- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 200263
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
نهاية الإنسان
04/06/10, 02:29 pm
بقلم: خليل محمود كركوكلي
يعتقد الإنسان في الوقت الحاضر، أنّهُ يملكُ قدرةً كبيرةً جدّاً، ويحسب أنَّهُ قدْ حكمَ كلَّ شيء فقد وصلَ إلى القمر والمريخ، وأبداعَ الآلات الصناعية الكبرى، وتفنَّنَ في صناعة آلات الدمار وأسلحة الدمار الشامل، وتقدَّمَ بالطبِّ والهندسة والعمارة، ولكنَّهُ رغم ذلك لم يستطعْ أنْ يغيِّرَ الناموس العام للكون فالحجرُ يبقى صامتاً والدابةُ تبقى بكماء والشمس تشرق من الشرق، وتغربُ من الغرب كلَّ يوم فلا أثر للإنسان المبدع عليهم.
الله عزَّ وجلَّ يخبرُ الناس بنهاية عالمهم الذي هو نهايتهم وحسابهم، فعند اقتراب الساعة تتغيَّرُ النواميس ايذاناً بفناء العالم ففي سورة النمل يقول تعالى: (وإذا وقعَ القولُ عليهم أخرجْنا لُهمْ دابةً من الأرض تكلّمُهُمْ أنَّ الناسَ كانوا بآياتنا لا يوقنون)(82) فكلُّ ماصنعَهُ الإنسانُ وأبداعَهُ لم يستطعْ أنْ يجعل البدابةَ تتكلَّمُ؟ وهلْ تتكلم لغة واحدة أمْ أكثر ففي هذا اثبات عجز الإنسان وهناكَ علامةٌ أُخرى لنهاية عالم الإنسان، أخبرنا بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم حيث قال: (لا تقومُ السَّاعة حتَّ تطلعَ الشمس منْ مغربها) ففي سورة ياسين: (والشمس تجري لمستقرِّ لها ذلك تقديرُ العزيز الحكيم)(38) فالشمس تجري والجري أسرع من المشي والهرولة وقد أثبت العلم الإنساني سرعة الجري وأثره على النظام الكوني، ولكن لم يقلْ أنَّ الشمس ستشرق ذات مرَّة من المغرب وشروقها من الغرب دليل اقتراب النهاية وعدم قبول التوبة بقول الرسول صلّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الله يبسطُ يدَهُ بالليل ليتوبَ مسيء النهار ويبسطُ يدَهُ بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل حتّى تطلعَ الشمسُ من مغربِها).
وعلى الرَّغم منْ أنَّ الإنسانَ قد بلغ مقاماً عالياً في الإبداعات، فالتحدِّي الإلهي للبشر العقلاء والعلماء لا يزال قائماً، فالله مازالَ يتحدَّاهم في أنْ يخلقوا ذبابة في قوله تعالى بسورة الحجِّ: (ياأيُها الناسُ ضُربَ مثلٌ فاستمعوا لهُ إنَّ الذين تدعونَ منْ دونِ الله لنْ يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا لهُ وإنْ يسْلبْهُم الذبابُ شيئاً لا يستنقذوهُ منهُ ضَعفَ الطالبُ والمطلوب(73) ماقدَّروا الله حقَّ قدْرهِ إن الله قويُّ عزيز)(74) ونستمعُ إلى التحدِّي المستمرِّ من الله تعالى لكلّ وعلى رأسهم علماؤهم فكلُّ مافعلوا وسوف يفعلون لا يصلُ إلى أمر الرُّوح التي يرسلُها الله في الكائنات فأمر الرُّوح من الله ولن يستطيعَ الناسُ معرفتها مهما تظافروا، وكان بعضُهم لبعضٍ ظهيرا يقول تعالى في سورة الإسراء: (ويسألونكَ عن الرُّوح قل الرَّوحُ من أمر ربي وما أُتيتُم من العلم إلا قليلاً(85) ولِئنْ شئْنا لنذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليكَ ثُمَّ لا تجدُ بهِ علينا وكيلا (86) إلا رحمة من ربِّكَ إنَّ فضْلَهُ كانَ عليكَ كبيراً (87) قلْ لئِنْ اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمثل هذا القرآنِ لا يأتون بِمثْلِهِ ولو كانَ بعضُهُمْ لبعضٍ ظَهيراً)(88) فأيُّها الناسُ التابعون لقادِتكم المتجبِّرين الطغاة الفاسدين، إنَّ هؤلاء الجبابرة خاصةً في هذا العصر لا يستطيعون أنْ يخلقوا خليَّةً حيَّةً ولو أنّها تافعة جدّاً، فكلُّ ماصنعتمْ وأبحرْتُم في الفضاء، يعدُّ أقلَّ بكثير من خلق ذبابة لأنهاذات روح.
لقد كان على الإنسان بعدما ارتقى بالمعرفة أنْ يُؤْمنَ أكثر بالله ويعبدُهُ أكثر، ولكنَّ أكثر الناس يجهلون ويجحدون، والقرآنُ الكريم يصوِّرُ نهاية الإنسان وعالمه المخلوق لأجله، بأنَّهُ سيزولُ بأمر الله خلالَ لحظات قصيرة يقول تعالى في سورة الزلزلة: (إذا زُلزلتِ الأرضُ زِلزالَها(1) وأخرَجتِ الأرضُ أثقالَها (2) وقالَ الإنسانُ مالها (3) يومئِذٍ تُحَدِّثُ أخبارَها (4) بأنَّ ربَّكَ أوحى لها (5) يوْمئِذٍ يصْدرُ الناسُ أشناناً لِيُروْا أَعمالَهُمْ (6) فمنْ يَعملْ مثقالَ ذَرَّةٍ خيراً يَرَهُ (7) ومَنْ يَعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ)( وإنَّ كلَّ ما في الكون يسبحُ بحمد الله ولكنْ لا نعرفُ تسبيحَهم يقول تعالى في سوة الإسراء: (وإنْ منْ شيءٍ إلا يسبح بحمدِهِ ولكنْ لا تفقهون تسبيحَهُمْ)(44) وقال تعالى في سورة الأنبياء: (وسخَّرْنا معَ داوود الجبالَ يُسبِّجْنَ والطّيرَ وكنَّا فاعلين)(79) فلماذا نحنُ نقفُ عن التسبيح ونمتنعُ عن العبادة؟!
نعمْ نحن البشرَ أصبحنا اليومَ مغرورين بقوَّتنا وابداعاتنا ولكنَّ الوحيَ الكريم يتوعَّدنا بالهلاك القريب وزيارة المقابر حيثُ نرى عذاب القبر ثُمَّ عذاب الآخرة كما في سورة التكاثر: (ألهاكمُ التكاثر(1) حتَّى زُرْتُم المقابر(2).....) ونحنُ عندما تنتهي حياتنا الطويلة من وجهة نظرنا والقصيرة في حساب الله تعالى بقوله: (وإنَّ يوماً عند ربَّكمْ كألف سنةٍ ممَّا تعدُّون) نقوم للحساب ولا ندري كمْ بقينا ولذلك يسألُ الله الناس الخاطئين كمْ لبثْتمْ فيكونَ الجوابُ بسورة الرُّوم: (ويومَ تقومُ السَّاعة يقسمُ المجرمونَ مالبثوا غيرَ ساعة كذلك كانوا يؤفكون)(55) إذنْ أيُّها الإنسانُ العاقل العالم لا تغترّ بما صنعْتَ وما زرعْتَ وما وصلْتَ إليهِ منْ تقدُّمٍ فما هوَ إلا صنعُ صانع بسيط لا يعادلُ من خلق الله أقلَّ شيءٍ ولو ذبابة فانتبهْ إلى نفسكَ أيُّها الإنسان فإنَّ النهاية قريبة والحساب أكيد.
يعتقد الإنسان في الوقت الحاضر، أنّهُ يملكُ قدرةً كبيرةً جدّاً، ويحسب أنَّهُ قدْ حكمَ كلَّ شيء فقد وصلَ إلى القمر والمريخ، وأبداعَ الآلات الصناعية الكبرى، وتفنَّنَ في صناعة آلات الدمار وأسلحة الدمار الشامل، وتقدَّمَ بالطبِّ والهندسة والعمارة، ولكنَّهُ رغم ذلك لم يستطعْ أنْ يغيِّرَ الناموس العام للكون فالحجرُ يبقى صامتاً والدابةُ تبقى بكماء والشمس تشرق من الشرق، وتغربُ من الغرب كلَّ يوم فلا أثر للإنسان المبدع عليهم.
الله عزَّ وجلَّ يخبرُ الناس بنهاية عالمهم الذي هو نهايتهم وحسابهم، فعند اقتراب الساعة تتغيَّرُ النواميس ايذاناً بفناء العالم ففي سورة النمل يقول تعالى: (وإذا وقعَ القولُ عليهم أخرجْنا لُهمْ دابةً من الأرض تكلّمُهُمْ أنَّ الناسَ كانوا بآياتنا لا يوقنون)(82) فكلُّ ماصنعَهُ الإنسانُ وأبداعَهُ لم يستطعْ أنْ يجعل البدابةَ تتكلَّمُ؟ وهلْ تتكلم لغة واحدة أمْ أكثر ففي هذا اثبات عجز الإنسان وهناكَ علامةٌ أُخرى لنهاية عالم الإنسان، أخبرنا بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم حيث قال: (لا تقومُ السَّاعة حتَّ تطلعَ الشمس منْ مغربها) ففي سورة ياسين: (والشمس تجري لمستقرِّ لها ذلك تقديرُ العزيز الحكيم)(38) فالشمس تجري والجري أسرع من المشي والهرولة وقد أثبت العلم الإنساني سرعة الجري وأثره على النظام الكوني، ولكن لم يقلْ أنَّ الشمس ستشرق ذات مرَّة من المغرب وشروقها من الغرب دليل اقتراب النهاية وعدم قبول التوبة بقول الرسول صلّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الله يبسطُ يدَهُ بالليل ليتوبَ مسيء النهار ويبسطُ يدَهُ بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل حتّى تطلعَ الشمسُ من مغربِها).
وعلى الرَّغم منْ أنَّ الإنسانَ قد بلغ مقاماً عالياً في الإبداعات، فالتحدِّي الإلهي للبشر العقلاء والعلماء لا يزال قائماً، فالله مازالَ يتحدَّاهم في أنْ يخلقوا ذبابة في قوله تعالى بسورة الحجِّ: (ياأيُها الناسُ ضُربَ مثلٌ فاستمعوا لهُ إنَّ الذين تدعونَ منْ دونِ الله لنْ يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا لهُ وإنْ يسْلبْهُم الذبابُ شيئاً لا يستنقذوهُ منهُ ضَعفَ الطالبُ والمطلوب(73) ماقدَّروا الله حقَّ قدْرهِ إن الله قويُّ عزيز)(74) ونستمعُ إلى التحدِّي المستمرِّ من الله تعالى لكلّ وعلى رأسهم علماؤهم فكلُّ مافعلوا وسوف يفعلون لا يصلُ إلى أمر الرُّوح التي يرسلُها الله في الكائنات فأمر الرُّوح من الله ولن يستطيعَ الناسُ معرفتها مهما تظافروا، وكان بعضُهم لبعضٍ ظهيرا يقول تعالى في سورة الإسراء: (ويسألونكَ عن الرُّوح قل الرَّوحُ من أمر ربي وما أُتيتُم من العلم إلا قليلاً(85) ولِئنْ شئْنا لنذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليكَ ثُمَّ لا تجدُ بهِ علينا وكيلا (86) إلا رحمة من ربِّكَ إنَّ فضْلَهُ كانَ عليكَ كبيراً (87) قلْ لئِنْ اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمثل هذا القرآنِ لا يأتون بِمثْلِهِ ولو كانَ بعضُهُمْ لبعضٍ ظَهيراً)(88) فأيُّها الناسُ التابعون لقادِتكم المتجبِّرين الطغاة الفاسدين، إنَّ هؤلاء الجبابرة خاصةً في هذا العصر لا يستطيعون أنْ يخلقوا خليَّةً حيَّةً ولو أنّها تافعة جدّاً، فكلُّ ماصنعتمْ وأبحرْتُم في الفضاء، يعدُّ أقلَّ بكثير من خلق ذبابة لأنهاذات روح.
لقد كان على الإنسان بعدما ارتقى بالمعرفة أنْ يُؤْمنَ أكثر بالله ويعبدُهُ أكثر، ولكنَّ أكثر الناس يجهلون ويجحدون، والقرآنُ الكريم يصوِّرُ نهاية الإنسان وعالمه المخلوق لأجله، بأنَّهُ سيزولُ بأمر الله خلالَ لحظات قصيرة يقول تعالى في سورة الزلزلة: (إذا زُلزلتِ الأرضُ زِلزالَها(1) وأخرَجتِ الأرضُ أثقالَها (2) وقالَ الإنسانُ مالها (3) يومئِذٍ تُحَدِّثُ أخبارَها (4) بأنَّ ربَّكَ أوحى لها (5) يوْمئِذٍ يصْدرُ الناسُ أشناناً لِيُروْا أَعمالَهُمْ (6) فمنْ يَعملْ مثقالَ ذَرَّةٍ خيراً يَرَهُ (7) ومَنْ يَعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ)( وإنَّ كلَّ ما في الكون يسبحُ بحمد الله ولكنْ لا نعرفُ تسبيحَهم يقول تعالى في سوة الإسراء: (وإنْ منْ شيءٍ إلا يسبح بحمدِهِ ولكنْ لا تفقهون تسبيحَهُمْ)(44) وقال تعالى في سورة الأنبياء: (وسخَّرْنا معَ داوود الجبالَ يُسبِّجْنَ والطّيرَ وكنَّا فاعلين)(79) فلماذا نحنُ نقفُ عن التسبيح ونمتنعُ عن العبادة؟!
نعمْ نحن البشرَ أصبحنا اليومَ مغرورين بقوَّتنا وابداعاتنا ولكنَّ الوحيَ الكريم يتوعَّدنا بالهلاك القريب وزيارة المقابر حيثُ نرى عذاب القبر ثُمَّ عذاب الآخرة كما في سورة التكاثر: (ألهاكمُ التكاثر(1) حتَّى زُرْتُم المقابر(2).....) ونحنُ عندما تنتهي حياتنا الطويلة من وجهة نظرنا والقصيرة في حساب الله تعالى بقوله: (وإنَّ يوماً عند ربَّكمْ كألف سنةٍ ممَّا تعدُّون) نقوم للحساب ولا ندري كمْ بقينا ولذلك يسألُ الله الناس الخاطئين كمْ لبثْتمْ فيكونَ الجوابُ بسورة الرُّوم: (ويومَ تقومُ السَّاعة يقسمُ المجرمونَ مالبثوا غيرَ ساعة كذلك كانوا يؤفكون)(55) إذنْ أيُّها الإنسانُ العاقل العالم لا تغترّ بما صنعْتَ وما زرعْتَ وما وصلْتَ إليهِ منْ تقدُّمٍ فما هوَ إلا صنعُ صانع بسيط لا يعادلُ من خلق الله أقلَّ شيءٍ ولو ذبابة فانتبهْ إلى نفسكَ أيُّها الإنسان فإنَّ النهاية قريبة والحساب أكيد.
- مراد صيدعضو مميز
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 262
نقاط تميز العضو : 107415
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
رد: نهاية الإنسان
05/06/10, 12:28 am
رائع مااخترت محمد شكرا لك دمت وفيا .
- Gusticeمشرفة سابقة
- البلد :
الجنس :
عدد المساهمات : 393
نقاط تميز العضو : 107049
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
العمر : 35
رد: نهاية الإنسان
05/06/10, 01:23 am
كلمات رآئعة أخي محمد انتقاء موفق للموضوع
- محمدمشرف مرسى الرياضة
- البلد :
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 200263
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: نهاية الإنسان
05/06/10, 02:57 pm
شكرا لاخي ورفيقي مراد وللاخت جوستيس على الاطراء والتشجيع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى