المبتدأ والخبر
01/01/10, 05:54 pm
الجملة الاسمية:
الجملة
الاسمية هي موضوع علم النحو؛ لأنه العلم الذي يدرس الكلمات في علاقاتها مع بعضها
البعض، وحين تدخل الكلمات في التركيب يصبح لها معنى نحويا أي تصبح لها وظيفة معينة
تتأثر بغيرها، وتؤثر هي الأخرى في غيرها.
والجملة
عند النحاة هي الكلام الذي يتركب من كلمتين فأكثر، وله معنى مفيد مستقل. والجملة
العربية نوعان: جملة فعلية وهي التي تبتدئ بفعل غير ناقص، وجملة اسمية وهي التي
تكون مبدوءة باسم بدءًا أصيلا.
وسواء
كانت الجملة اسمية أو فعلية فهي تركيب إسنادي، بمعنى أنها تتركب من مفردين العلاقة
بينهما علاقة إسناد ، فسواء قلت جلس عمر، أم قلت عمر جالس فأنت في كلتا الجملتين
تسند الجلوس إلى عمر، أو بتعبير آخر أنت تحكم على عمر بالجلوس، فعمر في الجملتين
مسند إليه والجلوس مسند.
ركنا الجملة الاسمية:
تتركب
الجملة الاسمية من ركنين متلازمين تلازما تاما، ومطلقا هما المبتدأ والخبر.
المبتدأ هو الاسم الذي
يقع في أول الجملة، لكي نحكم عليه بحكم ما، والحكم الذي نحكم به على المبتدأ هو
الذي نسميه بالخبر، فهو الذي يكمّل الجملة مع المبتدأ أو يتم معناها.
أنواع المبتدأ:
المبتدأ لا يكون جملة،
ونما هو كلمة واحدة، فإذا رأيت مبتدأً على هيئة جملة فهي ليست مبتدأ باعتبارها
جملة، بل باعتبارها كلمة واحدة فلو قلت مثلا: لا إله إلاّ الله خير كلمة، فإن
المبتدأ هو لا إله إلاّ الله وتعرب مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة
الحكاية، وخير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ومن أمثلة ذلك قولك: الصيف
ضبعت اللبن مثل قديم.
الصيف ضبعت اللبن: مبتدأ مرفوع
بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية.
مثل: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة.
والمبتدأ
نوعان:
1) مبتدأ يحتاج إلى خبر.
2) مبتدأ لا يحتاج إلى خبر وإنما يحتاج إلى مرفوع يكتفي به.
والنوع الأول (أي الذي
يحتاج إلى خبر) يكون اسما صريحا أو مؤولا، فالاسم الصريح مثل: عمر كريم، والمصدر
المؤول مثل قوله تعالى: (وأن تصوموا خير لكم).
الإعراب:
أن: حرف مصدري ونصب مبني على
السكون لا محل له من الإعراب
تصوموا: فعل مضارع
منصوب بأن وعلامة نصبه حذف حرف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ.
خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره.
النوع
الثاني من المبتدأ، وهو الذي لا يحتاج إلى خبر بل يحتاج إلى مرفوع يكتفي به، وقد
يعرب هذا الاسم فاعلا بعد اسم الفاعل، ويعرب نائبا عن الفاعل بعد اسم المفعول،
ولابدّ أن تَتَصدر هذه الجملة بفي أو استفهام.
مثال
ذلك: ما ناجح الكسول، وتعرب هذه الجملة بطريقتين:
ما: حرف نفي مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
ناجح: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
الكسول: فاعل سد مسد الخبر مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الطريقة الثانية:
ما: حرف نفي.
ناجح: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
الكسول: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مثال على اسم المفعول:
أمحبوب أخواك ؟
الهمزة: حرف استفهام مبني على الفتح
لا محل له من الإعراب.
محبوب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
أخواك: نائب فاعل سد
مسد الخبر مرفوع بالألف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
مثال مع الصفة المشبهة:
ما حسن الإهمال.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
حسن: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
الإهمال: فاعل سد مسد الخبر مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ملاحظة:
قد
يسبق المبتدأ حرف جر زائد، أو شبيه بالزائد مثل: هل من أحد في المنزل ؟
هل: حرف استفهام مبني على السكون
لا محل له من الإعراب.
من: حرف جر زائد.
أحد: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع
من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
في البيت: جار ومجرور متعلق بمحذوف
خبري محل رفع.
* بحسبك رزق الله.
الباء: حرف جر زائد.
حسب: مبتدأ مرفوع بضمة
مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والكاف ضمير متصل مبني
على الفتح في محل جر مضاف إليه.
رزق: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
ولفظ الجلالة مضاف إليه.
ومن
أمثلة ذلك أيضا قولك: ناهيك بالله.
ناهي: خبر مقدم مرفوع
بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل، والكاف ضمير متصل مبني على فتح في محل جر مضاف
إليه.
بالله: الباء حرف جر،
ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف
الجر الزائد، وتقدير المعنى ] الله ناهك عن طلب غيرك لأنّه كافيك ] .
مثال على حرف الجر الشبيه بالزائد:
رُبَّ طالب أعلم من أستاذه.
ربّ: حرف جر شبيه بالزائد.
طالب: مبتدأ مرفوع
بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
أعلم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
تعريف المبتدأ وتنكيره:
يشترط
في المبتدأ أن يكون معرفة مثل (محمد رسول الله) أو نكرة مفيدة مثل (رجل عندك
عالم).
وقد
عدّ بعض النحاة عشرات المواضع التي تكون فيها النكرة مفيدة، وحصرها آخرون في
العموم والخصوص، أي:
1) أن يكون المبتدأ كلمة دالة على
العموم، أو نكرة مختصة.
ومن أمثلة ذلك أن يكون كلمة من
كلمات العموم مثل (كلّ) نحو قوله تعالى: (كلّ له قانتون).
كلّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
له: اللام حرف جر مبني
على الفتح لا محل له من الإعراب، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر والجار
والمجرور متعلق بالخبر الآتي.
قانتون: خبر مرفوع بالواو لأنه
محلق بجمع المذكر السالم
2) أن يكون المبتدأ مسبوقا بنفي،
أو استفهام.
مثل ما بُخْلٌ بمفيد.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
بخل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره
بمفيد: الباء حرف جر
زائد، مفيد خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر
الزائد.
وهل غِنًى خيرٌ من غنى النفس ؟
هل: حرف استفهام مبني على السكون
لا محل له من الإعراب.
غنى: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على
الألف منع من ظهورها التعذر.
خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره.
3) أن يكون المبتدأ
مؤخرا على أن يكون الخبر جملة، أو شبه جملة، نحو (في القصاص حياة).
في: حرف جر مبني على
السكون لا محل له من الإعراب.
القصاص: اسم مجرور بفي
وعلامة جره الكسرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
حياة: مبتدأ مؤخر
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ونحو: أمام الباب رجل.
4) أن يكون المبتدأ
نكرة مختصة على النحو التالي:
أ- أن تكون موصوفة مثل:
رجل كريم في البيت.
رجل: مبتدأ مرفوع
بالضمة الظاهرة.
كريم: نعت مرفوع
بالضمة الظاهرة على آخره.
في البيت: جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
ب- أن تكون مصغرة مثل:
رُجَيْلٌ يخطب.
رجيل: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
يخطب: فعل وفاعل
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر للمبتدأ.
جـ- أن تكون مضافة إلى
نكرة مثل: نائب مدير قادم.
5) أن يكون المبتدأ
كلمة دالة على الدعاء مثل: نصر للمؤمنين.
نصر: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
للمؤمنين: جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
6) أن يكون المبتدأ
واقعا في أوّل جملة الحال نحو: كان يعمل وصديق يساعده.
الواو: واو الحل مبني
على الفتح لا محل له من الإعراب.
صديق: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
يساعده: فعل مضارع
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والهاء ضمير متصل
مبني على الضم ي محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
حذف المبتدأ:
الأصل في المبتدأ أن
يذكر لأنه عمدة أي ركن أساسي في الجملة، لكن هناك حالات يجوز فيها حذفه إذا فهم من
الكلام، وهناك حالات يحذف فيها المبتدأ جوازًا، وحالات أخرى يحذف فيها وجوبا.
1) الحذف الجائز: إذا
دَلَّ عليه دليل كان يكون في جواب عن سؤال تقول أين علي ؟ فيجيب مسافر، فمسافر خبر
لمبتدإ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة، ومثل: كيف الحال ؟ فتجيب حسنٌ.
2) الحذف الواجب: يحذف المبتدأ
وجوبا في الحالات التالية:
أ- إذا كان خبره مخصوصا
بالمدح والذم واقعا بعد (نعم وبئس) نحو (نعم الرجل زيدٌ) ولك في هذه الجملة أكثر
من إعراب وأقرب.
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
الرجل: فاعل مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة والجملة الفعلية في محل رفع خبر مقدم، وتقدير الكلام (زيد نعم
الرجل) ويمكن إعرابه على النحو التالي:
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
الرجل: فاعل مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو،
وتقدير الجملة (نعم الرجل هو زيد).
ب- إذا كان في جملة
قسمية خبرها ظاهر الدلالة على القسم مثل: (في ذمتي لأسافرن) أي عهد في ذمتي.
في: حرف جر مبني على السكون لا محل
له من الإعراب.
ذمتي: اسم مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف
إليه، والجار والمجرور متعلق بالخبر في محل رفع.
د) إذا كان خبره نعتا قطع من النعتية
نحو: رأيت خالدًا المسكين، التقدير هو المسكين.
هـ) أن يقع هو، وخبره بعد
عبارة لا سيما في مثل قولك: أحب الرياضة، ولا سيما السباحة.
الإعراب:
لا سيما: لا نافية للجنس حرف مبني
على السكون لا محل له من الإعراب.
سي: اسم لا النافية للجنس منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في
محل جر مضاف إليه.
السباحة: خبر لمبتدأ
محذوف وجوبا تقديره هي، والجملة من المبتدأ والخبر صلة الموصول لا محل لها من
الإعراب.
وتقدير الجملة أحب
الرياضة ولا سيما هي السباحة، وخبر لا النافية للجنس محذوف تقديره موجود.
الخبر:
الخبر هو الركن الأساسي الثاني في
الجملة الاسمية الذي يكمّل الجملة مع المبتدأ ويتم معناها الرئيسي، وهو مرفوع
ورافعه المبتدأ.
أنواعه: الخبر ثلاثة أقسام (مفرد،
وجملة، وشبه جملة):
أ- الخبر المفرد: هو ما ليس بجملة،
ولا شبه جملة، مثل: زيدٌ مجتهد.
ب- الخبر الجملة: إمّا
أن يكون جملة اسمية، أو فعلية، ومثال الخبر الذي هو جملة اسمية: زيد خلقه كريمٌ.
زيد: مبتدأ أول مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
خلقه: مبتدأ ثان مرفوع
وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مني على الضمة في محل جر.
كريم: خبر للمبتدأ
الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ الثاني، وخبره في محل
رفع خبر للمبتدأ الأول.
ومن أمثلة الخبر الذي هو جملة
فعلية قولك: أحمد يلعب بالكرة.
أحمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
يلعب: فعل مضارع مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل
رفع خبر للمبتدأ.
جـ- الخبر شبه جملة: وشبه
الجملة هي الجار والمجرور والظرف وهرما لا يعربان خبرا وإنّما يتعلقان (بكون عام)
هو الخبر، ولذلك يقول في إعرابهما متعلقان بخبر محذوف، أو بمحذوف خبر مثل: المعلم
في القسم.
المعلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
في القسم: في حرف جر
مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والقسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة
الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
ومثال شبه الجملة التي تتكون من
الظرف: أمام القسم شجرة.
أمام: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة على آخره.
القسم: مضاف إليه مجرور بالكسرة
الظاهرة.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم
في محل رفع.
شجرة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تعدد الخبر:
قد
يكون للمبتدأ أكثر من خبر، فإذا كان هناك أكثر من خبر تعربها أخبارًا أيضا، ومن
هذه الأخبار ما يكون صفة للخبر الأول، ومنها ما لا يصح إلا أن يكون خبرا، وكل ذلك
يتوقف على معنى الجملة فتقول: أحمد جزائريٌ شجاع كريم.
أحمدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
جزائريٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
شجاع: خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
كريم: خبر ثالث مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
(وتستطيع في هذا المثال أن تقول:
شجاع صفة، وكريم صفة للخبر) وصفة المرفوع مرفوع.
حذف الخبر:
الخبر
ركن أساي في الجملة الاسمية لا يمكن الاستغناء عنه، لكن هناك حالات يحذف فيها جوازا،
وحالات أخرى يحذف فيها وجوبا.
أ) الحذف الجائز: يحذف الخبر جوازا في
الحالات التالية:
1) إذا كان في جواب عن سؤال، مثل:
من في القسم ؟ فتجيب المعلم.
المعلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة، والخبر محذوف جوازا تقديره في القسم.
2) أن يقع المبتدأ
وخبره بعد إذا الفجائية، مثل: خرجت فإذا المطر، أي خرجت فإذا المطر ينزل.
المطر: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة، والخبر محذوف جوازا تقديره ينزل.
ب) الحذف الواجب: يحذف الخبر وجوبا في
مواضع كثيرة منها:
1) أن يقع المبتدأ
وخبره بعد لولا، مثل: لولا الإيمان لضاع الإنسان. لولا العدالة لضاعت حقوق الناس.
لولا: حرف امتناع لوجود مبني على
السكون لا محل له من الإعراب.
الإيمان: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والخبر محذوف وجوبًا تقديره (موجود).
اللام: اللام واقعة في جواب لولا،
حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
ضاع: فعل ماض مبني على الفتح.
الإنسان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
ويشترط
النحاة أن لا يحذف الخبر وجوبًا إلا إذا دلّ على (كون عام) كما في المثال السابق،
أما إذا دَلَّ على (كون خاص) فيجب ذكره مثل: لولا التلاميذ مجتهدون ما فازت
المدرسة في المسابقة، فلو حذفنا الخبر في هذه الجملة لاختل المعنى لأنّه لا يمكن
أن تكون هناك مسابقة بدون متسابقين، وإنّما المقصود هو وجود خاص للتلاميذ، وهو
الاجتهاد.
2) أن يكون خبرا لمبتدأ صريح في
القسم، نحو لعمرك لينجحن المثابرُ.
لعمرك: اللام لام الابتداء حرف
مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
عمر: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه،
والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي، ومعنى الجملة (لعمرك قسمي أو يميني).
فإذا كان المبتدأ غير
صريح في القسم (بمعنى يستعمل للقسم وغيره) جاز حذفه وإثباته تقول: عهد الله لأقولن
الحق، وعهد الله علي لأقولن الحق.
3) أن يقع الخبر بعد
كلمة شرطية، على أن يقترن بعدها بالفاء مثل الطالب إن يجتهد فهو ناجح.
الطالب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
إن: حرف شرط مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
يجتهد: فعل الشط مجزوم وعلامة جزمه
السكون.
الفاء: واقعة في جواب الشرط مبني
على الفتح لا محل له من الإعراب.
هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ.
ناجح: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره.
والخبر
المحذوف وجوبا هنا هو خبر الطالب لدلالة جواب الشرط عليه (والذي جعل الخبر محذوفا
هو وجود كلمة شرط هي "إن" بعد المبتدأ، ثم كانت ملة جواب الشرط مقترنة
بالفاء، وهي دلالة على أن هذه الجملة جواب الشرط، ولما كان خبر المبتدأ هو جواب
الشرط في المعنى اكتفى بالجواب، وحذف الخبر وجوبا).
4) أن يكون بعد واو
تحمل معنى (مع) نحو (كل إنسان وما فعل) أي مع فعله، والخبر هنا محذوف وجوبا تقديره
كل إنسان وفعله (مقترنان).
تأخير الخبر وتقديمه:
الأصل
أن يؤخر الخبر على المبتدأ لأنه الحكم الذي نحكم به على المبتدأ، لكن رغم ذلك فقد
يتقدم أو يتأخر في بعض الحالات، نذكر منها ما يلي:
أ- جواز التقديم والتأخير: وذلك هو
الغالب.
مثل: عمر ذاهب ← ذاهب عمر
نعم الطالب عمر←
عمر نعم الطالب
ب- تأخير الخبر وجوبا:
1) أن يكون المبتدأ من
الأسماء التي تستحق الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام، والشرط، وما التعجبية،
وكم الخبرية.
من فعل هذا من يذاكر ينجح ما
أكرم العربي
كم
مجد وفقه الله
2) أن تدخل على
المبتدأ لام الابتداء مثل: للمجتهد ناجح، وذلك لأن لام الابتداء لها الصدارة فلا
يصح تقديم الخبر عليها.
3) أن يكون الخبر جملة
فعلية فاعل ما ضمير مستتر يعود على المبتدأ مثل: خالد يقرأ، لأنك لو قدمت الخبر
لصارت جملة فعلية.
4) أن يكون المبتدأ والخبر
متساويين في رتبة التعريف والتنكير مثل:
أخي
صديقي
فالاسم الأول مضاف إلى
ضميره وكذلك هو الحال بالنسبة للثاني، ولذلك فهما متساويات من حيث التعريف، فإن
كنت تقصد أن تحكم مع أخيك بأنه صديقك وجب أن يكون الأخ مبتدأ والصديق خبر، أما إذا
كنت تريد أن تحكم على صديقك بأنه أخوك قلت: صديقي أخي.
5) أن يكون المبتدأ محصورا في
الخبر، مثل: إنّما محمد رسول، ما أنت إلاّ كاتب.
6) أن يكون الخبر
مقرونا بالفاء مثل: الذي يجتهد فناجح، لأنك إذا قدمت الخبر وجب حذف الفاء.
7) أن يكون خبرا عن
ضمير الشأن، نحو: قل هو
الله أحد
الخبر المفصول
بضمير فصل، مثل: الله هو
الكريم
تقديم الخبر وجوبا:
ويتقدم
الخبر وجوبا في أربعة مواضع هي كالتالي:
1) إذا كان من أسماء الصدارة
كأسماء الاستفهام:
أين
كتابك متى السفر
2) أن يكون الخبر
محصورا في المبتدأ مثل: إنما في الدار زيدٌ
3) أن يكون المبتدأ نكرة محضة، وفي
هذه الحالة لابد أن يكون الخبر جملة، أو شبه جملة:
في الفصل
طالب عندك كتاب
4) أن يكون في المبتدأ
ضمير يرجع إلى الخبر مثل: في الدار صاحبها
تطبيقات: المبتدأ والخبر
غيرُ مأسوفٍ عَلَى زَمَنٍ يَنْقَضِي
بالهَمِّ والحَزَنِ
اللغة:
مأسوف: اسم مفعول من الأسف، وهو
أشد الحزن.
المعنى: إنه لا ينبغي
لعاقل أن يأسف على زمن ليس فيه إلا هموم تتلوها هموم، وأحزان تأتي من ورائها
أحزان، بل يجب عليه أن يستقبل الزمان بغير مبالاة ولا اكتراث.
الإعراب:
غير: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف
(مأسوف) مضاف إليه.
على زمن: جار ومجرور متعلق بمأسوف
مع أنه نائب فاعل سد مسد الخبر.
ينقضي: فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة منه من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود
على (زمن) والجملة من ينقضي وفاعله في محل جر صفة لزمن.
بالهمّ: جار ومجرور متعلق بمحذوف
حال من الضمير لمستتر في ينقضي.
والحزن: الواو حرف عطف، والحزن
معطوف على الهم.
وهناك وجهان آخران في الإعراب.
الوجه الأول: إعراب غير خبر مقدم
وتقدير الكلام «زمن ينقضي بالهم غير مأسوف عليه» وهو توجيه لا يُقتدى به.
الوجه الثاني: وهو لابن الخشاب
وحاصله أن (غير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا غير إلخ.
(ولباس التّقوى ذلك خير)
لباس: مبتدأ، و(التقوى): مضاف
إليه، وذلك مبتدأ ثان، و(خير): خر للمبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر
للمبتدأ الأول، والرابط بينهما الإشارة.
(الحاقّة ما الحاقّة)
الحاقة: مبتدأ أول، (ما): مبتدأ
ثان، والحاقة خبر للمبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر للمبتدأ الأول،
والرابط بينهما إعادة المبتدأ بلفظه.
(قل هو الله أحد)
هو: مبتدأ، (الله): مبتدأ ثان، (أحد):
خبر للمبتدأ الثاني والجملة، والمبتدأ الثاني وخبره خبر للمبتدأ الأول.
أ قاطن قوم سَلْمَى أو
نووا ظعنًا
إنْ
يظعنُوا فعجيبٌ عيشُ من قطنا
اللغة:
قاطن: اسم فاعل فعله قطن إذا أقام
تقول قطن بالمكان إذا لم يفارقه (ظَعَنَا) بفتح الظاء والعين هو الارتحال ومفارقة
الديار.
المعنى:
يتساءل
الشاعر عن قوم سلمى التي يحبها أ هم باقون في مكانهم أم أنهم ينوون الارتحال عنه،
ثم أخبر بأنه لا يطيق الحياة بعد ارتحالهم.
الإعراب:
أ قاطن: الهمزة للاستفهام حرف مبني
على الفتح لا محلّ له من الإعراب
قاطن: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
(قوم): فاعل لقاطن سج مسد خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، (قوم):
مضاف، و(سلمى): مضاف إليه، (أم): حرف عطف، (نووا): فعل ماض مبني على فتح مقدر على
آخره المحذوف للتخلص من التقاء الساكنين، وقد منع من ظهور ذلك الفتح التعذر، و واو
الجماعة فاعل مبني على السكون في محل رفع، ظعنا: مفعول به لنووا منصوب بالفتحة
الظاهرة، (إن): حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (يظعنوا): فعل
مضارع فعل الشرط مجزوم بأن وعلامة جزمه حذف النون، و (واو) الجماعة فاعل مبني على
السكون في محل رفع. (فعجيب) الفاء واقعة في جواب الشرط (عجيب): خبر مقدم على
مبتدئه مرفوع بالضمة الظاهرة، (عيش): مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و(من):
اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون غي محل جر، (قطنا): فعل ماض مبني على الفتح
لا محل له من الإعراب، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو
يعود إلى اسم الموصول، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة
الموصول.
وجملة
الخبر المتقدم والمبتدأ المتأخر في محل جزم جواب الشرط الشاهد (أ قاطن قوم سلمى)
حيث سَدَّ الفاعل مسدّ الخبر.
فخير نحن عند الناس منكم إذا الداعي المثَوِّبُ قال: يا لا
اللغة:
هكذا
هو بالنون في كافة النسخ ويرون (البأس) أي الباء والهمزة والرواية الثانية أنسب
بعجز البيت، المثوب من التثويب: وأصل أن يجيئ الرجل متعرنًا فيلوح بثوبه اليسرى
ويشتهر، ثم سمى الدعاء تثويبا لذلك، قال يا لا، أي: قال يا فلان فحذف فلانا وأبقى
اللام.
الإعراب:
الفاء: بحسب ما قبلها.
(خير): مبتدأ، (نحن): فاعل سد مسد
الخبر، (عند): ظرف مكان متعلق بخير وعند مضاف، والناس أو البأس مضاف إليه، (منكم):
جار ومجرور متعلق بخير أيضا، (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، (الداعي): فاعل
لفعل محذوف يفسره المذكور، وتقدير (الكلام: إذا قال الداعي، والجملة من الفعل
المحذوف وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها، (المثوب): نعت للداعي، (قال): فعل ماض
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الداعي والجملة ما قال المذكور،
وفاعله لا محل لها من الإعراب مفسرة، (يا لا): مقول القول.
الشاهد
فيه في هذا البيت شاهدان كلاهما في (فخير نحن) أما الأول فإن (نحن) فاعل سد مسد
الخبر ولم يتقدم على الوصف الذي هو (خير) نفي ولا استفهام.
أما
الشاهد الثاني فإن نحن الذي وقع فاعلا أغنى عن الخبر هو ضمير منفصل، وهذا دليل على
جواز كون فاعل الوصف ضميرا منفصلاً.
فوائد:
- الخبر يأتي نكرة ومعرفة:
الأصل
في الخبر المفرد أن يكون نكرة خلافا للمبتدأ، وقد يأتي معرفة، وذلك إذا أضفناه إلى
معرفة مثل (محمد صادق القول) فصادق هنا هو الخبر وقد جاء نكرة إلاّ أنّه عرف
بإضافته إلى معرفة.
وإذا كان الخبر معرّفا
بالألف واللام يسبق في غالب الأحيان بضمير فصل حتى لا يظن أن نعت للمبتدأ، مثل:
(خالد هو السائق) ، أو يظن أنّه بدل، وذلك إذا جاء بعد أسماء الإشارة، فيقال « هذا
هو الحق ».
- تعدد الخبر:
يجوز أن يتعدد الخبر،
كما في قولك (علي فاضل الم كاتب شاعر) ويجوز أن يتوسط الأخبار في هذه الحالة حرف
العطف وهو الواو، فيقال: «علي فاضل وعالم وكاتب وشاعر» وحينئذ لا تعرب هذه الأسماء
أخبارا وإنّما تعرب أسماءً معطوفة.
- تطابق المبتدأ والخبر المشتق:
يتطابق المبتدأ والخبر
تذكيرا وتأنيثا وإفرادا، وتثنية وجمعا مقل: الرواية مشوقة، الطالبان مجتهدان،
الأساتذة حاضرون، جميلة مهذبة، الوردتان متفتحتان، المتطوعات نشيطات.
- الرابط بين المبتدأ وجملة
الخبر:
تحتاج الجملة الخبرية
سواء كانت فعلية أو اسمية إلى رابط يربطها بالمبتدأ وغالبا ما يكون هذا الرابط
ضميرا، ونوضح ذلك بالأمثلة الآتية:
الفضيلة تزين الإنسان، الأستاذ
يحترمه الناس، الصدقة ثوابها عظيم.
ففي تزين ضمير مستتر
تقديره هي وهي فاعل يعود على المبتدأ الذي هو الفضيلة. وفي يحترمه ضمير متصل بارز
منصوب مفعول به ليحترم يعود على المبتدأ الأستاذ.
وفي الجملة الثالثة
ضمير يعود على المبتدأ (الصدقة) وهو الضمير المضاف إليه في كلمة ثوابها التي هي
مبتدأ ثان، وقد يكون الرابط بين المبتدأ جملة الخبر اسم إشارة، ويعرب حينئذ مبتدأ ثان،
وذلك في مثل قوله تعالى: (ولباس التّقوى ذلك خير) فذلك هو الرابط وهو مبتدأ ثان
محله الرفع.
وقد يكون الرابط تكرار
المبتدأ بلفظه مثل: (يوم النصر ما يوم النصر) وتُعرب (ما) في الجملة الخبرية مبتدأ
ثان، وهي تحمل دلالة التعجب، ويوم الثانية خبر للمبتدأ الثاني مضافة إلى النصر،
والجملة الاسمية خبر للمبتدأ الأول، والرابط هنا هو تكرار المبتدأ الأول.
الجملة
الاسمية هي موضوع علم النحو؛ لأنه العلم الذي يدرس الكلمات في علاقاتها مع بعضها
البعض، وحين تدخل الكلمات في التركيب يصبح لها معنى نحويا أي تصبح لها وظيفة معينة
تتأثر بغيرها، وتؤثر هي الأخرى في غيرها.
والجملة
عند النحاة هي الكلام الذي يتركب من كلمتين فأكثر، وله معنى مفيد مستقل. والجملة
العربية نوعان: جملة فعلية وهي التي تبتدئ بفعل غير ناقص، وجملة اسمية وهي التي
تكون مبدوءة باسم بدءًا أصيلا.
وسواء
كانت الجملة اسمية أو فعلية فهي تركيب إسنادي، بمعنى أنها تتركب من مفردين العلاقة
بينهما علاقة إسناد ، فسواء قلت جلس عمر، أم قلت عمر جالس فأنت في كلتا الجملتين
تسند الجلوس إلى عمر، أو بتعبير آخر أنت تحكم على عمر بالجلوس، فعمر في الجملتين
مسند إليه والجلوس مسند.
ركنا الجملة الاسمية:
تتركب
الجملة الاسمية من ركنين متلازمين تلازما تاما، ومطلقا هما المبتدأ والخبر.
المبتدأ هو الاسم الذي
يقع في أول الجملة، لكي نحكم عليه بحكم ما، والحكم الذي نحكم به على المبتدأ هو
الذي نسميه بالخبر، فهو الذي يكمّل الجملة مع المبتدأ أو يتم معناها.
أنواع المبتدأ:
المبتدأ لا يكون جملة،
ونما هو كلمة واحدة، فإذا رأيت مبتدأً على هيئة جملة فهي ليست مبتدأ باعتبارها
جملة، بل باعتبارها كلمة واحدة فلو قلت مثلا: لا إله إلاّ الله خير كلمة، فإن
المبتدأ هو لا إله إلاّ الله وتعرب مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة
الحكاية، وخير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ومن أمثلة ذلك قولك: الصيف
ضبعت اللبن مثل قديم.
الصيف ضبعت اللبن: مبتدأ مرفوع
بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية.
مثل: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة.
والمبتدأ
نوعان:
1) مبتدأ يحتاج إلى خبر.
2) مبتدأ لا يحتاج إلى خبر وإنما يحتاج إلى مرفوع يكتفي به.
والنوع الأول (أي الذي
يحتاج إلى خبر) يكون اسما صريحا أو مؤولا، فالاسم الصريح مثل: عمر كريم، والمصدر
المؤول مثل قوله تعالى: (وأن تصوموا خير لكم).
الإعراب:
أن: حرف مصدري ونصب مبني على
السكون لا محل له من الإعراب
تصوموا: فعل مضارع
منصوب بأن وعلامة نصبه حذف حرف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ.
خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره.
النوع
الثاني من المبتدأ، وهو الذي لا يحتاج إلى خبر بل يحتاج إلى مرفوع يكتفي به، وقد
يعرب هذا الاسم فاعلا بعد اسم الفاعل، ويعرب نائبا عن الفاعل بعد اسم المفعول،
ولابدّ أن تَتَصدر هذه الجملة بفي أو استفهام.
مثال
ذلك: ما ناجح الكسول، وتعرب هذه الجملة بطريقتين:
ما: حرف نفي مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
ناجح: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
الكسول: فاعل سد مسد الخبر مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الطريقة الثانية:
ما: حرف نفي.
ناجح: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
الكسول: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مثال على اسم المفعول:
أمحبوب أخواك ؟
الهمزة: حرف استفهام مبني على الفتح
لا محل له من الإعراب.
محبوب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
أخواك: نائب فاعل سد
مسد الخبر مرفوع بالألف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
مثال مع الصفة المشبهة:
ما حسن الإهمال.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
حسن: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
الإهمال: فاعل سد مسد الخبر مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ملاحظة:
قد
يسبق المبتدأ حرف جر زائد، أو شبيه بالزائد مثل: هل من أحد في المنزل ؟
هل: حرف استفهام مبني على السكون
لا محل له من الإعراب.
من: حرف جر زائد.
أحد: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع
من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
في البيت: جار ومجرور متعلق بمحذوف
خبري محل رفع.
* بحسبك رزق الله.
الباء: حرف جر زائد.
حسب: مبتدأ مرفوع بضمة
مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والكاف ضمير متصل مبني
على الفتح في محل جر مضاف إليه.
رزق: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
ولفظ الجلالة مضاف إليه.
ومن
أمثلة ذلك أيضا قولك: ناهيك بالله.
ناهي: خبر مقدم مرفوع
بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل، والكاف ضمير متصل مبني على فتح في محل جر مضاف
إليه.
بالله: الباء حرف جر،
ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف
الجر الزائد، وتقدير المعنى ] الله ناهك عن طلب غيرك لأنّه كافيك ] .
مثال على حرف الجر الشبيه بالزائد:
رُبَّ طالب أعلم من أستاذه.
ربّ: حرف جر شبيه بالزائد.
طالب: مبتدأ مرفوع
بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
أعلم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
تعريف المبتدأ وتنكيره:
يشترط
في المبتدأ أن يكون معرفة مثل (محمد رسول الله) أو نكرة مفيدة مثل (رجل عندك
عالم).
وقد
عدّ بعض النحاة عشرات المواضع التي تكون فيها النكرة مفيدة، وحصرها آخرون في
العموم والخصوص، أي:
1) أن يكون المبتدأ كلمة دالة على
العموم، أو نكرة مختصة.
ومن أمثلة ذلك أن يكون كلمة من
كلمات العموم مثل (كلّ) نحو قوله تعالى: (كلّ له قانتون).
كلّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
له: اللام حرف جر مبني
على الفتح لا محل له من الإعراب، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر والجار
والمجرور متعلق بالخبر الآتي.
قانتون: خبر مرفوع بالواو لأنه
محلق بجمع المذكر السالم
2) أن يكون المبتدأ مسبوقا بنفي،
أو استفهام.
مثل ما بُخْلٌ بمفيد.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
بخل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره
بمفيد: الباء حرف جر
زائد، مفيد خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر
الزائد.
وهل غِنًى خيرٌ من غنى النفس ؟
هل: حرف استفهام مبني على السكون
لا محل له من الإعراب.
غنى: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على
الألف منع من ظهورها التعذر.
خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره.
3) أن يكون المبتدأ
مؤخرا على أن يكون الخبر جملة، أو شبه جملة، نحو (في القصاص حياة).
في: حرف جر مبني على
السكون لا محل له من الإعراب.
القصاص: اسم مجرور بفي
وعلامة جره الكسرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
حياة: مبتدأ مؤخر
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ونحو: أمام الباب رجل.
4) أن يكون المبتدأ
نكرة مختصة على النحو التالي:
أ- أن تكون موصوفة مثل:
رجل كريم في البيت.
رجل: مبتدأ مرفوع
بالضمة الظاهرة.
كريم: نعت مرفوع
بالضمة الظاهرة على آخره.
في البيت: جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
ب- أن تكون مصغرة مثل:
رُجَيْلٌ يخطب.
رجيل: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
يخطب: فعل وفاعل
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر للمبتدأ.
جـ- أن تكون مضافة إلى
نكرة مثل: نائب مدير قادم.
5) أن يكون المبتدأ
كلمة دالة على الدعاء مثل: نصر للمؤمنين.
نصر: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
للمؤمنين: جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
6) أن يكون المبتدأ
واقعا في أوّل جملة الحال نحو: كان يعمل وصديق يساعده.
الواو: واو الحل مبني
على الفتح لا محل له من الإعراب.
صديق: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
يساعده: فعل مضارع
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والهاء ضمير متصل
مبني على الضم ي محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
حذف المبتدأ:
الأصل في المبتدأ أن
يذكر لأنه عمدة أي ركن أساسي في الجملة، لكن هناك حالات يجوز فيها حذفه إذا فهم من
الكلام، وهناك حالات يحذف فيها المبتدأ جوازًا، وحالات أخرى يحذف فيها وجوبا.
1) الحذف الجائز: إذا
دَلَّ عليه دليل كان يكون في جواب عن سؤال تقول أين علي ؟ فيجيب مسافر، فمسافر خبر
لمبتدإ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة، ومثل: كيف الحال ؟ فتجيب حسنٌ.
2) الحذف الواجب: يحذف المبتدأ
وجوبا في الحالات التالية:
أ- إذا كان خبره مخصوصا
بالمدح والذم واقعا بعد (نعم وبئس) نحو (نعم الرجل زيدٌ) ولك في هذه الجملة أكثر
من إعراب وأقرب.
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
الرجل: فاعل مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة والجملة الفعلية في محل رفع خبر مقدم، وتقدير الكلام (زيد نعم
الرجل) ويمكن إعرابه على النحو التالي:
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
الرجل: فاعل مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو،
وتقدير الجملة (نعم الرجل هو زيد).
ب- إذا كان في جملة
قسمية خبرها ظاهر الدلالة على القسم مثل: (في ذمتي لأسافرن) أي عهد في ذمتي.
في: حرف جر مبني على السكون لا محل
له من الإعراب.
ذمتي: اسم مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف
إليه، والجار والمجرور متعلق بالخبر في محل رفع.
د) إذا كان خبره نعتا قطع من النعتية
نحو: رأيت خالدًا المسكين، التقدير هو المسكين.
هـ) أن يقع هو، وخبره بعد
عبارة لا سيما في مثل قولك: أحب الرياضة، ولا سيما السباحة.
الإعراب:
لا سيما: لا نافية للجنس حرف مبني
على السكون لا محل له من الإعراب.
سي: اسم لا النافية للجنس منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في
محل جر مضاف إليه.
السباحة: خبر لمبتدأ
محذوف وجوبا تقديره هي، والجملة من المبتدأ والخبر صلة الموصول لا محل لها من
الإعراب.
وتقدير الجملة أحب
الرياضة ولا سيما هي السباحة، وخبر لا النافية للجنس محذوف تقديره موجود.
الخبر:
الخبر هو الركن الأساسي الثاني في
الجملة الاسمية الذي يكمّل الجملة مع المبتدأ ويتم معناها الرئيسي، وهو مرفوع
ورافعه المبتدأ.
أنواعه: الخبر ثلاثة أقسام (مفرد،
وجملة، وشبه جملة):
أ- الخبر المفرد: هو ما ليس بجملة،
ولا شبه جملة، مثل: زيدٌ مجتهد.
ب- الخبر الجملة: إمّا
أن يكون جملة اسمية، أو فعلية، ومثال الخبر الذي هو جملة اسمية: زيد خلقه كريمٌ.
زيد: مبتدأ أول مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
خلقه: مبتدأ ثان مرفوع
وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مني على الضمة في محل جر.
كريم: خبر للمبتدأ
الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ الثاني، وخبره في محل
رفع خبر للمبتدأ الأول.
ومن أمثلة الخبر الذي هو جملة
فعلية قولك: أحمد يلعب بالكرة.
أحمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
يلعب: فعل مضارع مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل
رفع خبر للمبتدأ.
جـ- الخبر شبه جملة: وشبه
الجملة هي الجار والمجرور والظرف وهرما لا يعربان خبرا وإنّما يتعلقان (بكون عام)
هو الخبر، ولذلك يقول في إعرابهما متعلقان بخبر محذوف، أو بمحذوف خبر مثل: المعلم
في القسم.
المعلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة على آخره.
في القسم: في حرف جر
مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والقسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة
الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
ومثال شبه الجملة التي تتكون من
الظرف: أمام القسم شجرة.
أمام: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة على آخره.
القسم: مضاف إليه مجرور بالكسرة
الظاهرة.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم
في محل رفع.
شجرة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تعدد الخبر:
قد
يكون للمبتدأ أكثر من خبر، فإذا كان هناك أكثر من خبر تعربها أخبارًا أيضا، ومن
هذه الأخبار ما يكون صفة للخبر الأول، ومنها ما لا يصح إلا أن يكون خبرا، وكل ذلك
يتوقف على معنى الجملة فتقول: أحمد جزائريٌ شجاع كريم.
أحمدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
جزائريٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
شجاع: خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
كريم: خبر ثالث مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
(وتستطيع في هذا المثال أن تقول:
شجاع صفة، وكريم صفة للخبر) وصفة المرفوع مرفوع.
حذف الخبر:
الخبر
ركن أساي في الجملة الاسمية لا يمكن الاستغناء عنه، لكن هناك حالات يحذف فيها جوازا،
وحالات أخرى يحذف فيها وجوبا.
أ) الحذف الجائز: يحذف الخبر جوازا في
الحالات التالية:
1) إذا كان في جواب عن سؤال، مثل:
من في القسم ؟ فتجيب المعلم.
المعلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة، والخبر محذوف جوازا تقديره في القسم.
2) أن يقع المبتدأ
وخبره بعد إذا الفجائية، مثل: خرجت فإذا المطر، أي خرجت فإذا المطر ينزل.
المطر: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة، والخبر محذوف جوازا تقديره ينزل.
ب) الحذف الواجب: يحذف الخبر وجوبا في
مواضع كثيرة منها:
1) أن يقع المبتدأ
وخبره بعد لولا، مثل: لولا الإيمان لضاع الإنسان. لولا العدالة لضاعت حقوق الناس.
لولا: حرف امتناع لوجود مبني على
السكون لا محل له من الإعراب.
الإيمان: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والخبر محذوف وجوبًا تقديره (موجود).
اللام: اللام واقعة في جواب لولا،
حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
ضاع: فعل ماض مبني على الفتح.
الإنسان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
ويشترط
النحاة أن لا يحذف الخبر وجوبًا إلا إذا دلّ على (كون عام) كما في المثال السابق،
أما إذا دَلَّ على (كون خاص) فيجب ذكره مثل: لولا التلاميذ مجتهدون ما فازت
المدرسة في المسابقة، فلو حذفنا الخبر في هذه الجملة لاختل المعنى لأنّه لا يمكن
أن تكون هناك مسابقة بدون متسابقين، وإنّما المقصود هو وجود خاص للتلاميذ، وهو
الاجتهاد.
2) أن يكون خبرا لمبتدأ صريح في
القسم، نحو لعمرك لينجحن المثابرُ.
لعمرك: اللام لام الابتداء حرف
مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
عمر: مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه،
والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي، ومعنى الجملة (لعمرك قسمي أو يميني).
فإذا كان المبتدأ غير
صريح في القسم (بمعنى يستعمل للقسم وغيره) جاز حذفه وإثباته تقول: عهد الله لأقولن
الحق، وعهد الله علي لأقولن الحق.
3) أن يقع الخبر بعد
كلمة شرطية، على أن يقترن بعدها بالفاء مثل الطالب إن يجتهد فهو ناجح.
الطالب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
إن: حرف شرط مبني على السكون لا
محل له من الإعراب.
يجتهد: فعل الشط مجزوم وعلامة جزمه
السكون.
الفاء: واقعة في جواب الشرط مبني
على الفتح لا محل له من الإعراب.
هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ.
ناجح: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره.
والخبر
المحذوف وجوبا هنا هو خبر الطالب لدلالة جواب الشرط عليه (والذي جعل الخبر محذوفا
هو وجود كلمة شرط هي "إن" بعد المبتدأ، ثم كانت ملة جواب الشرط مقترنة
بالفاء، وهي دلالة على أن هذه الجملة جواب الشرط، ولما كان خبر المبتدأ هو جواب
الشرط في المعنى اكتفى بالجواب، وحذف الخبر وجوبا).
4) أن يكون بعد واو
تحمل معنى (مع) نحو (كل إنسان وما فعل) أي مع فعله، والخبر هنا محذوف وجوبا تقديره
كل إنسان وفعله (مقترنان).
تأخير الخبر وتقديمه:
الأصل
أن يؤخر الخبر على المبتدأ لأنه الحكم الذي نحكم به على المبتدأ، لكن رغم ذلك فقد
يتقدم أو يتأخر في بعض الحالات، نذكر منها ما يلي:
أ- جواز التقديم والتأخير: وذلك هو
الغالب.
مثل: عمر ذاهب ← ذاهب عمر
نعم الطالب عمر←
عمر نعم الطالب
ب- تأخير الخبر وجوبا:
1) أن يكون المبتدأ من
الأسماء التي تستحق الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام، والشرط، وما التعجبية،
وكم الخبرية.
من فعل هذا من يذاكر ينجح ما
أكرم العربي
كم
مجد وفقه الله
2) أن تدخل على
المبتدأ لام الابتداء مثل: للمجتهد ناجح، وذلك لأن لام الابتداء لها الصدارة فلا
يصح تقديم الخبر عليها.
3) أن يكون الخبر جملة
فعلية فاعل ما ضمير مستتر يعود على المبتدأ مثل: خالد يقرأ، لأنك لو قدمت الخبر
لصارت جملة فعلية.
4) أن يكون المبتدأ والخبر
متساويين في رتبة التعريف والتنكير مثل:
أخي
صديقي
فالاسم الأول مضاف إلى
ضميره وكذلك هو الحال بالنسبة للثاني، ولذلك فهما متساويات من حيث التعريف، فإن
كنت تقصد أن تحكم مع أخيك بأنه صديقك وجب أن يكون الأخ مبتدأ والصديق خبر، أما إذا
كنت تريد أن تحكم على صديقك بأنه أخوك قلت: صديقي أخي.
5) أن يكون المبتدأ محصورا في
الخبر، مثل: إنّما محمد رسول، ما أنت إلاّ كاتب.
6) أن يكون الخبر
مقرونا بالفاء مثل: الذي يجتهد فناجح، لأنك إذا قدمت الخبر وجب حذف الفاء.
7) أن يكون خبرا عن
ضمير الشأن، نحو: قل هو
الله أحد
الخبر المفصول
بضمير فصل، مثل: الله هو
الكريم
تقديم الخبر وجوبا:
ويتقدم
الخبر وجوبا في أربعة مواضع هي كالتالي:
1) إذا كان من أسماء الصدارة
كأسماء الاستفهام:
أين
كتابك متى السفر
2) أن يكون الخبر
محصورا في المبتدأ مثل: إنما في الدار زيدٌ
3) أن يكون المبتدأ نكرة محضة، وفي
هذه الحالة لابد أن يكون الخبر جملة، أو شبه جملة:
في الفصل
طالب عندك كتاب
4) أن يكون في المبتدأ
ضمير يرجع إلى الخبر مثل: في الدار صاحبها
تطبيقات: المبتدأ والخبر
غيرُ مأسوفٍ عَلَى زَمَنٍ يَنْقَضِي
بالهَمِّ والحَزَنِ
اللغة:
مأسوف: اسم مفعول من الأسف، وهو
أشد الحزن.
المعنى: إنه لا ينبغي
لعاقل أن يأسف على زمن ليس فيه إلا هموم تتلوها هموم، وأحزان تأتي من ورائها
أحزان، بل يجب عليه أن يستقبل الزمان بغير مبالاة ولا اكتراث.
الإعراب:
غير: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف
(مأسوف) مضاف إليه.
على زمن: جار ومجرور متعلق بمأسوف
مع أنه نائب فاعل سد مسد الخبر.
ينقضي: فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة منه من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود
على (زمن) والجملة من ينقضي وفاعله في محل جر صفة لزمن.
بالهمّ: جار ومجرور متعلق بمحذوف
حال من الضمير لمستتر في ينقضي.
والحزن: الواو حرف عطف، والحزن
معطوف على الهم.
وهناك وجهان آخران في الإعراب.
الوجه الأول: إعراب غير خبر مقدم
وتقدير الكلام «زمن ينقضي بالهم غير مأسوف عليه» وهو توجيه لا يُقتدى به.
الوجه الثاني: وهو لابن الخشاب
وحاصله أن (غير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا غير إلخ.
(ولباس التّقوى ذلك خير)
لباس: مبتدأ، و(التقوى): مضاف
إليه، وذلك مبتدأ ثان، و(خير): خر للمبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر
للمبتدأ الأول، والرابط بينهما الإشارة.
(الحاقّة ما الحاقّة)
الحاقة: مبتدأ أول، (ما): مبتدأ
ثان، والحاقة خبر للمبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر للمبتدأ الأول،
والرابط بينهما إعادة المبتدأ بلفظه.
(قل هو الله أحد)
هو: مبتدأ، (الله): مبتدأ ثان، (أحد):
خبر للمبتدأ الثاني والجملة، والمبتدأ الثاني وخبره خبر للمبتدأ الأول.
أ قاطن قوم سَلْمَى أو
نووا ظعنًا
إنْ
يظعنُوا فعجيبٌ عيشُ من قطنا
اللغة:
قاطن: اسم فاعل فعله قطن إذا أقام
تقول قطن بالمكان إذا لم يفارقه (ظَعَنَا) بفتح الظاء والعين هو الارتحال ومفارقة
الديار.
المعنى:
يتساءل
الشاعر عن قوم سلمى التي يحبها أ هم باقون في مكانهم أم أنهم ينوون الارتحال عنه،
ثم أخبر بأنه لا يطيق الحياة بعد ارتحالهم.
الإعراب:
أ قاطن: الهمزة للاستفهام حرف مبني
على الفتح لا محلّ له من الإعراب
قاطن: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
(قوم): فاعل لقاطن سج مسد خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، (قوم):
مضاف، و(سلمى): مضاف إليه، (أم): حرف عطف، (نووا): فعل ماض مبني على فتح مقدر على
آخره المحذوف للتخلص من التقاء الساكنين، وقد منع من ظهور ذلك الفتح التعذر، و واو
الجماعة فاعل مبني على السكون في محل رفع، ظعنا: مفعول به لنووا منصوب بالفتحة
الظاهرة، (إن): حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (يظعنوا): فعل
مضارع فعل الشرط مجزوم بأن وعلامة جزمه حذف النون، و (واو) الجماعة فاعل مبني على
السكون في محل رفع. (فعجيب) الفاء واقعة في جواب الشرط (عجيب): خبر مقدم على
مبتدئه مرفوع بالضمة الظاهرة، (عيش): مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و(من):
اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون غي محل جر، (قطنا): فعل ماض مبني على الفتح
لا محل له من الإعراب، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو
يعود إلى اسم الموصول، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة
الموصول.
وجملة
الخبر المتقدم والمبتدأ المتأخر في محل جزم جواب الشرط الشاهد (أ قاطن قوم سلمى)
حيث سَدَّ الفاعل مسدّ الخبر.
فخير نحن عند الناس منكم إذا الداعي المثَوِّبُ قال: يا لا
اللغة:
هكذا
هو بالنون في كافة النسخ ويرون (البأس) أي الباء والهمزة والرواية الثانية أنسب
بعجز البيت، المثوب من التثويب: وأصل أن يجيئ الرجل متعرنًا فيلوح بثوبه اليسرى
ويشتهر، ثم سمى الدعاء تثويبا لذلك، قال يا لا، أي: قال يا فلان فحذف فلانا وأبقى
اللام.
الإعراب:
الفاء: بحسب ما قبلها.
(خير): مبتدأ، (نحن): فاعل سد مسد
الخبر، (عند): ظرف مكان متعلق بخير وعند مضاف، والناس أو البأس مضاف إليه، (منكم):
جار ومجرور متعلق بخير أيضا، (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، (الداعي): فاعل
لفعل محذوف يفسره المذكور، وتقدير (الكلام: إذا قال الداعي، والجملة من الفعل
المحذوف وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها، (المثوب): نعت للداعي، (قال): فعل ماض
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الداعي والجملة ما قال المذكور،
وفاعله لا محل لها من الإعراب مفسرة، (يا لا): مقول القول.
الشاهد
فيه في هذا البيت شاهدان كلاهما في (فخير نحن) أما الأول فإن (نحن) فاعل سد مسد
الخبر ولم يتقدم على الوصف الذي هو (خير) نفي ولا استفهام.
أما
الشاهد الثاني فإن نحن الذي وقع فاعلا أغنى عن الخبر هو ضمير منفصل، وهذا دليل على
جواز كون فاعل الوصف ضميرا منفصلاً.
فوائد:
- الخبر يأتي نكرة ومعرفة:
الأصل
في الخبر المفرد أن يكون نكرة خلافا للمبتدأ، وقد يأتي معرفة، وذلك إذا أضفناه إلى
معرفة مثل (محمد صادق القول) فصادق هنا هو الخبر وقد جاء نكرة إلاّ أنّه عرف
بإضافته إلى معرفة.
وإذا كان الخبر معرّفا
بالألف واللام يسبق في غالب الأحيان بضمير فصل حتى لا يظن أن نعت للمبتدأ، مثل:
(خالد هو السائق) ، أو يظن أنّه بدل، وذلك إذا جاء بعد أسماء الإشارة، فيقال « هذا
هو الحق ».
- تعدد الخبر:
يجوز أن يتعدد الخبر،
كما في قولك (علي فاضل الم كاتب شاعر) ويجوز أن يتوسط الأخبار في هذه الحالة حرف
العطف وهو الواو، فيقال: «علي فاضل وعالم وكاتب وشاعر» وحينئذ لا تعرب هذه الأسماء
أخبارا وإنّما تعرب أسماءً معطوفة.
- تطابق المبتدأ والخبر المشتق:
يتطابق المبتدأ والخبر
تذكيرا وتأنيثا وإفرادا، وتثنية وجمعا مقل: الرواية مشوقة، الطالبان مجتهدان،
الأساتذة حاضرون، جميلة مهذبة، الوردتان متفتحتان، المتطوعات نشيطات.
- الرابط بين المبتدأ وجملة
الخبر:
تحتاج الجملة الخبرية
سواء كانت فعلية أو اسمية إلى رابط يربطها بالمبتدأ وغالبا ما يكون هذا الرابط
ضميرا، ونوضح ذلك بالأمثلة الآتية:
الفضيلة تزين الإنسان، الأستاذ
يحترمه الناس، الصدقة ثوابها عظيم.
ففي تزين ضمير مستتر
تقديره هي وهي فاعل يعود على المبتدأ الذي هو الفضيلة. وفي يحترمه ضمير متصل بارز
منصوب مفعول به ليحترم يعود على المبتدأ الأستاذ.
وفي الجملة الثالثة
ضمير يعود على المبتدأ (الصدقة) وهو الضمير المضاف إليه في كلمة ثوابها التي هي
مبتدأ ثان، وقد يكون الرابط بين المبتدأ جملة الخبر اسم إشارة، ويعرب حينئذ مبتدأ ثان،
وذلك في مثل قوله تعالى: (ولباس التّقوى ذلك خير) فذلك هو الرابط وهو مبتدأ ثان
محله الرفع.
وقد يكون الرابط تكرار
المبتدأ بلفظه مثل: (يوم النصر ما يوم النصر) وتُعرب (ما) في الجملة الخبرية مبتدأ
ثان، وهي تحمل دلالة التعجب، ويوم الثانية خبر للمبتدأ الثاني مضافة إلى النصر،
والجملة الاسمية خبر للمبتدأ الأول، والرابط هنا هو تكرار المبتدأ الأول.
- إبراهيم جلالمشرف المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 535
نقاط تميز العضو : 116727
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العمر : 46
رد: المبتدأ والخبر
11/01/10, 10:32 am
بارك الله فيك أستاذنا يوسف فقد وفيت الشرح حقه ومنك نتعلم .
- foufou90مشرفة المرسى العام
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 3749
نقاط تميز العضو : 148195
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمر : 34
رد: المبتدأ والخبر
11/01/10, 08:34 pm
[b][i]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات
القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
واصل في كل ما هو جديد ومفيد لديــــــــــــــك
تقبل مروري المتواضع اختك فوفو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات
القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
واصل في كل ما هو جديد ومفيد لديــــــــــــــك
تقبل مروري المتواضع اختك فوفو
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى