مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأندلس في عهد الأموين  Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 144 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 144 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
إسماعيل سعدي
إسماعيل سعدي
مدير الموقع
البلد : الأندلس في عهد الأموين  Btf96610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 150694
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

الأندلس في عهد الأموين  Empty الأندلس في عهد الأموين

18/08/10, 03:54 am
إن أدب كل أمة هو ابن بيئتها ، يتأثر ويؤثر فيـــــــــــها ويستمد عناصر نشأته ووجوده وكل تطوراته من طبيعة أرضها ،وأبعاد ثقافتها المتأصلة في أمتها وأحــــــــداث تاريخها فإن خصبت الأرض غزر العقل وحســـن الأدب وتنافس الشعراء و الأدباء في صنوف الآداب ، فأجادوا في المنظوم والمنثور ،وفي بحثنا هذا الذي يخــــــــص الأندلس العربية المسلمة في عهد الدولة الأمــــــــــوية بمرحلتيها الأساسيتين عصر الولاة بين سنــــتي 92 ه و138 ه وعصر الدولة الأمــــوية بين 138ه و422 ه
وهي الفترة التي تستوقفنا لنطرح أكثر من سؤال عن الجانب الأدبي وكيفية ظهوره ،تطوره ، عوامل نهضته
وعليه فإننا حاولنا جاهدين رسم بعض المعالم الزمانية والمكانية تاركين الجانب التأريخي لأهل الاختصـــــاص راسمين الخطة الجلية أمامكم علنا نفيدكم بنزر قليل من زخم كبير.

الأندلس ...المعالم و المحاسن
تقع الأندلس في الجنوب الغربي من أوربا يحدها من الغرب المحيط الأطلسي ومن الجنوب مضيق جبل طارق وجزء من البحر المتوسط الذي يكتنفها ممتدا إلى شرقيها ، أما في الشمال فتحدها فرنسا ويفصل بين شمال الأندلس وفرنسا سلسلة جبال البرت'' البرانس '' وكانت تسمى بالجبل الحاجز أوباب الأندلس ،ويفصل الجنوب الشرقي عن وسط الأندلس وشماله سلسة جبال نفادا وكانت تعرف في العصر الإسلامي بجبال الثلج لان الثلج يغطيها شتاء و صيفا ويطل هذا الجبل على مدينة غرناطة ومنه ينبع نهرا حدارة وسنجل اللذان يشقان غرناطة (1)ومن المدن الكبرى في شرقي الأندلس مرسيه وأوريولة ودانية وشاطبة وبرشلونة وسرقسطة ، ومنها في الغرب اشبيلية وماردة وليشبونة، وقد تسابق العلماء ورجال الأدب والرحالة إلى وصف جزيرة الأندلس وبيان محاسنـــــــها ومزاياها ومن ذلك قول أبي عبيد البكري: (الأندلس شامية في طيبها وهوائها، يمانية في اعتدالها واستوائها ،هندية في عطرها وذكائه ،أهوازية في عظم جبايتها صينية في جواهر معادنها عدنية في منافع سواحلها ...)2 )

فكان لهذه البلاد موقع ومناخ وبهاء وعمران وتمدن،كان له عظيم الأثر في طبع سكانها و الوافدين عليها من الفاتحين وغيرهم في كل المجالات الثقافية، ومنها الفنون الأدبية على الخصـــــــوص

: الأندلس ... الحياة السياسية، الفكرية، الثقافية
تميز العصر الأول من الفتح المسمى بعصر الولاة بالصراع القبلي
بين العرب و البربر تارة وبين البلديين والشاميين تارة أخــــــرى
وبين المضرية واليمنية في أوقات غير قليلة تركت بصمــــــــــاتها
عــــلى هذه الفترة ، فلم تتهيأ فيها النهضــــــــة الأدبية أو العلمية
بسبـــــــــب عــدم الاستقرار السياسي أما العصر الثاني الموسوم
بإمارة قرطبــة التي تأسست على يد عبد الرحمن بن معـــاوية بن
هشام المعروف بالداخل والذي استطــــــــاع أن يؤسس مــــجدا
للأمويـييــن في الأندلس حيث نمت قوة المسلمين مما شهد حركة
من البناء والعمران جعل من قرطبـة العاصمــــة درة بين العواصم
حضيت فيها العلوم والآداب والفنــــون برعــــــاية تامة (1)حيث
استخدموا وسائل وطرائق في تأسيس حركة علــــمية وكان منها
استدعاء عدد من علماء المشرق إلى الأندلس ، و منهم أبو علي
القالي صاحب الأمالي الذي وجد ترحابا خاصا من الخليفة عبد الرحمن
نفسه وكذا رحيل بعض الأندلسيين إلى بلاد المشرق ليتعرفوا على علومهم وآدابهم وكان منهم يحيى بن يحيى الليثي.
كما سعى الحكام لجمع الكتب واقامة المكتبات العامة مما كان له الأثر الكبير في تنشيط الحركة الفكرية في الأندلس (1) ، وصارت بلاد الأندلس مقصدا للطامحين إلى المجد والمال من أهل العلــــــم والتجارة والصنائع ولا يغيـــب عن الذاكرة ما حققه العرب في هذه الحقبة في جل العلوم كالطب بريادة الزهراوي ، والصيدلة التي برز فيها ابن الرومية الاشبيلي وابن البيطار ويبرز أحمد بن محمد الرازي في الجغرافية وابو عبيد البكري وغيرهم

: اثر الحكام في نهضة الأدب
كان للفاتحين والخلفاء في بلاد الأندلس ، التأثير الجليل في بعث أمة فيها من مزايا الدعوة الاسلامية ما تعكسه المكتشفات العلمية في شتى الميادين وتلك المؤلفات التي إمتلأت بها المكتبــــــــــات وغصت بها قصور الخلفاء وتلك المجالس و الأندية الحـــــــــافلة بالمبدعين من الشعراء ، فكان لهؤلاء الحكام الشأو العظيـــــم في حضارة علمية أدبية رائدة ، كيف لا وكان أغلبهم ممن يرتجلـــون الشعر بدءا بعبد الرحمن الداخل القائل في نخلة بالرصــــافة التي انشأها في قرطبة1))
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل فقلت شبيهي في التغرب والنوى وطول التنائي عن بني وعن أهلي أما عبد الرحمن الناصر الذي يقول فيه الرافعي ''... والواقع أن زمن هذا الخليفة كان شباب الأدب '' هذا الخليفة يرسل إلى العراق والحجاز والشام من يشتري له الكتب النادرة ،وكان مغدقا للشعراء والكتاب وأهل الموسيقى ،وكان أشــــــــــهر شعرائه ابن عبد ربه الاندلسي صاحب كتاب ''العقد الفريد'' ويتولى بعد الخليفة الناصر ابنه المستنصر بالله الاديب الشاعر فيواصل درب والده ، فيجد في استكمال تأصيل هذه الحركة العلمية وينفق الاموال الطائلة على كل ميادين العمران الفكري وفي نشر العلم وانشاء مقراته من مساجد ودور العلم وكتاتيب واندية ومجالس ومكتبات عامرة بلــــــغ عدد

الفهارس فيها اربعا وأربعين فهرسة في كل واحدة عشــــــــرون ورقة(1) .
ومامن شك أن هذه الرعاية والاهتمام قد فجرت ادبا قويا خاصة في الشعر بأغراضه وفنونه فما هي إذن الأغراض التي تناولها الشعر آنذاك

أغراض الشعر الأندلسي .
تشمل الفنون الادبية الشعر بانواعه الذي لم يكن في هذه الفترة
حكرا على الشعراء المحترفين وانما شاركهم في ذلك الأمـــــراء ،
والوزراء والكتاب والفقهاء وحتى الفلاسفة والأطباء ، فالمجتمع
الأندلسي برغم التركيب السكاني الذي كان خليطا من أ جناس شتى
وحضارات متباينة شرقية وغربية (1) إلا أنه بلغ ذروة سنامـــــه
خاصة في زمن عبد الرحمن الناصر الذي لم يشهد التاريــــــــخ
الاسلامي عصرا زاهرا كعصره
كان الشعر في الدولة الأموية بعصريها الإمارة بين سنتي 138 و
316 والخلافة بين 422 -316-باتجاهين مختلفيــــن فتميز الأول
بالطابع المحافظ الذي يهتم بالموضوعات التقليدية ويتبع منــــهج
القدماء في بناء القصيدة باسلوبه اليدوي والفاظه الجزلة ممـــتطيا
البحور الطويلة باغراض تقليدية كالفخر والحماسة والمدح والغزل
العفيف والوصف .
ففي الفخر والحماسة نجد الحكم بن هشام الذي وسم بأنه كان
أديبا مفتنا وخطيبا مفوها وشاعرا مجيدا يقول معتدا بنفسـه :
غناء صليل البيض أشهى إلى الأذن
من اللحن في الأوتار واللهو والردن
إذا اختلفت زرق الأسنة والقنا
أرتك نجوما يطلعن من الطعــــــــن

أما الغزل فإنه بدأ بالعفيف وانتشر مقترنا بالحماسة والفخر ففي الأول قال الغزال 150ه 250ه الذي تداولته كتب التاريخ والأدب لجودة شعره فيقول نافيا حب متيمته
قالت أحبك قلت كاذبــــــــه غري بذا من ليس ينتقد
سيان أن تقولي ذا وقولك إن الريح نعقدها فتنعقد
أو أن تقولي النار باردة أو أن تقولي الثلج يتقد
أما الشعر المقترن بالحماسة فينظم فيه الحكام خاصة ومنه
عجبا يهاب الليث حد سناني وأهاب لحظ فواتر الأجفــــــــــان
وأقارع الأهوال لا متهيبــــا منها سوى الإعراض والهجران


أما الوصف فتغنى الاندلسيون بجمال طبيعة بلادهم ومدنهم الامر الذي يدل على شدة تعلقهم بها كما يدل قبل كل شيء على مستوى التذوق الرفيع والقدرة على استجلاء صور الجمال و محـاكــاتها شعرا ومن أمثلة ذلك قول الشاعر ''ابن سفر المريني '' في وصف الطبيعة الأندلسية الغناء
وكيف لا تبهج الأبصار رؤيتها وكل أرض بها في الوشي صنعاء
أنهارها فضة ، والمسك تربتها والخز روضتها والدر حصبــــاء
فالقصيدة رحبة ممتدة الأرجاء تحملك الكلمات لتسبح بك بعيدا في رحاب الكون وفسيح الحدائق وعبق الأزهار واريج الورد الفتان ، ثم تغوص بك في اعماق الوجدان المبتهج
كما تغنى الشعراء بجمال المدن وعمرانها الزاخرة بالهندسة الفنية وبحدائقها وأحواضها فينظم عبد الرحمن الداخل في الوصف فيقول:
سقى جـوف الرصافة مســتهل تؤلف شمـــله أيدي الريــاح
كـــــأن ترنـــــم الأطـــــيار فيه أغان فــــــــوق أوتـــار فصــــاح
كأن ريـــــاضة أبـــراد وشـــي تعطف فــــــوق أعطاف مـلاح(1)

.............................................................................
أما الاتجاه الثاني الذي حمل لواءه بالمشـــــــــرق أبو نواس وأبو
العتاهية ومسلم بن الوليد من دعاة التجديد فقد عرفت الأندلس هذا
الإتجاه على يد عباس بن ناصر حيث نقله من المشــــــرق وتمثل
الإتجاه في الأندلس باهتمامه بأغراض لم تكن قائمة بذاتـــــها في
القصيدة من قبل فظهرت الخمريات والغزل الشاذ والمجون والزهد
كل ذلك في أسلوب كان أكثره يميل إلى روح الدعابة والســـخرية ،
أما صوره فتتألف من عناصر حضرية في لغة يسيرة الألفاظ وإيقاع
يميل إلى البحور القصيرة والقوا في الرقيقة .
ووجد هذا الاتجاه صدى واسعا في الأندلس ، في حياة عــــــــرفت
الإستقرار ودعة العيش فكثرت مجالس الموسيقى والغناء بفضل ما
أدخله زرياب من الحان وآلات ،ثم ما لقيه من الحكام من تشجــــيع
وعناية ، مما جعل بعض المحافظين مثل الغزال الذي سبــــق ذكره
يتحول إلى رائد لهذا الاتجاه حتــــــــــــى أضحى يدعى بأبي نواس
الأندلس(1)


النثر في الأندلس .
إن التأثير الفكري والفني بين الأندلس والمشرق كان متبادلا وكانت
رحلة العلماء والأدباء ضرورة علمية يحرص عليها ، ومن ثم أتفق المشرق والأندلس في الكثير من الموضوعات والأساليب فعــــــرف الأندلس طريقة الجاحظ في الكتابة وبديع الزمان في المقامات وأهم
الفنون النثرية التي راجت في الأدب الأندلسي -
الرسائل الديوانية التي تصدر من ديوان الحكم فإن صــــدرت عن الحاكم نفسه خلت من الزخرفة والصنعة وإن كتبها محترف اتخذت أسلوبا لا يخلو من التألق و المحسنات ، كما ظهرت الرســـــــــائل الإخوانية وهو اللون المتبادل بين الكتاب بعيدا عن الطابع الرسمي وتحمل التهاني و التعازي و الاعتذار وما إلى ذلك من العلاقـــــات الإجتماعية ، كما عرفت الأندلس المقامة ولعل أبرزها مقامـــــــات الحريري وعكفت على معالجة الموضوعات السياسية الإجتماعية والخلقية وغيرها ، كما عرفت المقامات غير التقليدية وهــــي التي تفتقد البطل والراوي وكان غرضها المدح الخالص الذي برز فيه أبو عامر بن أرقم ومجمل القول أن الأندلسيين قد حذقوا في جميع الفنون الأدبية التي لا يمكننا الإحاطة بها إلا أن لاتختلف كثيرا عما عرفناه في الأدب الأموي .
الأدب الأندلسي بين التقليد والإبداع
من البديهي أن يكون الادب الأندلسي مشرقيا قلبا وقالبا في بداية بزوغه لعدة عوامل نذكر منها : - اولا سيطرة لغة الدين الجديد الذي عكف على فهمه طوائف المجتمع الأندلسي وثانيا ذلك الزخم الكبير من الكتب التي عمد الولاة والأمراء على على جلـــــبها من المشرق وأهم عنصر هو الثقافة الاموية المتأصلة في الحــــــــكام أنفسهم وعند تفحصنا للكثير من القصائد الأندلسية في هذه الحقبة وجدنا الكثير يكتب في البحور التي كتب فيها الأمويون ســـــــابقا الطويل ، البسيط ، الكامل بعيدا عن البحور المنهوكة والمجزوءة إلا ماشذ عن ذلك
ولايفهم من ذلك أن الاندلسيين كانو عالة على المشارقة في اللغة و الادب ، فقد كانت لهم جهود ذات شأن في كل ميدان وخير دليـــل مؤلفاتهم الكثيرة ككتاب العقد الفريد لابن عبد ربه ، البديـــــــع في وصف الربيع لأبي الوليد الحميري وغيرها كثير من الأعمـــــــــال الأندلسية الجليلة (1)
كما تميز الشعر الأندلسي عن المشرقي تأثره بطبيعة لا تضـــــاهى وبثروات لا تبارى رسمت معالم رائعة تجلت في عذوبة الألفـــــاظ والتشابه والإستعارات وغلبة الوصف الشعري وغيرها

الخاتمة
إن أبرز شيء شد أنتباهنا خلال تصفحنا للمراجع المعتمـــــــــدة
وتتبعنا للتطور السريع الذي من به الله على الأندلسيين هو تلك القدرة الهائلة التي حولت قطرا نائيا ضم أجناسا مختلفة اللسان
من عرب وبربر وإسبان إلى منطقة أصبحت قبلة للعلماء والرحالة واستحالت جنة غناء فوصفها الشعراء فحملوا لنا الشوق والاشتياق إلى اجتلاء محاسنها ومباهجها والوقوف على آثـــــار علمائها الأجلاء الذين كان لهم الشغف الكبير بطبيعتها الســـــاحرة فكانوا كلما ساحوا في مرابعها استوحوا من مناهلها الربانية علوما غزيرة وقصائد تحمل عبق هذه المنطقة الغالية وعظم الرجال الأكفاء الذين رسموا لنا تاريخا نسعد بالعودة إليه .









محمد
محمد
مشرف مرسى الرياضة
مشرف مرسى الرياضة
البلد : الأندلس في عهد الأموين  Btf96610
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 205023
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

الأندلس في عهد الأموين  Empty رد: الأندلس في عهد الأموين

18/08/10, 04:46 pm
بالفعل تلعب البيئة والاستقرار والعوامل الاجتماعية دورا هاما في تطور الادب والعلم وازدهاره
جزاك الله عنا خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى