- عبدالرحمن السعوديمشرف سابق
- البلد :
عدد المساهمات : 249
نقاط تميز العضو : 114413
تاريخ التسجيل : 13/07/2009
أهمية دراسة علم النحو
16/07/09, 03:44 am
أهمية دراسة علم النحو
ومن العلوم المهمة التي ينبغي تحصيلها لارتباطها بفهم الكتاب والسنة: دراسة علم النحو، قال أهل العلم:
من العلوم التي تلزم صاحب الحديث معرفتها: معرفة النحو، لئلا يلحن، ولكي يورد الحديث على الوجه الصحيح، ويعرف أصل الكلمة واشتقاقها ومعناها، وهل هي مصدر أو فعل.
وكان ابن عمر يضرب ولده على اللحن، رواه ابن أبي شيبة بإسنادٍ جيد، أي: من الصغر يربون أولادهم على اللسان الفصيح. وقال شعبة : مثل الذي يتعلم الحديث ولا يتعلم النحو مثل البرُنس لا رأس له.
وقال بعض العلماء: اللحن في الكلام أقبح من آثار الجدري في الوجه.
وينبغي أن يصحح النطق، ويعرف الإنسان اللغة لكي يفهم الكتاب والسنة كما كان يفهمها العرب الأُوّل، كانوا لا يحتاجون إلى تفاسير لأن لغتهم صحيحة، فلما خاطبهم القرآن والسنة وقعا في قلوبهم موقعاً.
وكذلك مما ينبغي أن ينتبه إليه عدم خلط كلام العلماء المتقدم أو الألفاظ الشرعية بالمصطلحات المستحدَثة الجديدة التي حدثت بعد ذلك، افترض أن إنساناً مثلاً قال: الواجب:
ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه، والمكروه مثلاً: ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله، ثم قرأ قول الله عز وجل في الزنا والقتل وأكل مال اليتيم وفي آخر الآية: كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً [الإسراء:38] فماذا يقول؟ هذا مكروه، هذا يعني: لا يعاقَب فاعله، قال: مادام أنه مكروه.
إذاً: معرفة التفاصيل مهمة، وفهم القرآن والسنة ينبغي أن يُفهم مع الأخذ بعين الاعتبار إلى المصطلحات المتأخرة، وأنها قد لا تدخل في هذا الفهم فيخطئ الإنسان.
وكذلك فإن تعلم اللغة مهم، كما قال الحسن رحمه الله لما سئل: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويقيم بها منطقه؟ قال: نعم فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعياه توجيهها فيَهلِك، وقال الشاعر:
اللحن يُصلح مِن لسان الألكن والمرء تُعْظِمُه إذا لم يلحنِ
لحن الشريف محطة من قدره فتراه يسقط من لحان الأعينِ
وترى الدنِيَّ إذا تكلم معرباً حاز النهاية باللسان المعلِنِ
وإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيمُ الألسُنِ
قال ابن عبد البر -رحمه الله- معقباً: لو كان مهتدياً هذا الشاعر لقال:
وإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيمُ الأدين
والعلم بالنحو يسدد الفهم، فيعلم الضميرَ على أي شيء يعود؟ وأنه قد لا يُشترط أن يعود على أقرب مذكور مثلاً. وكذلك يعلم اشتقاق الكلمة فإنه مهم، ألم يأتِك خبر الذي لَمَّا جاء على تفسير قول الله عز وجل :
رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ [آل عمران:117] قال: الصِرُّ: الصراصير، ريحٌ فيها صراصير الليل.
ومن العجائب كذلك: أن بعض هؤلاء إذا قرأ نصاً يستغرب، مع أنه لو عنده شيء من الفهم الصحيح لما استغرب. وإذا تعلَّم الضمائر علم أن المسألة ليست هكذا، كما حدث لبعض الشباب قرأ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِي بصبي، فوضعه في حجره، فبال عليه) انظر إلى فهم هذا الشاب، يقول: كيف النبي صلى الله عليه وسلم يبول على الصبي؟! فهمني هذه! فهذا عليه أن يتقي الله، ويستغفر الله، هل النبي عليه الصلاة والسلام يفعل هذا؟! كيف يتبادر هذا الفهم إلى الذهن؟!
وقد حصل مثل ذلك أيضاً، أن أحدهم جزم أن حديث أبي هريرة في النزول على اليدين قبل الركبتين مقلوب، قال: قال الحاكم: إنه مقلوب، فقال له شخص: كيف تقول: إنه قال: مقلوباً، قال: أنا آتي لك بكلام الحاكم ، ففتح المستدرك وأتى على كلام الحاكم بعد هذا الحديث، ولمّا أورد الحاكم هذا قال: والقلب إلى هذا أمْيَل، يقصد بالقلب، فهمه أو فقهه في قلبه، أنه إلى حديث أبي هريرة أمْيَل، قال: لا، القلب أي: أنه مقلوب.
وكما ظن بعضهم أن الحَلْق لا يجوز قبل صلاة الجمعة، لحديث: (نهى عن الحِلَق قبل الجمعة) مع أن الحديث نهى عن الحِلَق قبل الجمعة، أي: عن التَّحَلُّق. وهكذا الأخطاء الكثيرة التي تقع في الفهم نتيجة عدم معرفة النحو واشتقاق الكلمات ومن أين جاءت.. وهكذا، ولا بد للإنسان أن يضبط، والكتاب لا يضيء إلا إذا أظلم، أي: بالتعليقات والضبط والحواشي.[/
ومن العلوم المهمة التي ينبغي تحصيلها لارتباطها بفهم الكتاب والسنة: دراسة علم النحو، قال أهل العلم:
من العلوم التي تلزم صاحب الحديث معرفتها: معرفة النحو، لئلا يلحن، ولكي يورد الحديث على الوجه الصحيح، ويعرف أصل الكلمة واشتقاقها ومعناها، وهل هي مصدر أو فعل.
وكان ابن عمر يضرب ولده على اللحن، رواه ابن أبي شيبة بإسنادٍ جيد، أي: من الصغر يربون أولادهم على اللسان الفصيح. وقال شعبة : مثل الذي يتعلم الحديث ولا يتعلم النحو مثل البرُنس لا رأس له.
وقال بعض العلماء: اللحن في الكلام أقبح من آثار الجدري في الوجه.
وينبغي أن يصحح النطق، ويعرف الإنسان اللغة لكي يفهم الكتاب والسنة كما كان يفهمها العرب الأُوّل، كانوا لا يحتاجون إلى تفاسير لأن لغتهم صحيحة، فلما خاطبهم القرآن والسنة وقعا في قلوبهم موقعاً.
وكذلك مما ينبغي أن ينتبه إليه عدم خلط كلام العلماء المتقدم أو الألفاظ الشرعية بالمصطلحات المستحدَثة الجديدة التي حدثت بعد ذلك، افترض أن إنساناً مثلاً قال: الواجب:
ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه، والمكروه مثلاً: ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله، ثم قرأ قول الله عز وجل في الزنا والقتل وأكل مال اليتيم وفي آخر الآية: كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً [الإسراء:38] فماذا يقول؟ هذا مكروه، هذا يعني: لا يعاقَب فاعله، قال: مادام أنه مكروه.
إذاً: معرفة التفاصيل مهمة، وفهم القرآن والسنة ينبغي أن يُفهم مع الأخذ بعين الاعتبار إلى المصطلحات المتأخرة، وأنها قد لا تدخل في هذا الفهم فيخطئ الإنسان.
وكذلك فإن تعلم اللغة مهم، كما قال الحسن رحمه الله لما سئل: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويقيم بها منطقه؟ قال: نعم فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعياه توجيهها فيَهلِك، وقال الشاعر:
اللحن يُصلح مِن لسان الألكن والمرء تُعْظِمُه إذا لم يلحنِ
لحن الشريف محطة من قدره فتراه يسقط من لحان الأعينِ
وترى الدنِيَّ إذا تكلم معرباً حاز النهاية باللسان المعلِنِ
وإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيمُ الألسُنِ
قال ابن عبد البر -رحمه الله- معقباً: لو كان مهتدياً هذا الشاعر لقال:
وإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيمُ الأدين
والعلم بالنحو يسدد الفهم، فيعلم الضميرَ على أي شيء يعود؟ وأنه قد لا يُشترط أن يعود على أقرب مذكور مثلاً. وكذلك يعلم اشتقاق الكلمة فإنه مهم، ألم يأتِك خبر الذي لَمَّا جاء على تفسير قول الله عز وجل :
رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ [آل عمران:117] قال: الصِرُّ: الصراصير، ريحٌ فيها صراصير الليل.
ومن العجائب كذلك: أن بعض هؤلاء إذا قرأ نصاً يستغرب، مع أنه لو عنده شيء من الفهم الصحيح لما استغرب. وإذا تعلَّم الضمائر علم أن المسألة ليست هكذا، كما حدث لبعض الشباب قرأ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِي بصبي، فوضعه في حجره، فبال عليه) انظر إلى فهم هذا الشاب، يقول: كيف النبي صلى الله عليه وسلم يبول على الصبي؟! فهمني هذه! فهذا عليه أن يتقي الله، ويستغفر الله، هل النبي عليه الصلاة والسلام يفعل هذا؟! كيف يتبادر هذا الفهم إلى الذهن؟!
وقد حصل مثل ذلك أيضاً، أن أحدهم جزم أن حديث أبي هريرة في النزول على اليدين قبل الركبتين مقلوب، قال: قال الحاكم: إنه مقلوب، فقال له شخص: كيف تقول: إنه قال: مقلوباً، قال: أنا آتي لك بكلام الحاكم ، ففتح المستدرك وأتى على كلام الحاكم بعد هذا الحديث، ولمّا أورد الحاكم هذا قال: والقلب إلى هذا أمْيَل، يقصد بالقلب، فهمه أو فقهه في قلبه، أنه إلى حديث أبي هريرة أمْيَل، قال: لا، القلب أي: أنه مقلوب.
وكما ظن بعضهم أن الحَلْق لا يجوز قبل صلاة الجمعة، لحديث: (نهى عن الحِلَق قبل الجمعة) مع أن الحديث نهى عن الحِلَق قبل الجمعة، أي: عن التَّحَلُّق. وهكذا الأخطاء الكثيرة التي تقع في الفهم نتيجة عدم معرفة النحو واشتقاق الكلمات ومن أين جاءت.. وهكذا، ولا بد للإنسان أن يضبط، والكتاب لا يضيء إلا إذا أظلم، أي: بالتعليقات والضبط والحواشي.[/
- إبراهيم جلالمشرف المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 535
نقاط تميز العضو : 116747
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العمر : 46
رد: أهمية دراسة علم النحو
16/07/09, 07:29 am
كم لعلم النحو من فائدة عظيمة بارك الله فيك
- عبدالرحمن السعوديمشرف سابق
- البلد :
عدد المساهمات : 249
نقاط تميز العضو : 114413
تاريخ التسجيل : 13/07/2009
رد: أهمية دراسة علم النحو
16/07/09, 02:41 pm
دمتم بخير أخواي الكريمين أسعدني مروركم وجزاكم الله خيرا
- عاشقة الشهادةعضو مميز
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 471
نقاط تميز العضو : 115851
تاريخ التسجيل : 23/05/2009
العمر : 30
رد: أهمية دراسة علم النحو
16/07/09, 08:32 pm
السلام عليكم
بوركت سيدي على الموضوع القيم
ننتظر الجديد باذن الله تعالى
بوركت سيدي على الموضوع القيم
ننتظر الجديد باذن الله تعالى
- عبدالرحمن السعوديمشرف سابق
- البلد :
عدد المساهمات : 249
نقاط تميز العضو : 114413
تاريخ التسجيل : 13/07/2009
رد: أهمية دراسة علم النحو
16/07/09, 11:13 pm
عاشقة الشهادة الشكر الموفور على حسن التابعة والمرور جزاك الله خيرا
- عبدالرحمن السعوديمشرف سابق
- البلد :
عدد المساهمات : 249
نقاط تميز العضو : 114413
تاريخ التسجيل : 13/07/2009
رد: أهمية دراسة علم النحو
16/07/09, 11:14 pm
يقول الإمام الكسائي (علي بن حمزة)صاحب المدرسة الكوفية في النحو*
إنما النحو قياس يتبع***
وبه في كل أمر ينتفع
فإذا ما نصر النحو الفتى***
مر في المنطق مرّا فاتسع
فاتقاه جل من جالسه***
من جليس ناطق أو مستمع
وإذا لم ينصر النحو الفتى***
هاب أن ينطق جبنا فانقطع
فتراه يرفع النصب وما***
كان من خفض ومن نصب رفع
يقرا القران لايعرف ما ***
طرق الإعراب فيه وصنع
والذي يعرفه يقرؤه***
فإذاما شك في حذف رجع
ناظرا فيه وفي إعرابه***
فإذا ما عرف اللحن صدع
كم وضيع رفع النحو وكم***
من شريف قد رأيناه وضع
رحم الله الإمام الكسائي وأسكنه فسيح جناته.
إنما النحو قياس يتبع***
وبه في كل أمر ينتفع
فإذا ما نصر النحو الفتى***
مر في المنطق مرّا فاتسع
فاتقاه جل من جالسه***
من جليس ناطق أو مستمع
وإذا لم ينصر النحو الفتى***
هاب أن ينطق جبنا فانقطع
فتراه يرفع النصب وما***
كان من خفض ومن نصب رفع
يقرا القران لايعرف ما ***
طرق الإعراب فيه وصنع
والذي يعرفه يقرؤه***
فإذاما شك في حذف رجع
ناظرا فيه وفي إعرابه***
فإذا ما عرف اللحن صدع
كم وضيع رفع النحو وكم***
من شريف قد رأيناه وضع
رحم الله الإمام الكسائي وأسكنه فسيح جناته.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى