مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 22 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 22 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
إسماعيل سعدي
إسماعيل سعدي
مدير الموقع
البلد : بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Btf96610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 146534
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Empty بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي

09/01/10, 11:59 am
مقدّمة
لم يعد مِن المجدي البحثُ في قضيّة الأسبقيّة التي قد يزعم الواحدُ تلمّسَها بين التعبيريْن الشفهيّ والكتابيّ ولا ينفع الاستطرادُ في أفضليّة أحدهما على الآخر، ولا حتّى قيد العلاقة الكائنة بينهما باسم الشموليّة والمصدريّة (أو التبعيّة في المقابل)، وهي التي قد تتاح لأحدهما على حساب الآخر ـ وإن يكن هذا قد تحقّق بالفعل تاريخيًّا ـ؛ كما لا يسلم نصب علاقة التناظُر بينهما بحيث يوحي كلّ ما حولها أنّ أحدهما صورة للآخر. لكن القول إنّهما أصبحا ينموان بشكلٍ متكافئ بل ومتناظر ـ وتحت تأثير عناصِر معيّنة كالإعلام الذي يعمل على تضييق هوة الفرق بين لغة الكتابة ولغة النطق وبفعل تكاثر الوسائل التي تمزج بينهما ـ فهذا يحقِّق نسبة معيّنة من تصوّر مسارات النشاط التعبيريّ بشقيّه الشفهيّ والكتابيّ وما يميّز نسيجه من الفنيات. شبه تواطؤ بين التعبيرين.
1. البَيْنية المبايِنة أو الحلقة الواصِلة:
الحقّ إنّنا هنا نتعامل مع مفاهيم موزَّعة بين نمطَيْن تعبيريّيْن فيهما مِن المفارقة ما يجعلهما ” متقاربين / متباعِدين “ و” متداخِلين / متبايِنين “ في آنٍ واحِد: هذا ما نريد التعبير عنه ﺒ ” البينيّة المبايِنة “؛ نحن في وضعٍ لا يمكن الحكم فيه ولا القول إنّ أحدَهما أشمل وأكمل، لكن التداخل لا يعني حتمًا عدم القدرة على الفصل بينهما تقنيًّا ومنهجيًّا وذلك باستكمال معالم كلِّ واحِدٍ منهما؛ لكن قبل تحقيق هذا المسعى فضّلنا الحديث عن معيار البينية المُبايِنة.
ففي ظلّ هذه البينية نفهم كيف يقتحم أحدُ النَمَطين مجالَ الآخر في خصوصياته (فنيّةً كانت أم غير ذلك)، اعلمْ أنّه إنّما يحقِّق تلك البينيةَ تبادلُ العناصر بين النمطين، هذه البينية تنبِئ عن علاقةٍ تفاعليّةٍ متبادلة بين نمطيْ التعبير ” المتّصِلين “ وهي تتمثّل في الخصائص الآتية:
1.1 انعِكاس تعبيرٍ على آخر:
1.1.1 التعبير الكتابيّ نقطة المنطلَق:
أهمّ ما يميِّز مفهومَ (التعبير الكتابيّ) هو أنّه لا يغفل ولو لحظة عن تواجُده كقسيمٍ داخل مجموعة اتصالية (continuum) مع قسيمٍ آخر هو (التعبير الشفهيّ). لا ننفكّ نكرِّر هذه الفِكرة المهمّة رغم ما يبدو عليها من البساطة التي قد تدفع إلى التغاضي عن ذكر ذات الفكرة كلّ مرّة.
طه حسين لا يعبِّر كتابةً إلاّ وأدخَل عناصِر هي من جنس التعبير الشفهي ـ وله هذه الخصوصية التي لا تعنينا هنا عن قربٍ ـ حيث يستدرج القارئ إلى فهم معانيه بعباراتٍ من الواضِح أنّ الغايةَ منها هو إشراك ذلك القارئ كما لو أنّه حاضِرٌ أمامَه، فتأتي صياغاته ملوَّنة بطلب الانتباه والدعوة إلى التدبّر وتكرار عبارات تسترعي ذلك الانتباه كما لو أنّه في مقامات المشافهة.
فها هو يستحضِر القارئ في هذا المقتبَس:
« وهو عنوان غريب كما ترى ولكنه يصور حقيقة من الحقائق الرائعة التي عرضها المؤلِّف في كتابه » .
هناك من لم يقعد عن تفسير هذه الظاهِرة على أنّها سمة أسلوبيّة ترجع إلى شخصيّة الأديب، ولا ينفكّ القارئ يتفاعل (وينفعِل) إثرها مع النصّ بتكراراته المستميلة (والغريبة أحيانًا) وفراغاته الموحية (والمدهِشة بعضَ الأحيان)؛ لكن ما يهمّنا من هذه الظاهِرة (المكوِّن الأسلوبيّ الخاصّ) هو تلك المجموعة الاتّصالية (continuum) الكائنة بين قطبيْ التعبير والتي هي أشبه ما تكون ببقايا أحدهما المتسرِّبة إلى الآخر لكونهما (أو كانا) ينتميان إلى عالَمٍ واحِدٍ ثمّ شاءت سنن تطوّر الإنسان فأعقبت المشافهة الكتابة، ولا زالت هذه الأخيرة تحمل آيات الأولى ولا تمتنع المشافهة عن تقمّص بعض الأدوار التي كانت وحدات الكتابة تؤدّيها كعلامة الاستفهام على سبيل المثال.
فهكذا جرى أن انتقلت إلى نمط التعبير الشفهيّ عباراتٌ من قبيل ما يقال مِن: ” وضع النقط على الأحرف “ أوّلاً تمييزًا للكلمات في المكتوب ثمّ توضيحًا ـ بعد ذلك ـ للأمور وحسم القرارات في المشافهة، و” هذه علامة استفهام لا بدَّ منها في هذا المقام [..] “ إثارةً للتساؤل الذي يفرض نفسه، و” نغتنِم الفرصة لنفتح القوسَ هنا [..] “ إنباءً بإقحام مجال سرعان ما يُفرغَ منه إلى الموضوع، ” فإذا أطلِقت هذه الكلِمة انصرفت إلى “ وكما يرِد على ألسِنة مستعمِلي اللّغة الفرنسيّة « Point, à la ligne.. ! » أي ” نقطةَ نهاية، والآنَ عودةً إلى السطر [ الجديد ] “ بمعنى كلّ شيءٍ انتهى فلا بدَّ من الانتقال إلى شغلٍ جديد. وكذلك ما نردِّده كثيرًا: ” أقول بالمعنى الحرفيّ [...] “ فهو اقتباس من الاصطلاح الكتابي إلى التعبير الشفهيّ واضِحٌ.
فهي قد تُعامَل على أنّها تشبيهات واستعارات وكنايات مثلها مثل أن يقول المعبِّر ” يسلطّ الأضواء على [..] “ لكن الأمر ليس كذلك إنّما حدث ما حدث لأنّ الكتابة أصبحت ذات معايير تعكِس نفسَها وتريد أن تفرضها على تعابيرنا العادية. فالأفكار موجودة في العالَم المحسوس وكذلك في العالم المجرَّد، فقد يساهِم التعبير الكتابي في تجسيدها كما يلعب دورًا في تجريدها مرّةً أخرى، فيأتي التعبير الشفهيّ يفكّك المفاهيم.
2.1.1 التعبير الشفهيّ نقطة المنطلَق:
أدمجنا هنا الشقيْن معًا، وتعمّدنا الانتقالَ من تعبيرٍ إلى آخر للتداخل الكائن بينهما، ورغم ما استهدفناه من آيات التمييز بين النّمطيْن، لننبِّه إلى أنّ ربّ ما يبدو أنّه نصّ مكتوب إذن تعبير كتابي يزول عنه الطابع الكتابيّ بمجرَّد أن يلقى بالمشافهة أن علاقة عدم تناظُر معمولٌ بها. قبل الخوض فيما يتميّز به النّمطان التعبيريان بعضهما عن بعض المثلَّث المصطلحيّ:
الجواب بالنفي يعني قيام الحدود المميِّزة بين المصطلحات الثلاثة، اللُّغة / الكلام المَنطوق / الكلام المَكتوب. فحتى الذين ضبطوا المصطلحات حرصوا على الإشارة إلى هذا المثلَّث المصطلحيّ: (اللُّغة) تَعني اسم الجِنس لِلكلام المَنطوق أو المَكتوب.
تظهر صورة عتق التعبير من معقل اللّغة والكلام ليصبح نموذجًا مهيكَلاً مفعِّلاً لطاقاتٍ عديدة، يفرض دائمًا خاصية الاستعداد والتواصل. وبعضها تعدُّ حَلَقةً واصِلة بين التعبيريْن كتقديم تقرير عن قراءة وهو نوعٌ من بطاقة قراءة، فالنصّ متواجِد ـ لا محالةَ ـ لكن الإلقاء (إلقاء البطاقة) يخضع لسياقاتٍ مكيِّفة للنصّ المكتوب (التعبير الكتابي) بحيث يمكِن معه تحويله إلى تعبيرٍ شفهيٍّ، لعلّ هذا المنطِق هو الذي يغيب عن يعض الملقين للمداخلات في ملتقياتٍ علميّة وثقافيّة متنوّعة المحاور والمواضيع، إذ التكييف والتحويل لا يؤدّيان الأدوارَ المنوطة بها كما ينبغي لها وعليها.
2. التعبير الشفهي وعناصِره:
لتحديد أهلية أيّ تعبير بأن يُصنَّف ضمنَ التعبير الشفهيّ ـ لا كمجرّد كلام بل كقالِب يستنفر استراتيجيات خاصّة ـ أوجدنا عناصِرَ مميِّزة، بعضُها مستقًى من جملة ما يعتبر فنون الإلقاء ﮐ:
الخطابة،
والوصيّة،
وعرض البحث،
والمداخلة،
وإنشاد الشعر،
والسرد القصصي الشفهيّ (الحكواتي)،
والعرض المسرحيّ،
والمرافعة القانونية،
والمحاضرة؛
وجئنا ببعضها الآخر من مواقف التلقّي ﮐ:
مشاركة المتعلِّم في قسمٍ مدرسيٍّ (عبرَ دعم الأفكار)،
والمقابلة الصحافية،
واستطلاع الرأي،
وحوار الإمتاع والمؤانسة المحوَّل إلى حوار المائدة المستديرة،
والمناظرة؛
كما التفتنا إلى خصائص الخطاب وهويّته كالاتّساق والانسجام، والتركيز على ضرورة التفريق بينهما بحيث تدخل إشكاليّة الاتّساق في علاقة ترابطيّة مع إصدار الكلام، أمّا إشكاليّة الانسجام فتدخل ضمن علاقة تلقّي الكلام.
فأصبح بالإمكان إيراد العناصر المميِّزة وفقَ هذا الترتيب:
1.2 التعبير الشفهي والإلقاء:
1.1.2 المُلقِي:
حضور الملقي ضروري جدًّا بصوته وبجسده وبحركات يديه ووجهه.
2.1.2 المشافهة:
وهي التي تربط بين المعبِّر والمتلقّي، والإلقاء يفرض وجود مضمون يحصل عليه المتلقّي في آخر المطاف، قد يحدث بناء المضمون بصورة ارتجالية كما يحدث أن يكون المضمون قد سبق بناؤه ضمن نصٍّ ما ـ ولا يمنَع أن يكون مكتوبًا ـ فعنصر المشافهة متأتية من كون الإلقاء غير منفي لكن بشرط أن يسمّى الإلقاء آنذاك قراءة لنصٍّ مكتوبٍ؛ لكن القراءة كثيرًا ما تخضع لقوانين المشافهة كالنظر إلى المخاطَب والتباطؤ في القراءة والتكرار و ..الخ.
3.1.2 الجمهور:
اكتسب هذا المصطلح نوعًا من الشعبية في فنّ الخطابة، وقصدنا استعماله هنا ليتميّز شيئًا ما عن مصطلح (المتلقي)، لأنّ الجمهور كثيرًا ما يستمِع من دون التعليق (الاستجابة الكلامية المباشِرة) كما يفعل المتلقّي (المتحدِّث الذي ). كالخطابة رغم ما نجد فيها من أقوالٍ توحي أنّ الخطيب يلتمِس من جمهوره أجوِبة وردود أفعال فهي إمّا مؤجَّلة أو استفهامات مجازية، فعليّ بن أبي طالب لما استفهم في إحدى خطبه وهو في موقِف المعاتب لم يقصد به أن يردّ عليه بقدر ما قصد النفي: « وهل أحدٌ أشدّ لها مِراسًا منّي ؟ » بمعنى: ٍ لا أحدَ أشدّ لها مراسًا من عليّ ـ رضي الله عنه ـ ، ولم يتجرّأ أحدٌ على أن يعارضه رغم ما قد ينتاب البعض أوّلاً: نظرًا لمقامه، ثانيًا: الكلّ يعرف أنّ الموقف لم يكن موقف السؤال والجواب، ثالثًا: هو يعاتب ويلوم ويوبِّخ، البلاغة تحلّ الإشكالَ.
4.1.2 الإقناع:
وذلك بأن يوضِّح (الخطيب والمداخِل وصاحب العرض) رأيه للسامعين ويؤيّده بالبراهين ليأخذوا به، وليعتقدوه كما اعتقده قائله.
5.1.2 الاستمالة:
وهي أن يثير الخطيب بنفوس سامعيه العاطفة المؤيِّدة لأفكاره، والمستنكرة ما يستنكره من آراء الخصوم، فيحرّك فيهم المشاعر، ويقبض على زمام عواطفهم، لما فيه مصلحة موضوع الخطبة، سارًا أو محزنًا، راضيًا أو منكرًا، داعيًا إلى الثورة أو السكينة، وهي إحدى وظائف اللّغة في نظريّة الإعلام.
2.2 التعبير الشفهي ومواقِف التلقّي:
1.2.2 المتلقّي:
التلميذ يتلقّى الدرس ويضبط الموضوع ويأخذ الأفكار ويتعاطى معها بالتعبير بل أحيانًا يقصد المعلِّم استثارة المتعلِّم من أجل التعبير ويتحقّق من مدى الفهم عن طريق التعبير.
2.2.2 التكرار:
من الظواهر التي تطغى على التعبير الشفهي التكرار الذي يمكن تفسيره انطلاقًا من دراسة حالات التبادل الشفهي المختلِفة، ويرجع عمومًا إلى عوامل نفسية تتعلّق بالأفراد المتخاطبين كما يرتبط بعادات كلاميّة يتّصف بها بعض المتحدِّثين وتلازِم أشخاصًا يقرّون بأنّه ليس من اليسير التخلّص منها؛ وعلى كلٍّ فهي سمة غالبة على التعبير الشفهيّ تكاد ترتبِط بالعوامل المحيطة بالفرد المتكلِّم وإذ يستجيب للوظيفة التواصلية (Fonction phatique) يهدف إلى شدّ الانتباه والتركيز على نقاط دون أخرى هي التي يبدو أنّها تتكرّر في عرض الحديث وطوله ويراد التأكيد عليها، وهذا التكرار يُكرَّس في التعبير الشفهيّ من قبل آليات كالاستدراج في حال توفّر عناصر ما يدور حوله الحديث والاستدراك فيما يخصّ الحديث الذي تتطوّر أفكارُه.
لكن لا يُتصوَّر أنّه ينعدم في التعبير الكتابي لكنه يخضع لنظامٍ مكيَّف لطبيعة هذا النوع من التعبير فيُقضى على المقاطع المكرَّرة (الكلمات والعبارات والفقرات أحيانًا) ويُسنَد ما لا يمكن حذفه إلى الاستطراد والاسترسال والإطناب والتفصيل والتعميم؛ وقد لا يجد المتحدِّث الدعمَ في غير التكرار لذلك تأتي وحدات وظيفيّة كالتوكيد بنوعيه اللّفظيّ والمعنويّ.
بينما يكتسب التكرارُ في العمل الفنّي أغراضًا عامّة مرتبِطة بالفنّ الذي يتفنّن فيه الفنّان ولها صلة وثيقة بطبيعة ذلك الفنّ ولا تكون خارجه ويملك أغراضًا خاصّة تستمدّ أصالتها من الفنّان في حدّ ذاته ومن إغراءاته.
يمكن تفسير ما يسود من التكرار في التعبير الشفهي وبدرجة عالية مقارنة بالتعبير الكتابي بالرجوع إلى ثنائية (الكلام واللّغة)، وذلك باعتبار الكلام الأداء الشّخصيّ لذلك الوضع (المتعارَف عليه) من قبل المتحدِّثين. فهذا ما يجعله يمتاز بالتّنوّع، وتتحكّم فيه إرادة وقصديّة أو لا شعوريّة ذلك الشّخص، علمًا أنّ تلك التّنوّعات والتّجليّات هي الّتي تمنح اللّغة (Langue) طابعها الملموس. أي هو الجانب الفعليّ للّغة، ويدلّ على كيفيّات من المنتظَر أن تتميّز بها الذّات المتحدِّثة، فهو تلقائي لكنّه إراديّ، وينمّ عن الظّواهر الفرديّة المرتبطة بالعوامل الفيزيولوجيّة من جهة؛ وقد يقابل مِن ناحية أخرى مع اللّغة التي تُعتبَر مفروضة، إذ ما لا يخضع للقاعدة فهو إمّا شذوذ أو انزيّاح أو تنوّع أو إبداع؛ وذلك حسب النّظريّة والفرع المعرفيّ الّذي ينهض بمهمّة تفسير تلك الواقعة. بينما اللّغة هي المحصول المستودَع في الذّاكرة الجماعيّة إذ كان نتاجًا سلوكيًّا، والمنتوج المكتسَب بالتّعامل وعن طريق الاحتكاك بباقي أفراد المُجتمع. وأداة تواصل بين هؤلاء الأفراد. ووضع منتظم من الأدلّة ومترابط بعلاقات متعارف عليها داخل النّظام ذاته. ومسخَّر من أجل التّبليغ، وإقامة الاتّصال بالغير. بهذا فهو قانون يتضمّن سلسلة مِن القواعد المتشابكة المتظافرة مشكِّلةً مفهوم النّظام الّذي يدور حول الاطّراد والقيّاس؛ وذلك باعتباره نظامًا من الأدلّة الصّوتيّة في الأساس وشبكة من الاختلافات الكائنة بين تلك الأدلّة. وهي ذات طابع اجتماعيّ، تدلّ على ما هو مشترك بين أفراد جماعة معيّنة، وهي المفروضة من قبل هذه الأخيرة، ممّا يقيم صعوبات جمّة أمام أيّ محاولة ترمي إلى إحداث أيّ تغيير، وهنا الطّابع الثّقافيّ.
3. التّعبير الكتابيّ وعناصِره:
لتحديد أهلية أيّ تعبير بأن يُصنَّف ضمنَ التعبير الكتابيّ ـ لا كمجرّد تنضيد وخربشة التصحيف ونسخ بل كقالِب يستنفر استراتيجيات خاصّة ـ أوجدنا عناصِرَ مميِّزة، بعضُها مستقًى من جملة ما يعتبر فنون التحرير كالخطابة والوصيّة وعرض البحث والمداخلة وإنشاد الشعر، وبعضها الآخر جئنا بها من مواقف القراءة كمشاركة المتعلِّم في قسمٍ مدرسيٍّ (عبرَ دعم الأفكار) والمقابلة الصحافية واستطلاع الرأي؛ كما التفتنا إلى خصائص الخطاب وهويّته كالاتّساق والانسجام، والتركيز على ضرورة التفريق بينهما بحيث تدخل إشكاليّة الاتّساق في علاقة ترابطيّة مع إصدار الكلام، أمّا إشكاليّة الانسجام فتدخل ضمن علاقة تلقّي الكلام.
فأصبح بالإمكان إيراد العناصر المميِّزة وفقَ هذا الترتيب:
1.3 التعبير الكتابي والنشر:
1.1.3 تقرير صحافي:
يسعى صاحِب التقرير إلى نشر معلومات متوارية في طيٍّ مجهولٍ، لهذا نجد كثيرًا من الصحافيين يزاولون مهنة نشر في عمود الجرائد تقاريرهم ثم يعيدون نشرها في كتبٍ مستقلّة.
2.1.3 تمييز التعبير الكتابيّ من حيث أدواره:
إنّ تبادُل الحديث (التعبير الشفهيّ) المتكرِّر في مواقِف معيّنة يُفرِز استعمالاتٍ خاصّة تتفضّل الكتابة بتأديّة دور تثبيتها بوصفها عاداتٍ كلاميّة وفي أشكالٍ تعبيريّة معيّنة كالأمثال والحِكم على سبيل المثال، وتتناقل من جيلٍ إلى آخر ـ إضافةً إلى الذّاكِرة الشعبيّة والتراث الشفهيّ ـ عبر نواقِل وسيطة (Medium) هي مِن جنس التعبير الكتابي لا تقلّ أهميّة في ذاتها يمكِن تعليم ما هو روتيني (حواري) لكن يتمّ انتقاله عن طريق الكتابة إلى درجة الجماد (Figement) ، على غرار الطقوس الدينيّة التي يُدمِجها فعل التفاعل بين الناس ضمن كليّاتٍ التعامل الكبرى.
إسماعيل سعدي
إسماعيل سعدي
مدير الموقع
البلد : بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Btf96610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3758
نقاط تميز العضو : 146534
تاريخ التسجيل : 03/04/2009

بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Empty رد: بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي

26/04/10, 12:10 pm
هل من تعليق أو إضافة ؟؟؟؟
Gustice
Gustice
مشرفة سابقة
البلد : بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Jz5m7711
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 393
نقاط تميز العضو : 107649
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
العمر : 35

بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي Empty رد: بين التعبير الشفهي والتعبير الكتابي

26/04/10, 09:51 pm
كتبت ووالله أجدت بارك الله فيك وسلمت يمناك
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى