل الغنى جودوا
فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء لكن البعض قصر فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر ، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس فمابين ميت وآخر على فراش الموت وثالث مشغول بدنياه وآخر في الأندية و المنتزهات والاستراحات وخامس غارق في الأسواق بالمعاكسات والمطاردات وثلة أخرى غارقة في شرب المسكر والمخدرات والناس في النهار صيام وفي الليل قيام وآحسرتاه .. وآسفاه .. بل الأدهى والأطم أن نرى بعض تلك الصور وهي قلة من الشباب والفتيات حول حرم الله من ضيوف الله والآباء والأمهات ساجدين لله أيعقل هذا !
فائدة : قال بعض المفسرين : والشكر يكون بالقول كالتكبير الذي يتضمن الحمد والشكر ويكون بالفعل كزكاة الفطر ولبس أحسن الثياب (11) .
ج_ أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول كما في صحيح البخاري .
د _ الخروج إلى المصلى مشياً وردعن عثمان قال : ( من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً ) رواه الترمذي .
هـ_ الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول كما في صحيح البخاري .
و _ خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى .
ز _ الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب .
ح_ السواك ورد عن عثمان أنه قال ( إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة )(12) ولعموم أدلة السواك .
تنبيه : إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فإذا صلى العيد سقطت عنه الجمعة ويصليها ظهراً وهو الأصح ورجحه الشيخان ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله .
خطأ : تخصيص يوم العيد بعد الصلاة بزيارة الأموات واعتقاد فضيلة ذلك وكل ماورد في تخصيص يوم أو وقت معين في زيارة الأموات فهو غير صحيح بل بدعة .
فائدة :إذا دخل الإنسان مصلى العيد فلا يصلي تحية المسجد لأنه ليس بمسجد ورجحه الشيخ ابن باز رحمه الله.
• السعي في إزالة الحزبية والطبقية بين أفراد المجتمع المسلم وإشاعة الأخوة الإيمانية { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ..} للتعارف لاللتفاخر ، للتقارب لاللتنابذ ، للتآلف لاللتنابز {َ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ولنتعاون جميعاً معشر المسلمين أفرادا ًوجماعات على أي ثغرة كنا وفي أي مكان كنا على إزالتها فهي آفة الآفات ومصدر النزاعات ورأس المشكلات ومفرقة الجماعات ، صفة مقيتة وسجية غير حميدة وطبيعة مذمومة وجائحة عظيمة ونعرة جاهلية ، نقص عقلي وتخلف حضاري وإن كان صاحبها من أصح الأصحاء وأنبل النبلاء وأعقل العقلاء ومن المفكرين والأدباء فكيف بمن دون ذلك ، بقعة سوداء في الثوب الأبيض بل إنها كانت سبباً في كثير من المشكلات ، انحراف في صفوف الشباب والفتيات والوقوع في العلاقات المحرمة بل أدى الأمر إلى القتل والتحرش والاعتداءات ، تعصب وتحزب وافتخار ..
سب وتنقص وسخرية وازدراء وشتم وتنابز بالألقاب .. دعاوى في المحاكم كيدية و باطلة .. فرقة وشحناء وتباغض وخلاف واتهام في الأعراض .. بل إنها تشكّل عند البعض ميزاناً ومقياساً في صحبته وعلاقاته الاجتماعية والحياة العملية والميدانية فولّدت حساسية في التعامل .
إن الحزبية والأعراف قُدِّمت عند البعض على كثير من المصالح بل على كثير من أمور الشرع حتى عند العقلاء فعظم الخطب وحلّ البلاء ، أصبحت المقياس الأكبر في كثير من الأمور بل إنها عُظّمت وكأنها مسلّمات أو وحي من السماء وآي القرآن ومن يجرؤ على النقاش ويخالف العادات فالويل ثم الويل والله المستعان ،هذه حقيقة بعض المسلمين ولنكن صرحاء ، ففي الصراحة تكمن الراحة ويصل الدواء إلى الداء بإذن الله إذا حسنت النيات ، البعض منّا ينكرها في الظاهر ويقرها في الباطن والبعض يظهرها وأقل القليل ينكرها باطناً وظاهراً ( دعوها فإنها منتنة )(13) كلكم لآدم وآدم من تراب والجزاء بالأعمال لا الأنساب ، لانتبع ماوجدنا عليه آبائنا بل نتبع ماوجدنا عليه رسولنا مع أن الجميع ولله الحمد يلحظ التحرر من كثير مما تقدم في طبقة المثقفين والمتعلمين ، فلنتعاون جميعاً معشر الجيل ،فالمعوّل عليكم بعد الله في صلاح الأجيال والأحوال فلابد من إزالة الحواجز وتجاوزها والعيش في ضلال قول الله { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } الرابط الإسلام لاسواه والتقوى هي المعيار لا الأنساب ولتسنوا سنة حسنة في الأمة وليحدّث عنكم التاريخ وتذكركم الأجيال ولكن شيئاً فشيئاً بحكمة وروية وفطنة وعلم حتى يزول الأمر ولانستغني عن العلماء وأرباب القلم والتوجيه .
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا *** عذب تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يؤلف بيننا *** دين أقمناه مقام الوالد
عفوا إخوتي وأحبتي : ماقصدت جرح المشاعر ولاتكدير الخواطر ولا إظهار المعايب ولا اتهام العقول والضمائر، لكنها الأخوة الحقة والمحبة الصادقة والنصيحة في الله والحرقة في النفس ولسان الحال والمقال : { إِنْ أُرِيْدُ إِلا الإِصْلاحَ مَااسْتَطَعتُ وَمَاتَوفيقي إِلا بالله عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَإِليهِ أُنِيْب }
ياأمتي منك أبكِ حيناً وأبكيك حينا *** وبناريك حـرّق الدهـر نفسي
وعوداً إلى العلاج ومنه :
• تفقد أحوال الفقراء والمساكين وزيارتهم وسد حاجتهم لكي يشاركوا الناس بثوب العيد وحلوى العيد .
يُسر بالعيد أقوام لهم سعة *** من الثراء وأما المقترون فلا
• التجديد وإيجاد البديل لكل رذيل وكل يفكر حسب استطاعته ومحيطه .
• التواصل والتزاور بين الأقارب والجيران .
• سعي وسائل الإعلام بما هو مشروع وصالح .
• ترتيب إجازة العيدين بين موظفي الدولة حتى يستمتع الجميع بمشاركة أهليهم وذويهم في هذه المناسبة .
• التفرغ النسبي أيام العيد للزيارات واللقاءات .
• التواضع خلق يجب الاهتمام به فمن تواضع لله رفعه فاحرص على أن تبدأ الناس بتهنئتهم ولا تنتظر أن يهنئوك كما يفعل البعض فالزيارة والاتصال الهاتفي ورسائل الجوال وسائل لتبادل التهاني والتهنئة واردة عن كثير من السلف رحمهم الله وأجازها الشيخان ابن باز وابن العثيمين عليهم سوابغ الرحمة والغفران وعن جبير بن نفير رضي الله عنه قال : ( كان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك ) حسنه ابن حجر (14) .
أُهنئكم بهذا العيد دوماً *** وأشكر فضلكم بين الأنام
فلا زلتم مدى الأزمان أنسي *** ويبقى مجدكم في كل عام
****
بالعيد وافتني تهانيك التي *** راقت ومثلك فضله لاينكر
لازلت في أمثاله تلقى الهنا *** وعليك ألوية المسرة تنشر
• توجيه الخطباء والوعاظ والأئمة .
الهدايا بين الجميع وتقديمها للأطفال خاصة ( تهادوا تحابوا )(15) ووضع هدايا مجهزة بكل مفيد وتقديمهاللزائرين .
هدايا الناس بعضهم لبعض *** تولّد في قلوبهم الوصالا
وتَزرع في الضمير هوى وودّا *** وتُلبسهم إذا حضروا جمالا
• الجود و السخاء بدون إسراف ولاتبذير .
• يحسن السعي إلى إقامة وليمة متواضعة في كل حي في يوم من أيام العيد يتعاون الجميع في إقامتها ويدعى إليها أهل الحي والجاليات المسلمة العربية وغير العربية وتقديم النافع والمفيد من كتاب وشريط ومجلة هادفة ويلحظ أن هذه الفكرة بدأت في ازدياد فلنتفاعل جميعاً في حضورها ونجاحها ومساعدة القائمين عليها وخاصة أصحاب الكلمة والتقدير في الأحياء .
• إقامة أمسيات أدبية ولقاءات على مستوى الأحياء والأسر وغيرها .
• إقامة لقاء للأطفال تتخلله برامج هادفة وألعاب ترفيهية على مستوى الأسرة والعائلة والحي بل على مستوى المدينة حيث إن بعض الآباء يتعب في البحث عن أماكن الترفيه المفيدة والنافعة أو أقل الأحوال خالية من المحرمات .
• إقامة لقاءات نسائية هادفة تتخللها برامج مفيدة ونافعة على مستوى الأسرة والعائلة وهذه اللقاءات يقوم عليها بعض الأفراد من العائلة أو الحي بحيث يحدد الزمان والمكان ويشترك الجميع في تحصيل المبلغ المالي لإقامتها ويكون الإعداد لها وإبلاغ الناس مسبقاً.
• إقامة المخيمات الدعوية المفيدة ذات البرامج المشوقة والمنوعة .
• زيارة المرضى في المستشفيات والأيتام في دور الملاحظة والتربية ورعاية الأيتام وتقديم الهدايا لهم وإدخال السرور عليهم وحبّذا أن يكون ذلك من ضمن برامج المكتبات وحلق تحفيظ القرآن واختيار الطلاب الكبار خاصة في زيارة الدور تلافياً لأخطاء الزيارة وحتى يحسن التعامل معهم .
• ذهاب البعض لأداء العمرة لمن لم يتسن له الذهاب في رمضان وذلك بعد مشاركة الأهل في اليوم الأول أو الثاني من أيام العيد ومما لا ينبغي - استحساناً لاشرعاً- الذهاب في اليوم الأول وعدم مشاركتهم .
• زيارة العلماء والدعاة والقضاة وطلبة العلم ومعايدتهم والاستفادة منهم مع مراعاة أوقات زيارتهم حفظاً لأوقاتهم ومراعاة لأعمالهم .
• فرصة لذوي الجاه والمكانة والكلمة المسموعة للسعي في الإصلاح بين الناس وفرصة للمتهاجرين للتواصل قال : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليصل رحمه ) وقال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) رواهماالبخاري .
ياأيها الناس : نريد مجتمعاً تسوده الشفقة والعاطفة والرحمة ، نريد من المتهاجرين صفحة جديدة وبداية سعيدة ونسياناً لذلك الركام الهائل من الأخطاء والمشكلات والانتصار للنفس ، نريد تجافياً عن الزلات وتعافياً عن الهفوات وإقالة للعثرات ومن كانت حاله كذلك فلن يعدم الأجر الكثير والذكر الجميل والشكر الجزيل ، لايكن للشيطان نصيب منا في قطيعة الأرحام والتناحر بين الجيران ونقص الإيمان فيفرح ويطرب ويغضب الرب ، نعيش حياة مكدرة مع ضيق في الصدر على ألا ثمرة من الهجر البته لا في الدنيا ولافي الآخرة فلا نكن لعبة للشيطان من الإنس والجان ياأهل العقل والإيمان .
فهيا معشر المسلمين إلى التلاحم والصفاء ، هلموا إلى هجر القطيعة وترك الضغينة وركن الإخاء والنقاء .. هلموا إلى سلامة الصدر وطهارة القلب .. فإنها من أفضل الأخلاق روعة وحسناً وأدعاها إلى ثبات الود والصفاء ودوام العهد على الوفاء ، سلامة في العواقب وزيادة في المناقب ..
راحة في البال وأنس في الحال ، انشراح في الصدر وطيب في العيش وفوق ذلك كله تُدخل صاحبها الجنة بإذن صاحب المنة ولذا كانت قليلة في الناس ،عظيمة عندالله { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .. فأين المتهاجرون إذا أراد الناس الإصلاح بينهم أو أراد واحد منهم الإصلاح كان الطرف الآخر رافضاً كل المحاولات ، راداً كل الأطراف حتى أصحاب العلم والفضل وكبار السن ، يظن أن الصلح هزيمة ومذلة وللآخر انتصار وعزة ونسي قول رسول الله : ( مازاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) (16) . وقول الله : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) فالأجر الأجر رحمك الله ويقول : ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) (17) وقال : ( من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله بكرامته ) (18) وقال : ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ،فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : أنظروا هذين حنى يصطلحا ) (19) وقال : ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) (20) فكيف بالمتهاجرين سنوات وربما يفرقهم الموت وهم متهاجرون فكيف الجواب عن ماحرم الله يوم العرض على الله .
ينبغي على كل واحد من المتهاجرين أن يكون لسان حاله : ياهذا لاتفرط في شتمنا ولاتغرق في هجرنا وأبق ودع وخل للصلح موضعاً فإنا لانكافيء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .
يا أهل الإيمان والقرآن : هل يُعقل أن نرى أباً وابنه أو أخاً وأخاه متهاجرين عشرات السنين لولا أن الأعين تراه والواقع يحكيه لما صدّقناه وقبلناه ، يتحاكمون إلى القضاء الشهور والسنين بل الطامة كل الطامة أن يكون ذلك على سبب يسير و أمر حقير من متاع الدنيا فتذهب أُخوة الدين ولُحمة الرحم والنسب فتصغى وترعى الآذان لكلام نساء وأطفال وواشون ثم يشعلها الشيطان فتكون حطاماً وناراً ومن المستفيد ؟
إنه الشيطان وحزب الشيطان فأين العقول وطهارة القلوب وسلامة الصدور ؟ أين الإيمان والقرآن ؟
قال : ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) رواه مسلم .
أيهجر مسلم فينا أخاه *** سنيناً لايمد له يمينه
أيهجره لأجل حطام دنيا *** أيهجره على نتف لعينه
ألا أين السماحة والتآخي *** وأين عرى أُخوتنا المتينه
بنينا بالمحبة مابنينا *** وماباع امرئ بالهجر دينه
علام نسد أبواب التآخي *** ونسكن قاع أحقاد دفينه
****
فيم التقاطع والإيمان يجمعنا *** قم نغسل القلب مما فيه من وضر
واعلم أن الهجر يزول بالسلام والكلام وزوال الوحشة والشحناء وأما التصالح للسمعة والرياء أو مجاملة وإرضاء للآخرين والقلوب ماتزال فلايفيد (21) .
وقد ينبت المرعى على دِمْن الثرى *** وتبقى حزازات النفوس كماهيا
ياأيها الناس : لماذا النصر حليف الشيطان في كثير من المشكلات والصلح قليل ؟ ماالسبب وماالأمر!؟
وعلى المصلحين ولجان الإصلاح أن يبذلوا مافي وسعهم وألا يملوا وييأسوا والصلح يحتاج إلى وقت ومال ونفَس طويل وتحايل وذكاء بل إن الكذب جائز في الصلح ومن أكثر قرع الباب ولج والدعاء الدعاء ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً { إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِقِ اللهُ بَيْنَهُمَا }(22) قال :
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا بلى . قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هو الحالقة لاأقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) رواه الترمذي .
جرى بين أخ وإخوانه جفوة وفرقة وعتاب فكتب إليه :
من اليوم تعارفنا *** ونطوي ماجرى منّا
فلاكان ولاصار *** ولاقلتم ولاقلنا
وإن كان ولابد *** من العتاب فبالحسنى
ثم أبى إلا أن يزيد فرحه بلقاء إخوانه وإزالة شبح القطيعة فقال :
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى *** ولاسمع الواشي بذاك ولادرى
لقد طال شرح القيل والقال بيننا *** وحتى كأنّ العهد لم يتغيرا
تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا *** وماطال ذاك الشرح إلا ليقصرا
من اليوم تاريخ المحبة بيننا *** عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى
أيها المسلمون : كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ولاتنسوا صيام الستة من شوال ولنتعاون جميعاً أفراداً وجماعات ، صغاراً وكباراً ، ذكوراً وإناثاً ، ملتزمين أوغيرملتزمين كما يقال على الصيام فقد قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) (23) فلاتحرموا أنفسكم الأجر واعلموا أن مايسميه بعض العوام بعيد الأبرار أو يوم الأبرار وهو اليوم الثامن من شوال لمن صام الست متتابعات فهذه تسمية ليس عليها دليل ومن المحدثات في الدين ولايشترط في صيامها التتابع والأفضل البدار مادامت النفس متعودة على الصيام .
تهاني العيد أُزجيها معطرة *** بصدر حب شديد الشوق مغموري
من خافق خافق دوماً يحبكم *** بشوق قلبي وأحلامي وترنيمي
لنرفع الأصوات بالتكبير ولنلبس من الثياب كل جديد ولنرسل التهاني لكل قريب وعزيز وجاروحبيب ، لنظهر الأفراح ولنترك الأتراح ، لنغدو في الصباح معلنين الصفاء لتتآلف الأرواح .
في الأنفس الصفح في المهجة الشرح *** البذل والنفح في ليلة العيد
عيد سعيد في الكون بهجته *** يهنئ به رفيق العلا والكمالات
أعاده الله بالإقبال مبتسماً *** وكل عام وأنتم بالمسرات
أخيراً :
بالله ياناظراً خطي وسبقته *** فاستر فخير عباد الله من سترا
فإن مرّسهو فلاتعجل بسبك لي *** واسمح أُخيّ وأصلح مابه سُترا
وسل المنان أن يوصلها الآذان ويبلغها الجنان وأن يفتح لها وبها القلوب فترجع إلى علام الغيوب وأن يغرس بها الخير في قلوب العباد فيعم بها الحاضر والباد ، تجعلهم أتقياء، أنقياء ،أخفياء ،سعداء غير أشقياء بإذن رب الأرض والسماء فهو خير مسؤول ومأمول والصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه أُولي النهى والعقول .
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: في العيد ملل فما الخلل
25/10/10, 12:49 am
فأقول إن العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وتظهر فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية فالجميع يلبي نداء صلاة العيد والجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف ، أرواح تتفادى ورؤوس تتعانق .. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء وأخوة ووفاء ، لقاء ات تغمرها حرارة الشوق واللقاء والمحبة والنقاء .
إن هذا العيد جاء *** ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد *** مصلحاً مهدي الصفاء
اقم دولة الاسلام في قلبك تقم على ارض الواقع
مقال في القمة ما شاء الله
اختيار موفق استاذي الفاضل بورك فيك
إن هذا العيد جاء *** ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد *** مصلحاً مهدي الصفاء
اقم دولة الاسلام في قلبك تقم على ارض الواقع
مقال في القمة ما شاء الله
اختيار موفق استاذي الفاضل بورك فيك
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148155
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: في العيد ملل فما الخلل
25/10/10, 12:55 am
جزاك الله خيرا اخي اسماعيل
على الموضوع الذي يحاكي واقعنا الحالي
فقد بدأنا نحس بتلاشي فرحة العيد عاما بعد عام..
وتغيرلمظاهره ......
موضوع رائع بارك الله فيك
على الموضوع الذي يحاكي واقعنا الحالي
فقد بدأنا نحس بتلاشي فرحة العيد عاما بعد عام..
وتغيرلمظاهره ......
موضوع رائع بارك الله فيك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى