مرسى الباحثين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوجة الأب أنطون تشيكوف Support
دخول

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر

لا أحد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمد - 7229
7229 المساهمات
بتول - 4324
4324 المساهمات
3758 المساهمات
foufou90 - 3749
3749 المساهمات
1932 المساهمات
1408 المساهمات
1368 المساهمات
1037 المساهمات
973 المساهمات
535 المساهمات

اذهب الى الأسفل
بوعلام م
بوعلام م
مشرف المرسى الجامعي
البلد : زوجة الأب أنطون تشيكوف Btf96610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 374
نقاط تميز العضو : 97621
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 41

زوجة الأب أنطون تشيكوف Empty زوجة الأب أنطون تشيكوف

23/09/11, 01:24 am
زوجة الأب
أنطون تشيكوف
على آرسى آبير ذى مساند یعود إلى الأسلاف، جلست سيدة عجوز صغيرة الجسم. وجهها مجعد
ذو لونٍ اصفر - رمادى وآأنه ليمونة معصورة. آانت تنظر إلى جانب واحد، بكآبة وارتياب،
متململة فى آرسيها دون استقرار، وبين الحين والآخر ترفع إلى انفها الدقيق الشبيه بالمنقار،
قنينة صغيرة تحوى أملاحاً ذات رائحة (سعوط)، وآانت تشعر بأنها متعكرة المزاج. والى جانبها
وقف شاب بمظهر جذاب، اسمحوا لى أن أقدمه لكم: انه شاعر، وابن زوج السيدة العجوز
الصغيرة الجسم، وآان یدور بين زوجة الأب وابن الزوج، الحدیث التالي:
قال الشاعر: جئت إليك بعملٍ یا أمى .. لقد آتبت روایة، ولقد أمرتنى أن أقرأ لك آل ما اآتبه.
اسمحى لي، ها هى الروایة الآن....
-حسناً، سوف نقرأها.... ولكن لماذا یبدو عليك الحزن ؟ هل یعنى ذلك انك مستاء من تدخلى فى
عملك ؟ هل تمانع ؟ هل أنت من ذلك النوع من الأشخاص ؟...
-ولكن، أنا مسرور یا أمي! آيف تأتى لك أن تقولى هذا ؟. لم أفكر حتي.... اخذ الشاعر نفساً
عميقاً، اغمض عينيه قليلاً وبذل جهده لإظهار ابتسامة.ثم أردف: أنا مسرور جداً.... أرجو أن
تحسنى إلي.... ینبغى لنا - نحن الكتاب - أن نكون تحت رقابة ما......
-هكذا إذاً،.... هيا.. اقرأ لى ما آتبته، سأستمع لك.
بدأ الشاعر یقلب أوراقه ببطء. سعل مرتبكاً، وبدأ یقرأ:
آان صباح یوم من أیام شهر آیار الرائعة، وآان بطلى مستلقياً على الشاطئ، ینظر إلى الأمواج
الهادرة، وهو یتأمل. ....
قاطعته زوجة أبيه: قف. قف.. اشطب آلمة "یتأمل."
-ولكن لماذا ؟
-الله یعلم ماذا آان یتأمل بطلك ! ربما آان شيئاً ما یمكن....
-ولكن سأوضح لك فيما بعد، یا أمي.
-یمكن للمرء أن یستنتج الكثير من الأشياء، قبل أن تكون قد وصلت إلى إیضاحاتك.... اشطبها.
شطب الشاعر آلمة "یتأمل"، واستمر یقرأ:
وبجانبه، على الرمل، آان یضع صندوق أصباغ وقطعة قنب تمتد على إطار ....
-قف. قف.... آيف یمكنك أن تكتب مثل هذا ؟ اشطب آلمة "قنب..."
-ولكن لماذا، یا أمي؟
-ألا تدل تلك الكلمة على "التصّيد" ؟ ألا یمكن أن یكون فى معنى الكلمة تلميح إلى اضطرابات فى
سكك الحدید، وان تلك الاضطرابات ترتبط مباشرة ب.....
استبدل الشاعر آلمة "القنب" ب "قطعة قماش" واستأنف القراءة:
آان مرافقه فلاح شاب یقف على حافة الشاطئ ....
-أعدها. طوحت العجوز بيدیها فى الهواء، وأدخلت أرنبة انفها فى قنينة أملاح الشم. أعدها...
من اجل ماذا ترید فلاحاً هنا ؟ لماذا ؟ آيف دخل فى الموضوع ؟ استبدله بشيء آخر....
-سوف استبدله ب "ولد صغير."
-ینبغى أن لا تفعل ذلك... إذا آان الولد الصغير یقف صباحاً على شاطئ البحر، فهذا یعنى انه
ليس فى المدرسة، وهو تلميح بوجود نقصٍ فى المدارس.
مسح الشاعر حاجبه، تنهد بعمق، وواصل القراءة.
ولكن آلما توغلنا فى الغابة، آلما آانت هناك أشجار آثيفة، یتوجب قطعها. بدأت مخطوطة
الشاعر تدریجياً تتغطى بخطوط سوداء، وبشطب، ونقاط، وفقدت باضطراد لونها الأبيض، وتبدلت
إلى اللون الأسود. جميع الكلمات تم شطبها، عدا بعض علامات التعجب، والأرقام والقليل من
ظروف الزمان والمكان. آانت العجوز تقف بالضد من علامات التعجب، لان مثل هذه العلامات،
ربما آان القصد منها، زواجاً غير شرعى أو غير قانوني، یؤدى إلى اختلاط الطبقات الاجتماعية.
وهى ترفض ضمائر الشخص الثالث، ذلك لان آلمة "هو" للعاقل و"هو" أو "هي" لغير العاقل،
قد تعنى أى شخص أو أى شئ: رینان، لزال، موسكو تلغراف، أو شيدرین ...وهى لم ولن تسمح
له بأن یستعمل "الفوارز" لأنها - حسب ظنها - تلمح إلى....
قالت العجوز: لماذا ترآت هوامش فى مخطوطتك ؟ المسافة الفارغة تعني، أن لا حصاد. اقتطعها
بالمقص.!
استطاع الشاعر بطریقة ما أن یصل إلى نهایة روایته:
أعلن الشخص المسؤول، قرار المحلفين بصوتٍ مرتعش: آلا انهم ليسوا مذنبين. صفق
الحاضرون للقرار. .
انتفضت السيدة العجوز واقفة على قدميها، وقد امتلأت عيناها بالرعب، ومال غطاء رأسها جانباً،
لتظهر ضفيرتها التى لا ترى فى العادة.
-هل جننت ؟... هل تبرئ السفلة ؟
-لكننى افعل الشيء الصحيح! انهم ليسوا مذنبين، یا أمي.
-ليسوا مذنبين ؟ هل فقدت عقلك ؟!. مجرد آونهم لم یصغوا لأسيادهم، وآانوا وقحين، وقليلى
الأدب مع مساعد المدعى العام، وسمحوا لأنفسهم بأن یتحذلقوا أمام المحكمة، ینبغى أن یجلدوا
بالسياط. ألا تعلم بان التبرئة تفسد أخلاق المرء؟ وتتلف الناس!. ترید أن تقول إن الجرائم یمكن
أن تمر دون عقاب! ابدلها، من فضلك!
شطب الشاعر آلا، انهم ليسوا مذنبين وآتب:
فاسيلى آلنسكي، یعاقب بالعبودیة فى المناجم، لمدة غير محددة، وتعاقب زوجته، ماریا، بالعبودیة
فى المعامل لمدة أربعة عشر عاماً. ....
السيدة العجوز منعته من شطب صفق الحاضرون للقرار.
-الآن، أخذت روایتك شكلها الصحيح. - قالت زوجة الأب - یمكنك السماح لأى شخص بأن
یقرأها.
قَبل الشاعر ید السيدة العجوز، البارزة العظام، ورحل .
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى