مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهمية تعلم علم النحو Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 21 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 21 زائر

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
محمد
محمد
مشرف مرسى الرياضة
مشرف مرسى الرياضة
البلد : أهمية تعلم علم النحو Btf96610
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 201063
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

أهمية تعلم علم النحو Empty أهمية تعلم علم النحو

08/05/10, 12:32 am
فعلم النَّحو من أسْمَى العلوم قدرًا، وأنفعها أَثَرًا، به يَتَثَقَّف أَوَد(23) اللسان، ويَسْلَس(24) عنان البيان، وقيمة المرء فيما تحت طيِّ لسانه، لا طيلسانه، ولا يمكن أن يستغنيَ عن علم النَّحو إلاَّ الأخرسُ الذي لا يفصح بحرف واحدٍ.
وقد وَرَد عن سَلَفنا الصَّالح - رحمهم الله تعالى - آثار كثيرة تَحُثُّ على تعلُّم علم النَّحو، أورَدَ منها الخطيب البغدادي - رحمَه الله - طرفًا في كتابه: "الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السامع"، وَبَوَّبَ عليها - رحمَه الله - بقوله: التَّرغيب في تعلُّم النحو والعربيَّة لأداء الحديث بالعبارة السَّويَّة.
ومنَ الآثار التي أوردها - رحمه الله -:
1- قال الرَّحبي: سمعتُ بعض أصحابنا يقول: إذا كَتَبَ لَحَّان، فكتب عنِ اللَّحَّان لَحَّانٌ آخر، فكَتَب عنِ اللَّحَّان لحانٌ آخر، صارَ الحديث بالفارسيَّة(25).
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله -: فينبغي للمُحَدِّث أن يَتَّقيَ اللَّحن في روايته؛ لِلعلَّة التي ذكرناها، ولن يقدرَ على ذلكَ إلاَّ بعد دراسة النَّحو، ومطالعته علم العربيَّة. ا.هـ
2- قال المغيرة بن عبدالرحمن: جاء الدَّرَاوَرْدِي - يعني: عبدالعزيز بن محمد - إلى أبي يعرض عليه الحديث، فجعل يقرأ ويلحن لحنًا بَيِّنًا، فقال له أَبِي: وَيحكَ يا دَرَاوَرْدِيّ، أنتَ كنتَ بإقامة لسانكَ قبل هذا الشأن أحرى(26).
3- قال حاجب بن سليمان: سمعتُ وكيعًا يقول: أتيتُ الأعمش أسمع منه الحديثَ، وكنتُ ربَّما لحنتُ، فقال لي: يا أبا سفيان، تركتَ ما هو أَوْلَى بكَ منَ الحديث. فقلتُ يا أبا محمد، وأي شيء أَوْلَى منَ الحديث؟ قال: النَّحو. فأَمْلَى عليَّ الأعمش النَّحو، ثُمَّ أملى عليَّ الحديثَ(27).
4- سمع أبو عمرو أبا حنيفة يَتَكَلَّم في الفقه، ويلحن، فأعْجَبَه كلامه، واستقبح لَحنه، فقال: إنَّه لَخَطَّاب، لو ساعَدَهُ صَوَاب.
ثم قال لأبي حنيفة: إنَّكَ لأَحوج إلى إصلاح لسانكَ من جميع النَّاس(28).
5- قال شعبة: مَن طَلَب الحديث، فلم يبصر العربيَّة، فمثله مَثَل رجل عليه بُرْنُس، وليس له رأس(29).
6- قال حَمَّاد بن سَلَمة: مَثَل الذي يَطلُب الحديثَ، ولا يعرف النَّحو، مثل الحِمار، عليه مخلاة(30)، لا شعير فيها(31).
7- قال حماد بن سلمة لإنسان: إن لحنتَ في حديثي فقد كذبتَ عليَّ؛ فإني لا ألحن(32).
8- قال الشعبي: النَّحو في العلم كالملح في الطَّعام، لا يُستَغنى عنه(33).
9- قال سالم بن قتيبة: كنتُ عند ابن هُبَيرة الأكبر، فجَرَى الحديث، حتى ذكر العربيَّة، فقال: والله ما استوى رجلان، دينُهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن، والآخر لا يلحن، إنَّ أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن.
قلت: أصلحَ الله الأمير، هذا أفضل في الدُّنيا لفضل فصاحته وعَرَبيته، أرأيتَ الآخرة، ما باله فُضِّل فيها؟
قال: إنَّه يقرأ كتاب الله على ما أنزل الله، وإنَّ الذي يلحن يحمله لَحنه على أن يُدْخِلَ في كتاب الله ما ليس فيه، ويُخْرِج منه ما هو فيه. قال: قلتُ: صَدَق الأمير، وبَرَّ(34).
وقال علي - رضي الله عنه -: تعلَّموا النَّحو؛ فإنَّ بني إسرائيل كفروا بحرفٍ واحد كان في الإنجيل الكريم مسطورًا، وهو: أنا وَلَّدت عيسى. بتشديد اللام، فخَفَّفوه، فكَفَرُوا.
وكان بعض البلغاء يقول: إنِّي لأجد للَّحن في فمي سُهُوكة كسُهُوكَة اللَّحم.
وقال الأصمعي - رحمه الله –(35): إن أخوف ما أخاف على طالب العلم - إذا لم يعرف النَّحو - أن يَدخلَ في جملة قوله صلى الله عليه وسلمSad مَن كذب عليَّ متعمدًا فَلْيَتَبَوَّأ مقعده منَ النار )(36).
وقال ابن جنِّي(37): إنَّ أكثر مَن ضَلَّ من أهل الشَّريعة عن القصد فيها، وحادَ عن الطَّريقة المُثلى إليها فإنَّما استهواه، واستخَفَّ حلمَهُ، ضعفُه في هذه اللُّغة الكريمة الشَّريفة التي خوطب الكافة بها. ا هـ(38).
وقال عبدالله بن المبارك - رحمه الله -: اللَّحن في الكلام أقبح من آثار الجدري في الوجه.
وقال الزُّهْرِي - رحمه الله -: ما أحدث النَّاس مروءةً أحب إليَّ من تعلُّم النحو(39).
وقال الشافعي - رحمه الله -: مَن تَبَحَّرَ في النحو اهتدَى إلى كل العلوم(40).
وقال أيضًا - رحمه الله -: لا أُسأَل عَن مسألة مِن مسائل الفِقه إلاَّ أجبتُ عنها من قواعد النحو(41).
وقال أيضًا - رحمه الله -: ما أردتُ بها - يعني: العربيَّة والأخبار - إلاَّ الاستعانة على الفقه(42).
وفي "معجم الأدباء" للحموي: حَدَّثَ النَّضر بن شُمَيل، قال أخبرنا الخليل بن أحمد، قال: سمعتُ أيوب السَّخْتِيَانِي يُحَدِّث بحديثٍ، فَلَحَن فيه، فقال: أستغفر الله، يعني: أنه عَدَّ اللَّحن ذنبًا(43).
وفيه أيضًا: وحَدَّث أبو العيناء، عن وَهْب بن جرير، أنه قال لفتى من باهلة: يا بُنَي، اطلب النَّحو؛ فإنَّكَ لن تعلمَ منه بابًا إلاَّ تَدَرَّعتَ(44) منَ الجمال سِربالاً(45).
وفيه أيضًا، عن سعيد بن سَلْم، قال: دخلتُ على الرَّشيد، فبَهَرَني هيبةً وجمالاً، فلَمَّا لَحَن خَفَّ في عَيْنِي.
وعلى هذا قول الشاعر:
يُعْجِبُنِي زِيُّ الفَتَى وَجَمَالُهُ فَيَسْقُطُ مِنْ عَيْنَيَّ سَاعَةَ يَلْحَنُ
وفيه أيضًا: عن الشَّعبي، قال: حُلِي الرِّجال العربيَّة، وحلي النساء الشَّحم.
وفيه أيضًا: قال رجل لبَنِيه: يا بَنِي، أصْلِحوا مِن ألْسِنتكم؛ فإنَّ الرَّجل تنوبه النَّائبة، يحتاج أن يَتَجَمَّل فيها، فيستعير من أخيه دابة، ومن صديقه ثوبًا، ولا يجد من يعيره لسانًا.
فهذه جملة منَ الآثار الواردة عن سَلَفنا الصالح - رحمهم الله، تبين عنايتهم البالغة باللُّغة، وكيفَ أنَّها كانت أهم وسيلة عندهم لتَعَلُّم دينهم، ونحن مأمورونَ باقتفاء آثارهم، والاهتداء بمنارهم، ففيهم وفي سلوك سبيلهم الخير كله.
وما زال الأمر على ذلكَ حتى يومنا هذا، فها هو سماحة الشَّيخ ابن عُثَيمين - رحمَه الله - ينادي بضرورة تعلُّم علم النَّحو، فقد ذَكَر - رحمه الله - في مقدمة شرحه لكتاب "نزهة النَّظَر" أنَّ علمَ النَّحو أهم من علم الحديث من وجه. ا.هـ
وكلنا يعلم ما لعلم الحديث من أهميَّة إذ هو الطريق لمعرفة ما صَحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث؛ حتى يتعَبَّد لله بها.
وكذلكَ كان الشَّيخ مُقبل الوَادعي - رحمه الله -: فقد كانَ - رحمَه الله - يحثُّ طلابه كثيرًا على تعلُّم اللُّغة العربيَّة، وكان يُخَلِّل دروسه بالسُّؤال عن الشَّواهد الشِّعريَّة والإعراب، وقد قال - رحمه الله - يومًا لطُلاَّبه: يا أبنائي، إن كانت لي عندكم نصيحَة مُتَقَبَّلَة فاهتَمُّوا بالنَّحو(46).
ولقد أورَدَ أبو بكر محمد بن عبدالملك الشَّنْتَرِينِيّ(47) قصيدتينِ تُبَيِّنَان أهميَّة تعلُّم علم النحو، في فصل من كتابه: "تنبيه الألباب على فضائل الإعراب".
القصيدة الأولى لإسحاق بن خَلَف المعروف بابن الطَّبيب(48)، يقول فيها:
النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ(49) وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ
فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَا فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِ
لَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ
وَتَرَى الوَضِيعَ إِذَا تَكَلَّمَ مُعْرِبًا نَالَ المَهَابَةَ بِاللِّسَانِ الأَلْسَنِ
مَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العُلُومِ فَأَتْقِنِ
فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبِّيًا فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ
والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ
وأمَّا القصيدة الثانية فَلِلْكِسَائيّ علي بن حمزة - رحمَه الله تعالى(50)، قال فيها:
إِنَّمَا النَّحْوُ قِياسٌ يُتَّبَعْ وَبِهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ يُنْتَفَعْ
فَإِذَا مَا أَتْقَنَ النَّحْوَ الفَتَى مَرَّ فِي المَنْطِقِ مَرًّا فَاتَّسَعْ
وَاتَّقَاهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُهُ مِنْ جَلِيسٍ نَاطِقٍ أَوْ مُسْتَمِعْ
وَإِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ الفَتَى هَابَ أَنْ يَنْطِقَ جُبْنًا فَانْقَمَعْ
يَقْرَأُ القُرْآنَ لا يَعْرِفُ مَا صَرَّفَ الإِعْرَابُ فِيهِ وَصَنَعْ
فَتَرَاهُ يَنْصِبُ الرَّفْعَ وَمَا كَانَ مِنْ نَصْبٍ وَمِنْ خَفْضٍ رَفَعْ
وَإِذَا حَرْفٌ جَرَى إِعْرَابُهُ صَعُبَ الحَرْفُ عَلَيْهِ وَامْتَنَعْ
يَتَّقِي اللَّحْنَ إِذَا يَقْرَؤُهُ وَهْوَ لا يَدْرِي وَفِي اللَّحْنِ وَقَعْ
يَلْزَمُ الذَّنْبُ الَّذِي أَقْرَأَهُ وَهْوَ لاَ ذَنْبَ لَهُ فِيمَا اتَّبَعْ
وَالَّذِي يَعْرِفُهُ يَقْرَؤُهُ وَإِذَا مَا شَكَّ فِي حَرْفٍ رَجَعْ
نَاظِرًا فِيهِ وَفِي إِعْرَابِهِ فَإِذَا مَا عَرَفَ الحَقَّ صَدَعْ
أَهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَتِ السُّنَّةُ فِينَا كَالبِدَعْ
وَكَذَاكَ العِلْمُ وَالجَهْلُ فَخُذْ مِنْهُمَا مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ وَدَعْ
كَمْ وَضِيعٍ رَفَعَ النَّحْوُ وَكَمْ مِنْ شَرِيفٍ قَدْ رَأَيْنَاهُ وَضَعْ
وقال آخر:
وَيَا حَبَّذَا النّحْوُ مِنْ مَطْلَبٍ تَعَالَى بِهِ قَدْرُ طُلاَّبِهِ
كَأَنَّ العُلُومَ لَهُ عَسْكَرٌ وُقُوفٌ خُضُوعٌ عَلَى بَابِهِ
وقال شاعر يصف النحو:
اقْتَبِسِ اقْتَبِسِ النَّحْوَ فَنِعْمَ المُقْتَبَسْ وَالنَّحْوُ زَيْنٌ وَجَمَالٌ مُلْتَمَسْ
صَاحِبُهُ مُكْرَمٌ حَيَثُ جَلَسْ مَنْ فَاتَهُ فَقَدْ تَعَمَّى وَانْتَكَسْ
كَأَنَّ مَا فِيهِ مِنَ العِيِّ خَرَسْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ الحِمَارِ وَالفَرَسْ(51)
وإنَّ مَن يحاول إقامة الدليل على فضل علم النحو كان كَمَن يتكلفه على إشراق الشمس وضياء النهار.
الهوامش
[23] يقال: أَوِد يَأْوَدُ أَوَدًا: اعْوَجَّ، ويقال: أقام أَوَدَه: قَوَّم اعوجاجه. "الوسيط" (أ و د).
[24] يقال: سَلِسَ الشَّيء يسْلَسُ سلسًا: سهلَ ولانَ وانقاد. "الوسيط" (س ل س).
[25] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/24 (1064).
[26] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/26 (1070).
[27] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/26 (1071).
[28] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/26 (1072).
[29] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/26 (1073).
[30] المِخْلاَة - بالكسر -: ما يجعل فيه الخَلَى، والخلى - مقصور -: هو الرطب من الحشيش. "مختار الصحاح" (خ ل ي).
[31] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/26 (1074).
[32] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/29 (1087).
[33] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/28 (1080).
[34] "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/25 (1069).
وفي "معجم الأدباء" للحموي، عن يحيى بن عتيق، قال: سألتُ الحسن، فقلت: يا أبا سعيد، الرَّجل يتعلم العربية، يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته، قال الحسن: يا بُنَي، فتعلمها؛ فإن الرَّجل يقرأ الآية، فيعيا بوجهها، فيهلك فيها.
[35] هو عبدالملك بن قريب - اسمه عاصم، غلبَ عليه لقبه - بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد، أحد أئمَّة العلم بالشعر واللُّغة والنَّحو والأخبار، أخَذَ العلم في البصرة عنِ الخليل، وابن العلاء، وأخذ عنه الرِّياشي، والسجستاني، له مؤلفات وتصانيف كثيرة، منها: "خلق الإنسان"، و"المقصور والممدود"، و"الأضداد"، وغيرها. توفِّي سنة 216هـ.
وانظر ترجمته في: "إنباه الرواة" 2/197، و"بغية الوعاة" 2/112، و"شذرات الذهب" 2/36، و"الأعلام" 4/162.
[36] "البخاري" (108)، و"مسلم"1/10 (3).
[37] إمام العربية، أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، صاحب التصانيف، وأبوه جني "معرب كنى"، مملوك رومي لسليمان بن فهد الموصلي*، ولد أبو الفتح بالموصل ممتعًا بإحدى عينيه**، وتَلَقَّى عن علماء الموصل، ولم ينشب أن تصدَّر بها للدراسة يافعًا، فمَرَّ الفارسي عليه وسأله، والناس حوله، فلم يحر جوابًا، فقال له: تَزَبَّبْتَ وأنتَ حِصْرِم***، فلازَمَه بعدئذ ثم خلفه بعد وفاته في بغداد، وملأ اسمه الأسماع، وحذق علوم اللغة العربية، وارتَحَلَ إلى حلب كثيرًا، وتناظر مع المتنبي فيها، ثم توثَّقت بينهما أواصر المَحَبَّة، ومؤلفاته تبهر العقول؛ فإنَّها مع كثرتها في غاية الإتقان، منها في النحو، "سر الصناعة"****، و"اللمع"، و"التصريف"*****، و"التلقين" في النحو، و"التعاقب"، و"المقصور والممدود"، و"الخصائص"******، و"إعراب الحماسة"، و"ما يذكر ويؤنث"، و"المحتسب في الشواذ"*******، تُوفِّي ببغداد في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ووُلدَ قبل الثلاثين وثلاثمائة، وانظر: "السير" 17/ 17، و"نشأة النحو" ص 158.
ــــــــــــــــ
*وفي ذلك يقول ابن جني:
فَإِنْ أُصْبِحْ بِلاَ نَسَبٍ فَعِلْمِي فِي الوَرَى نَسَبِي
عَلَى أَنِّي أَؤُولُ إِلَى قُرُومٍ سَادَةٍ نُجُبِ
قَيَاصِرَةٍ إِذَا نَطَقُوا أَرَمَّ الدَّهْرُ ذُو الخُطَبِ
أُولاكَ دَعَا النَّبِيُّ لَهُمْ كَفَى شَرَفًا دُعَاءُ نَبِي
** أي: إنَّه كان أعور.
*** تَزَبَّبَ العنب: صار ذبيبًا، والحِصْرم: أول العنب ما دام أخضر، وفي المَثَل: تَزَبَّبَ قبل أن يَتَحَصرَم، إذا ادَّعى حالة أو صفة قبل أن يَتَهَيَّأ لها، "القاموس المحيط"، و"المعجم الوسيط" ( ح ص ر م).
**** انظر نُسَخَه الخطيَّة في "تاريخ الأَدَب العربي" لبروكلمان 2/ 245، 246 (النسخة العَرَبيَّة)، وقد نشر مصطفى السَّقَّا وآخرون الجزء الأول منه في مطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة، سنة 1954م.
***** طُبع باعتناء هوبرغ في ليبزغ سنة 1885م، وطُبع مع شُرُوح للشَّيخ محمد نعسان الحموي سنة 1331 هـ في مصر.
****** طُبعَ في مصر عام 1376 هـ في دار الكُتُب المصريَّة، في ثلاثة أجزاء، بتحقيق الأستاذ محمد علي النجار.
******* طُبعَ في القاهرة سنة 1386 هـ بإشراف المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة، واسمه: "المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها"، وطُبعَ لابن جني أيضًا كتاب "المقتضب" في اسم المفعول الثلاثي المعتل العين سنة 1903 في ليبزغ، وطُبع أيضًا في القاهرة 1922 بعنوان "المقتضب من كلام العرب" ضمن ثلاث رسائل، معه رسالتان هما: "ما يحتاج إليه الكاتب مِن مهموز ومقصور وممدود"، و"عقود الهمز وخواص أمثلة الفعل"، ونشر إبراهيم مصطفى وعبدالله أمين الجزء الأول من كتاب "المنصف شرح تصريف المازني" في مطبعة مصطفى حلبي بالقاهرة سنة 1954، وانظر جُملة مُصَنَّفات ابن جني في: "الفهرست" 95، و"معجم الأدباء" 12/ 109 - 112، و "إنباه الرواة" 2 / 336، 337.
[38] "الخصائص" 3/ 245. وقال النووي - رحمه الله - في "شرح صحيح مسلم" 7/ 157 : وأمَّا ما يقع في كثير من كُتُب المصنفين من استعمال "كافة" مضافة وبالتعريف؛ كقولهم: هذا قول كافَّة العلماء، ومذهب الكافَّة، فهو خَطَأ معدودٌ في لَحن العوام وتحريفِهم. ا هـ؛ ولكن الصَّحيح جواز ذلكَ، وأنَّه ليس منَ اللَّحن، وقد بينتُ ذلكَ في أول كتابي: "التوضيحات الوفية شرح القواعد الأساسية". يَسَّرَ الله طبعه.
[39] "معجم الأدباء" للحموي.
[40] "شذرات الذهب"، لابن العماد الحنبلي (231).
[41] "شذرات الذهب"، لابن العماد الحنبلي (231).
[42] "مناقب البيهقي" 2/ 42، و"سير أعلام النبلاء" 10/ 75.
[43] قال ابن فارس في كتابه"الصاحبي في فقه اللغة": وقد كان الناس قديمًا يجتنبونَ اللَّحن فيما يكتبونه، أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب. ا هـ.
[44] أي: لبست.
[45] السِّربال: القميص.
[46] نقل ذلكَ عنه تلميذه أبو بلال الحضرمي في مقدمة تحقيقه لكتاب: "موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب".
[47] محمد بن عبدالملك الأندلسي الشنتريني، أبو بكر، نحوي، من أهل شنترين في غربي قرطبة، نزل بمصر، من كتبه: "تلقيح الألباب في عوامل الإعراب"، وكتاب "العروض"، وانظر: "الأعلام" للزركلي 7/128، و"بغية الوعاة" 68.
[48] هو إسحاق بن خَلَف، كان في منْشَئِه من أهل الفتوة ومعاشرة الشُّطَّار؛ أي: الخبثاء الفجار، وحبس في جناية، فقال الشعر في السجن، وتَرَقَّى في ذلك حتى مدح الملوك، ودُوِّن شعره، ولم يزل على رسم الفُتُوة وضرب الطُّنبور آلة من آلات اللعب واللهو والطرب، ذات عنق وأوتار، إلى أن توفِّي نحو سنة 230 هـ، وانظر "الأعلام" للزركلي 1/ 295، و"الوافي بالوفيات" 8/ 267.
[49] يقال: لَكِن - كـ"فَرِحَ" - لَكَنًا - محركة - ولُكْنَة، ولُكُونة، ولكنونة، بضمهن، فهو ألكن لا يقيم العربية لعجمة لسانه. "القاموس المحيط" (ل ك ن).
[50] الإمام، شيخ القراءة والعربية، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبدالله بن بَهْمَن بن فيروز الأسدي، مولاهم الكوفي، فارسي الأصل، سُئِل عن تلقيبه بالكسائي فقال: لأنِّي أحرمتُ في كساء. وقيل في السبب غير هذا، نشأ بالكوفة، وتعلم النحو على كِبَر، وكان سبب تعلمه أنه جاء يومًا، وقد مشى حتى أعيا، فجلس إلى قوم فيهم فضل، وكان يجالسهم كثيرًا، فقال: قد عيَّيْت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن؟! فقال: كيف لحنتُ؟ فقالوا: إن كنتَ أردتَ من التعب فقل: أعْيَيْتُ. وإن كنتَ أردت من انقطاع الحيلة والتَّحيُّر في الأمر فقل: عَيِيتُ. فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره، فسأل عمَّن يُعَلِّم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده *.
ثمَّ تَوَجَّه تلقاء البصرة، فتلقى عن عيسى بن عمر المقرئ والخليل وغيرهما، ولَمَّا أعجب بالخليل قال له: من أين أخذت علمكَ هذا؟ قال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فجابَ هذه البوادي، وقضى وطره، فقيل: قدمَ وقد كتب بخمس عشرة قنِّينة حبر**، ثمَّ جابَ إلى البصرة، فألفى الخليل قضى نَحبه، وخلفه يونس، فجلس في حلقته، ومَرَّت بينهما مسائل، اعترف له يونس بها.
قال الشافعي - رحمه الله -: مَن أرادَ أن يتبَحَّرَ في النحو فهو عيال على الكسائي.
وقال ابن الأنباري: اجتمع فيه أنَّه كان أعلمَ النَّاس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وأوحد في علم القرآن، كان يكثرون عليه حتى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو وهم يضبطون عنه حتى الوقوف، وله عدَّة تصانيف، منها: "معاني القرآن"، و"كتاب في القراءات"، وكتاب "النوادر الكبير"، و"مختصر في النحو"، وغير ذلك.
قال الكسائي: صَلَّيت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي، فغلطتُ في آية، ما أخطأ فيها صبي قط، أردتُ أن أقول: أهمية تعلم علم النحو BRAKET_Rوَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَأهمية تعلم علم النحو BRAKET_L، فقلت: (لعلهم يرجعين)، قال: فوالله ما اجترَأَ هارون أن يقولَ لي: أخطأتَ؛ ولكنَّه لَمَّا سلمتُ قال لي: يا كسائي، أي لغة هذه؟ قلت: يا أميرَ المؤمنينَ، قد يعثر الجواد. قال أمَّا هذا، فنعم.
ماتَ الكسائي - رحمه الله - بالري بقرية أَرَنْبُويَة***، سنة تسع وثمانين ومائة، عن سبعين سنة، وفي تاريخ موته أقوال، فهذا أصحها****.
ــــــــــــ
* "نزهة الألباء" 68، و"إنباه الرواة" 2/ 257، 258.
** القِنِّينة - بالكسر والتشديد - منَ الزُّجاج، الذي يجعل الشراب فيه. "لسان العرب" ( ق ن ن).
*** أَرَنْبُويَة - بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، وضم الباء الموحدة، وسكون الواو، وياء مفتوحة، وهاء مضمومة في حال الرَّفع، وليس كـ"نفطويه، وسيبويه"، من قرى الري، مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المقرئ، ومحمد بن الحسن الشيباني الفقيه، صاحب أبي حنيفة، في يوم واحد سنة 189هـ، ودفنا بهذه القرية، وكانا قد خرجا مع الرشيد، فصلى عليهما، وقال: اليوم دفنت علم العربية والفقه.
ويقال لهذه القرية: رَنْبُوية، بسقوط الهمزة أيضًا. وانظر "معجم البلدان" 1/ 162.
**** وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" 6/ 268، و"التاريخ الصغير" 2/ 247، و"مراتب النَّحويين" 74 - 75، و"طبقات النَّحويين" 138 - 142، و"الفهرست" لابن النَّديم 29، و"تاريخ بغداد" 11/ 403، و"السِّيَر" 9/ 131.
[51] انظر: "معجم الأدباء" لياقوت الحموي.
بتول
بتول
مشرفة المرسى العام
مشرفة المرسى العام
البلد : أهمية تعلم علم النحو Marsa210
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 4324
نقاط تميز العضو : 155505
تاريخ التسجيل : 04/02/2010
http://arabic-23.3arabiyate.net/

أهمية تعلم علم النحو Empty رد: أهمية تعلم علم النحو

08/05/10, 01:04 am
فعلا قيمة المرء فيما تحت طيِّ لسانه...
لي عودة للقراءة ان شاء الله
بتــــــــــــــــولا
إبراهيم جلال
إبراهيم جلال
مشرف المرسى العام
مشرف المرسى العام
البلد : أهمية تعلم علم النحو Marsa210
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 535
نقاط تميز العضو : 112727
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العمر : 46

أهمية تعلم علم النحو Empty رد: أهمية تعلم علم النحو

08/05/10, 01:16 am
بارك الله فيك أخي في ا/محمد على هذا الدرس الماتع .
ننتظر جديدك بشوق .

تحيتي ومحبتي .
محمد
محمد
مشرف مرسى الرياضة
مشرف مرسى الرياضة
البلد : أهمية تعلم علم النحو Btf96610
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 201063
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

أهمية تعلم علم النحو Empty رد: أهمية تعلم علم النحو

08/05/10, 01:31 am
شكرا لكم عى التشجيع ولكم اطيب التمنيات
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى