التربية الجنسية في المدارس

تقول الحكمة أن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يفعل
العدو بعدوه...و لأن المدرسة تعنى بتكوين المواطن
الصالح المتوازن نفسيا و عقليا و جسديا،وجب عليها
أن تلم بجميع العوامل التي تؤثر في تكوين شخصية
متكاملة متزنة، وكذالأن الغريزة الجنسية تعد من
أهم عناصر وعوامل استمرار الحياة البشرية...فقد
أيد هذه الفكرة عديد من الدكاترة و الإطارات في
التربية الإسلامية من الجزائر و حتى من دول عربية
أخرى..،و قد كنت من بين من أدلوا بأرائهم في هذا
الاقتراح...أردتكم من باب الإفادةالعامةأن تتابعوا
و تشاركونا بأرائكم أيضا...
+ تكسير طابو التربية الجنسية:
يتوجب علينا قبل كل شيء طرح السؤال التالي:
هل آن وقت إدراج التربية الجنسية في المنهاج
المدرسي ؟ كما يتوجب علينا أولا أن نتساءل :
هل وصل مجتمعنا و قبله الأسرة إلى وعي و إدراك
معنى الجنس كتربية؟؟ إذ كلنا أدرى بأن أغلب الأسر
حتى لا أقول الكل سواء كانت جزائرية أو حتى ربما
من دول عربية لا تؤمن بهذه الخرافات حيث تراها
كذلك ،و إذ لم تقدر هذه الأسر حتى على التربية
الجسمانية و الأخلاقية فكيف بربكم تربي أبناءها
تربية جنسية؟؟
لست بقولي هذا ضد الفكرة، بالعكس فهو لدليل
على نضج و وعي خاصة في الوقت الراهن الذي تشبع
به شبابنا و حتى أطفالنا بمبادئ و تعاريف غريبة
عن شخصيته التي سيرتها عادات و تقاليد سخيفة...
وأقولها: سخيفة،لأنها استحيت من تعليم الأولاد
و البنات أشياء كان لابد من إدراكها بأسلوب
أخلاقي راق من أسرتهم،المنطق و المبدأ الأول الذي
يعود إليه كل طفل و كل شاب حين المراجعة ،و لكن
مع الأسف أسرنا تتحاشى الكلام في هذه المواضيع ،
و ياويل من ينطق أو يسمي أعضاءه الجنسية و هنا
أخص الطفل في مرحلةاكتشاف جنسه،فبدلا من انتهاز
الفرصة و شرح الأشياء ببساطةدون تعقيد أو خجل
نجدهم يسمعونه وابلا من الشتم و الألفاظ البذيئة
أو ينهالون عليه ضرباوكأنه ارتكب جريمة...إذن
تصوروا هذا لمجرد التسمية فقط،و هكذا ينفرونه
منهم ويبعدون المسافة بينه وبينهم ومن ثم يبدأ
التفكير في اللجوءإلى المحيط الخارجي أين يجد أسلاك
الهوائيات المقعرة تعطيه و على طبق من فضة ما
ينقصه،و كما تريده هي،لأنها فعلا نجحت في غزونا
بالأفلام الشبابية....
و لتوقف هذه التقاليد البالية الأمواج التي
تلطم شبابنا هناوهناك ،والله لأقولن لهاته الأسر
المتشبثة بهكذا تقاليد:أين العيب والخجل والحياء؟
أفي أن تكلمي ابنك أو ابنتك عن الأمور الجنسية
وترسخينها في ذهنه بطريقة مؤدبة فيأخذ عنها
فكرة حسنة؟ أم أن تطلقي له العنان ليلتقط من
كل من هب و دب؟؟...حتى إذا وقع في ورطة تقولين
له:عيب، أو تعايرينه:قليل التربية...
+ التكوين في الثقافة الجنسية واجب:
أتذكر يوما عندماوصلت إلى زميلتي في العمل رسالة
من أب تلميذة، يطالبها فيها بغيير الولد الذي
كان يجلس إلى جانبها ببنت،..مزقت زميلتي الورقة
ولم تلبي الطلب...بعد يومين كان حضوره شخصيا
لمعاودة الطلب،فاستفسرت عن السبب،فقال:ليس لأنه
يسرق أشياءها أويضربها أويزعجها...و مستغربة
مبتسمة قاطعته معلمتها لتعاود استفسارها..،
أتدرون ماكان السبب؟؟ فقط لأن ابنته أنثى وذلك
الزميل ذكر،ويخاف عليها، هذا مايعلمه أب مهندس
لابنته في سن الخامسة،ولو تعرفون طريقة لباسها
آنذاك لكان تعجبكم أكبر...فهل هذه هي التربية
الصحيحة والخوف على أبنائنا؟؟...
ماكنت أسرده الآن ليس خروجا عن الموضوع أو مجرد
مثال أردت به ملء الأسطر، بل لأنني رأيت فيها
ارتباطا وطيدا بالفكرة التي أعتبر نفسي من
أوائل مؤيديها ليس لأنها تربية سهلة كما يبدو
ربما للبعض، ولكن لأن الوقت حان ليجند الجميع
لإنجاح هذه المهمة،وعندماأقول الجميع أعني أن نعبد
الطريق أمامها إذا ماأدرجناها في المنهاج
المدرسي-وما أدراك ماثقل ذلك-حيث نتوقع خمسين
بالمئة كنسبة نجاح بدون مساعدة الأسرة،التي نحدد
نسبتها الدنيابثلاثين بالمئة، وتبقى العشرون
بالمئة كنسبة شخصية تحدداقتناع التلميذ بمايتلقى
أما إذا أردنا كسب الثلاثين بالمائة فعلينا
بالمقابل توعية الأسرة بوجوب هذه المساعدةبطريقة
أوبأخرى،ومن جهة ثانيةوهوالأهم في هذه الدائرة
هم أصحاب تلقين هذه التربية،فكيف سيتم اختيارهم
؟ هل يملكون شهادات التخرج في التربية الجنسية؟
هل هم أخصائيون نفسانيون؟ هل هم مربون مختصون؟
أم سيوكل الأمر أيضا للمعلمين العاديين؟؟ كما لا
ننسى التفكير في نقطة حساسة وهي :ابتداء من أي
سن أو من أي طور سيتم إدراج التربية الجنسية؟
لأن أطفال هذا الجيل ليسواأبدا كبني الجيل السابق
من حيث وعيهم وحبهم للتطلع، وعليه لامناص في أن
نداري الشمس بالغربال فنكون أشبه بالنعامة التي
تخفي رأسها من الصياد وفي ذلك موتها و هلاكها...

بكل الاحترام س.أمل-الجزائر-

لا يا اختنا العزيزة انا لا اوافقك ، مع كل احتراماتي لك.

والله كلامك صحيح يجب أن تكون التوعية الجنسية للأبناء ولكن بطريقة صحيحة حتى لا لا يأخذوا معرفتهم من المحيط الخارجي الذي في الغالب يعطيهم معلومات خاطئة

وهذا ما فعلا ذكر في كتاب التربية الجنسية من منظور إسلامي
بارك الله فيك وجزاك كل الخير أختي العزيزة أمل

في هذا المضمار فعلا قرأت كتابا من قبل اسمه بلوغ بلا خجل وفيه الكثير من النصائح التي يجب أن يصارح بها الأب و الأم ابنهما أو ابنتهما في مرحلة البلوغ بتوضيح دقيق لي عودة للموضوع بعد عودتي للكتاب أستقي منه بعض النقاط شكرا أستاذة على تنويع مواضيعك

بارك الله فيك أختاه على الطرح، لكن وجهة نظري الخاصةأن هذا الأمر سابق لأوانه، و المشكلة ليست لا في ادراج التربية الجنسية في مدارسنا و لا اعداد المناهج و المؤطرين، إنما في تهذيب المصطلح ،فعندما نعود الى ديننا الحنيف، فإننا نجده يتطرق ألى هذا الموضوع في كل جوانبه يجب العودة الى دائما السيرة النبوية و النصوص القرآنية كمرجع، و سيكون مثلما ذكرت تعبيدا لمعبر بر الأمان الذي يحمي ابناءنا من الابتعاد عن قيمهم و دينهم في ظل التكنولوجيا الهدامة التي تدفع بأبنائنا الى ان يحدوا عن السبيل و اقترح مثلا كبديل مصطلح العلاقات الصفية و الاسرية.

----أخوك عبدالحق.ش---------

أشكر لكم مروركم أيها الكرام
مع احلى تحياتي س.أمل-الجزائر-