مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مصعب الخير Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 39 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 39 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
محمد
محمد
مشرف مرسى الرياضة
مشرف مرسى الرياضة
البلد : مصعب الخير Btf96610
عدد المساهمات : 7229
نقاط تميز العضو : 200943
تاريخ التسجيل : 10/12/2009

مصعب الخير Empty مصعب الخير

24/04/10, 01:36 am
و مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي، السيد، الشهيد، السابق، البدري، القرشي، العبدري، أبو عبد الله
أمه خناس بنت مالك العامرية، وزوجته حمنة بنت جحش الأسدية القرشية، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش، وبذلك يكون مصعب بن عمير عِدلَ النبي ، تزوجها قبله عبد الرحمن بن عوف وكان لمصعب من الولد ابنة يقال لها زينب كان في ذروة قريش حسبًا ونسبًا
أسلم طائعًا، وهاجر معلمًا وداعيًا، ومات شهيدًا مجاهدًا، صحابي جليل من صحابة رسول الله ؛ كان شابًّا غنيًّا مترَفًا منعَّمًا، حسن الوجه، لطيف المعاملة والمعاشرة، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم قديمًا والنبي في دار الأرقم، وكان رضي الله عنه محببًا إلى والديه؛ يغدقان عليه بما يشاء من أسباب الراحة والترف والنعيم، ولهذا كان من أنعم فتيان مكة
بل كان فتى مكة شبابًا وجمالاً وتيهًا، وكانت أمه غنية كثيرة المال، تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقّه، وكان أعطر أهل مكة، وقد روي أن رسول الله كان يذكره ويقول «ما رأيت بمكة أحسن لِمّة ولا أرق حُلّة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير» الحاكم في المستدرك ، وابن سعد في الطبقات
إسلامه
دخل في دين الله متحديًا قريشًا بعتادها وقوتها؛ لما كان يرى من تعذيبهم للمستضعفين في رمضاء مكة فضَّل مصعب حياة الفقر والشدة مع الإيمان، على الرفاهية ورغد العيش مع الكفران، آثر الآخرة على الدنيا، وكان يعلم أنه سيُسْلَب النعيم الذي هو فيه، لم يفعل كما يفعل كثير من المترفين اليوم من عدائهم للمتمسكين بهذا الدين والاستهزاء بهم ترك مصعب النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مُؤثِرًا الشَّظَف والفاقة، وأصبح ذلك الفتى المتأنق المعطّر، لا يُرَى إلا مرتديًا أخشن الثياب، يأكل يومًا، ويجوع أيامًا قال أهل السِّيَر لما أسلم مصعب أصابه من الشدة ما غيَّر لونه، وأذهب لحمه، وأنهَك جسمه، ثم صُبَّ عليه العذاب، وقُيِّد في الأصفاد بعد أن كان حرًّا سيدًا، فأخذه أهله وقومه وحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أن هاجر إلى الحبشة فأين من ذلك كثير من شباب المسلمين اليوم الذين لا يصبرون على شظف العيش فيبيعون دينهم بعَرَض من الدنيا قليل، فيرضون بالسفر إلى بلاد الكفار، ويعرضون أنفسهم للفتن ليل نهار
حُسن خلقه، وصدق إيمانه
تربى مصعب في مدرسة النبوة، ونهل من معينها الصافي الرقراق، فظهرت آثار تلك التربية في صدق إيمانه وحسن خلقه، وصدق نبينا إذ يقول «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» رواه أحمد ، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة هذا إسناد حسن، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي
وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال «كان مصعب بن عمير رضي الله عنه لي خِدنًا وصاحبًا منذ يوم أسلم إلى أن قُتل رحمه الله بأُحد، خرج معنا إلى الهجرتين جميعًا بأرض الحبشة، وكان رفيقي من بين القوم، فلم أر رجلاً قطُّ أحسن خُلقًا، ولا أقل خلافًا منه» الطبقات الكبرى لابن سعد
زهده وورعه
لقد كانت همة مصعب بن عمير رضي الله عنه تجاوز الفضاء، وتعانق الجوزاء، فهو يعلم أن هذه الحياة مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، جديدها يبلى، وملكها يفنى، وعزيزها يُذَل، وكثيرها يَقِلّ، وحيُّها يموت، وخيرها يفوت، لذا فإن مصعب بن عمير طلقها، ورضي منها باليسير الذي يبلِّغه إلى النعيم المقيم في الآخرة
عن محمد بن كعب القرظي قال حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول إنا لجلوس مع رسول الله في المسجد؛ إذ طلع علينا مصعب ابن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة؛ فلما رآه رسول الله بكى للذي كان فيه من النعيم، والذي هو فيه اليوم؛ ثم قال رسول الله «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة، ووُضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤونة فقال رسول الله لأنتم اليوم خير منكم يومئذ» أبو يعلى ، رقم ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب
هجرته رضي الله عنه إلى الحبشة
لما رأى رسول الله ما يلقاه المسلمون من الأذى، أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة، فهاجروا ومعهم مصعب بن عمير، ثم سمعوا بعد أَشْهُر بأن المشركين قد قطعوا الأذى، وهادنوا المسلمين في مكة، فقدموا من أرض الحبشة، فلما اقتربوا من مكة تبين لهم أن الخبر غير صحيح، فعادوا مهاجرين مرة أخرى يفرون بدينهم من الفتن، وبعد مدة من الزمن قدم مصعب إلى مكة
الرجل المبارك
اختاره النبي الكريم ليكون رسوله إلى المدينة، يفقِّه الأنصار الذين آمنوا برسول الله وبايعوه عند العقبة، ويدعو غيرهم إلى دين الله، ويَعُدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم
عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَجَعَلا يُقْرِئَانِنَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلالٌ وَسَعْدٌ؛ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ ؛ فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِهِ؛ حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ؛ فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأْتُ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِثْلِهَا البخاري
اختاره الرسول لرجاحة عقله
وقد اختاره الرسول لرجاحة عقله وكريم خُلقه، وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلمًا، لكن الله أجرى على يديه البركة والخير؛ فقد أسلم على يديه أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة؛ بعدما جاء شاهرًا حربته، ويتوهج غضبًا وحَنَقًا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم؛ فلما أقنعه أن يجلس ويستمع، فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم، وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم، ثم تلاه سعد ابن عبادة، وأسلم كثيرٌ من أهل المدينة
اجتهد في الدعوة إلى الله؛ فلم يهنأ بطعام، ولم يغمض له جفن حتى يدخل الناس في دين الله أفواجًا
وأقام مصعب يدعو إلى الله حتى لم يبق بيت من بيوت الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون فكان عظيم البركة والخير
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ؛ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا » مسلم
وأقام مصعب في بيت أسعد بن زرارة، يدعو الناس إلى الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخَطْمَة ووائل كان فيهم قيس بن الأسلت الشاعر وكانوا يطيعونه فوقف بهم عن الإسلام حتى كان عام الخندق سنة خمس من الهجرة
وهكذا كان مصعب بن عمير النواة الأولى لنشر الإسلام، والدعوة لسيد الأنام، فحاز شرف السبق، وكُتب له عظيم الأجر، وكان كل من أسلم بعد ذلك في ميزانه
أول من جمَّع بالمسلمين في المدينة
وقد ورد أنه كان أول من جمَّع بالمسلمين في المدينة
فعن ابن عباس قال «أذن النبي في الجمعة، قبل أن يهاجر، ولم يستطع أن يجمِّع بمكة، فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور، فاجمعوا نساءكم وأبناءكم، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة، فتقربوا إلى الله بركعتين، قال فهو أول من جمَّع حتى قدم النبي صلى الله وسلم المدينة، فجمَّع عند الزوال، من الظهر، وأظهر ذلك» قال الألباني في إرواء الغليل سكت عليه الحافظ، ولم أره في سنن الدارقطني فالظاهر أنه في غيره من كتبه، وإسناده حسن، إن سلم ممن دون المغيرة
جهاده في سبيل الله
كان لواء رسول الله الأعظم لواء المهاجرين يوم بدر مع مصعب بن عمير
وكذلك يوم أحد كان صاحب اللواء حتى استُشهد رحمه الله، فعن إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد؛ فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قمئة وهو فارس، فضرب يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية، وأخذ اللواء بيده اليسرى، وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه، واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء، وابتدره رجلان من بني عبد الدار سويبط ابن سعد بن حرملة وأبو الروم بن عمير، فأخذه أبو الروم بن عمير فلم يزل في يده حتى دخل به المدينة حين انصرف المسلمون الطبقات الكبرى
استشهاده
قال ابن إسحاق وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله حتى قُتِل، قتله ابن قَمِئة الليثي، وهو يظنه رسول الله، فرجع إلى قريش، فقال قتلت محمدًا فلما قُتِلَ مصعب، أعطى رسول الله اللواء علي بن أبي طالب، ورجالاً من المسلمين
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ؛ فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، وَمِنَّا مَنْ مَضَى أَوْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا؛ كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ لَمْ يَتْرُكْ إِلاَّ نَمِرَةً، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْلاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ؛ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ «غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلِهِ الإِذْخِرَ، أَوْ قَالَ أَلْقُوا عَلَى رِجْلِهِ مِنَ الإِذْخِرِ، وَمِنَّا مَنْ قَدْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا» البخاري
وعَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِطَعَامٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاهُ بَدَا رَأْسُهُ، وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ البخاري
قُتل مصعب رضي الله عنه ولم يطلب في يوم من الأيام نعمةً ولا ثراء، ولا سلطة ولا وجاهة، ولم يكن يفكر يومًا بمنصب أو رئاسة، ولم يكن له همٌّ سوى انتصار دين الله على الكفر وأهله؛ فآتاه الله أجره، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران
رحمك الله يا مصعب الخير، وجمعنا بك في عليين
والحمد لله رب العالمين
Gustice
Gustice
مشرفة سابقة
البلد : مصعب الخير Jz5m7711
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 393
نقاط تميز العضو : 107729
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
العمر : 35

مصعب الخير Empty رد: مصعب الخير

24/04/10, 02:32 am
محمد كتب:
و مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي، السيد، الشهيد، السابق، البدري، القرشي، العبدري، أبو عبد الله
أمه خناس بنت مالك العامرية، وزوجته حمنة بنت جحش الأسدية القرشية، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش، وبذلك يكون مصعب بن عمير عِدلَ النبي ، تزوجها قبله عبد الرحمن بن عوف وكان لمصعب من الولد ابنة يقال لها زينب كان في ذروة قريش حسبًا ونسبًا
أسلم طائعًا، وهاجر معلمًا وداعيًا، ومات شهيدًا مجاهدًا، صحابي جليل من صحابة رسول الله ؛ كان شابًّا غنيًّا مترَفًا منعَّمًا، حسن الوجه، لطيف المعاملة والمعاشرة، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم قديمًا والنبي في دار الأرقم، وكان رضي الله عنه محببًا إلى والديه؛ يغدقان عليه بما يشاء من أسباب الراحة والترف والنعيم، ولهذا كان من أنعم فتيان مكة
بل كان فتى مكة شبابًا وجمالاً وتيهًا، وكانت أمه غنية كثيرة المال، تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقّه، وكان أعطر أهل مكة، وقد روي أن رسول الله كان يذكره ويقول «ما رأيت بمكة أحسن لِمّة ولا أرق حُلّة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير» الحاكم في المستدرك ، وابن سعد في الطبقات
إسلامه
دخل في دين الله متحديًا قريشًا بعتادها وقوتها؛ لما كان يرى من تعذيبهم للمستضعفين في رمضاء مكة فضَّل مصعب حياة الفقر والشدة مع الإيمان، على الرفاهية ورغد العيش مع الكفران، آثر الآخرة على الدنيا، وكان يعلم أنه سيُسْلَب النعيم الذي هو فيه، لم يفعل كما يفعل كثير من المترفين اليوم من عدائهم للمتمسكين بهذا الدين والاستهزاء بهم ترك مصعب النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مُؤثِرًا الشَّظَف والفاقة، وأصبح ذلك الفتى المتأنق المعطّر، لا يُرَى إلا مرتديًا أخشن الثياب، يأكل يومًا، ويجوع أيامًا قال أهل السِّيَر لما أسلم مصعب أصابه من الشدة ما غيَّر لونه، وأذهب لحمه، وأنهَك جسمه، ثم صُبَّ عليه العذاب، وقُيِّد في الأصفاد بعد أن كان حرًّا سيدًا، فأخذه أهله وقومه وحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أن هاجر إلى الحبشة فأين من ذلك كثير من شباب المسلمين اليوم الذين لا يصبرون على شظف العيش فيبيعون دينهم بعَرَض من الدنيا قليل، فيرضون بالسفر إلى بلاد الكفار، ويعرضون أنفسهم للفتن ليل نهار
حُسن خلقه، وصدق إيمانه
تربى مصعب في مدرسة النبوة، ونهل من معينها الصافي الرقراق، فظهرت آثار تلك التربية في صدق إيمانه وحسن خلقه، وصدق نبينا إذ يقول «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» رواه أحمد ، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة هذا إسناد حسن، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي
وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال «كان مصعب بن عمير رضي الله عنه لي خِدنًا وصاحبًا منذ يوم أسلم إلى أن قُتل رحمه الله بأُحد، خرج معنا إلى الهجرتين جميعًا بأرض الحبشة، وكان رفيقي من بين القوم، فلم أر رجلاً قطُّ أحسن خُلقًا، ولا أقل خلافًا منه» الطبقات الكبرى لابن سعد
زهده وورعه
لقد كانت همة مصعب بن عمير رضي الله عنه تجاوز الفضاء، وتعانق الجوزاء، فهو يعلم أن هذه الحياة مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، جديدها يبلى، وملكها يفنى، وعزيزها يُذَل، وكثيرها يَقِلّ، وحيُّها يموت، وخيرها يفوت، لذا فإن مصعب بن عمير طلقها، ورضي منها باليسير الذي يبلِّغه إلى النعيم المقيم في الآخرة
عن محمد بن كعب القرظي قال حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول إنا لجلوس مع رسول الله في المسجد؛ إذ طلع علينا مصعب ابن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة؛ فلما رآه رسول الله بكى للذي كان فيه من النعيم، والذي هو فيه اليوم؛ ثم قال رسول الله «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة، ووُضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤونة فقال رسول الله لأنتم اليوم خير منكم يومئذ» أبو يعلى ، رقم ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب
هجرته رضي الله عنه إلى الحبشة
لما رأى رسول الله ما يلقاه المسلمون من الأذى، أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة، فهاجروا ومعهم مصعب بن عمير، ثم سمعوا بعد أَشْهُر بأن المشركين قد قطعوا الأذى، وهادنوا المسلمين في مكة، فقدموا من أرض الحبشة، فلما اقتربوا من مكة تبين لهم أن الخبر غير صحيح، فعادوا مهاجرين مرة أخرى يفرون بدينهم من الفتن، وبعد مدة من الزمن قدم مصعب إلى مكة
الرجل المبارك
اختاره النبي الكريم ليكون رسوله إلى المدينة، يفقِّه الأنصار الذين آمنوا برسول الله وبايعوه عند العقبة، ويدعو غيرهم إلى دين الله، ويَعُدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم
عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَجَعَلا يُقْرِئَانِنَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلالٌ وَسَعْدٌ؛ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ ؛ فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِهِ؛ حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ؛ فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأْتُ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِثْلِهَا البخاري
اختاره الرسول لرجاحة عقله
وقد اختاره الرسول لرجاحة عقله وكريم خُلقه، وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلمًا، لكن الله أجرى على يديه البركة والخير؛ فقد أسلم على يديه أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة؛ بعدما جاء شاهرًا حربته، ويتوهج غضبًا وحَنَقًا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم؛ فلما أقنعه أن يجلس ويستمع، فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم، وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم، ثم تلاه سعد ابن عبادة، وأسلم كثيرٌ من أهل المدينة
اجتهد في الدعوة إلى الله؛ فلم يهنأ بطعام، ولم يغمض له جفن حتى يدخل الناس في دين الله أفواجًا
وأقام مصعب يدعو إلى الله حتى لم يبق بيت من بيوت الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون فكان عظيم البركة والخير
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ؛ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا » مسلم
وأقام مصعب في بيت أسعد بن زرارة، يدعو الناس إلى الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخَطْمَة ووائل كان فيهم قيس بن الأسلت الشاعر وكانوا يطيعونه فوقف بهم عن الإسلام حتى كان عام الخندق سنة خمس من الهجرة
وهكذا كان مصعب بن عمير النواة الأولى لنشر الإسلام، والدعوة لسيد الأنام، فحاز شرف السبق، وكُتب له عظيم الأجر، وكان كل من أسلم بعد ذلك في ميزانه
أول من جمَّع بالمسلمين في المدينة
وقد ورد أنه كان أول من جمَّع بالمسلمين في المدينة
فعن ابن عباس قال «أذن النبي في الجمعة، قبل أن يهاجر، ولم يستطع أن يجمِّع بمكة، فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور، فاجمعوا نساءكم وأبناءكم، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة، فتقربوا إلى الله بركعتين، قال فهو أول من جمَّع حتى قدم النبي صلى الله وسلم المدينة، فجمَّع عند الزوال، من الظهر، وأظهر ذلك» قال الألباني في إرواء الغليل سكت عليه الحافظ، ولم أره في سنن الدارقطني فالظاهر أنه في غيره من كتبه، وإسناده حسن، إن سلم ممن دون المغيرة
جهاده في سبيل الله
كان لواء رسول الله الأعظم لواء المهاجرين يوم بدر مع مصعب بن عمير
وكذلك يوم أحد كان صاحب اللواء حتى استُشهد رحمه الله، فعن إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد؛ فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قمئة وهو فارس، فضرب يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية، وأخذ اللواء بيده اليسرى، وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه، واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء، وابتدره رجلان من بني عبد الدار سويبط ابن سعد بن حرملة وأبو الروم بن عمير، فأخذه أبو الروم بن عمير فلم يزل في يده حتى دخل به المدينة حين انصرف المسلمون الطبقات الكبرى
استشهاده
قال ابن إسحاق وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله حتى قُتِل، قتله ابن قَمِئة الليثي، وهو يظنه رسول الله، فرجع إلى قريش، فقال قتلت محمدًا فلما قُتِلَ مصعب، أعطى رسول الله اللواء علي بن أبي طالب، ورجالاً من المسلمين
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ؛ فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، وَمِنَّا مَنْ مَضَى أَوْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا؛ كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ لَمْ يَتْرُكْ إِلاَّ نَمِرَةً، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْلاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ؛ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ «غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلِهِ الإِذْخِرَ، أَوْ قَالَ أَلْقُوا عَلَى رِجْلِهِ مِنَ الإِذْخِرِ، وَمِنَّا مَنْ قَدْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا» البخاري
وعَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِطَعَامٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاهُ بَدَا رَأْسُهُ، وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ البخاري
قُتل مصعب رضي الله عنه ولم يطلب في يوم من الأيام نعمةً ولا ثراء، ولا سلطة ولا وجاهة، ولم يكن يفكر يومًا بمنصب أو رئاسة، ولم يكن له همٌّ سوى انتصار دين الله على الكفر وأهله؛ فآتاه الله أجره، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران
رحمك الله يا مصعب الخير، وجمعنا بك في عليين
والحمد لله رب العالمين

آمين سلمت يمناك أخي العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى