لن أبيع طفولتي للريح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


""" المال والبنون زينة الحياة الدنيا """"



أحبتي ....

طفلة صغيرة تقبع على رصيف الشارع .. تنتظر من يمد يده اليها لينقذها من ذئاب الليل
شاهدتها ببراءتها .. وأحببت أن أروي لكم صورتها وهي تصيح """ أين أبي """


أعزائي ...

لماذا كلما أبكي يغادر من ثنايا الجرح وجه طفلة يحاكمني على ألمي
ويخاطب الأطفال من عمره .. ليشهدوا أنه طفل يفتّش في خمار الليل عن قُبلَه ...

ترتد ذاكرة الأماكن والملوحة في فمي ... ويردني الصدى الى حيث طفلة تجلس على
قارعة الطريق ... أضاعت مهدها منذ ولدت ... من حوّل الحب في جفنيها , مأساة تعانق
رحلتها ... من باعها لأصابع الزمان المر .. من تركها تحتفل على أرصفة الطرقات .. وحذف
جبينها من عالم الطفولة .... برد يمس قميص الليل الذي ترتديه ... يلسعني بردها ثم أبكي
طويلا ..
أنا لست الا عابرا خانتني ذاكرتي ... وأنا انظر لتفاصيل وجهها البريء ... لقد ارتدت من بؤسها
جلبابا ... هي طفلة الترحال حين يكون سجن والديها للعمر بابا ...

لن أبيع طفولتي للريح ... لن أجعل الطرقات تبصق في وجهها الترابا .. فقد تعلمت فن البوح ..
حين يكون وجه طفلتي يزجي الى قلبي العتابا ...

طفولة ضائعة على رصيف العمر ... أين أنتم يا من تدّعون الحراما ... من باع صوت الطفولة
للشوارع وهو يعلم ... أنهم مازالوا أطفالا يرسمون فوق الأرض توقيع القلب المحطّم ...

ألم يقل الله تعالى : "" وفصاله في عامين """"

هذه الطفلة باعت قميصها لدكاكين الزبالة .. ثم تأتي شرطة الدولة .. وتقسم أن هذي الطفلة
ضد العدالة ... وأي عدالة خرساء تتركنا نبيع أطفالنا للشارع ... نبيع فلذات أكبادنا لتجار الحرام
ليجعلوا منها دمية .. منفوشة الشعر .. مصبوغة الوجه .. مهدّمة الثياب ... فنشفق عليها
فنعطيها مما تجود به النفس .. فيرمون لها عظمة في آخر الليل لتلعق عنها الترابا ..

أي زمان نعيش فيه ... نحن أخوة يوسف وذئب الليل في أنفسنا يترقب العظاما ...
انني أتألمْ ... ليس من جرحي ولكن ... من طفلة عندما شاهدها الرجل تبكي تبسّمْ ...
في جهنم كل من مات وفي مقلته حلم محرّم .. يسرق الغفوة من عين طفلة بريئة .. ويبيع
حزنها أرطالا الى قلب تحطّم ... لا تبكي أيتها الطفلة فحزن القبر بالنسبة لك أرحم ...

بالله عليكم أين الضمير الحي .. أين الأرواح المكدسة في خزائن المال ...من منا يوما حدّث نفسه
أن يعرف قصة طفل من أطفال الشوارع ... هي مشكلة قديمة حديثة .. ما زلنا نعانيها وسنبقى

لماذا يتخلى الرجل عن أبنائه في لحظة فقر ؟؟؟ أليس الله هو الرازق ....



لماذا نترك فلذات أكبادنا تتفطر ألما على أرصفة الطرقات وغيرهم من الأطفال يركب أحلى وأجمل
السيارات ..؟؟؟
لماذا نقتل الروح التي خلقها الله ثم ندّعي ونقول هي سنة الحياة ...!!!!

عجبا والله منا ..!! ألم تنظر يوما في وجه طفل فقد براءة الطفولة وهو يراقب أطفالا يلعبون بالدمى
دون خوف ... يأكلون أفضل الأطعمة ويلبسون افضل الملابس .... ألم تشاهد النظرة المفعمة بالشوق
الى مشاركتهم دون انفعال منه ... ألم تشاهد البؤس في عينيه كوميض نار ... من باعنا الجلنار وأعطاه
بقايا العذاب ... نقول هي أقدار الله .... وأين أنتم من القدر ؟؟؟

ما السبب وراء الانحلال الأسري ..؟؟؟ من المتسبب في رماد الجوع الذي يعيشه الأطفال ...
أهو المال ... أهو الفقر أم الغنى ؟؟؟
أهو الإهمال أم كثرة الخوف ؟؟؟؟
أهو الزنا المحرّم دون عناء ؟؟؟
أهو الجري وراء الشهرة وترك الأبناء ؟؟؟

ما هو برأيكم ؟؟





م/ن

افتقدنا حضورك الجميل اخي العزيز امير ادرار
جزااااااك الله كل الخير عنا
وبارك الله لقولك وعملك الطيب
متالق في ردودك اخي الفاضل امير
عطرت الموضوع بمرورك الزاكي والباهي
ونورت صفحتي بكلماتك الرائعة التي زادت من روعة الموضوع
وفقك الله...اثابك الله...

السلام عليكم ورحمة الله
اشكرك على طرح هذا الموضوع الشائك والذي اخذ يتوسع وينتشر في وطننا العربي
اذا اردنا ان نجيب على الاسئلة التي طرحتها فنستطيع ان نقول ان الاسباب التي ذكرتها كلها مؤثرة وتدخل بشكل او بآخر ولكني ارى اهم سبب هو بعدنا عن الله سبحانه وتعالى وترك ديننا وسنة نبينا فلو توكلنا على الله حق توكله لما اصابنا من الخزي والفقر والذل والانحلال الخلقي والامراض النفسية والجسدية ما اصابنا اليوم
ونحن نرى الشباب اليوم يقبلون على الزواج ليصونو انفسهم ويكملوا نصف دينهم ولكنهم لا يستطعون تحمل حتى مسؤولية انفسهم فما بالك بتحمل مسؤولية اسرة
سبب اخر وهو الانحلال الاسري وانعدام الحوار وعدم الرضا بالواقع والطموح الى الافضل ولكن بوسائل غير مشروعة او العيش في الاحلام دون العمل لتحقيق الاهداف والطموح
والقناعة كنز لا يفنى
هذه اجابة سريعة ارجو ان يكون في طياتها شيء من الحقيقة
تقبلي مروري

تحية طيبة ازفها لك اخي الفاضل محمد
رد متواضع وفي قمة الروعة
كلمات خطتها ايدي مبدعة
اسعدني تواجدك ...دمت متالقا ومبدعا
شكرا وبارك الله فيك