قصة في أفسوس

في مدينة يقال لها أفسوس في الجاهلية – لما جاء الإسلام سمها طرطوس- كان هناك ملك من ملوك فارس يدعى (دقيانوس ) كافرَا جبارَا بنى فيها قصر وواتخذها دار ملكه .
قصر من رخام طوله فرسخ وعرضه فرسخ له 4000أسطوانة من الذهب و 100 قنديل من الذهب لها سلاسل من اللوجين تسرج في كل ليلة بلأدهان الطيبة . أتخذ لشرقي المجلس 180 قوة ولغربية كذلك . كانت الشمس من حين تطلع إلى حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت . أتخذ في هذا القصر العظيم سرير من الذهب طوله 80 ذراعَا وعرضه 40 ذراعَا مرصعَا بالجواهر . نصب على يمين السرير 80 كرسي من الذهب ، أجلس عليها بطارقته وأتخذ أيضَا 80 كرسي عن يساره ، أجلس عليها هراقلته ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه – تاج من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضيء كما يضيء المصباح في الليلة الظلماء- وأتخذ خمسين غلامَا من أبناء البطارقة فمنطقهم بمناطق الديباج الأحمر ، وسرولهم بسراويل القز الأخضر ، وتوجهم ودملجهم وخلخلهم وأعطاهم عمد الذهب وأقامهم على رأسه ، واصطنع ستة غلمان من أولاد العلماء جلهم وزرائه فما يقطع أمر من دونهم أقام منهم ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله أسمائهم تمليخا ،مكسلمينا ، محسلمينا ، مرطليوس كشطوس سادنيوس .
مكث الملك في ملكه ثلاثين سنة . من غير صداع ، ولا وجع ولا حمى ولا لعاب ولا بصاق ولا مخاط ولما رأى ذلك عتى وطغى وتجبر واستعصى واذعى الربوبية من دون الله .
كان هؤلاء الوزراء الستة الذين يقفون على يمين وشمال الملك يجتمعون كل يوم عند واحد منهم في يوم كانت النوبة عند تلميخا -كان عاقلاَ بعيد النظر- جلسوا على الأكل وهو لم يأكل فسألوه لماذا لايأكل قال : لقد وقع في قلبي شيء منعني من الطعام والشراب والمنام فقالوا : و ما هو ؟ فقال : لقد أطلت فكري في السماء فقلت من رفعها سقفَا محفوظَا بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها ؟
وما أجرى فيها شمسها وقمرها ؟ ومن زينها بالنجوم ؟
ثم أطلت فكري في هذه الأرض من سطحها على ظهر اليم الزاخر ؟
ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسي لئلا تميد ، ثم أطلت فكري في نفسي
فقلت من أخرجني جنينَا من بطن أمي ؟ومن غذاني ورباني ؟
إن لهذا صانعَا ومدبرَا سوى دقيانوس الملك ؟؟؟
وجال في قلوب الفتية ماجال في قلب تلميخا ..........
لم يجدوا لهم حيلة سوى الهرب .... هربوا ثم في طريقهم وجدوا راعي طلبوه شربة من الماء أو اللبن
فسألهم عن سبب هروبهم وهيئة الملوك التي هم عليها فقالوا له ما حدث فقرر الهرب معهم ولحق به كلبه – كان هذا الكلب أبلقا بسواد وكان أسمه قطمير – صعد بهم الراعي جبل وحط بهم أعلى كهف – اسم الجبل ناجلوس واسم الكهف الوصيد .
كان فناء الكهف مليء بأشجار مثمرة وعين غزيرة فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجنهم الليل فأووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يده عليه ، وأمر الله ملك الموت يقبض أرواحهم ووكل الله تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين .
سأل دقيانوس عن الفتية فقيل له اتخذوا إله غيرك وخرجوا هاربين منك فركب في ثمانين فارس ثم تبعوا أثرهم وجدوهم في الكهف فظنوا أنهم نيام ردموا الباب بالجبس والحجارة ....................
مرت ثلاثمائة وتسع سنين نفخ الله فيهم الروح وهموا من رقدتهم لما بزغت الشمس فقال : بعضهم لبعض لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة الله قاموا إلى العين ، فإذا بالعين قد غارت والأشجار .............
فقال : بعضهم لبعض إن أمرنا هذا عجيب !!!!
مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة ، ومثل هذه الأشجار قد جفت في ليلة واحدة ..............
فألقى الله عليهم الجوع ..................
والبقية تأتي ..
بتولا.........

بارك الله بك أختي على المقال المفيد .

فألقى عليهم الله الجوع فقال : أحدهم أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتنا بطعام منها و ولينظر أن لا يكون من الطعام الذي يعجن من بشحم الخنزير ( قال تعالى : فابعثوا بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعام )
فقال تمليخا : لا يأتيكم بالطعام غيري ولكن أيها الراعي ادفع لي ثيابك وخذ ثيابي . فلبس ثياب الراعي ومر وكان يمر بمواضع لا يعرفها وطريق ينكرها حتى أتى باب المدينة ، فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه : لا إله إلا الله عيسى روح الله صلى الله على نبينا و عليه وسلام فطفق الفتى ينظر إليه ويمسح عينيه ويقول : أراني نائما فلما طال عليه ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرؤون الإنجيل واستقبله أقوام لا يعرفهم حتى انتهى إلى السوق
فإذا هو بخباز فقال له : يا خباز ما اسم مدينتكم هذه ؟ قال: أفسوس . قال : وما أسم ملككم ؟ قال : عبد الرحمن .
قال تمليخا : إن كنت صادقَا فإن أمري عجيب إدفع إلي بهذه الدرهم طعامَا وكانت دراهم ذلك الزمان الأولى
ثقال فعجب الخباز من تلك الدراهم فقال الخباز : يا هذا إنك قد أصبت كنزا فأعطني بعضه وإلا ذهبت بك إلا الملك ، فقال تمليخا ما أصبت كنزا وإنما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة أيام وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون دقيانوس الملك . فغضب الخباز وقال : إلا ترضى أن أصبت كنزا أن تعطيني بعضه ؟
حتى تذكر رجلا جبارَا كان يدعي الربوبية قد مات منذ ثلاثمائة سنة وتسخر بي ثم امسكه واجتمع الناس
ثم أتوا به إلى الملك وكان عاقلا وعادلا فقال لهم ما قصة هذا الفتى ؟ قالوا : أصاب كنزَا .فقال له الملك : لا تخف فإن نبينا عيسى عليه السلام أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامضي سالما ، فقال : أيها الملك تثبت في أمري ما أصبت كنزا وإنما أنا من أهل هذه المدينة فقال له : أنت من أهلها
قال :نعم قال : أتعرف فيها أحد ا؟ قال :نعم . قال : فسمي لنا فسمى له نحو ألف رجل فلم يعرفوا منهم
رجلا واحدا قالوا : يا هذا لا نعرف هذه الأسماء ، وليست هي من أهل زماننا ، ولكن هل لك في هذه المدينة دار ؟
فقال : نعم أيها الملك ، فابعث معي أحدا ، فبعث معه الملك جماعة وصلت به إلى ارفع دار في المدينة قال هذه داري قرع الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخى حاجباه- من الكبر –على عينيه فقال ما بالكم أيها الناس ؟ فقال له رسول الملك يزعم هذا الفتى أن هذه الدار داره فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخا وتبينه وقال له ما اسمك قال : تمليخا بن فلسين . قال له الشيخ أعد علي فأعاد عليه فانكب الشيخ على يديه و رجليه يقبلهما ويقول هذا جدي وهو احد الفتية الذين هربوا من دقيانوس الملك الجبار إلى جبار السموات والأرض وصل الملك بعدما علم بذلك واقبل يقبل تمليخا وسأله الجميع عن بقية الفتية فاخبرهم أنهم في الكهف
وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وآخر نصراني فركبا في أصحابهما وأخذا تمليخا وتوجهوا إلى الكهف
فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تلميخا يا قوم إني أخاف على رفاقي إن يسمعوا حوافر الخيول فيعتقدون انه دقيانوس قفوا حتى ادخل عليهم واخبرهم دخل تلميخا على رفاقه فوثبوا عليه يقبلونه ويقولون الحمد لله الذي نجاك من دقيانوس فقال دعوني منكم ومن دقيانوس كم لبثتم قالوا يوما أو بعض يوم قال بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين ومات دقيانوس وانقضى قرن بعد قرن وقد آمن أهل المدينة بالله العظيم وقد جاءكم أهل المدينة قالوا أتريد يا تلميخا إن تصيرنا فتنة للعالمين ؟ قال فماذا تريدون . قالوا ارفع يدك ونرفع أيدينا فرفعوا أيديهم وقالوا :
اللهم بحق ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت أرواحنا ولم يطلع علينا احد فأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم وطمس باب الكهف و أخذ الملكان يطوفان بالكهف سبعة أيام ولم يجدوا له مدخل حينئذ أيقن الملكان أنها
من لطيف صنع الله الكريم وان أحوالهم كانت عبرة أراهم الله إياها . فقال المسلم : على ديني ماتوا أبني مسجدا على باب الكهف وقال النصراني على ديني ماتوا أبني ديرا على باب الكهف فقتتل الملكان وغلب المسلم النصراني وبنى على باب الكهف مسجدا وذلك من قوله جل في علاه ( قال اللذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ........

وقد انتصر الخير.
باركك الرحمن بتولا.

بارك الله فيك

لقد ذكرت القصة في ألف ليلة وليلة ولهذا السبب ظنها من قرأها أنها مجرد أسطورة

أهلا بكما

ليست أسطوره قصة أهل الكهف من كتب نسيت اسمه

بتولا